أم أبي التراب
07-25-2012, 05:51 PM
من مظاهر الجود في رمضان من السنة النبوية
كتبه : د. محمد بن عدنان السمان
(المدير العام لشبكة السنة النبوية و علومها)
في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان رسول الله صلى الله عليهم وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة فيدارسه القران , فلرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة).
هذا الحديث قاعدة في الجود النبوي , و الجود في الشرع كما عرفه الحافظ ابن حجر رحمه الله بأنه : إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي وهو أعم من الصدقة .
ولما كان رمضان موسماً من مواسم الخيرات و القربات و التنافس في اكتساب الحسنات والتسابق في رقي الدرجات كان له هذه المزية من الجود النبوي الذي صوره لنا هذا
الحديث و من ذلك:
1. الجود بالعبادة :
رمضان موسم من مواسم العبادة و الطاعة , ولهذا فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يعطيه مزيد أهمية فيكثر فيه من الطاعات و العبادات حتى أنه في ثلثه الأخير يتفرغ لعبادة ربه و مناجته فيعتكف في تلك الليالي المباركة في مسجده تقرباً إلى الله تعالى.
إن الصيام و القيام و قراءة القران و ذكر الله و الدعاء و العمرة و الصدقة كل ذلك من العبادات و الطاعات التي هي من مظاهر الجود و غنى النفس بالعبادة , و لهذا كان من بديع ربط الحافظ ابن حجر رحمه الله بين الجود و مدارسة القران التي أشار لها الحديث قوله: قيل الحكمة فيه أن مدارسة القران تجدد له العهد بمزيد غنى النفس و الغنى سبب الجود.
2. الجود بقراءة القرآن :
وقراءة القران جزء من الجود بالعبادة , لكن إفرادها هنا لمزية خاصة بهذا الشهر ذكرت في الحديث ( حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القران). ومن هنا فهم الإمام النووي رحمه الله هذا المعنى فقال وهو يعدد فوائد هذا الحديث ( واستحباب الإكثار من القراءة في رمضان و كونها أفضل من سائر الأذكار إذ لو كان الذكر أفضل أو مساوياً لفعلاه).
إن رمضان فرصة عظيمة للنهل من معين القران الكريم قراءة و حفظاً و تدبراً ، لقد أنزل القرآن في هذا الشهر العظيم ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).
ففي الآية الكريمة كما ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:
( يمدح تعالى شهر الصيام من بين الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم فيه, ثم يمدح الله تعالى القران الكريم ( الذي أنزله هدى لقلوب العباد ومن آمن به و صدقه و اتبعه) (و بينات) أي دلائل و حجج بينة واضحة جليلة لمن فهمها و تدبرها دالة على صحة ما جاء به من الهدى المنافي للضلال و الرشد المخالف للغي مفرقاً بين الحق و الباطل والحلال و الحرام.
3. الجود بالمال و الصدقة:
وكما تحدثنا عن الجود بقراءة القران فكذلك الجود بالمال و الصدقة يدخل تحت الجود بالعبادة , لكن إفراده أيضاً لميزة خاصة للجود المالي في رمضان و هذا يظهر من جوانب :
النص على أن النبي صلى الله عليه و سلم كان ( أجود الناس ) فقد كان صلى الله عليه و سلم كريماً معطاءً , يجود بالمال والعطاء بفعله و قوله يعطي صلى الله عليه و سلم عطاء من لايخشى الفقر ، قال الله تعالى( من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً) { البقرة / 245 }. حتى أنه صلى الله عليه و سلم عمق هذا المفهوم في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم عملياً , سألهم مرة عن أحب المالين إلى الإنسان هل هو المال الذي بيده أو مال وارثه , ثم وضح لهم أنه ليس للإنسان إلا ما أنفق و قدم لآخرته ,
وعمقه أيضاً صلى الله عليه و سلم بقوله في
أحاديث كثيرة منها : قال صلى الله عليه وسلم :
( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان , فيقول
أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً,ويقول الآخر: اللهم
أعط ممسكاً تلفا)
متفق عليه
وقوله صلى الله عليه و سلم في الحديث القدسي
( انفق يا ابن ادم أنفق عليك ) متفق عليه,
وغيرها من الأحاديث التي تبين فضل و أجر هذه العبادة
العظيمة.
. من أنواع الجود المالي و الذي يتأكد في مثل هذا الشهر الكريم , تفطير الصائمين , قال صلى الله عليه و سلم :
( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص
من أجر الصائم شيئا ) * رواه أحمد
والله الموفق
شبكة السنة النبوية و علومها (http://alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=5984)
___________________
*
7 - "من فطر صائما كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا"
الراوي: زيد بن خالد الجهني المحدث: الألباني (http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: صحيح الترمذي (http://www.dorar.net/book/977&ajax=1) -
الصفحة أو الرقم: 807-خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D9%85%D9%86+%D9%81%D8%B7%D8%B1+%D8%B 5%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A7%D9%8B&phrase=on&xclude=&m[]=1420&s[]=0&d[1]=1)
كتبه : د. محمد بن عدنان السمان
(المدير العام لشبكة السنة النبوية و علومها)
في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان رسول الله صلى الله عليهم وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة فيدارسه القران , فلرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة).
هذا الحديث قاعدة في الجود النبوي , و الجود في الشرع كما عرفه الحافظ ابن حجر رحمه الله بأنه : إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي وهو أعم من الصدقة .
ولما كان رمضان موسماً من مواسم الخيرات و القربات و التنافس في اكتساب الحسنات والتسابق في رقي الدرجات كان له هذه المزية من الجود النبوي الذي صوره لنا هذا
الحديث و من ذلك:
1. الجود بالعبادة :
رمضان موسم من مواسم العبادة و الطاعة , ولهذا فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يعطيه مزيد أهمية فيكثر فيه من الطاعات و العبادات حتى أنه في ثلثه الأخير يتفرغ لعبادة ربه و مناجته فيعتكف في تلك الليالي المباركة في مسجده تقرباً إلى الله تعالى.
إن الصيام و القيام و قراءة القران و ذكر الله و الدعاء و العمرة و الصدقة كل ذلك من العبادات و الطاعات التي هي من مظاهر الجود و غنى النفس بالعبادة , و لهذا كان من بديع ربط الحافظ ابن حجر رحمه الله بين الجود و مدارسة القران التي أشار لها الحديث قوله: قيل الحكمة فيه أن مدارسة القران تجدد له العهد بمزيد غنى النفس و الغنى سبب الجود.
2. الجود بقراءة القرآن :
وقراءة القران جزء من الجود بالعبادة , لكن إفرادها هنا لمزية خاصة بهذا الشهر ذكرت في الحديث ( حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القران). ومن هنا فهم الإمام النووي رحمه الله هذا المعنى فقال وهو يعدد فوائد هذا الحديث ( واستحباب الإكثار من القراءة في رمضان و كونها أفضل من سائر الأذكار إذ لو كان الذكر أفضل أو مساوياً لفعلاه).
إن رمضان فرصة عظيمة للنهل من معين القران الكريم قراءة و حفظاً و تدبراً ، لقد أنزل القرآن في هذا الشهر العظيم ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).
ففي الآية الكريمة كما ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:
( يمدح تعالى شهر الصيام من بين الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم فيه, ثم يمدح الله تعالى القران الكريم ( الذي أنزله هدى لقلوب العباد ومن آمن به و صدقه و اتبعه) (و بينات) أي دلائل و حجج بينة واضحة جليلة لمن فهمها و تدبرها دالة على صحة ما جاء به من الهدى المنافي للضلال و الرشد المخالف للغي مفرقاً بين الحق و الباطل والحلال و الحرام.
3. الجود بالمال و الصدقة:
وكما تحدثنا عن الجود بقراءة القران فكذلك الجود بالمال و الصدقة يدخل تحت الجود بالعبادة , لكن إفراده أيضاً لميزة خاصة للجود المالي في رمضان و هذا يظهر من جوانب :
النص على أن النبي صلى الله عليه و سلم كان ( أجود الناس ) فقد كان صلى الله عليه و سلم كريماً معطاءً , يجود بالمال والعطاء بفعله و قوله يعطي صلى الله عليه و سلم عطاء من لايخشى الفقر ، قال الله تعالى( من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً) { البقرة / 245 }. حتى أنه صلى الله عليه و سلم عمق هذا المفهوم في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم عملياً , سألهم مرة عن أحب المالين إلى الإنسان هل هو المال الذي بيده أو مال وارثه , ثم وضح لهم أنه ليس للإنسان إلا ما أنفق و قدم لآخرته ,
وعمقه أيضاً صلى الله عليه و سلم بقوله في
أحاديث كثيرة منها : قال صلى الله عليه وسلم :
( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان , فيقول
أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً,ويقول الآخر: اللهم
أعط ممسكاً تلفا)
متفق عليه
وقوله صلى الله عليه و سلم في الحديث القدسي
( انفق يا ابن ادم أنفق عليك ) متفق عليه,
وغيرها من الأحاديث التي تبين فضل و أجر هذه العبادة
العظيمة.
. من أنواع الجود المالي و الذي يتأكد في مثل هذا الشهر الكريم , تفطير الصائمين , قال صلى الله عليه و سلم :
( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص
من أجر الصائم شيئا ) * رواه أحمد
والله الموفق
شبكة السنة النبوية و علومها (http://alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=5984)
___________________
*
7 - "من فطر صائما كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا"
الراوي: زيد بن خالد الجهني المحدث: الألباني (http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: صحيح الترمذي (http://www.dorar.net/book/977&ajax=1) -
الصفحة أو الرقم: 807-خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D9%85%D9%86+%D9%81%D8%B7%D8%B1+%D8%B 5%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A7%D9%8B&phrase=on&xclude=&m[]=1420&s[]=0&d[1]=1)