المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح أصول السنة للإمام أحمدبن حنبل رحمه الله


أم أبي التراب
03-20-2012, 11:56 PM
شرح أُصُولِ السُّنَّة
لِلإمَامِ
أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ




إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"سورة آل عمران / آية : 102 .

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".سورة النساء / آية : 1 .

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"سورة الأحزاب / آية : 70 ، 71 .
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِمُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. ثم أَمَّا بَعْدُ:

إن خير ما أنفق فيه الإنسان عمره، وأوقاته وأنفاسه طلب العلم وتعلم العلم وتعليمه، الذي هو من أفضل العبادات وأجل القربات.
ففي الحديث الشريف الآتي بيانٌ لمنزلة العلم بأمور الدين، عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما أنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن يُرِد اللهُ به خيرًا يُفقِّهه في الدِّين، وإنما أنا قاسِمٌ واللهُ يُعْطي، ولن تزال هذه الأمةُ قائمةً على أمر اللهِ، لا يضُرُّهم مَن خالفهم، حتى يأتي أمرُ الله» صحيح البخاري: 71.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ" مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا .." رواه مسلم :2674.

فإن الاشتغال بالعلم النافع المستمد من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بهذا العلم هوسبيل الفلاح وسبب السعادة في الدنيا والآخرة لأن هذا العلم هو ميراث النبوة الذي من أخذ به أخذ بحظ وافرولأن العمل بهذا العلم مبني على جادة قويمة وصراط مستقيم ، لذا نقدم قبسة من قبسات العلم ، نظرًا لأهمية دراسة العقيدة.
وأهمية دراسة العقيدة تتبين من وجهين:

أم أبي التراب
03-20-2012, 11:57 PM
وأهمية دراسة العقيدة تتبين من وجهين:
الوجه الأول:أنها جزء من الدين , وبالتالي فكل النصوص الآمرة بأخذ الدين وتعلمه تتناول مسائل العقيدة بالأولوية.
الوجه الثاني: أنها أصل في أعمال الجوارح , بمعنى أن صلاح العقيدة يورث صلاح العمل والعكس بالعكس , وقد ضرب الله مثلا لذلك بأهل الكتاب حين قال"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ *ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ "آل عمران 24- 23.
فالله -عز وجل- جعل افتراءهم في الدين , وفساد اعتقادهم سببًا لفساد أعمالهم وأصلًا لإعراضهم.والعلم يَستوجب الإخلاص لله؛ فالقصد من طلَبِ العلم هو عِبادة الله تعالى، والعمل به، وتبليغه للغير، ابتغاء وجه الله .
فلا بد لطالب العلم أن يستشعر هذا الأمر وأنه في عبادة، وعليه أن يخلص لله -عز وجل- في عبادته، فإذا كان تعلم العلم وتعليمه من العبادات العظيمة، فعلى أهل العلم أن يخلصوا أعمالهم لله -عز وجل- لأن العبادة لا تصح ولا تكون نافعة، ولا مقبولة عند الله، حتى يتحقق فيها: الإخلاص لله، والمتابعة لنبيه صلى الله عليه وسلم. والمؤمنون الذين أنعم الله عليهم بالعلم والعمل لهم أربع مراتب:
المرتبة الأولى: مرتبة الأنبياء، والمرتبة الثانية: مرتبة الصديقين، والمرتبة الثالثة: مرتبة الشهداء، والمرتبة الرابعة: مرتبة الصالحين، قال الله تعالى في كتابه العظيم:
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا"سورة النساء:69.
أي: كل مَنْ أطاع الله ورسوله على حسب حاله وقدر الواجب عليه من ذكر وأنثى وصغير وكبير" فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ"أي: النعمة العظيمة التي تقتضي الكمال والفلاح والسعادة " مِنَ النَّبِيِّينَ "الذين فضلهم الله بوحيه، واختصهم بتفضيلهم بإرسالهم إلى الخلق، ودعوتهم إلى الله تعالى "وَالصِّدِّيقِينَ"وهم: الذين كمل تصديقهم بما جاءت به الرسل، فعلموا الحق وصدقوه بيقينهم، وبالقيام به قولا وعملا وحالا ودعوة إلى الله"وَالشُّهَدَاءِ "الذين قاتلوا في سبيل الله لإعلاء كلمة الله فقتلوا "وَالصَّالِحِينَ"الذين صلح ظاهرهم وباطنهم فصلحت أعمالهم، فكل من أطاع الله تعالى كان مع هؤلاء في صحبتهم "وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا"بالاجتماع بهم في جنات النعيم والأُنْس بقربهم في جوار رب العالمين. تفسير السعدي = هنا (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saadi/sura4-aya69.html#saadi) = بتصرف.
إذًا على طالب العلم أن يجاهد نفسه في تعلمه وتعليمه، حتى يكون يريد بذلك وجه الله والدار الآخرة لا رياء ولا سمعة، والنية هي أساس العمل، وإصلاح النية من أصعب الأمور، قيل للإمام أحمد: كيف ينوي في طلبه العلم؟ قال: ينوي رفع الجهل عن نفسه، ورفع الجهل عن غيره، ينوي به ذلك؛ أي لا يريد الدنيا ولا المال ولا المناصب ولا الجاه، ولا الشهرة، ولا الوظيفة، وإنما ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره، يتعلم العلم لله فلا بد لطالب العلم والمتعلم والمعلم- أن يستشعر هذه العبادة العظيمة، وأنه في عبادة من أجَلّ العبادات وأشرف القربات التي يتقرب بها إلى الله عز وجل.
ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، ونسأله أن يوفقنا للعمل الصالح الذي يرضيه، ونسأله سبحانه وتعالى أن يصلح قلوبنا وأعمالنا ونياتنا، ونسأله أن يعيذنا من الرياء والسمعة، وأن يوفقنا للعمل الصالح الذي يرضيه عنا، وأن يثبتنا على دينه القويم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لذا نقدم درة من درر العقيدة ،وهي :

أم أبي التراب
03-20-2012, 11:59 PM
لذا نقدم درة من درر العقيدة ،وهي :
شرح أُصُولُ السُّنَّةِ لِلإمَامِ: أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ . رابط مباشر لتحميل المتن مباشر (http://www.taimiah.org/cms/pages/download.aspx?type=word&file=/items/Osol_S_H.doc&id=926)=

فالإمام أحمد رحمه الله في هذه الرسالة يقرر مذهب أهل السنة والجماعة، ويبين مذهب أهل البدع، وأنهم مخالفون لمذهب أهل السنة والجماعة، ومعروف أن الإمام أحمد هو إمام أهل السنة والجماعة ، وقد امتحن في مسألة القول بخلق القرآن فثبته الله وصبر على الأذى والسجن والضرب، حتى نصره الله، والله تعالى كما قال بعض العلماء: إن الله تعالى حفظ الإسلام بأبي بكر الصديق يوم الردة، وحفظ الإسلام بالإمام أحمد يوم المحنة.

أم أبي التراب
03-21-2012, 12:00 AM
*ترجمة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:
يؤيد ويسخر الله عز وجل أمة الإسلام في كل حقبة من الزمن من يقودها إلى الحق، فرغم شدة المحنة، وألم العذاب، كان القرار الجريء من الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله بالثبات على الحق في محنة خلق القرآن، هذه المحنة التي عصفت بالأمة في تلك الحقبة من تاريخنا.
*اسمه ونسبه :
أحمد بن محمد بن حنبل الذهلي الشيباني ـ أبو عبد الله .
ولد سنة 164 هـ ، وتوفي ببغداد سنة 241 هـ .
ويمتد نسبه حتى يلاقي فيه نسب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نزار ، لأن نزارًا كان له أربعة أولاد ، منهم مُضَر ، ونبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ من ولده ومنهم ربيعة وإمامنا أبو عبد الله أحمد من ولده . والإمام أحمد عربي صحيح النسب ، حملت به أمه بـ مرو ، وقَدِمَتْ بغداد وهي حامل به فولدته في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة .
وكان أبوه "محمد" والي سرخس ، وكان من أبناء الدعوة العباسية ، وتوفي ـ أي : والد الإمام أحمد ـ وله ثلاثون سنة ، وكانت وفاته في سنة تسع وسبعين ومائة .من أعلام السلف/ للشيخ أحمد فريد / ج : 2 / ص : 220 .

أم أبي التراب
03-21-2012, 12:02 AM
*صفته ـ رحمه الله ـ :
قال ابنُ ذَرِيح الْعُكْبَرِيُّ :
طلبت أحمد بن حنبل فسلمتُ عليه ، وكان شيخنا مخضوبًا طوالًا أسمر شديد السمرة.
وعن محمد بن عباس النحوي قال : رأيت أحمد بن حنبل حسن الوجه ، ربعه ، يخضب بالحناء خضابًا ليس بالقاني ، في لحيته شعرات سود ، ورأيت ثيابه غلاظًا بيضًا ، ورأيته معتمًّا وعليه إزار .
تهذيب الكمال للحافظ المزي . وسير أعلام النبلاء.من أعلام السلف / ج : 2 / ص : 221 .
*طلبه للعلم :
كانت لوائح النجابة تظهر منه زمن الصبا ، وكان حفظه للعلم من ذلك الزمان غزيرًا ، وعلمه به متوافرًا ، وربما كان يريد البكور في الحديث فتأخذ أمه بثيابه فتقول : حتى يُؤَذِّن الناس ، أو حتى يصبحوا .
وطَلَبَ الحديث وهو ابن ست عشرة سنة ، وسافر في طلب العلم أسفارًا كثيرة إلى بلاد : الكوفة ، والبصرة ، والحجاز ، ومكة ، والمدينة واليمن والشام ، والثغور ، والسواحل ، والمغرب ، والجزائر ، والفُراتَين جميعًا ، وأرض فارس ، وخُراسان ، .....ثم رجع إلى بغداد وساد أهل عصره ، ونصر الله به دينَهُ .
قال يحيى بن معين : خرجنا إلى عبد الرزاق إلى اليمن حججنا ، فبينا أنا بالطواف إذا " بعبد الرزاق " في الطواف ، فسلمت عليه ، وقلت له : هذا " أحمد بن حنبل " فقال : حياه الله ، وثبته فإنه بلغني عنه كل جميل .
فقلتُ لأحمد : قد قَرَّبَ اللهُ خُطانا ، وَوُفِّرَتْ علينا النفقة ، وأراحنا من مسيرة شهر .
فقال : إني نويت ببغداد أن أسمع عنه بصنعاء ، والله لا غيرت نيتي ، فخرجنا إلى صنعاء فنفدت نفقته ، فعرض علينا عبد الرزاق دراهم كثيرة ، فلم يقبلها ، فقال : ـ أي عبد الرزاق ـ على وجه القرض . فأبى ، وعرضنا عليه نفقاتنا ، فلم يقبل . فاطلعنا عليه وإذا هو به يعمل التك* ، ويفطر على ثمنها . واحتاج مرة فأكرى نفسه للجمالين، أي عمل أجيرًا عندهم . كذا ، ولم يصرح بمعناه . حاشية : من أعلام السلف / ج : 2 / ص : 223.
*وقال أحمد الدورقي : لما قدم " أحمد بن حنبل " من عند " عبد الرزاق " رأيتُ به شحوبًا بمكة ، وقد تبين عليه النصب والتعب ، فكلمته فقال : هين فيما استفدناه من عبد الرزاق . سير أعلام النبلاء .
* وكان من أصحاب الإمام الشافعي وخواصه ، وكان الشافعي يُجله ويثني عليه .
قال حرملة : سمعت الشافعي يقول عند قدومه إلى مصر من العراق : ما خلفت بالعراق أحدًا يشبه أحمد بن حنبل .
* وحج خمس حجات ، ثلاث حجج ماشيًا ، واثنتين راكبًا . من أعلام السلف / ج : 2 / ص : 222 .
*آدابه وأخلاقه :
*عن أبي داود السجستاني قال : لم يكن " أحمد بن حنبل " يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أمر الدنيا ، فإذا ذُكر العلم تكلم . وقال مجالسة " أحمد بن حنبل " مجالسة الآخرة ، لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا .
وعن أبي بكر المطوعي قال : اختلفت إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل اثنى عشرة سنة وهو يقرأ المسند على أولاده ، فما كتبتُ منه حديثًا واحدًا ، وإنما كنت أنظر إلى هديه وأخلاقه وآدابه.من أعلام السلف / ج : 2 / ص : 232.
*شيوخه :
قال الخطيب في تاريخ بغداد :
سمع من إسماعيل بن عُلَّية ، وَهُشَيْم بن بشير ، ووكيع بن الجراح ، ..... وخلق سوى هؤلاء يطول ذكرهم . وذكر المِزِّي في تهذيبه مائة وأربعة من شيوخه .من أعلام السلف / ج : 2 / ص : 245 .
*تلامذته :
قال الخطيب :
وروى عنه غير واحد من شيوخه ، وحدَّثَ عنه ابناه :
" صالح " و " عبد الله " ، وابن عمه " حنبل بن إسحاق "
وقد ذكر المزي أيضًا في تهذيبه ثمانية وثمانين من تلامذته ، وفيهم جملة من شيوخه منهم محمد بن إدريس الشافعي ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن آدم ، ويزيد بن هارون .
ومن أقرانه : علي بن المديني ، ويحيى بن معين ، ودحيم الشامي ، وأحمد بن صالح المصري .من أعلام السلف / ج : 2 / ص : 246 .

أم أبي التراب
03-21-2012, 12:02 AM
*محنة الإمام أحمد :
عرضت عليه الدنيا فأباها ، والبدعة فنفاها . فقد تعرض الإمام للفتنة من أربعة من الخلفاء ، وهم المأمون ، والمعتصم ، والواثق ، والمتوكل .
وقد كانت الأمة قبل ذلك ترتفع فيها راية السنة إلى عهد الخليفة " هارون الرشيد " ـ رحمه الله ـ ، فكان أهل البدع يستخفون ببدعتهم ، ولا يجهرون بباطلهم .
ولما وليَ المأمون أبو جعفر بن هارون الرشيد ، وكانت ولايته في المحرم وقيل في رجب سنة ثمان وتسعين ومائة ، صار إليه قوم من المعتزلة وأزاغوه عن طريق الحق إلى الباطل ، وحسنوا له قبيح القول بخلقالقرآن ونفي صفة الكلام عن الله .
فالمعتزلة رفضوا الإيمان بصفة الكلام لاعتقادهم التشبيه وقياس الله على خلقه في الحكم ، فكذبوا بالآيات التي تدل على ثبوت الصفة لله ، فقالوا "لا يتكلم ولا يكلم " . تعالى الله عن قولهم علوًّا كبيرًا .
وحاول المأمون أن يجبر العلماء والقضاة على القول بمذهبه ، فأجابه أكثرهم تقية ، وقتل من قتل في المحنة ، ووقف الإمام أحمد كأنه جبل شامخ تكسرت عليه المحن وانهزمت على قدميه الفتن .
ولما هلك " المأمون " تبعه " المعتصم " فجلد الإمام وحبسه ثمانية وعشرين شهرًا على أن يلين . فثبت على الحق حتى هلك المعتصم ، ومِن بعده الواثق .
ثم أشرقت عليه خلافة المتوكل ، وكان من أهل السنة ، فَرُفِعَتْ أعلام السنة ونُكست أعلام البدعة ، وأهلك الله عز وجل كل من شارك في المحنة .
ولكن الإمام أحمد لم يَسْلَم في زمن المتوكل من الفتنة ولكنها فتنة من نوع جديد ، إنها فتنة الدنيا ، فتنة المال والجاه والدخول على السلطان
فقد حاول المتوكل أن يغدق على الإمام الأموال ، ولكن إمامنا وعالمنا لم ترهبه السياط والتعذيب ، ولم يجذبه بريق المال والسلطان .
فقال الإمام ـ رحمه الله : أسلم من هؤلاء ستين سنة ثم ابتلى بهم ، فما قبل من ذلك شيئًا ، وعاش بقية عمره زاهدًا في الدنيا راغبًا في الآخرة ، فازداد ارتفاعًا في قلوب الخلق.من أعلام السلف / ج : 2 / ص : 218 / بتصرف .

*وصايا الصالحين :
من أسباب الثبات الدعاء بأن يقيض الله للمرء رجلًا صالحًا يعظه فيثبته الله وينفعه بتلك الكلمات ، فتنبني نفسه ، وتُسدَّد خطاه يوم يتعرض لفتنة أو بلاء من ربه ليمحصه به
ها هو الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ يساق إلى المأمون مقيدًا بالأغلال ، وقد توعده وعيدًا شديدًا قبل أن يصل إليه حتى قال خادمه : يعز عليَّ يا أبا عبد الله أن المأمون قد سلَّ سيفًا لم يسلَّه قبل ذلك ، وأنه أقسم لئن لم تجبه ليقتلنك بذلك السيف . وهنا يأتي الصالحون ، أهل البصيرة لينتهزوا الفرصة ليلقوا بالوصايا التي تثبت في المواقف الحرجة .ففي السير 241أ11. أن أبا جعفر الأنباري قال : لما حُمل الإمام أحمد إلى المأمون أُخبرتُ ، فعبرتُ الفرات ، وجئتَهُ ، فسلمتُ عليه ، وقلتُ : يا إمام أنت اليوم رأس ، والناس يقتدون بك ؛ فوالله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبنَّ خلق كثير ، وإن لم تجب ليمتنعن خلق كثير ، ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك فإنك تموت ، لابد من الموت فاتق الله ولا تجبه .
والإمام أحمد في سياق رحلته إلى المأمون يقول : وصلنا إلى رحبة - رحبة : تقع بين الرقة وبغداد على شاطئ الفرات - ورحلنا منها في جوف الليل ، قال : فعرض لنا رجل ، فقال : أيكم أحمد بن حنبل ؟ فقيل هذا . فقال : يا هذا ماعليك أن تُقْتَل ها هنا وتدخل الجنة . ثم قال : أستودعك الله ، ومضى .
وأعرابي يعترضه ، ويقول : يا هذا إنك وافد الناس فلا تكن شؤمًا عليهم ، إنك رأس الناس فإياك أن تجيبهم إلى ما يدعونك إليه ؛ فيجيبوا فتحمل أوزارهم يوم القيامة ، إن كنت تحب الله فاصبر ، فوالله ما بينك وبين الجنة إلا أن تُقتل .
ويقول الإمام أحمد : ما سمعت كلمة مُذ وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة أعرابي كلمني بها في " طوق " ، قال : يا أحمد إن يقتلك الحق مت شهيدًا ، وإن عشت عشت حميدًا فقوَّى بها قلبي .
فإن أردت بناء نفسك أخي الكريم ـ فاحرص على طلب الوصية من الصالحين ، اعقلها إذا تُلِيَت عليك ، اطلبها قبل سفر إذا خشيت مما يقع فيه ـ من المعاصي ..... ، اطلبها أثناء ابتلاء ، أو قبل حدوث محنة متوقعة ، اطلبها إذا عُيِّنْتَ في منصب صَغُرَ أو كَبُرَ ، أو ورثت مالًا وصرت ذا غنى ، اطلبها في الشدة والرخاء والعسر واليسر لتنبني نفسك ـ على الحق ـ وينبني بها غيرك والله ولي المؤمنين .
عوامل بناء النفس / ص : 55 .

أم أبي التراب
03-21-2012, 12:05 AM
*مرضه ووفاته


قال صالح ـ ابن الإمام أحمد ـ لما كان في أول يوم من ربيع أول من سنة أحدى وأربعين ومائتين حُمَّ أبي ليلة الأربعاء . وكنت قد عرفت علته ، وكنت أمرضه إذا اعتل ، فقلتُ له : يا أبتِ على ما أفطرت البارحة ؟ .قال :على ماء باقلاء ووصف له في علته قرعة تشوى ويسقى ماؤها ، فلما جاءوا بالقرعة قال يا صالح فقلت لبيك قال : لا تشوي في منزلك ، ولا في منزل أخيك . وذلك لأنه نهى وَلَدَيْـه - صالح ، وعبد الله - وعمه ، عن أخذ العطاء من مال الخليفة ، فاعتذروا بالحاجة ، فهجرهم شهرًا لأخذ العطاء . ورفض أن يستخدم فرن ولديه لأجل هذا .
ـ وصار الفتح بن سهل إلى الباب ليعوده فحجبه ،وأتى ابن علي بن الجعد وكثر الناس ، فقال : أي شيء ترى ؟ .
قلت : تأذن لهم ، فيدعون لك .
قال : استخير الله .
فجعلوا يدخلون عليه أفواجًا حتى تمتلئ الدار ،فيسألونه ويدعون له ، ثم يخرجون ، ويدخل فوج آخر ، وكثر الناس فامتلأ الشارع ، وأغلقنا باب الزُّقاق ، وجاء رجل من جيراننا قد خضب فقال أبي : إني لأرى الرجل يُحْيِي شيئًا من السنة فأفرح به . ولم يئن إلا في الليلة التي توفي فيها ،ولم يزل يصلي قائمًا ،أمسكه فيركع ويسجد ، وأرفعه في ركوعه . واجتمعت عليه أوجاع الْحُصْر وغير ذلك ،ولم يزل عقله ثابتًا .
قال البخاري: مرض أحمد بن حنبل لليلتين خلتا من ربيع أول ، ومات يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول .
وفتح الناس أبواب المنازل في الشوارع والدروب ينادون من أرادالوضوء ـ للصلاة عليه ـ ، وصلى عليه جموع كبيرة من الخلق . وشيعه جموع
ـ قال أبو بكر الخلال :
سمعت عبد الوهاب الوراق يقول : ما بلغنا أن جمعًا في الجاهلية والإسلام مثله . من أعلام السلف / ج : 2 / ص : 230 ، 253 / بتصرف .
وقد كان أحمد ـ رحمه الله ـ محنة في زمانه وبعد زمانه حتى صار الرجل يعرف هل هو من أهل السنة أو من أهل البدع بحبه لأحمد أو بغضه لأحمد ـ رحمه الله تعالى ـ .وليس معناه أبدًا أن أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ معصوم ،فلا أبو بكر معصوم ولا غيرهم من أهل هذه الأمة معصوم ...
فلا عصمة لأحد في هذه الأمة بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
أصول أهل السنة والجماعة لإمام أهل السنة ، أحمد بن حنبل رحمه الله:
وهي قواعد ينبغي على كل من يطالعها أن يعض عليها بالنواجذ ، فهي سبيل للهداية والنجاة والسعادة في الدارين . ذلك لأنها عقيدة سلف الأمة " رضي الله عنهم " ولن يصلح آخر الأمة إلا بما صلح به أولها ...
" فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "سورة البقرة / آية : 137.
قال محققوا هذه النسخة:

أم أبي التراب
03-21-2012, 12:07 AM
قال الشيخ: الوليد بن محمد نبيه بن سيف النصر في رسالتة أصول السنة للإمام أحمد هنا (https://www.al-tawhed.net/UploadedData/tawhedmedia/ahanbal33/books/osool5.pdf) :
هذه أصول السنة والجماعة لإمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، وهي قواعد ينبغي على كل من يطالعها أن يَعَضَ عليها بالنَّواجِذِ ،فهي سبيل الهداية والنجاة والسعادة في الدارين، لأنها عقيدة سلف الأمة رضي الله عنهم ، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ،قال تعالى "فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا" البقرة : 137.
وهي عبارة عن مخطوطة نسخها شيخ الحديث في عصرنا العلاّمة الشيخ / محمد ناصر الدين الألباني جزاه الله خيرًا ، وله عليها بعض التعليقات ، وقد أهداني صورة منها أخونا المفضال علي حسن عبد الحميد الحلبي - جزاه الله خيرا ونفع به .
ولم أرها طُبعت مفردة من قبل بل طُبعت ضمن طبقات الحنابلة .
طُبعت ضمن مجلد واحد / صفحة مائتين وواحد وأربعين ، للقاضي أبي يعلى الحنبلي .
وهي كذلك ضمن كتاب " شرح أصول اعتقاد أهل السنة " " للالَكائي-رحمه الله -المجلد الأول / صفحة ستة وخمسين ومائة .
هذا غير ما ذكر منها متنائرًا في بطون كُتب العقائد،على سبيل المثال: نقل شيخ الإسلام " ابن تيمية " عنها في
منهاج السنة -جزء واحد / صفحة خمس مائة وتسع وعشرون محتجًا بها .ا.هـ .

*ومثل هذه التقدمة المراد منها :
ـ معرفة أهل هذه الرسالة .
ـ متى خرجت إلى عالم المطبوعات .
ـ متى طبعت مفردة .
ـ كيف كانت قبل ذلك .
ـ ذكر احتجاج شيخ الإسلام " ابن تيمية "
بها في كتابه: منهاج السنة ،على سبيل المثال مما يؤكد صحة نسبتها إلى الإمام " أحمد " رحمه الله تعالى .

سند الرسالة

قَالَ اَلشَّيْخُ اَلْإِمَامُ أَبُو اَلْمُظَفَّرِ عَبْدُ اَلْمَلِكِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الهَمْدَانِيُّ: حَدَّثَنَا اَلشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي اَلْحَسَنِ بْنِ اَلْبَنَّا، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَالِدِِي أَبُو عَلِيٍّ اَلْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْبَنَّا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو اَلْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ اَلْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ اَلسَّمَّاكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ اَلْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اَلْوَهَّابِ بْنِ أَبِي اَلْعَنْبَرِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِهِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ اَلْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ اَلْمِنْقَرِيُّ اَلْبَصْرِيُّ بِتِنِّيسَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُوسُ بْنُ مَالِكٍ اَلْعَطَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ أُصُولُ اَلسُّنَّةِ عِنْدَنَا:....
الشرح :
عرضنا إسناد الرسالة من باب إحياء سنة الإسناد فإن " الإسناد " من خصائص هذه الأمة ، فإن هذه الأمة - أمة الإسناد ، وهي خصيصة لها دون باقي الأمم السابقة ، فلم يعرف لأمة من الأمم التي تقدمت ، لم يُعرف لهم نقل بالأسانيد .
وإن بقيت الأسانيد في عصرنا وبعد عصرنا إن شاء الله على سبيل بقاء الخصيصة فإن هذا أمر مطلوب وإن كان لا يؤثر في صحة كثير من المنقول بهذه الأسانيد .
فمثلًا هناك من يروي الكتب الستة بالأسانيد من عصرنا هذا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكن هذا لا يتوقف عليه صحـةٌ أو ضعفٌ وخاصة في هذه الكتب المشهورة أو في تلك الأحاديث المعروفة .
والمراد على كل حال :
أن بقاء الإسناد مطلوب وأنه من خصائص هذه الأمة الخاتمة وهو من أصول الحق . فالإسناد من الدين .
ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء .
ولكن حقيقة هذه الأسانيد التي يُروى بها الكتب مهمة لأنه يتوقف عليها صحة النسبة أو عدم صحتها .
وكم من كتاب مشهور عند الناس لاتصح نسبته إلى مُصَنفه ، ومن أشهر الأمثلة على ذلك "كتاب الأحلام "المنسوب " لابن سيرين " رحمه الله .
فالكتاب مشهور جدًا عند كثير من المسلمين حتى العوام ،يقولون " كتاب الأحلام " لابن سيرين .
والكتاب لا تصح نسبته للإمام محمد بن سيرين إمام التابعين رحمه الله تعالى . وإن كان الكتاب متخصصًا في تفسير المنامات والأحلام وقد يسفاد منه في هذا الباب لكن لا تصح نسبته لمحمد بن سيرين . فالله أعلم من مؤلفه .
يعنينا أن الكتاب وإن اشتهر لكن لا تصح نسبته لمحمد بن سيرين . فهنا ما عُرف ذلك إلا من الإسناد .
فصحة النسبة تحتاج إلى صحة الأسانيد
هذا سند الرسالة إلى الإمام أحمد رحمه الله- فهي من رواية عبدوس بن مالك أبو محمد العطار سماعًا عن الإمام إمام السنة أحمد بن حنبل رحمه الله-
وبذلك تكون هذه الرسالة سندها متصل إلى الإمام أحمد رحمه الله. هنا (http://www.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=986&node=8913)=

أم أبي التراب
03-21-2012, 12:08 AM
المقصود بأصول السنة (http://www.blogger.com/post-edit.g?blogID=8225532923905911343&postID=8366692069109413169&from=pencil)

أم أبي التراب
03-21-2012, 12:10 AM
المقصود بأصول السنة (http://www.blogger.com/post-edit.g?blogID=8225532923905911343&postID=8366692069109413169&from=pencil)


يَقُولُ أُصُولُ اَلسُّنَّةِ عِنْدَنَا:
اَلتَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اَللَّهِ وَاَلاقْتِدَاءُ بِهِمْ، وَتَرْكُ اَلْبِدَعِ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ فَهِيَ ضَلالَةٌ، وَتَرْكُ اَلْخُصُومَاتِ، وَالْجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ اَلأهْوَاءِ، وَتَرْكُ اَلْمِرَاءِ وَالْجِدَالِ وَالْخُصُومَاتِ فِي اَلدِّينِ.

وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا آثَارُ رَسُولِ اَللَّهِ ، وَالسُّنَّةُ تُفَسِّرُ اَلْقُرْآنَ، وَهِيَ دَائِلُ اَلْقُرْآنِ،وَلَيْسَ فِي اَلسُّنَّةِ قِيَاسٌ، وَلَا تُضْرَبُ لَهَا اَلْأَمْثَالُ، وَلَا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ وَلا اَلأهْوَاءِ، إِنَّمَا هُوَ اَلاتِّبَاعُ وَتَرْكُ اَلْهَوَى.


اَلسُّنَّةِ اَللَّازِمَةِ اَلَّتِي مَنْ تَرَكَ مِنْهَا خَصْلَةً - لَمْ يَقْبَلْهَا وَيُؤْمِنْ بِهَا - لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهَا اَلإيمَانُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ



توطئة


«السنة وأنواعها»
*السنة لغة: السيرة حسنة كانت أو قبيحة
« من سن في الإسلام سنة حسنة»
(1) و السنة في اللغة أيضاً: الطريقة و الهدي،
للحديث" ........من سنّ في الإسلام سنة حسنة......"
صحيح مسلم - كِتَاب الزَّكَاةِ
ومنه حديث" لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر."
قال البخاري في صحيحه:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ،قال:حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ مِنْ الْيَمَنِ،عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ"لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُ" فقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟. قَالَ :" فَمَنْ؟"صحيح البخاري - كِتَاب الِاعْتِصَامِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ - لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع – حديث رقم : 6889


*السنة في الشرع : هي كل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أو نهى عنه أو نَدَبَ إليه قولاً أو فعلاً.

*السنة عند المحدثين : هي كل ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلْقية أو خُلُقية أوسيرة سواء كان ذلك قبل البعثة أو بعدها (2)
(2) انظر السنة و مكانتها في التشريع الإسلامي (صـ 47) المصطفى السباعي رحمه الله تعالى.
هنا (http://katarat1.com/forum/showpost.php?p=1819&postcount=1)





مفهوم السنة في المعتقد:
السنة في اللغة: الطريقة والسيرة، حسنة كانت أم قبيحة، وهي في اصطلاح علماء العقيدة الإسلامية: الهدي الذي كان عليه رسول الله وأصحابُه، علمًا واعتقادًا، وقولا، وعملا، وهي السنة التي يجب اتباعها، ويحمد أهلُها، ويُذمُّ من خَالَفها؛ ولهذا قيل: فلان من أهل السنة: أي من أهل الطريقة الصحيحة المستقيمة المحمودة.

الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (http://www.al-islam.com/Content.aspx?pageid=1198&ContentID=2157)
فالعلماء يعتبرون السنة مقابل البدعة مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ" حتى قال "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة"،
الشرح
اَلتَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اَللَّهِ * وَاَلأقْتِدَاءُ
بِهِمْ، وَتَرْكُ اَلْبِدَعِ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ فَهِيَ ضَلالَةٌ، وَتَرْكُ اَلْخُصُومَاتِ، وَالْجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ اَلأهْوَاءِ، وَتَرْكُ
اَلْمِرَاءِ وَالْجِدَالِ وَالْخُصُومَاتِ فِي اَلدِّينِ.
نعم. هذه أصول السنة يقول الإمام أحمد -رحمه الله-: أصول السنة عندنا، الأصول جمع أصل،وهو ما يبنى عليه غيره، الأصول التي تنبني عليها السنن: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم وترك البدع. هذه أصول السنة عندنا، يقول الإمام أحمد: هذه أصول السنة عندنا، يعني نحن معشر أهل السنة، أصول السنة عند الأئمة والعلماء التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم وترك البدع.





البدع وأقسامها

تعريف البدعة :
هي طريقة في الدين مُخْتَرَعةٍ ، تضاهي الشرعِيَّة ، يُقصَدُ بالسلوكِ عليها المبالغةُ في التعبُّدِ للهِ سبحانه . علم أصول البدع ... / ص : 24 .
" فمن أحدث شيئًا يتقرب به إلى الله تعالى من قولٍأو فعلٍ ، فقد شَرَعَ من الدين ما لم يأذن به الله ،فَعُلِمَ أنَّ كلَّ بدعةٍ من العبادات الدينية لاتكون إلا سيئة " .


علم أصول البدع/علي حسن علي عبد الحميد الحلبي الأثري / ص : 101 .
أقسام البدع :
أ ـ البدع الحقيقية . ب ـ البدع الإضافية .
أ ـ البدع الحقيقية :
قال العلامة الشاطبي في " الاعتصام " 1 / 286 :
" إن البدعةَ الحقيقيةَ هي التي لم يَدُل عليها دليلشرعيٌّ ؛ لا من كتابٍ ولا سنةٍ ، ولا إجماعٍ ، ولا استدلالٍ معتبرٍ عند أهل العلم ، لا في الجملة ولا في التفصيل " ا.هـ

علم أصول البدع ... / ص : 147 .
وعليه ؛ فإن البدعة الحقيقية أعظمُ وزرًا ؛ لأنهامخالَفَةٌ مَحْضَةٌ ، وخروج عن السنةِ ظاهرٌ ؛كالقول بالقَدَرِ ،وإنكار تحريم الخمر ، ..... وما أشبه ذلك .علم أصول البدع ... / ص : 148 .

ب ـ البدع الإضافية :
البدعة الإضافية هي التي لها أصل من الدين ولكن أضيف إليها هيئات ، أو أزمنة ، أو ..... ،ليس من الدين .
فالبدعة الإضافية لها شائبتان :
إحداهما : لها من الأدلة مُتَعَلَّقٌ ، فلا تكون من تلك الجهةِ بدعةً .


والأخرى : ليس لها مُتَعَلَّقٌ ؛ إلا مثل ما للبدعةِ الحقيقيـة .
فالبدعة الإضافية بالنسبة إلى إحدى الجهتين سنةٌ ،لأنها مستندةٌ إلى دليلٍ ـ لكنه عام ـ وبالنسبةإلى الجهةالأخرى بدعةٌ ، لأنها مستندة إلى شبهةٍ ،لا إلى دليل ، أو غير مستندة إلى شيءٍ .


فالدليل عليها من جهة الأصل قائم ، ومن جهة الكيفيات أو الأحوال أو التفاصيل لم يَقُمْ عليها ، مع أنها محتاجةٌ إليه
علم أصول البدع ... / ص : 148 .
هذا وإن صاحب البدعة الإضافية يتقربُ إلىاللهِ تعالى بمشروعٍ وغيرِ مشروع ، والتقرب يجب أن يكون بمحضِ المشروع ، فكما يجب أنيكون العملُ مشروعًا باعتبار ذاته ، يجبُأن يكونَ مشروعًا باعتبار كيفيته ، كما يفيده


الحديث : قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " من عمل عملاً ليس عليه أمرُنا ؛ فهو ردٌّ " .مسلم .
قال الإمام مسلم في صحيحه:

وَحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ جَمِيعًا عَنْ أَبِي
عَامِرٍ قَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجُلٍ لَهُ ثَلَاثَةُ مَسَاكِنَ فَأَوْصَى بِثُلُثِ كُلِّ مَسْكَنٍ مِنْهَا قَالَ يُجْمَعُ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي مَسْكَنٍ وَاحِدٍ ثُمَّ قَالَ أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ" مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ"صحيح مسلم بشرح النووي - كِتَاب الْأَقْضِيَةِ - من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد – حديث رقم :1718.
فالمبتدع بدعةً إضافيةً قد خلط عملاً صالحًا وآخر سيئًا ، وهو يرى أن الكلَّ صالح .علم أصول البدع ... / ص : 152 / بتصرف يسير.



أمثلة البدع الإضافية

ـ تخصيص نصف شعبان بصيام وقيام :
فأصل الصيام مشروع وأصل القيام مشروع ولكن تخصيص هذا اليوم وليلته بعبادات معينة فهذا مما لا دليل عليه .
ـ عن سعيد بن المسيب : أنه رأى رجلًا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثرُ فيهما الركوع والسجود فنهاه .
فقال : يا أبا محمد ! يعذبني الله على الصلاة ؟ !
قال " لا ، ولكن يعذبُك على خلاف السنة " .
رواه البيهقي وغيره بسند حسن .
قال شيخنا العلامة محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ في إرواء الغليل : 2 / 236 ، بعد إيراده هذا الأثر :
" وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى ، وهو سلاحٌ قويٌّ على المبتدعة الذين يستحسنون كثيرًا من البدع باسم أنها ذِكرٌ وصلاةٌ ! ! ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم ، ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكـر والصلاة ! !وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك " . ا . هـ .
علم أصول البدع / للشيخ : علي حسن عبد الحميد / ص : 72 .
ـ عن عمر بن سلمة الهَمْدَاني ـ رحمه الله ـ قال " كنا نجلس على باب " عبد الله بن مسعود " قبل صلاة الغداةِ ، فإذا خرج مَشَيْنا معه إلى المسجد . فجاءنا " أبو موسى الأشعري " ، فقال : أَخَرَجَ إليكم " أبو عبد الرحمن " بعد ؟ قلنا : لا .فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعًا . فقال له " أبو موسى " يا " أبا عبد الرحمن "
إني رأيتُ في المسجد آنفًا أمْرًا أنكرتُهُ ! ولم أرَ والحمد لله إلا خيرًا .قال : فما هو ؟
فقال - أي أبي موسى : إنْ عشتَ فستراه .
قال أبو موسى : رأيتُ في المسجد قوْمًا حِلَقًا ،جلوسًا ، ينتظرون الصلاة ، في كل حلْقة رجل ،وفي أيديهم حصى فيقول : سبَّحوا مائة ،فيسبحون مائةً .
قال ـ أي : عبد الله بن مسعود - أبو عبد الرحمن ـ :
فماذا قلتَ لهم ؟
قال - أي : أبي موسى الأشعري : ما قلتُ لهم شيئًا
انتظارَ رأيك .
قال - ابن مسعود : أفلا أمرتَهم أن يَعُدُّوا سيئاتهم
وضَمِنتَ لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟ !


ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حَلْقةً من تلك الحِلَق ، فوقف عليهم فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حصى نَعُدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح .
قال : فَعُدُّوا سيئاتكم ، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويْحَكُم يا أمة محمد ! ما أَسْرعَ هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ متوافرون وهذه ثيابه لم تَبْل ،وآنيته لم تُكْسَرْ ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أو مفتتحوا باب ضلالة ؟ ! ! !
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلا الخير .
قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ، إن رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ حدثنا " إن قومًا يقرءون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ،يمرقون من الإسلام كما يمرقُ السهم من الرَّمِيَّة " .
" وايم الله " ما أدري لعلَّ أكثرهم منكم! ثم تولى عنهم ..فقال عمرو بن سلمة : فرأينا عامة أولئك الحِلَق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج . أخرجه الدارمي . وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة / مجلد رقم :5/حديث رقم : 5002 .
" وايم الله " كلمة قسم . همزتها همزة وصل . المعجم الوجيز / ص :31 .


قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ :
وإنما عُنيتُ بتخريجه من هذا الوجه لقصة ابن مسعود مع أصحاب الحلقات ، فإن فيها عبرة لأصحاب الطرق وحلقات الذكر على خلاف السنة ، فإن هؤلاء إذا أنكر عليهم منكر ما هم فيه ، اتهموه بإنكار الذكر من أصله ! وهذا كفر لا يقع فيه مسلم ، وإنما المنكَر ما أُلصِق به من الهيئات والتجمعات التي لم تكن مشروعة على عهد النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وإلا فما الذي أنكره ابنُ مسعود ـ رضي الله عنه ـ على أصحاب تلك الحلقات ؟ ! إلا التجمع في يوم معين ، والذكر بعدد لم يرد ، وإنما يحصره الشيخ صاحب الحَلْقة ، ويأمرهم به من عند نفسه ، وكأنه مُشرِّع عن الله تعالى .
قال تعالى " أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ ... " .سورة الشورى / آية : 21 .
ـ زد على ذلك أن السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعلاً وقولاً إنما هي التسبيح بالأنامل .
* ومن الفوائد التي تؤخذ من الحديث ، أن العبرة ليست بكثرة العبادة ، وإنما بكونها على السنة ، بعيدة عن البدعة.
وقد أشار إلى هذا ابن مسعود بقوله :
" اقتصاد في سنة ، خيرٌ من اجتهادٍ في بدعة " .
* ومن الفوائد أن البدعة الصغيرة بريدٌ إلى البدعة الكبيرة ، ألا ترى أن أصحاب الحلقات صاروا بعدُ مِنَ الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد " علي بن أبى طالب " ؟
فهل من مُعْتَبِر ؟ نظم الفرائد : ج : 1 / ص : 211 .



كلمـــة ذهبيـــة
" اقتصادٌ في سنةٍ خيرٌ من اجتهادٍ في بدعةٍ " .
هذه الكلمة الذهبية صحَّت عن غيرِ واحدٍ من الصحابةِ ـ رضي الله عنهم ـ ، منهم : أبو الدرداء ، وعبد الله بن مسعود .
ووردت أيضًا عن أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه ؛ كما في " الحُجَّة في بيان المحجة " . 1 / 111 ؛ بلفظ :
" وإن اقتصادًا في سبيلٍ وسُنَّةٍ خيرٌ من اجتهادٍ في خلافِ سبيلٍ وسُنَّة ، فانظرُوا أنْ يكونَ عملُكم إنْ كان اجتهادًا أو اقتصادًا أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنتهم صلوات الله عليهم " . رواه اللاكائي ..... .
وهي كلمة تعطي منهاجًا عظيمًا للمسلم الذي يريد الاتباع الصحيح في أعماله وأقواله الشرعية .
وهذه الكلمة مأخوذة من عدة أحاديث نبوية صحيحة منها : قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" إياكم والغلو في الدين " . والغلو مجاوزة الحد .
* فعن ابن عباس ؛ قال : قال رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ غداة يوم العقبة وهو على ناقته :
" ..... إياكم والغلو في الدين ، ..... " .سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / 25 ـ كتاب : المناسك / 63 ـ باب : قدر حصى الرمي / حديث رقم : 3029 / ص : 513 / صحيح .




ومنها قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
* عن عائشة قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أحبُّ الأعمالِ إلى الله أدومها وإن قل " .صحيح مسلم . متون / 6 ـ كتاب : صلاة المسافرين وقصرها / 30 ـ باب : العمل الدائم من قيام الليل وغيره / حديث رقم : 218 ـ 783 / ص : 188 .
وغيرها من الأحاديث .
وقد طبق الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ والتابعون ـ
رحمهم الله تعالى ـ هذه القاعدة تطبيقًا دقيقًا ، فكانوا
جد حريصين على اتباع السنة ولو بقليل عملٍ ،
ومن ثَمَّ ابتعدوا عن البدعة ابتعادًا كثيرًا ، ونفروا عنها ومنها ، ولو توهَّم متوهمٌ أن في هذه البدعة اجتهادًا وزيادة خير ؛ ـ تذكر قول ـ أبي الأحوص وهو يقول لنفسه " يا سلام نَمْ على سُنَّةٍ ، خيرٌ من أن تقوم على بدعة " . علم أصول البدع / علي حسن على عبد الحميد .

" ألهمنا الله وإياكُم حُسن المتابعة ، وجنبنا الهوى والمخالفة " آميـن . علم أصول البدع / ص : 88 .



طريق الخلاص من البدع

بعد أن ظهر جليا أن كل بدعة ضلالة ، فما هو طريق الخلاص من البدع التي هي مفتاح الضلال ؟
فالجواب ما قاله الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" تركتُ فيكم شيئين ، لن تضلوا بعدهما : كتاب الله ، وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض " .رواه الحاكم عن أبي هريرة / صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 1 / حديث رقم : 2937 / ص : 566 / صحيح .

* عن جابر بن عبد الله ، قال : رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حجته يوم عرفة ، وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول :" يا أيها الناس ! إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا :كتاب الله ، وعترتي ؛ أهل بيتي " . سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 46 ) ـ كتاب : المناقب مناقب أهل بيت النبي صلى ... / عن رسول الله ..... / ( 32 ) ـ باب : حديث رقم : 3786 / ص : 855 / صحيح .
فالبدع في حقيقتها سمٌّ ناقعٌ ، فالحذر الحذر من هذا السُّمِّ ؛فإنه قاتل ، ومِلْ مع الحقِّ حيث كان ،وكنْ متيقِّظًا لخلاص مُهْجَتِك بالاتباع ، وترك الابتداع .إذًا " الطريق الوحيد للخلاص من البدع وآثارها السيئة هو الاعتصام بالكتاب والسنة اعتقادًا وعِلمًا وعملًا " .
محوطًا ذلك كلُّه بالاهتداء بهَدْي السلف وفهمِهِم ونهجِهِم وتطبيقِهِم لهذين الوحيين الشريفين ؛ فَهُمْ ـ رحمهم الله ـ أعظمُ الناس حبًّا ، وأشدُّهم اتباعًا ، وأكثرُهم حرصًا ، وأعمقهم علمًا ، وأوسعُهم دراية .
وترجع أهمية هذا الأمر : أنه الشرط الثاني لقبول أي عبادة.
فشرطي قبول أي عمل صالح هما :أن يكون هذا العمل :
1 ـ خالصًا لله .
2 ـ صوابًا على نهج رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
وهذا الطريق يسير على من يسَّره اللهُ له ، وسهلٌ على من سَهَّلَهُ اللهُ عليه ، لكنه يحتاج إلى جهود علمية ودَعَويَّةٍ متكاتفةٍ متعاونةٍ ، ساقُها الصِّدْقُ ، وأساسُها الحبُّ والأخوَّةُ ـ بعيدًا عن أيِّ حزبيةٍ أو تكتُّلٍ أو تمحْوِرٍ ـ ومنطَلَقُها
العملُ بأمره تعالى "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" .سورة المائدة / آية : 2 .



والله الهادي ـ وحده ـ إلى سواءِ السَّبيل .
فهنيئًا لمن وفَّقَهُ اللهُ في عبادته لاتِّباع سنة نبيه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، ولم يخالطها ببدعةٍ ، إذن ؛ فَلْيُبْشِرْ بتقبل الله عز وجل لطاعته ، وإدخاله إياه في جنته . جعلنا اللهُ من المتبعين للسنن كيفما دارتْ ، والمتباعدينَ
عن الأهواء حيثما مالتْ ؛ إنه خير مسئول ،وأعظم مأمول . وصلى الله تعالى وسلم على نبيه وعبده وعلى آله وصحبه .علم أصول البدع / للشيخ : علي حسن عبد الحميد / ص : 313



هنا (http://katarat1.com/forum/showthread.php?t=517) .

الصحابة رضوان الله عليهم، هم أفضل الناس هذه أصول السنة عندنا، يقول الإمام أحمد:
هذه أصول السنة عندنا، يعني نحن معشر أهل السنة،أصول السنة عند الأئمة والعلماء التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم وترك البدع.
فالصحابة رضوان الله عليهم، هم أفضل الناس،لا كان ولا يكون مثلهم، والصحابة جمع صحابي،والصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا، ومات على الإسلام، هذا أصح ما قيل في تعريف الصحابي. من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا ولو لحظة، ثم مات على الإسلام
هذا هو الصحابي، وهذا أولى من قول:
"من رأى النبي صلى الله عليه وسلم" ليشمل العميان،كعبد الله ابن أم مكتوم، فإنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يره لأنه أعمى، ولكنه لم يره، فهو صحابي، التعبير بلقي أولى من التعبير برأى كل من لقي النبي صلى الله

عليه وسلم مؤمنًا، ومات على الإسلام ولو لحظة فهو صحابي، ويشمل ذلك صغار الصحابة وأطفالهم الذين حنكهم النبي صلى الله عليه وسلم فهم صحابة، ولكنهم يتفاوتون؛ يختلفون في الصحبة يختلفون، كما سيبين المؤلف رحمه الله، فالذي طالت صحبته أفضل ممن لم تطل صحبته،
والأعراب الذين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا ليسوا كالصحابة الذين لازموا النبي صلى الله عليه وسلم سنين وأشهر، فكل له نصيبه كل له حظه من الصحبة لكن
يجمعهم أنهم صحابة. ومزية الصحبة خاصة بالصحابة لا يلحقهم من بعدهم من التابعين والأئمة، فصحبة النبي صلى الله عليه وسلم وسماع كلامه والجهاد معه هذه مزية خاصة للصحابة لا يلحقهم من بعدهم، قد يفوق بعض التابعين الصحابة مثلا في العبادة ولكنه لا يستطيع أن يصل إلى الصحبة، الصحبة مزية خاصة، ولهذا لما أراد بعض الناس أن يقارن بين عمر بن عبد العزيز ومعاوية بن أبي سفيان. عمر بن عبد العزيز ورع عادل معروف عدله وورعه، ومعاوية صحابي، قال بعض أهل العلم: الغبار الذي دخل في أنف معاوية في جهاده مع النبي صلى الله عليه وسلم يعدل بورع عمر بن العزيز. عمر بن عبد العزيز له فضله وله مزيته لكن لا يلحق الصحبة، لا يصل إلى الصحبة؛ الصحبة مزية خاصة للصحابة لا كان ولا يكون بعدهم، لا يمكن أن يلحقهم من بعدهم أبدًا. ولذلك الصحابة كلهم عدول لا يُبحث عنهم، فالمحدثون إذا وصلوا إلى الصحابي،قالوا: الصحابي عدل كل الصحابة عدول لا تبحث عنهم رضي الله عنهم وأرضاهم. أما مَن بعدهم لا بد أن يبحث عنهم هل هو عدل أو ليس بعدل، هل هو ثقة أو ليس بثقة، هل هو ضابط أو ليس بضابط، كل واحد من رواة الحديث يبحث عنه يبحث عنه الأئمة من التابعين فمن بعدهم.

ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم ، وثناء رسوله -عليه السلام- ، ولا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته ، ولا تزكية أفضل من ذلك ، ولا تعديل أكمل منه قال الله تعالى ذكره " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود" الفتح: 29.

قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير الآية الكريمة" إضافة خارجية"
يخبر تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المهاجرين والأنصار، أنهم بأكمل الصفات، وأجل الأحوال، وأنهم - أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ - أي: جادون ومجتهدون في عداوتهم، وساعون في ذلك بغاية جهدهم، فلم يروا منهم إلا الغلظة والشدة، فلذلك ذل أعداؤهم لهم، وانكسروا، وقهرهم المسلمون، - رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ - أي: متحابون متراحمون متعاطفون، كالجسد الواحد، يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، هذه معاملتهم مع الخلق، وأما معاملتهم مع الخالق فإنك - تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا - أي: وصفهم كثرة الصلاة، التي أجل أركانها الركوع والسجود.
"يَبْتَغُونَ" بتلك العبادة " فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا " أي: هذا مقصودهم بلوغ رضا ربهم، والوصول إلى ثوابه.
"سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ " أي: قد أثرت العبادة - من كثرتها وحسنها- في وجوههم، حتى استنارت، لما استنارت بالصلاة بواطنهم، استنارت
- بالجلال- ظواهرهم.ا.هـ.


ومما جاء في السنة :عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم"لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبًا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه "الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2540- خلاصة حكم المحدث: صحيح .

ومما جاء في فضلهم -رضي الله عنهم- حديث ابن مسعود _رضي الله عنه_ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال"خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2652خلاصة حكم المحدث: صحيح.

~.~.~.~.~.~.~

وَاجِبُنَا تِجَاهَ الصَّحَابَة

الصحابة هم الجسر المبارك الذي حمل إلينا الكتاب الكريم ، ونقل إلينا بيانه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

وبدأ الإمام أصوله بقوله :أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

لذلك خرج الشِّيعة، لأنهم يطنعون في الصحابة !! وخرج الخوارج . لأنهم يكفِّرُون الصحابة !!!
وهكذا ستجد أن الفِرق تتساقط يمينًا وشمالًا بالبيان والتفصيل .

الطعن في صحابيّ واحد هو طعن في الإسلام

، فهؤلاء أرادوا أن يجرحوا شهودنا فهم بالجرح أولى فهم زنادقة؛ فإنَّ الطَّعن فيهم رضي الله عنهم طعنٌ في الدِّين نفسِه ؛ كما قال العلماء "الطَّعنُ في النَّاقل طعنٌ في المنقُول»كثير مما يتكلمون في معاوية رضي الله عنه لا يعرفون أن معاوية رضي الله عنه هو أحد كتبه الوحي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم .
الطعن فيه ، الطعن فيما كتب !!!
ولذلك الشِّيعة قالوا- بهذا اللازم " " الطعن في الصحابة طعن في الدين " فقالوا : إن الصحابة لم يكونوا على خير !!! فزادوا ، ونقّصوا ،حرّفوا . يقولون : عندك سورة الشرح كان فيها "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ، وجعلنا عليًا صِهرك" فحذفوا الصحابة: وجعلنا عليًا صِهرك فلم يكتبوها لأنهم يحسدون عليًا رضي الله عنه فقالوا باللازم .
إذا اتهمت معاوية رضي الله عنه في دينه ، وجب عليك الطعن في القرآن الذي كتبه معاوية رضي الله عنه فهو أحد كتبه الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر أعم وأعظم .

الطعن في صحابيّ واحد هو طعن في الإسلام

، فهؤلاء أرادوا أن يجرحوا شهودنا فهم بالجرح أولى فهم زنادقة؛ فإنَّ الطَّعن فيهم رضي الله عنهم طعنٌ في الدِّين نفسِه ؛ كما قال العلماء "الطَّعنُ في النَّاقل طعنٌ في المنقُول"كثير مما يتكلمون في معاوية رضي الله عنه لا يعرفون أن معاوية رضي الله عنه هو أحد كتبه الوحي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم . الطعن فيه ، الطعن فيما كتب !!!ولذلك الشِّيعة قالوا بهذا اللازم ، الطعن في الصحابة طعن في الدين ،فقالوا : إن الصحابة لم يكونوا على خير !!! فزادوا ونقّصوا حرّفوا ،

يقولون : عندك " سورة الشرح " كان فيها "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ، وجعلنا عليًا صِهرك "
فحذفوا الصحابة" وجعلنا عليًّا صِهرك " فلم يكتبوها لأنهم يحسدون عليًا ـ رضي الله عنه ـ فقالوا باللازم .
إذا اتهمت معاوية ـ رضي الله عنه ـ في دينه ، وجب عليك الطعن في القرآن الذي الذي كتبه معاوية ـ رضي الله عنه ـ فهو أحد كتبة الوحي بين يدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا الأمر أعم وأعظم .

لذا
واجبُنا نحو الصَّحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم »


واجبٌ عظيمٌ ومطلَبٌ جليلٌ يجدُر بنا جميعًا أن نُرعيه اهتمامَنا وأن نعتنيَ به غايةَ العناية ؛ واجبُنا نحو أصحاب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام .

ولنعلَم أنَّ واجبنا نحو الصَّحابة هو جزءٌ من واجبنا نحو دينِنا دينِ الإسلام دين الله تبارك وتعالى الَّذي رضيَه الله لعباده ولا يقبل منهُم دينًا سواه ، كما قال الله جلَّ وعلا : "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ"آل عمران: 19، وكما قال جلَّ وعلا :"وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" آل عمران:85، وكما قال الله تعالى:"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا" المائدة:3 .

هذا الدِّين القَويم والصِّراط المستَقيم دينُ الله عز وجل قد اختَار الله له مبَلِّغًا أمينًا وناصحًا حكيمًا ورسولا كريمًا ألا وهُو محمَّد صلى الله عليه وسلم ، فبلَّغ هذا الدِّين أتمَّ البلاغ ، وبيَّنه أكمَل البيان ، وقام بما أمرَهُ به ربُّه تبارك وتعالى على أتمِّ وجهٍ وأكمَل حالٍ ، قال الله له" يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ" المائدة: 67 ، فبلَّغ الرِّسالة ، وأدَّى الأمانةَ ، ونصحَ الأمَّة ، وجاهد في الله حقَّ جهادِه حتَّى أتاه اليقين ، وما تركَ خيرًا إلَّا دلَّ الأمَّة عليه ، ولا شرًّا إلَّا حذَّرها منه ، قال الله تعالى ممتنًّا على عباده: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ" الجمعة:2 ؛ بلَّغ رسولُنا صلى الله عليه وسلم دينَ الله على التَّمام والكَمال ، ونصحَ للأمَّة غايةَ النُّصح ، وأوضَح لهم المحجَّة وأبانَ لهم السَّبيل - صلواتُ الله وسلامُه عليه - .

وقد اختَار الله جلَّ وعلا لهذا الرَّسول الكريم صحابةً كرامًا ، وأنصارًا عدولاً ، وأئمَّةً ثقاتًا ؛ نصروه وعزَّروه وأيَّدوه، ونصروا دينَ الله تبارك وتعالى ، فكانوا رضي الله عنهم وأرضاهم خيرَ صَحْبٍ لخيرِ مَن مشى على وجهِ الأرضِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، كانوا صحابةً بَرَرَةً ، وإخوَةً كِرامًا ، وأعوانًا أقوياءَ أشدَّاءَ ، نصروا دينَ الله عز وجل وأيَّدوه، وكانوا خيرَ أعوانٍ لنشره ونصره ؛ فأَنْعِمْ بِهِمْ وأَكْرِمْ ؛ أنعِم بهم ما أعلى قدرَهم ! وما أجلَّ مكانتَهم ! وما أشرَفَ الجُهدَ الَّذي قاموا به لنُصرة دين الله تبارك وتعالى !
واللهُ عز وجل اختار هَؤلاء الصَّحابة لنبيِّه صلى الله عليه وسلم عن علمٍ وحكمةٍ ، اختار له خيارًا عدولاً ، كانوا بشهادة ربِّ العالمينَ وشهادةِ الرَّسولِ الكريم صلى الله عليه وسلم خيرَ النَّاس بعدَ الأنبياءِ ، كما قال الله تعالى " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ"آل عمران:110 ، وأوَّل مَن يدخُل في ذلك صحابةُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ فهُم يدخُلونَ في هذا الثَّناء دخولاً أوَّليًّا ، وجاء في الصَّحيحيْن عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال"خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" ؛ فهذه خيريَّة للصَّحابة شهِد لهم بها ربُّ العالمين ، وشهِد لهم بها رسولُه الكريمُ صلى الله عليه وسلم ، وكانوا حقًّا خيارًا عدولاً ثقاتًا أثباتًا أئمَّةً هداةً - رضي الله عنهم وأرضاهم - .
ولهذا يجبُ علينَا أن نعيَ أنَّ الحديثَ عن الصَّحابة وأن الواجب نحو الصحابة هُو جزءٌ من الدِّينِ، جزءٌ من العقيدة الإسلاميَّة ، جزءٌ من الإيمان الَّذي تعبَّدَنا الله تبارك وتعالى به؛ لماذا الحديث عن الصحابة وعن واجبنا نحو الصحابة جزء من الإسلام ؟ وإذا طالعتَ كُتُبَ العقيدةِ الَّتي كتبَها أئمَّةُ السَّلف في القَديم والحديثِ لا تجد كتابًا منها يخلو من بيانِ العقيدةِ نحو الصَّحابة . لماذا هذا الاهتمام بالصحابة ؟ ولماذا كان واجبُنا نحوَ الصَّحابَة جُزءًا من واجبِنا نحوَ دِينِنا ؟!
إنَّ الصَّحابة هُم حملَةُ هذا الدِّين ونقلتُه للأمَّة ؛ منَّ الله عليهم وشرَّفهم وأكرمَهُم بسماع دينِ الله من رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ، شرَّفهم الله برؤيةِ طَلْعَته ومشاهَدتِه صلى الله عليه وسلم ، وشرَّفَهُم بسَماع حديثِه صلى الله عليه وسلم منه بدُون واسطة ، رَأوه وسَمِعوا حديثَه وحفظُوه ووَعَوْه ونقَلُوه لأمَّة الإسلام.

وبالمقابل ؛ فإنَّ الطَّعن فيهم رضي الله عنهم طعنٌ في الدِّين نفسِه ؛ كما قال العلماء "الطَّعنُ في النَّاقل طعنٌ في المنقُول" ، إذا كان مَن نقَل لنا الدِّينَ وهُم الصَّحابة مطعونٌ فيهم متكَلَّمٌ في عدالتِهم، متكلَّمٌ في ثقتِهم وأمانتِهم؛ فالدين ما شأنُه إذا كانَ مَن نقَل لنا الدِّين مطعونٌ فيه ؟ يكون الدِّينُ ذاتُه مطعونًا فيه ، ولهذا قال العلماء "الطَّعنُ في النَّاقل طعنٌ في المنقُول"
ولهذا يتلَخَّص منهجُ أهل الإيمان تُجاه الصَّحابة رضي الله
عنهم في نُقطتَين:
* النقطة الأولى: سلامة القَلب ؛ القلب ليس فيه غل ، ليس فيه حقد ، ليس فيه ضغينة ، ليس فيه عداوة .


*والخصلة الثَّانية: سلامة اللِّسان ؛ ليس فيه سب ، ليس فيه طعن ، ليس فيه بذاء ، ليس فيه فحش ، وإنما قلبٌ نظيفٌ، ولسانٌ نقيٌّ تُجاه الصَّحابة الكرامِ رضي الله عنهم وأرضاهم.

جاء في الصَّحيحين عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يحذِّر الأمَّة وفي الوقتِ نفسِه يبيِّن لهم مكانَة الصحابة ، قال عليه الصَّلاة والسَّلام«لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا – اذهب إلى جبل أحد وانظر ما أكبره وما أكبر حجمه - مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ» ؛ لو أحدَ الصَّحابةِ رضي الله عنه جاء بمُدٍّ من الذهب وتصدَّقَ به على مسكين ، وجئتَ أنتَ بمِثْلِ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهبًا - ولا يستَطيعُه أحدٌ منَّا مهما بلغَ مالُه أن يأتي بذهب مثل جَبل أُحُد يتصدَّق به - وربَّما لو جاءه من الذَّهب مثل جَبل أُحُدٍ لفَتَنَهُ وأقبَل عليه وأصبح شَحِيحًا به بخيلًا ، لكن لَو فُرِض أنَّ أحدَنا عنده منَ الذَّهب مثلُ جبلِ أُحُدٍ وتصدَّق به ما بلَغَ مثل مُدَّ أحد الصَّحابة ، يقول احذروا يحذِّر عليه الصلاة والسلام احذروا تنبَّهوا اعرِفُوا قدرَ هؤلاء اعرفوا مكانتهم "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي" اعرفوا مكانة الصَّحابةَ رضي الله عنهم وأرضاهم. "لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي" ؛ هذا كلامُ النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام ليسَ كلامَ أَحَدٍ مِنَ النَّاس أو أَحَدِ العلماء ، وإنَّما كلامُ الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام ينصَح الأمَّة "لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ" .

الصَّحابة بينهم تفاضل:

أفضَلُ الصَّحابة : الَّذين بايعوا تحتَ الشَّجرة ، وأفضلُ مِن هؤلاء: الَّذين شهِدوا بَدْرًا ، وأفضلُ هؤلاء كلِّهم: العَشرة المبشَّرون بالجنَّةِ ؛ من هم العَشرة المبشَّرون بالجنَّةِ ؟ هؤلاء عَشْرةٌ من أصحابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم شهِد لهم عليه الصَّلاة والسَّلام في مجلسٍ واحدٍ بأنَّهم في الجنَّة ، نصَّ عليه الصَّلاة والسَّلام نصًّا زادَهُم شرفًا أنَّهم في جنَّة الخُلد في مجلسٍ واحدٍ ؛ والحديث رواه التِّرمذيِّ ورواه الإمام أحمد ورواه غيرهما

عن عبد الرَّحمن بن عَوف رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ عَوْفٍ فِي الجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ ابْنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ فِي الجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ فِي الجَنَّةِ» ، فهؤلاء عشرةٌ في مجلس واحد شهِد لهمُ النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام بأنَّهم في الجنَّة ، لهذا - يا إخوان - أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وبقية هؤلاء العشرة كانوا يمشُون على الأرضِ وهُم يعلمُونَ أنَّهم في الجنَّة ، شهِد لهم الصَّادق الأمينُ عليه الصَّلاة والسَّلام ، وأَعْظِمْ بها وأَكْرِمْ بها من شهادةٍ ؛ يمشي على وجهِ الأرض وهو يعلَمُ أنَّه في جنة الخلد يومَ القيامة مِن أهل الجنَّة شهِد له النبي عليه الصَّلاة والسَّلام بذلك .

وأفضَلُ هؤلاء العَشْرة: الخلفاء الأربعة ، وأفضَل الخلفاء الأربعة : أبو بكر وعمر ، وأفضل الصَّحابة على الإطلاق: أبو بكر الصِّدِّيق ، صدِّيق الأمَّة ؛ حتى إن أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه خُصَّ من بين الصَّحابةِ كلِّهم بأنْ نُصَّ على صحبتِه في القرآن"إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ"التوبة:40. لا يوجَد أحدٌ من الصَّحابة نُصَّ على صُحبَتِه في القُرآن إلَّا أبا بكرٍ رضي الله عنه صدِّيقَ الأمَّة "إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ "، وهو أوَّل من أسلمَ من الرِّجال ، وكان صِدِّيقًا ، ما يبلُغه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يقول – رأسًا – صَدَق ، حتَّى إنَّ المشركين لما جاء النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام وأخبرهم أنَّه أُسرِي به إلى بيت المقدس، وعُرِجَ به إلى السَّماء، وركب البُراق، سمعوا أخبارًا ما استطاعوا أن يصدِّقوها ، فجاءوا إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا: أما علمتَ ماذا يقولُ صاحبُك؟ يقول كذا وكذا وكذا، قال"إنْ كانَ قالَ ذلكَ فقَد صَدَق» ؛ فهو صدِّيق الأمَّة رضي الله عنه ما يبلغُ أحدٌ منزلتَه في الصِّدِّيقيَّة "وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ" الحديد:19 ، أوَّل الأمَّة – أمة محمد صلى الله عليه وسلم - دخولاً في هذا الشَّرف وهذا اللَّقب : أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه .

وانظروا هذه الصِّفة البَليغَة له : كانَ مرَّةً عليه الصَّلاة والسَّلام يحدِّثُ أصحابَه ، وما كان ثَمَّ أبو بكرٍ وعُمَر - ما كانا موجودَيْن - ، قال أبو هريرة رضي الله عنه:

1 - صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ، ثم أقبل على الناس فقال " بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها ، فقالت : إنا لم نخلق لهذا ، إنما خلقنا للحرث " . فقال الناس : سبحان الله بقرة تكلم ، فقال" فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر - وما هما ثم - وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة ، فطلب حتى كأنه استنقذها منه ، فقال له الذئب هذا : استنقذتها مني ، فمن لها يوم السبع ، يوم لا راعي لها غيري " . فقال الناس : سبحان الله ذئب يتكلم ، قال " فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر ". الراوي: أبو هريرة- المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3471 - خلاصة حكم المحدث: صحيح.

2 - بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه ، فقالت : إني لم أخلق لهذا ، إنما خلقت للحرث ، فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر ، وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب ، فذهب منها بشاة ، فطلبه حتى استنقذها منه ، فقال له الذئب : هنا استنقذتها مني ، فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري ، فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر" الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2871 - خلاصة حكم المحدث: صحيح

انظروا الصِّدِّيق ، وانظروا الإيمان ، وانظروا كمالَ هديِ الصَّحابةِ .


ولو أخذنا نتحدَّث عن فضَائلِ أبي بكر وعمر خاصَّةً، من خلالِ القرآن ومن خلالِ سنَّة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ لما كفتْنَا محاضرةٌ واحدةٌ ولا محاضرات، وما كفانا درسٌ واحدٌ ولا دروسٌ ؛ لكثرَة الفضَائل وكثرة المناقب الَّتي خُصَّ بها هَذين الصَّاحبين .

ولهذا نتوجَّه إلى الله عزَّ وجلَّ ونسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا ، وبأنَّه الله الَّذي لا إله إلَّا هو ألَّا يجعل في قلوبنا غِلًّا لأحدٍ من أصحاب النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام ولا لأحدٍ من المؤمنين ، وأن يغفرَ لنا ولإخواننا الَّذين سبقونا بالإيمان، ونسأله جلَّ وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا أن يحشرَنا يومَ القيامة مع نبيِّه الكريم ، ومع صحابتِه الميامين، نسأله جلَّ وعلا أن يحشرنا يوم القيامة مع أبي بكر، ومع عُمَر، ومع عثمان، ومع عليٍّ، ومع زوجاتِ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهنَّ وأرضاهنَّ ، وأن يحشرَنا يوم القيامة مع الصَّحابة أجمعين ؛ أهل الدَّرجات العُلى والمنازل الرَّفيعة والأماكن العليَّة.

أصل المعلومة مقتبس من
هنا (http://www.al-badr.net/web/index.php?page=lecture&action=lec&lec=404)
عـدد الصحابــة
ليس هناك إحصاء دقيق لعدد الصحابة ، لكن هناك أقوال لأهل العلم يستفاد منها أنهم يزيدون على مائة ألف صحابي .

وأشهر هذه الأقوال قول " أبي زُرْعة الرازي " قُبض رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ عن مائة ألف وأربعة عشر ألفًا من الصحابة ممن روى عنه وسمع منه " .


تيسير مصطلح الحديث / ص : 200



أفضلهـــم :

أفضلهم على الإطلاق " أبو بكر الصديق " ثم " عمر بن الخطاب " ـ رضي الله عنهما ـ بإجماع أهل السنة ، ثم " عثمان بن عفان " ثم " علي بن أبي طالب " ، على قول جمهور أهل السنة ، ثم " تمام العشرة " ، ثم " أهل بدر " ، ثم " أهل أُحد " ، ثم أهل بيعة الرضوان " .

تيسير مصطلح الحديث / ص : 201 / بتصرف .


آخرهم موتًا :

آخرهم موتًا " أبو الطفيل عامر بن واثِلَة الليثي " ، مات سنة " مائة " بمكة المكرمة ، وقيل أكثر من ذلك ، ثم آخرهم موتًا قبله " أنس بن مالك " توفي سنة " ثلاث وتسعين " بالبصرة . تيسير مصطلح الحديث / ص : 201 .

طبقات الصحابة :

اختلفوا في طبقات الصحابة ، فجعلها بعضهم خمس طبقات ، وعليه عمل " ابن سعد " في كتابه ، ولو كان المطبوع كاملًا لاستخرجناها منه وذكرناها .

وجعلها الحاكم اثنتي عشرة طبقة ، وزاد بعضهم أكثر من ذلك والمشهور ما ذهب إليه الحاكم .

الباعث الحثيث … / ص : 260 .

قسمهم الحاكم إلى اثنتي عشرة طبقة :

· الطبقة الأولى :

قوم أسلموا بمكة ، مثل : " أبي بكر " و " عمر " و " عثمان " و " علي " وغيرهم ـ رضى الله عنهم ـ .

· الطبقة الثانية :

أصحاب دار الندوة ، وذلك أن " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه ـ لما أسلم وأظهر إسلامه حمل رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إلى دار الندوة ، فبايعه جماعة من أهل مكة .

· الطبقة الثالثة :

المهاجرة إلى الحبشة .


· الطبقة الرابعة :

الذين بايعوا النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ عند العقبة ، يُقال فلان عقبي .


· الطبقة الخامسة :

أصحاب العقبة الثانية ، وأكثرهم من الأنصار .


· الطبقة السادسة :

أول المهاجرين الذين وصلوا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بقباء قبل أن يدخلوا المدينة ويُبنى المسجد .


·الطبقة السابعة :

أهل بدر الذين قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فيهم :

"لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم " . رواه البخاري / كتاب : المغازي / باب : 9 / حديث رقم : 3983 / ص : 468 .

· الطبقة الثامنة :

المهاجرة الذين هاجروا بين بدر والحديبية .

· الطبقة التاسعة :

أهل بيعة الرضوان الذين أنزل الله تعالى فيهم "قَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ " سورة الفتح / آية 18 .


· الطبقة العاشرة :

المهاجرة بين الحديبية والفتح ، منهم " خالد بن الوليد " و " عمرو بن العاص " و " أبو هريرة " وغيرهم .


· الطبقة الحادية عشرة :

فهم الذين أسلموا يوم الفتح ، وهم جماعة من قريش .


· الطبقة الثانية عشرة :

صبيان وأطفال رأوا رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وفي حجة الوداع وغيرها وعدادهم في الصحابة منهم " السائب بن يزيد " ، و " عبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير " ومنهم " أبو الطفيل عامر بن واثلة " ، و " أبو جحيفة وهب بن عبد الله " .

نظم الدُّرر ... / ص : 243 .

أم أبي التراب
03-21-2012, 12:14 AM
"وترك الخصومات في الدين"
يَقُولُ الإمام أحمد أُصُولُ اَلسُّنَّةِ عِنْدَنَا:
اَلتَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اَللَّهِ وَاَلاقْتِدَاءُ بِهِمْ،
وَتَرْكُ اَلْبِدَعِ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ فَهِيَ ضَلالَةٌ، وَتَرْكُ اَلْخُصُومَاتِ،
وَالْجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ اَلأهْوَاءِ، وَتَرْكُ اَلْمِرَاءِ
وَالْجِدَالِ وَالْخُصُومَاتِ فِي اَلدِّينِ.

"ترك الخصومات في الدين" هذا من أصول السنة، الخصومات جمع خصومة، وهي الجدال والنزاع.

الخصومات هنا بمعنى التصدر للكلام في الدين بغير حجة ولا برهان ، وعلى غير ما كان عليه أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وليس المراد : أننا لا نعادي أهل البدع .
فمن ترْك الخصومات:
- التسليم للنصوص - بفهم السلف الصالح، دون لماذا ؟ وكيف ؟
ومن خاصمك وجادلك فإنك ترد هذا
الخصام، أو إذا تخاصم الناس وتنازعوا فإن هذا
النزاع يرد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم بفهم السلف الصالح؛ لقول الله عز وجل في كتابه العظيم:
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ "سورة النساء :59
تُسلِّم للنص " وجاء ربك"
لا تخاصم في النص " وجاء ربك"تؤمن بأن الله يجيء مجيئًا يليق بعظمته وجلالته ... ولا تخاصم وتقول : إنما المجيء يعني الانتقال من مكان إلى مكان وهذا يستحيل في حق الله عز وجل أنه ينتقل سبحانه من مكان إلى مكان ... إذًا المجيء هنا مجاز عن مجيء أمر الله .
هذا هو الخصام في الدين ... المراد التسليم للنصوص فترك الخصومة في الدين معناه - التسليم للنص - .
تحذير
يزين الشَّيطان لكثير من الناس وسط أهل البدع من أجل أن يُصلِحَهُم .هذه الحجة باطلة .. نجاة النفس أولى من نجاة الغير ، الإنسان يحرص على نجاة نفسه ، وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء
- ومناظرة أهل البدع غالبًا ضررها أكثر من نفعها - فهذه المناظرات تشهرهم وقد تكون سببًا في فتنة البعض وإذا اضطر الإنسان إلى ذلك وهو إمام من أئمة الْهُدَى ، فهو الإمام ، هو الذي يشترط أن يكون بالطريقة الفلانية ، وأن يكون هذا بعيدًا عن أعين الناس حتى لا يفتن الناس
بكلام هذا المبتدع الذي عنده شبهات خطّافة ، وقلوب الناس - وخصوصًا العوام - ضعيفة ، لا ينبغي أبدًا
أن يُطرح هذا على الملأ ولا أن يُعلن ولا أن يُنشر .
وكم من إمام من أئمة الهدى ، دخلت عليه البدع بسبب حُبِّه لشيخه المبتدع ، أو مجالسته لشيخ مبتدع .
قيل لعبد الرزّاق ـ رحمه الله ـ :
إن شيوخك من أهل السنة فمن أين دخلت عليك هذه المسائل ؟
وكان قد دخلت عليه شيء من -التَّشيُّع -
فائدة:
وتشيُّع السلف كان فقط قاصرًا في تقديم عليّ على عثمان " رضي الله عنهما " هذا إن وُجد التَّشيُّع في قرون السلف الفاضلة الثلاثة الأولى .
يقولون فيه تشيُّع يعني أنهم يُقدِّموا " عليّ "على " عثمان " فقط في الترتيب ، يقولون :
أفضل الصحابة أبو بكر ثم عمر ثم عليّ ثم عثمان .
فكانوا يعدّون مثل هذا تشيع،ا.هـ
فقيل لعبد الرزّاق بن همام الصنعاني وهو صاحب " المُصّنِّف "
أنت رجل كل شيوخك من أهل السنة فمن أين دخلت عليك مثل هذه المسائل ؟ قال :
قدِم علينا جعفر بن سُليمان ، فعجبني سمته وهديه فأخذت عنه تلك المسائل .ا.هـ
وغالب من ينخدع من شباب أهل الحديث والسنة ، ينخدع من هذا الباب يرى أهل البدع فيهم الزاهد ، وفيهم الذي يصبر على البلاء ، وفيهم الذي يكثر من الصلاة أو يكثر من الصيام أو يتقلل من حطام الدنيا .

فمصاحبة أهل البدع كمخالطة الأجرب لا يُؤْمَن معها من انتقال المرض

أم أبي التراب
03-21-2012, 01:50 AM
مصاحبة أهل البدع كمخالطة الأجرب لا يُؤْمَن معها من انتقال المرض وإن كان ذلك كله بإذن الله ، لكنها أسباب معروفة كما قال صلى الله عليه وسلم :

5 - " لا يوردن ممرض على مصح "
الراوي: أبو هريرة - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7810-خلاصة حكم المحدث: صحيح
هنا (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=+%D9%85%D9%85%D8%B1%D8%B6+&phrase=on&xclude=&degree_cat0=1)

فلا ينبغي لمن عرف السنّة أن يصاحب أهل البدع ولو بنية إصلاحهم ونصحهم، فإن هذا غالبًا يفسده ويضره ويجره إلى الجدل المذموم .

فإن الجدل نوعان :

1 ـ جدال بالتي هي أحسن :
وهذا قد أمر الله به: قال تعالى "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّـكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.".سورة النحل / آية : 125 .

ومثل هذا لا يؤدي إلا للذي هو أحسن .

2 ـ وجدال مذموم :
لا يؤدي إلى نتيجة وإن كان الإنسان مُحقًا فعليه أن يُعرِض .فإن رأيت أهل الهوى وأصحابه لا يستفيدون من كلامك معهم ، بل إنهم يجرونك إلى الكلام المذموم .

" فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا ".سورة النساء / آية : 63 .


ففيهم شبه من المنافقين .

أم أبي التراب
05-21-2012, 03:06 PM
[وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا آثَارُ رَسُولِ

اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم]


المتن:
وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا آثَارُ رَسُولِ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَالسُّنَّةُ تُفَسِّرُ اَلْقُرْآنَ، وَهِيَ دَلَائِلُ اَلْقُرْآنِ، وَلَيْسَ فِي اَلسُّنَّةِ قِيَاسٌ، وَلَا تُضْرَبُ لَهَا اَلْأَمْثَالُ، وَلَا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ وَلَا اَلْأَهْوَاءِ، إِنَّمَا هُوَ اَلِاتِّبَاعُ وَتَرْكُ اَلْهَوَى.

الشرح:

وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا آثَارُ رَسُولِ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم

أهل الحق يستعملون من الألفاظ ما يُبيِّنون به علامات الحق ودلائله، وإن تفاوتت العبارات، فهذا التفاوت في العبارة؛ هو من أسباب بيان الحق ومعالمه ودلائله .

فهنا ذكر الأثر :
والسنّة عندنا آثار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

والآثار : هي أقواله وأفعاله وتقريراته، ما أُثِرَ عنه عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو تقرير، هذه هي السنة،

فأهل الحق حريصون على اتباع الأثر ، لا يتكلمون بالرأي ،فأهل الأثر ضد أهل الرأي ، كما أن أهـل السنّة ضد أهل البدع ، كما أن السلف ضد الخلف ، كما أن العلم ضد الجهل. فأهل الحديث والأثر ضد أهل الرأي.

فالسنَّة سبيل النجاة ، واتباع آثار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس بالرأي .- السنَّة عندنا آثار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذلك فأهل السنَّة ، أهل الحديث ، أهل العلم ، الربَّانيون يُلقّبون : بأهل الأثر .

من أسماء أهل السنَّة : أهل الأثر، لأنهم حريصون على الآثار ، لا يتكلمون فيها بالرأي ولا يجادلون فيها بالهوى بل يُسَلِِّمون للأثر، إذا صح الحديث،سلِّموا له ، وإذا صحت الأسانيد ، سلِّموا واتّبعوا وانقادوا .

تعقيب
والسنّة عندنا آثار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

لابد من التأكد من ثبوت هذه الآثار وعدم الاعتماد على
مجرد النقل دون تثبت وتحري

بيان أهمية العزو والتخريج والتحقيق (http://katarat1.com/forum/showthread.php?t=443)

أم أبي التراب
05-23-2012, 01:43 AM
بيان أهمية العزو والتخريج والتحقيق (http://katarat1.com/forum/showthread.php?t=443)

معنى التخريج
أ – في اللغة :التخريج على وزن " تفعيل " بمعنى الإخراج ، كتكريم بمعنى الإكرام ، وهو في أصل اللغة مأخوذ من (خرج ) ، فهو النفاذ من الشيء ،و اختلاف لونين .

ب- في اصطلاح المحدثين : عزو الحديث إلى من أخرجه من أئمة الحديث ، والكلام عليه بعد التفتيش عن حاله ورجال مخرجه .

ج- الفرق بين التخريج و التحقيق : ان بين التخريج و التحقيق عموم و خصوص ، فكل تحقيق يمكن أن يشتمل على تخريج ، ولكن ليس كل تخريج يتضمن تحقيقا .
فالتحقيق يتضمن توثيق نص مخطوط وبيان صحة نسبته إلى مؤلفه ، وضبطه وإخراجه في أقرب ما يكون على ما أراده عليه مؤلفه .

د- الفرق بين التخريج و العزو : فبينهما فرق فكل تخريج يمكن أن يكون عزوا ، وليس كل عزو يسمى تخريجا .
فالتخريج لابد فيه من الكلام على الحديث سندا و متنا إضافة إلى العزو .
بينما العزو قد يكتفي الباحث بذكر مرجع أو المصدر فقط .

فوائد التخريج

1- توثيق الحديث – موضوع التخريج – و معرفة درجته في اصطلاح المحدثين . 2- معرفة الزيادة و النقص في متن الحديث ، فيعرف ما هو صحيح وما هو شاذ أو منكر أو مدرج .

3- معرفة الوجوه المختلفة لرواية الحديث مما يساعد في الإستنباط الصحيح للأحكام الفقهية .
4- تصويب النص مما يقع في التصحيف أو التحريف ، فنخلص إلى نص صحيح .
5- تصويب الأسماء في الإسناد ، وتوضيح المبهمات و المهملات منها ، وضبطها الضبط الصحيح ، وغير ذلك .

6- فائدة تعود للباحث نفسه ، وهي تكوين ملكة علمية لديه في اتقان وسرعة تصويب وعزو النصوص وتوثيقها ، واطلاعه على أوجه الاحتمالات للنصوص العلمية ورواياتها ، كما يزيد من أفقه العلمي من الإطلاع على أساليب العلماء في العزو و الجرح و التعديل و الاستنباط أيضا .


منقول

أم أبي التراب
05-30-2012, 03:11 AM
أهمية التمسك بالكتاب والسنة
إن قوة الأمة في ولائها لربها .
وترابطها في ارتباطها بدينه .
وعزتها في إعزازها لكلماته .
وشرفها في دعوتها إليه .
ورخاءها في طاعته .
وعافيتها وأمنها في اعتصامها به .
والخير جميعًا في إيمانها وعملها بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .


وقد آمنت أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عهدها الأول بذلك كله ، فعضت بنواجذها على كتاب ربها وسنة نبيها ، وقبضت على دينها قبضة المؤمن الموقن بجمال وكمال دينه ، وصلاحه لقيادة الحياة وهداية الناس ، فعاش الكتاب والسنة حينذاك في القلوب إيمانًا وعقيدة ، وفي العقول فكرًا وثقافة ، وفي النفوس واعظًا ومربيًا ، وبين الناس حاكمًا وقاضيًا ، وبالجملة فقد كانا - أي الكتاب والسنة -في حياة المسلمين روحًا وغاية وفي جماعتهم بِنْيَةً وقوامًا وشريعة ونظامًا .
ولما كان ذلك هو حال أمة الإسلام أعزها الله بعزه وحماها بحمايته وأيدها بجنود من عنده وحقق فيها وعده ، كما قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " . سورة محمد / آية : 7 .
فلما وهنت عضدتها على دينها ، وتداعت قبضتها على الكتاب والسنة ، وراحت تهتدي بغير هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وتحتكم إلى غير حكمه ، وتركت الدعوة إلى الله ، قَلَّ عزها وغرب مجدها .
مقدمة جامع الأحاديث القدسية / عصام ... الصبابطي / ج : 1 / ص : 9 .

* * * * *

اهتمامنا بالسنة ليس اهتمام دراسة فحسب
ولكن اهتمام اعتقاد بالدرجة الأولى ، اهتمام منهج ،
كيف تتجه .
فالسنة ليست فرعًا من فروع العلم ،ولكنها أصل هذا الدين مع كتاب الله تبارك وتعالى ،فلا تنفك السنة عن القرآن ، ولا ينفك القرآن عنِ السنةِ .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " تركتُ فيكم شيئين ، لن تضلوا بعدهما : كتاب الله ، وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوضَ " . أخرجه الحاكم . وصححه الشيخ الألباني في : صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2937 / ص : 566 .
* وكل مسلم لا يصح إسلامُهُ إلا أنْ ينتميَ إلى سنةِ الرسولِ الكريمِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
فالشهادتان ! هل يصح إسلامُ أحدٍ بشهادة أن لا إله إلاالله وحدها ؟ ! . لا ، هناك شهادة قرينة مع شهادة أن لا إله إلا الله ، هي : " أن محمدًا رسولُ اللهِ " ،
معنى شهادة" أن لا إله إلا الله "أي لامعبود بحق إلا الله

معنى شهادة: " أن محمدًا رسولُ الله " ، أي تجريد المتابعة لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ،فهذا يُلزم باتباع هذا الرسول الأمي ، وأن يُتخذ قدوة كما نص القرآن الكريم ،

قال تعالى" مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ... " . سورة النساء / آية : 80 .
وقال تعالى "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ... " .سورة آل عمران : آية : 31 .

وهذا ابن عباس علم قيمة السنة ومتابعتها

أخرج الحاكم في مستدركه، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال: لما قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت لرجل هلمَّ فلنتعلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم كثير،فقال :العجب والله لك يابن عباس ، أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فركبت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوسد ردائي على باب داره، تسفي الرياح عليَّ وجهي حتى يخرج إليَّ


فإذا رآني قال:
يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لك ؟
قلت :حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأحببت أن أسمعه منك .
فيقول : هلاَّ أرسلت إليّ فآتِيَك؟
فأقول : أنا كنت أحق أن آتيك، وكان ذلك الرجل يراني فذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد احتاج الناس إليَّ . فيقول : أنت أعلم مني .
مجمع الزوائد للهيثمي حديث رقم 9/280 خلاصة-الدرجة : رجاله رجال الصحيح -الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%A3%D8%AA%D8%B1%D9%89+%D8%A7%D9%84 %D9%86%D8%A7%D8%B3+%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D8%A7%D8%AC% D9%88%D9%86+%D8%A5%D9%84%D9%8A%D9%83++%D9%88%D9%81 %D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3+%D9%85%D9%86 +%D8%AA%D8%B1%D9%89&phrase=on&xclude=&m[]=0&s[]=0&d[2]=2).

وهكذا كان اهتمام الصحابة رضي الله عنهم، ومن بعدهم في حفظ السنة ونقلها، جيلًا بعد جيل رواية وحفظًا وعملًا
من البديهي بعد هذا أن نقول إن السنة التي لها هذه الأهمية في التشريع ،إنما هي السنة الثابتة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطرق العلمية والأسانيد الصحيحة المعروفة عند أهل العلم بالحديث ورجاله
فلنحذر أن نكتب كل ما سمعنا أو قرأنا ..... دون تحري وتحقيق خشية أن نقع في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

*قال أبو داود في سننه
حدثنا حفص بن عمر،قال: حدثنا شعبة ح وحدثنا محمد بن الحسين ، قال: حدثنا علي بن حفص، قال: حدثنا شعبة ،عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم:قال: قال: ابن حسين في حديثه عن أبي هريرة ،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع " .سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني .محدث العصر .رحمه الله /كتاب الأدب / باب في التشديد في الكذب / حديث رقم : 4992 / التحقيق : صحيح . سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني : حديث رقم :2025 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " كفى بالمرءِ كذبـًا (1) أن يحدِّث بكل ما سمع " .رواه مسلم في مقدمته / باب : النهي عن الحديث بكل ما سمع / حديث رقم : 5 / ص : 5 .*وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في: صحيح الجامع الصغيروزيادته /المجلد الثاني / حديث رقم : 4483 / ص : 827 .

* عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه قال :
قلتُ للزبير بن العوام : مالي لا أسمعُكَ تُحدِّثُ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم كما أسمع ابنَ مسعودٍ وفلانًا وفلانًا ؟ ! . قال :أما إني لم أفارقه منذ أسلمتُ ، ولكني سمعتُ منه كلمةً ، يقول " من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار " .سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب : / باب : 4 /حديث رقم : 36 /ص : 19 / صحيح .

أم أبي التراب
05-30-2012, 03:21 AM
**البخاري ، ومسلم


اشترطا على نفسيهما الصحة
في صححيهما



*.*.*.*


سنن النسائي:

ألف النسائي رحمه الله كتابه "السنن الكبرى" وضمنه

الصحيح، والمعلول، ثم اختصره في كتاب "السنن الصغرى"، وسماه "المجتبى"،
جمع فيه الصحيح عنده، وهو المقصود بما ينسب

إلى رواية النسائي من حديث.


و"المجتبى" أقل السنن حديثاً ضعيفاً، ورجلاً مجروحاً


ودرجته بعد "الصحيحين"، فهو - من حيث الرجال –


مقدم على:

"سنن أبي داود والترمذي"؛

لشدة تحري مؤلفه في الرجال،

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:


كم من رجل أخرج له أبو داود والترمذي تجنب


النسائي إخراج حديثه،

بل تجنب إخراج حديثه جماعة في "الصحيحين". اهـ.
*.*.*.*.

سنن ابن ماجه

أقل رتبة من "السنن": "سنن النسائي وأبي داود والترمذي"،


حتى كان من المشهور أن ما انفرد به يكون ضعيفاً غالباً

إلا أن الحافظ ابن حجر قال:

ليس الأمر في ذلك على إطلاقه باستقرائي، وفي


الجملة ففيه أحاديث

كثيرة منكرة، والله المستعان.

اهـ،


وقال الذهبي:

فيه مناكير وقليل من الموضوعات. اهـ،


وقال السيوطي:

إنه تفرد بإخراج الحديث عن رجال متهمين بالكذب،


وسرقة الأحاديث، وبعض تلك الأحاديث،


لا تعرف إلا من جهتهم.
*.*.*.*.

موطأ مالك

وَقَدْ اِعْتَنَى النَّاسُ بِكِتَابِهِ (اَلْمُوَطَّأِ) وَعَلَّقُوا عَلَيْهِ كُتُبًا جَمَّةً وَمِنْ


أَجْوَدِ ذَلِكَ كِتَابَا (اَلتَّمْهِيدِ) ، وَ(اَلِاسْتِذْكَارِ) ، لِلشَّيْخِ


أَبِي عُمَرَ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ


النَّمْرِيِّ الْقُرْطُبِيِّ ، -رَحِمَهُ اللَّهُ- هَذَا مَعَ مَا فِيهِ مِنَ


الْأَحَادِيثِ الْمُتَّصِلَةِ الصَّحِيحَةِ وَالْمُرْسَلَةِ وَالْمُنْقَطِعَةِ ،


وَالْبَلاغَاتِ اللاتِي لاتَكَادُ تُوجَدُ مُسْنَدَةً



إِلا عَلَى نُدُور
*.*.*.*.

مُسْنَدُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ

وَأَمَّا قَوْلُ الْحَافِظِ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمَدِينِيِّ عَنْ

مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ إِنَّهُ صَحِيحٌ ، فَقَوْلٌ ضَعِيفٌ ،


فَإِنَّ فِيهِ أَحَادِيثَ ضَعِيفَةً ، بَلْ وَمَوْضُوعَةً ، كَأَحَادِيثِ فَضَائِلِ مَرْوٍ

، وَعَسْقَلانَ ، وَالْبَرْثِ الْأَحْمَرِ عِنْدَ حِمْصٍ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ،

كَمَا قَدْ نَبَّهَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ.

ثُمَّ إِنَّ الْإِمَامَ أَحْمَدَ قَدْ فَاتَهُ فِي كِتَابِهِ هَذَا -مَعَ أَنَّهُ


لَا يُوَازِيهِ مُسْنَدٌ فِي كَثْرَتِهِ وَحُسْنِ سِيَاقَتِهِ- أَحَادِيثُ

كَثِيرَةٌ جِدًّ ، بَلْ قَدْ قِيلَ إِنَّهُ لَمْ يَقَعْ لَهُ جَمَاعَةٌ

مِنْ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ فِي الصَّحِيحَيْنِ قَرِيبًا مِنْ مِائَتَيْنِ

(اَلْكُتُبُ الْخَمْسَةُ وَغَيْرُهَا)

وَهَكَذَا قَوْلُ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السَّلَفِيِّ فِي الْأُصُولِ


الْخَمْسَةِ ، يَعْنِي

الْبُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا وَسُنَنَ أَبِي دَاوُدَ وَاَلتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ


إِنَّهُ اِتَّفَقَ عَلَى

صِحَّتِهَا (1) عُلَمَاءُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ


تَسَاهُلٌ مِنْهُ وَقَدْ أَنْكَرَهُ اِبْنُ الصَّلَاحِ

وَغَيْرُهُ قَالَ اِبْنُ الصَّلَاحِ وَهِيَ ذَلِكَ أَعْلَى رُتْبَةً مِنْ

كُتُبِ الْمَسَانِيدِ كَمُسْنَدِ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ ، وَالدَّارِمِيِّ ،

وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَأَبِي يَعْلَى ، وَالْبَزَّارِ ،

وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ ، وَالْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ ، وَإِسْحَاقَ

ابْنِ رَاهْوَيْهِ ،وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى ، وَغَيْرِهِمْ ؛

لِأَنَّهُمْ يَذْكُرُونَ عَنْ كُلِّ صَحَابِيٍّ مَا يَقَعُ لَهُمْ مِنْ حَدِيثِهِ.


___________
(1)

مما قيل عن مدلول هذه العبارة

اتفـق علمـاء المشـرق والمغـرب علـى صحـة هـذه الكتـب ،
أي اتفقــوا علـى صحـة نسـبتها إلـى مصنفيهـا ومؤلفيهـا ،
وأنـه لـم يُـزَدْ فيهـا ولـم يُنْقـص . فـلا نشـك فـي أن هـذا

الكتـاب الـذي بيـن أيدينـا هـو كتـاب الإمـام البخـاري ،

ولا نشـك أن هـذا الكتـاب الـذي بيـن أيدينـا هـو كتـاب الترمـذي ، .....


وهكـذا باقـي الكتـب .

يستخلص مما سبق

أن أحاديث البخاري ومسلم

إجمالاً يمكن الاستشهاد بها دون البحث عن تحقيقها

أما ما عداهما فلابد قبل الاستشهاد بأحديثهم

البحث والتنقيب عن تحقيقها ، لتمييز صحيحها من سقيمها

كيفية تطبيق ذلك وسبيله عمليًا عندما نتعامل مع الحديث النبوي

من سُبل ذلك

بداية لابد من التأكد من مخرج الحديث

أي التأكد من العزو الدقيق ، فإذا كتب بجانب الحديث رواه البخاري أو مسلم مثلاً


لابد من الرجوع لكتاب البخاري أو مسلم للتأكد من وجود

الحديث في السنة المشار

إليها ، ليس كأصل للحديث فقط بل بمراجعة ألفاظه

ليكون عزوك دقيقًا

* ثم في غير البخاري ومسلم ، بعد الخطوة السابقة ،

لابد من البحث عن تحقيق الحديث

هل هو مقبول أم مردود ؟

* وسبل هذه الخطوات ميسرة ، إما

بالرجوع للكتب المحققة

أو

بالرجوع للموسوعات ،والمكتبات ،والمواقع التي تهتم بالتحقيق

ومما يعينك على ذلك

** مكتبة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

الإصدار الأول

حمِّلْهَا على جهازك وابحث ، عن الحديث ،

واعلم أهو مقبول أم مردود قبل كتابته

دون الاحتياج لدخول الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)

وهذا رابط تحميلها وعليه شرح كيفية البحث فيها

هنا (http://katarat1.com/forum/showthread.php?p=1335&posted=1#post1335)

ولكن أضيف إضافة بسيطة وهامة

وهي بعد البحث على الحديث بالطريقة المشروحة

على الرابط ، اضغط على عبارة (عرض كامل)

وذلك لتحصل على عرض تفصيلي لاسم الكتاب

والباب و... للحديث المطلوب

لكن يلاحظ أن كتب السنن فيه غير محققة

فيرجع لمكتبة الألباني لتحقيقها

أو


الدرر السنية

ماعليك سوى وضع كلمة من الحديث الذي تريد التأكد

من صحته في محرك البحث

وتظهر لك النتيجة بإذن الله .

وإتمامًا للفائدة يرجع لبحث

زهور السنة (http://katarat1.com/forum/showthread.php?t=443&page=2)


و


دورة النضارة الموعودة (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/index.php?page=topic&show=1&id=1627)

أم أبي التراب
05-31-2012, 01:35 PM
والسنّة تفسر القرآن وهي دلائل القرآن

والسنة تفسر القرآن وهي دلائل القرآن، السنة تفسر القرآن وتوضحه، فإذا كان الدليل من القرآن مجمل فالسنة تفصل هذا المجمل، وإذا كان مبهم فالسنة توضحه، وإذا كان عام فالسنة تخصصه.

_________________

علاقة السنة بالقرآن الكريم

1ـ أنها تأتي مُفَصِّلَة ومُفَسِّرَة لِمَا جاء مُجْمَلًا من أحكام في القرآن الكريم ،فالصلاة وردت -مجملة- في عشرات الآيات ، ولكن لم تُبَيَّن لها كيفية ، وأوقات ، وأركان ، وسنن ، وعدد ركعات كل صلاة ، فجاءت السنة - مفصلة -بتوضيح كل ذلك .

وكذلك الزكاة قال تعالى" وَآتُواْ الزَّكَاةَ ".سورة البقرة / آية : 43 .
فإن مقدار الزكاة الواجبة مجهول يحتاج إلى بيان .
فجاءت السنة مفصلة لمقدار الزكاة ونصابها


مثاله
1 - ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ، ولا فيما دون خمس ذود صدقة ، ولا فيما دون خمسة أواق صدقة

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني (http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: صحيح النسائي (http://www.dorar.net/book/13561&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2444 - خلاصة حكم المحدث: صحيح
هنا (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D9%84%D9%8A%D8%B3+%D9%81%D9%8A%D9%85 %D8%A7+%D8%AF%D9%88%D9%86+%D8%AE%D9%85%D8%B3%D8%A9 +%D8%A3%D9%88%D8%B3%D9%82+%D8%B5%D8%AF%D9%82%D8%A9 +&phrase=on&xclude=&m[]=1420&s[]=0&d[1]=1)

2 ـ وقد تأتي السنة مُقَيِّدة لما جاء مطلقًا في القرآن .

مثال :
قال تعالى"وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا ". سورة المائدة / آية : 38 .
فكلمة " الأيدي " في الآية وردت مطلقة ، وكان مقتضى هذا الإطلاق أن تُقْطَع يد السارق كلها عملًا بالإطلاق ، ولكن السنة قيدت هذا الإطلاق ، إذ وردت بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قطع يد السارق من الرسغ فيصح تقييد مطلق الكتاب بصحيح السنة .الوجيز في أصول الفقه ... / ص : 280 / بتصرف يسير .

* فعن رَجَاءِ بْنِ حَيْوَة عن عَدِيّ بْنَ عَدِيٍّ " أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قطع رجلًا من المِفْصَلِ " . أخرجه ابن أبي شَيْبَة . قال الألباني إسناده مرسل جيد / إرواء الغليل ... / ج : 8 / باب : القطع في السرقة / ص : 28 .
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله : وقد وصله بعضهم ، فأخرجه البيهقي ـ موصولًا ـ . فهو صحيح موصول . انتهى بتصرف . إرواء الغليل ... / ج : 8 / ص : 82 .


3ـ كما تأتي السنة مُخَصِّصَة لما جاء عامًّا في القرآن من أحكام .

مثال : قال تعالى " يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ". سورة النساء / آية : 11 .

هذا حكم عام ، فخصصت السنة هذا الحكم العام - لكل الأبناء من الصلب - ، بأن قَصَرَت الميراث على مَنْ لـم يعتدِ على مُوَرِّثِهِ بالقتل ، فقال صلى الله عليه وسلم " القاتل لا يرث " . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ( 21 ) ـ كتاب : الديات / ( 14 ) ـ باب : -القاتل لا يرث / حديث رقم : 2211 / ص : 117 .

وكذلك قَصرت السنة الميراث على المسلم فقط حتى ولو كان الكافر ابنًا من صُلْبه .

* فعن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا يرثُ المسلمُ الكافر ، ولا الكافرُ المسلمَ " . صحيح البخاري . متون / ( 85 ) ـ كتاب : الفرائض / ( 26 ) ـ باب :لا يرث- المسلم الكافر ... / حديث رقم : 6764 / ص : 788 .



تخصيص العام مثل قوله تعالي "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "
المائدة / 38
العام هو لفظ يدل بحسب وضعه اللغوي علي الشمول والاستغراق ،وتستعمل له ألفاظ لغوية معينة مثل كل وجميع وأل التي تفيد الجنس ،مثل السارق والزاني وهكذا ،وهذه الآية لم تحدد قدر المسروق الذي يجب فيه القطع فجاءت السنة لتبين قدر المسروق والمعني أنها خصصت العام، فليس كل سارق تقطع يده بل من سرق نصابا قيمته ربع دينار فصاعدا .الشيخ / أشرف الفيل هنا (http://ashrafelfeel.org/play.php?catsmktba=2264)

"تقطع اليد في ربع دينار فصاعدًا" الراوي:عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6789- خلاصة حكم المحدث: صحيح


4 ـ وقد تأتي السنة بحكم جديد منشئة لأحكام سكت عنها القرآن: ففي سورة النساء حرم تعالى الجمع بين الأختين في النكاح ، قال تعالى "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا "سورة النساء / آية : 23

وورد بالسنة تحريم الجمع بين العمة وابنة أخيها ، والخالة وابنة أختها .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " لا تُنكحُ العمةُ على بنت الأخ ، ولا ابنة الأخت على الخالة " . صحيح مسلم . متون / 16 ـ كتاب : النكاح / 4 ـ باب : تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها في النكاح / حديث رقم : 35 ـ 1408 / ص : 346 .

* وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " لا تُنكح المرأةُ على عمتها ولا على خالتها " . صحيح مسلم . متون / 16 ـ كتاب : النكاح / 4 ـ باب : تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أوخالتها في النكاح . تحريم الجمع بين المرأة ... / حديث رقم : 37 ـ 1408 / ص : 346 .



أن تكون السنة ناسخة لحكم ثبت بالكتاب :
ينقسم النسخ بحسب الاعتبار إلى ثلاثة أقسام :

ـ باعتبار الناسخ .

ـ باعتبار النص .

ـ باعتبار البدل . التأسيس ... / ص : 409 .

أم أبي التراب
06-04-2012, 03:12 AM
النسخ باعتبار " الناسخ "
وهو أربعة أنواع :
النوع الأول : نسخ القرآن بالقرآن :
وهذا مجمع عليه ولا خلاف فيه ، أن يُنْسَخ القرآنُ بالقرآن ، لأن القرآن كله متواتر .
مثاله : آية المصابرة :
وهي قوله تعالى "إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ غڑ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا " . سورة الأنفال / آية : 65 .
ثم قال سبحانه بعدها "الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ" . سورة الأنفال / آية : 66 .

شرح الأأصول من علم الأصول / ص : 425 .

النوع الثاني : نسخ القرآن بالسنة :
فيه خلاف بين أهل العلم :
ـ ذهب جمهور الأصوليين إلى أنه : يجوز نسخ القرآن بالسنة المتواترة . وهو اختيار الأمين الشنقيطي .
ـ وذهب الإمام الشافعي وأحمد إلى أنه : لا يجوز نسخ القرآن بالسنة ؛ بل لا يَنْسَخ القرآن إلا قرآن مثله .
وهذا اختيار ابن قدامة وابن تيمية .
ـ حُجة الجمهور :
أن الجميع وحيٌ من الله تعالى ، فالناسخ والمنسوخ من عند الله ، والله هو مختار ذلك حقيقة ، لكنه سبحانه أظهر النسخ على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .
وَمَثَّلَ الجمهور للوقوع ـ أي وقوع نسخ القرآن بالسنة ـ بأن آية التحريم بعشر رضعات نُسخت بالسنة .
وَرَدَ ذلك فيما روته عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت :
"كانَ فِيما أُنْزِلَ مِنَ القُرْآنِ: عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ، ثُمَّ نُسِخْنَ، بخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ، فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَهُنَّ فِيما يُقْرَأُ مِنَ القُرْآنِ. " . صحيح مسلم .معالم أصول الفقه ... / ص : 267 .
ومعناه : أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جدًا ، حتى أنه صلى الله عليه وسلم توفي ، وبعض الناس يقرأ خمس رضعات ، ويجعلها قرآنًا متلوًا ، لكونه لم يبلغه النسخ*لقرب عهده ، فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك ، وأجمعوا على أن هذا لا يتلى .
* لم يبلغه النسخ : أي لم يبلغه النسخ اللفظي دون الحكمي ، أي نسخ تلاوة " خمس رضعات " وبقاء حكمها ، فهذا نسخ ـ لفظي فقط ـ للقرآن بالسنة .
والنسخ ثلاثة أنواع :
أحدها : ما نُسخ حكمه وتلاوته كعشر رضعات .
والثاني : ما نُسخت تلاوته دون حكمه كخمس رضعات ،
والثالث : ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته ، مثل آيات المصابرة " الأنفال : 65 ، 66 " .

النوع الثالث : نسخ السنة بالقرآن :
ذهب جمهور الأصوليين إلى أنه يجوز نسخ السنة بالقرآن ، وهذا اختيار ابن النجار الفتوحي ، والأمين الشنقيطي .
وذهب الإمام الشافعي إلى أن السنة لا ينسخها إلا سنة مثلها .
وقد مثَّلَ الجمهور للوقوع بأمثلة كثيرة منها :
ـ التوجه إلى بيت المقدس وهو ثابت بالسنة ، وناسخه في القرآن قولُه تعالى "فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ" . سورة البقرة / آية : 144 .
* فعن البراء بن عازب أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كانَ أوَّلَ ما قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ علَى أجْدَادِهِ، أوْ قالَ أخْوَالِهِ مِنَ الأنْصَارِ، وأنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وكانَ يُعْجِبُهُ أنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وأنَّهُ صَلَّى أوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا صَلَاةَ العَصْرِ، وصَلَّى معهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى معهُ، فَمَرَّ علَى أهْلِ مَسْجِدٍ وهُمْ رَاكِعُونَ، فَقالَ: أشْهَدُ باللَّهِ لقَدْ صَلَّيْتُ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كما هُمْ قِبَلَ البَيْتِ، وكَانَتِ اليَهُودُ قدْ أعْجَبَهُمْ إذْ كانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ، وأَهْلُ الكِتَابِ، فَلَمَّا ولَّى وجْهَهُ قِبَلَ البَيْتِ، أنْكَرُوا ذلكَ"صحيح البخاري.

النوع الرابع : نسخ السنة بالسنة :
وهذا كثير ، مثاله :
قال الإمام مسلم في صحيحه "حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَاللَّفْظُ لِأَبِي بَكْرٍ وَابْنِ نُمَيْرٍ، قَالُوا :حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي سِنَانٍ- وَهُوَ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ -،عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ،عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ ،عَنْ أَبِيهِ قَالَ " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَأَمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ ،وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ النَّبِيذِ إِلَّا فِي سِقَاءٍ فَاشْرَبُوا فِي الْأَسْقِيَةِ كُلِّهَا وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا"رواه مسلم.
وهذا صريح في ثبوت الحكم ثم نسخه .
شرح الأصول من علم الأصول / ص : 428 / بتصرف

فالسنة إذن لا غنى عنها في تفسير وتوضيح ما جاء مجملًا أو مطلقًا أو عامًّا في القرآن الكريم .

* * * * *

أم أبي التراب
06-13-2012, 03:22 AM
، وَلَيْسَ فِي اَلسُّنَّةِ قِيَاسٌ، وَلَا تُضْرَبُ لَهَا اَلْأَمْثَالُ، وَلَا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ وَلَا اَلْأَهْوَاءِ، إِنَّمَا هُوَ اَلِاتِّبَاعُ وَتَرْكُ اَلْهَوَى
الشرح
هنا لا ينفي الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ القياس المعروف عند الأصوليين " علماء أصول الفقه "
لا ينفي هذا ، إنما يقصد :
إذا جاء النَّص من السنَّة ، فلا يجوز أن يقال : أليس ذلك يقاس على كذا وكذا ، أي إذا صح الحديث ، فلا يجوز أن يُرد بقياس عقلي ، ولا يجوز أن يضرب بذلك الأمثال كما بيَّنَ شيخُ الإسلامِ " ابن تيمية " ـ رحمه الله :
لا يمكن أن يتعارض نص صريح مع ما يقتضيه العقل السليم أبدًا . فصريح المعقول يلتقي مع صحيح المنقول ، وصحيح المنقول يلتقي مع صريح المعقول . ومع ذلك :
لا يجوز أن تقاس السنّة بالعقول أو أن يضرب لها الأمثال . وليس في السنّة قياس ولا تضرب لها الأمثال:
أي : عليك أن تسلِّم بالنصوص ، وإن لم تدركها بعقلك القاصر فالعقل ليس حجة في نفسه وإن كان يصلح أن يُحسِّن ويقبِّح على الراجح من أقوال أهل الحديث والسنَّة ، ولكنه لا يستقل بذلك ، ولا يمكنه إدراك ذلك في كل شيء بل كما قال شيخ الإسلام " ابن تيمية " ـ رحمه الله ـ في مجموع فتاواه وفي بعض المواضع من كتبه الأخرى قال :إن العقل إذا كان سليمًا فهو كالعين السليمة ، فكما أن العين لا ترى ولا تبصر إلا إذا ظهر نورًا أمامها ، فكذلك العقل لا يستقل بالهداية حتى تطلع عليه شمس الرسالة .


عبارة عظيمة .
هذا رجل كما يقولون في الطب : نظره ستة على ستة "6/6 " وضعه في غرفة مظلمة تمامًا ، ليس فيها ثقب إبرة يؤدي إلى الخارج ، هل سيرى شيئًا ؟ لا ... لا يستطيع أن يرى إلا إذا ظهر نور أمام عينه ، يستطيع أن يرى .
وكذلك العقل ، مهما كان ذكيًا ومستنيرًا ، مهما كان عبقريًا وفذًا ، لا يمكن أن يستقل بالهداية ، حتى تطلع
عليه شمس الرسالة ...
فالوحي لابد منه لهداية العقل ، وما ضلَّ أكثر من ضلْ من البشر إلا بسبب اغترارهم بذكائهم . إذا نظرت إلى الملاحدة ، وجدت معظم الملاحدة من العباقرة والأذكياء في أقوامهم ممن يصفونهم بالعبقرية وبالذكاء الخارق ، تجد هذا في المخترعين والأدباء كثيرًا جدًا قديمًا وحديثًا ، تجده عبقريًا في الطب ... تجده ملحدًا !!!
اغتر بعقله وظنَّ أنه ممكن أن يستقل بالهداية دون الحاجة إلى نور الرسالة وأبى الله إلا أن يقول "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌعَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "سورة النور / آية : 35 .
فإذا التقى نور الوحي مع نور الفطرة والعقل السليم ،
حصلت الهداية "نُورٌعَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ" فاتضح أن المراد من الآية الهداية" يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ" فلا هداية إلا بنور الله سبحانه وتعالى بوحي الله بالرسل والكتب ،فلابد من التسليم بما جاء من عند الله عز وجل ،ولايُضرب الأمثال ولا يُرد بالقياس .

*أما القياس عند الأصوليين : فهو موضوع آخر ، فالمجتهد من هذه الأمة ، من علمائها ، إذا عرضت له مسألة ولم يجد فيها نص ، فإنه يلجأ إلى " القياس " كوسيلة لمعرفة الحق ، إذ يحاول أن يعرف حكم هذه المسألة بأن يقارنها بأقرب مثال أو بأشبه المسائل بالمسألة التي يبحثها ،وهذا سبيل لمعرفة الحق والصواب ، وقد يصيب وقد يخطئ ، فإن، أصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر ، وهو سبيل سلكها ورأى بمشروعيتها جماهير أهل العلم ، بل قد نقول أنه " إجماع " لأن المخالف في هذه المسألة ، قد لا يعتد بخلافه .
المراد على كل حال، لا تُرد الآثار بالرأي أو بالقياس أو يضرب لها الأمثال ، كيف هذا ؟ وكيف هذا ؟وكيف يكون كذا ؟ وكيف يأتي مَلك الموت لموسى " عليه السلام " في صورة رجل فيفقأ عينه !!! ما في كيف .
كيف أجمع عقلاء الناس على أن الذبابة شرٌ وضرٌ ثم نحن نقول إن الحديث فيها " إنك تغمسها ثم إنك تنزعها" ثم ... ثم ... كيف ؟ هكذا تُرد الآثار بالرأي .
"إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ؛ فإن في أحد جناحيه داء ، و في الآخر شفاء ، و إنه يتقي بجناحيه الذى فيه الداء ، فليغمسه كله ثم لينزعه" الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 835-خلاصة حكم المحدث: صحيح.الدرر السنية



قال صلى الله عليه وسلم"إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ، ثم ليطرحه ، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء" الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5782-خلاصة حكم المحدث: صحيح.


(http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%A5%D8%B0%D8%A7+%D9%88%D9%82%D8%B9 +%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A8%D8%A7%D8%A8+%D9%81%D9%8A +%D8%A5%D9%86%D8%A7%D8%A1+%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D9%83 %D9%85+%D9%81%D9%84%D9%8A%D8%BA%D9%85%D8%B3%D9%87&phrase=on&xclude=&m[]=256&s[]=0&d[1]=1)

أم أبي التراب
03-08-2022, 01:41 AM
فهرس مجالس شرح أصول السنة للإمام أحمد


بمدونة منبر العلم

01- مجالس شرح أصول السنة للإمام أحمد (https://mnbralda3wa.blogspot.com/2019/10/01_29.html)

02- مجالس شرح أصول السنة للإمام أحمد (https://mnbralda3wa.blogspot.com/2019/10/02.html)

03- مجالس شرح أصول السنة للإمام أحمد (https://mnbralda3wa.blogspot.com/2020/02/03.html)

04-مجالس شرح أصول السنة للإمام أحمد (https://mnbralda3wa.blogspot.com/2022/02/04_27.html)

05- مجالس شرح أصول السنة للإمام أحمد (https://mnbralda3wa.blogspot.com/2022/03/05.html)

06- مجالس شرح أصول السنة للإمام أحمد (https://mnbralda3wa.blogspot.com/2022/03/06.html)