المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هلموا لبوا النداء إنه من فوق سبع سموات


هند
07-22-2010, 10:41 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/GUG32786.gif


هلموا إلي نداءات الله للمؤمنين في القرآن
--------

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره


ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا


من يهده الله لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له


وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
----
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ


وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)


(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ


وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء


وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *


يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن
يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)



======

أما بعدُ :

فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرَ الهدي هديُ

محمدٍ صلى الله عليه وسلم


وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكلَّ محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ


ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار .


ثم أما بعد

=======


أنزل الله الكتاب الكريم
لنتلو آياته ، ونتدبر معناها ، ونعمل بمقتضاها


وأولَى ما يبدأ به العبد
هو تلبية نداءات الربّ - سبحانه وتعالى وعز
وجل - له ، بمحاولة فهم الغرض الذي نودي من أجله،
ثم إجابة هذه النداءات بالعمل بمقتضاها قدر الطوق


لذا كان العزم على حصر نداءات المؤمنين
في القرآن كله


ثم عرض شرحها من خلال تفسير السعدي


( تيسير الكريم الرحمن في شرح كلام المنان )


شرح الشيخ : عبد الرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif




والآن نحيا مع


سيرة العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله

لفضيلة الدكتور عبد الرحمن العدوي / مستشار الجامعة الإسلامية

{مجلة الجامعة الاسلامية – المدينة النبوية العدد:44 }

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/USG20428.jpg (http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=1900)
(http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=1900)

شيخ جليل مهيب، أخلص للّه في تعليم المسلمين أمور دينهم، ونشر عقيدة الإسلام وأحكامه بينهم، وهو من أهالي بلدة عنيزة من أعمال القصيم في شمال نجد عاش فيها حياته وكان فيها مقره الأخير.


كنا في عام 1373هـ الموافق 1953م اثنين من علماء الأزهر الشريف مبعوثين للتدريس في المملكة العربية السعودية
وكانت إدارة المعارف حينذاك في مكة في مواجهة المسجد الحرام وكان على رئاستها الشيخ محمد بن مانع رحمه اللّه


وقد رأى أن أسافر مع زميلي
الشيخ محمد الجبة للتدريس في المدرسة الثانوية بعنيزة، وسافرنا وبدأنا عملنا في المدرسة التي كان بها فصلان في السنة الأولى فقط، ولم يمض شهر حتى صدر الأمر الملكي بنقلنا إلى المعاهد العلمية التابعة لآل الشيخ.




------


وكانت هذه هي الطريقة التي تستكمل بها المعاهد
العلمية حاجتها من المدرسين
ولم يكن المعهد العلمي موجوداً بعد، فطلب منا أن نعلن عن افتتاحه ونستقبل طلبات الراغبين في الإلتحاق به
ونحدد مستواهم العلمي ونوزعهم على السنوات الدراسية
وقد تم كل ذلك في فترة وجيزة
وبدأت الدراسـة في المعهد العلمي بعنيزة في شهر ربيع الثاني من عام 1373هـ،
وفي الوقت بلغنا أن الشيخ عبد الرحمن السعدي
قد عين مشرفاً على المعهد من الناحية العلمية وكان تعيينه براتب شهري قدره ألف ريال
ولكن الشيخ رحمه الله تعالى
أرسل إلى رئاسة المعاهد العلمية أنه على استعداد للإشراف على المعهد حسبة لوجه الله تعالى وأنه لا يريد أن يكون له على ذلك أجر مادي وقبلت الرئاسة شاكرة له هذا الصنيع الذي لا يصدر
إلا من عالم زاهد يبتغي وجه الله.

-----

هند
07-22-2010, 10:46 PM
إلا من عالم زاهد يبتغي وجه الله.


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif




وبدأت صلتنا بالشيخ عبد الرحمن السعدي


في المعهد أولاً ثم التقينا به كثيراً في المسجد الجامع فقد كان شيخاً له، وفي منزله المتواضع الذي رفع قدره وأعلى صرحه سلوك صاحبه وسيرته في الناس.


كان رحمه الله يأتي إلى المعهد بانتظام
يوم الثلاثاء من كل أسبوع وكان يخلع نعليه عند دخول الفصل أثناء الدرس مع أن في نجد لا يخلعون نعالهم عند دخول المسجد ولا عند الصلاة ولكنه الأدب الراقي واحترام العلم ومجلسه
ثم يدخل آخر صف ويجلس فيه
وكأنه أحد طلاب هذا الفصل ويكرر هذا العمل في أكثر من فصل ويستمع إلى أكثر من مدرس
ولم يكن في المعهد من المدرسين المصريين سواي وزميلي
أما بقية المدرسين فكانوا من أبناء الشيخ
علمهم في المسجد الجامع إلى درجة تسمح لهم بالقيام بتدريس المواد التي تعلموها على يديه.
وكان منهم حمد البسام، وسليمان البسام، وعبد الله البربكان، ومحمد بن عثيمين.
ومضت فترة بعد وصولنا عنيزة أحسسنا فيها بالغربة والوحشة وكنا نتأثر بجفاء بعض الناس في التعامل واللقاء وعدم رد التحية لا بأحسن منها ولا بمثلها
وكان يحدث أحياناً ونحن وقوف للصلاة أن يأتي أحد البدو ولعله من غير أهل عنيزة فيقف بجوار أحدنا وينظر إليه نظرة استغراب
ثم يخط بعصاه خطاً فاصلاً في الرمال يفصل بينه وبين من يجاوره منا ثم يقول بصوت مسموع ( أعوذ بالله )
وبعدها يكبر للصلاة وقال لي صاحبي:
لماذا يتعوذ هؤلاء؟
فقلت لعلهم يعتقدون أننا لسنا من بلاد الإسلام
وما علينا إلا أن نزيل هذا الظن الخاطئ
فتقسيم الأمور وتصح المعاملة،


قال: ولكن كيف السبيل إلى ذلك ونحن مدرسون
في المعهد لطلاب قد يتحدثون مع ذويهم عنا وقد لا يتحدثون؟


قلت: السبيل في رأيي أن نعطي الناس
دروساً في التفسير والحديث والفقه بين المغرب والعشاء
في المسجد الذي نصلي فيه
وبها نؤدي واجبنا ونزيل التباساً.


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif


وعرضنا الفكرة على الشيخ عبد الرحمن السعدي


فاستحسن ذلك أيما استحسان وشجعنا وأوصانا بألا تضيق صدورنا فإن من خلق العلماء الصبر والإحتمال والحرص على تبليغ رسالة الله في كل الظروف وبدأنا التدريس في مسجد ( السويطي ) بين المغرب والعشاء
وزاد عدد الحاضرين يوماً بعد يوم حتى كاد المسجد على سعته أن تملئ بالمصلين،
وبعد أسبوعين تقريباً حدث أمر شرح صدورنا
وأحسسنا معه بالود والمحبة، فقد تقدم إلينا شيخ كبير وأشار بيده إلى سجادتين مفروشتين خلف الإمام وقال:
هذا مكان صلاتكما فأنتم أهل العلم والفضل وعلينا أن نكرم العلماء، وكان لهذه اللفتة أثرها الطيب الحميد
فقد أحسسنا صفاء قلوب القوم وزالت العوارض التي كانت تؤثر تأثيراً متعباً
فما كانت إلا تصرفاً شخصياً من بعض الجهال
لا يعبر عن السلوك العام


ثم زادت الصلة بيننا وبين الناس

هند
07-22-2010, 10:48 PM
ثم زادت الصلة بيننا وبين الناس
وتوثقت فدعينا إلى شرب القهوة بالعبارة النجدية الحلوة
" نبغى نقاهويك يا أستاذ "
وتكرر ذلك والموعد بعد صلاة العشاء الآخرة
وكان معنا في المعهد سكرتير من أهل عنيزة
اسمه (عبد الله)
فكان يتولى تدوين المواعيد ويرشدنا إلى منازل،
وفي كل ليلة نجد صاحب المنزل قد دعا أكثر
من عشرين شخصاً مبالغة منه في الإحتفاء
بنا ثم يدور الحديث حول مسائل من الدين والأخلاق وعادات الناس وتصير الجلسة ندوة علم وأدب
وحديث نافع وتعبير عن المحبة والود والأخوة
كما ارتضاها الله لعباده المؤمنين.


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif



يتبع

أم أبي التراب
07-24-2010, 05:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هند
جزاك الله خيرًا
متابعون

أم حذيفة
07-24-2010, 01:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرًا
متابعون

أم حبيبة
07-24-2010, 04:24 PM
جزاك الله خيرا
يا هنوووود
تسجيل متابعة

هند
07-29-2010, 11:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

أحبتى الغاليات

أم أبي التراب

أم حذيفة

أم حبيبة
جزاكم الله خيراً

على مروركم العطر

أم أسماء
07-30-2010, 03:42 AM
جزاك الله خيراً

هنووووووود


متابعون http://katarat1.com/forum/images/icons/islam.gif

أم حبيبة
07-31-2010, 01:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

آمين و اياك غاليتى أم اسماء

هند
08-17-2010, 03:01 PM
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
جزاكم الله خيراً

احبتى الغاليات

هند
08-17-2010, 03:10 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/2R936224.gif





وكنا نزور الشيخ بين الحين والحين
ويكاد يكون لقاؤنا معه يوم الجمعة بانتظام نذهب إلى بيته قبل الصلاة بساعات ونجلس معه ثم ننزل معاً عندما تقرب موعد الصلاة، وذات لقاء قلت له:

http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/13h84033.gif
يا فضيلة الشيخ
لماذا لا تستخدم مكبر الصوت
( الميكروفون ) في الخطبة فإن أكثر الناس لا يسمعون صوتك
ولا يستفيدون مما تلقيه عليهم من المواعظ والأحكام

فابتسم الشيخ وكان له بسمة خفيفة جميلة
تنم عن الرضا والسرور وقال:
إن مكبر الصوت لم يدخل المساجد في بلاد نجد ولا أحب أن أكون أول من يستخدمه.

قلت: ولماذا؟ ألست الشيخ العلم القدوة إذا لم تفعل أنت ما تراه نافعاً فمن يفعله؟
أليس في استعماله خير وهو نشر تعاليم الدين وآدابه
وإسماع أكبر عدد ممكن بواسطته، والنساء في بيوتهن حول المسجد يستمعن الخطبة عن طريق مكبر الصوت فيكون الخير
قد تجاوز حدود المسجد،
ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.

(1)



ذلك لأنه سيتعرض لجهل الجاهلين
ونقد الناقدين وسيصيبه من أقوال الناس وإيذائهم واستنكارهم
لما لم يألفوه شيء كثير فيكون له من أجل ذلك الأجر الكثير
ثم إنك يا فضيلة الشيخ
إذا لم تستخدم مكبر الصوت في خطبة الجمعة فلن يجرؤ أحد على استخدامه من بعدك

وسيقول الناس: لو كان فيه خير لاستقدمه الشيخ السعدي
فتكون قد منعت استخدامه مستقبلاً من حيث لا تدري ولا تريد.

فاتسعت الإبتسامة على شفتي الشيخ
وقد استمع لكلامي كله مصغياً ومتأملاً
وهز رأسه يميناً وشمالاً في هدوء رتيب وقال:
ما شاء الله لقد حدثني في ذلك غيرك
وما شرح الله صدري لذلك مثل ما شرحه الآن
وأعدك أن يكون في المسجد ( مكبر صوت )
في الجمعة القادمة إن شاء الله


وبر الشيخ بوعده وأمر بإحضار مكبر للصوت
ذي ثلاث سماعات يعمل بواسطة البطارية
فلم تكن عنيزة قد عرفت الكهرباء بعد وفرح الناس
وتحدثوا عن استماعهم للخطبة في غير جهد
وحرصت على أن أسمع رأيهم فلم أجد معارضاً وما سمعت
إلا كلمات الإستحسان والسرور

وذهبت إلى الشيخ في بيته لأنقل
إليه استحسان الناس وسرورهم فإذا به ينقل إلى بشرى سارة مؤداها أن الشيخ عبد الله السليمان كان يصلي هذه الجمعة
في مسجد عنيزة وقد أعجبه أن يكون في المسجد مكبر للصوت فقابل الشيخ بعد الصلاة وأبلغه أنه تبرع.. بماكينة كهرباء للمسجد تضئ خمسين لمبة
( مصباحاً كهربائياً )
ويشتغل عليها مكبر الصوت. فقلت: الحمد لله. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.


لقد كان الشيخ عبد الرحمن السعدي
من الناحية الدينية هو كل شيء في عنيزة فقد كان العالم والمعلم والإمام والخطيب والمفتي والواعظ والقاضي وصاحب مدرسة دينية له فيها تلاميذ منتظمون.

كان يصلي الفجر بالناس ثم يجلس لأداء
الدرس حتى تطلع الشمس ويذهب بعد ذلك إلى بيته حتى الضحوة الكبرى فيعود إلى المسجد
يعلم أبناه الفقه والتفسير والحديث والعقيدة والنحو والصرف في دروس منتظمة وكتب اختارها لطلابه ويستمر معهم حتى صلاة الظهر فيصلي بالناس ويعود إلى بيته يستريح فيه إلى صلاة العصر ثم يذهب إلى المسجد
فيصلي العصر بالناس ويعطيهم عقب الصلاة وهم جلوس بعض الأحكام الفقهية في دقائق لا تؤخرهم عن الإنصراف سعياً وراء أرزاقهم وعندما تغرب الشمس يصلي بالناس المغرب ويجلس للدرس حتى يصلي العشاء. ويتكرر ذلك في كل يوم.



وطلاب الشيخ الذين علمهم في المسجد
هم الذين تولوا التدريس في المدارس والمعاهد التي فتحتها
الدولة في بلدتهم

فكان الشيخ يكتب بيده شهادة يقول فيها إن فلاناً درس علوم كذا وكذا في كتب كذا وكذا وهو يصلح لتدريس هذه المواد في المستوى الإبتدائي أو الإعدادي أو الثانوي
وتأخذ الدولة بشهادات الشيخ التي أثبتت التجربة فيما بعد أنها معبرة عن الحقيقة أصدق تعبير.

وكان من سيرته - عليه رحمة الله -
أنه في موسم الحصاد تأتي إليه ثمار النخيل والبساتين
التي وقفها أصحابها على المسجد الجامع ليؤدي
رسالته الإسلامية العظيمة

فكان الشيخ يجمع كل هذه الثمار في المسجد
ويوزعها على الفقراء والمساكين ولا يأخذ تمرة واحدة يدخلها
فاه أو ينقلها إلى بيته.

وسألت أحد الأبناء المقربين إليه:
من أين ينفق الشيخ على حاجات معيشته؟
فأخبرني أن له ابنين يعملان بالتجارة في الرياض ويرسلان إليه
ما يحتاج من النفقة ولا مورد له غير هذا

؟ فقلت: سبحان الله:
إن خير ما يأكل المرء ما كان من كسب يده،
وإن ولد الإنسان من كسبه، وهكذا تكون سيرة العلماء في الإكتفاء بالقليل والزهد فيما يزيد على ذلك مع الإجتهاد في أداء الواجب والإخلاص فيه.


ومرت الأيام.. وفي نهاية عام 1375هـ الموافق 1956م
بدأ العدوان الثلاثي على مصر
وهاجمت فرنسا وإنجلترا وإسرائيل أرض مصر ولكل دولة منهم دوافعها الخاصة فقد كانت فرنسا تريد أن تعاقب مصر على مساندة ثورة الجزائر ضدها.
هذه المساندة التي وصلت إلى درجة تهريب الأسلحة والذخائر للثوار المسلمين في الجزائر وقد وقعت الباخرة
( عايدة ) المصرية في يد الفرنسيين وهي تحمل الأسلحة
إلى ثوار الجزائر ضد الإستعمار الفرنسي فأضمرت لذلك شراً وكان هجومها على مصر

أما إنجلترا فكان هجومها من أجل أسهمها في قناة السويس التي أممتها مصر وأعادتها إلى الشعب المصري الذي حفر القناة بجهود أبنائه ودمائهم،
وكانت مع ذلك تراودها الرغبة في إعادة سيطرتها مرة أخرى على مصر ولم يكن جلاء قواتها عن الأراضي المصرية قد جاوز العامين بعد، وانتهزت إسرائيل رغبة الدولتين الكبيرتين في الهجوم على مصر واتفقت معهما لخدمة أغراضها التوسعية العدوانية ولضرب القوة العربية الإسلامية على أرض مصر.




وعرف الشيخ السعدي هذه الأبعاد كلها
وخطب الناس الجمعة في هذا الموضوع ورفع الناس معه أكف الضراعة إلى الله أن يحمي القوة الإسلامية وأن ينصر المسلمين ويرد كيد الكافرين، وقد استجاب الله دعاء

فخطب الشيخ في جمعة تالية مهنئاً ومبشراً
ومذكراً بقول الله تعالى:
{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً}


وقد كان للشيخ اهتمامات ظاهرة بأحوال المسلمين
في كل بلادهم وكانت مقالاته في الصحف والمجلات في داخل المملكة وخارجها تظهر هذه الإهتمامات وكان يسألنا كثيراً
عن أخبار مصر وأحوال المسلمين فيها وجهود علمائها في إقامة السنة وإزالة البدعة مع دعاء حار وأمل كبير في أن يصلح الله أحوال المسلمين.



ومع هذه الجهود المضنية التي كان يبذلها الشيخ
كان كثير الكتابة والتأليف فقد كتب تفسيراً للقرآن الكريم كله سماه ( منحة اللطيف المنان في تفسير القرآن )
وله كتاب في الخطب المنبرية ورسائل في العقيدة
وسؤال وجواب وفي بعض الموضوعات والقضايا الإسلامية
وقد تبرع بكتبه كلها وطبعها أهل الخير المحبون للشيخ وعلمه ووزعوها بالمجان على أهل العلم وطلبته.


وفي شهر ربيع الثاني من عام 1376هـ توفي
الشيخ عبد الرحمن السعدي عليه رحمة الله ورضوانه
وحملت مع الناس نعشه وكانوا يعرفون صلتي الوثيقة به فكانوا يفسحون لي كلما رغبت واقتربت قائلين إنه كان يحبك.

وإني لا أجد ما أصف به فضل هذا الشيخ
وجهاده ومنزلته بين العلماء أحسن مما سمعته
من عجوز جالسة على طريق الجنازة فقد قالت ونحن نمر عليها نحمل نعشه قالت العجوز في صدق وحرارة:
" نجم هوى ".
رحم الله الشيخ عبد الرحمن السعدي
وجعل سيرته الطيبة وأعماله الصالحة في موازين حسناته
وأكثر من أمثاله الذين يزهدون في الدنيا ويبتغون ما عند الله.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا "
رواه مسلم.(2)

(2) (169) (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=1&ID=63231&SearchText=بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم&SearchType=exact&Scope=0,1&Offset=0&SearchLevel=Allword)
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/13h84033.gif


(1)صحيح الجامع (http://www.dorar.net/enc/hadith/%D9%88%D9%85%D9%86+%D8%B3%D9%86+%D8%B3%D9%86%D8%A9 +%D8%AD%D8%B3%D9%86%D8%A9+%D9%81%D9%84%D9%87+%D8%A 3%D8%AC%D8%B1%D9%87%D8%A7+%D9%88%D8%A3%D8%AC%D8%B1 +%D9%85%D9%86+%D8%B9%D9%85%D9%84+/+m1420+d1+w) - الصفحة أو الرقم: 6305 (http://www.dorar.net/enc/hadith/%D9%88%D9%85%D9%86+%D8%B3%D9%86+%D8%B3%D9%86%D8%A9 +%D8%AD%D8%B3%D9%86%D8%A9+%D9%81%D9%84%D9%87+%D8%A 3%D8%AC%D8%B1%D9%87%D8%A7+%D9%88%D8%A3%D8%AC%D8%B1 +%D9%85%D9%86+%D8%B9%D9%85%D9%84+/+m1420+d1+w)


(http://www.dorar.net/enc/hadith/%D9%88%D9%85%D9%86+%D8%B3%D9%86+%D8%B3%D9%86%D8%A9 +%D8%AD%D8%B3%D9%86%D8%A9+%D9%81%D9%84%D9%87+%D8%A 3%D8%AC%D8%B1%D9%87%D8%A7+%D9%88%D8%A3%D8%AC%D8%B1 +%D9%85%D9%86+%D8%B9%D9%85%D9%84+/+m1420+d1+w)





http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/urW50260.gif يتبع http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/urW50260.gif

هند
09-27-2010, 10:30 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/n4H67723.jpg

والآن نحيا مع


النداء الأول

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/vmN27893.gif

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

البقرة104

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/vmN27893.gif

قال الشيخ السعدي في تفسيره للآية

(كان المسلمون يقولون حين خطابهم للرسول عند تعلمهم أمر الدين
{ رَاعِنَا }
أي: راع أحوالنا
فيقصدون بها معنى صحيحا

وكان اليهود يريدون بها معنى فاسدا
فانتهزوا الفرصة
فصاروا يخاطبون الرسول بذلك، ويقصدون المعنى الفاسد



فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة
سدا لهذا الباب، ففيه النهي عن الجائز
إذا كان وسيلة إلى محرم، وفيه الأدب، واستعمال الألفاظ، التي لا تحتمل إلا الحسن، وعدم الفحش وترك الألفاظ القبيحة، أو التي فيها نوع تشويش أو احتمال لأمر غير لائق، فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن
فقال:
{ وَقُولُوا انْظُرْنَا }
فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور
{ وَاسْمَعُوا }
لم يذكر المسموع، ليعم ما أمر باستماعه، فيدخل فيه سماع القرآن
وسماع السنة التي هي الحكمة
لفظا ومعنى واستجابة
ففيه الأدب والطاعة

ثم توعد الكافرين بالعذاب المؤلم الموجع
وأخبر عن عداوة اليهود والمشركين للمؤمنين
أنهم ما يودون
{ أَنْ يُنزلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ }
أي: لا قليلا ولا كثيرا
{ مِنْ رَبِّكُمْ }
حسدا منهم وبغضا لكم أن يختصكم بفضله فإنه
{ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
ومن فضله عليكم، إنزال الكتاب على رسولكم
ليزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة
ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون


(فله الحمد والمنة)


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/fQD23702.gif

أمة الله
09-29-2010, 10:15 AM
حبيبتي


هنــــــــــد
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/DRM37522.gif
نعم نريد أن نحيا مع القرآن وأهله


علّنا نقتدي بهم


ونعمل بكتاب ربنا


بااااااااارك الله فيك

حياك الله جعلتينا نعيش لحظات قلما نجدها

اسمحي لي أن نقف قليلا مع تلك النداءات
كيف نعمل بمقتضى هذا النداء الآن ؟ .. بمعنى آخر
كيف يمتثل كل منا لهذا النداء عملا ؟

أمة الله
09-29-2010, 12:28 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1Pz68997.gif

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/5yY67585.gif
إذن المطلوب هو توضيح العمل المراد من النداء أي :

كتابة نقاط عملية تطبيقية ينبغي علينا كمؤمنين -إن شاء الله من باب عدم التزكية وليس شكا - القيام بها عمليا وممارستها في حياتنا اليومية )


من باب : عرفت فالزم .... وهذا لن يتحقق على الوجه الأمثل إلا بضرب أمثلة من واقع حياتنا اليومية ، وعدم الاكتفاء بأن نسرد كلاما نظريا محضا .


وذلك ليعلم القارئ لمثل هذه الآية- مثلا -أن الله يوجه إليه نداء - هو بعينه وليس من نزلت عليهم هذه الآية فقط كما هو شائع في اعتقاد كثيرين - فهو معني أصالة ، و الله يأمره هو بعمل ينبغي عليه القيام به شرعا ، وتطبيقه في حياته اليومية .


فالمطلوب من النداء الأول في هذه الآية الكريمة هو :

النداء الأول :

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1u730751.gif


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

البقرة104


فالمطلوب من النداء الأول في هذه الآية الكريمة هو :


من خلال شرح الآية الكريمة ، نستنبط مجموعة أخلاق يجب علينا التحلي بها :

1_ مفارقة الجائز إن كان يؤدي إلى محرم وفي ذلك سد للذرائع .


2_ العمل على تحري الأدب في الخطاب ، و أن نتجنب الكلام البذيء أو الكلام الذي فيه تورية فيوهم الشتم أو السب .


3_ مراعاة الأدب في الخطاب من الأخلاق الفاضلة وبالتالي من كمال الإيمان. بدلالة قوله صلى الله عليه وسلم:
(إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، و إن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم و الصلاة .)
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1590
خلاصة الدرجة: صحيح

4_ حسن النية لا يكفي في مشابهة أهل الكفر بل لا بد للمسلم من التميز في أعماله وكلامه ولباسه ...


5 _الانقياد لأوامر الله وسرعة الاستجابة من غير تعنث ولا تأخر ولا تلكؤ بدلالة قوله تعالى : (واسمعوا)


6_ في دعوتنا إلى الله ،يحدث أن ننهى الناس عن بعض المحرمات ،فلا بأس من تبيين البدائل المشروعة لما نهي عنه حتى لا يبقوا في حيرة ،بدلالة قوله تعالى (وقولوا انظرنا).


7_ الحذر من مشابهة الكافرين في أعمالهم و أقوالهم حسا وقلبا لما في مشابهتهم من مخالفة لأوامر الله .


8_إذا كان الواجب مزايلة ومخالفة الكفار في كلامهم ،فاجتناب مودتهم وموالاتهم من باب أولى، بل لا تستقيم للمؤمن عقيدة حتى تكون موالاته لله وبراءته في الله ،بدلالة قوله تعالى: ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
المائدة 51.


9_التيقن من أن الكافرين لا يبطنون لنا إلا الشر والمكائد بغضا وحسدا من أنفسهم ،فلا نطمئن لهم ولا نثق بهم .


10_من نعم الله علينا أن جعل شرعنا الكريم شرعا كاملا تاما صالحا لكل مكان ولكل زمان ،رحمة منه سبحانه ،فالواجب علينا التمسك به والحرص عليه والاستجابة له بالائتمار بأوامره و الانتهاء عن نواهيه.

وسأعود لنفصل أكثر

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1u730751.gif


منقوووول

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/pSB67838.gif
منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة

أمة الله
11-23-2010, 06:42 PM
ونفصل أكثروأقطف لكن زهرات مما أخرجته أخواتنا
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1u730751.gif
** الانتهاء عن الجائز, إذا كان وسيلة إلى محرم
مثلا :
*يجوز إعارة بعض الملابس أو الحلي أو المتاع لبعض القريبات أو الجارات
إلا أنه قد يمنع إذا علمنا أو غلب على ظننا أن مثل تلك الأشياء
سيعصى بها الله .

* ونحن مقبلين على شهر رمضان ،ترى بعض النساء أنها إذا جلست في البيت بعد صلاة العشاء، فإنها لن تتمكن من الاجتهاد في الصلاة .ففي الأصل خروجها للمسجد مباح بدلالة قوله صلى الله عليه وسلم :

(لا تمنعوا إماء الله بيوت الله.)
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 442خلاصة الدرجة: صحيح

لكن إن كان خروجها يؤدي إلى ترك واجب كتضييع حقوق العيال أو الإخلال بمسؤولياتها في البيت أو اقتراف محرم كالاختلاط بالرجال أو اللغو في المسجد وغيرها فترك الجائز هنا والذي هو خروجها لصلاة التراويح يكون هو الأوجب في حقها.
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1u730751.gif

** التأدب في الخطاب, واستعمال الألفاظ, التي لا تحتمل إلا الحسن, وعدم الفحش, وترك الألفاظ القبيحة, أو التي فيها نوع تشويش أو احتمال لأمر غير لائق،

فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن فقال: ( وَقُولُوا انْظُرْنَا ) فإنها كافية
يحصل بها المقصود من غير محذور

* أولاً نحرص على ترك كل لفظ قبيح أو صادم أو فاحش
وهذا مرده العرف الذي قد يختلف باختلاف الأقطار مثال :


-
رجل قال لآخر شيئا أو طلب من شيئا ، فلم يستجب

المخاطّب فإذا بالأول يتغيظ عليه قائلا :

أأنت أصم ؟ كان يمكنه أن يستبدل هذا اللفظ فيقول مثلا :

ألم تسمع ما قلته يا أخي ؟ فهي ألطف وأرفق


لاحظوا أن المعنى واحد ولكن الألفاظ اختلفت

وليس للقائل أن يعترض بورود كلمة أصم في القرآن ..
فكلمة راعنا التي نهي عنها الشارع ليست قبيحة أو صادمة أو فاحشة

ولكنها لما احتملت معنى غير حسن نهى الله المؤمنين عنها


كذا إذا أمرك أحدهم بعمل شيء لا تريد القيام به ، فلا تقل له

لا أو لن أفعل / ولكن قدم عذرا بين يدي رفضك لطلبه
مثلا ياليتني كنت أستطيع / أو كان ليسعدني ويشرفني القيام بذلك

لكني لا أستطيح فاعذرني رجاءً ولا تجد علي أو .....


*وفى حياتنا اليومية كثيرا ما نحتاج الى تقويم سلوكيات الاولاد .. وقد جربت هذه الطريقة منذ فترة ليست بالقصيرة وقد لمست منها خيرا كثيرا بفضل الله ..



وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم



" إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه . ولا ينزع من شيء إلا شانه" .

الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2594خلاصة الدرجة: صحيح




فكنت اتهمهم بعدم المبالاة بمشاعرى او بنصبى فى خدمتهم فاستبدلت ذلك بقولى " أنى سوف اكون ممتنة لو رأيت منهم مساعدة " أو " من يرغب فى تحصيل قدر اكبر من الثواب بمساعدة أمه ؟؟" فيتسابقون الى الخدمة .. سبحان الله



- عند توجيهى لأحد الاولاد لتصحيح عيب ما فى سلوكه أبدأ ذلك اولا بذكر ميزة فيه ثم اثني بالعيب فيكون قبوله نفسيا للنقد افضل بكثير فمثلا .. اقول له لقد حباك الله بنعمة عظيمة وميزة قل تواجدها وهى المثابرة والاتقان فى العمل ويا حبذا لو نرقى بنفسنا اكثر واكثر بكظم الغيظ عند الغضب .. وهكذا


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1u730751.gif



**قال الشيخ السعدي فيما سبق :

( وَاسْمَعُوا ) لم يذكر المسموع, ليعم ما أمر باستماعه، فيدخل فيه سماع القرآن, وسماع السنة التي هي الحكمة, لفظا ومعنى واستجابة، ففيه الأدب والطاعة.

أرأيتم كيف عبر عن السمع ؟!
الاستجابة بالعمل هذا هو السمع المطلوب شرعا ( سمعا وطاعة -أي عمل بمقتضى المسموع )
وهذا كثيرا ما نستخدمه مع الأولاد إذا أمرناهم بأمر ولم يبادروا بعمله فماذا نقول :
لماذا لا تسمعون الكلام ؟! رغم أننا على يقين أنهم سمعوه بآذانهم

وكثيرا ما ننعت أحد الأولاد توبيخا ( بأنه لا يسمع الكلام ) إذا كان دائما لعصيان الأوامر .


إذن : الناس تنزل غير المطيع للأمر منزلة من لم يسمعه ؛ لأن كليهما لم يعمل المطلوب ولم ينفذ الأمر .




*****************
** حسن النية لا يكفي في مشابهة أهل الكفربل لا بد للمسلم من التميز في أعماله وكلامه ولباسه ...
لا يُشترط في التقليد أو التشبّه بالكفار وجود النية في ذلك .بل متى وُجِدت المشابهة تعيّن النهي .إذلا تقع المشابهة والمشاكلة في الظاهر إلا نتيجة إعجاب في الباطن .
ومن الأشياء التي يجب علينا الابتعاد عن التشبه بهم فيها :عقائدهم وعباداتهم و أحكامهم وسلوكهم وتقاليدهم و أعيادهم ومن ذلك:
_الاحتفال بأعياد الميلاد فمن المسلمين في بلاد المسلمين من يحتفل بأعياد ميلاد المسيح ومايفعلونه وقتها ، ومايسمى عيد الحب ، وتقليد لباسهم وطريقة أكلهم وو
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1u730751.gif
**في دعوتنا إلى الله ،يحدث أن ننهى الناس عن بعض المحرمات ،فلا بأس من تبيين البدائل المشروعة لما نهي عنه حتى لا يبقوا في حيرة،بدلالة قوله تعالى (وقولوا انظرنا).
_مع الأطفال مثلا إذا أمرناهم بعدم التفرج على قناة سبيس ستون أو إم بي سي 3أو الجزيرة للأطفال لما تحتويه من محرمات فوجب علينا إعطاءهم البدائل مثل : المجد للأطفال أو اقتناء بعض الأشرطة لرسوم متحركة من غير محظورات أو بعض أشرطة عالم الحيوانات أو غيرها.كذلك مع الراشدين إذا بينا لهم حرمة التفرج على القنوات غير الاسلامية لما تعرضه من محرمات وجب إرشادهم للبديل الإسلامي مثل قنوات المجد وقناة الناس والرحمة وغيرها.
_في دعوتنا للناس ،قد نعلمهم بتحريم الغناء والموسيقى في الاعراس،فوجب أن ننبههم للبديل الإسلامي حيث الإنشاد بالدف فقط ومن غير اختلاط ..

******************
**الولاء والبراء
إذا كان الواجب مزايلة ومخالفة الكفار في كلامهم ،فاجتناب مودتهم وموالاتهم من باب أولى، بل لا تستقيم للمؤمن عقيدة حتى تكون موالاته لله وبراءته في الله ،بدلالة قوله تعالى: ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
المائدة 51.
*فلا يجوز مدحهم والإشادة بحضارتهم ، والإعجاب بأخلاقهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد ،ومشاركتهم أعيادهم وتهنئتهم بها،
*إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم ،وهذا يعرفه إخواننا في فلسطين والعراق وغيرها من الدول المحتلة في أن جل النكبات التي حلت بالمسلمين في الماضي والحاضر مردها إلى الإخلال بهذا الركن.





****************************

التيقن من أن الكافرين لا يبطنون لنا إلا الشر والمكائد بغضا وحسدا من أنفسهم ،فلا نطمئن لهم ولا نثق بهم .
فلا يجوز الاستعانة بهم والثقة بهم وتوليتهم المناصب التي فيها أسرار المسلمين واتخاذهم بطانة ومستشارين ، قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها} [ آل عمران : 118 - 120 ]
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1u730751.gif


من درر أخواتنا في منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة
بتصرف يسير

وننتظرحبيبتي هنــد لعرض النداء الثاني

يتبـــ إن شاء الله ـــع

هند
11-23-2010, 08:15 PM
حبيبتى أمةالله
جزاكِ الله خيراً
على التفصيل

هند
11-24-2010, 01:30 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/apa59855.gif

والآن نحيا مع

النداء الثاني

http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/wAX40792.gif

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " البقرة (153)

من تفسير السعدي
(تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)

أمر الله تعالى المؤمنين
بالاستعانة على أمورهم الدينية والدنيوية
( بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ )


فالصبر هو: حبس النفس وكفها عما تكره
فهو ثلاثة أقسام
صبرها على طاعة الله حتى تؤديها
وعن معصية الله حتى تتركها
وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها
فالصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر
فلا سبيل لغير الصابر, أن يدرك مطلوبه
خصوصا الطاعات الشاقة المستمرة
فإنها مفتقرة أشد الافتقار
إلى تحمل الصبر
وتجرع المرارة الشاقة، فإذا لازم صاحبها الصبر
فاز بالنجاح

وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها
لم يدرك شيئا, وحصل على الحرمان
وكذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها إليها
وهي في محل قدرة العبد
فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم
وكف لدواعي قلبه ونوازعها لله تعالى
واستعانة بالله على العصمة منها
فإنها من الفتن الكبار
وكذلك البلاء الشاق, خصوصا إن استمر
فهذا تضعف معه القوى النفسانية والجسدية
ويوجد مقتضاها
وهو التسخط, إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله, والتوكل عليه, واللجوأ إليه, والافتقار على الدوام.
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/wAX40792.gif
فعلمت أن الصبر محتاج إليه العبد
بل مضطر إليه في كل حالة من أحواله
فلهذا أمر الله تعالى به, وأخبر أنه
( مَعَ الصَّابِرِينَ )
أي: مع من كان الصبر لهم خلقا, وصفة, وملكة بمعونته وتوفيقه, وتسديده،
فهانت عليهم بذلك, المشاق والمكاره,
وسهل عليهم كل عظيم, وزالت عنهم كل صعوبة،
وهذه معية خاصة
تقتضي محبته ومعونته, ونصره وقربه, وهذه
[منقبة عظيمة]
للصابرين، فلو لم يكن للصابرين فضيلة إلا أنهم فازوا بهذه المعية من الله, لكفى بها فضلا وشرفا
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/wAX40792.gif

وأما المعية العامة, فهي معية العلم والقدرة,
كما في قوله تعالى: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )
وهذه عامة للخلق.
وأمر تعالى بالاستعانة بالصلاة
لأن الصلاة هي عماد الدين, ونور المؤمنين, وهي الصلة بين العبد وبين ربه، فإذا كانت صلاة العبد صلاة كاملة, مجتمعا فيها ما يلزم فيها, وما يسن, وحصل فيها حضور القلب
الذي هو لبها فصار العبد إذا دخل فيها
استشعر دخوله على ربه, ووقوفه بين يديه
موقف العبد الخادم المتأدب
مستحضرا لكل ما يقوله وما يفعله, مستغرقا بمناجاة ربه ودعائه لا جرم أن هذه الصلاة,
من أكبر المعونة على جميع الأمور
فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
ولأن هذا الحضور الذي يكون في الصلاة, يوجب للعبد في قلبه, وصفا, وداعيا يدعوه إلى امتثال أوامر ربه, واجتناب نواهيه
هذه هي الصلاة التي أمر الله أن نستعين بها على كل شيء.


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/crs60421.gif

أمة الله
11-24-2010, 08:48 PM
بارك الله فيك

حبيبتي

هنـــد

وجعلنا وإياكمن أهل القرآن أهله وخاصته

آآآمين

سأعرض كيف نلبي النداء إن شاء الله

هند
12-26-2010, 06:54 AM
فى انتظار كيف نلبى النداء

حبيبتي أمة الله

جزاكِ الله خيراً


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/c5u73506.gif

أمة الله
12-26-2010, 06:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النداء الثاني
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1u730751.gif

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " البقرة (153)



كيف نعمل بمقتضى هذا النداء الآن ؟ .. بمعنى آخر
كيف يمتثل كل منا لهذا النداء عملا ؟

* بصبر النفس على الالتزام بأوامرالله كما قال تعالى " واصطبر لعبادته "

- فأصبرها على الاخلاص والمراقبة لله وذلك بتمحيص الاعمال ودوام محاسبة النفس ومعاقبتها عند تقصيرها

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1u730751.gif




- الصبر على تنقية النيةمن شوائبها والزامها توحيد القصد والطاعة لله عزوجل

- والصبر على لزوم الاتباع فى دقائق الامور وكبيرهاسواء كان ذلك فى العبادات أو المعاملات

- الصبر على إقامة الصلاة والخشوع فيها وتكميل اركانها ودوام الترقى فيها حتى نصل لتكون قرة عين لنا

- الصبر على نبذ الكسل فى تعاهد القرآن وحفظه





- الصبر على طلب العلم والاجتهاد فيه


- الصبرعلى الأمر بالمعروف وانكار المنكر وعدم الاستسلام لانتفاش الباطل وعلو صوته

- الصبر على الزام النفس دوام ابتغاء الدار الاخرة والعمل لها وعدم الالتفات الى ماسواها

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1u730751.gif





- الصبر على الثبات فى الحق في نفسى
وفي اولادى وفيمن حولى والعمل بقوله تعالى : " وتواصوا بالصبر "

- صبر النفس وترويضها على قبول الحق والاذعان له ولو من عدوها




**********************8


- الصبر على دوام توجيه الاولاد وعدم اليأس من اصلاحهم
- الصبر على تزكية النفس
بمعالجة امراضها مثل :
عدم الاتقان .. عدم المثابرة .. الاستعجال .. العجز عن قول الحقوالصدع به .. الجبن والخوف من الناس ..


*********************************

والصبر على الترقى بها والتحلى بفضائل الاخلاق
- الصبر على طلب الثبات والافتقار الىالله ودوام طرق بابه

- الصبر عن التعلق بالدنيا وزينتها وزخارفهاوملذاتها







- الصبر عن مخالطة غيرالصالحين

- الصبر عن فضول المباحات


- صبر النفس عن الاستسلام لنوازع النفس الامارة بالسوء سواء كان ذلك بالتكبر على الناس اوالتعالم او رد الاساءة بمثلها او الوقوع فى آفات اللسان


**************



-الصبر على أقدارالله المؤلمة فلاأتسخطها كالصبر على البلاء بطول مرض الزوج وطول
رعايته


- الصبر على رعاية الابوين عند الكبر وعدم
التسخط من خدمتهما


- الصبر على قلة الاعوان وطول الطريق
- الصبر على الاستهزاء من اهل الباطل


***************

- دوام احتساب اجر الصبرواستحضار معيةالله عزوجل للصابرين وكفى به فضلا


- الاستعانة تكون بالصلاة والفرار إلى الله والأنس به .. وليس بالخروج للمتنزهات والفرار من الله والأنس بالناس

نسأل الله أن يرزقنا الصبر حتى نلقاه
" ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين "


ونفصل أكثر:


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1u730751.gif

1- أن أصبرنفسي على طاعةالله إن لم تصبر
طواعية ولو كرهت الطاعة , لأن النفس تميل إلى الراحة والخلود وأمارة بالسوء إلا من رحم .. فمثلا : أصبرها على صلاة الفجر في وقتها , على قيام الليل ,,,,







-2ألزم نفسي الصبر عن معصيةالله ولو أحبت الفعل ومالت إليه ,إلا أن الله تعالى يبغضه ويبغض أهله فأتركه حبا في الله وأصبر على ذلك ..


***************



أمثلةعملية : تحب نفسي الإستماع للغناء لكن أتركه من اجلالله , تحب التبرج ألزمها , تحب التنعم أهذبها ,,,






3- أن أصبر نفسي فلا تجزع إذا أصابها البلاءالغير محبوب لديها , كفقد عزيز أو مرض , أو أي مصيبة حلت أو فقر , أو هم أو حزن ,ومنها الصبر على معاملة الناس وأذاهم ولو كان زوجا أو ولدا ...

ومن الصبر على البلاء الصبر في وقت المحن بسبب اتباع الحق وهو أهمها . كفصلي من وظيفة بسبب الحجاب ...






4- والصبر المطلوب على ما تقدم حبس اللسان وسائرالجوارح عن الوقوع في المحظور

بسبب العمل بأمر أو ترك نهي أو بسبب مصاب ألم , فاللسان لا يتكلم بما يجعله معترضا على ما قضىاللهمنأوامر ونواهي أو بلاء , والجوارح لا تفعل ما هو محرم شرعا .




******************


-5 من اجل أن أصبر على ما تقدم لا بد أن اتذكر أن الله مع الصابرين فأستعين به وبالصلاةلأصِلَ لهذا المقام ,فمن كان في معيةاللهالخاصة فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون , فماذا يريد بعد ؟" لا تحزن إن الله معنا "




6- إذا أصيب العبد ببلاء عليه أن يكثر من الصلاة لأن فيها العون على البلاء إذا كانت صلاة خاشعةتؤدي المطلوب , ففيها ترتاح النفس وتطمئن فلا تجزع , فمن حز به أمر يفزع إلى الصلاةليناجي ربه ليخلصه .ومنعته من الوقوع في الحرام في وقت ضعفت فيها نفسه بسبب البلاء ." واجعلوا بيوتكم قبلة "

فهل نلجأ إلى الصلاة كلما أهمنا أمر؟ أم أننا نؤدى الفرائض كيفما اتفق لانشغال بالنا بما يهمنا؟!




-7 استحضار أثناء ذلك كله أن الله تعالى يمنح العبد الصابر : ثلاث بشارات , الصلاة والرحمةوالهداية , أي رحمتان من الله فلا شقاء ولا عذاب بل قربى وكرامة وهداية فلا ضلال .عكس من لا يصبر وقد أضله الله .



***************





كما قال ربي :
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍمِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)

أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)

التفسير

وعد الله الصابرين بثلاثة أشياء , وكل واحد خير من الدنيا وماعليها ,

وهي : صلواته تعالى عليهم , ورحمته لهم , وتخصيصهم بالهداية وهذا مفهوملحصر الهدى فيهم .

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " نعم العدلان , ونعمت العلاوة " فبالهدى خلصوا من الضلال , وبالرحمة نجوا من الشقاء والعذاب . وبالصلاة عليهم نالوا منزلةالقرب والكرامة , والضالون حصل لهم ضد هذه الثلاثة : الضلال عن طريق السعادة , والوقوع في ضد الرحمة من الألم والعذاب , والذم واللعن الذي هو ضد الصلاة .




منقول من كتاب بدائع التفسير

==========




8- وعلى المؤمن أن يستحضر أن الله يقسم البلاء بين عباده فمنهم من يبتليه بالنعم فإن شكرفهو خير له : المال , الولد , العلم , المركز , الصحة , الأمن .... " لئن شكرتم لأزيدنكم .." وإن ابتلي بفقد النعم صبر فكان خيرا له كما تقدم .






أرأيتم أحبتي رزقنا الله وإياكم كلما سمعنا النداء

ياأيها الذين آمنوا نرعها سمعناوقلوبنا





منقوووول

منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة (http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=57223&highlight=%E4%CF%C7%C1+%C7%E1%E1%E5+%E1%E1%E3%C4%E 3%E4%ED%E4&page=5)



"بتصرف يسير للإختصار"



أحببك الذي أحببتني فيه

غاليتي هنــــــــــــد

بارك الله فيك

ننتظر ماتسطره يدك غاليتي ودرر الشيخ رحمه الله

هند
12-26-2010, 11:18 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

عوداً حميداً

حبيبتي أمة الله

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/iAg47549.gif

هند
01-01-2011, 09:47 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/F3L46626.gif


والآن نحيا مع



النداء الثالث:

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
(172)
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ
وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ
فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
(173)

قال الشيخ السعدي في تفسيره لهاتين الآيتين:

هذا أمر للمؤمنين خاصة
بعد الأمر العام
وذلك أنهم هم المنتفعون على الحقيقة بالأوامر والنواهي, بسبب إيمانهم
فأمرهم بأكل الطيبات من الرزق
والشكر لله على إنعامه, باستعمالها بطاعته
والتقوي بها على ما يوصل إليه
فأمرهم بما أمر به المرسلين
في قوله يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا .

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/L3y69071.gif

فالشكر في هذه الآية
هو العمل الصالح
وهنا لم يقل " حلالا "
لأن المؤمن أباح الله له الطيبات من الرزق خالصة
من التبعة
ولأن إيمانه يحجزه عن تناول ما ليس له.

وقوله ( إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )
أي: فاشكروه
فدل على أن من لم يشكر الله
لم يعبده وحده, كما أن من شكره, فقد عبده,
وأتى بما أمر به
ويدل أيضا على أن أكل الطيب
سبب للعمل الصالح وقبوله، والأمر بالشكر
عقيب النعم؛
لأن الشكر يحفظ النعم الموجودة,
ويجلب النعم المفقودة
كما أن الكفر, ينفر النعم المفقودة ويزيل النعم الموجودة.

ولما ذكر تعالى إباحة الطيبات
ذكر تحريم الخبائث فقال
( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ )
وهي: ما مات بغير تذكية شرعية,
لأن الميتة خبيثة مضرة, لرداءتها في نفسها
ولأن الأغلب, أن تكون عن مرض
فيكون زيادة ضرر واستثنى الشارع من هذا العموم


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/L3y69071.gif


ميتة الجراد, وسمك البحر, فإنه حلال طيب.

( وَالدَّمَ ) أي:
المسفوح كما قيد في الآية الأخرى.

( وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ )
أي: ذبح لغير الله
كالذي يذبح للأصنام والأوثان من الأحجار
, والقبور ونحوها,
وهذا المذكور غير حاصر للمحرمات،
جيء به لبيان أجناس الخبائث المدلول عليها بمفهوم قوله: ( طَيِّبَاتِ )
فعموم المحرمات,
تستفاد من الآية السابقة
من قوله: ( حَلالا طَيِّبًا )
كما تقدم.

وإنما حرم علينا هذه الخبائث ونحوها, لطفا بنا
وتنزيها عن المضر
ومع هذا ( فَمَنِ اضْطُرَّ )
أي: ألجئ إلى المحرم
بجوع وعدم, أو إكراه،
( غَيْرَ بَاغٍ ) أي:
غير طالب للمحرم, مع قدرته على الحلال,
أو مع عدم جوعه،
( وَلا عَادٍ ) أي:
متجاوز الحد في تناول ما أبيح له, اضطرارا
فمن اضطر وهو غير قادر على الحلال
وأكل بقدر الضرورة فلا يزيد عليها
( فَلا إِثْمَ ) [أي: جناح] عليه
وإذا ارتفع الجناح الإثم رجع الأمر إلى ما كان عليه، والإنسان بهذه الحالة
مأمور بالأكل
بل منهي أن يلقي بيده إلى التهلكة, وأن يقتل نفسه.

فيجب, إذًا عليه الأكل
ويأثم إن ترك الأكل حتى مات, فيكون قاتلا لنفسه.

وهذه الإباحة والتوسعة, من رحمته تعالى بعباده
فلهذا ختمها بهذين الاسمين الكريمين المناسبين غاية المناسبة فقال:
( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )

ولما كان الحل مشروطا بهذين الشرطين
وكان الإنسان في هذه الحالة
ربما لا يستقصي تمام الاستقصاء في تحقيقها
أخبر تعالى أنه غفور
فيغفر ما أخطأ فيه في هذه الحال
خصوصا وقد غلبته الضرورة
وأذهبت حواسه المشقة.

وفي هذه الآية دليل على القاعدة المشهورة:
" الضرورات تبيح المحظورات "
فكل محظور, اضطر إليه الإنسان
فقد أباحه له
الملك الرحمن.
[فله الحمد والشكر, أولا وآخرا, وظاهرا وباطنا]

تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/08317138.gifيتبعhttp://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/08317138.gif

هند
02-14-2011, 06:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حبيبتي أمة الله
نحن فى انتظارك

جزاكِ الله خيراً

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/3H268489.gif

أمة الله
02-16-2011, 07:39 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/DRM37522.gif




غاليتي

هنــــــــــد

بارك الله في نفسك وجعلك من السبّاقين

دائما تحثينا للخير

بارك الله فيك

أمة الله
02-16-2011, 07:46 AM
قالت معلمتنا بارك الله فيها



وبقي معنى هام - في نظري - أود أن أطوّف حوله ،
أسأل الله : العون في إيضاحه كما يختلج في صدري:

** الحق أنه ما قرأت في تفسير السعدي- قط- إلا وتملكني شعور بأن ذلك التفسير : (( تفسير مُحِبّ )) لمـــــاذا ؟


- لأن الشيخ- رحمه الله تعالى - يبذل الجهد ويستفرغ الوسع في بث حب الله في قلوب عباده


، فكلماته وتعبيراته المستخدمة في التفسير تفيض محبة للربّ سبحانه وتعالى وعزّ وجل ،


فمثلا :-كثيرا- ما يعبّر الشيخ - رحمه الله تعالى - عن الأوامر والنواهي بلفظة :

( امتن الله علينا فأمرنا بــ أو امتن سبحانه على عباده فنهاهم عن كذا لطفا
بهم أو رحمة بهم أو ما شابهها من تعبيرات رائقة تفيض محبة للإله سبحانه في علاه )


تأملوا - فضلا - :
كيف يعبر - رحمه الله تعالى- عن التكاليف التي يعتبرها الكثيرون - ولا أبرّئ نفسي -
قيودا وموانع وحدودا ويستثقلونها بأنهــا :


منن ونعم وألطاف يتفضل بها سبحانه على عباده لطفا بهم ومحبة لهم ورحمة منه سبحانه بخلقه ...


فسبحان الله : انظروا كيف إن اختلاف المنظور للأوامر والنواهي من أنها تكاليف
وقيود على العبيد ، إلى كونها نعما و ألطافا ورحماتٍ !!!


كيف يؤثر اختلاف المنظور في عميق القلوب تأثيرا شديدا ؛ فتقبل النفوس
والقلوب والجوارح على العمل بمقتضى التكاليف الشرعية - أوامر أو نواهي -
بكل رغبة ومحبة غير مستثقلة لتبعاتها ، بله لعلها متمتعة بما ترى أنه منن
تترى من الرحمن الرحيم عليها سبحانه وتعالى وعز وجلّ .


ولنطبق على ما يلي :

قال السعدي في تفسيره :


{وإنما حرم علينا هذه الخبائث ونحوها, لطفا بنا, وتنزيها عن المضر، ومع هذا ( فَمَنِ اضْطُرَّ ) أي: ألجئ إلى المحرم, بجوع وعدم, أو إكراه، ( غَيْرَ بَاغٍ ) أي: غير طالب للمحرم, مع قدرته على الحلال, أو مع عدم جوعه، ( وَلا عَادٍ ) أي: متجاوز الحد في تناول ما أبيح له, اضطرارا،


فمن اضطر وهو غير قادر على الحلال، وأكل بقدر الضرورة فلا يزيد عليها، ( فَلا إِثْمَ )
[أي: جناح] عليه، وإذا ارتفع الجناح الإثم رجع الأمر إلى ما كان عليه،

والإنسان بهذه الحالة, مأمور بالأكل, بل منهي أن يلقي بيده إلى التهلكة, وأن يقتل نفسه.
فيجب, إذًا عليه الأكل, ويأثم إن ترك الأكل حتى مات, فيكون قاتلا لنفسه.

وهذه الإباحة والتوسعة, من رحمته تعالى بعباده, فلهذا ختمها بهذين الاسمين الكريمين المناسبين غاية المناسبة فقال: ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .

ولما كان الحل مشروطا بهذين الشرطين, وكان الإنسان في هذه الحالة, ربما لا يستقصي تمام الاستقصاء في تحقيقها - أخبر تعالى أنه غفور, فيغفر ما أخطأ فيه في هذه الحال, خصوصا وقد غلبته الضرورة, وأذهبت حواسه المشقة.


وفي هذه الآية دليل على القاعدة المشهورة: " الضرورات تبيح المحظورات "فكل محظور, اضطر إليه الإنسان, فقد أباحه له, الملك الرحمن. [فله الحمد والشكر, أولا وآخرا, وظاهرا وباطنا].


أهـ



تأملوا فضلا : ما لوناه بالأحمر والأزرق ، واستشعروا كيف إنه ( تفسير محب )
يرغبّ الخلق في طاعة الخالق ، يبث حب الربّ في قلوب عبيده
ولنفند بعض العبارات :

1-وإنما حرم علينا هذه الخبائث ونحوها, لطفا بنا, وتنزيها عن المضر
( إذن هو نهانا عنها لصالحنا أولا )

2-فمن اضطر وهو غير قادر على الحلال، وأكل بقدر الضرورة
فلا يزيد عليها، ( فَلا إِثْمَ ) [أي: جناح]
( ثم رفع الإثم عن غير الممتثل للنهي لوجود ضرورة فضلا منه سبحانه )

3-والإنسان بهذه الحالة, مأمور بالأكل, بل منهي أن يلقي بيده
إلى التهلكة, وأن يقتل نفسه .فيجب, إذًا عليه الأكل, ويأثم إن ترك
الأكل حتى مات, فيكون قاتلا لنفسه
( ثم زاد فثلث بأن تارك الأكل حال الضرورة تورعا آثم ؛ لأنه يُهلك نفسه
والله شرع له ما يرحمه من الهلكة فلِمَ التورع في غير محله !!! )
** فلو كان النهي أو الأمر من الله غايته محض التكليف من الإله
لخلقه وعباده ، لما أثّم من أهلك نفسه متمسكا بأصل الحرمة ،
ولكن الغاية من الأمر والنهي التكليف بما يحقق صالح الخلق
ومافيه الرفق والرحمة بهم .

4-وهذه الإباحة والتوسعة, من رحمته تعالى بعباده
( يتبع التكليف إذا تعذّر توسعة ورحمة من الإله سبحانه )

5- فلهذا ختمها بهذين الاسمين الكريمين المناسبين غاية المناسبة
فقال: ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
( فأي مغفرة وأي رحمة سبحانه !!! )

6- ولما كان الحل مشروطا بهذين الشرطين, وكان الإنسان
في هذه الحالة, ربما لا يستقصي تمام الاستقصاء في تحقيقها
أخبر تعالى أنه غفور, فيغفر ما أخطأ فيه في هذه الحال,
خصوصا وقد غلبته الضرورة, وأذهبت حواسه المشقة.
( يعلم سبحانه : أن بعض عباده قد يتعدى الحد لاضطرابه
فغفر له دون طلب من العبد للمغفرة ، بل لعل العبد
لم يستشعر - أصلا - أنه تعدى أو ارتكب ما يتطلب المغفرة )

7-فكل محظور, اضطر إليه الإنسان, فقد أباحه له, الملك الرحمن.
فله الحمد والشكر, أولا وآخرا, وظاهرا وباطنا

( وكانت تلك الكلمات مسك الختام من الشيخ رحمه الله تعالى .)




ألم أقل إنّه : ( تفسير محب )!!!.



من درر معلمتنا الحبيبة أم هانيء

ملتقى أهل السنة والجماعة


يتبــــــــــــــــــع

أمة الله
02-16-2011, 07:50 AM
نستأنف بعون الله ..



كيف نعمل بمقتضى هذا النداء الآن ؟ .. بمعنى آخر
كيف يمتثل كل منا لهذا النداء عملا ؟

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(172)البقرة


- علينا تحرى الأكل من الطيبات والحلال من الرزق فنبتعد عن المشتبهات فى الكسب ومن باب أولى اجتناب الغلول و الرشاوى والربا وجميع انواع المعاملات المحرمة .



- علينا ألا نغلو فنمتنع عن الأكل من الطيبات وتحريم ذلك على أنفسنا من باب التقرب الى الله كما يفعل بعض الجهال

ما نُرزقه من رزق فمن الله و ما نحن إلا سبب فيه ويترتب عن هذا:
*إفراد الله بطلب الرزق فلا نسأل غيره .


*عدم الالتفات لما في أيدي الناس إن قُدر علينا رزقنا بل الرضا بما قدر الله وشكره على نعمه سبحانه قليلها وكثيرها.
* الإخلاص في شكر الله على ما رزقنا إن وسع علينا ف(الشكر يحفظ النعم الموجودة ويجلب النعم المفقودة )وعدم نسب ما بنا من نعمة لحذاقتنا أو ذكائنا أو مهارتنا.

*عدم المفاخرة بما رزقنا الله و عدم التطاول بها على عباده أو انتقاصهم

- علينا شكر نعمة الله على ما ساقه لنا من أرزاق ولنعلم أنه محض فضل من الله ولانقول كما قال قارون " إنما أوتيته على علم "


- يجب ان يتواطىء الشكر باللسان واستشعار المنة لله فى القلب على نعمه مع استعمال تلك النعم فى طاعة الله ومرضاته ، فمن قام بحق الشكر فقد قام بحق العبادة

فشكر الجوارح يكون باستعمالها فى طاعته فلا ينظر الى ما حرم الله من العورات وما لايحل له ، ولا يسمع ما حرم الله من الباطل كالغيبة والبهتان وقول الزور والغناء ، ولايقول الا ما يرضى الله .

وكذلك من شكر نعمة الولد تربيتهم كما يجب ربنا ويرضى ، ومن شكر نعمة المال القيام بحق الله فيه من النفقة الواجبة والمستحبة ، وشكر نعمة الدين والعلم تعليم الناس ما يجهلونه وارشادهم الى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم .. الخ


- إن أردنا حفظ النعم الموجودة ( من علم - هداية - مال - ولد -صحة - سعة رزق .. ) وجلب المفقودة منها فعلينا بلزوم الشكر


- علينا اجتناب ما حرم الله من الخبائث فى الأطعمة والأشربة وهو قليل واستبداله بما أحله الله وأباحه من الطيبات وهو الأغلب .


- على كل مسلم ان يسعى للتفقه فى الدين حتى لايختلط الأمر عليه فيعرض نفسه للهلاك فى الدنيا والاثم فى الآخرة

كمثال على ذلك : عدم علمه بوجوب الأكل عليه مما حرم عليه فى حالة الاضطرار .

والله تعالى أعلم

ملتقى أهل السنة والجماعة

هيا غاليتي هنوودة للنداء الرابع

رزقنا الله وإياكن تلبية نداءات الرحمن الرحيم
آمين

هند
02-18-2011, 12:41 AM
حبيبتي أمة الله
آمين وإياك

جزاكِ الله خيراً

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/WLT66628.gif

هند
02-21-2011, 12:57 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/7F467354.gif
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/QWW90158.gif

والآن نحيا مع


النداء الرابع

سورة البقرة ،الآية 187
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/QWW90158.gif
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ
الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَىٰ بِالْأُنْثَىٰ ۚ
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ
وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ
فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ .}

يقول الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآيات

يمتن تعالى على عباده المؤمنين, بأنه فرض عليهم
( الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى )
أي: المساواة فيه, وأن يقتل القاتل على الصفة
التي قتل عليها المقتول
إقامة للعدل والقسط بين العباد

وتوجيه الخطاب لعموم المؤمنين
فيه دليل على أنه يجب عليهم كلهم
حتى أولياء القاتل حتى القاتل بنفسه إعانة ولي المقتول
إذا طلب القصاص وتمكينه من القاتل
وأنه لا يجوز لهم أن يحولوا بين هذا الحد
ويمنعوا الولي من الاقتصاص
كما عليه عادة الجاهلية
ومن أشبههم من إيواء المحدثين.

ثم بيَّن تفصيل ذلك فقال
( الْحُرُّ بِالْحُرِّ )
يدخل بمنطوقها, الذكر بالذكر
( وَالأنْثَى بِالأنْثَى )
والأنثى بالذكر, والذكر بالأنثى
فيكون منطوقها مقدما على مفهوم قوله
" الأنثى بالأنثى "
مع دلالة السنة, على أن الذكر يقتل بالأنثى
وخرج من عموم هذا الأبوان وإن علوا
فلا يقتلان بالولد, لورود السنة بذلك
مع أن في قوله
( الْقِصَاصُ )
ما يدل على أنه ليس من العدل
أن يقتل الوالد بولده
ولأن في قلب الوالد من الشفقة والرحمة
ما يمنعه من القتل لولده إلا بسبب اختلال في عقله
أو أذية شديدة جدا من الولد له

وخرج من العموم أيضا, الكافر بالسنة
مع أن الآية في خطاب المؤمنين خاصة

وأيضا فليس من العدل أن يقتل ولي الله بعدوه
والعبد بالعبد
ذكرا كان أو أنثى, تساوت قيمتهما أو اختلفت
ودل بمفهومها على أن الحر
لا يقتل بالعبد, لكونه غير مساو له
والأنثى بالأنثى
أخذ بمفهومها بعض أهل العلم فلم يجز قتل الرجل بالمرأة
وتقدم وجه ذلك

وفي هذه الآية دليل على أن الأصل وجوب القود في القتل
وأن الدية بدل عنه، فلهذا قال
( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ )
أي: عفا ولي المقتول عن القاتل إلى الدية
أو عفا بعض الأولياء, فإنه يسقط القصاص
وتجب الدية
وتكون الخيرة في القود واختيار الدية إلى الولي

فإذا عفا عنه وجب على الولي
[أي: ولي المقتول]
أن يتبع القاتل
( بِالْمَعْرُوفِ )
من غير أن يشق عليه, ولا يحمله ما لا يطيق, بل يحسن الاقتضاء والطلب, ولا يحرجه

وعلى القاتل
( أَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ )
من غير مطل ولا نقص, ولا إساءة فعلية أو قولية
فهل جزاء الإحسان إليه بالعفو
إلا الإحسان بحسن القضاء
وهذا مأمور به في كل ما ثبت في ذمم الناس للإنسان
مأمور من له الحق بالاتباع بالمعروف
ومن عليه الحق, بالأداء بإحسان .
وفي قوله
( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ )
ترقيق وحث على العفو إلى الدية
وأحسن من ذلك العفو مجانا
وفي قوله
( أَخِيهِ )
دليل على أن القاتل لا يكفر
لأن المراد بالأخوة هنا أخوة الإيمان
فلم يخرج بالقتل منها
ومن باب أولى أن سائر المعاصي التي هي دون الكفر
لا يكفر بها فاعلها, وإنما ينقص بذلك إيمانه

وإذا عفا أولياء المقتول
أو عفا بعضهم, احتقن دم القاتل
وصار معصوما منهم ومن غيرهم
ولهذا قال
( فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ )
أي: بعد العفو
( فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
أي: في الآخرة، وأما قتله وعدمه
فيؤخذ مما تقدم, لأنه قتل مكافئا له
فيجب قتله بذلك
وأما من فسر العذاب الأليم بالقتل
فإن الآية تدل على أنه يتعين قتله
ولا يجوز العفو عنه
وبذلك قال بعض العلماء والصحيح الأول
لأن جنايته لا تزيد على جناية غيره.

من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

أمة الله
03-02-2011, 05:40 PM
غاليتي

هنــــــــد

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/R4B81162.gif


جزاك الله خيرا

أمة الله
03-02-2011, 05:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/bQo46680.gifوبركاته




http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/5yY67585.gif
آآمين

ولنحيا مع كتاب ربنا


واسمحي لي غاليتي هند باضافة الآية الاحقة للنداء السابق

قوله تعالى : (ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكم تتقون )http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/2uR82460.gif

في ضمن هذا الخطاب : ماهو كالجواب لسؤال مقدر :

إن في إعدام هذه البنية الشريفة ، وإيلام هذه النفس وإعدامها في مقابلة إعدام المقتول ، تكثيرًا لمفسدة القتل ، فلآية حكمة صدر هذا ممن وسعت رحمته كل شىء وبهرت حكمته العقول ؟


*****************************

فتضمن الخطاب جواب ذلك بقوله : (ولكم في القصاص حياة )

وذلك لأن القاتل إذا توهم أنه يقتل قصاصًا بمن قتله عن القتل كفّ عن القتل وارتدع وآثر حب ّ حياته ونفسه ، فكان فيه حياة له ولمن أراد قتله .

*****************************
ومن وجه آخر :

وهو أنهم كانوا إذا قتل الرجل من عشيرتهم وقبيلتهم ، قتلوا به كل من وجدوه من عشيرته وقبيلتهم ، قتلوا به كل من وجدوه من عشرة القاتل وجيِّه وقبيلته ، وكان في ذلك من الفساد والهلاك مايعم ضرره وتشتد مؤنته ،

فشرع الله تعالى القصاص ، وأن لا يقتل بالمقتول غير قاتله ، ففي ذلك حياة عشيرته وحيّه وأقاربه ، ولم تكن الحياة في القصاص من حيث إنه قتل ، بل من حيث كونه قصاصًا ، بؤخذ القاتل وحده بالمقتول لاغيره ، فتضمن القصاص الحياة من وجهين .


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/2uR82460.gif

وتأمل ماتحت هذه الألفاظ الشريفة من الجلالة والإيجاز والبلاغة والفصاحة والمعنى العظيم
فصدر الآية بقوله : (ولكم )
المؤذن بأن منفعة القصاص مختصة بكم ، عائدة إليكم ، فشرعه إنما كان رحمة بكم وإحسانًا إليكم ، فمنفعته ومصلحته لكم ، لالمن لايبلغ العباد ضره ونفعه
ثم ّ عقبه بقوله : (في القصاص ) إيذانًا بأن الحياة الحاصلة إنما هي في العدل ، وهو أن يفعل به كما فعل بالمقتول .

************************

والقصاص في اللغة : المماثلة / وحقيقته راجعة إلى الاتباع ، ومنه قوله تعالى : ( وقالت لأخته قصيه )

أي : تتبعي أثره
ومنه قوله تعالى : (فارتدا على آثارهما قصصًا )

أي : يقصان الأثر ويتبعانه ومنه : قصّ الحديث واقتصاصه لأنه يتبع بعضه بعضًا في الذكر ، فسمي جزاء الجاني قصاصًا لأنه يتبع أثره ، فيفعل به كما فعل ، وهذا أحد مايستدل به على أن يفعل بالجاني كما فعل ، فيقتل بمثل ماقتل به ، لتحقيق معنى القصص .

**************************

ونكر سبحانه (الحياة ) تعظيمًا وتفخيمًا لشأنها وليس المراد حياة ما ، بل المعنى أن في القصاص حصول هذه الحقيقة المحبوبة للنفوس المؤثرة عندها المستجسنة في كل عقل / والتنكير كثيرًا مايجي ء للتعظيم والتفخيم ،
كقوله تعالى : (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ ) وقوله : (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ )

********************************
ثم خص ّ أولي الألباب ، وهم / أولوا العقول التى عقلت عن الله أمره ونهيه وحكمته ‘ إذ هم المنتفعون بالخطاب ، ووازن بين هذه الكلمات وقولهم : )القتل أنفى للقتل ) ليتبين مقدار التفاوت ، وعظمة القرآن وجلالته .

انتهى النقل من كتاب بدائع التفسيرليسري السيد محمد


***************************

وأخيرا سؤال :

ما المقصود بقول الشيخ السعدي : ‏{‏فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ‏}‏ أي‏:‏ بعد العفو ‏{‏فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏ أي‏:‏ في الآخرة، وأما قتله وعدمه‏,‏ فيؤخذ مما تقدم‏,‏ لأنه قتل مكافئا له‏,‏ فيجب قتله بذلك‏.‏
وأما من فسر العذاب الأليم بالقتل‏,‏ فإن الآية تدل على أنه يتعين قتله‏,‏ ولا يجوز العفو عنه‏,‏ وبذلك قال بعض العلماء والصحيح الأول‏,‏ لأن جنايته لا تزيد على جناية غيره‏.‏ )
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/2uR82460.gif
منقول من درر معلمتنا أم هانيء

الأكاديمية الإسلامية المفتوحة

(http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=57223&highlight=%E4%CF%C7%C1%C7%CA+%C7%E1%E3%C4%E3%E4%ED %E4&page=11)
وأخيرا كيف نعمل بمقتضى هذا النداء؟

أي كيف نمتثل لهذا النداء عملا ؟؟؟!!!

أمة الله
03-02-2011, 05:53 PM
إليكن أحبتي كيف نعمل بمقتضى النداء

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif


ونذكركن :


** أؤكد على أن هذه النداء جميع المسلمين مطالبين (جميعهم )

بتلبيته عمليا بعد تحقيق الرضا القلبي بحكم الله:

1- فأهل القاتل بتسليمه لأولي الأمر وعدم حمايته
2- والقاتل نفسه مطالب بتقديم نفسه لتطبيق شرع الله عليه .
3- وأهل المقتول بتطبيق حكم الله وعدم التعدي
4- وباقي الخلق بالتعاون على تحقيق حكم الله .


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif


ونفصل أكثر....
* العدل من سمات هذه الشريعة الغراء فلا تظلم نفس شيئا

من منة الله على عباده أن شرع لهم القصاص الذي هو حد من الحدود ، و تنفيذه من مقتضى الإيمان وتركه من نقصه

* القصاص فى القتلى هو أمر من المشرع الحكيم ليس من عادات الشعوب ولا من أعراف الناس



*يجب تمكين اولياء المقتول-ان ارادوا- من القصاص الذي يعتبر تنفيذه من مقتضى الايمان و اعانتهم ولو بتقديم اعز الناس علي
ويفهم منه وجوب الاذعان لاوامر الله ولو كانت مخالفة لهواي



************************


*العدل في كل الامور فمن تمام العدل ان يقتص من القاتل بنفس الصفة التي قتل عليها المقتول
و يفهم منه ان اعدل في كل شيء حتى مع ابنائي


-الافضل لاولياء المقتول العفو عن القصاص, قال تعالى : (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) .

و يتضح لنا ان الشارع متشوق إلى صيانة النفوس والدماء ، فرغب في قبول الدية تحقيق لهذا القصد في التشريع .
و نفهم منه استحباب العفو عند المقدرة فاعفو عمن ظلمني و من اساء الي باي شكل

و استحضر قوله تعالى : (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) و قوله عليه الصلاة و السلام: ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا . وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم (http://www.dorar.net/mhd/261)- المصدر: صحيح مسلم (http://www.dorar.net/book/3088&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2588
خلاصة حكم المحدث: صحيح

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif

*استحباب كتابة العلم "كتب عليكم" كما قال الحافظ ابن حجر : " الإجماع انعقد على جواز كتابة العلم ، بل على استحبابه ، بل لا يبعد وجوبه على من خشي النسيان ممن يتعين عليه تبليغ العلم " .

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif

*لا اكفر مرتكب الكبيرة ولو كان قاتلا او زانيا فمن عقيدتنا ان مرتكب الكبيرة لا يكفر انما ايمانه ينقص

*وجوب الاتباع بالمعروف فبعد العفو لا يكلف القاتل ما لا يطيق و لا يؤذى و لا نمن عليه, هذا من قتل لنا قتيلا فمن باب اولى ان نتعامل بالمعروف مع كل الناس

*******************

*اداء حقوق الناس بالاحسان فلا اماطل في تسديد الدين الذي علي و اسدده كاملا غير ناقص و ازيد عليه بالشكر و الدعاء لا بالاساءة و نكران الجميل
وهذا مأمور به في كل ما ثبت في ذمم الناس للإنسان، مأمور من له الحق بالاتباع بالمعروف، ومن عليه الحق, بالأداء بإحسان .


*****************************

*كي اكون من المتقين يجب علي ان انقاد لاوامر الله فشرعه سبحانه و تعالى فيه ما فيه من الأسرار العظيمة والحكم البديعة والآيات الرفيعة

* يجب على الإنسان أن يؤمن بأحكام الشريعة دون تردد؛ وإذا رأى ما يستبعده في بادئ الأمر فليتأمل وليتعقل حتى يتبين له أنه عين الحكمة، والمصلحة؛ ولهذا قال تعالى: { يا أولي الألباب }؛ فأتى بالنداء المقتضي للانتباه.(قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله)

هذا والله تعالى اعلم

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif

منتديات الأكاديمية الإسلامية

بتصرف يسير

هند
03-02-2011, 10:17 PM
حبيبتي أمة الله
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/WSl23781.gif

جزاكِ الله خيراً على مرورك

هند
03-13-2011, 03:08 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/nPG46234.gif

والآن نحيا
مع




النداء الخامس
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/zs977377.gif
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(183)
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ
فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ
فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
(184)
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
185)

يخبر تعالى بما من به على عباده بأنه فرض عليهم الصيام
كما فرضه على الأمم السابقة
لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق
في كل زمان
وفيه تنشيط لهذه الأمة
بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال والمسارعة
إلى صالح الخصال وأنه ليس من الأمور الثقيلة
التي اختصيتم بها
ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال
" لعلكم تتقون "
فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى
لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه
فمما اشتمل عليه من التقوى
أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع
ونحوها التي تميل إليها نفسه
متقربا بذلك إلى الله
راجيا بتركها ثوابه فهذا من التقوى
ومنها : أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى
فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه لعلمه باطلاع الله عليه
ومنها : أن الصيام يضيق مجاري الشيطان
فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم
فبالصيام يضعف نفوذه وتقل منه المعاصي
ومنها : أن الصائم في الغالب تكثر طاعته والطاعات
من خصال التقوى
ومنها : أن الغني إذا ذاق ألم الجوع أوجب له
ذلك مواساة الفقراء المعدمين وهذا من خصال التقوى
ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام أخبر أنه أيام معدودات
أي : قليلة في غاية السهولة
ثم سهل تسهيلا آخر فقال :
" فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر "


وذلك للمشقة في الغالب رخص الله لهما في الفطر
ولما كان لا بد من حصول مصلحة الصيام لكل مؤمن
أمرهما أن يقضياه في أيام أخر
إذا زال المرض وانقضى السفر وحصلت الراحة
وفي قوله
" فعدة من أيام "
فيه دليل على أنه يقضي عدد أيام رمضان كاملا
كان أو ناقصا وعلى أنه يجوز أن يقضي أياما قصيرة
باردة عن أيام طويلة حارة كالعكس
وقوله
" وعلى الذين يطيقونه "
أي : يطيقون الصيام
" فدية "
عن كل يوم يفطرونه
" طعام مسكين "
وهذا في ابتداء فرض الصيام
لما كانوا غير معتادين للصيام
وكان فرضه حتما فيه مشقة عليهم درجهم الرب الحكيم
بأسهل طريق وخير المطيق للصوم بين أن يصوم وهو أفضل أو يطعم
ولهذا قال
" وأن تصوموا خير لكم "
ثم بعد ذلك جعل الصيام حتما على المطيق وغير المطيق
يفطر ويقضيه في أيام أخر
[ وقيل
" وعلى الذين يطيقونه "
أي : يتكلفونه ويشق عليهم مشقة غير محتملة
كالشيخ الكبير فدية عن كل يوم مسكين وهذا هو الصحيح ]

" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن "
أي : الصوم المفروض عليكم هو شهر رمضان الشهر العظيم
الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم
وهو القرآن الكريم المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية
وتبيين الحق بأوضح بيان والفرقان بين الحق والباطل
والهدى والضلال وأهل السعادة وأهل الشقاوة

فحقيق بشهر هذا فضله وهذا إحسان الله عليكم فيه
أن يكون موسما للعباد مفروضا فيه الصيام
فلما قرره وبين فضيلته وحكمة الله تعالى
في تخصيصه قال
" فمن شهد منكم الشهر فليصمه "
هذا فيه تعيين الصيام على القادر الصحيح الحاضر
ولما كان النسخ للتخيير بين الصيام والفداء
خاصة أعاد الرخصة للمريض والمسافر
لئلا يتوهم أن الرخصة أيضا منسوخة
[ فقال ]
" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر "
أي : يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة
إلى رضوانه أعظم تيسير ويسهلها أشد تسهيل
ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة
في أصله
وإذا حصلت بعض العوارض الموجبة لثقله
سهله تسهيلا آخر إما بإسقاطه أو تخفيفه بأنواع التخفيفات
وهذه جملة لا يمكن تفصيلها لأن تفاصيلها جميع الشرعيات
ويدخل فيها جميع الرخص والتخفيفات
" ولتكملوا العدة "
وهذا - والله أعلم -
لئلا يتوهم متوهم أن صيام رمضان يحصل المقصود منه ببعضه
رفع هذا الوهم بالأمر بتكميل عدته
ويشكر الله [ تعالى ]
عند إتمامه على توفيقه وتسهيله وتبيينه لعباده وبالتكبير
عند انقضائه ويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال
إلى فراغ خطبة العيد

انتهى النقل من تفسير

" تيسير الكريم الرحمن "
للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدى رحمه الله

هند
04-20-2011, 02:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حبيبتي أمة الله
نحن فى انتظارك

جزاكِ الله خيراً

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/3H268489.gif

أمة الله
05-07-2011, 07:40 PM
أحسن الله إليك

غاليتي

هنـــــــــــد


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/CT345597.gif


نفعنا الله وإياكم
آميييين

أمة الله
05-07-2011, 07:44 PM
واسمحي لي نرتشف قليلا من تأملات معلمتنا أم هانيء وأخواتنا بلأكاديمية
قالت معلمتنا:
قدمنا أن تفسير السعدي تفسير محب ...
فضلا : استخرجي كل ما يؤكد هذا المعنى
ويعضد صحته من كلام الشيخ في تفسيره
لتلك الآيات الكريمات .

وأنقل لكن مماتفضلن به الأخوات:


*يخبر تعالى بما منَّ به على عباده, بأنه فرض عليهم الصيام, كما فرضه على الأمم السابقة,
عبر الشيخ السعدي رحمه الله تعالى عن تكليف الله سبحانه لنا بالصيام بلفظة "من به على عباده" هذا التكليف الذي هو في نظر البعض محض مشقة و حرمان للنفس يعبر رحمه الله عنه بالمنة و لهذا اثره في تخفيف المشقة الحاصلة من العبادات
*لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان.
اي ان الله عز و جل يشرع للناس ما فيه مصلحتهم في كل زمان
وفيه تنشيط لهذه الأمة, بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال,والمسارعة إلى صالح الخصال, وأنه ليس من الأمور الثقيلة,التي اختصيتم بها.
فالصوم ليس امرا ثقيلا خصكم الله تعالى به بل فرضه على الذين من قبلكم من الامم و لهذا ينبغي لنا-كخير امة- ان ننافس غيرنا في صالح الخصال فنحن اولى بأعمال الخير
*ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام, أخبر أنه أيام معدودات, أي: قليلة في غاية السهولة,...ثم سهل تسهيلا آخر
.... يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه أعظم تيسير, ويسهلها أشد تسهيل، ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة في أصله.
استعمل رحمه الله تعبير "سهل" "يسر" "غاية السهولة" "تيسير" "تسهيل"...ليسهل على النفس تقبل هذا الامر و لينفي اي مشقة و اي صعوبة مقترنة بالصيام
* وهذا في ابتداء فرض الصيام, لما كانوا غير معتادين للصيام, وكان فرضه حتما, فيه مشقة عليهم, درجهم الرب الحكيم, بأسهل طريق، وخيَّر المطيق للصوم بين أن يصوم, وهو أفضل, أو يطعم، ولهذا قال: { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ }
الله سبحانه بحكمته العظيمة يشرع الاوامر بالتدريج لان النفوس لما تكون غير معتادة على امر يشق عليها في البداية التعود بسرعة لهذا انزل الله عز و جل بعض الاوامر بالتدريج تسهيلا منه سبحانه مع انه قادر جل في علاه ان ينزل الامر مباشرة لكنه حكيم عليم رحيم
*فحقيق بشهر, هذا فضله, وهذا إحسان الله عليكم فيه, أن يكون موسما للعباد مفروضا فيه الصيام.
اي ان هذا الشهر الذي احسن الله علينا فيه ايما احسان فنزل فيه علينا القران اضافة الى تنزيل الرحمات و كل ما اختص به سبحانه هذا الشهر العظيم حري به ان يكون موسما للصيام و الطاعات


أهــ


نعم تفسير محب


محب للقرآن وللتشريع وتكليف الله سبحانه فيه الرحمة والحكمة منه سبحانه


"...يُرِيدُاللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "



جعلنا الله وإياكن من أهل القرآن العاملين به المنصاعين لأوامره بحب ويسر


آآمين

أمة الله
05-07-2011, 07:47 PM
كيف نعمل بمقتضى الندااااء؟؟؟



مماجال بخاطري حول العمل بالآيات:



**حب الله تعالى




ففي التكاليف الشرعية وإن كان ظاهرها مشقة لكن كلها رحمة

أولا: شرعها لنرتقي ونعتلي الدرجات ، كل بنيته وإخلاصه

وداخلها كل الرحمة ، سهلها الله ويسرها ،وهي ممانطيق




وأجمل من كل ذلك الإستعانة به سبحانه فبه نتقوى لطاعته وهو الذي أعاننا وتفضل علينا أن نكون ممن اهتدى



فسبحانه أعاننا لطاعته وهو صاحب الفضل سبحانه للعمل حسبما يحب ويرضى



**وهوصاحب الفضل أخيرا قي تقبُلها

أرأيتم كم من نعمة تحيط بنا وقليلاً مانتذكر



وكما منّ على الأمم السابقة بالصيام ولنكون خير أمة فلا نحرم أجره

**وهوعلامة على التقوى ولنتعود على المراقبة



**ومجاهدة النفس والهوى بترك ماأحل الله لله

وليس ذلك فقط بل أعاننا بسَلسَلَة الشياطين والمردة ،والجميع في طاعة مما يحث على الطاعة



**ومنها فضل العمل الجماعي والصحبة الصالحة التي تُعين

**وألا نغتر بالصحة والمال ونتذكر من هم دوننا


من المرضى والفقراء فقد شعرنا بما يحسونه من الجوع والألم

ولذلك أيضا لم ننساهم آخر الشهر بزكاة الفطر تطهيرا لنا وما اعتراه عملنا من نقص



**ومن رحمته سبحانه أنه لم يشق على المريض والمسافر بل أمره بترك التكليف بالرخصة بالفطر



وكي لايفوته الفضل كله رخص له بالقضاء في أيام أُخر




وسهل تسهيلا كماعبر شيخنا الجليل السعدي :



من لايستطيع الصيام والقضاء فعليه الفدية جبرا لخاطره ولايحزن أنه لم يستطع الصيام




**ومن المنح في هذا الشهر العظيم أن نزل به القرآن الذي به تحيا النفوس والدنيا بتطبيق شرائعه



[ فقال ]
" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر "
أي : يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة
إلى رضوانه أعظم تيسير ويسهلها أشد تسهيل
ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة
في أصله"


**ومنه علمنا فضل التكبير لله سبحانه وأنه محبب إليه فكبرنا الله عند رؤية هلال رمضان ونكبره سبحانه عند انقضائه



وبالتكبير لرؤية هلال شوال وصلاة العيد



وبه نفتتح الصلوات وننتقل من ركن لركن



فهوسبحانه أكبرمن كل شيء حولنا سبحااااااااااااااانه




اللــــــــــــه أكبـــــــــــــــــر






وفي النهاية لنشكر الله سبحانه أن منّ علينا بتلك النعم


جعلنا الله وإياكن من القليل





"وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ"سبأ (13)







آآآمين




ولنتدبرالآيات ثانية :



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)


أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ
فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ
فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(184)



شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"(185)






http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/../up/upfiles/5yY67585.gif

آآمين

هند
05-09-2011, 05:41 AM
أميين
جزاكِ الله خيراً

غاليتي أمة الله

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/qgY65310.gif

أمة الله
05-09-2011, 01:15 PM
آمين وإياك

غاليتي



http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/urW50260.gif هنــــــد http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/urW50260.gif

نفعنا الله وإياكم

هند
05-19-2011, 05:01 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/F3L46626.gif


والآن نحيا مع




النداء السادس

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1mf76901.gifhttp://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1mf76901.gif
يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السّلْمِ كَآفّةً
وَلاَ تَتّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشّيْطَانِ إِنّهُ لَكُمْ عَدُوّ مّبِينٌ * فَإِن زَلَلْتُمْ مّن بَعْدِ مَا جَآءَتْكُمُ الْبَيّنَاتُ
فَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
( 208-209) البقرة

قال الشيخ السعدى فى تفسير هذه الآيات

هذا أمر من الله تعالى للمؤمنين أن يدخلوا
" في السلم كافة "
أي : في جميع شرائع الدين ولا يتركوا منها شيئا
وأن لا يكونوا ممن اتخذ إلهه هواه إن وافق الأمر المشروع هواه فعله
وإن خالفه تركه بل الواجب أن يكون الهوى تبعا للدين
وأن يفعل كل ما يقدر عليه من أفعال الخير
وما يعجز عنه يلتزمه وينويه فيدركه بنيته
ولما كان الدخول في السلم كافة لا يمكن ولا يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان قال
" ولا تتبعوا خطوات الشيطان "
أي : في العمل بمعاصي الله
" إنه لكم عدو مبين "
والعدو المبين لا يأمر إلا بالسوء والفحشاء وما به الضرر عليكم
ولما كان العبد لا بد أن يقع منه خلل وزلل
قال تعالى
" فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات "
أي : على علم ويقين
" فاعلموا أن الله عزيز حكيم "
وفيه من الوعيد الشديد والتخويف
ما يوجب ترك الزلل
فإن العزيز القاهر الحكيم
إذا عصاه العاصي قهره بقوته وعذبه
بمقتضى حكمته فإن من حكمته تعذيب العصاة والجناة

تيسير الكريم الرحمن للشيخ ابن سعدى رحمه الله

أمة الله
09-12-2011, 06:36 PM
جزاك الله خيرا

حبيبتي
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/vdJ46405.gif
هنــــــــــــد


ونفعنا الله وإياكم

آمين

أمة الله
09-12-2011, 06:50 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/10G68891.gif





إنه كتاب ربي كله خيـــــــــــــر

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/5yY67585.gif



إليكن أحبتي كيف نعمل بمقتضى النداء

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif




"يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السّلْمِ كَآفّةً

وَلاَ تَتّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشّيْطَانِ إِنّهُ لَكُمْ عَدُوّ مّبِينٌ * فَإِن زَلَلْتُمْ مّن بَعْدِ مَا جَآءَتْكُمُ الْبَيّنَاتُ

فَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"


يجب على المسلم الالتزام الكامل بمنهج الإسلام فى صغير الأمر وكبيره سواء كان ذلك فى الاعتقاد أو التصورات أو الأعمال أوالأقوال .



- على المسلم أخذ الحيطة من عدوه المتربص وليعلم أنه بقدر تخلفه عن اتباع منهج الإسلام بقدر ما يكون اتباعه لخطوات الشيطان .

- العلم واليقين يعصمان العبد بفضل الله من الزلل .



- من زلّ بعدما علم فقد أقام الحجة على نفسه وعرّض نفسه لشدة العقوبة من الله الذى إن عصاه العاصي قهره بقوته وعذبه .



- يجب على المسلم أن يعبد الله بالخوف كما يعبده بالحب والرجاء


وقال الشيخ السعدي في تفسيره :

اقتباس : بل الواجب أن يكون الهوى, تبعا للدين, وأن يفعل كل ما يقدر عليه,
من أفعال الخير, وما يعجز عنه, يلتزمه وينويه, فيدركه بنيته.

معنى ماتحته خط ؟


الجواب:


ذلك أنه من رحمة الله على عباده وعظيم فضله أن يكتب الأجر لمن صدقت نيته فى بلوغ الخير مع عجز جوارحه عن فعله

ومن ذلك :

من أراد بذل الصدقات ولكن منعه ضيق ذات يده و حالت الحوائل دون ذلك كتب الله له الأجر كما فى الحديث :

" ...إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي ربه فيه ويصل به رحمه ، ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل ، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء ، .... الحديث "

الراوي: أبو كبشة الأنماري المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2325
خلاصة الدرجة: حسن صحيح


*من أراد الصيام ولكن منعه مانع كمرض لايرجى برؤه

سمعت أبا موسى مرارا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مرض العبد ، أو سافر ، كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا ) .

الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2996
خلاصة الدرجة: [صحيح]

* من أراد الجهاد والاستشهاد فى سبيل الله وصدقت نيته فى ذلك وحبسه عذر بلغه الله تلك المنزلة وهو على فراشه ..

" من سأل الشهادة بصدق ، بلغه الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه ."

الراوي: سهل بن حنيف المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1909
خلاصة الدرجة: صحيح


وأضافت معلمتنا أم هانئ:


إن أمر الشارع الحكيم جاء للمؤمن بأن يدخل في السلم كافة
أي يأخذ بجميع شرائع الدين ( فالالتزام بما أمر الله ) هــو :


اعتقاد وجوب أو حرمة أو استحباب أو كراهة هذا الأمر الشرعي ،


وهذا من أعمال القلب التي ينبغي وجودها عند العلم بالأمر الشرعي
أما عمل الجوارح فشيء آخر ...





مثال للتوضيح :

- فتاة لا ترتدي الحجاب ولكنها تقر بوجوبه شرعا
وتعترف بالتقصير في أداء الواجب عليها شرعا ؛
لشهوة أو لتحصيل دنيا أو .............
( هذه التزمته اعتقادا ، و تركت العمل به بالجوارح )



- وأخرى ترتدي الحجاب الشرعي مرغمة ، وهي لا تعتقد
وجوبه شرعا ....
( هذه لم تلتزمه اعتقادا ، بينما عملت به بالجوارح )



- وثالثة : ارتدته معتقدة وجوبه .
( فهذه التزمته اعتقادا بالجنان وعملا بالجوارح )


_* الخلاصة أن كل عمل في الشرع يستلزم :

اعتقاد بالقلب ( وجوب / حرمة / .... ) + عمل أو ترك بالجوارح .

والسؤال : ماذا علينا ؟

تفقد القلب بخصوص كل عمل ؛ لنتأكد من التزامنا الشرعي الصحيح تجاهه .


وهذا له فوائد يحضرني منها الآن :

1- التروك ( من محرمات ومكروهات )

إذا التزمناها بهذا الشكل حصّلنا أجورا

مثال : مسلمان لايزنيان ولا يشربان الخمر ولا يقامران :


- أحدهما: يترك هذه الأعمال لأنها محرمة فهو ملتزم بتركها اعتقادا للحرمة
( فيكون متقرب بالترك = عبادة )



- والثاني : يترك هذه الأعمال لأنه لم يرد على خاطره يوما فعلها .


كلاهما ترك المحرمات بالجوارح ولكن أحدهما مأجور والآخر لا ؛

والفارق في الالتزام العقدي تجاه هذه الأفعال .


2- ومن الفوائد لذلك أيضا : إذا كانت المعصية بالجارحة فقط دون تواطؤ القلب
كانت أخف وأقل من المعصية التي تواطأ فيها القلب مع الجوارح .

فمن اعتقد الوجوب أو الحرمة أو .......... وفعل بالجوارح منكسرا
عالما بمعصيته لا يتساوى أبدا بمن لم يلتزم العمل عقديا بما يناسبه وأضاف إلى ذلك مخالفة الجوارح ؛ فتراه يعصي وفيه نوع علو وتكبر .


ويحضرني مثالا ما غاب عن خاطري قط :


- عصى إبليس أمر ربه بجوارحه غير ملتزم به اعتقادا
( أبى واستكبر وكان من الكافرين )


- بينما عصى آدم ربه بجوارحه ملتزما أمر ربه اعتقادا
فانكسر وتاب وطلب المغفرة فتاب الله عليه .



** - وفي الأخير : لابد من الالتزام العقدي لما جاء في
شرع الله كافة فهذا يستطيعه الجميع ،

أما التزام الجوارح

فلا يستطيعها الجميع لغلبة الشهوات أو المعارضات أو ...
وكل ابن آدم خطاء ولا عصمة إلا للمعصومين ...
اللهم ارزقنا انكسارا إذا أخطأنا آمين

نسأل الله العلم النافع والعمل الصالح آمين .


أهـ النقل

منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة

هند
09-14-2011, 05:24 AM
جزاك الله خيرا


حبيبتي
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/vdj46405.gif
هنــــــــــــد


ونفعنا الله وإياكم

آمين


آميين وإياكِ حبيبتي
جزاكِ الله خير الجزاء آميين

هند
09-20-2011, 08:56 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/7F467354.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=1475)
والآن نحيا مع

النداء السابع
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/2qk37640.gif

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ
وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (1)

قال الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية
وهذا من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله
من صدقة واجبة ومستحبة
ليكون لهم ذخرًا وأجرًا موفرًا في يوم يحتاج فيه العاملون
إلى مثقال ذرة من الخير
فلا بيع فيه ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض
ذهبا ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه
ولم ينفعه خليل ولا صديق لا بوجاهة ولا بشفاعة
وهو اليوم الذي فيه يخسر المبطلون ويحصل الخزي على الظالمين
وهم الذين وضعوا الشيء في غير موضعه
فتركوا الواجب من حق الله
وحق عباده وتعدوا الحلال إلى الحرام
وأعظم أنواع الظلم الكفر بالله الذي هو وضع العبادة
التي يتعين أن تكون لله فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله
فلهذا قال تعالى‏‏
‏{‏والكافرون هم الظالمون‏}‏
وهذا من باب الحصر
أي‏:‏ الذين ثبت لهم الظلم التام
كما قال تعالى‏
‏{‏إن الشرك لظلم عظيم‏}‏

انتهى النقل من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
~~~
(1) البقرة 254

أمة الله
12-25-2011, 06:14 PM
اسمحي لي غاليتي هند

نقف قليلا وماروي بتفسير ابن كثير

عن قوله تعالى :.." وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ"



وقد روى ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار أنه قال:

الحمد لله الذي قال وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ولم يقل: والظالمون هم الكافرون.

حيث أن كل كافر فهو واقع فى أعظم أنواع الظلم ألا وهو الكفر بالله

الذي هو وضع العبادة التي يتعين أن تكون لله فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله


وليس كل ظالم إن كان ظالما للناس أوللعباد – أو ظالما لنفسه بالذنوب والمعاصي كافرا
فلله الحمد وله المنة الذي جعل وصف الظلم قاصرا على الكافرين خاصا بهم

ولم يجعل الكفر قاصرا على الظالمين.

و إلا لو كانت الاية بلفظة (والظالمون هم الكافرون )،

لحكم على كل ظالم بالكفر .و حيث ان الظلم لا يسلم منه أحد،فكذلك لم يكن ليسلم أحد من الكفر .


فلله الحمد وله الشكر وله الثناء الحسن . وإن كان كل عاصي فهو ظالم لنفسه على قدر معصيته

ظلمها بأن أوردها المهالك وعرضها للعقاب






فأعظم الظلم هو الشرك والكفر بالله


" لما نزلت هذه الآية : { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } . شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنه ليس بذلك ، ألا تسمعون إلى قول لقمان : { إن الشرك لظلم عظيم } ".
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6918
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]




ننتقل إلى :

* ما العلاقة بين الآية وخاتمتها بقوله : "وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ"

الانفاق من افعال الخير التي تنفع صاحبها يوم لا ينفعه قريب ولا حبيب



وان الكافر قد ظلم نفسه لأنه يوم القيامة يتمنى لو يفتدى نفسه بملء الأرض ذهبا لينجو من العذاب فلا يقبل منه ولو آمن وأنفق لأنقذ نفسه من عذاب الله ولوجد ذلك ذخرا له يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير





ونختم بالسؤال؟ بأي شيء تلازم ذكر الأمر بالنفقة في كتاب الله كله ؟
بمعنى آخر : كلما جاء أمر بالنفقة - الواجبة أو المستحبة -في كتاب الله





جاء معه تذكير معين ما هو ؟
كلما امرنا الله سبحانه بالنفقة ذكرنا أنه هو من رزقنا ذلك الكسب

فيجب طاعته في ملكه فكما أعطانا رزقا يجب ان نعطي منه

وإلا فاذا لم ننفق و حرمنا من رزقه فقد عدل و لم يظلمنا سبحانه
والله تعالى أعلى وأعلم

رزقنا الله وإياكن العمل بنداء الله سبحانه للمؤمنين

وجعلنا وإياكم ممن سمع فلبى بالعمل

آمين

منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة

بتصرف يسير

هند
12-26-2011, 06:25 PM
جزاكِ الله خيراً
حبيبتي أمة الله

أمة الله
12-27-2011, 09:38 AM
آمين وإياك

ياغاليتي الحبيبة

ننتظر النداء القادم

رزقنا الله وإياكن تلبية النداء

آمين

هند
01-26-2012, 02:53 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/79I46164.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=1475)

والآن نحيا مع



النداء الثامن
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/5Oj69010.gif
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى
كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا
لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ
وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (1)
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/5Oj69010.gifhttp://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/5Oj69010.gifhttp://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/5Oj69010.gif

قال الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية
ينهى عباده تعالى لطفا بهم ورحمة
عن إبطال صدقاتهم بالمن والأذى ففيه أن المن والأذى
يبطل الصدقة
ويستدل بهذا على أن الأعمال السيئة تبطل الأعمال الحسنة
كما قال تعالى
‏ ‏{ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ
أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ }‏(2)
فكما أن الحسنات يذهبن السيئات فالسيئات
تبطل ما قابلها من الحسنات
وفي هذه الآية مع قوله تعالى
‏{‏ولا تبطلوا أعمالكم‏}‏
حث على تكميل الأعمال وحفظها من كل ما يفسدها
لئلا يضيع العمل سدى
وقوله‏
‏ ‏{ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}‏
أي‏:‏ أنتم وإن قصدتم بذلك وجه الله في ابتداء الأمر
فإن المنة والأذى مبطلان لأعمالكم
فتصير أعمالكم بمنزلة الذي يعمل لمراءاة الناس
ولا يريد به الله والدار الآخرة
فهذا لا شك أن عمله من أصله مردود
لأن شرط العمل أن يكون لله وحده
وهذا في الحقيقة عمل للناس لا لله
فأعماله باطلة وسعيه غير مشكور
فمثله المطابق لحاله ‏{ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ }‏
وهو الحجر الأملس الشديد ‏{عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ}‏
أي‏:‏ مطر غزير ‏{فَتَرَكَهُ صَلْدًا }‏
أي‏:‏ ليس عليه شيء من التراب
فكذلك حال هذا المرائي، قلبه غليظ قاس بمنزلة الصفوان
وصدقته ونحوها من أعماله بمنزلة التراب الذي على الصفوان
إذا رآه الجاهل بحاله ظن أنه أرض زكية قابلة للنبات
فإذا انكشفت حقيقة حاله
زال ذلك التراب وتبين أن عمله بمنزلة السراب
وأن قلبه غير صالح لنبات الزرع وزكائه عليه
بل الرياء الذي فيه والإرادات الخبيثة تمنع من انتفاعه بشيء
من عمله
فلهذا ‏{لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ }‏
من أعمالهم التي اكتسبوها
لأنهم وضعوها في غير موضعها وجعلوها لمخلوق مثلهم
لا يملك لهم ضررا ولا نفعا وانصرفوا عن عبادة من تنفعهم عبادته
فصرف الله قلوبهم عن الهداية
فلهذا قال‏
‏{وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }‏

تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
~~~
(1) (264) سورة البقرة
~~~
(2)سورة الحجرات 2

أمة الله
01-28-2012, 06:48 PM
{ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}‏
أي‏:‏ أنتم وإن قصدتم بذلك وجه الله في ابتداء الأمر
فإن المنة والأذى مبطلان لأعمالكم
فتصير أعمالكم بمنزلة الذي يعمل لمراءاة الناس
ولا يريد به الله والدار الآخرة
فهذا لا شك أن عمله من أصله مردود
لأن شرط العمل أن يكون لله وحده
وهذا في الحقيقة عمل للناس لا لله
فأعماله باطلة وسعيه غير مشكور
فمثله المطابق لحاله ‏{ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ }‏


نسأل الله العافية

جزاك الله خيرا

غاليتي

هنـــــــــد
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/sv404522.gif
ورزقنا وإياكن الإخلاص لوجهه سبحانه

ونعوذ به من مبطلات الأعمال

آمين

أمة الله
01-28-2012, 08:29 PM
نجانا الله وإياكن من المنّ

فيضيع العمل هباء منثورا

وجاء في الوعيد الشديد للمنان:
وردت أحاديث بالنهي عن المن في الصدقة،

ففي صحيح مسلم عن أبي ذر قال‏:‏ قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏

‏(ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة : المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة . والمنفق سلعته بالحلف الفاجر . والمسبل إزاره ، وفي رواية : ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم )

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/261)- المصدر: صحيح مسلم (http://www.ahl-alsonah.com/book/3088&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 106
خلاصة حكم المحدث: صحيح


(لا يدخل الجنة عاق ، و لا منان ، و لا مدمن خمر ، و لا و لد زنية )

الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 673
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

إذاً ما السبل التي يطرقها الشيطان ليمنع المسلم من تحصيل الأجر والخير ؟


إن الشيطان عدو للمسلم ؛ فهو لا يألو جهدا في الإقاع به
وجعله من الخاسرين ؛ لذا فهو ابتداء يبذل قصارى جهده
حتى يمنعه عن عمل الخير ، فإن غلبه المسلم - بفضل الله -وباشر بالعمل ،

حاول بشتى السبل إدخال مفسدات على العمل
،

فإن نجا المسلم من هذا الشَّرك - بفضل الله -، لم يتركه
الشيطان ينعم بأجر ذلك العمل الخيِّر ،

فلا يألو جهدا ولا يدخر وسعاً في محاولة إيقاعه فيما من شأنه إحباط أجره .


سواء بأعمال متصلة بذات العمل كالمن والأذى ،

أو بأعمال خارجة كترك صلاة العصر ، أو في الامتناع عن معاشرة الزوج
دون عذر ، الذهاب لعراف ، أو التقديم بين يدي الله ورسوله .....

فهو له طرق سابقة للعمل وأثناءه وبعده

ونفصل....


الطرق السابقة للشيطان لمنع الانسان من تحصيل الأجر والخير :

* ضعف نفسه وتقاعسها وماهذا الا لحب الانسان الجبلية للمال وحب الاستزادة والاستكثار منه والأثرة



• التردد فى الانفاق



• وإن همّ بالنفقة فيسول له الشيطان أن تلك النفقة سوف تسبب له الفقر



كما قال تعالى " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ .. " 268 البقرة
فإن أنفق فبالفتات



* أو يوسوس له الشيطان بأن أولاده وبيته أحق بتلك النفقة ..


كما فى الحديث " إن الولد مبخلة مجبنة "



الراوي: يعلى بن مرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1989
خلاصة الدرجة: صحيح



* أو يستحوذ عليه حب التملك والأثرة فلا ينفق إلا من أسوأ ما عنده فيتيمم الخبيث

وأيضا الطرق السابقة و المقارنة للانفاق من وسوسة الشيطان :

الرياء .. الذى قد يكون سابقا للعمل
فيكون هو المحرك له لأداء هذا العمل فيقوم بهذا العمل طلبا للمحمدة أو الثناء , باظهار أنه يريد وجه الله, وإنما قصده مدح الناس له أو الرغبة فى الاشتهار بالصفات الجميلة ليشكر بين الناس, أو يقال إنه كريم .. جواد .. مسارع فى الخيرات .. ونحو ذلك
أو يكون مقارنا له



أما الطرق الللاحقة للعمل :
* أن يعجب المرء بعمله وبنفقته فهى من محبطات العمل

* أن يمن على الله تعالى بنفقته والعياذ بالله وقد


نهى الله تعالى عن ذلك فقال : " وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ" (6) المدثر



الصدقة تبطل بما يقارنها أو يتبعها من المن والأذى وذلك بأذية المتصدق عليه وذلك باظهار التفضل على وتذكيره عطاؤه له



** فيلزم على كل لبيب وفطن أن يكون دائما في حالة وجل وتحسَّب وخوف على أعماله وأجورها .

وقد عقد الإمام البخاري
باب :( مخافة المؤمن أن يحبط عمله ) في كتاب الإيمان من صحيحه .

وإن من أعظم صور الخسران : أن يفقد المرء ما كسبه وحصّله بجِد
من أجور لأعمال صالحات وُفق إليها وتفضل عليه ربه بقبولها وإذا به
يعمل من الأعمال ما يحبطها ( وهو غير شاعر ) بهذا المصاب الجلل
والعقاب على ما ارتكبه من سوء وزلل وهو عن كل ذا قد نام وغفل .

** أفلا يحق لكل لبيب أن يكون دائم الوجل

والتحسب ولافتقار
لربه الحفيظ أن يحفظ عليه قليل ما حصّله من حسنات في حياته



بعد أن افتقر إليه سبحانه ابتداءً في توفيقه للعمل الصالح وهداه إليه



ثم تضرعه للغني أن يتقبل قليل وحقير هذا العمل ويثيبه باسمه الشكور عليه .

نسأل الله الهدى للرشاد آمين .




فتبارك من جعل كلامه حياة للقلوب وشفاء للصدور وهدى ورحمة للمؤمنين



ملتقى الأكاديمية المفتوحة بتصرف يسير

جزاهن الله خيرا


ونلتقى لنعلم

كيف نعمل بمقتضى النداء؟؟؟؟

هند
02-12-2012, 05:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمة الله الحبيبة
جزاكِ الله خيراً

أمة الله
02-13-2012, 05:41 PM
آمين وإياك

حبيبتي
http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/look/images/smiles/upload/smile35.gif
هنــــــــــــــــــد
http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/look/images/smiles/upload/smile35.gif

نفعنا الله وإياكن

آمين

أسعدني مرورك العطر غاليتي

هند
04-01-2012, 01:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمة الله الحبيبة
في أنتظارك
جزاكِ الله خيراً

أمة الله
04-05-2012, 07:54 PM
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى
كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَان عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْء مِّمَّا كَسَبُواْ
وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}


كيف نعمل بمقتضى هذا النداء ؟.



مدار العمل كله على الإخلاص بل هو أول شرط من شروط العمل الصالح،



فلابد من الإخلاص واستحضار النية وطلب العون من الله في ذلك :


* قبل العمل للتغلب على الشيطان الذي لا يألو جهدا في تثبيط العبد أو بإيقاعه في شباك الرياء.



*أثناء العمل وذلك بالإخلاص واستحضار النية والابتعاد عما من شأنه إحباط العمل كالرياء والسمعة وحب الثناء والمحمدة.



*بعد العمل بالاستعانة بالله على الحفاظ عليه من المن والأذى و التسميع وغيرها من المحبطات ،سواء منها المتصل بالعمل أو الخارج عنه.



وقد يقال :
بما أن مدار العمل على الإخلاص ،فكيف لنا أن نحققه؟


عن هذا السؤال يجيبنا ابن القيم رحمه الله قائلا:


"لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت،



فإذا حدَّثتك نفسك بطلب الإخلاص، فأقبل على الطمع أولًا فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة،



فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح، سَهُل عليك الإخلاص.


فإن قلت: وما الذي يُسَهِّل عليّ ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟



قلت: أما ذبح الطمع فيُسَهِّله عليك علمك يقينًا أنه ليس من شيء يُطْمَع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره، ولا يُؤتي العبد منها شيئًا سواه،


وأما الزهد في الثناء والمدح، فيُسَهِّله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويَزِين، ويضرُّ ذمُّه ويَشِين إلا الله وحده،


كما قال ذلك الأعرابي للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إن مدحي زَيَنٌ وذَمِّي شين، فقال: (ذلك الله -عز وجل-).(1)



فازهد في مدح من لا يَزِيُنك مدحه، وفي ذمِّ من لا يَشِنيُك ذمُّه، وارغب في مدح من كل الزين في مدحه، وكل الشَّين في ذمه،


ولن يُقْدَر على ذلك إلا بالصبر واليقين، فمتى فقدت الصبر واليقين، كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب،


قال تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}[الروم: 60]


وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24] ")


ا.هـ( المرجع: فوائد الفوائد
للإمام ابن القيم -رحمه الله-)





* الله تعالى طيب لايقبل الا طيبا .. فهو لا يقبل إلا الطيب من الكسب ومن النوايا .


*على المرء الأ يطمئن لكونه وُفق لعمل الصالحات حيث أنه ليس العبرة بصلاح العمل وحسب


ولكن العبرة بالمحافظة عليه من المحبطات فكما ان الحسنات تذهب السيئات فكذلك السيئات فإنها تُحبط الأعمال الصالحات ..




وعلينا تجديد النية دائما مخافة الوقوع في الرياء او الاتصاف بصفات المنافقين





ملتقى الأكاديمية المفتوحة بتصرف يسير





*****************************


(1)(عن الأقرع بن حابس أنه قال إن مدحي زين , وإن ذمي شين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم" ذاك الله الذي لا إله إلا هو" ).
الراوي: الأقرع بن حابس المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 3/382
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات إلا أني لا أعرف لأبي سلمة بن عبد الرحمن سماعا من الأقرع




نفعنا الله وإياكم


آمين




وإليك حبيبتي



خــــالة هنـــــــــــــد


في انتظار النداء التالي

هند
04-08-2012, 11:45 AM
اللهم ارزقنا الاتباع آميين
جزاكِ الله خيراً معلمتنا الحبيبة

أمة الله
05-31-2012, 10:56 PM
آمين آمين خالتي الحبيبة

واسمحي لي بنقل النداء طالت غيبتك يارب خيرا

كي لانحرم الأجر سويا

أمة الله
05-31-2012, 11:04 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/qip34413.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=1475)
والآن نحيا مع النداء التاسع
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/uss38885.gif
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ
وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ
وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } (1)
يقول الشيخ السعدي_ رحمه الله
في تفسير هذه الآية

يأمر تعالى عباده المؤمنين
بالنفقة من طيبات ما يسر لهم من المكاسب
ومما أخرج لهم من الأرض فكما منَّ عليكم بتسهيل تحصيله فأنفقوا منه
شكرا لله وأداء لبعض حقوق إخوانكم عليكم
وتطهيرا لأموالكم
واقصدوا في تلك النفقة الطيب الذي تحبونه لأنفسكم
ولا تيمموا الرديء الذي لا ترغبونه ولا تأخذونه
إلا على وجه الإغماض والمسامحة
{ واعلموا أن الله غني حميد }
فهو غني عنكم ونفع صدقاتكم وأعمالكم عائد إليكم
ومع هذا فهو حميد على ما يأمركم به
من الأوامر الحميدة والخصال السديدة
، فعليكم أن تمتثلوا أوامره لأنها
قوت القلوب وحياة النفوس ونعيم الأرواح
، وإياكم أن تتبعوا عدوكم الشيطان الذي يأمركم بالإمساك
، ويخوفكم بالفقر والحاجة إذا أنفقتم
، وليس هذا نصحا لكم، بل هذا غاية الغش
{ إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير }
بل أطيعوا ربكم الذي يأمركم بالنفقة على وجه يسهل عليكم ولا يضركم
ومع هذا فهو { يعدكم مغفرة }
لذنوبكم وتطهيرا لعيوبكم { وفضلا }
وإحسانا إليكم في الدنيا والآخرة
من الخلف العاجل
وانشراح الصدر ونعيم القلب والروح والقبر
وحصول ثوابها وتوفيتها يوم القيامة
وليس هذا عظيما عليه لأنه { واسع }
الفضل عظيم الإحسان { عليم }
بما يصدر منكم من النفقات قليلها وكثيرها، سرها وعلنها
فيجازيكم عليها من سعته وفضله وإحسانه
فلينظر العبد نفسه إلى أي الداعيين يميل
فقد تضمنت هاتان الآيتان أمورا عظيمة منها
الحث على الإنفاق
ومنها: بيان الأسباب الموجبة لذلك
ومنها: وجوب الزكاة من النقدين وعروض التجارة كلها
لأنها داخلة في قوله: { من طيبات ما كسبتم }
ومنها: وجوب الزكاة في الخارج من الأرض
من الحبوب والثمار والمعادن
ومنها: أن الزكاة على من له الزرع والثمر لا على صاحب الأرض
لقوله { أخرجنا لكم } فمن أخرجت له وجبت عليه
ومنها: أن الأموال المعدة للاقتناء من العقارات والأواني ونحوها
ليس فيها زكاة
وكذلك الديون والغصوب ونحوهما إذا كانت مجهولة
أو عند من لا يقدر ربها على استخراجها منه، ليس فيها زكاة
لأن الله أوجب النفقة من الأموال التي يحصل فيها النماء
الخارج من الأرض
وأموال التجارة مواساة من نمائها
وأما الأموال التي غير معدة لذلك ولا مقدورا عليها
فليس فيها هذا المعنى
ومنها: أن الرديء ينهى عن إخراجه ولا يجزئ في الزكاة
تفسير السعدي.
~~~
(1)(البقرة:267)







نفعنا الله وإياكم

آمين

بانتظارك خالتي هند الحبيبة

هند
11-19-2012, 07:49 PM
يسر الله امرك حبيبتى
المهم ان يعم الفائدة
جزاكم الله خيرا

توبة
11-19-2012, 09:14 PM
خــالتو هنـــد الغالية وحشتينا جداً
أسأل الله ألا يحرمنا هذه الصحبة الطيبة
اللــــــــــــــم آمــــــــيــن
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/dco49709.gif
حبيبتي
أمــة الله
جــزاكِ الله خيــراً وبــــــارك الله فيــــك

هند
11-22-2012, 09:17 PM
خــالتو هنـــد الغالية وحشتينا جداً
أسأل الله ألا يحرمنا هذه الصحبة الطيبة
اللــــــــــــــم آمــــــــيــن
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/dco49709.gif
حبيبتي
أمــة الله
جــزاكِ الله خيــراً وبــــــارك الله فيــــك




آميين حبيبتي توبة
بارك الله فيك غاليتى

هند
12-13-2014, 09:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
النداء العاشر

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)

http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/pEb83586.gif
من خلال تفسيره للايات السابقة والتالية لها
من ( 275- 281)

" الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ
الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا
وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى
فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ
وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)

يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276)

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (277)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)

فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ
لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279)
وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280)
وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ
وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (281)

http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/pEb83586.gif
قرن الشيخ السعدى رحمه الله تفسير هذه الاية
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/pEb83586.gif

يخبر تعالى عن أكلة الربا وسوء مآلهم وشدة منقلبهم
أنهم لا يقومون من قبورهم ليوم نشورهم
( إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )
أي: يصرعه الشيطان بالجنون
فيقومون من قبورهم حيارى سكارى مضطربين
متوقعين لعظيم النكال وعسر الوبال، فكما تقلبت عقولهم
و ( قالوا إنما البيع مثل الربا )
وهذا لا يكون إلا من جاهل عظيم جهله
أو متجاهل عظيم عناده
جازاهم الله من جنس أحوالهم فصارت أحوالهم أحوال المجانين
ويحتمل أن يكون
قوله: ( لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )
أنه لما انسلبت عقولهم في طلب المكاسب الربوية
خفت أحلامهم وضعفت آراؤهم
وصاروا في هيئتهم وحركاتهم يشبهون المجانين في عدم انتظامها
وانسلاخ العقل الأدبي عنهم
قال الله تعالى رادا عليهم ومبينا حكمته العظيمة
( وأحل الله البيع )
أي: لما فيه من عموم المصلحة وشدة الحاجة
وحصول الضرر بتحريمه
وهذا أصل في حل جميع أنواع التصرفات الكسبية
حتى يرد ما يدل على المنع ( وحرم الربا )
لما فيه من الظلم وسوء العاقبة
والربا نوعان: ربا نسيئة كبيع الربا بما يشاركه في العلة نسيئة
ومنه جعل ما في الذمة رأس مال، سلم
وربا فضل، وهو بيع ما يجري فيه الربا بجنسه متفاضلا
وكلاهما محرم بالكتاب والسنة
والإجماع على ربا النسيئة
وشذ من أباح ربا الفضل وخالف النصوص المستفيضة
بل الربا من كبائر الذنوب وموبقاتها
( فمن جاءه موعظة من ربه )
أي: وعظ وتذكير وترهيب عن تعاطي الربا
على يد من قيضه الله لموعظته رحمة من الله بالموعوظ
وإقامة للحجة عليه ( فانتهى )
عن فعله وانزجر عن تعاطيه ( فله ما سلف )
أي: ما تقدم من المعاملات التي فعلها قبل أن تبلغه الموعظة
جزاء لقبوله للنصيحة
دل مفهوم الآية أن من لم ينته جوزي بالأول والآخر
( وأمره إلى الله )
في مجازاته وفيما يستقبل من أموره ( ومن عاد )
إلى تعاطي الربا ولم تنفعه الموعظة
بل أصر على ذلك ( فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )
اختلف العلماء رحمهم الله في نصوص الوعيد
التي ظاهرها تخليد أهل الكبائر من الذنوب التي دون الشرك بالله،

والأحسن فيها أن يقال هذه الأمور التي رتب الله عليها
الخلود في النار موجبات ومقتضيات لذلك
ولكن الموجب إن لم يوجد ما يمنعه ترتب عليه مقتضاه
وقد علم بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة أن التوحيد والإيمان
مانع من الخلود في النار
فلولا ما مع الإنسان من التوحيد لصار عمله صالحا للخلود فيها
بقطع النظر عن كفره.

ثم قال تعالى: ( يمحق الله الربا )
أي: يذهبه ويذهب بركته ذاتا ووصفا
فيكون سببا لوقوع الآفات فيه ونزع البركة عنه
وإن أنفق منه لم يؤجر عليه بل يكون زادا له إلى النار
( ويربي الصدقات )
أي: ينميها وينزل البركة في المال الذي أخرجت منه
وينمي أجر صاحبها وهذا لأن الجزاء من جنس العمل
فإن المرابي قد ظلم الناس وأخذ أموالهم على وجه غير شرعي
فجوزي بذهاب ماله، والمحسن إليهم بأنواع الإحسان ربه أكرم منه
فيحسن عليه كما أحسن على عباده ( والله لا يحب كل كفار )
لنعم الله، لا يؤدي ما أوجب عليه من الصدقات
ولا يسلم منه ومن شره عباد الله ( أثيم )
أي: قد فعل ما هو سبب لإثمه وعقوبته.

لما ذكر أكلة الربا وكان من المعلوم أنهم لو كانوا مؤمنين
إيمانا ينفعهم لم يصدر منهم ما صدر ذكر حالة المؤمنين وأجرهم
وخاطبهم بالإيمان، ونهاهم عن أكل الربا إن كانوا مؤمنين
وهؤلاء هم الذين يقبلون موعظة ربهم وينقادون لأمره
وأمرهم أن يتقوه، ومن جملة تقواه أن يذروا ما بقي من الربا
أي: المعاملات الحاضرة الموجودة
وأما ما سلف، فمن اتعظ عفا الله عنه ما سلف
وأما من لم ينزجر بموعظة الله ولم يقبل نصيحته
فإنه مشاق لربه محارب له
وهو عاجز ضعيف ليس له يدان في محاربة العزيز الحكيم
الذي يمهل للظالم ولا يهمله حتى إذا أخذه
أخذه أخذ عزيز مقتدر
( وإن تبتم )عن الربا ( فلكم رءوس أموالكم )
أي: أنزلوا عليها ( لا تظلمون )
من عاملتموه بأخذ الزيادة التي هي الربا ( ولا تظلمون )
بنقص رءوس أموالكم.
( وإن كان ) المدين ( ذو عسرة )
لا يجد وفاء ( فنظرة إلى ميسرة )
وهذا واجب عليه أن ينظره حتى يجد ما يوفي به
( وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون )
إما بإسقاطها أو بعضها.
( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله
ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )
وهذه الآية من آخر ما نزل من القرآن
وجعلت خاتمة لهذه الأحكام والأوامر والنواهي
لأن فيها الوعد على الخير، والوعيد على فعل < 1-118 > الشر
وأن من علم أنه راجع إلى الله فمجازيه على الصغير والكبير
والجلي والخفي
وأن الله لا يظلمه مثقال ذرة، أوجب له الرغبة والرهبة
وبدون حلول العلم في ذلك في القلب لا سبيل إلى ذلك.
تفسير السعدي رحمه الله

أم حذيفة
12-13-2014, 10:59 PM
جزاك الله خيرا

هند
12-18-2014, 05:51 AM
http://www.muslma1.net/vb/images/icons/smile35.gifآميييين وإياكِ http://www.muslma1.net/vb/images/icons/smile35.gif
أم حذيفة الحبيبة
يسرا الله امرك إلى كل خيراً
آميييييين

فى انتظار معلمتنا الحبيبة
أمة الله

أمة الله
12-20-2014, 04:59 PM
اللهم باااارك

هلا هلا بلأحبة

http://www.muslma1.net/vb/images/icons/2.gif

اشتقنا لكن بارك الله فيكن وجمعنا في محبته دنيا وجناته بلآخرة آمين

جزاك الله خيرا خالتو الحبيبة هنـــــد

ونفعنا وإياكم بتلك الدرر

إن شاء الله أنقل المستفاد

نفعنا الله وإياكن آمين

هند
12-24-2014, 07:03 AM
آميين آميييين آميييين
http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gifاهلاً بك حبيبتي http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gif

فى انتظارك حبيبتي

يسر الله لك أمة الله الغالية

أمة الله
01-30-2015, 07:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)

هناك نقاش وتساؤل حول الآيات:

اقتباس:
(فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف )
1- ما المقصود بقوله : ( فله ما سلف ) ؟ وما وجه التفضّل من الله في ذلك ؟
** له ما سلف : أي لا يطالب برد ما أخذه قبل انتهائه عن الربا
فلا يلزم بحساب ما اكتسبه من الربا وتقديره بكذا درهم أو دينار ثم إخراجه مما معه من مال حالي لتبرئة الذمة .

- وهذا المعنى غير التفضل عليه بالعفو وعدم المعاقبة على ذلك .

ووجه التفضل من الله عليه واضح جدا في أنه لم يلزمه عدلا بدفع
ما كسبه واستمتع به قبلا بل تفض فتركه له رحمة ولطفا وكرما منه سبحانه .



اقتباس:
" ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "
2 - هل يخلّد صاحب الكبيرة في النار ؟ وما هو توجيه السلف
لمثل تلك النصوص باختصار شديد فضلا ؟
** الخلود في حق صاحب الكبيرة معناه طول المكث

فالحديث عمن شاء الله أن يعاقيه على معصيته ويحقق فيه الوعيد
وهو مسلم ، فخلوده في النار = طول المكث ولكن المآل للجنة
مهما طال المكث لأنه لا يخلد في النار موحد ، بخلاف خلود
الكافر الذي يساوي حرمة دخول الجنة والمكوث في النار أبدا .


و الخلاصة أن السلف لهم قولان في مثل تلك النصوص:- حمل النص على الحقيقة وأن من يفعل ذلك يخلد في النار أبدا
وهذا في حق المستحلّ بعد توفر شروط وانتفاء موانع .
- أو تفسير الخلود بطول المكث في حق المسلم العاصي
غير المستحل بضميمة النصوص التي تثبت أنه لا يخلد
في النار موحد ، وبذا يكون إعمالا لكل النصوص .

اقتباس:
(وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )

3- هذا فضل آخر من الله على كل من .الدائن ، والمدين
والسبب :كي لا ينقص رأس مال المعطي و لا يزيد الغرم على المدين .



اقتباس:
( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة )
4- ما المعنى المراد من ذلك القول ؟ وهل الحكم للوجوب أم للاستحباب ؟

أي إن كان المدين لا يستطيع رد المال لعدم توفره عنده وعسرهوقت الوفاء
فعلى صاحب الدين انظاره وتركه حتى يوسر ويستطيع الوفاء والسداد .

** أما الحكم فقد اختلف أهل العلم فيه فمنهم من قال بالوجوب كالسعدي
وابن العثيمين ومنهم من قال بالاستحباب دون الوجوب .


اقتباس:

( وحرم الربا ) لما فيه من الظلم وسوء العاقبة، والربا نوعان: ربا نسيئة كبيع الربا بما يشاركه في العلة نسيئة، ومنه جعل ما في الذمة رأس مال، سلم، وربا فضل، وهو بيع ما يجري فيه الربا بجنسه متفاضلا وكلاهما محرم بالكتاب والسنة، والإجماع على ربا النسيئة، وشذ من أباح ربا الفضل وخالف النصوص المستفيضة، بل الربا من كبائر الذنوب وموبقاتها

5 - باختصار تحدثي عن نوعي الربا .


1- ربا النسيئة وهو الأصل في الربا كما يقولون مأخوذ من النسء ، وهو التأخير
وهو الزيادة المشروطة التي يأخذها الدائن من المدين مقابل تأخير الدفع .
النسيئة = الزمن / فيقترض المال ويرده زائد مقابل الزمن


2- ربا الفضل مأخوذ من الفضل ، وهو عبارة عن الزيادة في أحد العوضين
الفضل = الزيادة في الكم / يحدث تبادل نوعين من جنس واحد زاد كم أحدهما عن الآخر .


اقتباس:
- ثم اذكري حديثا صحيحا يحصر الأجناس أو الأنواع التي يقع فيها ربا الفضل
واشرحيه باختصار مع التمثيل .

وقد نص الشارع على تحريمه في ستة أشياء هي : الذهب ، والفضة ، والبر ، والشعير ، والتمر ، والملح ، فإذا بيع أحد هذه الأشياء بجنسه ، حرم التفاضل ، ووجب التبادل والتسليم في ذات الوقت أو المجلس ( يدا بيد )

-( الذهب بالذهب مثلا بمثل ، والفضة بالفضة مثلا بمثل ، والتمر بالتمر ، مثلا بمثل ، والبر بالبر ؛ مثلا بمثل ، والملح بالملح ؛ مثلا بمثل ، والشعير بالشعير ؛ مثلا بمثل ، فمن زاد أو ازداد فقد أربى ، بيعوا الذهب بالفضة كيف شئتم ؛ يدا بيد ، وبيعوا الشعير بالتمر كيف شئتم ؛ يدا بيد )

الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3444
خلاصة حكم المحدث: صحيح

** قوله :الذهب بالذهب مثلا بمثل = تساوي الكم --- فيمتنع ربا الفضل

فالأصناف الستة المذكورة لابد أن تكون مثلا بمثل ( متساوية الكم ) إذا كان التبادل بينها .

** أما قوله : (يدا بيد ) التسليم الفوري من الجانبين = اتحاد الوقت --- فيمتنع ربا النسيئة

** وقد اختلف العلماء هل الربا منحصر في هذه الستة المذكور أم يمكن أن يقاس عليهاغيرها

حيث هي كالأمثلة والجمهور والراجح - والله أعلم - أنها محصورة في تلك الأصناف
الستة المذكورة في نص الحديث .


فائدة وأمثلة عمت بها البلوى :
وهنا لابد من استحضار كل ما سبق حال :

1- استبدال الذهب أو الفضة القديم بالجديد ( مثلا بمثل يدا بيد )
دون إضافة مال
2- تغيير العملة ( مثلا بمثل يدا بيد ) ويجوز التفاضل ( الكم ) لاختلاف
النوع والقيمة .

هذه إشارة باختصار شديد جدا وإلا فتلك المسألة يرجع فيها لكتب الفقه



** وننتفل- للحديث عن تطبيق هذا النداء عمليا......

يتبع


منقول منتديات ألكاديمية (لمعلمتنا أم هانئ حفظها الله)

هنا (http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=57223&highlight=%E4%CF%C7%C1+%C7%E1%E1%E5+%E1%E1%E3%C4%E 3%E4%ED%E4&page=20)

هند
02-09-2015, 08:16 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معلمتنا الحبيبتة أمة الله
جزاكِ الله خيراً
و
http://im52.gulfup.com/3Qafzx.gif (http://im52.gulfup.com/3Qafzx.gif)

هند
02-15-2015, 04:05 AM
النداء الحادى عشر
http://im75.gulfup.com/FeGwbc.gif


" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ
إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ
وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ
فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ
وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ
فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا
أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ
وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ۖ
فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ
أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ
وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ
وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ
ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ
إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ
فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ
وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ
وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
(البقرة 282 )
قال الشيخ عبد الرحمن السعدى فى تفسيره لهذه الايات

الآية احتوت هذه الآية على إرشاد الباري عباده
في معاملاتهم إلى حفظ حقوقهم بالطرق النافعة
والإصلاحات التي لا تقترح العقلاء أعلى ولا أكمل منها
فإن فيها فوائد كثيرة منها جواز المعاملات في الديون
سواء كانت ديون سلم أو شراء مؤجلا ثمنه فكله جائز
لأن الله أخبر به عن المؤمنين وما أخبر به عن المؤمنين
فإنه من مقتضيات الإيمان وقد أقرهم عليه الملك الديان
ومنها وجوب تسمية الأجل في جميع المداينات
وحلول الإجارات
ومنها : أنه إذا كان الأجل مجهولا فإنه
لا يحل لأنه غرر وخطر فيدخل في الميسر
ومنها : أمره تعالى بكتابة الديون
وهذا الأمر قد يجب إذا وجب حفظ الحق
كالذي للعبد عليه ولاية وكأموال اليتامى والأوقاف
والوكلاء والأمناء
وقد يقارب الوجوب كما إذا كان الحق متمحضا للعبد
فقد يقوى الاستحباب بحسب الأحوال المقتضية لذلك
وعلى كل حال فالكتابة من أعظم ما تحفظ به
هذه المعاملات المؤجلة لكثرة النسيان
ولوقوع المغالطات
وللاحتراز من الخونة الذين لا يخشون الله تعالى
ومنها أمره تعالى للكاتب أن يكتب بين المتعاملين بالعدل
فلا يميل مع أحدهما لقرابة ولا غيرها
ولا على أحدهما لعداوة ونحوها ومنها أن الكتابة بين المتعاملين
من أفضل الأعمال ومن الإحسان إليهما
وفيها حفظ حقوقهما وبراءة ذممهما كما أمره الله بذلك
فليحتسب الكاتب بين الناس
هذه الأمور ليحظى بثوابها ومنها إن الكاتب
لا بد أن يكون عارفا بالعدل معروفا بالعدل
لأنه إذا لم يكن عارفا بالعدل لم يتمكن منه
وإذا لم يكن معتبرا عدلا عند الناس
رضيا لم تكن كتابته معتبرة
ولا حاصلا بها المقصود الذي هو حفظ الحقوق
ومنها : أن من تمام الكتابة والعدل فيها
أن يحسن الكاتب الإنشاء والألفاظ المعتبرة
في كل معاملة بحسبها وللعرف في هذا المقام
اعتبار عظيم ومنها أن الكتابة من نعم الله على العباد
التي لا تستقيم أمورهم الدينية ولا الدنيوية إلا بها
وأن من علمه الله الكتابة فقد تفضل عليه بفضل عظيم
فمن تمام شكره لنعمة الله تعالى أن يقضي بكتابته حاجات العباد
ولا يمتنع عن الكتابة
ولهذا قال : ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله
ومنها: أن الذي يكتبه الكاتب هو اعتراف من عليه الحق
إذا كان يحسن التعبير عن الحق الذي عليه
فإن كان لا يحسن ذلك لصغره أو سفهه أو جنوبه أو خرسه
أو عدم استطاعته أملى عنه وليه وقام وليه في ذلك مقامه
ومنها :أن الاعتراف من أعظم الطرق التي تثبت بها الحقوق
حيث أمر الله تعالى أن يكتب الكاتب ما أملى عليه
من عليه الحق ومنها ثبوت الولاية على القاصرين
من الصغار والمجانين والسفهاء ونحوهم
ومنها: أن الولي يقوم مقام موليه
في جميع اعترافاته المتعلقة بحقوقه
ومنها : أن من أمنته في معاملة وفوضته فيها
فقوله في ذلك مقبول وهو نائب منابك
لأنه إذا كان الولي على القاصرين ينوب منابهم
فالذي وليته باختيارك وفوضت إليه الأمر أولى بالقبول واعتبار
قوله وتقديمه على قولك عند الاختلاف
ومنها: أنه يجب على الذي عليه الحق إذا أملى على الكاتب
أن يتقي الله ولا يبخس الحق الذي عليه
فلا ينقصه في قدره ولا في وصفه ولا في شرط من شروطه
أو قيد من قيوده بل عليه أن يعترف بكل ما عليه
من متعلقات الحق كما يجب ذلك إذا كان الحق على غيره له
فمن لم يفعل ذلك هو من المطففين الباخسين
ومنها :وجوب الاعتراف بالحقوق الخفية
وأن ذلك من أعظم خصال التقوى
كما أن ترك الاعتراف بها من نواقض التقوى ونواقصها
ومنها: الإرشاد إلى الإشهاد في البيع
فإن كانت في المداينات فحكمها حكم الكتابة كما تقدم
لأن الكتابة هي كتابة الشهادة وإن كان البيع بيعا حاضرا
فينبغي الإشهاد فيه ولا حرج فيه بترك الكتابة لكثرته
وحصول المشقة فيه ومنها الإرشاد إلى إشهاد رجلين عدلين
فإن لم يمكن أو تعذر أو تعسر فرجل وامرأتان
وذلك شامل لجميع المعاملات بيوع الإدارة وبيوع الديون
وتوابعها من الشروط والوثائق وغيرها

هند
02-15-2015, 04:06 AM
وإذا قيل قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم
قضى بالشاهد الواحد مع اليمين والآية الكريمة
ليس فيها إلا شهادة رجلين أو رجل وامرأتين
قيل الآية الكريمة فيها إرشاد الباري عباده إلى حفظ حقوقهم
ولهذا أتى فيها بأكمل الطرق وأقواها
وليس فيها ما ينافي ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم
من الحكم بالشاهد واليمين فباب حفظ الحقوق
في ابتداء الأمر يرشد فيه العبد إلى الاحتراز والتحفظ التام
وباب الحكم بين المتنازعين ينظر فيه إلى المرجحات
والبينات بحسب حالها ومنها أن شهادة المرأتين
قائمة مقام الرجل الواحد في الحقوق الدنيوية
وأما في الأمور الدينية كالرواية والفتوى
فإن المرأة فيه تقوم مقام الرجل
والفرق ظاهر بين البابين ومنها الإرشاد إلى الحكمة
في كون شهادة المرأتين عن شهادة الرجل
وأنه لضعف ذاكرة المرأة غالبا وقوة حافظة الرجل
ومنها: أن الشاهد لو نسي شهادته فذكره الشاهد الآخر
فذكر أنه لا يضر ذلك النسيان إذا زال بالتذكير
بقوله أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى
ومن باب أولى إذا نسي الشاهد
ثم ذكر من دون تذكير فإن الشهادة مدارها على العلم واليقين
ومنها :أن الشهادة لا بد أن تكون عن علم ويقين
لا عن شك فمتى صار عند الشاهد ريب في شهادته
ولو غلب على ظنه لم يحل له أن يشهد إلا بما يعلم
ومنها: أن الشاهد ليس له أن يمتنع إذا دعي للشهادة
سواء دعي للتحمل أو للأداء وأن القيام بالشهادة
من أفضل الأعمال الصالحة كما أمر الله بها
وأخبر عن نفعها ومصالحها
ومنها: أنه لا يحل الإضرار بالكاتب
ولا بالشهيد بأن يدعيا في وقت أو حالة تضرهما
وكما أنه نهي لأهل الحقوق والمتعاملين وأن يضار الشهود
والكتاب فإنه أيضا نهى للكاتب والشهيد
أن يضار المتعاملين أو أحدهما
وفي هذا أيضا أن الشاهد والكاتب إذا حصل عليهما ضرر
في الكتابة والشهادة أنه يسقط عنهما الوجوب
وفيها التنبيه على أن جميع المحسنين الفاعلين للمعروف
لا يحل إضرارهم وتحميلهم ما لا يطيقون
فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان
وكذلك على من أحسن وفعل معروفا أن يتمم إحسانه
بترك الإضرار القولي والفعلي بمن أوقع به المعروف
فإن الإحسان لا يتم إلا بذلك
ومنها: أنه لا يجوز أخذ الأجرة على الكتابة والشهادة
حيث وجبت لأنه حق أوجبه الله على الكاتب والشهيد
ولأنه من مضارة المتعاملين
ومنها: التنبيه على المصالح والفوائد المترتبة
على العمل بهذه الإرشادات الجليلة
وأن فيها حفظ الحقوق والعدل وقطع التنازع والسلامة
من النسيان والذهول
ولهذا قال" ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة
وأدنى ألا ترتابوا "
وهذه مصالح ضرورية للعباد
ومنها: أن تعلم الكتابة من الأمور الدينية
لأنها وسيلة إلى حفظ الدين والدنيا وسبب للإحسان
ومنها: أن من خصه الله بنعمة من النعم يحتاج الناس إليها
فمن تمام شكر هذه النعمة أن يعود بها على عباد الله
وإن يقضي بها حاجتهم لتعليل الله
النهي عن الامتناع عن الكتابة بتذكير الكاتب
بقوله كما علمه الله ومع هذا فمن كان في حاجة أخيه
كان الله في حاجته ومنها أن الإضرار بالشهود
والكتاب فسوق بالإنسان فإن الفسوق هو الخروج
عن طاعة الله إلى معصيته وهو يزيد وينقص
ويتبعض ولهذا لم يقل فأنتم فساق
أو فاسقون بل قال فإنه فسوق بكم فبقدر خروج العبد
عن طاعة ربه فإنه يحصل به
من الفسوق بحسب ذلك واستدل
بقوله تعالى واتقوا الله ويعلمكم الله
أن تقوى الله وسيلة إلى حصول العلم
وأوضح من هذا قوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا
أي علما تفرقون به بين الحقائق والحق والباطل
ومنها: أنه كما من العلم النافع تعليم الأمور الدينية
المتعلقة بالعبادات فمنها أيضا تعليم الأمور الدنيوية
المتعلقة بالمعاملات فإن الله تعالى حفظ على العباد
أمور دينهم ودنياهم وكتابه العظيم فيه
تبيان كل شيء
ومنها "مشروعية الوثيقة بالحقوق
وهي الرهون والضمانات التي تكفل للعبد حصوله على حقه
سواء عامل برا أو فاجرا أمينا أو خائنا
فكم في الوثائق من حفظ حقوق وانقطاع منازعات
ومنها: أن تمام الوثيقة في الرهن أن يكون مقبوضا
ولا يدل ذلك على أنه لا يصح الرهن إلا بالقبض
بل التقييد بكون الرهن مقبوضا يدل على أنه قد يكون
مقبوضا تحصل به الثقة التامة وقد لا يكون مقبوضا
فيكون ناقصا ومنها أنه يستدل
بقوله فرهان مقبوضة أنه إذا اختلف الراهن والمرتهن
في مقدار الدين الذي به الرهن أن القول قول المرتهن
صاحب الحق لأن الله جعل الرهن وثيقة به
فلولا أنه يقبل قوله في ذلك لم تحصل به الوثيقة
لعدم الكتابة والشهود
ومنها :أنه يجوز التعامل بغير وثيقة ولا شهود
لقوله فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي ائتمن أمانته
ولكن في هذه الحال يحتاج إلى التقوى والخوف من الله
وإلا فصاحب الحق مخاطر في حقه ولهذا أمر الله
في هذه الحال من عليه الحق أن يتقي الله ويؤدي أمانته
ومنها: أن من ائتمنه معامله فقد عمل معه معروفا عظيما
ورضي بدينه وأمانته فيتأكد على من عليه الحق أداء الأمانة
من الجهتين أداء لحق الله وامتثالا لأمره ووفاء
بحق صاحبه الذي رضي بأمانته ووثق به
ومنها تحريم كتم الشهادة وأن كاتمها قد آثم قلبه
الذي هو ملك الأعضاء وذلك لأن كتمها كالشهادة بالباطل
والزور فيها ضياع الحقوق وفساد المعاملات
والإثم المتكرر في حقه وحق من عليه الحق
وأما تقييد الرهن بالسفر مع أنه يجوز حضرا وسفرا
فللحاجة إليه لعدم الكاتب والشهيد وختم الآية بأنه
" عليم "
بكل ما يعمله العباد كالترغيب لهم في المعاملات الحسنة
والترهيب من المعاملات السيئة
تفسير السعدى

هند
03-16-2017, 03:10 PM
معلمتنا الحبيبتة أمة الله
اين انتى حبيبتى
فى انتظارك