المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه الأنام لتوحيد المنان


أم أبي التراب
11-27-2014, 03:32 AM
تنبيه الأنام لتوحيد المنان


إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّـه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّـهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بماعلمتنا،وارزقنا من كرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نعوذ بك من علم لاينفع،ومن قلب لا يخشع، ومن عين لا تدمع، ومن دعوة لا يُستجابُ لها.
إن خيرَ ما أنفق فيه الإنسانُ عمرَهُ، وأوقاتَهُ وأنفاسَهُ طلبُ العلمِ وتعلمُ العلمِ وتعليمُهُ، الذي هو من أفضلِ العبادات وأجلِ القربات
فإن الاشتغال بالعلمِ النافع المستمد من كتاب الله عز وجل ؛ وسنة نبيهِ صلى الله عليه وسلم والعمل بهذا العلم هو سبيل الفلاح وسبب السعادة في الدنيا والآخرة ؛ لأن هذا العلم هو ميراث النبوة الذي من أخذ به أخذ بحظ وافر ولأن العمل بهذا العلم مبني على جادة قويمة وصراط مستقيم ،
قال الترمذي في سننه: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ الْبَغْدَادِيُّ ،قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ ، قال:حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ : قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ الْمَدِينَةِ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ وَهُوَ بِدِمَشْقَ , فَقَالَ : مَا أَقْدَمَكَ يَا أَخِي ؟ فَقَالَ : حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَمَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ ؟ ، قَالَ : لَا ، قَالَ : أَمَا قَدِمْتَ لِتِجَارَةٍ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : مَا جِئْتُ إِلَّا فِي طَلَبِ هَذَا الْحَدِيثِ ؟ قَالَ : فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ "
جامع الترمذي » كِتَاب الْعِلْمِ » بَاب مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الْفِقْهِ عَلَى الْعِبَادَةِ ...
وصححه الألباني هنا (http://dorar.net/hadith?skeys=%D8%A5%D9%86%D9%85%D8%A7+%D9%88%D8%B1 %D9%91%D9%8E%D8%AB%D9%88%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D8%B9% D9%90%D9%84%D9%85%D9%8E&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[]=1&m[]=0&s[]=0)
لذا نقدم قبسة من قبسات علم المعتقد ، نظرًا لأهمية دراسة المعتقد
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال"من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"1، وإن أعظم الفقه في الدين هو الفقه الأكبر كما سماه السلف الصالح، أعني: فقه العقيدة والأصول والمسلمات والثوابت التي يقوم عليها الدين،
شرح (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=211373)مجمل أصول أهل السنة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=211373)

«من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين . وإنما أنا قاسم ويعطي الله»
الراوي: معاوية بن أبي سفيان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1037 - خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D9%85%D9%86+%D9%8A%D8%B1%D8%AF+%D8%A 7%D9%84%D9%84%D9%87+%D8%A8%D9%87+%D8%AE%D9%8A%D8%B 1%D8%A7%D9%8B+%D9%8A%D9%81%D9%82%D9%87%D9%87+%D9%8 1%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86&phrase=on&xclude=&m[]=0&s[]=0&d[1]=1)

قال مسلم في صحيحه

1721 1037- وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ، قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قال:أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ:" سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ يَخْطُبُ يَقُولُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِي اللَّهُ»
صحيح مسلم - كِتَاب الزَّكَاةِ - لا تلحفوا في المسألة فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرج له مسألته مني شيئا وأنا له كاره فيباركله فيما أعطيته
موقع الإسلام (http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%D9%85%D9%86+%D9%8A%D8%B1%D8%AF+%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87+%D8%A8%D9%87&Type=phrase&Level=exact&ID=189350&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2floader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d% D9%85%D9%86%2b%D9%8A%D8%B1%D8%AF%2b%D8%A7%D9%84%D9 %84%D9%87%2b%D8%A8%D9%87%26Level%3dexact%26Type%3d phrase%26SectionID%3d2%26Page%3d2)
الفقه هو: الفهم أي: يرزقه فهما ويرزقه ذكاء ومعرفة؛ بحيث إنه يستنبط الأحكام من الأدلة، وبحيث إنه يكون معه قوة إدراك وقوة فهم واستنباط من الأدلة، وهذا ما وهبه الله -تعالى- لكثير من الصحابة ومن بعدهم،
هنا (http://ibn-jebreen.com/?t=books&cat=7&book=94&page=5874)
شرح الحديث
شبكة السنة النبوية وعلومها (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=4222&menu_id=4221)

أهمية دراسة العقيدة
أهمية دراسة العقيدة تتبين من وجهين:
الوجه الأول:أنها جزء من الدين , وبالتالي فكل النصوص الآمرة بأخذ الدين وتعلمه تتناول مسائل العقيدة بالأولوية.
الوجه الثاني:أنها أصل في أعمال الجوارح , بمعنى أن صلاح العقيدة يورث صلاح العمل والعكس بالعكس , وقد ضرب الله مثلا لذلك بأهل الكتاب حين قال:"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ"
" آل عمران 24- 23:
تولوا وهم معرضون لاعتقادهم أن النار لن تمسهم إلا أيامًا معدودات
" لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ "
فالله -عز وجل- جعل افتراءهم في الدين , وفساد اعتقادهم، سببًا لفساد أعمالهم وأصلا لإعراضهم.
فغرس العقيدة في النفوس هو أمثَلُ طريقة لإيجاد عناصر صالحة تستطيع أن تقوم بدورها كاملاً في الحياة وتُسْهِم بنصيب كبير في تزويدها بما هو أنفع وأرشد؛ إذْ إنَّ هذا اللون من التربية يُضْفِي على الحياة ثوب الجمال والكمال، ويظلِّلها بظلال المحبَّة والسلام.
العقيدة هي الالتزام بالأصول والمسلمات والقطعيات في أبواب الدين كله، وللعقيدة أهمية بالغة؛ إذ إنها هي الأسس والركائز التي يقوم عليها الدين، وللعقيدة الإسلامية خصائص وسمات منها: الوضوح والكمال والشمول، ونقاء المصادر، والبقاء والديمومة، بخلاف بقية العقائد الملفقة التي نهايتها الزوال والاضمحلال.
شرح مجمل أصول أهل السنة
ناصر العقل (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=211373)
مراتب الناس في التوحيد
الناس في التوحيد على مراتب، فمنهم من حقق التوحيد باجتناب المعاصي، ومنهم من قصر فيه بارتكاب المعاصي .

*معنى تحقيق التوحيد:

معنى تحقيقه هو علمه أولاً، أن يعلم التوحيد، ثم يتحلى به قلبُه وجوارحُهُ، ثم يجتنب ما يقتضي التوحيد تركه من الذنوب والبدع فضلاً عن الشرك؛ لأن الشرك إذا وقع فيه فإن كان كبيرًا فهو مناف للتوحيد، وإن كان صغيرًا فهو مناف لكمالِهِ، وكذلك الذنوب والمعاصي، فيكون تحقيقه هو تخليصه وتصفيته من البدع وشوائب الشرك والذنوب، فيخلصه بأن يكون عملُهُ خالصًا لله على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأتي به على الوجه الأكمل الذي أمر الله به بأن يكون عمله ما يقصد به إلا وجه الله جل وعلا، ولا يلتفت إلى غيره من معانٍ دنيوية، ولا من وجوه الناس ولا غيرهم، فمعنى ذلك أنه يقبل على الله بكليته، ولا يكون ملتفتًا بقلبه إلى غير الله جل وعلا من المؤثرات والأسباب، فمن كان كذلك فقد حقق التوحيد.
هنا (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=139433)
ونظراً لأنه في بداية كل علم لابد من الوقوف على مصطلحاته، فلابد هنا أن نستهل هذه الدورة بالتعريف بأهم مصطلحات الموضوع أو مصطلحات العقيدة وما يرادفها.
*تعريف العقيدة وعلاقتها بالتوحيد«

*العقيدة في اللغة :
مأخوذة من العقد وهو ربط الشيء، واعتقدت كذا‏:‏ عقدت عليه القلب والضمير‏.‏ والعقيدة‏:‏ ما يدين به الإنسان، يقال‏:‏ له عقيدة حسنة، أي‏:‏ سالمةٌ من الشك‏.‏ والعقيدةُ عمل قلبي، وهي إيمانُ القلب بالشيء وتصديقُهُ به‏.‏

*عقيدة التوحيد
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان
والعقيدة: الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده، والعقيدة في الدين ما يقصد به الاعتقاد دون العمل؛ كعقيدة وجود الله وبعث الرسل. والجمع: عقائد وخلاصة ما عقد الإنسان عليه قلبه جازماً به؛ فهو عقيدة، سواء كان حقًا، أم باطلاً
الوجيز في عقيدة السلف الصالح لعبد الحميد الأثري - ص29
العقيدة :قد تكون عقيدة فاسدة مثل : عقيدة النصارى - التثليث -، وعقائد الفرق الضالة
وقد تكون عقيدة حقة ، فهي عقيدة المسلم - التوحيد -

والعقيدة الإِسلاميَّة :
هي الإيمان الجازم بالله، وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره، وما أجمع عليه السلف الصالح. والتسليم لله تعالى في الحكم والأمر والقدر والشرع، ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالطاعة والتحكيم والاتباع
مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر بن عبد الكريم العقل - ص9
والعقيدة الإِسلاميَّة:
إِذا أُطلقت فهي عقيدة أَهل السُّنَّة والجماعة ؛ لأنَّها هي الإِسلام الذي ارتضاه اللّه دينا لعباده ، وهي عقيدة القرون الثلاثة المفضَّلة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإِحسان .
الوجيز في عقيدة السلف الصالح لعبد الحميد الأثري - ص30
تنبيه

ليست العقيدة مجرد معرفة باردة بالله أو معرفة يستعلي صاحبها عن الإقرار بها أو يرفض أن ينصاع لحكمها ؛ بل هي عقيدة رضي بها قلبُ صاحبِها وأعلن عنها بلسانه وارتضى المنهجَ الذي فرضه الله متصلاً بها .
ولذلك قال علماء السلف : " الإيمان : اعتقاد بالجنان ، ونطق باللسان ، وعمل بالأركان " .
فالعقيدة الإسلامية إجمالاً هي الإيمان ، وتفصيلا هي :
مجموعة التصورات الإيمانية المستمدة من الكتاب والسنة وما يرتبط بها من الإرادات التي يربط عليها القلب ويظهر أثر ذلك على اللسان والجوارح ما أمكن .
وأقصد بالتصورات: قول القلب، وبالإرادات :عمل القلب، والإرادات والتصورات: هما الباطن الذي إذا صلح صلح الجسد كله ( اللسان والأعضاء ) .
الفرقُ بينَ: «قول اللِّسان وعمله، وعمل القلب وقوله»
قول القلب هو الاعتقاد ، وعَمل القلب هو نِيّته وإخلاصه . كما قال ابن أبي العزّ في " شرح الطحاوية " هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=97715#gsc.tab=0)



سُئِلَ فضيلة الشَّيخ العلاَّمة / عبد العزيز بن عبد الله الرَّاجحي حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى:أحسن الله إليكم، وهَذا أيضًا سُؤالٌ مِنَ الشَّبكة يقولُ: قول شَيْخُ الإسْلام: "الإيمان: قول القلب واللِّسان، وعمل القلب واللِّسان والجوارح"، فما الفرقُ بينَ: قول اللِّسان وبين عمله، وكذلكَ الفرق بينَ: عمل القلب وقوله، وجزاكم الله خيرًا؟
فأجابَ: «قول اللِّسان» هُوَ نُطقه، النُّطق والإقرار، كأنْ يقول: "أشهدُ أنْ لاَ إله إلاَّ الله، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا رسُول الله"، قراءة القرآن، الذِّكر، الدَّعوة، هذا قول اللِّسان، وقد يُسمَّى عملاً، يُسمَّى قول اللِّسان عملاً كما سبق.
وذكرَ هَذا القاسم بن أبي عُبيد، في "كتاب الإيمان"،ذكرَ: "أنَّ قول اللِّسان يُسمَّى عملاً"، وأمَّا «قول القلب» تسليطه وإقراره، و«عمل القلب» هُوَ النِّيَّة، نيَّته وانْقياده وإخْلاصه، وعمل الجوارح معروف. نعم.اهـ.
فنحن نرى كثيرًا من الناس يعرفون الحقيقة على وجهها ولكنّهم لا ينصاعون لها ، ولا يصوغون حياتهم وفقها بل قد يعارضون الحق الذي استيقنوه ويحاربونه.



- فهذا إبليس يعرف الحقائق الكبرى معرفة يقينية يعرف الله ، ويعرف صدق الرسل والكتب ولكنّه نذر نفسه لمحاربة الحق الذي يعرفه . 1

1"وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي"إبراهيم:22.
"فلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ".إبراهيم:22.
-وفرعون كان يوقن بأن المعجزات التي جاء بها موسى إنما هي من عند الله ولكنه جحد بها استكبارًا وعلوًا كما قال الله في حقه وملئه " وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا "النمل : 14 .وقد خاطب موسى فرعون قائلاً " قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ".الإسراء : 102.
وأهل الكتاب يعرفون أنّ محمدًا مرسل من ربه "يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ "البقرة : 146.
ولكنّهم لا يقرّون بذلك

هنا (http://majles.alukah.net/showthread.php?88921-%D9%85%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9-1)

أم أبي التراب
12-03-2014, 02:14 AM
نموذج للمعرفة التي لا تعتبر تصديقًا
عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل عن سلمة بن سلامة بن وقش ـ وكان من أصحاب بدر ـ وقال : كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل .
قال : فخرج علينا يومًا من بيته قبل مبعث النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بيسير ، فوقف على مجلس عبد الأشهل .
قال سلمة : وأنا يومئذ أحدث من فيه سِنًا على بردة مضطجعًا فيها بفناء أهلي ، فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار ، فقال ذلك لقومٍ أهل شركٍ أصحاب أوثانٍ لا يرون أن بعثًا كائنٌ بعد الموت .
فقالوا له : ويحك يا فلان ، ترى هذا كائنًا ، أن الناس يُبعثون بعد موتهم إلى دارٍ فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم ؟ قال : نعم ، والذي يُحلَفُ به لَوَدَّ (1) أن له بحظه (2) من تلك النار أعظمَ تنورٍ في الدنيا يحمُّونَهُ ، ثم يدخلونه إياه فيُطْبَقُ به عليه وأن ينجو من تلك النار غدًا .
قالوا له : ويحك ، وما آية ذلك ؟
قال : نبي يبعث من نحو هذه البلادِ ، وأشار بيده نحو مكة واليمن .
قالوا : ومتى تراه ؟
قال : فنظر إليَّ وأنا من أحدثهم سِنًّا ، فقال : إن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه .
قال سلمة : فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى رسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهو حي (3) بين أظهرنا فآمنا به ، وكفر بغيًا وحسدًا .
فقلنا : ويلك يا فلان ألست بالذي قلت لنا فيه ما قلت ؟ ! . قال : بلى وليس به .
رواه أحمد . وحسنه الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / مجلد رقم : 5 / ص : 407 .
( 1 ) يَوَدّ : أي : يَوَدُّ الذي رأى هذه النار .
( 2 ) بحظه : أي : بنصيبه .
( 3 ) وهو : أي : اليهودي .
نموذج للتصديق

قال تعالى " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " . سورة التحريم / آية : 12
من تفسير : تيسير الكريم الرحمن للشيخ / عبد الرحمن السعدي :
قال : وهذا وصف لها بالعلم والمعرفة ، فإن التصديق بكلمات الله يشمل كلماته الدينية والقدرية .
والتصديق بكتبه يقتضي معرفة ما به يحصل التصديق ، ولا يكون ذلك إلا بالعلم والعمل .
ولهذا قال تعالى : " وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " أي : المطيعين لله ، المداومين على طاعته بخشية وخشوع ، وهذا وصف لها بكمال العمل ، فإنها ـ رضي الله عنها ـ صِدِّيقه ، والصديقية هي كمال العلم والعمل . ا.هـ

أم أبي التراب
12-03-2014, 02:34 AM
تعريف التوحيد
التوحيد لغة : مصدر وحَّد ، يوحِّد ، وهو جعل الشيء واحدًا .لسان العرب / مادة : وحَّد .


*التوحيد في الاصطلاح


هو إفراد الله تعالى بما يختص به .
فتاوى أركان الإسلام / للشيخ محمد بن صالح العثيمين / ص : 9
وهذا - التوحيد - لا يتحقق إلا بنفيٍ وإثبات، نفي الحكم عما سوى المُوحَّد، وإثباته له، فمثلاً نقول: إنه لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله، فينفي الألوهية عما سوى الله عز وجل ويثبتها لله وحده، وذلك أن النفي المحض تعطيل محض، والإثبات المحض لا يمنع مشاركة الغير في الحكم، فلو قلت مثلاً:"فلان قائم"فهنا أثبتَّ له القيام لكنك لم توحده به، لأنه من الجائز أن يشاركه غيره في هذا القيام، ولو قلت:"لا قائم"فقد نفيت محضاً ولم تثبت القيام لأحد، فإذا قلت:"لا قائم إلا زيد"فحينئذ تكون وحدت زيداً بالقيام حيث نفيت القيام عمن سواه، وهذا هو تحقيق التوحيد في الواقع، أي أن التوحيد لا يكون توحيداً حتى يتضمن نفيًا وإثباتًا.
العثيمين (http://ar.islamway.net/fatwa/8108/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%88-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF-%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9%D9%87)
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه: لا خالق إلا الله، وأن الله رب كل شيء ومليكه، كما كان عباد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون، بل التوحيد يتضمن من محبة الله، والخضوع له، والذل له، وكمال الانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة له، وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال، والمنع والعطاء، والحب والبغض، ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها، ومن عرف هذا عرف قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ تعالى قد حرَّم على النارِ ، من قال لا إلَه إلا اللهُ ، يبتغي بذلِك وجْه اللهِ" هنا (http://www.dorar.net/hadith?skeys=%D9%82%D8%AF+%D8%AD%D8%B1%D9%85+%D8%B 9%D9%84%D9%89+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[]=1&m[]=1420&s[]=0) ... وما جاء من هذا الضرب من الأحاديث، التي أشكلت على كثير من الناس، حتى ظنها بعضهم منسوخة! وظنها بعضهم قيلت قبل ورود الأوامر والنواهي واستقرار الشرع، وحملها بعضهم على نار المشركين والكفار، وأول بعضهم الدخول بالخلود وقال: المعنى لا يدخلها خالداً، ونحو ذلك من التأويلات المستكرهة. فإن الشارع صلوات الله وسلامه عليه لم يجعل ذلك حاصلاً بمجرد قول اللسان فقط، فإن هذا خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام، لأن المنافقين يقولونها بألسنتهم، وهم تحت الجاحدين لها في الدرك الأسفل من النار.
بل لا بد من قول القلب، وقول اللسان.
وقول القلب: يتضمن من معرفتها والتصديق بها، ومعرفة حقيقة ما تضمنته من النفي والإثبات، ومعرفة حقيقة الإلهية المنفية عن غير الله، المختصة به، التي يستحيل ثبوتها لغيره، وقيام هذا المعنى بالقلب علماً ومعرفة ويقيناً وحالاً: ما يوجب تحريم قائلها على النار.
وتأمل حديث البطاقة التي توضع في كفة، ويقابلها تسعة وتسعون سجلاً، كل سجل منها مد البصر، فتثقل البطاقة وتطيش السجلات، فلا يعذب صاحبها ومعلوم أن كل موحد له مثل هذه البطاقة،... ولكن السر الذي ثقل بطاقة ذلك الرجل هو أنه حصل له ما لم يحصل لغيره من أرباب البطاقات.
وتأمل أيضًا ما قام بقلب قاتل المائة من حقائق الإيمان التي لم تشغله عند السياق – الموت - عن السير إلى القرية فجعل ينوء بصدره، ويعالج سكرات الموت، لأن ذلك كان أمراً آخر، وإيماناً آخر ولذلك ألحق بأهل القرية الصالحة. وقريب من هذا ما قام بقلب البغي التي رأت ذلك الكلب وقد اشتد به العطش، يأكل الثرى فقام بقلبها ذلك الوقت مع عدم الآلة، وعدم المعين، وعدم من ترائيه بعملها ما حملها على أن غررت بنفسها في نزول البئر وملء الماء في خفها، ولم تعبأ بتعرضها للتلف وحملها خفها بفيها وهو ملآن حتى أمكنها الرقي من البئر، ثم تواضعها لهذا المخلوق الذي جرت عادة الناس بضربه، فأمسكت له الخف بيدها حتى شرب من غير أن ترجو منه جزاء ولا شكورًا. فأحرقت أنوار هذا القدر من التوحيد ما تقدم منها من البغاء فغفر لها .
وقد ورد في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم "من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه وحسابه على الله"
الموسوعة العقدية (http://www.dorar.net/enc/aqadia/13)
والعبادة الخالصة الحقة ، مبنية على التوحيد ، فكل عبادة لا توحيد فيها فهي باطلة .
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه مَعِيَ غَيري ، تركته وشركه "1 . ا . هـ .
1صحيح مسلم / كتاب : الزهد / باب : من أشرك في عمله غير الله / حديث رقم : 2289.
وقد بقي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مكة بعد البعثة ثلاثة عشرَ عامًا يدعو الناس إلى التوحيد ، وإصلاح العقيدة ، لأنها الأساس الذي يقوم عليه بناء الدين
وقد احتذى الدعاة والمصلحون في كل زمان حذو الأنبياء والمرسلين ، فكانوا يبدءون بالدعوة إلى التوحيد ، وإصلاح العقيدة ، ثم يتجهون بعد ذلك إلى الأمر ببقية أوامر الدين .

أنواع التوحيد

أنواع التوحيد تدخل كلها في تعريف عام وهو :
إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به .
هناك من أهل العلم من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهي
1ـ توحيد الربوبية .
2ـ توحيد الألوهية .
3 ـ توحيد الأسماء والصفات .
وقد اجتمعت هذه الأنواع الثلاثة في قوله تعالى :
« رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا » سورة مريم / آية : 6
قـال الشيخ العثيمين :
والعلماء ـ علموا ذلك التقسيم ـ بالتتبع والاستقراء والنظر في الآيات والأحاديث فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الأنواع الثلاثة . ا . هـ .
فتاوى العقيدة للشيخ العثيمين : ص : 6.
ومن العلماء من قسم التوحيد إلى قسمين فقط وهما:
* توحيد المعرفة والإثبات وهو يقابل:
توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات
*توحيد الطلب والقصد وهو يقابل:
توحيد الألوهية
* قال ابن أبي العز الحنفي في شرحه على العقيديةالطحاوية:
ثم التوحيد الذي دعت إليه رسل الله، ونزلت به كتبه نوعان:
1/ توحيد في الإثبات والمعرفة.
2/ وتوحيد في الطلب والقصد.
وهذا التقسيم إنما هو للتفهيم والبيان ، وإلا فالله لايقبل التوحيد من إنسان أخل بأحد أنواعه .
ما حقيقة أنواع التوحيد الثلاثة ؟
أولاً : توحيد الربوبية

هو الإيمان بأن الرب هو الخالق ، الرازق ، المحيي ، المميت ، مُنَزِّل الكتب ، مرسل الرسل ، المجازي في الدنيا والآخرة ، وإفراده سبحانه بكل هذا .
فتوحيد الربوبية توحيد الله تعالى بأفعاله كالخلق والرَّزق والإحياء والإماتة وغيرها من أفعاله التي اختص بها ولم يشاركه فيها أحد.
ومن خلال هذا التعريف نجد أن : أقسام توحيد الربوبية هى :
1 ـ قدر كوني :
قال تعالى" إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ "
سورة القمر / آية : 49
وقال تعالى" إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ".سورة النحل / آية : 40 .
فالقدر الكوني : كالخلق ، والرزق ، والإحياء ، والإماتة ، والنفع ، والضر .
2ـ قدر تشريعي :
وهو يشمل العلم ، والرسالات ، والكتب ، والوحي ، والتحليل ، والتحريم .
ـ ومن أدلة ذلك :
ـ العلـم : قال تعالى " ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي " .سورة يوسف / آية : 37 .
وقال تعالى " وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا "
سورة طه / آية : 114
ـ الرسالات: قال تعالى " لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ " . سورة الجن / آية : 28 .
ـ الكتب : قال تعالى : " تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ " . سورة الرعد / آية : 1
ـ الوحي : قال تعالى :" ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ " سورة الإسراء / آية : 39 .
ـ التحليـل والتحريـم : قال تعالى : " قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ " .سورة الأنعام / آية : 151 .
باختصار القدر التشريعي يشمل : افعل ولا تفعل .
3 ـ القدر الجزائي : فالذي يجازي في الدنيا والآخرة إنما هو الرب .
من أمثلة الجزاء في الدنيا :
قوله تعالى : " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ " .سورة الفيل / آية : 1 .
وقوله تعالى :" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } . سورة الفجر / آية : 6 .
ومن أمثلة الجزاء في الآخرة :
قوله تعالى " إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى " . سورة طه / آية : 15 .
وقوله تعالى " أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ " . سورة غافر / آية : 46 .
وقوله " إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا " . سورة الكهف / آية : 29 .

وقوله " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً * أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأََنْهَارُ " .سورة الكهف / آية : 30 ، 31 .


فتوحيد الربوبية : كل ما نزل من الرب إلى العباد من رزق ، وإحياء ( كوني ) ، رسالات ( تشريعي ) .
ونتيجة تعاملك مع قدر الله الكوني والتشريعي ، يكون قدر الله الجزائي .
فالمعاصي جزاؤها الابتلاءات والمصائب في الدنيا ، وشدة سكرات الموت ، وعذاب القبر ، وشدة المرور على الصراط ، وعذاب النار ... .
وفي المقابل من عمل صالحًا لا يضيع أجره ، وله جزاء ذلك في الدنيا والآخرة بحكمة الله.
مع ملاحظة أن الابتلاءات في الدنيا قد تكون لتكفير الذنوب ، أو لرفع الدرجات والتمحيص ، وليست دائمًا عقابًا .
فقد لا ينال المؤمن منزلة عالية في الآخرة بعمله ، فتكون هذه الابتلاءات والصبر عليها سبب لرفع درجاته .

أم أبي التراب
12-11-2014, 02:17 AM
المجلس الثالث
ثانيًا : توحيد الألوهية

وهو إفراد الله تعالى بالعبادة ، فكل ما هو صادر من العباد إلى الله ، هو ألوهيـة .
وهذا التوحيد توحيد الألوهية ، تشتمله وتدل عليه
كلمة التوحيد " أشـهد أن لا إله إلا الله "
فتوحيد الألوهية: توحيده تعالى بأفعال العباد كالدعاء والخوف والرجاء والرغبة والرهبة والتوكل والإنابة والاستغاثة والاستعاذة والذبح والنذر وغيرها من أفعال العباد، فإنه يجب أن يخصوا الله بها ولا يجعلوا له شريكًا فيها. هنا (http://www.al-sunna.net/articles/file.php?id=894)

فغير خافٍ على من عنده أدنى إلمام بعلم العقيدة ما لتوحيد الألوهية من الأهمية؛ فهو توحيد العبادةِ، والعبادةُ هي الغاية المرضية والمحبوبة لله عز وجل وهي الغاية العظمى والمقصود الأسمى؛فهي الغاية من خلق الإنس والجن؛
قال الله تعالى"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" .الذاريات : 56.
ولأجلها خلقت الجنة والنار، وقام سوق الجهاد بين المؤمنين والكفار، ولأجلها أنزلت الكتب، وأرسلت الرسل.
فتوحيد الألوهية دعوة جميع الأنبياء والمرسلين، ومن اقتفى أثرهم من العلماء، والدعاة والمصلحين.
وهذا النوع من التوحيد هو موضوع دعوة الرسل مـن أولهم إلى آخرهم .
قال تعالى" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ " .سورة النحل / آية : 36.
وكل رسول يبدأ دعوته بتوحيد الألوهية ، كما قال نوح وهود وصالح وشعيب عليهم السلام :
" يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ " .
سورة الأعراف / آية :59 ، 65 ، 73 ، 85 .

قال الإمام مسلم في صحيحه
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا : مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ وَالْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا الْأَسْوَدَ بْنَ هِلَالٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ « قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مُعَاذُ أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ ؟ قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وَلَا يُشْرَكَ بِهِ شَيْءٌ، قَالَ: أَتَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ فَقَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ»
صحيح مسلم - كِتَاب الْإِيمَانِ - حديث رقم 3045-موقع الإسلام.
تعريف توحيد الألوهية



عرف العلماء توحيد الألوهية بتعريفات متقاربة، إلا أن بعضها قد يكون أطول من بعض، فمن تلك التعريفات مايلي:
1_هو إفراد الله بأفعال العباد.
2_هو إفراد الله بالعبادة.
3_هو إفراد الله_تعالى_بجميع أنواع العبادة؛ الظاهرة، والباطنة، قولاً، وعملاً، ونفي العبادة عن كل من سوى الله_تعالى_كائنًا من كان([1]).

([1]) انظر أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة المنصورة للشيخ حافظ الحكمي، ص51.
4_وعرفه الشيخ عبدالرحمن بن سعدي*بتعريف جامع ذكر فيه حد هذا التعريف، وتفسيره، وأركانه، فقال: =فأما حدُّه، وتفسيره، وأركانه فهو أن يعلم، ويعترف على وجه العلم، واليقين أن الله هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة، وأن صفات الألوهية ومعانيها ليست موجودة بأحد من المخلوقات، ولا يستحقها إلا الله_تعالى_.
فإذا عرف ذلك واعترف به حقَّاً أفرده بالعبادة كلها؛ الظاهرة، والباطنة، فيقوم بشرائع الإسلام الظاهرة: كالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والقيام بحقوق الله، وحقوق خلقه.

ويقوم بأصول الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره، وشره لله.
لا يقصد به غرضًا من الأغراض غير رضا ربِّه، وطلب ثوابه، متابعًا في ذلك رسول الله".
فعقيدته ما دل عليه الكتاب والسنة، وأعماله وأفعاله ما شرعه الله ورسوله، وأخلاقه، وآدابه الاقتداءُ بنبيه"
هديه، وسمته، وكل أحواله([1]).
([1]) انظر: الحق الواضح المبين لابن سعدي 112_113 والفتاوى السعدية لابن سعدي ص10_11، والشيخ عبدالرحمن بن سعدي وجهوده في العقيدة د. عبدالرزاق العباد 151_152
قال الشيخ حافظ الحكمي*عن هذا النوع في منظومته سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد:
هذا وثاني نوعي التوحيد
إفرادُ ربِّ العرش عن نديد
أن تعبد الله إلهًا واحدًا
معترفًا بحقه لا جاحد([2])

([2]) سلم الوصول على علم الأصول، للشيخ حافظ الحكمي ص29.
توحيد الألوهية. تأليف الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد. (http://www.google.com.eg/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=12&cad=rja&uact=8&ved=0CFQQFjAL&url=http%3A%2F%2Fd1.islamhouse.com%2Fdata%2Far%2Fi h_books%2Fsingle%2Far_Tawheed_alolohih_Hamad.doc&ei=jOuIVNJAzexq0NGCKA&usg=AFQjCNFr53YM-GtXcX87Z5pD2CHK0t8iIg&sig2=KxQPAb-5Wxz1j_f4oZP3oQ&bvm=bv.81456516,d.d24)

ومـن كتـاب عقيـدة المؤمـن لأبي بكر الجزائري : ص : 78.
قال : إن توحيد الألوهية جزء هام من عقيدة المؤمن ، إذ هو ثمرة توحيد الربوبية ، وتوحيد الأسماء والصفات ، وجَناه الطيب .
وبدونه يفقد توحيد الربوبية ، وتوحيد الأسماء والصفات معناه ، وتنعدم فائدته .ا.هـ
وهذا النوع من التوحيد يسمى توحيد ألوهية باعتبار إضافته إلى الله .
ويسمى توحيد عبادة باعتبار إضافته إلى العابد .
أسماء توحيد الألوهية الأخرى
توحيد الألوهية يسمى بعدة أسماء منها:
1- توحيد الألوهية- كما مر - وسمي بذلك، باعتبار إضافته إلى الله، أو باعتبار الموحِّد، ولأنه مبني على إخلاص التأله، وهو أشد المحبة لله وحده، وذلك يستلزم إخلاص العبادة.
2- توحيد العبادة؛ باعتبار إضافته إلى الموحِّد وهو العبد، ولتضمنه إخلاص العبادة لله وحده.
3- توحيد الإرادة؛ لتضمنه الإخلاص، وتوحيد الإرادة والمراد، فهو مبني على إرادة وجه الله بالأعمال.
4- توحيد القصد؛ لأنه مبنيٌّ على إخلاص القصد المستلزم لإخلاص العبادة لله وحده.
5- التوحيد الطلبي؛ لتضمنه الطلب، والدعاء من العبد لله.
6- التوحيد الفعلي؛ لتضمنه لأفعال القلوب والجوارح.
7- توحيد العمل؛ لأنه مبني على إخلاص العمل لله وحده
وهذا التوحيد يتمثل في تحقيق شهادة ألا إله إلا الله
- عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في صحيح البخاري أنه قال للنبي عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قال: « مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ»1 ؛ فمن جاء يوم القيامة معه التَّوحيد والإخلاص وتحقيق « لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ » فاز برضا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وحظي بشفاعة الشُّفعاء من الأنبياء والملائكة وغيرهم ممن يأذن الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى لهم بالشَّفاعة. فـ« لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ » هي أساس الدِّين الذي عليه يبنى
كلمة التوحيد
1 - قيل : يا رسولَ اللهِ ، مَن أسعَدُ الناسِ بشَفاعتِك يومَ القيامةِ ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لقد ظنَنتُ - يا أبا هُرَيرَةَ - أن لا يَسأَلَني عن هذا الحديثِ أحدٌ أولَ منك ، لمِا رأيتُ من حِرصِك على الحديثِ ، أسعَدُ الناسِ بشَفاعَتي يومَ القيامةِ ، مَن قال لا إلهَ إلا اللهُ ، خالصًا من قلبِه ، أو نفسِه ".
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 99-خلاصة حكم المحدث: صحيح.
إن تجديد الإيمان لا يعني النطق بكلمة التوحيد: (لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله) باللسان فقط، وإنما يقتضي العمل بمعنى هذه الكلمة العظيمة، والعمل بمقتضاها امتثالاً لقوله تعالى:" فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ" [محمد:19] وإلا فإنه لا ينفع مجرد التلفظ بها مع الوقوع فيما يخالفها ويناقضها.
إن كلمة لا إله إلا الله هي الكلمة التي فطر الله الناس عليها، وهي التوحيد الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهي شعار الإسلام، وهي الفارق بين الكفر والإيمان.
فمعنى شهادة: أن لا إله إلا الله: الإقرار بأنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده، بكل ما تحمله كلمة العبادة من معنى، وأن كل معبود سواه باطل: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ [لقمان:30].
ومقتضى شهادة أن لا إله إلا الله: إفراد الله بالعبادة
فلا يعبد معه غيره،

عبد الرحمن السديس
نا (http://alsudays.com/articles.php?action=show&id=50)
· معنى الشهادتين :
" أشهد أن لا إله إلا الله " ( كلمة التوحيد ) .
أي : لا معبود حق إلا الله .
" أشهد أن محمدًا رسول الله " .
أي : تجريد المتابعة له صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

** قال الإمام مسلم في صحيحه
‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏ ‏وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْب ‏ ‏كِلَاهُمَا ‏،
‏عَنْ ‏ ‏إِسْمَعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ‏،قال : ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو بَكْر ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ عُلَيَّةَ ، ‏ ‏عَنْ ‏ ‏خَالِد ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏ ،‏الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِم ‏ ‏عَنْ ‏حُمْرَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُثْمَانَ ‏ ‏قَالَ: ‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" ‏ ‏مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاإِلَهَ إإلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ "

صحيح مسلم / 1- كتاب الإيمان / 10- باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة .. / حديث رقم : 43- (26) / ص: 21

هنا (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=1&Rec=132)

المعنى الإجمالي

فضل التوحيد يأتي من كونه أساس الدين ولبه،

فغيره يبنى عليه،ولا يبنى هو على غيره،


ومن مات على التوحيد فقد مات على لب الدين وأساسه،
فلا غرو أن يكون له من الفضل ما يؤهله لدخول الجنة،
والفوز برضوان الله، ومعنى التوحيد

لا يقتصر على قول كلمته دون العلم بمعناها، والعمل بمقتضاها،فالدين عقيدة وشريعة،ولا تتم النجاة في الآخرة إلا بالإتيان بهما معًا . والسؤال الذي يطرح نفسه :
ماهي الآلية التي نحتاجها كأفراد وتحتاجها الأمة عامةً للعمل بمقتضاه؟؟؟؟؟

أم أبي التراب
12-11-2014, 04:55 AM
المجلس الرابع
26 صفر 1436 هـ


ومن مات على التوحيد فقد مات على لُب الدين وأساسِه،
فلا غَرْو أن يكون له من الفضل ما يؤهله لدخول الجنة،
والفوز برضوان الله، ومعنى التوحيد لا يقتصر على قول كلمته دون العلم بمعناها، والعمل بمقتضاها، فالدين عقيدة وشريعة،ولا تتم النجاة في الآخرة إلا بالإتيان بهما معًا . والسؤال الذي يطرح نفسه :
ماهي الآلية التي نحتاجها كأفراد وتحتاجها الأمة عامةً للعمل بمقتضاه؟؟؟؟؟
الجواب
الآلية المطلوبة منا هي أن تكون جميع أعمالنا خالصة لله
وعلى نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكون أوامر
الله نصب أعيينا ، ماذا يريد الله منَّا في هذه اللحظة ؟!
وفي كل الأ حوال نؤثر رضا الله ومراده على مرادنا
ومراد أحبابنا
وهذا لا يتأتى في الغالب إلا في وسط بيئة إيمانيه مع صحبة يشاطرونك نفس المقصد ويعينونك عليه!!!
قال تعالى
"فِي بُيُوت أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " النور36
"رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ "
النور37
"فِي بُيُوت أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ " إشارة إلى المكان المناسب .
"وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا"إشارة للأعمال الصالحه .
"رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ" إشارة إلى الرفقة الصالحه
اللهم ارزقنا الرفقة الصالحة
سبق ونوهنا بقول

ومقتضى شهادة أن لا إله إلا الله: إفراد الله بالعبادة
فلا يعبد معه غيره،
ما هي العبادة المقبولة؟
- تعريف العبادة : *قال ابن سيده: أصل العبادة في اللغة : التذلل، من قولهم - طريق معبد - أي مذلل ، ومنه أخذ " العبد " لذلته لمولاه .*وقال الجوهري: أصل العبودية : الخضوع والذل ، والعبادة الطاعة
تسهيل العقيدة الإسلامية للدكتور عبد الله بن عبد العزيز الجبرين /ص: 38
العبادة في الاصطلاح :
عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
تسهيل العقيدة الإسلامية للدكتور عبد الله بن عبد العزيز الجبرين /ص: 38
*شروط العبادة وأصولها حقيقة عبادة الله تعالى وأصلها : كمال المحبة له مع كمال الذل والخضوع
.فمن يحب مَن لايخضع له ، فليس عابدًا له ، وكذلك من يخضع ويذل لمن لايحبه فليس عابدًا له .وعبادة الله تعالى لاتكون مقبولة ولا مرضية له جل وعلا حتى تستكمل شروطها وأركانها.
تسهيل العقيدة الإسلامية للدكتور عبد الله بن عبد العزيز الجبرين /ص: 42
*شروط العبادة *

العمل لا يقبل إلا بشرطين :
الشرط الأول: الإخلاص: وهو : أن يقصد العبد بعبادته وجه الله تعالى دون سواه .
قال تعالى : " وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ "
سورة البينة / آية : 5 هنا (http://www.qurancomplex.com/Quran/Search/hits.asp?start=1&AndOr=Anding&Seq=Sequential&SType=ExactMode&Adv=0&wordtxtsrch=%E6%E3%C7+%C3%E3%D1%E6%C7+%C5%E1%C7&l=arb)
الشرط الثاني: موافقة شرع الله .أي "خالصًا وصوابًا"
وهذا جاء في قوله تعالى "وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ "سورة البقرة : 111 ، 112
قوله " مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ " هذا هو الإخلاص، الإخلاص في العمل بحيث لا يكون فيه شرك لا أكبر ولا أصغر.
وقوله " وَهُوَ مُحْسِنٌ" هذا هو الشرط الثاني، فالإحسان هو المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الكتاب والسنة الصحيحة
*وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى"فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" قال: "فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا" أي: ما كان موافقًا لشرع الله، "وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" وهو الذي يُراد به وجه الله وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المتقبَّل، لا بدَّ أن يكون خالصاً لله صوابًا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
مقتبس من كتاب:الحث على اتِّباع السنَّة والتحذير من البدع وبيان خطرها
للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " .قالوا : يا رسول الله ومن يأبى . قال :"من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " .
صحيح البخاري / ( 96 ) ـ كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة /باب ( 2 ) / حديث رقم : 7280 /ص : 845 .
- عن عبدِ اللهِ قالَ " لعنَ اللهُ الواشمَاتِ والمُتَوشِّماتِ ، والمُتَنَمِّصَات والمُتَفَلِّجَاتِ للحسْنِ ، المُغِّيراتِ خلقَ اللهِ " . فبلغَ ذلكَ امرأةً من بني أسدٍ يُقالُ لها أمُّ يعقوبَ ، فجاءَت فقالتْ : إنَّهُ بلغَني أنكَ لعَنْتَ كيْتَ وكيْتَ ، فقالَ : وما لي لا ألعنُ مَن لعنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ومَنْ هوَ في كتابِ اللهِ ، فقالت : لقدْ قرأتُ ما بينَ اللوحينِ ، فمَا وجدْتُ فيهِ ما تقولُ ، قالَ : لئن كنتِ قرَأتِيهِ لقد وجَدْتِيهِ ، أما قرأتِ " مَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " . قالتْ : بلى ، قالَ : فإنَّهُ قدْ نهَى عنهُ ، قالت : فإنِّي أرَى أهْلَكَ يفعَلونَهُ ، قالَ : فاذْهَبي فانْظُرِي ، فَذَهَبتْ فَنَظَرتْ ، فلمْ تَرَ من حاجَتِها شيئًا ، فقالَ : لو كانَتْ كذَلِك مَا جَامَعَتْنا . الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4886- خلاصة حكم المحدث: صحيح.الدرر السنية (http://dorar.net/hadith?skeys=%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%84+%D9%82%D8%A7 %D9%84&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[]=1&m[]=0&s[]=0)

*- لقِيني أبو بكرٍ فقال : كيف أنت ؟ يا حنظلةُ ! قال قلت : نافق حنظلةُ . قال : سبحان اللهِ ! ما تقول ؟ قال قلتُ : نكون عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . يُذكِّرنا بالنار والجنةِ . حتى كأنا رأيَ عَينٍ . فإذا خرجنا من عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، عافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَّيعاتِ . فنسِينا كثيرًا . قال أبو بكرٍ : فواللهِ ! إنا لنلقى مثل هذا . فانطلقتُ أنا وأبو بكرٍ ، حتى دخلْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . قلتُ : نافق حنظلةُ . يا رسولَ اللهِ ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " وما ذاك ؟ " قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! نكون عندك . تُذكِّرُنا بالنارِ والجنةِ . حتى كأنا رأىُ عَينٍ . فإذا خرجْنا من عندِك ، عافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَّيعاتِ . نسينا كثيرًا . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " والذي نفسي بيده ! إن لو تدومون على ما تكونون عندي ، وفي الذِّكر ، لصافحتْكم الملائكةُ على فُرشِكم وفي طرقِكم . ولكن ، يا حنظلةُ ! ساعةٌ وساعةٌ " ثلاثَ مراتٍ . الراوي: حنظلة بن حذيم الحنفي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2750- خلاصة حكم المحدث: صحيح.الدرر السنية. (http://dorar.net/hadith?skeys=%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%84+%D9%82%D8%A7 %D9%84&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[]=1&m[]=0&s[]=0)
ومما يبين عقوبة من خالف أمر الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحديث الآتي :
* قال الإمام مسلم في صحيحه:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا زيد بن الْحُبابِ ،عن عِكرمة بن عمار ، قال حدثني إياسُ بنُ سلمة بن الأكوع ؛ أن أباه حدثهُ ؛ أن رجلاً أكل عند رسول الله ـ رضي الله عنه ـ بشماله ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" كل بيمينك " . قال : " لا أستطيع " . قال " لا استطعت " . ما منعه إلا الكِبرُ .قال : فما رفعها إلى فيه .
صحيح مسلم / ( 36 ) ـ كتاب : الأشربة / ( 13 ) ـ باب : آداب
الطعام والشراب وأحكامها / حديث رقم : 2021 / ص : 528
فهذه عقوبة عاجلة ـ والعياذ بالله ـ فهذا دليل على أن من خالف سنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تكبرًا أنه مُعَرَّض للعقوبة والعياذ بالله .
وعلى النقيض الحديث الآتي :
* عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى خاتمًا من ذهب في يد رجل . فنزعه فطرحه وقال :
"يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده "فقيل للرجل ، بعد ما ذهب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خذ خاتمك انتفع به، قال : لا .والله ! لا آخذه أبدًا وقد طرحه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
صحيح مسلم / ( 37 ) ـ كتاب : اللباس والزينة / باب : ( 11 ) /حديث رقم : 2090 / ص : 547 .

قال البخاري في صحيحه

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ،قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحْدَثَ فِيأَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ"
صحيح البخاري - كِتَاب الصُّلْحِ - لأقضين بينكما بكتاب الله أما الوليدة والغنم فرد عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام موقع الإسلام (http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%D9%81%D9%87%D9%88+%D8%B1%D8%AF&Type=phrase&Level=exact&ID=239030&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2floader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d% D9%81%D9%87%D9%88%2b%D8%B1%D8%AF%26Level%3dexact%2 6Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page%3d1)
فمهما حسنت نية الإنسان وقصده إذا كان يعمل عملاً لم يشرعه الرسول ، فهو بدعة ومردود عليه ولا يقبل مه شيء، وهذا هو معنى شهادة أن إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله .
ومعنى شهادة أن محمدًا رسول الله: متابعته والاقتداء به وترك ما نهى عنه وتصديقه.
أصل المعلومة مستخلصة من كتاب أهمية التوحيد للشيخ الفوزان

أم أبي التراب
12-11-2014, 04:56 AM
المجلس الخامس

قال علامة الهند الإمام المحدث صديق حسن الحسيني
" لاخلاف في أن الإخلاص شرط لصحة العمل وقبوله"
وبناءًا على هذا الشرط ، فمن أدى العبادة ونوى بها غير وجه الله ،كأن يريد مدح الناس ، أو يريد مصلحة دنيوية ، أو فعلها تقليدًا لغيره دون أن يقصد بعمله وجه الله ، أو أراد بعبادته التقرب إلى أحد من الخلق، أو فعلها خوفًا من السلطان أو من غيره،فلا تقبل منه ،ولا يثاب عليها،وهذا مجمع عليه بين أهل العلم .
وإن قصد بالعبادة وجه الله وخالط نيته رياء حبط عمله أيضًا
تسهيل العقيدة الإسلامية للدكتور عبد الله بن عبد العزيز الجبرين /ص: 42
فالعبادة حتى تكون مقبولة لها شرطان :
1 ـ الإخلاص : وذلك بألا يراد بها إلا وجه الله تعالى وهذا لا يتأتى إلا بدراسة التوحيد .
2 ـ صوابًا : أي : المتابعة : وذلك بأن تكون العبادة على الكتاب والسنة الصحيحة .
وهذا يتأتى بتعلم العلم الشرعي بمقاصده الشرعية الصحيحة ، بأن يراد من تعلم العلم أن يكون وقودًا للإيمان فيزيده ، وأن يكون على المنهج الصحيح وذلك باتباع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
· والسلف الصالح خير من حقق الاتباع .

فقد كان العرب شتيتًا متناثرًا لا يأتلف ولا يتجمع رغم وجود كل عوامل التجمع ، من وحدة الأرض ، ووحدة البيئة ، ووحدة اللغة ، ووحدة المعتقدات ، ووحدة الثقافة ، ووحدة التاريخ .. ومن هناك التقطهم الإسلام فأخرج منهم " خير أمة أخرجت للناس ".كان العرب شتيتًا متناثرًا لا يأتلف ولا يتجمع رغم وجود كل عوامل التجمع ، من وحدة الأرض ، ووحدة البيئة ، ووحدة اللغة ، ووحدة المعتقدات ، ووحدة الثقافة ، ووحدة التاريخ .. ومن هناك التقطهم الإسلام فأخرج منهم " خير أمة أخرجت للناس ".
لم تكن الأصنام وحدها هي الأرباب المعبودة في الجزيرة العربية كما تلح بعض كتب التاريخ التي تحصر قضية لا إله إلا الله في إزالة ذلك اللون الحسّي الغليظ من الشرك ، ولا كان الفساد مقصورًا على تلك المفاسد الخلقية من الخمر والميسر والزنا ووأد البنات وغارات السلب والنهب والمظالم الاجتماعية كما تلح كتب أخرى من كتب التاريخ!
لقد كانت لا إله إلا الله تستخلص النفوس من الشرك كافة ، ولم يكن الشرك لونًا واحدًا وإنما ألوانًا متعددة تندرج في النهاية تحت هاتين القضيتين الرئيسيتين : تعدد الآلهة واتباع غير ما أنزل الله ..
كانت القبيلة ربًا معبودًا ، كما يقول الشاعر:
وهل أنا من غُزَيَّة ، إن غوت غويت ، وإن ترشد غُزَيَّة أرشد!
وكان عرف الآباء والأجداد ربًا معبودًا، قال تعالى "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا "سورة لقمان 21.
وكان الهوى والشهوات أربابًا معبودة:
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي؟!
وكانت قريش وغيرها من القبائل الكبيرة أربابًا تحرِّم للعرب ما تشاء وتحل ما تشاء ، كما كان كهنة الأصنام" إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "سورة التوبة : 37 .
" وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعَامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ " سورة الأنعام : 136 - 140.
ومن كل هذه الألوان من الشرك - إلى جانب عبادة الأصنام - وعلى درجة واحدة من الأهمية ، كان القرآن يدعو - بلا إله إلا الله - لتخليص النفوس والقلوب ، والمشاعر والسلوك.

وكان جهاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة موجهًا إليها جميعًا.
ولئن كانت قضية البعث والحساب قد شغلت حيزًا كبيرًا من خطاب القرآن للمشركين في مكة ، فإن الله يعلم - سبحانه - ما للإيمان باليوم الآخر من أثر في اقتلاع الشرك بجميع أنواعه وجميع آثاره من القلوب ، ذلك أنهم إن لم يؤمنوا الإيمان القاطع أنهم سيبعثون بعد الموت ، ويحاسبون على شركهم ، فلن يَدَعُوا ذلك الشرك ولن يقلعوا عنه ، سواء كان شرك العبادة أو شرك الاتباع ..

أم أبي التراب
12-11-2014, 04:58 AM
المجلس السادس

لم يكن الشرك لونًا واحدًا وإنما ألوانًا متعددة تندرج في النهاية تحت هاتين القضيتين الرئيسيتين : تعدد الآلهة واتباع غير ما أنزل الله ..
كانت القبيلة ربًا معبودًا ،وكان عرف الآباء والأجداد ربًا معبودًا،وكان الهوى والشهوات أربابًا معبودة،من كل هذه الألوان من الشرك - إلى جانب عبادة الأصنام - وعلى درجة واحدة من الأهمية ، كان القرآن يدعو - بلا إله إلا الله - لتخليص النفوس والقلوب ، والمشاعر والسلوك.
وكان جهاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة موجهًا إليها جميعًا .ولئن كانت قضية البعث والحساب قد شغلت حيزًا كبيرًا من خطاب القرآن للمشركين في مكة ، فإن الله يعلم - سبحانه - ما للإيمان باليوم الآخر من أثر في اقتلاع الشرك بجميع أنواعه وجميع آثاره من القلوب ، ذلك أنهم إن لم يؤمنوا الإيمان القاطع أنهم سيبعثون بعد الموت ، ويحاسبون على شركهم ، فلن يَدَعُوا ذلك الشرك ولن يقلعوا عنه ، سواء كان شرك العبادة أو شرك الاتباع.
ـ فحين خَلُصَت نفوس المؤمنين بـ " لا إله إلا الله " من ألوان الشرك المختلفة ، فقد حدث في نفوسهم تحول هائل ... كأنه ميلاد جديد .
لم يكن مجرد التصديق ، ولا مجرد الإقرار ، لقد كان كأنه إعادة ترتيب ذرات نفوسهم على وضع جديد ، كما يعاد ترتيب الذرات في قطعة الحديد ، فتتحول إلى طاقة مغناطيسية كهربائية ... كان الاهتداء إلى " الحق " هائل الأثر في كل جوانب حياتهم .
لقد صارت " لا إله إلا الله " هي مفتاح التجمع والافتراق ، هي الرباط الذي يربط القلوب التي آمنت بها ، ويفصل بينها وبين غيرها من القلوب .
ـ ولم ينحصر مفهوم " لا إله إلا الله " في حسهم في نطاق الشعائر التعبدية وحدها ، كما انحصر في حس الأجيال المتأخرة التي جاءت بفهم للإسلام غريب عن الإسلام .
إن شعائر التعبد لا يمكن بداهةً أن تكون هي كل " العبادة " المطلوبة من الإنسان .
فما دامت غاية الوجود الإنساني كما تنص الآية الكريمة ، محصورة في عبادة الله .قال تعالى"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ " سورة الذاريات / آية : 56 .
فأنى يستطيع الإنسان أن يوفي العبادة المطلوبة بالشعائر التعبدية فحسب ؟
كم تستغرق الشعائر من اليوم والليلة ؟ وكم تستغرق من عمرالإنسان ؟
وبقية العمر؟ وبقية الطاقة ؟ وبقية الوقت ؟ أين تُنفَق ، وأين تذهب ؟
ـ كان في حسهم أن حياتهم كلها عبادة ، وأن الشعائر إنما هي لحظات مركزة ، يتزود الإنسان فيها بالطاقة الروحية التي تعينه على أداء بقية العبادة المطلوبة منه .
كانوا يقومون بالعبادة وهم يمارسون الحياة في شتَّى مجالاتها ، كانوا يذكرون الله فيسألون أنفسهم : هل هم في الموضع الذي يُرضي الله ، أم فيما يُسخط الله ؟ !
فإن كانوا في موضع الرضى حمدوا الله ، وإن كانوا على غير ذلك استغفروا الله وتابوا إليه .
ـ وكانوا يذكرون الله ، فيسألون أنفسهم : ماذا
يريد الله منا في هذه اللحظة ؟ !
أي : ما التكليف المفروض علينا في هذه اللحظة ؟ !
- إذا كان التكليف " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ".سورة النساء / آية : 19 .كان ذكر الله مؤديًا إلى القيام بهذا الواجب الذي أمر به الله تجاه الزوجات .
- وإذا كان التكليف" قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا " .سورة التحريم / آية : 6 .
كان ذكر الله مؤديًا إلى القيام بتربية الأهل والأولاد على النهج الرباني الذي يضبط سلوكهم بالضوابط الشرعية .
- وإذا كان التكليف " فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " .سورة الملك / آية : 15 .
كان مقتضى ذكر الله ، هو المشي في مناكب الأرض وابتغاء رزق الله في حدود الحلال الذي أحلَّهُ الله ، لأنه إليه النشور فيحاسب الناس على ما اجترحوا في الحياة الدنيا .
وهكذا ... فقد فهموا أن الصلاةَ والنُّسُك " أى : الشعائر " إنما هي المنطلق الذي ينطلق منه الإنسان ليقوم ببقية العبادة التي تشمل الحياة كلها ، بل الموت كذلك .
فالشعائر مجرد محطات شحن للانطلاق إلى بقية العبادة ، ويشمل ذلك الموت. الموت في حد ذاته لا يمكن أن يكون عبادة بطبيعة الحال ، لأنه لا خيار للإنسان فيه ، ولكن المقصود في قوله تعالى " وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ ".سورة الأنعام / آية : 162 ، 163 . هو أن يموت الإنسان غيـر مشرك بالله ، وذلك هو الحد الأدنى الذي يكون به الإنسان ( في موته ) عابدًا لله ، أما الحد الأعلى فهو أن يكون موتُه في سبيل الله ، أما اليوم فقد حدثت انحرافات كثيرة في حياة المسلمين ، وانحراف المسلمين في سلوكهم أمر واضح ، تفشَّى في حياتهم الكذب والغش والنفاق ، والضعف والجبن والبدع والمعاصي والتبلُّد والفجور والمنكر...
ـ فهذا واقـع المسلمين ومع ذلك فليس الانحراف السلوكي هو الانحراف الوحيد في حياة المسلمين ، ولكن الأمـر تجاوز ذلك إلى الانحراف في " المفاهيم " كل مفاهيم الإسلام الرئيسية ابتداءً من مفهوم " لا إله إلا الله"
وحين تجد إنسانًا منحرفًا في سلوكه ،ولكن تصوره لحقيقة الدين صحيح ،فستبذل جهدًا ما لرده عن انحرافه السلوكي ،ولكنك لا تحتاج أن تبذل جهدًا في تصحيح مفاهيمه ، لأنها صحيحة عنده وإن كان سلوكه منحرفًا عنها .
أي : أنه حين يقع الانحراف في المفاهيم ذاتها ، فكم تحتاج من الجهد لتصحيح المفاهيم أولاً ثم تصحيح السلوك بعد ذلك .
منقول بتصرف

********

*أصول العبادة*

عبادة الله تبارك وتعالى يجب أن ترتكز على أصول ثلاثة :
المحبة *والخوف * والرجاء

فيعبد المسلم ربه:محبة له * وخوفًا من عقابه *ورجاء لثوابه *أصول العبادة*



عبادة الله تبارك وتعالى يجب أن ترتكز على أصول ثلاثة :
المحبة والخوف والرجاء،فيعبد المسلم ربه :محبة له وخوفًا من عقابه ورجاءًا لثوابه .
من أصول العبادة: أن الله تعالى يعبد بالحب والخوف والرجاء جميعًا.وعبادته ببعضها دون بعض ضلال.

قال بعض العلماء: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق،


ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ.

الزنديق :

قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله وأيضًا لفظ الزندقة لا يوجد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما لا يوجد في القرآن الكريم وهو لفظ أعجمي مُعَرَّب؛ من كلام الفرس بعد ظهور الإسلام؛ وقد تكلم به السلف والأئمة في توبة الزنديق ونحو ذلك ,,


ثم قال - أي شيخ الإسلام - والزنديق الذي تكلم الفقهاء في قبول توبته في الظاهر المراد به عندهم المنافق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر وإن كان يصلي ويصوم ويحج ويقرأ القرآن , وسواء كان في باطنه يهوديًا أو نصرانيًا أو مشركًا أو وثنيًا , وسواء كان معطلاً للصانع وللنبوة أو للنبوة فقط أو لنبوة بنينا صلى الله عليه وآله وسلم فقط فهو زنديق وهو منافق , وما في القرآن والسنة من ذكر المنافقين يتناول هذا بإجماع المسلمين هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=2967#gsc.tab=0)

حروري:حرورية " مؤنث " حروري " نسبة إلى حروراء بلدة على ميلين من الكوفة . ويقال لمن يعتقد مذهب الخوارج (حروري) لأن أول فرقة منهم خرجوا على علي رضي الله عنه بالبلدة المذكورة ، فاشتهروا بالنسبة إليها ، وهم فرق كثيرة ، ومن أصولهم المتفق عليها بينهم الأخذ بما دل عليه القرآن ورد ما زاد عليه من الحديث مطلقا ، ولهذا اسنفهمت عائشة معاذة استفهام إنكار . كذا في " فتح الباري "

المرجئ :المرجئة هم فرقة إسلامية، خالفوا رأي الخوارج وكذلك أهل السنة في مرتكب الكبيرة وغيرها من الأمور العقدية، وقالوا بأن كل من آمن بوحدانية الله لا يمكن الحكم عليه بالكفر, لأن الحكم عليه موكول إلى الله تعالى وحده يوم القيامة, مهما كانت الذنوب التي اقترفها. وهم يستندون في اعتقادهم إلى قوله تعالى "وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ". والعقيدة الأساسية عندهم عدم تكفير أي إنسان، أيا كان، ما دام قد اعتنق الإسلام ونطق بالشهادتين، مهما ارتكب من المعاصي، تاركين الفصل في أمره إلى الله تعالى وحده، لذلك كانوا يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة . هنا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%A6%D8%A9)

عبادة الله عز وجل عند كل عابد لله عز وجل لا بد أن تقوم في قلبه على ثلاثة أسس وأركان موجودة جميعًا وفي آثار أعماله القلبية على جوارحه، وعلى لسانه وأعماله،
وهذه الأركان الثلاثة هي:

من أصول العبادة المحبة

المحبة، ومعناها أن محبة التعظيم والتقديس لا تكون إلا لله عز وجل، فالواجب على العباد أن يحبوا الله سبحانه، وتمتلئ قلوبهم بمحبة الله تعظيماً وإجلالاً وتقديسًا وتأليهًا وانجذابًا إلى الله عز وجل، وأن يكون الله عز وجل أحب إلى العبد من كل شيء، محبة التقديس والتعظيم والكمال.


ثم لا بد بعد ذلك من الركنين الأساسيين، وهما: الرجاء من جانب والخوف من جانب آخر، وهما لا يفترقان، بل لا بد أن تعلق كل منهما بالمحبة؛ ولذلك شبه بعض أهل العلم العبادة بالطير، فالمحبة رأسه، والرجاء جناحه الأيمن، والخوف جناحه الأيسر، ولا يمكن أن يطير الطير إلا بهذه الكيانات الثلاث، فعلى هذا لا بد أن يتعلق قلب المسلم برجاء الله، وأن يكون راجياً لله عز وجل، لا يتطرق إليه اليأس، والرجاء لا بد أن تقترن به الأسباب.
وكذلك الخوف لا بد أن يكون الإنسان خائفاً من الله، فيجمع بين المحبة والرجاء والخوف، ويوازن بينها، فلا يطغى جانب على جانب، وعلى هذا فإن من لوازم المحبة والرجاء والخوف العمل بشرع الله عز وجل؛
لأن مسألة المحبة إذا لم ينبثق عنها رجاء وخوف ثم عمل؛ تصبح مجرد دعوى، والله عز وجل قال على لسان نبيه:

"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ "آل عمران:31،

"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا" الأحزاب:36
فلا بد من الاتباع، والاتباع يجمع بين الوعد والوعيد والخوف والرجاء والعمل بالأحكام.
فالمسلم لا بد أن يجمع بين هذه الأصول الثلاثة: أن يكون محبًا لله، ثم راجيًا لثواب الله، ويعمل بالأسباب، وخائفًا من عقاب الله ويدرأ هذا العقاب باجتناب النواهي، فيعمل بالأوامر رجاء فضل الله، وينتهي عن النواهي خوفًا من الله، ومع ذلك كله لا بد أن يحب الله، وأن يعظم الله في المحبة، وأن يحب ما يحبه الله، ويحب من يحبهم الله.
وهذه الأمور إذا ضعف فيها جانب اختل الإيمان، وإذا فقد جانب فقد يفقد الإيمان كله، فالنقص في هذه الأصول الثلاثة أو في أحدها نقص في الإيمان، مع أنه يلزم من وجود بعضها وجود البعض الآخر، بمعنى أن من اكتملت محبته لله؛ اكتمل رجاؤه وخوفه، والعكس كذلك؛ ولذلك فإن من نقص أو اختل عنده أصل من هذه الأصول نقص إيمانه واختل إيمانه، وقد يفقد الإيمان بالكلية.
وقوله"من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق"، معنى ذلك: أنه يوجد من المتفلسفة وبعض المتعبدة الجهال الذين ينتسبون للإسلام، من يزعم أنه يكفيهم التعلق القلبي بالله، وأن الإنسان إذا وصل إلى هذه الدرجة فإنه يستغني عن العمل بالشرع، ولا يعول على الرجاء ولا على الخوف، ويزعم أنه بالمحبة حقق كمال العبادة وكمال المطلوب، وهذا خلاف قطعيات النصوص، والله عز وجل طلب من عباده أن يرجوه ويخافوه، وجعل ذلك هو أصل الدين والعبادة.
وأيضًا قد يترتب على هذه النزعة الاستهانة بشرع الله، فالذين زعموا أنهم يعبدون الله بالمحبة وتعلق القلوب بالله بالتقديس فحسب، سواء كان هذا عن طريق التفكر، أو عن طريق الرياضة القلبية أو الرياضة العقلية، أو تحت أي شعار من الشعارات التي عليها عباد الأمم وكثير من الفلاسفة؛ كل ذلك ضلال، مهما كانت المسالك المؤدية إليه؛ لأنه لا يمكن أن تكتمل المحبة إلا بتعلق القلب برجاء الله والعمل بأسباب الرجاء، وتعلق القلب بالخوف من الله والعمل بأسباب ذلك.
فعلى هذا فإن من عبد الله بالحب وحده تزندق، لأنه وقع في الاستهتار في الدين، وأقرب عبارة في عصرنا لمفهوم التزندق: الاستهتار، وهو اللامبالاة، لا يعمل بالأوامر ولا ينتهي عن النواهي، ويزعم أنه وصل إلى درجة فوق مستوى أن يلتزم الشرع.
وهناك مقولة خطيرة قال بها بعض العباد، ومن خلالها انغرست هذه المناهج الباطلة عند بعض الطرق الصوفية، وهي قول القائل: اللهم إني لا أعبدك طمعاً في جنتك ولا خوفًا من نارك، ونحن نعبد الله رجاءً وخوفًا، نعبد الله محبة له سبحانه، لكن نجمع مع ذلك رجاء الثواب والنعيم، وعلى رأس الثواب الجنة كما يلزم من محبتنا لله عز وجل الخوف من ناره ومن عقابه، نسأل الله أن يعيذنا من النار؛ فعلى هذا لا بد للمسلم أن يجمع بين هذه الأصول.

أم أبي التراب
01-08-2015, 05:03 AM
المجلس السابع

2- من أصول العبادة الخوف
منزلة الخوف

الخوف عبادة من أجل العبادات، بل هو أصل التقوى،وإنما سمِّي المتقي متقيًا لأنه يجعل بينه وبين ما يخاف وقاية؛ فالحامل على التقوى في الأصل هو الخوف.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله
هنا (http://www.almeshkat.net/index.php?pg=droos&ref=104)
وقد أمر الله تعالى بإفراده بالخوف وتعظيم مقامه جلَّ وعلا فقال تعالى:" إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيطَانُ يُخَوِّفُ أوْلِيَآءَهُ فَلاَ تَخَافُـوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" هنا (http://vb.tafsir.net/tafsir31994/)
من أنواع العبادة الخوف من الله:
وقد أمر الله تعالى بإفراده بالخوف وتعظيم مقامه جلَّ وعلا فقال تعالى" إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيطَانُ يُخَوِّفُ أوْلِيَآءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"، وَقَالَ سُبْحَانَهُ "وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ"الرَّحْمَنِ: 46، وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ" وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ"وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ"الْإِسْرَاءِ: 57، وَقَالَ تبارك اسمه"أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ"الزُّمَرِ: 9، الْآيَةَ وَغَيْرَهَا مِنَ الْآيَاتِ.
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشَاتِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ.
*وَفِي الْبُخَارِيِّ عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةِ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهِ لَا أَدْرِي، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ»
"طار لنا عُثمانُ بنُ مَظعونٍ في السُّكنى، حين اقتَرَعَتِ الأنصارُ على سُكنى المهاجرينَ، فاشتَكى فمرَّضْناه حتى تُوُفِّيَ، ثم جعَلْناه في أثوابِه، فدخَل علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقلتُ : رحمةُ اللهِ عليك أبا السائِبِ، فشَهادَتي عليك لقد أكرَمَك اللهُ، قال " وما يُدريكِ " . قلتُ : لا أدري واللهِ، قال " أمَّا هو فقد جاءَه اليقينُ، إني لأرجو له الخيرَ منَ اللهِ، واللهِ ما أدري - وأنا رسولُ اللهِ - ما يُفعَلُ بي ولا بِكم " . قالتْ أمُّ العَلاءِ : فواللهِ لا أُزَكِّي أحدًا بعدَه، قالتْ : ورَأَيتُ لعُثمانَ في النومِ عينًا تَجري، فجئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذكَرتُ ذلك له، فقال " ذاك عمَلُه يَجري له " .
الراوي: أم العلاء عمة حزام بن حكيم الأنصاري- المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7018-خلاصة حكم المحدث:صحيح.الدرر (http://www.dorar.net/hadith?skeys=%D9%85%D9%8E%D8%A7+%D9%8A%D9%8F%D9%81 %D9%92%D8%B9%D9%8E%D9%84%D9%8F+%D8%A8%D9%90%D9%8A&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0) *
الدرر السنية (http://dorar.net/hadith?skeys=+%D9%85%D9%8E%D8%A7+%D9%8A%D9%8F%D9%8 1%D9%92%D8%B9%D9%8E%D9%84%D9%8F+%D8%A8%D9%90%D9%8A +%D9%88%D9%8E%D9%84%D9%8E%D8%A7+%D8%A8%D9%90%D9%83 %D9%8F%D9%85%D9%92&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[]=1&m[]=0&s[]=0)
وَفِي التِّرْمِذِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا، وَلَا مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا»
"ما رأيتُ مثلَ النَّارِ نامَ هاربُها ، ولا مثلَ الجنَّةِ نامَ طالبُها " الراوي: أبو هريرة- المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2601 - خلاصة حكم المحدث: حسن
الدرر السنية (http://dorar.net/hadith?skeys=%D9%85%D9%8E%D8%A7+%D8%B1%D9%8E%D8%A3 %D9%8E%D9%8A%D9%92%D8%AA%D9%8F+%D9%85%D9%90%D8%AB% D9%92%D9%84%D9%8E+%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%91%D9%8E%D 8%A7%D8%B1%D9%90+%D9%86%D9%8E%D8%A7%D9%85%D9%8E+%D 9%87%D9%8E%D8%A7%D8%B1%D9%90%D8%A8%D9%8F%D9%87%D9% 8E%D8%A7&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[]=1&m[]=0&s[]=0)
وَفِيهِ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ. أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ».
"من خافَ أدلَجَ ، ومن أدلَجَ بلغَ المنزلَ ، ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ غاليةٌ ، ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ الجنَّةُ"
الراوي: أبو هريرة-المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2450 -خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية (http://dorar.net/hadith?skeys=%D9%85%D9%8E%D9%86%D9%92+%D8%AE%D9%8E %D8%A7%D9%81%D9%8E+%D8%A3%D9%8E%D8%AF%D9%92%D9%84% D9%8E%D8%AC%D9%8E&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[]=1&m[]=0&s[]=0)
سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عن هذِهِ الآيةِ" وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ" قالت عائشةُ : أَهُمُ الَّذينَ يشربونَ الخمرَ ويسرِقونَ قالَ:" لا يا بنتَ الصِّدِّيقِ ، ولَكِنَّهمُ الَّذينَ يصومونَ ويصلُّونَ ويتصدَّقونَ ، وَهُم يخافونَ أن لا تُقبَلَ منهُم أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ"
الراوي: عائشة أم المؤمنين- المحدث: - الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3175 - خلاصة حكم المحدث: صحيح - الدرر السنية (http://dorar.net/hadith?skeys=%D9%84%D8%A7+%D9%8A%D8%A7+%D8%A8%D9%8 6%D8%AA%D9%8E+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%91%D9%90%D8%AF %D9%91%D9%90%D9%8A%D9%82%D9%90&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[]=1&m[]=1420&s[]=0)
وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ شِبْتَ قَالَ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا»، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ»، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْأَحَادِيثِ.
"شيبتني هودٌ وأخوَاتُها قبل المشيبِ" الراوي: أبو بكر الصديق المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3721
خلاصة حكم المحدث: صحيح-الدرر السنية (http://dorar.net/hadith/index?skeys=%D8%B4%D9%8A%D8%A8%D8%AA%D9%86%D9%8A+% D9%87%D9%88%D8%AF&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[0]=1&m[0]=0&s[0]=0&phrase=on&page=2)
- قالَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ: يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، قالَ"شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ"الراوي:عبدالله بن عباس-المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3297 - خلاصة حكم المحدث:صحيح- الدرر السنية (http://dorar.net/hadith/index?skeys=%D8%B4%D9%8A%D8%A8%D8%AA%D9%86%D9%8A+% D9%87%D9%88%D8%AF&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[0]=1&m[0]=0&s[0]=0&phrase=on&page=2)
هنا بتصرف في الأحاديث وتخريجها (http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%AC%20%D8%A7%D9%84%D9%8 2%D8%A8%D9%88%D9%84%20%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D8%AD%20% D8%B3%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B5%D9%88 %D9%84%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D8%B9%D9%84%D9%85%2 0%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D9%88%D9%84%20%28%D9%86% D8%B3%D8%AE%D8%A9%20%D9%85%D9%86%D9%82%D8%AD%D8%A9 %29/%D9%85%D9%86%20%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9%20%D 8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9%20%D8%A7% D9%84%D8%AE%D9%88%D9%81%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9 %84%D9%84%D9%87:/i940&d1184767&c&p1)

وهو ثلاثة أقسام:
الأول: خوف السر، وهو أن يخاف من غير الله: من وثن، أو طاغوت، أو ميت، أو غائب من جن أو إنس أن يصيبه بما يكره؛ كما قال الله عن قوم هود -عليه السلام- أنهم قالوا له" إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِي ". هود: 54-55.
وقد خوَّف المشركون رسول الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- من أوثانهم؛ كما قال تعالى" وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ". الزمر: 36.
وهذا الخوف من غير الله هو الواقع اليوم من عباد القبور وغيرها من الأوثان؛ يخافونها، ويُخوِّفونَ بها أهل التوحيد إذا أنكروا عبادتها، وأمروا بإخلاص العبادة لله.
هذا الخوف من أعظم مقامات الدين وأجلها؛ فمن صرفه لغير الله؛ فقد أشرك بالله الشرك الأكبر والعياذ بالله.
وهذا النوع من الخوف من أهم أنواع العبادة، يجب إخلاصه لله وحده؛
قال تعالى "فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " آل عمران: 175.
وقال تعالى "فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ " المائدة: 3.
الثاني: أن يترك الإنسان ما يجب عليه خوفا من بعض الناس؛ فهذا محرم، وهو شرك أصغر، وهذا هو المذكور في قوله تعالى: " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" آل عمران: 173.
الثالث: الخوف الطبيعي، وهو الخوف من عدو أو سبع أو غير ذلك؛ فهذا ليس بمذموم؛ كما قال تعالى في قصة موسى عليه السلام "فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ " القصص: 21.
هنا (http://www.al-islam.com/Content.aspx?pageid=1141&ContentID=2571)
من عبده بالخوف وحده فهو حروري، يعني: من عبده بمجرد الخوف، لا يبالي بالحب ولا بالرجاء؛ ووصل عنده الأمر إلى اليأس من رحمة الله، وهذا منهج غلاة العباد الذين منهم الحرورية، والحروري نسبة إلى حروراء التي لجأ إليها الخوارج بعدما فاصلوا علي بن أبي طالب وجماعة المسلمين، ومما تميز به الخوارج: التشديد على النفس بالعبادة؛ لأنهم غلبوا جانب اليأس وجانب الوعيد ولم يبالوا بالوعد؛ ولذلك غلب عليهم التنطع والغلو، وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال"تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم"1، وذلك لأنهم يبالغون في الصلاة والصيام إلى أن زادوا عن الحد المشروع، فمن هنا انغرست في قلوبهم نزعة اليأس، ولم يعولوا على الوعد؛ فمن هنا وصف من يعمل ذلك بأنه حروري، وإلا فالذين يسلكون هذا المسلك أوسع من مجرد الحرورية، وهم طوائف عدة من الفلاسفة ومن العباد الأوائل الجهلة، ومن النساك، ومن بعض شيوخ الطرق وأتباعها، فهم ينضوون تحت إطار أكثر فرق المسلمين أحياناً، ويوجد من جهلة المسلمين حتى ممن ينتسب للسنة من قد يغلو ويشتدّ على نفسه وعلى الآخرين فيغلب جانب الخوف على جانب الرجاء.
1 -" يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، وعملكم مع عملهم ، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ينظر في النصل فلا يرى ً، وينظر في القدح فلا يرى شيئًا ، وينظر في الريش فلا يرى شيئًا ، ويتمارى في الفوق"
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5058-خلاصة حكم المحدث: صحيح.الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%AA%D8%AD%D9%82%D8%B1%D9%88%D9%86+ %D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%83%D9%85+)

قال البخاري في صحيحه :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ ، قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُمَا أَتَيَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَسَأَلَاهُ عَنْ الْحَرُورِيَّةِ أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا أَدْرِي مَا الْحَرُورِيَّةُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ" يَخْرُجُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ وَلَمْ يَقُلْ مِنْهَا قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ أَوْ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ فَيَنْظُرُ الرَّامِي إِلَى سَهْمِهِ إِلَى نَصْلِهِ إِلَى رِصَافِهِ فَيَتَمَارَى فِي الْفُوقَةِ هَلْ عَلِقَ بِهَا مِنْ الدَّمِ شَيْءٌ"
صحيح البخاري / كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم/ حديث رقم : 6532.
هنا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=52&ID=3819&idfrom=12670&idto=12707&bookid=52&startno=12)

أم أبي التراب
01-08-2015, 03:10 PM
المجلس الثامن
3- من أصول العبادة الرجاء
فالرجاء منزلة عظيمة من منازل العبودية وهي عبادة قلبية تتضمن ذلاً وخضوعًا ، أصلها المعرفة بجود الله وكرمه وعفوه وحلمه ، ولازمها الأخذ بأسباب الوصول إلى مرضاته ، فهو حسن ظن مع عمل وتوبة وندم .
الرجاء نقيض اليأس، وهو طمع القلب في حصول منفعة.
الرجاء غالباً ما يرد مقروناً بالخوف أو بأحد معانيه
"تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ".السجدة16
كما ورد في السنة الشريفة:
- دخلَ على شابٍّ وَهوَ في الموتِ ، فقالَ : كيفَ تَجدُكَ ؟ قالَ : أرجو اللَّهَ يا رسولَ اللَّهِ وأَخافُ ذنوبي ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : لا يجتَمعانِ في قَلبِ عَبدٍ في مثلِ هذا الموطنِ ، إلَّا أعطاهُ اللَّهُ ما يَرجو ، وآمنَهُ مِمَّا يخافُ"
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3455-خلاصة حكم المحدث:حسنالدرر السنية (http://dorar.net/hadith?skeys=%D9%8A%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9%D8%A7% D9%86+%D9%81%D9%8A+%D9%82%D9%84%D8%A8+%D8%B9%D8%A8 %D8%AF&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0)
اسم الرجاء قد يطلق في بعض الأحيان ويُراد به الخوف كما ورد في قوله تعالى : نوح ، 13. "مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا "نوح13
أي :مالكم -أيها القوم- لا تخافون عظمة الله وسلطانه.التفسير الميسر
*وجوب رجاء رحمة الله عز وجل فقد وردت في القرآن والسُّنة وأحاديث الصحابة والصالحين ، قال تعالى "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "الزمر53 ، الزمر ، 53 .
وقد ذم الله عز وجل اليأس والقنوط من رحمته فقال تعالى "يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "يوسف 87.
بيان معنى القنوط
س: ما معنى القنوط من رحمة الله وذلك من الكتاب والسنة؟ جزاكم الله خيرًا .1 .
ج: القنوط من رحمة الله هو اليأس، كونه لا يرجو الله يقنط أن الله يرحمه، هذا من الكبائر من كبائر الذنوب، ربنا جل وعلا نهانا عن هذا، قال جل وعلا"قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ" 2 ، وقال تعالى"إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"3. هذا لا يجوز لأحد أن يقنط من رحمة الله، يعني ييأس لكفره، أو لمعاصيه، بل عليه التوبة والرجوع إلى الله والإنابة إليه، وله البشرى بأن الله يقبل توبته، ويعظم أجره، ويجازى على ما فعل من الخير، أما اليأس والقنوط لأجل سوء العمل فهذا من تزيين الشيطان، ولا يجوز، بل يجب على العبد الحذر من ذلك، وألا يقنط وألا ييأس، بل يرجو رحمة ربه، وأن الله يتوب عليه، يرجو أن الله يقبل عمله ولا ييأس.
__________
(1) السؤال الأول من الشريط رقم 379.
(2) سورة الزمر الآية 53
(3) سورة يوسف الآية 87
ابن باز (http://madrasato-mohammed.com/bin%20bez/pg_068_0027.htm)


والرجاء على قسمين:
القسم الأول: رجاء العبادة.
القسم الثاني: رجاء نفع الأسباب.
- فرجاء العبادة لا يجوز صرفه لغير الله ، ومن صرفه لغير الله تعالى فهو مشرك لأنه يحمل معاني العبادة من التذلل والخضوع والمحبة والانقياد واعتقاد النفع والضر وتفويض الأمر وتعلق القلب والتقرب إلى المعبود، وهذه كلها عبادات عظيمة تقتضيها عبادة الرجاء فمن صرفها لغير الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/glgalalh.png فهو مشرك كافر.
وهذا كرجاء المشركين في آلهتهم التي يعبدونها من دون الله أنها تشفع لهم عند الله أو أنها تقربهم إلى الله زلفى، وكرجاء بعض عباد الأولياء والقبور بأنهم ينجونهم من الكربات ويدفعون عنهم البلاء ويجلبون لهم النفع ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله تعالى.
- القسم الثاني: رجاء نفع الأسباب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/glgalalh.png.
وهذا على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: رجاء جائز، وهو رجاء نفع الأسباب المشروعة مع عدم تعلق القلب بها، فهذا جائز، وليس بشرك، وفي مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي قال:
أَلَا أُخْبِرُكُمْ بخيرِكم مِنْ شرِّكم ؟ خيرُكم مَنْ يُرْجَى خيرُهُ ، ويُؤْمَنُ شرُّهُ ، وشرُّكم مَنْ لَا يُرجَى خيرُه ، ولَا يؤمَنُ شرُّهُ الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2603- خلاصة حكم المحدث: صحيحالدرر السنية (http://dorar.net/hadith?skeys=%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%85+%D9%85 %D9%86+%D9%8A%D9%8F%D8%B1%D8%AC%D9%89&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0)

فهذا الرجاء ليس هو رجاء العبادة، وإنما هو رجاء نفع السبب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله .
الدرجة الثانية: رجاء محرم، وهو الرجاء في الأسباب المحرمة ليستعين بها على معصية الله .
الدرجة الثالث: شرك أصغر، وهو تعلق القلب بالأسباب؛ كتعلق بعض المرضى بالرقاة والأطباء تعلقاً قلبياً يغفلون معه عن أن الشفاء بيد الله ؛ فهذا من شرك الأسباب
وهذه العبادات قاعدتها واحدة من فقهها سهل عليه معرفة هذه التقسيمات وتيسر له ضبط مسائلها إن شاء الله تعالى. هنا (http://vb.tafsir.net/tafsir31994/)

* ثمراتُ الرَّجاءِ:

1- يُورثُ طريقَ المجاهدةِ بالأعمالِ.
2- يُورثُ المواظبةَ على الطاعاتِ كيفما تقلَّبت الأحوالُ.
3- يُشعرُ العبدَ بالتَّلذُّذِ والمداومةِ على الإقبالِ على اللهِ والتَّنعّمُ بمناجاتهِ والتَّلطفُ في سؤالهِ والإلحاح عليهِ.
4- أنْ تظهرَ العبوديةُ من قبلِ العبدِ، والفاقةِ والحاجةِ للرَّبِّ، وأنه لا يَستغني عن فضلهِ وإحسانهِ طرفةَ عينٍ.
5- التَّخلُّصُ منْ غضبِ الرَّبِّ؛ ذلكَ بأَنَّ اللهَ يحبُّ منْ عبادهِ أنْ يسألوه ويرجوه ويُلحُّوا عليه؛ لأَنَّهُ جَوادٌ كريمٌ، أجودُ من سُئِل؛ ومنْ لا يسألِ اللهَ يغضبُ عليه، والسائلُ عادةً يكونُ راجيًا مطالبَ أن يُعطى؛ فمنْ لم يرج اللهَ يغضب عليه .هنا (http://www.al-islam.com/Content.aspx?pageid=1141&ContentID=2571)
فمن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، بمعنى: من قال: الله عز وجل غفور رحيم، وسيغفر لنا جميع الذنوب، يترك الفرائض ويعمل المحرمات، ويقول: الله غفور رحيم، هذا مرجئ، المعنى أنه مال إلى مذهب غلاة المرجئة؛هنا (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=211413)( مجمل أصول أهل السنة - توحيد العبادة ) (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=211413#211413)
للشيخ * ناصر بن عبدالكريم العقل (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=57) *

أم أبي التراب
01-22-2015, 02:35 AM
المجلس التاسعالجمع بين الخوف والرجاء

"إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" سورة يوسف الآية: 87.
ينبغي ألاّ تأمن الله، وألا تيأس منه، إن أمنته تطرفت، وإن يئست من رحمته تطرفت، يجب أن تقع في موقع متوسط بينهما، لا تأمن مكره، ولا تيأس من رحمته، لا ملجأ منه إلا إليه، ولا حافظ منه إلا به، الجمع دقيق
فالمؤمن الموفق يجمع في عبادته بين الخوف والرجاء، كما قال تعالى" أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ "الزمر: 9.
قال ابن كثير: قوله" يَحْذرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ".
أي: في حال عبادته خائف راج، ولا بد في العبادة من هذا وهذا،.......اهـ.
وكثيرا ما يقترن بالخوف والرجاء أمر ثالث وهو التذكير بعظمة الله تعالى ونعمه المتكاثرة على عباده، مما يثمر محبة الله تعالى، وبهذا تتحقق عبودية الله، كما في قوله تعالى"غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ "غافر:3.
واعلم أنه لا تعارض بين خوف العبد من عدم القبول وبين رجائه في رحمة الله وحسن ظنه به سبحانه، فإن هذا هو حال المؤمنين، يوصفون من جهة بقوله تعالى"وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ"المؤمنون: 60.
ومن جهة أخرى بقوله" إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَلِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ "فاطر:29، 30.
قال ابن كثير: يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ.
أي: يرجون ثوابا عند الله لا بد من حصوله. اهـ.
وذلك أن الخوف من عدم القبول لا يعني القطع بذلك، وإنما يعني عدم الركون إلى العمل وعدم القطع بالقبول، وأن يتمحض الاتكال على رحمة الله وفضله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - لن يُنجِّيَ أحدًا منكم عملُه . قالوا : ولا أنت يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ولا أنا ، إلَّا أن يتغمَّدَني اللهُ برحمةٍ ، سدِّدوا وقارِبوا ، واغدوا وروحوا ، وشيءٌ من الدُّلجةِ ، والقصدَ القصدَ تبلُغوا
الراوي: أبو هريرة- المحدث: البخاري- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6463- خلاصة حكم المحدث:[صحيح]
الدرر السنية (http://dorar.net/hadith?skeys=%D9%84%D9%86+%D9%8A%D9%86%D8%AC%D9%8A +%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D9%8B%D8%A7+%D9%85%D9%86%D9%83 %D9%85+%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%87&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0)

وفي حديث آخر، قال صلى الله عليه وسلم: - " لَن يُدخِلَ أحدًا منكُم عملُهُ الجنَّةَ قالوا : ولا أنتَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ ! قالَ : ولا أنا . إلَّا أن يتغمَّدَنيَ اللَّهُ منهُ بفضلٍ ورحمةٍ "
الراوي:أبو هريرة- المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2816 - خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية (http://dorar.net/hadith?skeys=%D9%84%D9%86+%D9%8A%D8%AF%D8%AE%D9%84 +%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7+%D9%85%D9%86%D9%83%D9%85 +%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%87+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86 %D8%A9&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0)

هنا (http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=126552)
أيهما نغلب الخوف أم الرجاء؟
هذا الباب قد اختلف فيه العلماء هل الإنسان يغلب جانب الرجاء أو جانب الخوف ؟ .
فمنهم من قال : يغلب جانب الرجاء مطلقاً ، ومنهم من قال : يغلب جانب الخوف مطلقاً .
_ومنهم من قال: ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه سواء ، لا يغلب هذا على هذا ، ولا هذا على هذا ؛ لأنه إن غلب جانب الرجاء ؛ أمن مكر الله ، وإن غلب جانب الخوف ؛ يئس من رحمة الله .
وقال بعضهم : في حال الصحة يجعل رجاءَه وخوفه واحداً كما اختاره النووي رحمه الله في هذا الكتاب ، وفي حال المرض يغلب الرجاء أو يمحضه .
وقال بعض العلماء أيضًا : إذا كان في طاعة ؛ فليغلب الرجاء ، وأن الله يقبل منه ، وإذا كان فعل المعصية ؛ فليغلب الخوف ؛ لئلا يقدم على المعصية .
والإنسان ينبغي له أن يكون طبيب نفسه ، إذا رأى من نفسه أنه أمن من مكر الله ، وأنه مقيم على معصية الله ، ومتمنٍ على الله .الأماني ، فليعدل عن هذه الطريق ، وليسلك طريق الخوف .
وإذا رأى أن فيه وسوسة ، وأنه يخاف بلا موجب ؛ فليعدل عن هذا الطريق وليغلب جانب الرجاء حتى يستوي خوفه ورجاؤه .
وتأمل قوله تعالى " اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (98) مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ "المائدة: 98 ، 99 ؛
حيث إنه في مقام التهديد والوعيد قدم ذكر شدة العقاب
"اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " .
وفي حالة تحدثه عن نفسه وبيان كمال صفاته قال" نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ "الحجر: 49 ، 50 ؛
فقدم ذكر المغفرة على ذكر العذاب ؛ لأنه يتحدث عن نفسه عز وجل ، وعن صفاته الكاملة ورحمته التي سبقت غضبه .
ثم ذكر المؤلف أحاديث في هذا المعنى تدل على أنه يجب على الإنسان أن يجمع بين الخوف الرجاء ، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم :
- "لو يعلم المؤمنُ ما عند اللهِ من العقوبةِ ، ما طمع بجنتِه أحدٌ . ولو يعلمُ الكافرُ ما عند اللهِ من الرحمةِ ، ما قنط من جنتِه أحدٌ"
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2755- خلاصة حكم المحدث:صحيح
هنا (http://dorar.net/hadith?skeys=%D9%85%D8%A7+%D9%82%D9%86%D8%B7+%D9%8 5%D9%86+%D8%AC%D9%86%D8%AA%D9%87+%D8%A3%D8%AD%D8%A F&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0)

والمراد لو يعلم علم حقيقة وعلم كيفية لا أن المراد لو يعلم علم نظر وخبر ؛ فإن المؤمن يعلم ما عند الله من العذاب لأهل الكفر والضلال ، لكن حقيقة هذا لا تدرك الآن ، لا يدركها إلا من رقع في ذلك ـ أعاذنا الله وإياكم من عذابه .
"ولو يعلمُ الكافرُ ما عند اللهِ من الرحمةِ ، ما قنط من جنتِه أحدٌ" ، والمراد حقيقة ذلك ، وإلا فإن الكافر يعلم أن الله غفور رحيم ، ويعلم معنى المغفرة ، ويعلم معنى الرحمة .
وذكرت أحاديث في معنى ذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك"
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 6488- خلاصة حكم المحدث: صحيح.
الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A9+%D8%A3 %D9%82%D8%B1%D8%A8+%D8%A5%D9%84%D9%89+%D8%A3%D8%AD %D8%AF%D9%83%D9%85+%D9%85%D9%86+%D8%B4%D8%B1%D8%A7 %D9%83+%D9%86%D8%B9%D9%84%D9%87).
شراك النعل يضرب به المثل في القرب ؛ لأن الإنسان
لابس نعله ، فالجنة أقرب إلى أحدنا من شراك نعله ؛ لأنها ربما تحصل للإنسان بكلمة واحدة ، والنار مثل ذلك ، ربما تحدث النار بسبب كلمة يقولها القائل ، مثل الرجل الذي كان يمر على صاحب معصية فينهاه ويزجره ، فلما تعب قال : والله لا يغفر الله لفلان .
فقال الله تعالى :- أنَّ رجلًا قال : واللهِ ! لا يغفِرُ اللهُ لفلانٍ . وإنَّ اللهَ تعالَى قال : "من ذا الَّذي يتألَّى عليَّ أن أغفرَ لفلانٍ . فإنِّي قد غفرتُ لفلانٍ? وأحبطتُ عملَك" . أو كما قال .
الراوي: جندب بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2621- خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=+%D9%85%D9%86+%D8%B0%D8%A7+%D8%A7%D9% 84%D8%B0%D9%8A+%D9%8A%D8%AA%D8%A3%D9%84%D9%89+)
قال أبو هريرة : تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته .
فالواجب على الإنسان أن يكون طبيب نفسه في كونه يغلب كونه الخوف أو الرجاء ، إن رأى نفسه تميل إلى الرجاء وإلى التهاون بالواجبات وإلى انتهاك المحرمات استناداً إلى مغفرة الله ورحمته ؛ فليعدل عن هذا الطريق ، وإن رأى أن عنده وسواسًا ، وأن الله لا يقبل منه ؛ فإنه يعدل عنه هذا الطريق .
هن (http://www.4muhammed.com/Riyad-us-Saliheen/ibnothaimeen/53-%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D8%A1-)
*أيما أفضل الخوف أو الرجاء؟
اعلم أن قول القائل: أيما أفضل الخوف أو الرجاء؟

كقوله: أيما أفضل الخبز أو الماء؟
وجوابه: أن يقال الخبز للجائع أفضل، والماء للعطشان أفضل، فإن اجتمعا نظر إلى الأغلب، فإن استويا، فهما متساويان، والخوف والرجاء دواءان يداوى بهما القلوب، ففضلهما بحسب الداء الموجود، فإن كان الغالب على القلب الأمن من مكر الله، فالخوف أفضل، وكذلك إن كان الغالب على العبد المعصية، وإن كان الغالب عليه اليأس والقنوط، فالرجاء أفضل، ويجوز أن يقال مطلقًا: الخوف أفضل، كما يقال: الخبز أفضل من السكنجبين لأن الخبز يعالج به مرض الجوع، والسكنجبين يعالج به مرض الصفراء، ومرض الجوع أغلب وأكثر، فالحاجة إلى الخبز أكثر، فهو أفضل بهذا الاعتبار، لأن المعاصي والاغترار من الخلق أغلب.
وإن نظرنا إلى موضع الخوف والرجاء فالرجاء أفضل،
لأن الرجاء يُسقى من بحر الرحمة, والخوف يُسقى من
بحر الغضب.
وأما المتقي، فالأفضل عنده اعتدال الخوف والرجاء، ولذلك قيل: لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا، قال بعض السلف: لو نودي: ليدخل الجنة كل الناس إلا رجلاً واحدًا، لخشيت أن أكون أنا ذلك الرجل. ولو نودي: ليدخل النار كل الناس إلا رجلاً واحدًا، لرجوت أن أكون أنا ذلك الرجل. وهذا ينبغي أن يكون مختصًا بالمؤمن المتقي.
فإن قيل: كيف اعتدال الخوف والرجاء في قلب المؤمن، وهو على قدم التقوى؟ فينبغي أن يكون رجاؤه أقوى.
فالجواب: أن المؤمن غير متيقن صحة عمله، فمثله من بذر بذراً ولم يجرب جنسه في أرض غريبة، والبذر الإيمان، وشروط صحته دقيقة، والأرض القلب، وخفايا خبثه وصفائه من النفاق، وخبايا الأخلاق غامضة، والصواعق أهوال سكرات الموت، وهناك تضطرب العقائد، وكل هذا يوجب الخوف عليه، وكيف لا يخاف المؤمن؟
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأل حذيفة رضي الله عنه: هل أنا من المنافقين؟ وإنما خاف أن تلتبس حاله عليه، ويستتر عيبه عنه، فالخوف المحمود هو الذي يبعث على العمل، ويزعج القلب عن الركون إلى الدنيا، وأما عند نزول الموت، فالأصلح للإنسان الرجاء، لأن الخوف كالسوط الباعث على العمل، وليس ثمة عمل، فلا يستفيد الخائف حينئذ إلا تقطيع نياط قلبه، والرجاء في هذه الحال يقوي قلبه، ويحبب إليه ربه، فلا ينبغي لأحد أن يفارق الدنيا إلا محباً لله تعالى، محبًا للقائه، حسن الظن به، وقد قال سليمان التيمي عند الموت لمن حضره: حدثني بالرخص، لعلي ألقى الله وأنا أحسن الظن به. انتهى
هنا (http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=65393)

أم أبي التراب
01-28-2015, 04:22 AM
المجلس العاشر
تحقيق عبارة كله خير


هل كل عمل ظاهره الخير يقبله الله ويرفعه؟
قال تعالى "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ "
فاطر : 10.
ما هو العمل الصالح الذي يقبله ويرفعه سبحانه
سبق ونوهنا على شروط العمل الصالح
أن يكون "خالصًا وصوابًا"
الشرط الأول: الإخلاص: وهو : أن يقصد العبد بعبادته وجه الله تعالى دون سواه .
قال تعالى : " وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ "
سورة البينة / آية : 5
الشرط الثاني: موافقة شرع الله .-صوابًا-.
وهذا جاء في قوله تعالى
"وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ "
سورة البقرة : 111 ، 112
قوله " مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ " هذا هو الإخلاص، الإخلاص في العمل بحيث لا يكون فيه شرك لا أكبر ولا أصغر.
وقوله " وَهُوَ مُحْسِنٌ" هذا هو الشرط الثاني، فالإحسان هو المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم
*لكن ما الضوابط العملية والقواعد، التي تعيننا على تطبيق وتحقيق شروط العمل الصالح
نعيش مع حديث ماتع لإبراز مقصدنا ثم نثني بقاعدة جليلة
ـ فعن عمر بن سلمة الهَمْدَاني ـ رحمه الله ـ قال :
" كنا نجلس على باب " عبد الله بن مسعود " قبل صلاة الغداةِ ، فإذا خرج مَشَيْنا معه إلى المسجد .
فجاءنا " أبو موسى الأشعري " ، فقال : أَخَرَجَ إليكم " أبو عبد الرحمن " بعد ؟ . قلنا : لا .
فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعًا .
فقال له أبو موسى : يا " أبا عبد الرحمن " إني رأيتُ في المسجد آنفًا أمْرًا أنكرته ! ولم أرَ والحمد لله إلا خيرًا .
قال : فما هو ؟
فقال " أي أ بي موسى ": إن عشت فستراه .
قال أبو موسى : رأيت في المسجد قوْمًا حِلَقًا ، جلوسًا ، ينتظرون الصلاة ، في كل حلْقة رجل ، وفي أيديهم حصى فيقول : سبَّحوا مائة ، فيسبحون مائةً .
قال ـ أي : عبد الله بن مسعود " أبو عبد الرحمن " ـ : فماذا قلتَ لهم ؟
قال - أي : أبى موسى الأشعري - : ما قلتُ لهم شيئًا انتظارَ رأيك .
قال - ابن مسعود - : أفلا أمرتَهم أن يَعدوا سيئاتهم وضَمِنتَ لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟ ! ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حَلْقةً من تلك الحِلَق ، فوقف عليهم فقال : ما هذا الذى أراكم تصنعون ؟
قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حصى نَعُدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح .
قال : فَعُدوا سيئاتكم ، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويْحَكُم يا أمة محمد ! ما أ َسْرعَ هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ متوافرون وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أو مفتتحوا باب ضلالة ؟ ! ! !
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلا الخير .
قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ، إن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ حدثنا :
" إن قومًا يقرؤون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرقُ السهم من الرمية " .
" وايم الله " (1) ما أدري لعلَّ أكثرهم منكم! ثم تولى عنهم
فقال عمرو بن سلمة : فرأينا عامة أولئك الحِلَق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج .
أخرجه الدارمي . وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة / مجلد رقم :5 /حديث رقم : 5002 .


( 1 ) " وايم الله " : كلمة قسم . همزتها همزة وصل . المعجم الوجيز / ص :31 .

قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ :
وإنا عُنيتُ بتخريجه من هذا الوجه لقصة ابن مسعود مع أصحاب الحلقات ، فإن فيها عبرة لأصحاب الطرق وحلقات الذكر على خلاف السنة ، فإن هؤلاء إذا أنكرعليهم منكر ما هم فيه ، اتهموه بإنكار الذكر من أصله ! وهذا كفر لا يقع فيه مسلم ، وإنما المنكَر ما أُلصِق به من الهيئات والتجمعات التي لم تكن مشروعة على عهد النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وإلا فما الذي أنكره ابنُ مسعود ـ رضي الله عنه ـ على أصحاب تلك الحلقات ؟ !
ليس هو إلا التجمع في يوم معين ، والذكر بعدد لم يرد ، وإنما يحصره الشيخ صاحب الحَلْقة ، ويأمرهم به من عند نفسه ، وكأنه مُشرِّع عن الله تعالى .
قال تعالى" أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ ... ".سورة الشورى / آية : 21 .
ـ زد على ذلك أن السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعلاً وقولاً إنما هي التسبيح بالأنامل .

* ومن الفوائد التي تؤخذ من الحديث ، أن العبرة ليست بكثرة العبادة ، وإنما بكونها على السنة ، بعيدة عن البدعة
وقد أشار إلى هذا - ابن مسعود - بقوله :
" اقتصاد في سنة ، خيرٌ من اجتهادٍ في بدعة " .

* ومن الفوائد أن البدعة الصغيرة بريدٌ إلى البدعة الكبيرة ، ألا ترى أن أصحاب الحلقات صاروا بعدُ مِنَ الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد " علي بن أبى طالب " ؟
فهل من مُعْتَبِر ؟ نظم الفرائد / ج : 1 / ص : 211 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " .
قالوا : يا رسول الله ومن يأبى . قال :
" من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " .
صحيح البخاري / ( 96 ) ـ كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة /باب ( 2 ) / حديث رقم : 7280 /ص : 845 .

* عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى خاتمًا من ذهب في يد رجـل . فنزعه فطرحه وقال "يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده "فقيل للرجل ، بعد ما ذهب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خذ خاتمك انتفع به،قال : لا .والله ! لا آخذه أبدًا وقد طرحه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
صحيح مسلم / ( 37 ) ـ كتاب : اللباس والزينة / باب : ( 11 ) /حديث رقم : 2090 / ص : 547 .
*** حرص السلف الصالح من الصحابة والتابعين وغيرهم على حديث رسول الله الله صلى الله عليه و سلم و اجتهادهم في ألا يفوتهم شيء منه
** فمن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه بسنده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال:
"كنت أنا وجار لي من الأنصار ، في بني أمية بن زيد ، وهي من عوالي المدينة ، وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ينزل يومًا وأنزل يومًا ، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره ، وإذا نزل فعل مثل ذلك ،فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته ، فضرب بابي ضربًا شديدًا ، فقال : أثم هو ؟ ففزعت فخرجت إليه ، فقال : قد حدث أمر عظيم . قال : فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي ، فقلت : طلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت :لا أدري ،ثم دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا قائم : أطلقت نساءك ؟ قال : "لا ". فقلت :الله أكبر ".
صحيح البخاري / 3- كتاب العلم / 27- باب التناوب في العلم /حديث رقم : 89 / ص: 22 ./ طبعة دار ابن الهيثم .
***ولم يكن اهتمام النساء وحرصهن على حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم بأقلَّ من اهتمام الرجال،فقد روى البخاري في صحيحه بسنده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قالت النساء للنبي صلى الله عليه و سلم "غَلَبَنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك، فوعدهن يومًا لقيهنَّ فيه، فوعظهن وأمرهن"
صحيح البخاري / 3- كتاب العلم / 35- باب هل يجعل للنساء يوم على حِدة في العلم /حديث رقم : 101 / ص: 23./ طبعة دار ابن الهيثم . متون فقط
_ولم يقتصر هذا الاهتمام والحرص ،على زمن الرسول فحسب، بل استمرالحال بعد انتقاله صلى الله عليه و سلم إلى الرفيق الأعلى
و هذا الحرص نابع من تربية إيمانية صحيحة مبنية على إخلاص العمل وصوابه
أي إخلاصه لله ؛على نهج رسول الله
لذا لم يقتصر هذا الاهتمام والحرص على زمن الرسول فحسب،بل استمر الحال إلى الأزمنة والأجيال التالية فقد أخرج الحاكم في مستدركه، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال:
( لما قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت لرجل هلمَّ فلنتعلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم كثير،فقال :العجب والله لك يابن عباس ، أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فركبت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوسد ردائي على باب داره، تسفي الرياح عليَّ وجهي حتى يخرج إليَّ فإذا رآني قال:يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لك ؟ قلت :حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأحببت أن أسمعه منك . فيقول : هلاَّ أرسلت إليّ فآتِيَك؟ فأقول : أنا كنت أحق أن آتيك، وكان ذلك الرجل يراني فذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد احتاج الناس إليَّ . فيقول : أنت أعلم مني
مجمع الزوائد للهيثمي حديث رقم 9/280 خلاصة الدرجة : رجاله رجال الصحيح
(الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%A3%D8%AA%D8%B1%D9%89+%D8%A7%D9%84 %D9%86%D8%A7%D8%B3+%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D8%A7%D8%AC% D9%88%D9%86+%D8%A5%D9%84%D9%8A%D9%83++%D9%88%D9%81 %D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3+%D9%85%D9%86 +%D8%AA%D8%B1%D9%89&phrase=on&xclude=&m[]=0&s[]=0&d[2]=2))

* قال ابن عبد البر وغيره:"الحجة عند التنازع السنة فمن أدلى بها فقد أفلح"
أ.هـ كتاب: القول المبين في أخطاء المصلين .
وهكذا كان اهتمام الصحابة رضي الله عنهم، ومن بعدهم في حفظ السنة ونقلها، جيلاً بعد جيل رواية وحفظاً وعملاً فتأدبوا حتى وإن اختلفت مذاهبهم وأفهامهم للسنة ا.هـ
*نقل الحافظ الذهبي في سِيَر أعلام النبلاء في ترجمة الإمام الشافعي، عن الإمام الحافظ أبي موسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري،أحد أصحاب الإمام الشافعي، أنه قال : ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرتُه يومًا في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال أيا أبا موسى :ألا يستقيم أن نكون إخوانًا، وإن لم نتفق في مسألة . قال الذهبي : هذا يدلُّ على فقه الإمام وفقه نفسه،
فمازال النظراء يختلفون.
* وفي سِيَر أعلام النبلاء أيضًا في ترجمة الإمام إسحاق بن راهويه : قال أحمد بن حفص السعدي : سمعت أحمد بن حنبل الإمام يقول :لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضًا.
*وروى الحافظ المؤرخ الإمام أبو عمر بن عبد البر في"جامع بيان العلم وفضله" في باب إثبات المناظرة والمجادلة وإقامة الحجة :
- عن محمد بن عتاب بن المربع قال :سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري، أخبرني قال : كنت عند أحمد بن حنبل وجاءه علي بن المديني راكبًا على دابة قال : فتناظرا في الشهادة وارتفعت أصواتهما، حتى خفت أن يقع بينهما جفاء. وكان أحمد يرى الشهادة، وعلي يأبى ويدفع،فلما أراد عليُّ الانصراف، قام أحمد فأخذ بركابه.
فتأدبوا حتى وإن اختلفت مذاهبهم وأفهامهم للسنة
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم * * "* * ** إن التشبه بالكرام فلاح
عن عبدِ اللهِ قالَ " لعنَ اللهُ الواشمَاتِ والمُتَوشِّماتِ ، والمُتَنَمِّصَات والمُتَفَلِّجَاتِ للحسْنِ ، المُغِّيراتِ خلقَ اللهِ" . فبلغَ ذلكَ امرأةً من بني أسدٍ يُقالُ لها أمُّ يعقوبَ ، فجاءَت فقالتْ : إنَّهُ بلغَني أنكَ لعَنْتَ كيْتَ وكيْتَ ، فقالَ : وما لي لا ألعنُ مَن لعنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ومَنْ هوَ في كتابِ اللهِ ، فقالت : لقدْ قرأتُ ما بينَ اللوحينِ ، فمَا وجدْتُ فيهِ ما تقولُ ، قالَ : لئن كنتِ قرَأتِيهِ لقد وجَدْتِيهِ ، أما قرأتِ " مَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " . قالتْ : بلى ، قالَ : فإنَّهُ قدْ نهَى عنهُ ، قالت : فإنِّي أرَى أهْلَكَ يفعَلونَهُ ، قالَ : فاذْهَبي فانْظُرِي ، فَذَهَبتْ فَنَظَرتْ ، فلمْ تَرَ من حاجَتِها شيئًا ، فقالَ : لو كانَتْ كذَلِك مَا جَامَعَتْنا .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4886-خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
هنا (http://dorar.net/hadith?skeys=%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%84+%D9%82%D8%A7 %D9%84&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0)
ما رواه البخاري وغيره عن ابن شهاب سالم قال " كتب عبد الملك إلى الحجاج أن لا يخالف ابن عمر في الحـج ، فجاء ابن عمر رضي الله عنه وأنا معه يوم عرفة حين زالت الشمس ، فصاح عند سرادق الحجاج ، فخرج وعليه ملحفة معصفرة ، فقال : ما لك يا أبا عبد الرحمن ؟ فقال : الرواح إن كنت تريد السنة ، فقال : هـذه الساعة ؟ قال : نعم ، قال : فأنظرني حتى أفيض على رأسي ثم أخرج ، فنزل حتى خرج الحجاج ، فسار بيني وبين أبي ، فقلت -القائل هو سالم - فجعل ينظر إلى عبد الله ، فلما رأى ذلك عبد الله ، قال : صدق "
رواه البخاري في صحيحه -كتاب الحج- باب التهجير بالرواح يوم عرفة 3 \ 511 برقم 1660 .
*أنه تزوَّج ابنةً لأبي إهابِ بنِ عُزَيزٍ، فأتَتْه امرأةٌ فقالتْ : إني قد أرضَعتُ عُقبَةَ والتي تزوَّج، فقال لها عُقبَةُ : ما أعلَمُ أنكِ أرضَعتِني، ولا أخبَرتِني، فركِب إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالمدينةِ فسأَله، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : "كيف وقد قِيل" . ففارَقها عُقبَةُ، ونكَحَتْ زوجًا غيرَه .
الراوي: عقبة بن الحارث المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 88-خلاصة حكم المحدث: صحيح.
هنا (http://dorar.net/hadith?skeys=%D9%81%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%82%D9%87% D8%A7+%D8%B9%D9%82%D8%A8%D8%A9+%D9%88%D9%86%D9%83% D8%AD%D8%AA+%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A7%D9%8B+%D8%BA% D9%8A%D8%B1%D9%87&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0)

أم أبي التراب
01-29-2015, 12:49 PM
المجلس الحادي عشر

"قاعدة جليلة "

أقسام أفعال العباد:
القسم الأول: العادات.
القسم الثاني: العبادات.
وَالْأَصْلُ فِي عَادَاتِنَا الْإِبَاحَـهْ ... حَتَّى يَجِيءَ صَارِفُ الْإِباحَهْ
وَلَيْسَ مَشْرُوعًا مِنَ الأُمُورْ ... غَيْرُ الَّذِي فِي شَرْعِنَا مَذْكُورْ
هذه قاعدة عظيمة نافعة ، تضمنت " أصلين عظيمين " دل عليهما الكتاب والسنة في مواضع
وهذَانِ الأَصْلانِ ذكرهمَا شيخُ الإِسلامِ رحمهُ اللهُ في كتبِهِ، وذكرَ أَنَّ الأَصْلَ الَّذي بنى عليهِ الإِمامُ أَحمدُ مذهبَهُ:
أَنَّ العاداتِ الأَصْلُ فيهَا الإِباحةُ، فلا يحرمُ منهَا إلاَّ مَا وردَ تحريمُهُ.
وأَنَّ الأَصْلَ في العباداتِ أَنَّهُ لا يُشْرَعُ منهَا إلاَّ مَا شَرَعَهُ اللهُ ورسولُهُ صلى الله عليه وسلم.

معنى "الأصل"
الأصل بقاء ما كان على ما كان
فمثلاً: إذا كان الإنسان عليه دَيْن لآدمي أو لله ثم شك في قضاء هذا الدَّيْن، فنقول: الأصل بقاء ما كان على ما كان.القضاء ثابت في الذمة، وهو أمر معلوم فلا يزول بالشك.
ومثله: رجل عليه قضاء رمضان وشك هل قضاه أو لم يقضه؟ نقول: القضاء ثابت في الذمة، وهو أمر معلوم فلا يزول بالشك.ونقول: الأصل بقاء ما كان على ما كان.
الدليل:
شُكيَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الرجلُ يجدُ في الصلاةِ شيئًا، أيقطعُ الصلاةَ ؟ . قال : "لا، حتى يسمع صوتًا أو يجدَ ريحًا " .
الراوي: عبدالله بن زيد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2056- خلاصة حكم المحدث:صحيح
الدرر السنية (http://dorar.net/hadith?skeys=%D8%AD%D8%AA%D9%89+%D9%8A%D8%B3%D9%85 %D8%B9+%D8%B5%D9%88%D8%AA%D8%A7&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0)
"لا، حتى يسمع صوتًا أو يجدَ ريحًا...": أي حتي يتيقن فيبقى على الأصل وهو الطهارة حتى يتيقن من خروج ناقض للطهارة ،ولا عبرة بالشك
*تعريف "العادة"

"العادة" اصطلاحًا: ما استقر في النفس السليمة والطبائع المستقيمة من المعاملات
فالعاداتُ هيَ: مَا اعتادَ النَّاسُ منَ المآكلِ والمشاربِ وأصنافِ الملابسِ، والذَّهابِ والمجيءِ، والكلامِ، وسائرِ التَّصرُّفاتِ المعتادةِ، فلا يحرمُ منها إلاَّ ما حرَّمهُ اللهُ ورسولُهُ، إِمَّا نَصًّا صريحاً أوْ يدخلُ في عمومٍ أَوْ قياسٍ صحيحٍ، وَإلاَّ فسائرُ العاداتِ حلالٌ.

والدَّليلُ على حِلِّهَا قولُهُ تعالى
" هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" "البقرة29 فهذَا يدلُّ على أَنَّهُ خَلَقَ لَنَا مَا في الأَرْضِ جميعَهُ، لننتفعَ بهِ على أَيِّ وجهٍ منْ وجوهِ الانتفاعِ.
معنى "الإباحة"

الإباحة في الفقه : حكم يقتضي التخيير بين الفعل والترك ، أو إجازة الفعل دون إثم هنا (http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%A9/)
الإباحة : ما خير الشارع المكلَّف فيه بين الفعل والترك، كالأكل والشرب الزائدين على ما يتم به قيام بنية البدن، واللهو الجائز.هنا (http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=46888)
شرح قول الناظم: "حَتَّى يَجِيءَ صَارِفُ الْإِباحَهْ"
لا يشترط القطع بعدم وجود الصارف، وإنما يكتفى فيه بغلبة الظن
أنواع الصوارف الشرعية:
النوع الأول: النص الشرعي
أي من القرآن أو السنة الثابتة
النوع الثاني: الإجماع المعتبر
وهو اتفاق مجتهدي هذه الأمة في عصر معين ،بعد عصر النبي صلى الله عليه وسلم ،على حكم شرعي
النوع الثالث: القياس الصحيح
وهو :تسوية فرع بأصل في حكم لعلَّة جامعة بينهما. فالفرع: المقيس.
والأصل: المقيس عليه.
والحكم: ما اقتضاه الدليل الشرعي من وجوب، أو تحريم، أو صحة، أو فساد، أو غيرها.
والعلة: المعنى الذي ثبت بسببه حكم الأصل،
وهذه الأربعة أركان القياس، والقياس أحد الأدلة التي تثبت بها الأحكام الشرعية.الشيخ العثيمين (http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17747.shtml)

أمثلة للقياس الصحيح
- شرب الخمر: واقعة ثبت بالنص حكمها، وهو التحريم الذي دلّ عليه قوله سبحانه وتعالى"إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ"المائدة: 690، لعِلَّةِ هي الإسكار، فكل نبيذ توجد فيه هذه العلة يسوي بالخمر في حكمه ويحرم شربه.
*أدلة القاعدة:
من القرآن الكريم: قوله تعالى" هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" "البقرة29
من السنة النبوية: - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مرَّ بقومٍ يُلقِّحون . فقال " لو لم تفعلوا لصلَح " قال فخرج شِيصًا . فمرَّ بهم فقال " ما لنخلِكم ؟ " قالوا : قلتَ كذا وكذا . قال " أنتم أعلمُ بأمرِ دنياكم " .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2363-خلاصة حكم المحدث: صحيح الدرر السنية (http://dorar.net/hadith?skeys=%D8%A3%D9%86%D8%AA%D9%85%20%D8%A3%D8% B9%D9%84%D9%85%20%D8%A8%D8%A3%D9%85%D9%88%D8%B1%20 %D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%83%D9%85)
مثال للقاعدة:
مثال: الخمر من العادات التي ورد النص بتحريمها
آفاق التيسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=365)بتصرف
فالأصلُ في العاداتِ والمعاملاتِ الإباحةُ، فلا يَحْرُمُ منها شيءٌ إلا مادلَّ عليه الدليلُ من الكتابِ أو السُّنَّةِ أو الإجماعِ أو القياسِ الصحيحِ.
وكلُّ مَن حرَّم شيئًا من ذلك طُولِب بالدَّليلِ السَّالمِ مِن المعارِضِ الرَّاجحِ، ولا يُطالَبُ المبيحُ بالدَّليلِ؛ لأنه متمسِّكٌ بالأصلِ.
والأصلُ في هذا قولُه تعالى"هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا"البقرة، 29. فامْتَنَّ علينا بإباحةِ الانتفاعِ بما خلَقه.

وقولُه تعالى"قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ"الأعراف، 32. فأنْكَر اللهُ سبحانَه على مَن حرَّم شيئًا مِن الزِّينةِ والطَّيِّبَاتِ دونَ بُرْهَانٍ منه سبحانَه.
فهذه الآية سيقت مساق الاستفهام الإنكاري.
العبادات

فقولُه:
وَلَيْسَ مَشْرُوعًا مِنَ الأُمُورْ ... غَيْرُ الَّذِي فِي شَرْعِنَا مَذْكُورْ.
أي: الأمورِ العِباديَّةِ.
*فالعباداتُ الأصلُ فيها التَّحريمُ،فلا يُشْرَعُ منها شيءٌ إلا بدليلٍ صحيحٍ، وكلُّ مَن تقَرَّب بعبادةٍ، أو أَذِن فيها طُولِب بالدليلِ الرَّاجحِ، ولا يُطالَبُ المانعُ بإقامةِ الدَّليلِ على تحريمِها، لأنه متمسِّكٌ بالأصلِ.
والأصلُ في هذا قولُه تعالى"أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ"الشورى، 21. فأنكَر تشريعَ شيءٍ من القُرُباتِ دونَ إِذنٍ منه سبحانَه.
وكذلك قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: " من عمل عملًا ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ" الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6398-خلاصة حكم المحدث:صحيح هنا (http://dorar.net/hadith?skeys=%E3%F3%E4%FA%20%DA%F3%E3%F6%E1%F3%20% DA%E3%E1%C7%F0%20%E1%F3%ED%FA%D3%F3)
مَن عمِلَ عملًا ليسَ علَيهِ أمرُنا فَهوَ مَردودٌ الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 52-خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح هنا (http://dorar.net/hadith?skeys=%E3%F3%E4%FA%20%DA%F3%E3%F6%E1%F3%20% DA%E3%E1%C7%F0%20%E1%F3%ED%FA%D3%F3)
وقد ورد عن جابر -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبته يوم الجمعة: «سمِعتُ مرةً الهمدانيَّ يقولُ : قال عبدُ اللهِ : إن أحسنَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وأحسنَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، و" إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ " . الراوي: عمرو بن مرة الجهني المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7277-خلاصة حكم المحدث: صحيح.نا (http://dorar.net/hadith?skeys=%D9%88%D9%8E%D8%B4%D9%8E%D8%B1%D9%91% D9%8F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8F%D9%85%D9%8F%D9%88%D 8%B1%D9%90+%D9%85%D9%8F%D8%AD%D9%92%D8%AF%D9%8E%D8 %AB%D9%8E%D8%A7%D8%AA%D9%8F%D9%87%D9%8E%D8%A7&st=a&xclude=)
"إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ "الأنعام134
"إِنَّ مَا تُوعَدُونَ" من الساعة والعذاب "لآتٍ" لا محالة "وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ"فائتين عذابنا. تفسير الجلالين
فالعبادة هي ما أمر به الشرع، أمر إيجاب أو أمر استحباب، فما خرج عن هذا؛ فليس بعبادة، بل هو بدعة والبدعة نوعان:
النوع الأول: أن يَشرع أو يَخترع عبادة ليس لها أصل في الشرع؛ كأذكار ما لها أصل، أو صلوات لها أصل، ومن هذا النداء لصلاة العيد، أو النداء لصلاة الاستسقاء، هذا ليس له أصل في الشرع؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلى العيد بدون نداء وصلى الاستسقاء بدون نداء، لكن في الكسوف فيها نداء، لماذا؟ لأن الكسوف يقع فجأة، لكن العيد يعلم به الناس، الاستسقاء يخبرون به.
النوع الثاني: أن يبتدع العبادة على وجه يغير ما شرعه الله ورسوله؛ مثل: الوضوء أكثر من ثلاث مرات هذا ليس له أصل، وإلا فالوضوء له أصل، ومثل التلحين الزائد في الأذان، فتحسين الصوت في الأذان، لكن التلحين والتمطيط الزائد ليس له أصل، ومثل هذا الأذكار الجماعية، أو التكبير الجماعي.
مقتبس من آفاق التيسير ومصادر أخرى (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=365)

أم أبي التراب
02-11-2015, 05:24 AM
المجلس الثاني عشر
12 ربيع الآخر 1436 هـ
ثالثًا : توحيد الأسماء والصفات



وهو الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه ووصفه به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأسماء الحسنى والصفات العلى ، لفظًا ومعنىً ،من غير تحريف،ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ، ولا تمثيل

-التحريف: لغة: هو التغيير والتبديل، واصطلاحًا: هو صرفُ اللَّفظ عن المعنى الظاهر منه، بلا دليل، كتحريف اليدين إلى القوة والنعمة- .

-التعطيل: لغة: مأخوذ من العطل، الذي هو الخلو والفراغ والترك، واصطلاحًا: هو إنكار ما يجب لله من الأسماء والصفات، وإنكار بعضها، وهو قسمان :- تعطيل كُلي: وهو إنكار كل الصفات. - تعطيل جزئي: وهو إنكار بعض الصفات . -

-التكييف: لغة: جعْل الشيء على هيئة معلومة، واصطلاحًا: هو الخوض في هيئة وكُنْهِ الصفات التي أثبتها الله لنفسه، فالتحريف في النصوص، والتعطيل في المعتقد، وأما التكييف والتمثيل في الصفة . -
-التمثيل: لغة: من المثيل والند والنظير، واصطلاحًا: هو اعتقاد أن صفات الخالق مثل صفات المخلوق .-

والإيمان بما دلَّ عليه هذا الاسمُ من معنًى ، وما ترتَّب عليه من آثار ، وبهذا الإيمان يَعرِف الإنسانُ ربَّه ، ويرتبط قلبه به محبة وثناءً وتمجيدًا ؛ فتزكو النفوس ، ويزداد الإيمان ؛ لذلك كان من أشرف العلوم معرفةُ أسمائه وصفاته
هنا (http://majles.alukah.net/t135578/)
واعتقاد أن هذه الأسماء والصفات على الحقيقة لا على المجاز ، وأن لها معانٍ حقيقية تليق بجلال الله وعظمته .
أي : نثبت لله ما أثبته لنفسه من أسماء وصفات ، ونؤمن بمعناها ، وأن لها كيف . لكنْ نفوض هذا الكيف لله لعجزنا وجهلنا بهذا الكيف .
لقوله تعالى " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ "
سورة الشورى / آية : 11.
فقد أثبت سبحانه صفتي السمع والبصر ، ونفى المِثلية .
*أهمية العلم بقواعد الأسماء والصفات
وخطورة الخوض في الأسماء والصفات بلا علم:


تتأكد معرفة هذه القواعد في مثل هذا الوقت الذي كثرت فيه شبهات أهل الأهواء وأباطيل أهل الضلال، فيتأكد على طالب العلم أن يكون على عناية ودراية بهذه القواعد النافعة والتأصيلات المفيدة التي حررها أهل العلم وجمعوها تسهيلًا وتيسيرًا ونفعًا لطلاب العلم، ومن لا علم له بها ولا دراية له بها، فالأولى به أن يسكت في هذا الباب؛ لأن الخطأ فيه ليس كالخطأ في أمر آخر؛ عندما يخطئ الإنسان في أسماء الله وفي صفاته -سبحانه وتعالى- فالأمر ليس بالهين، بل هو أمر كبير وخطير للغاية، وفي هذا المقام -التنبيه على خطورة الغلط في أسماء الله وصفاته- أضرب دائما مثلين من القرآن الكريم؛ يتضح بهما خطورة هذا الأمر.
وقبل ذكرِ هذين المثلين أذكر أن توحيد الأسماء والصفات قائم عند أهل السنة على أصلين: الإثبات والنفي، كما قال الإمام أحمد -رحمه الله-: نصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث، وقال الأوزاعي -رحمه الله-: ندور مع السنة حيث دارت، أي: نفيًا وإثباتًا، فما ثبت في الكتاب والسنة أثبتناه، وما نفي في الكتاب والسنة نفيناه
-فائدة -النفي في باب الصفات ليس نفيًا محضًا أو نفيًا صرفًا، وإنما هو نفي متضمن لثبوت كمال الضد لله -سبحانه وتعالى- كمال الضد أي: كمال ضد المنفي فمثلاً نفي اللغوب وهو التعب عنه -سبحانه وتعالى- هذا ليس نفيًا صرفًا، في قوله تعالى" وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ" وإنما هو نفي متضمن لثبوت كمال قوة الله سبحانه وتعالى، وكذلك نفي الظلم عنه -جل وعلا- في قوله "وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ" ليس نفيًا صرفًا، وإنما هو نفي متضمن لثبوت كمال العدل لله -جل وعلا- وهكذا قُل في كل الصفات المنفية.
المثل الأول: يتعلق بجانب الإثبات، قال الله سبحانه وتعالى: "وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ "فصلت22

"وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ "فصلت23

تأملْ معي الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء، ثم قارنه بأخطاء أهل الضلال والباطل الذين عطلوا صفات الله -سبحانه وتعالى- وجحدوا أسماءه.
تأمل في الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء وما ترتب عليه: "وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ "هنا نفي لشيء أثبته الله، الله -عز وجل- أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحاط علمُه بها -سبحانه وتعالى- يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، فهؤلاء قالوا في حق الله: إنه لا يعلم كثيرا مما يعملون، فهل نفوا صفة العلم من أصلها أو أثبتوها؟
أثبتوا صفة العلم لم ينفوا الصفة من أصلها بل أثبتوها، ولكنهم اعتقدوا أن علم الله -سبحانه وتعالى- الذي أثبتوه له ليس محيطا ولا شاملا، بل يفوته -تعالى الله عن قولهم- كثيرًا مما يعمله الناس، ولم يقولوا أيضًا يفوته كل ما يعمله الناس بل قالوا كثيرًا، فلم ينفوا هذه الصفة من أصلها، ولم يجحدوها من أساسها، وإنما نفوا علم الله -سبحانه وتعالى- بكثير مما يعمله الناس.
قال الله -عز وجل- مبينا ما ترتب على هذا الظن الباطل والاعتقاد الفاسد: "وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ" وهذه فائدة عظيمة وكبيرة أن الخطأ في باب الأسماء والصفات يردي صاحبه ويوقعه في الهلاك والردى ، ولهذا قال العلماء: إن من شؤم الاعتقاد الفاسد فساد العمل وفساد الخلق وفساد الدين والدنيا والآخرة، كل ذلك يترتب على الخطأ في هذا الباب فيما يتعلق بأسماء الله جل وعلا وصفاته" وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ "ردى وخسران وهلاك ونار كل ذلك ترتب على هذا الظن، إذا كان هذا ترتب على من وقع في هذا الاعتقاد، فكيف بمن يجحد الأسماء كلها ويجحد الصفات جميعها، ولا يثبت منها شيئا، ويخوض فيها خوضا باطلا بعقله الكاسد وفكره الفاسد ورأيه السيئ، ينفي عن الله -سبحانه وتعالى- ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم "قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ"البقرة140فهذا في جانب الإثبات وخطورة الخطأ.
**في جانب النفي وهو المثال الثاني وهو: أن يثبت الإنسان شيئا نفاه الله، قال الله -سبحانه وتعالى-: "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا"مريم88أثبتوا ما نفاه الله: "لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ "نزه -سبحانه وتعالى- نفسه عن الولد فأثبتوه له "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا" أثبتوا لله ما نزه الله -سبحانه وتعالى- نفسه عنه، ماذا ترتب على ذلك؟ قال الله:" لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًّا إِدًّا "مريم89. أي: عظيمًا خطيرًا مهلكًا في غاية الخطورة، وانظر وقع هذه الكلمة "إدًّا" لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ""تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً "أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا "مريم89 :91
فالخطأ في أسماء الله -تبارك وتعالى- وصفاته بالغ الخطورة، سواء في إثبات ما نفاه الله، أو في نفي ما أثبته الله، وفي المثالين المشار إليهما تبيان واضح لذلك.

مقتطفات -الشيخ عبد الرزاق البدر (http://majles.alukah.net/t51659/)

ولأهل السنة والجماعة طريقةٌ في الأسماء والصفات وسَط بين فِرَق الضلال ، وهي :
1- طريقتهم في إثبات الأسماء والصفات : فهم يُثبتون ما ثبَت في الكتاب والسنَّة الصحيحة من غير تحريف ولا تعطيلٍ ، ومن غير تمثيلٍ ولا تشبيه .
2- طريقتهم في النفي : فهم ينفون ما نفاه الله عن نفسه ، وعلى لسان رسوله من صفات النقص ، وإثبات كمال ضد الصفة المنفية ؛ مثل قوله - تعالى -" لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "الشورى: 11.نفي، لكنه يتضمن إثباتَ الكمال لله - عز وجل - فهم ينفون المماثلة للخلق، ويُثبتون الكمال لله - سبحانه وتعالى .
وكذا قوله - تعالى -" لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ " البقرة: 255. نفيٌ، يتضمن كمال القيوميَّة والحياة لله - سبحانه وتعالى .
3- طريقتهم فيما لا يرِد فيه نفيٌ ولا إثبات - مثل : الجسم والحيِّز والجهة - فهم يتوقَّفون في اللفظ، ويسألون عن المراد عنه، فإن كان يُراد به باطلٌ، ردُّوه، وإن كان يراد به حقٌّ، قبِلوه، مثل الجهة: إن كانوا يقصدون بها أن اللهَ في السماء، فهذا صحيح، وإن كانوا يقصدون أن الله تحويه السماءُ، فهذا باطلٌ .
• وهذا النوع من التوحيد هو الذي ضلَّ فيه بعضُ الأمَّة الإسلامية ، وانقسموا فيه إلى فِرَق كثيرة من معطِّلة وممثِّلة ومحرِّفة، وغيرهم من فِرَق الضلال، ولكن الله قيَّض لهؤلاء - مِن أهل العلم - مَن يردون عليهم، ويدحضون شبهاتِهم في كل عصر ومصرٍ، ولله الحمد والمنة .
وقد ارتكز معتقد أهل السنة والجماعة في باب أسماء الله وصفاته على ثلاثة أسسٍ رئيسية ، هي :
الأساس الأول : الإيمان بما وردت به نصوصُ القرآن والسنَّة الصحيحة من أسماء الله وصفاته إثباتًا ونفيًا .
الأساس الثاني : تنزيه الله - جل وعلا - عن أن يشبه شيءٌ من صفاته شيئًا من صفات المخلوقين .
الأساس الثالث : قطع الطمع عن إدراك كيفية اتِّصاف الله بتلك الصِّفات .
وهذه الأسس الثلاثة هي التي تفصل وتميِّز عقيدةَ أهل السنة والجماعة في هذا الباب عن عقيدة أهل التعطيل من الفلاسفة وأهل الكلام من جهة، وعن عقيدة أهل التمثيل من الكرَّامية والهِشامية وغيرهم من جهة أخرى .
فالأساس الأول : فيه تمييزٌ لعقيدة أهل السنَّة عن عقيدة المعطلة، فأهل السنة يجعلون الأصل في إثبات الأسماء والصفات أو نفيِها عن الله - تعالى - هو كتابَ الله وسنَّةَ نبيه - صلى الله عليه وسلم - ولا يتجاوزونهما ، فما ورد إثباتُه من الأسماء والصفات في القرآن والسنة الصحيحة ، فيجب إثباتُه ، وما ورد نفيُه فيهما، فيجب نفيه .
أما أهل التعطيل ، فقد جعلوا "العقل" وحده هو أصلَ علْمِهم ، فالشُّبَه العقلية هي الأصول الكلية الأولية عندهم ، وهي التي تُثبت وتنفي ، ثم يعرِضون الكتاب والسنة على تلك الشُّبَه العقلية ، فإن وافقتها قُبِلت اعتضادًا لا اعتمادًا ، وإن عارضتها رُدَّت تلك النصوص الشرعية وطُرِحت ، وفي هذا يقول قائلهم : كل ما ورَد السمع به يُنظر ، فإن كان العقل مجوِّزًا له ، وجَب التصديقُ به ، وأما ما قضى العقل باستحالته ، فيجب فيه تأويل ما ورد السمعُ به ، ولا يُتصور أن يشمل السمعُ على قاطع مخالف للمعقول ، وظواهر أحاديث التشبيه - يعني بها أحاديث الصفات - أكثرُها غيرُ صحيح ، والصحيح منها ليس بقاطع ، بل هو قابل للتأويل .الاقتصاد في الاعتقاد؛ لأبي حامد الغزالي- 32 - 33 .
ومن يُلقِ نظرة على كتب الأشاعرة - مثلاً - يجد أن القوم يقسِّمون أبواب العقيدة إلى إلهيات ، ونبوات ، وسمعيات ، وهم في باب الإلهيات والنبوات لا يعتمدون نصوص الكتاب والسنَّة ؛ ولذلك لن تجد في هذين البابين إلا الشُّبَه العقلية المركَّبة وَفْق القواعد المنطقية .
وأما باب السمعيات - أي البعث والحشر ، والجنة والنار ، والوعد والوعيد - فهم يَقبَلون النصوص الشرعية ، وبالتالي سمَّوا هذا الباب بالسمعيات في مقابل باب الإلهيات والنبوات ؛ إذ إنهم يعتمدون فيهما على العقليات ، وهؤلاء شابَهوا حال من قال الله - تعالى - فيهم"أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "البقرة: 85.
وأما الأساس الثاني : - وهو تنزيه الله عن مشابهة المخلوقين - ففيه تمييزٌ لعقيدة أهل السنة والجماعة عن عقيدة المعطِّلة من جهة، وعن عقيدة المشبِّهة من جهة أخرى، فأهل السنَّة: يعتقدون أن ما اتَّصف الله به من الصفات لا يماثله فيها أحدٌ من خلقه، فالله - عز وجل - قد أخبرنا بذلك بنص كتابه العزيز؛ حيث قال" لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "الشورى: 11.
أما أهل التعطيل ، فإنهم لم يفهموا من أسماء الله وصفاته إلا ما هو اللائق بالمخلوق ، ثم شرعوا في نفي تلك المفهومات التي لا وجود لها إلا في أفهامهم الفاسدة، فعقيدةُ هؤلاء المعطِّلة جمعت بين التمثيل والتعطيل ، وهذا الشر إنما جاء من تنجُّس قلوبهم وتدنُّسها بأقذار التشبيه ، فإذا سمعوا صفةً من صفات الكمال التي أثنى اللهُ بها على نفسه - كاستوائه على عرشه ، ومجيئِه يوم القيامة، وغير ذلك من صفات الجلال والكمال - فإن أول ما يخطر في أذهانهم أنَّ هذه الصفةَ تُشبه صفات الخلق .
وأما عقيدة أهل التمثيل ، فهي تقوم على دعواهم أن الله - عز وجل - لا يخاطبنا إلا بما نعقل ، فإذا أخبرنا عن اليد ، فنحن لا نعقل إلا هذه اليدَ الجارحة ، فشبَّهوا صفاتِ الخالق بصفات المخلوقين ، فقالوا : له يدٌ كأيدينا ونحو ذلك ، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا .
وأما الأساس الثالث ، ففيه تمييز لعقيدة أهل السنَّة والجماعة عن عقيدة المُشبِّهة ، فأهل السنة يفوِّضون علم كيفية اتصاف البارئ - عز وجل - بتلك الصفات إلى الله - عز وجل - فلا علْم للبشر بكيفية ذات الله - تبارك وتعالى - ولا تفسير كُنْهِ شيء من صفات ربنا - تعالى - كأن يقال : استوى على هيئة كذا ، بخلاف المفوِّضة، فهم يفوِّضون المعنى والكيفَ ، فهم بذلك يخالفون السلف في تفويضهم للكيف فحسب ، فكل مَن تجرَّأ على شيء من ذلك ، فقوله من الغلو في الدين والافتراء على الله - عز وجل - واعتقاد ما لم يأذنْ به الله ولا يليق بجلاله وعظمته، ولم ينطق به كتاب ولا سنة، ولو كان ذلك مطلوبًا من العباد في الشريعة، لبيَّنه الله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو لم يدَعْ ما للمسلمين إليه حاجةٌ إلا بيَّنه ووضَّحه، والعباد لا يعلمون عن الله - تعالى - إلا ما علَّمهم؛ كما قال - تعالى -" وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ "البقرة: 255.
فليؤمن العبد بما علَّمه الله - تعالى - وليقف معه، وليُمسك عما جهِله، وليَكِلْ معناه إلى عالمه .
وأما المشبِّهة فقد تعمَّقوا في شأن كيفيات صفات الله ، وتقوَّلوا على الله بغير علم ؛ حيث يقول أحدهم : له بصرٌ كبصري ، ويد كيدي ، وقدم كقدمي ، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا .
انظر : شرح الواسطية (14 - 23) ، والقول المفيد شرح كتاب التوحيد ( 8 - 17) ؛ لابن عثيمين ، وماذا يعني انتمائي لأهل السنة والجماعة ؛ لشيخنا العزازي ( 11 - 46) ، وإتحاف أهل الألباب بمعرفة التوحيد والعقيدة في سؤال وجواب ؛ للشيخ وليد بن راشد بن سعيدان ( 1/ 114 - 119) ، ومواقف الطوائف من توحيد الأسماء والصفات ؛ للشيخ محمد بن خليفة بن علي التميمي (21 - 38 ) .

هنا (http://majles.alukah.net/t135578/)

أم أبي التراب
02-18-2015, 04:44 AM
المجلس الثالث عشر
30 ربيع الآخر 1436 هـ

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الموصوف بصفات الجلال، المنعوت بنعوت الكمال.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه وحجته على عباده، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.
وبعد:
فإنه من المفيد والمهم لطالب الحق قبل أن يشرع في دراسة تفاصيل جوانب توحيد الأسماء والصفات أن يكون لديه معرفة بأهمية هذا التوحيد وما له من قيمة ومنزلة ودور في جانب الاعتقاد على وجه الخصوص، وفي سائر جوانب الدين على وجه العموم، فإيجاد هذا التصور المفيد في فكر المسلم عما لهذا التوحيد من مكانة عالية ودرجة رفيعة سيعود-بإذن الله تعالى- عليه بالنفع في إيمانه بالله عز وجل، فيولي هذا الجانب القدر الواجب له من الأهمية، كما يزيده ذلك رغبة في التفقه في مسائله ومباحثه وتفريعاته، والتي لا يستغني عنها طالب العلم الراغب في التزود من العلم النافع المفيد وإن مما يؤسف له أن البعض ينظر إلى هذا التوحيد نظرة المقل من أهميته وشأنه، فيظن أن مباحث هذا الباب لا تتجاوز ذكر الأقوال المختلفة والمتباينة في القدر الذي يثبت أو لا يثبت من أسماء الله وصفاته، وأن الأمر لا يعدو ذلك ولا يخرج عنه ، ومثل هذه النظرة وهذا القول لا يصدر إلا عن أحد شخصين، إما جاهل لا يدري ما في هذا الباب من مسائل مفيدة، وعلى درجة من الأهمية لا غنى للمسلم عنها وعن معرفتها.
وإما عن شخص منحرف في عقيدته يظن أن حال هذا الباب لا يخرج عن الحال الذي عليه عند أهل الباطل الذين لم يستضيئوا في هذا الباب ولا في غيره بنور الكتاب والسنة، وبالتالي لم يتجاوز حديثهم في هذا الباب حدود الطعن في أسماء الله وصفاته والتشكيك فيها أو في أكثرها، فصدوا بذلك عن معرفتها فضلاً عن بيان مالها من دور ومكانة في عقيدة المسلم وإيمانه بربه تبارك وتعالى.
فإرشاداً لطالب الحق، وتعليمًا للجاهل الغافل، ودعوة للمخالف المنحرف، ومذاكرة للعالم أسطر هذه الكلمات التي تشير إلى بعض ما في هذا التوحيد من فوائد ومزايا، عسى الله أن ينفع بها من يطلع عليها ويستذكرها.
فأقول وبالله التوفيق ومنه أستمد العون والتسديد ملخصًا ما أود بيانه في النقاط التالية:
أولاً: هذا التوحيد شطر باب الإيمان، بالله تعالى:
لا يخفى على المسلم أهمية الإيمان بالله، فهو أول أركان الإيمان، بل هو أعظمها، فما بقية الأركان إلا تبع له وفرع عنه، وهو أهم ما خلق لها الخلق وأرسلت به الرسل، وأنزلت به الكتب، وأسست عليه الملة، فالإيمان بالله هو أساس كل خير، ومصدر كل هداية، وسبب كل فلاح، ذلك لأن الإنسان لما كان مخلوقًا مربوبًا عاد في علمه وعمله إلى خالقه وباريه فبه يهتدي، وله يعمل، وإليه يصير، فلا غنى له عنه، وانصرافه إلى غيره هو عين هلاكه
وفساده، والإنسان له بالله عن كل شيء عوض، وليس لكل شيء عن الله عوض، فليس للعبد صلاح ولا فلاح إلا بمعرفة ربه وعبادته، فإذا حصل له ذلك فهو الغاية المرادة له والتي خلق من أجلها، فما سوى ذلك إما فضل نافع، أو فضول غير نافعة، أو فضول ضارة، ولهذا صارت دعوة الرسل لأممهم إلى الإيمان بالله وعبادته، فكل رسول يبدأ دعوته بذلك كما يعلم من تتبع دعوات الرسل في القرآن.
وملاك السعادة والنجاة والفوز يكون بتحقيق التوحيدين اللذين عليهما يقوم الإيمان بالله تعالى، وبتحقيقهما بعث الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم، وإليه دعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ممن أولهم إلى آخرهم.
وأحدهما: التوحيد العلمي الخبري الاعتقادي المتضمن إثبات صفات الكمال لله تعالى، وتنزيهه فيها عن التشبيه والتمثيل، وتنزيهه عن صفات النقص.
والتوحيد الثاني: عبادته وحده لا شريك له، وتجريد محبته والإخلاص له وخوفه ورجاؤه والتوكل عليه، والرضا به ربا وإلها ووليا، وأن لا يجعل له عدلاً في شيء من الأشياء.
وقد جمع سبحانه وتعالى هذين النوعين في سورتي الإخلاص وهما سورة: "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ" من سورة الكافرون. المتضمنة للتوحيد العملي الإرادي. وسورة "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" من سورة الإخلاص المتضمنة للتوحيد العلمي الخبري. فسورة "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" فيها بيان ما يجب لله تعالى من صفات الكمال وبيان ما يجب تنزيهه عنه من النقائص والأمثال.
وسورة "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ" فيها إيجاب عبادته وحده لا شريك له، والتبري من عبادة كل ما سواه.
ولا يتم أحد التوحيدين إلا بالآخر، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهاتين السورتين في سنة الفجر والمغرب والوتر اللتين هما فاتحة العمل وخاتمته، ليكون مبدأ النهار توحيدًا وخاتمته توحيدًا فالتوحيد المطلوب من العبد شطره هو توحيد الأسماء والصفات.
ثانيا: توحيد الأسماء والصفات أشرف العلوم وأهمها على الإطلاق:
إن شرف العلم تابع لشرف معلومه، لوثوق النفس بأدلة وجوده وبراهينه ولشدة الحاجة إلى معرفته وعظم النفع بها.
ولا ريب أن أجل معلوم وأعظمه وأكبره هو الله الذي لا إله إلا هو رب العالمين، وقيوم السموات والأرضين، الملك الحق المبين،الموصوف بالكمال كله، المنزه عن كل عيب ونقص وعن كل تشبيه وتمثيل في كماله.
فلا ريب أن العلم به وبأسمائه وصفاته وأفعاله أجل العلوم وأفضلها، ونسبته إلى سائر العلوم كنسبة معلومه إلى سائر المعلومات.
فإن قيل: فالعلم إنما هو وسيلة إلى العمل ومراد له، والعمل هو الغاية، ومعلوم أن الغاية أشرف من الوسيلة، فكيف تفضل الوسائل على غاياتها؟
قيل: كل من العلم والعمل ينقسم إلى قسمين، منه ما يكون وسيلة، ومنه ما يكون غاية، فليس العلم كله وسيلة مرادة لغيرها، فإن العلم بالله وأسمائه وصفاته هو أشرف العلوم على الإطلاق وهو مطلوب لنفسه مراد لذاته، قال الله تعالى"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا" الآية 12 من سورة الطلاق. فقد أخبر سبحانه أنه خلق السموات والأرض ونزل الأمر بينهن ليعلم عباده أنه بكل شي عليم، وعلى كل شي قدير فهذا العلم هو غاية الخلق المطلوبة، وقال تعالى"فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".الآية 19 .من سورة محمد .فالعلم بوحدانيته تعالى وأنه لا إله إلا هو مطلوب لذاته وإن كان لا يكتفى به وحده، بل لابد معه من عبادته وحده لا شريك له، فهما أمران مطلوبان لأنفسهما.
الأمر الأول: أن يعرف الرب تعالى بأسمائه، وصفاته وأفعاله وأحكامه.
والأمر الثاني: أن يعبد بموجبها ومقتضاها.
فكما أن عبادته مطلوبة مرادة لذاتها، فكذلك العلم به ومعرفته أيضًا، فإن العلم من أفضل العبادات.

أم أبي التراب
02-20-2015, 04:09 AM
المجلس الرابع عشر
5 جمادى الأولى 1436 هـ
ثالثا: توحيد الأسماء والصفات هو أصل، العلوم الدينية:

كما أن العلم بأسماء الله وصفاته وأفعاله أجل العلوم وأشرفها وأعظمها فهو أصلها كلها، فكل علم هو تابع للعلم به، مفتقر في تحقق ذاته إليه، فالعلم به أصل كل علم ومنشؤه، فمن عرف الله عرف ما سواه، ومن جهل ربه فهو لما سواه أجهل، قال تعالى"وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ" الآية 19 من سورة الحشر .فتأمل هذه الآية تجد تحتها معنى شريفًا عظيمًا، وهو: أن من نسي ربه أنساه ذاته ونفسه فلم يعرف حقيقته ولا مصالحه، بل نسي ما به صلاحه وفلاحه في معاشه ومعاده، لأنه خرج عن فطرته التي خلق عليها فنسي ربه فأنساه نفسه وصفاتها وما تكمل به وتزكو به وتسعد به في معاشها ومعادها، قال تعالى"وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً"الآية 28 من سورة الكهف . فغفل عن ذكر ربه فانفرط عليه أمره وقلبه، فلا التفات له إلى مصالحه، وكماله وما تزكو به نفسه وقلبه، بل هو مشتت القلب مضيعه، مفرط الأمر حيران لا يهتدي سبيلاً.
فالعلم بالله أصل كل علم، وهو أصل علم العبد بسعادته وكماله ومصالح دنياه وآخرته، والجهل به مستلزم للجهل بنفسه ومصالحها وكمالها وما تزكو به وتفلح به، فالعلم به سعادة العبد والجهل به أصل شقاوته .مفتاح دار السعادة 1/86 .

رابعًا: معرفة أسماء الله وصفاته أصل عظيم في منهج السلف

معرفة أسماء الله وصفاته هي الأساس الذي ينبني عليه عمل العبد، ومن خلالها تتحدد العلاقة التي تربط العبد بربه، وعلى ضوئها يعبد المسلم ربه ويتقرب إليه.
ولذلك كان أصل علم السلف وعملهم هو:
ا- العلم بالله.
2- والعمل لله.
فجمعوا بذلك بين التصديق العلمي والعمل الحبي.
-"فالعلم بوحدانيته تعالى وأنه لا إله إلا هو مطلوب لذاته وإن كان لا يكتفى به وحده، بل لابد معه من عبادته وحده لا شريك له، فهما أمران مطلوبان لأنفسهما. الأمر الأول: أن يعرف الرب تعالى بأسمائه، وصفاته وأفعاله وأحكامه.
والأمر الثاني: أن يعبد بموجبها ومقتضاها.
فكما أن عبادته مطلوبة مرادة لذاتها، فكذلك العلم به ومعرفته أيضا، فإن العلم من أفضل العبادات"-
هنا (http://uqu.edu.sa/page/ar/28316)
ثم إن تصديقهم عن علم، وعملهم وحبهم عن علم، فسلموا بذلك من آفات منحرفة المتكلمة والمتصوفة.
فالكلاميون: غالب نظرهم وقولهم في الثبوت والانتفاء، والوجود والعدم، والقضايا التصديقية، فغايتهم مجرد التصديق والعلم والخبر.
والصوفيون: غالب طلبهم وعملهم في المحبة والبغضة، والإرادة والكراهة، والحركات العملية، فغايتهم المحبة والانقياد والعمل والإرادة.
فإن كلاً من المنحرفين له مفسدتان:
إحداهما: القول بلا علم إن كان متكلمًا.
والعمل بلا علم إن كان متصوفًا.
وهو ما وقع من البدع الكلامية والعملية المخالفة للكتاب والسنة.
والمفسدة الثانية: فوَّت المتكلم العمل.
وفوَّت المتصوف القول والكلام.
أما السلف وأتباعهم فقد حققوا كلا الأمرين.
من القول التصديقي المعتمد على معرفة أسماء الله وصفاته وأفعاله الواردة في الكتاب والسنة.
والعمل الإرادي وذلك باتباع الأوامر واجتناب النواهي وفق ما شرعه الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولذلك كان كلامهم وعملهم باطنًا وظاهرا بعلم، وكان كل واحد من قولهم وعملهم مقرونًا بالآخر وهؤلاء هم المسلمون حقًّا" مجموع الفتاوى 2/41 بتصرف".
فالسلف وأتباعهم جعلوا من توحيد الأسماء والصفات إحدى الرَّكيزتين التي قام عليها منهجهم المعتمد على نصوص الكتاب والسنة، وذلك لما لهذا التوحيد من أهمية ومنزلة، وهذا ما تشهد له كثرة النصوص الشرعية الواردة في هذا الشأن.
خامسًا: العلم بأسماء الله وصفاته يفتح للعبد باب معرفة الله:
إن محبة الشيء فرع عن الشعور به، وأعرف الخلق بالله أشدهم حبا له، وكل من عرف الله أحبه، ولا سبيل للحصول على هذه المعرفة إلا من باب العلم بأسماء الله وصفاته، فلا تستقر للعبد قدم في معرفة الله إلا بالتعرف على أسمائه وصفاته الواردة في القرآن والسنة، فالعلم بأسماء الله وصفاته يفتح للعبد هذا الباب العظيم، فالله عز وجل لم يجعل السبيل إلى معرفته من طريق الاطلاع على ذاته، فهذا الباب موصود إلى قيام الساعة، كما أخبرنا بذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: "تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربة عز وجل حتى يموت" أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن، باب ذكر ابن صياد 8/193..
- فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الناسِ فأثنى على اللهِ بما هو أهلُه . ثم ذكر الدجالَ فقال إني لأُنذرُكموه . ما من نبيٍّ إلا وقد أنذره قومَه . لقد أنذره نوحٌ قومَه . ولكن أقولُ لكم فيه قولًا لم يقلْه نبيٌّ لقومِه . تعلموا أنه أعورُ . وأنَّ اللهَ تبارك وتعالى ليس بأعورَ . قال ابنُ شهابٍ : وأخبرني عمرُ بنُ ثابتٍ الأنصاريُّ ؛ أنه أخبره بعضُ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال ، يومَ حذَّر الناسَ من الدجالِ إنه مكتوبٌ بين عينيْه كافرٌ . يقرؤه من كرِه عملَه . أو يقرؤه كلُّ مؤمنٍ . وقال تعلَّموا أنه لن يرى أحدٌ منكم ربَّه عزَّ وجلَّ حتَّى يموتَ" .
الراوي:عبدالله بن عمر- المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 169 -خلاصة حكم المحدث:صحيح
الدرر السنية (http://dorar.net/hadith?skeys=%D9%84%D9%86+%D9%8A%D8%B1%D9%89+%D8%A 3%D8%AD%D8%AF&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0)
وكذلك فإن من المحال أن تستقل العقول البشرية بمعرفة ذلك وإدراكه على وجه التفصيل، فهي عاجزة عن ذلك لكونه من المغيبات التي لا سبيل إلى معرفتها إلا من طريق الوحي، والله عز وجل يقول: "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً" الآية 85 من سورة الإسراء. فهذه الآية تبين محدودية علم الإنسان.
وقد اقتضت رحمة العزيز الحكيم أن بعث الرسل به معرفين وإليه داعين، وجعل معرفته سبحانه بأسمائه وصفاته، أفعاله هي مفتاح دعوتهم وزبدة رسالتهم، فأساس دعوة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، والأصل الأول فيها: معرفة الله سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله. ثم يتبع هذا الأصل أصلان عظيمان هما:
ا- تعريف الناس الطريق الموصلة إلى الله، وهي: "شريعته المتضمنة لأمره ونهيه".
2- تعريفهم مآلهم في الآخرة.
وهذان الأصلان تابعان للأصل الأول مبنيان عليه، فأعرف الناس بالله أتبعهم للطريق الموصلة إليه، وأعرفهم بحال الناس عند القدوم عليه.
سادسًا: أساس العلم الصحيح هو الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته:
على أساس العلم الصحيح بالله وبأسمائه وصفاته يقوم الإيمان الصحيح والتوحيد الخالص، وتنبني مطالب الرسالة جميعها، فهذا التوحيد هو أساس الهداية والإيمان وهو أصل الدين الذي يقوم عليه، ولذلك فإنه لا يتصور إيمان صحيح ممن لا يعرف ربه، فهذه المعرفة لازمة لانعقاد أصل الإيمان، وهي مهمة جدا للمؤمن لشدة حاجته إليها لسلامة قلبه وصلاح معتقده واستقامة عمله، فهذه المعرفة لأسماء الله وصفاته وأفعاله توجب للعبد التمييز بين الإيمان والكفر، والتوحيد والشرك والإقرار والتعطيل، وتنزيه الرب عما لا يليق به ووصفه بما هو أهله من الجلال والإكرام.
وذلك يتم بتدبر كلام الله تعالى وما تعرف به سبحانه إلى عباده على ألسنة رسله من أسمائه وصفاته وأفعاله وما نزه نفسه عنه مما لا ينبغي له ولا يليق به سبحانه.
والجدير ذكره أن معرفة الله نوعان:
النوع الأول: المعرفة الإجمالية.
وهي التي تلزم العبد المؤمن لينعقد بها أصل الإيمان، وهي تتحقق بالقدر الذي يميز العبد به بين ربه وبين سائر الآلهة الباطلة، ويتحقق بها الإيمان
المجمل، وتجعله في سلامة من الكفر والشرك المخرجين من الإيمان، وتخرجه من حد الجهل بربه وما يجب له.
وهذه المعرفة يتحصل عليها من قراءة سورة الإخلاص، وآية الكرسي وغيرها من الآيات ومعرفة معانيها.
ولكن هذه المعرفة لا توجب قوة الإيمان والرسوخ فيه.
النوع الثاني: المعرفة التفصيلية.
وهذه تكون بمعرفة الأدلة التفصيلية الواردة في هذا الباب وتعلمها واعتقاد اتصاف الله بها ومعرفة معانيها والعمل بمقتضياتها وأحكامها.
وهذه المعرفة هي التي يحصل بها زيادة الإيمان ورسوخه، فكلما ازداد العبد علمًا بالله زاد إيمانه وخشيته ومحبته لربه وتعلقه به، قال تعالى"إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" الآية 28 من سورة فاطر.كما تجلب للعبد النور والبصيرة التي تحصنه من الشبهات المضللة والشهوات المحرمة.
"والعلم بالله يراد به في الأصل نوعان:
أحدهما: العلم به نفسه، أي بما هو متصف به من نعوت الجلال والإكرام وما دلت عليه أسماؤه الحسنى.
وهذا العلم إذا رسخ في القلب أوجب خشية الله لا محالة، فإنه لابد أن يعلم أن الله يثيب على طاعته، ويعاقب على معصيته.
والنوع الثاني: يراد بالعلم بالله العلم بالأحكام الشرعية من الأوامر والنواهي، والحلال والحرام.
ولهذا قال بعض السلف: العلماء ثلاثة:
ا- عالم بالله ليس عالمًا بأمر الله.
2- عالم بأمر الله ليس عالمًا بالله.
3- عالم بالله وبأمر الله.
فالعالم بالله: الذي يخشى الله، والعالم بأمر الله: الذي يعرف الحلال والحرام" مجموع الفتاوى 3/333 بتصرف بسير.

أم أبي التراب
03-02-2015, 10:00 PM
المجلس الخامس عشر
12 جمادى الأولى 1436 هـ

سابعًا: العلم بأسماء الله وصفاته هو حياة القلوب:

فلا حياة للقلوب ولا نعيم ولا سرور ولا أمان ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها ويكون أحب إليها مما سواه، والإنسان بدون الإيمان بالله لا يمكنه أن ينال معرفة ولا هداية، وبدون اهتدائه إلى ربه لا يكون إلا شقيا معذبا كما هو حال الكافرين.
فالله تبارك خلق هذا الإنسان وركبه من الجسد والروح وشاء أن يكون خلق الجسد من التراب، قال تعالى"فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَاب" الآية 5 من سورة الحج. وجعل قوام الجسد وحياته من التراب، فهو يأكل ويشرب ويكتسي من الأرض وما فيها، وجعل في هذا الجسد الروح، قال تعالى"فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي" الآية 29 من سورة الحجر. وشاء أن يكون قوام هذه الروح وحياتها في معرفة الله وعبادته، فلا شيء أطيب للعبد ولا ألذ ولا أهنأ ولا أنعم لقلبه وعيشه من محبة فاطره وباريه ودوام ذكره والسعي في مرضاته، لذلك فإن من في قلبه أدنى حياة أو محبة لربه وإرادة لوجهه وشوق إلى لقائه، فطلبه لهذا الباب وحرصه على معرفته وازدياده من التبصر فيه، وسؤاله واستكشافه عنه هو أكبر مقاصده وأعظم مطالبه وأجل غاياته، فهذا هو الكمال الذي لا كمال للعبد بدونه، وله خُلق الخلق، ولأجله نزل الوحي، وأرسلت الرسل وقامت السموات والأرض، ووجدت الجنة والنار، ولأجله شرعت الشرائع، وأسست الملة، ونصبت القبلة، وهو قطب رحى الخلق والأمر الذي مدارهما عليه.
وهو بحق أفضل ما اكتسبته القلوب وحصلته النفوس وأدركته العقول، وليست القلوب الصحيحة والنفوس المطمئنة إلى شيء من الأشياء أشوق منها إلى معرفة هذا الأمر ولا فرحها بشيء أعظم من فرحها بالظفر بمعرفة الحق فيه.
ثامنًا: ثمرة معرفة أسماء الله وصفاته:

مما يدلل ويؤكد أهمية هذا التوحيد هو ما تثمره معرفة أسماء الله وصفاته في قلب المؤمن من زيادة في الإيمان ورسوخ في اليقين، وما تجلبه له من النور والبصيرة التي تحصنه من الشبهات المضللة، والشهوات المحرمة.
فهذا العلم إذا رسخ في القلب أوجب خشية الله لا محالة، فلكل اسم من أسماء الله تأثير معين في القلب والسلوك، فإذا أدرك القلب معنى الاسم وما يتضمنه واستشعر ذلك، تجاوب مع هذه المعاني وانعكست هذه المعرفة على تفكيره وسلوكه.
ولكل صفة عبودية خاصة هي من موجباتها ومقتضياتها، فالأسماء الحسنى والصفات العلى مقتضية لآثارها من العبودية وهذا مطرد في جميع أنواع العبودية التي على القلب والجوارح، فمثلاً: علم العبد بتفرد الرب تعالى بالضر والنفع والعطاء والمنع والخلق والرزق والإحياء والإماتة يثمر له
عبودية التوكل عليه باطنًا، ولوازم التوكل وثمراته ظاهرًا.
وعلمه بسمعه تعالى وبصره وعلمه وأنه لا يخفى عليه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، وأنه يعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، يثمر له حفظ لسانه وجوارحه وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضي الله، وأن يجعل تعلق هذه الأعضاء بما يحبه الله ويرضاه فيثمر له ذلك الحياء باطنًا، ويثمر له الحياء اجتناب المحرمات والقبائح.
ومعرفته بغناه وجوده وكرمه وبره وإحسانه ورحمته توجب له سعة الرجاء، ويثمر له ذلك من أنواع العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه. وكذلك معرفته بجلال الله وعظمته وعزه، تثمر له الخضوع والاستكانة والمحبة، وتثمر له تلك الأحوال الباطنة أنواعًا من العبودية الظاهرة هي موجباتها.
وكذلك علمه بكماله وجماله وصفاته العلى يوجب له محبة خاصة بمنزلة أنواع العبودية.
فرجعت العبودية كلها إلى مقتضى الأسماء والصفات وارتبطت بها.
وبهذا يتبين أن معرفة العبد لأسماء الله وصفاته على الوجه الذي أخبر الله عز وجل به في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم توجب على العبد القيام بعبودية الله على الوجه الأكمل، فكلما كان الإيمان بالصفات أكمل كان الحب والإخلاص والتعبد أقوى، وأكمل الناس عبودية المتعبد بجميع الأسماء والصفات التي يطلع عليها البشر، إذ كل اسم من أسمائه عز وجل له تعبد مختص به، علما ومعرفة وحالاً.
علمًا ومعرفة: أي إن من علم أن الله مسمى بهذا الاسم، وعرف ما يتضمنه من الصفة ثم اعتقد ذلك فهذه عبادة.
و"حالاً" أي إن لكل اسم من أسماء الله مدلولاً خاصًّا وتأثيرًا معينًا في القلب والسلوك، فإذا أدرك القلب معنى الاسم وما يتضمنه واستشعر ذلك، تجاوب مع هذه المعاني وانعكست هذه المعرفة على، تفكيره وسلوكه.
وهذه الطريقة مشتقة من قلب القرآن، قال الله تعالى"وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"الآية 180 من سورة الأعراف.
والدعاء بها يتناول: دعاء المسألة، ودعاء الثناء، ودعاء التعبد. وهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويثنوا عليه بها، ويأخذوا بحظهم من عبوديتها مدارج السالكين 1/420.
تاسعًا: ضرورة تجنب الباطل وعدم مخالفة طر يق الحق في هذا الباب:
يعتبر باب الأسماء والصفات من أكثر الأبواب خطورة ومزلة من جهة كونه محل خلافات شديدة ومعقدة دارت رحاها بين علماء السلف من جهة والفلاسفة وأهل الكلام والمشبهة من جهة أخرى.
فمن واجب طالب العلم أن يتعمق في فهم الحق المبني على الكتاب والسنة، قال تعالى"إِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ" الآية 59 من سورة النساء، فالرد إلى الله يكون بالرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول بعد وفاته يكون بالرد إلى سنته صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى"أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّه" الآية 140 من سورة البقرة، فالله أعلم بنفسه، وهو الذي أخبر بأسمائه وصفاته في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه وأصدقهم خبرًا، وقد قال الله في حقه"وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى"الآيتان 3، 4 من سورة النجم.
فمن الواجب على المسلم أن يدرس هذا الباب ويتعمق في فهمه وفق ما ورد في الكتاب والسنة، وأن يحذر من التيارات الفلسفية التي أضرت أصحابها وأدخلتهم في دوامة الانحراف والضياع، فحالت بين قلوبهم وبين معرفة ربهم، فأصبحت قلوبهم مظلمة جاهلة بحقائق الإيمان، فترتب على ذلك إعراضهم عن الله وعن ذكره ومحبته والثناء عليه بأوصاف كماله، ونعوت جلاله، فانصرفت قوى حبهم وشوقهم وأنسهم إلى سواه.
ومعلوم أنه لا يستقر للعبد قدم في المعرفة، بل ولا في الإيمان، حتى يؤمن بأسماء وصفات الرب جل جلاله، ويعرفها معرفة تخرجه عن حد الجهل بربه، فالإيمان بالأسماء والصفات وتعرفها هو أساس الإسلام وقاعدة الإيمان وثمرة شجرة الإحسان، فمن جحدها فقد هدم أساس الإسلام والإيمان، وثمرة شجرة الإحسان، فضلاً عن أن يكون من أهل العرفان.
فينبغي للمؤمن أن يبذل مقدوره ومستطاعه، في معرفة الأسماء والصفات، وأن تكون معرفته سالمة من داء التعطيل وداء التمثيل اللذين ابتلي بهما كثير من أهل البدع المخالفة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فالمعرفة الصحيحة هي المتلقاة من الكتاب والسنة، وما روي عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فهذه هي المعرفة النافعة التي لا يزال صاحبها في زيادة إيمانه وقوة يقينه، وطمأنينة أحواله.


هنا (http://madrasato-mohammed.com/maowsoat_aqida_sunnah_02/pg_180_0002.htm)
*تعريف توحيد الأسماء والصفات وأدلته
أولاً: تعريفه: توحيد الأسماء والصفات: هو إثبات ما أثبت الله لنفسه، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، ونفي ما نفى الله عن نفسه، ونفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات والإقرار لله تعالى بمعانيها الصحيحة ودلالاتها واستشعار آثارها ومقتضياتها في الخلق هنا (http://madrasato-mohammed.com/maowsoat_aqida_sunnah_02/pg_008_0007.htm)
* ثانيًا : أدلته ".... هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا.." من قوله تعالى:
" رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا " سورة مريم / آية : 65.

أم أبي التراب
03-10-2015, 02:59 AM
المجلس السادس عشر
19 جمادى الأولى 1436 هـ

أسماء الله تعالى غير مخلوقة

أسماء الله تعالى غير مخلوقة؛ لأنها من كلامه تعالى: وكلامه غير مخلوق.
جواز الحلف بالله تعالى وأسمائه وصفاته؛ لأن الله تعالى بأسمائه وصفاته غير مخلوق .
عدم جواز الحلف بغير الله تعالى؛ لأنه شرك وكفر كما في الحديث الصحيح . **
هذا وقد بُلي كثيرٌ من الناس في هذا الزمان في الحلف بغير تعالى ، مع ورود النهي الشديد عنه ، ومع أن جميع الأئمة قد حذروا من ذلك ، ونهوا عنه إثباتًا للنصوص الواردة في ذلك والتي تحذر من الحلف بغير الله . هنا (http://www.alifta.net/Fatawa/fatawaDetails.aspx?BookID=2&View=Page&PageNo=1&PageID=9208&languagename=)
** "ألا من كانَ حالفًا فلا يحلف إلَّا باللَّهِ . فكانت قريشٌ تحلفُ بآبائِها ، فقالَ : لا تحلفوا بآبائِكم"
الراوي : عبدالله بن عمر المحدث : البخاري المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 3836 خلاصة حكم المحدث : صحيح الدرر السنية
(http://dorar.net/hadith?skeys=%D9%85%D9%86+%D9%83%D8%A7%D9%86+%D8%A D%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[]=1&m[]=0&s[]=0)
- أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أدرك عمرَ بنَ الخطابِ، وهو يسير في ركبٍ، يحلفُ بأبيهِ، فقال : " ألا إنَّ اللهَ ينهاكم أن تحلفوا بآبائِكم، من كان حالفًا فليحلفْ باللهِ أو لِيصمُتْ " .
الراوي :عبدالله بن عمر المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6646 خلاصة حكم المحدث : صحيح
الدرر السنية (http://dorar.net/hadith?skeys=%D9%85%D9%86+%D9%83%D8%A7%D9%86+%D8%A D%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[]=1&m[]=0&s[]=0)
- سمعَ ابنُ عمرَ رجلًا يحلفُ ،لا والكعبةِ، فقالَ لَه ابنُ عمرَ: إنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ :"من حلفَ بغيرِ اللَّهِ فقد أشرَك"
الراوي : سعد بن عبيدة المحدث : الألباني -المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 3251 خلاصة حكم المحدث : صحيح الدرر السنية (http://dorar.net/hadith/index?skeys=%D9%85%D9%8E%D9%86%D9%92+%D8%AD%D9%8E% D9%84%D9%8E%D9%81%D9%8E+%D8%A8%D9%90%D8%BA%D9%8E%D 9%8A%D9%92%D8%B1%D9%90+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%91%D9 %8E%D9%87%D9%90&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[0]=1&m[0]=0&s[0]=0&phrase=on&page=2)
- " ليس منا مَنْ حلَفَ بالأمانَةِ ، ومن خبَّبَ على امريءٍ زوجتَهُ ، أو مملوكَةً فليس مِنَّا"الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 5436 خلاصة حكم المحدث : صحيح الدرر السنية (http://dorar.net/hadith/index?skeys=%D9%85%D9%8E%D9%86%D9%92+%D8%AD%D9%8E% D9%84%D9%8E%D9%81%D9%8E+%D8%A8%D9%90%D8%A7%D9%84%D 9%92%D8%A3%D9%8E%D9%85%D9%8E%D8%A7%D9%86%D9%8E%D8% A9%D9%90+&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[]=1&m[]=0&s[]=0)

هذا حكمه عليه الصلاة والسلام ، وهو منع الحلف بغير الله كائنًا من كان ، فلا يجوز الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام ، ولا بالكعبة ، ولا بالأمانة ، ولا بحياة فلان ، ولا بشرف فلان ، وكل هذا لا يجوز ؛ لأن الأحاديث الصحيحة دلت على منع ذلك ... ابن باز (http://islamqa.info/ar/134281) أسماء الله كلها حسنى


أي بالغة في الحسن غايته ، وفي الجمال ذروته ، قال اللَّه تعالى " وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ...." .الأعراف 180
وجه الحسن في أسماء الله:
ذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه لا احتمالاً ولا تقديرًا .
وقال ابن القيم: "أسماؤه- سبحانه وتعالى- كلُّها أسماء مدح وثناء؛ وتمجيد؛ ولذلك كانت حسنى.
وقال "أسماء الرب تبارك وتعالى دالة على صفات كماله، فهي مشتقة من الصفات، فهي أسماء وهي أوصاف، وبذلك كانت حسنى؛ إذ لو كانت ألفاظا لا معاني فيها لم تكن حسنى ولا كانت دالة على مدح هنا (http://madrasato-mohammed.com/maowsoat_aqida_sunnah_02/pg_179_0008.htm)
إن أسماء الله هي أحسنُ الأسماء وأجلُّها لإنبائها عن أحسن المعاني وأشرفها.
ومعنى الحسنى المضافة إلى أسمائه معنيان :
الأول : حُسْنَى في معناها وفي نفسها .
فإن أسماء اللَّه كلُّها حُسْنٌ وجمالٌ ، وخيرٌ وكمالٌ ، وقوةٌ وجلالٌ .
مثال ذلك " الحي " اسم من أسماء اللَّه تعالى ، متضمن للحياة الكاملة التي لم تُسْبَق بعدم ولا يلحقها زوال ولا يطرأ عليها خلل . الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم والقدرة والسمع والبصر وغيرها . قال تعالى "وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ " الفرقان : 58 ، وقال النبي " إن اللَّه لا ينام ولا ينبغي له أن ينام .
"قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بأربعٍ: إنَّ اللهَ لا ينامُ ولا ينبغي له أن ينامَ . يرفعُ القِسطَ ويخفِضُه . ويُرفَعُ إليه عملُ النهارِ بالليلِ . وعملُ الليلِ بالنهارِ."
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 179-خلاصة حكم المحدث: صحيحالدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%A5%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%91 %D9%8E%D9%87+%D9%84%D8%A7+%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%85&phrase=on&xclude=&fillopts=on&m[]=0&s[]=0&d[1]=1)
مثال آخر" العليم " اسم من أسماء اللَّه تعالى متضمن للعلم الكامل الذي لم يُسبق بجهل ولا يلحقه نسيان ، قال اللَّه تعالى " عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنْسَى " طه : 52 .
وعلمه عز وجل هو العلم الواسع المحيط بكل شيء جملة وتفصيلاً ، قال تعالى" وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا " .
الثاني : حُسْنَى في أثرها لمن تعبد للَّه بمقتضاها .
التعبد بمقتضى أسماء الله
التعبد لله بمقتضاها، ولذلك وجهان: الوجه الأول: أن تدعو الله بها، لقوله تعالى" وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا "الأعراف:180 بأن تجعلها وسيلة إلى مطلوبك، فتختار الاسم المناسب لمطلوبك، فعند سؤال المغفرة تقول: يا غفور ! وليس من المناسب أن تقول: يا شديد العقاب اغفر لي، بل هذا يشبه الاستهزاء، بل تقول: أجرني من عقابك

الوجه الثاني: أن تتعرض في عبادتك لما تقتضيه هذه الأسماء، فمقتضى الرحيم الرحمة، فاعمل الصالح الذي يكون جالباً لرحمة الله، ومقتضي الغفور المغفرة، إذاً افعل ما يكون سببًا في مغفرة ذنوبك، هذا هو معني إحصائها، فإذا كان كذلك، فهو جدير لأن يكون ثمنًا لدخول الجنة، وهذا الثمن ليس على وجه المقابلة، ولكن على وجه السبب، لأن الأعمال الصالحة سبب لدخول الجنة وليست بدلاً، ولهذا ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله "لن يدخل الجنة أحد بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة"هنا. (http://www.dorar.net/enc/aqadia/445)
"سدِّدوا وقارِبوا وأبشِروا . فإنَّهُ لن يُدْخِلَ الجنَّةَ أحدًا عَملُهُ قالوا ولا أنتَ يا رسولَ اللَّهِ قالَ ولا أَنا إلَّا أن يتغمَّدَنيَ اللَّهُ منهُ برحمةٍ واعلَموا أنَّ أحبَّ العملِ إلى اللَّهِ أدوَمُهُ وإن قلَّ وفي روايةٍ بِهَذا الإسنادِ ولم يَذكُرْ " وأبشِروا " .الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2818 - خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر (http://www.dorar.net/hadith?skeys=%D9%84%D9%86+%D9%8A%D8%AF%D8%AE%D9%84 +%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A9+&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1)*

أم أبي التراب
03-10-2015, 05:42 PM
المجلس السابع عشر
26 جمادى الأولى 1436 هـ

سبق وذكرنا أن الحسن المضاف إلى أسمائه سبحانه وتعالى له معنيان :
الأول : حُسْنَى في معناها وفي نفسها .
الثاني : حُسْنَى في أثرها لمن تعبد للَّه بمقتضاها .
*حُسْنَى في معناها وفي نفسها :فإن أسماء اللَّه كلُّها حُسْنٌ وجمالٌ ، وخيرٌ وكمالٌ ، وقوةٌ وجلالٌ .
ربنا عز وجل، يمكن ولله المثل الأعلى، يمكن، أن نقسم صفاته، أسمائه الحسنى، وصفاته الفضلى، إلى زمرتين.
زمرة أساسها القوة: قوي، جبار، متكبر، علي عظيم، القاهر فوق عباده، فعالٌ لما يريد.
وزمرة ثانية أساسها الإكرام: رحيمٌ، ودودٌ، لطيفٌ، مجيدٌ، عفوٌ، غفورٌ، كريمٌ.
فكل صفات الكمال، مجموعة بالإكرام، وكل صفات القوى مجموعة بالجلال، قويٌ كريم، عظيمٌ رحيم، عليٌ كريم
1- : أن من عرفها فقد عرف الله عز وجل ، فهي حُسنى في المقصد والثمرة التي هي معرفة اللَّه عز وجل .
في الآية الكريمة وفي سورة الرحمن قال الله تعالى"وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ".الرحمن:27، وفي آية أخرى" تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ".الرحمن:78.
س الأولى بالرفع, والثانية بالكسر؟ فأفيدونا عن الآيتين؟
ج/ الأولى وصفٌ لوجه، ويبقى وجه ربك ذو الجلال وصف للوجه، يعني أنه ذو الجلال؛ وهو الرب سبحانه؛ لأن التعبير بالوجه معناه للكل، وجهه ذو الجلال وهو ذو الجلال سبحانه وتعالى. والثانية الأخيرة آية الرحمن وصفٌ للرب تبارك اسم ربك ذي الجلال نعتٍ للرب، وصف للرب بأنه ذو الجلال ووجهه ذو الجلال سبحانه وتعالى، وجهه عظيم وذاته عظيمة سبحانه وتعالى، فهو ذو الجلال من جهة وجهه، وذو الجلال من جهة ذاته سبحانه وتعالى.
ابن باز
(http://www.nquran.com/index.php?group=view&rid=16539) "وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ "الرحمن27
ويبقى الحي الذي لا يموت " ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " أي: ذو العظمة والكبرياء والمجد، الذي يعظم ويبجل ويجل لأجله، والإكرام الذي هو سعة الفضل والجود، والداعي لأن يكرم أولياءه وخواص خلقه بأنواع الإكرام، الذي يكرمه أولياؤه ويجلونه، "ويعظمونه" ويحبونه، وينيبون إليه ويعبدونه،تفسير السعدي (https://www.mosshaf.com/main#)
أَصْلُ التَّبَارُكِ مِنَ الْبَرَكَةِ وَهِيَ الدَّوَامُ وَالثَّبَاتُ ،
"تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ "الرحمن78
تكاثرت بركة اسم ربك وكثر خيره, ذي الجلال الباهر, والمجد الكامل, والإكرام لأوليائه. التفسير الميسر (https://www.mosshaf.com/main#)
ولما ذكر سعة فضله وإحسانه- في الآيات السابقة-، قال: " تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " أي: تعاظم وكثر خيره، الذي له الجلال الباهر، والمجد الكامل، والإكرام لأوليائه. تفسير السعدي (https://www.mosshaf.com/main#)
"تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ" أي هو أهل أن يُجَل فلا يُعصَى وأن يُكرم فيُعْبَد ويُشكر فلا يُكْفَر وأن يُذْكَر فلا يُنْسَى وقال ابن عباس "ذي الجلال والإكرام" ذي العظمة والكبرياء من تفسير ابن كثير (https://www.mosshaf.com/main#)
- ألِظُّوا بياذا الجلالِ والإِكرامِ .الراوي : ربيعة بن عامر المحدث : الوادعيالمصدر : الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 341 خلاصة حكم المحدث : صحيح الدرر السنية (http://www.dorar.net/hadith?skeys=+%D8%A3%D9%84%D8%B8%D9%88%D8%A7+%D8%A 8%D9%8A%D8%A7%D8%B0%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%84 %D8%A7%D9%84+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%83%D8%B1% D8%A7%D9%85&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[]=1&m[]=0&s[]=0)
"تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ"
وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : فِي التَّرْتِيبِ وَفِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا خَتَمَ نِعَمَ الدُّنْيَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى " وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " خَتَمَ نِعَمَ الْآخِرَةِ بِقَوْلِهِ : "تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الْبَاقِيَ وَالدَّائِمَ لِذَاتِهِ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى لَا غَيْرَ وَالدُّنْيَا فَانِيَةٌ ، وَالْآخِرَةُ إِنْ كَانَتْ بَاقِيَةً لَكِنْ بَقَاؤُهَا بِإِبْقَاءِ اللَّهِ تَعَالَى . ثَانِيهَا : هُوَ أَنَّهُ تَعَالَى فِي أَوَاخِرِ هَذِهِ السُّوَرِ كُلِّهَا ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ فَقَالَ فِي السُّورَةِ الَّتِي قَبْلَ هَذِهِ " عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ " . الْقَمَرِ : 55 . وَكَوْنُ الْعَبْدِ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَتَمِّ النِّعَمِ كَذَلِكَ هَهُنَا بَعْدَ ذِكْرِ الْجَنَّاتِ وَمَا فِيهَا مِنَ النِّعَمِ قَالَ "تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " إِشَارَةً إِلَى أَنَّ أَتَمَّ النِّعَمِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَأَكْمَلَ اللَّذَّاتِ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَقَالَ فِي السُّورَةِ الَّتِي بَعْدَ هَذِهِ "فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ " الْوَاقِعَةِ : 89 . ثُمَّ قَالَ تَعَالَى فِي آخِرِ السُّورَةِ "فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ " الْوَاقِعَةِ : 96 .
ثَالِثُهَا : أَنَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ جَمِيعَ اللَّذَّاتِ فِي الْجَنَّاتِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ لَذَّةَ السَّمَاعِ وَهِيَ مِنْ أَتَمِّ أَنْوَاعِهَا ، فَقَالَ "مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ " يَسْمَعُونَ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : أَصْلُ التَّبَارُكِ مِنَ الْبَرَكَةِ وَهِيَ الدَّوَامُ وَالثَّبَاتُ ، وَمِنْهَا بُرُوكُ الْبَعِيرِ وَبِرْكَةُ الْمَاءِ ، فَإِنَّ الْمَاءَ يَكُونُ فِيهَا دَائِمًا وَفِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : دَامَ اسْمُهُ وَثَبَتَ .
وَثَانِيهَا : دَامَ الْخَيْرُ عِنْدَهُ لِأَنَّ الْبَرَكَةَ وَإِنْ كَانَتْ مِنَ الثَّبَاتِ لَكِنَّهَا تُسْتَعْمَلُ فِي الْخَيْرِ .
وَثَالِثُهَا : تَبَارَكَ بِمَعْنَى عَلَا وَارْتَفَعَ شَأْنًا لَا مَكَانًا .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : قَالَ بَعْدَ ذِكْرِ نِعَمِ الدُّنْيَا "وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ " الرَّحْمَنِ : 27 . وَقَالَ بَعْدَ ذِكْرِ نِعَمِ الْآخِرَةِ "تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ " لِأَنَّ الْإِشَارَةَ بَعْدَ عَدِّ نِعَمِ الدُّنْيَا وَقَعَتْ إِلَى عَدَمِ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الْمُمْكِنَاتِ وَفَنَائِهَا فِي ذَوَاتِهَا ، وَاسْمُ اللَّهِ تَعَالَى يَنْفَعُ الذَّاكِرِينَ وَلَا ذَاكِرَ هُنَاكَ يُوَحِّدُ اللَّهَ غَايَةَ التَّوْحِيدِ فَقَالَ : وَيَبْقَى وَجْهُ اللَّهِ تَعَالَى وَالْإِشَارَةُ هُنَا وَقَعَتْ إِلَى أَنَّ بَقَاءَ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِإِبْقَاءِ اللَّهِ ذَاكِرِينَ اسْمَ اللَّهِ مُتَلَذِّذِينَ بِهِ فَقَالَ "تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ" أَيْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لَا يَبْقَى اسْمُ أَحَدٍ إِلَّا اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى بِهِ تَدُورُ الْأَلْسُنُ وَلَا يَكُونُ لِأَحَدٍ عِنْدَ أَحَدٍ حَاجَةٌ بِذِكْرِهِ وَلَا مِنْ أَحَدٍ خَوْفٌ ، فَإِنْ تَذَاكَرُوا تَذَاكَرُوا بِاسْمِ اللَّهِ .
التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4846&idto=4846&bk_no=132&ID=2500)

2- : أن اللَّه عز وجل وَعَد عليها بعظيم الثواب من دخول الجنة لمن أحصاها وحفظها ، فهي حُسنى في العاقبة والأجر لمن تعلَّمها وآمن بها وأدَّى حقَّها ، فقد قال النبي : "إن لله تسعةً وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة" .
1 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن لله تسعةً وتسعينَ اسمًا ، مائة إلا واحدًا ، من أحصاها دخل الجنة ".
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2736 -خلاصة حكم المحدث: صحيح.الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=+%D8%A5%D9%86+%D9%84%D9%84%D9%87+%D8% AA%D8%B3%D8%B9%D8%A9+%D9%88%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%8 A%D9%86+%D8%A7%D8%B3%D9%85%D8%A7+&phrase=on&xclude=&fillopts=on&m[]=0&s[]=0&degree_cat0=1)
مع التنبيه على ضعف حديث سرد الأسماء
3 - إن لله تسعة وتسعين اسمًا ، مائة إلا واحدًا ، إنه وتر يحب الوتر ، من حفظها دخل الجنة وهي : الله ، الواحد الصمد ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الخالق ، البارئ ، المصور ، الملك ، الحق ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الرحمن ، الرحيم ، اللطيف ، الخبير ، السميع ، البصير ، العليم ، العظيم ، البار ، المتعال ، الجليل ، الجميل ، الحي ، القيوم ، القادر ، القاهر ، العلي ، الحكيم ، القريب ، المجيب ، الغني ، الوهاب ، الودود ، الشكور ، الماجد ، الواجد ، الوالي ، الراشد ، العفو ، الغفور ، الحليم ، الكريم ، التواب ، الرب ، المجيد ، الولي ، الشهيد ، المبين ، البرهان ، الرءوف ، الرحيم ، المبدئ ، المعيد ، الباعث ، الوارث ، القوي ، الشديد ، الضار ، النافع ، الباقي ، الواقي ، الخافض ، الرافع ، القابض ، الباسط ، المعز ، المذل ، المقسط ، الرزاق ، ذو القوة ، المتين ، القائم ، الدائم ، الحافظ ، الوكيل ، الفاطر ، السامع ، المعطي ، المحيي ، المميت ، المانع ، الجامع ، الهادي ، الكافي ، الأبد ، العالم ، الصادق ، النور ، المنير ، التام ، القديم ، الوتر ، الأحد ، الصمد ، الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، قال زهير : فبلغنا من غير واحد من أهل العلم ، أن أولها يفتح بقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله له الأسماء الحسنى
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 776-خلاصة حكم المحدث: ضعيف بهذا التمام.
4-الحديث الوارد في تعيين الأسماء الحسنى" الراوي: - المحدث: ابن عثيمين - المصدر: مجموع فتاوى ابن عثيمين - الصفحة أو الرقم: 276/3-خلاصة حكم المحدث: ضعيف
5 -"الحديث الوارد في سرد الأسماء الحسنى"
الراوي: - المحدث: ابن عثيمين - المصدر: مجموع فتاوى ابن عثيمين - الصفحة أو الرقم: 495/9 .-خلاصة حكم المحدث: لا يصح -الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7% D8%A1+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%89&phrase=on&xclude=&fillopts=on&m[]=0&s[]=0&degree_cat0=1)

أم أبي التراب
03-24-2015, 03:28 PM
المجلس الثامن عشر
4 جمادى الآخر 1436 هـ
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن لله تسعةً وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخلَ الجنةَ " .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2736 -خلاصة حكم المحدث: صحيح. الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=+%D8%A5%D9%86+%D9%84%D9%84%D9%87+%D8% AA%D8%B3%D8%B9%D8%A9+%D9%88%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%8 A%D9%86+%D8%A7%D8%B3%D9%85%D8%A7+&phrase=on&xclude=&fillopts=on&m[]=0&s[]=0&degree_cat0=1)
مراتب الإحصاء :
المرتبة الأولى : إحصاء ألفاظها وعددها المحدد في الحديث - 99 اسمًا - .
المرتبة الثانية : فهم معانيها ومدلولها .
المرتبة الثالثة : دعاء الله بها .
كما قال تعالى " وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " . سورة الأعراف / آية : 180.
ومن تمام أنها حُسنى أن اللَّه تبارك وتعالى لا يُدعى إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى ، قال تعالى :
" وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " .الأعراف : 180 .
·أنواع الدعاء بأسماء الله :
1 ـ دعاء ثناء .
2 ـ دعاء عبادة .
3 ـ دعاء طلب ومسألة .

* دعاء ثناء :
وهو أن يثني على الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى .
مثال : يا حي يا قيوم " دعاء ثناء " ، برحمتك استغيث .
* دعاء العبادة :
وهو أن تتعرض في عبادتك لما تقتضيه هذه الأسماء ، فمقتضى " الرحيم " : الرحمة ، فترحم عباد الله ، وتتصف بصفة الرحمة ، دعاء عبادة باسمه الرحيم .
وتقوم بالتوبة لأنه هو " التواب " ، وتخشاه في السر والعلن لأنه هو " الطيف الخبير " .
مع ملاحظة أن من أسماء الله أسماء تقتضي من العبد مجرد الإقرار بها والخضوع لها ، وهي الأسماء التي يختص بها سبحانه لنفسه " كالجبار " ، و" العظيم " ، و" المتكبر " .
* دعاء الطلب والمسألة :
وفيه يسأل في كل مطلوب باسم ـ من أسماء الله الحسنى ـ يكون مقتضيًا لذلك المطلوب .
فيقول في مقام الحاجة مثلاً : يا " معطي يا مانع " ، اعطني كيت وكيت .
ويقول في مقام الرحمة : " يا رحمن " ارحمني
وفي مقام التوبة : " يا تواب " تب علي .
إذًا لابد أن يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيًا لذلك المطلوب ، ولكن يستثنى من ذلك لفظا " الله " و " رب " فيصح قول : يا رب ارحمني ، يا ألله اغفر لي ...
لأنهما أسماء جامعة لكل الأسماء الحسنى
الرب :
هذا الاسم إذا أُفرد تناول في دلالاته سائر أسماء الله الحسنى وصفاته العليا،وفي هذا يقول العلامة ابن القيم-رحمه الله ......
المصدر : هنا (http://majles.alukah.net/t76411/#ixzz2t9k0EF2p)
الله: علم على الباري جل وعلا وهو الاسم الذي تتبعه جميع الأسماء هنا (http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17929.shtml)

أم أبي التراب
03-24-2015, 03:31 PM
المجلس التاسع عشر
11 جمادى الآخر 1436 هـ
قواعد في أسماء الله تعالى

*القاعدة الأولى :أسماء الله تعالى كلها حسنى
أي بالغة في الحسن غايته، قال الله تعالى" وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُ‌وا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "الأعراف: 180*" هنا (http://tanzil.net/#search/quran/%D9%88%D9%84%D9%84%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B 3%D9%85%D8%A7%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9% 86%D9%89) وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديرًا.
* مثال ذلك: "الحي" اسم من أسماء الله تعالى، متضمن للحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال. الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم، والقدرة، والسمع، والبصر وغيرها.
*القاعدة الثانية: أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف:
أعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني، وهي بالاعتبار الأول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد، وهو الله - عز وجل - وبالاعتبار الثاني متباينة لدلالة كل واحد منهما على معناه الخاص فـ "الحي، العليم، القدير، السميع، البصير، الرحمن، الرحيم، العزيز، الحكيم". كلها أسماء لمسمى واحد، وهو الله سبحانه وتعالى، لكن معنى الحي غير معنى العليم، ومعنى العليم غير معنى القدير، وهكذا.
وإنما قلنا بأنها أعلام وأوصاف، لدلالة القرآن عليه. كما في قوله تعالى: "وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"سورة يونس، الآية: 107. وقوله"وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَة" سورة الكهف، الآية: 58. فإن الآية الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة. ولإجماع أهل اللغة والعرف أنه لا يقال: عليم إلا لمن له علم، ولا سميع إلا لمن له سمع، ولا بصير إلا لمن له بصر
*القاعدة الثالثة : أسماء الله تعالى
#إن دلت على وصف متعد، تضمنت ثلاثة أمور
أحدها: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل.
الثالث: ثبوت حكمها ومقتضاها
* مثال ذلك: "السميع" يتضمن إثبات السميع اسماً لله تعالى، وإثبات السمع صفة له وإثبات حكم ذلك ومقتضاه وهو أنه يسمع السر والنجوى
كما قال تعالى"وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ"سورة المجادلة، الآية: 1 .
# وإن دلت على وصف غير متعد تضمنت أمرين:
أحدهما: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل.
* مثال ذلك:"الحي" يتضمن إثبات الحي اسماً لله - عزوجل - وإثبات الحياة صفة له.
*القاعدة الرابعة: أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها:
وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص. لقوله تعالى: " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ‌ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا"الإسراء:36 .
القاعدة الخامسة: أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين:
لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك". الحديث رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح(1).
"ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال " اللهم إني عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي " . إلا أذهب الله عز وجل همه ، وأبدله مكان حزنه فرحا . قالوا : يا رسول الله ! ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات ؟ قال : أجل ! ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن" . الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1822- خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%A3%D8%B3%D8%A3%D9%84%D9%83+%D8%A8 %D9%83%D9%84+%D8%A7%D8%B3%D9%85+%D9%87%D9%88+%D9%8 4%D9%83&phrase=on&xclude=&fillopts=on&t=*&d[1]=1&m[]=0&s[]=0)

وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحدٍ حصره، ولا الإحاطة به.
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء، والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف.
ولما لم يصح تعيينها عن النبي صلى الله عليه وسلم اختلف السلف فيه، وروي عنهم في ذلك أنواع. وقد جمعت تسعة وتسعين اسمًا مما ظهر لي من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فمن كتاب الله تعالى:
الله الأحد الأعلى الأكرم الإله الأول والآخر والظاهر والباطن البارئ البر البصير التواب الجبار الحافظ الحسيب الحفيظ الحفي الحق المبين الحكيم الحليم الحميد الحي القيوم الخبير الخالق الخلاق الرؤوف الرحمن الرحيم الرزاق الرقيب السلام السميع الشاكر الشكور الشهيد الصمد العالم العزيز العظيم العفو العليم العلي الغفار الغفور الغني
الفتاح القادر القاهر القدوس القدير القريب القوي القهار الكبير الكريم اللطيف المؤمن المتعالي المتكبر المتين المجيب المجيد المحيط المصور المقتدر المقيت الملك المليك المولى
المهيمن النصير الواحد الوارث الواسع الودود الوكيل الولي الوهاب .
*ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الجميل -الجواد -الحكم- الحيي- الرب- الرفيق- السبوح-السيد- الشافي- الطيب- القابض-الباسط-المقدم-المؤخر- المحسن- المعطي- المنان-الوتر-.
هذا ما اخترناه بالتتبع، واحد وثمانون اسمًا في كتاب الله تعالى وثمانية عشر اسمًا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان عندنا تردد في إدخال "الحفي"؛ لأنه إنما ورد مقيدًا في قوله تعالى عن إبراهيم"إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا" سورة مريم 47 . وما اخترناه فهو حسب علمنا وفهمنا وفوق كل ذي علم عليم حتى يصل ذلك إلى عالم الغيب والشهادة ومن هو بكل شيء عليم.

أم أبي التراب
03-31-2015, 03:36 PM
المنهج في إثبات الأسماء والصفات

يقوم المنهج الحق في باب الأسماء والصفات على الإيمان الكامل والتصديق الجازم بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .

وَلَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ " مِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ" أَنَّهُمْ يَنْفُونَ الْكَيْفَ مُطْلَقًا ؛ فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى كَيْفِيَّةٍ مَا، وَلَكِنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُمْ يَنْفُونَ عِلْمَهُمْ بِالْكَيْفِ ؛ إِذْ لَا يَعْلَمُ كَيْفِيَّةَ ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ .
بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
الشيخ السيد العربي بن كمال (http://www.w-aqeedah.com/container.php?act=nview&id=93) بتصرف في ترتيب المعلومة
فإِنَّ الفِرْقةَ النَّاجِيَةَ : أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ , كَمَا يُؤْمِنُونَ بِمَا أَخْبَرَ اللهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ ، مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلاَ تَعْطيلٍ ، وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلاَ تَمْثِيلٍ.
والتحريف :
والمراد به تغيير معنى نصوص الكتاب والسنة من المعنى الحق الذي دلت عليه ، والذي هو إثبات الأسماء الحسنى والصفات العلى لله تعالى إلى معنى آخر لم يرده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى"يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ"النساء: 46.
مثال ذلك :
تحريفهم معنى صفة اليد الثابتة لله تعالى والواردة في كثير من النصوص بأن معناها النعمة أو القدرة .
رسالة شرح أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين (http://islamqa.info/ar/ref/34630)

التعطيل :
والمراد بالتعطيل نفي الأسماء الحسنى والصفات العلى أو بعضها عن الله تعالى .
فكل من نفى عن الله تعالى اسمًا من أسمائه أو صفة من صفاته مما ثبت في الكتاب أو السنة فإنه لم يؤمن بأسماء الله تعالى وصفاته إيمانًا صحيحًا .
رسالة شرح أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين (http://islamqa.info/ar/ref/34630)

والفرق بين التحريف والتعطيل هو أن التحريف نفي المعنى الصحيح الذي دلت عليه النصوص واستبداله بمعنى آخر غير صحيح، أما التعطيل فهو نفي المعنى الصحيح من غير استبدال له بمعنى آخر .
والتكييف :
وهو تحديد الكيفية والحقيقة التي عليها صفات الله تعالى ، فيحاول الإنسان تقديرًا بقلبه ، أو قولاً بلسانه أن يحدد كيفية صفة الله تعالى .
وهذا باطل قطعًا ، ولا يمكن للبشر العلم به ، قال الله تعالى " وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا " طه /110 .
ومعنى قولنا"بدون تكييف" ليس معناه ألا نعتقد لها كيفية، بل نعتقد لها كيفية؛ لكن المنفي علمنا بالكيفية، لأن استواء الله على عرشه لا شك أن له كيفية لكن لا تُعلم، نزوله إلى السماء الدنيا له كيفية لكن لا تُعلم، لأنه ما من موجود إلا وله كيفية لكنها قد تكون معلومة وقد تكون مجهولة.

4 - التمثيل :
وهو تمثيل صفة الله تعالى بصفة المخلوق ، فيقال مثلاً : إن يد الله مثل يد المخلوق . أو إن الله تعالى يسمع مثل سمع المخلوق . أو إن الله تعالى استوى على العرش مثل استواء الإنسان على الكرسي . . . وهكذا .
دليل ثبوت صفة اليد لله
. " وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرً‌ا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّ‌بِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرً‌ا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارً‌ا لِّلْحَرْ‌بِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"المائدة: 64.هنا (http://tanzil.net/#search/quran/%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%87)

" قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْ‌تَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ "ص:75.هنا (http://tanzil.net/#search/quran/%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A)

ولا شك أن تمثيل صفات الله تعالى بصفات خلقه منكر وباطل ، قال الله تعالى " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " الشورى /11 .
فاشتملت هذه الآية على إثبات الصفات لله عز وجل، ونفي المماثلة للخلق في صفاته.
رسالة شرح أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين بتصرف (http://islamqa.info/ar/ref/34630)

تنبيه
سؤال: ما الفرق بين التشبيه والتمثيل والتكييف؟
الجواب: التكييف هو أن يبين أو أن يقول: كيفية الصفة كذا وكذا .
أما التمثيل فهو أن يمثل صفة الله بصفات خلقه، أو بالعكس.
وأما التشبيه فهو أن يقول: إن صفة الله كذا شبيهة بكذا.
فالتمثيل معناه المطابقة من كل وجه، والتشبيه هو التشابه من بعض الوجوه دون بعض، والتكييف أن يكيف الصفة، بمعنى: أنه يصفها بصفة لا يشبهها بكذا وكذا، وإنما يريد بها كيفية معينة من طول أو قصر أو عرض أو غير ذلك.
هنا (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=154179) شرح لمعة الاعتقاد للشيخ عبد الرحمن صالح المحمود

مسألة وجود التشابه اللفظي فهذه أشكلت على كثير من قليلي الفقه في الدين، الذين يجهلون عقائد السلف وفقههم حيث ظنوا أن مجرد المشابهة اللفظية الموجودة في أسماء الله وصفاته وموجودة أيضًا في بعض صفات الخلق تعني التمثيل، فهرب بعضهم إلى الإنكار زعمًا منهم أن الإثبات يقتضي المماثلة وهذا خطأ، لأن التشابه اللفظي لا يعني التشابه في الحقيقة، فمثلاً: الله عز وجل هو الحي، والمخلوق الذي فيه روح يسمى الحي، وهذا تشابه لفظي، فالله عز وجل موصوف بالحياة والإنسان والحيوان الحي موصوف بالحياة، وليست الحياة مثل الحياة، فحياة الله كاملة لا يعتريها فناء ولا محدودية ولا نهاية، وحياة المخلوق لها بداية ونهاية.إذًا التشابه في اللفظ
مجمل أصول أهل السنة - توحيد الأسماء والصفات (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=211397) عبد الرحمن بن ناصر العقل
وينتظم المنهج الحق في باب الأسماء والصفات في ثلاثة أصول من حققها سلم من الانحراف في هذا الباب . وهي:
الأصل الأول : تنزيه الله جل وعلا عن أن يشبه- يماثل- شيءٌ من صفاتِه شيئًا من صفات المخلوقين .
ومن الأدلة على الأصل الأول : وهو تنزيه الرب عز وجل عن مشابهة - مماثلة - المخلوقين ، قول الله تبارك وتعالى " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "الشورى : 11 . ومقتضى الآية نفي المماثلة بين الخالق والمخلوق من كل وجه مع إثبات السمع والبصر لله عز وجل وفي هذا إشارة إلى أن ما يثبت لله من السمع والبصر ليس كما يثبت للمخلوقين من هاتين الصفتين مع كثرة من يتصف بهما من المخلوقين . وما يقال في السمع والبصر يقال في غيرهما من الصفات . واقرأ قوله تعالى " قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ " المجادلة 1. أورد ابن كثير في تفسير الآية ما رواه البخاري في التوحيد :13 / 372، والإمام أحمد في المسند :6 / 46.
عن عائشة رضي الله عنها قالت "الحمدُ للَّهِ الَّذي وسِعَ سمعُهُ الأصواتَ ، لقد جاءتِ المُجادِلةُ إلَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، وأَنا في ناحيةِ البَيتِ ، تَشكُو زوجَها ، وما أسمَعُ ما تَقولُ ، فأُنزِلَ اللَّهُ " قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا" الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 156 - خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر (http://www.dorar.net/hadith?skeys=%D8%AC%D8%A7%D8%A1%D8%AA+%D8%A7%D9%84 %D9%85%D8%AC%D8%A7%D8%AF%D9%84%D8%A9+%D8%A5%D9%84% D9%89+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A+&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1) .

ومن الأدلة أيضًا قول الله تعالى " فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ " النحل : 74 . قال الطبري في تفسير الآية " فلا تمثلوا لله الأمثال ولا تشبهوا له الأشباه فإنه لا مثل له ولا شبه " وقال تعالى "هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا "مريمَ : 65. قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها " هل تعلم للرب مثلًا أو شبيهًا " .
ومن الأدلة لهذا الأصل : قول الله تبارك وتعالى " وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ "الإخلاص : 4. قال الطبري : " ولم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء " .
الأصل الثاني : الإيمان . بما سمى ووصف الله به نفسه وبما سماه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بجلال الله وعظمته .
ومن الأدلة على الأصل الثاني : وهو الإيمان بما جاء في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته ، قول الله عز وجل " اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "البقرة : 255 . وقوله تعالى " هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "الحديد : 3 . وقوله تعالى " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ *هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "الحشر : 22- 24 .
ومن السنة حديث أبي هريرة الذي أخرجه مسلم في صحيحه قال «كان أبو صالح يأمرُنا ، إذا أراد أحدُنا أن ينام ، أن يضطجعَ على شِقِّه الأيمنِ . ثم يقول " اللهمَّ ! ربَّ السماوات ِوربَّ الأرضِ وربَّ العرشِ العظيمِ . ربَّنا وربَّ كلّ شئٍ . فالقَ الحبِّ والنوى . ومنزلَ التوراةِ والإنجيلِ والفرقانِ . أعوذ بك من شرِّ كلِّ شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته . اللهمَّ ! أنت الأولُ فليس قبلك شئٌ . وأنت الآخرُ فليس بعدك شئٌ . وأنت الظاهرُ فليس فوقَك شئٌ . وأنت الباطنُ فليس دونك شئٌ . اقضِ عنا الدَّينَ وأغنِنا من الفقرِ " . وكان يروى ذلك عن أبي هريرة ، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .».الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2713 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .الدرر (http://www.dorar.net/hadith?skeys=%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D9%85+%D8%B1 %D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%88%D8%A7% D8%AA+%D9%88%D8%B1%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1% D8%B6+%D9%88%D8%B1%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1% D8%B4+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1) .
والنصوص في تقرير هذا الباب كثيرة تجل عن الحصر .


الأصل الثالث : قطع الطمع عن إدراك حقيقة كيفية صفات الله تعالى لأن إدراك المخلوق لذلك مستحيل .
فمن حقق هذه الأصول الثلاثة فقد حقق الإيمان الواجب في باب الأسماء والصفات على ما قرره الأئمة المحققون في هذا الباب .
ومن الأدلة على هذا الأصل الأصل الثالث وهو قطع الطمع عن إدراك كيفية صفات الله تبارك وتعالى... قول الله تعالى " يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا "طه : 110 . قال بعض أهل العلم في معنى الآية : " لا إحاطة للعلم البشري برب السماوات والأرض فينفي جنس أنواع الإحاطة عن كيفيتها " .
ومن الأدلة لهذا الأصل أيضًا قول الله تعالى" لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ "الأنعام : 103. قال بعض العلماء في معرض حديثه عن الآية : " وهذا يدل على كمال عظمته وأنه أكبر من كل شيء ، وأنه لكمال عظمته لا يدرك بحيث يحاط به فإن الإدراك وهو الإحاطة بالشيء قدر زائد على الرؤية فالرب يرى في الآخرة ولا يدرك كما يعلم ولا يحاط بعلمه " . وينبغي للعاقل أن يعلم أن للعقل حدا يصل إليه ولا يتعداه كما أن للسمع والبصر حدا ينتهيان إليه ، فمن تكلف ما لا يمكن أن يدرك بالعقل كالتفكر في كيفية صفات الله ، فهو كالذي يتكلف أن يبصر ما وراء الجدار أو يسمع الأصوات في الأماكن البعيدة جدًا عنه .
الشيخ السيد العربي بن كمال (http://www.w-aqeedah.com/container.php?act=nview&id=93)

أم أبي التراب
04-07-2015, 01:46 PM
المجلس العشرون
18 جمادى الآخر 1436 هـ
المجلس العشرون

الإيمان



الإيمان لغة :الإقرار؛ فنقول: الإيمان: الإقرار، ولا إقرار إلا بتصديق، فتقول أقر به، كما تقول: آمن به، وأقر له كما تقول: آمن له.
*قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
أكثر أهل العلم يقولون: إن الإيمان في اللغة: التصديق، ولكن في هذا نظر! لأن الكلمة إذا كانت بمعنى الكلمة؛ فإنها تتعدى بتعديها، ومعلوم أن التصديق يتعدى بنفسه، والإيمان لا يتعدى بنفسه؛ فنقول مثلاً: صدقته، ولا تقول آمنته! بل تقول: آمنت به، أو آمنت له. فلا يمكن أن نفسر فعلاً لازمًا لا يتعدى إلا بحرف الجر بفعل متعد ينصب المفعول به بنفسه، ثم إن كلمة "صدقت" لا تعطي معنى كلمة "آمنت" فإن "آمنت" تدل على طمأنينة بخبره أكثر من "صدقت".
ولهذا؛ لو فسر "الإيمان" بـ"الإقرار" لكان أجود؛ فنقول: الإيمان: الإقرار، ولا إقرار إلا بتصديق، فتقول أقر به، كما تقول: آمن به، وأقر له كما تقول: آمن له.
شرح العقيدة الواسطية/ ج 2/ ص : 229هنا (http://www.dorar.net/enc/aqadia/3160)
تعريف الإيمان اصطلاحًا:

الإيمان:قول باللسان، اعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.صالح الفوزان (http://www.alfawzan.af.org.sa/node/9518)
فالإيمان قول وعمل.
وأما تفصيلاً؛ فأربعة هي:
قول القلب - قول اللسان - عمل القلب - عمل الجوارح.
باعتبار أن عمل اللسان يدخل في عمل الجوارح.
*فقول القلب: المراد به اعتقاده وتصديقه وإيقانه وإقراره بأركان الإيمان وبكل ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى"يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ"المائدة:41.
وكما جاء في حديث جبريل «..قال: ما الإيمان. قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الأخر وبالقدر خيره وشره..» رواه مسلم.
قال البخاري في صحيحه

50 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،قال: أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الْإِيمَانُ قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ قَالَ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ- ص 28 - قَالَ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ " الْآيَةَ، ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ: "رُدُّوهُ" فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا . فَقَالَ:" هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ " قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ جَعَلَ ذَلِك كُلَّهُ مِنْ الْإِيمَانِ
صحيح البخاري - كِتَاب الْإِيمَانِ - بَاب سُؤَالِ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ وَعِلْمِ السَّاعَةِ.موقع الإسلام (http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%D8%AA%D8%A4%D9%85%D9%86+%D8%A8%D8%A7%D9%84% D9%84%D9%87+%D9%88%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D 8%AA%D9%87+%D9%88%D9%83%D8%AA%D8%A8%D9%87+&Type=phrase&Level=exact&ID=15900&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2floader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d% D8%AA%D8%A4%D9%85%D9%86%2b%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%84 %D9%87%2b%D9%88%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A A%D9%87%2b%D9%88%D9%83%D8%AA%D8%A8%D9%87%2b%26Leve l%3dexact%26Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page%3 d0)

" لاَ يؤمنُ عبدٌ حتَّى يؤمِنَ بالقدرِ خيرِهِ وشرِّهِ ؛ حتَّى يعلمَ أنَّ ما أصابَهُ لم يَكن ليخطئَهُ ، وأنَّ ما أخطأَهُ لم يَكن ليصيبَهُ"
الراوي :جابر بن عبد الله المحدث: الألباني -المصدر :صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2144 خلاصة حكم المحدث : صحيح الدرر السنية (http://www.dorar.net/hadith?skeys=+%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D9%87+%D9%88%D8%B 4%D8%B1%D9%87&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[]=1&m[]=1420&s[]=0)

* وقول اللسان: المراد به التكلم بكلمة الإسلام والإقرار بلوازمها.
كما قال تعالى"قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونََ"البقرة:136.
وقوله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ....
قال البخاري في صحيحه

25 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ ، قَالَ :حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ"
صحيح البخاري - كِتَاب الْإِيمَانِ - بَاب" فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ"
موقع الإسلام (http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%D8%A3%D9%85%D8%B1%D8%AA+%D8%A3%D9%86+%D8%A3 %D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7% D8%B3+%D8%AD%D8%AA%D9%89+%D9%8A%D8%B4%D9%87%D8%AF% D9%88%D8%A7+&Type=phrase&Level=exact&ID=9944&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2floader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d% D8%A3%D9%85%D8%B1%D8%AA%2b%D8%A3%D9%86%2b%D8%A3%D9 %82%D8%A7%D8%AA%D9%84%2b%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D 8%B3%2b%D8%AD%D8%AA%D9%89%2b%D9%8A%D8%B4%D9%87%D8% AF%D9%88%D8%A7%2b%26Level%3dexact%26Type%3dphrase% 26SectionID%3d2%26Page%3d0)
* وعمل القلب: المراد به انقياد القلب وإذعانه بتحقيق أعمال القلوب من الإخلاص لله بجميع أنواع العبادة من المحبة والخوف والتوكل والرضا.
كما قال تعالى"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون"الأنفال:2.
وقوله"وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِين"المائدة:23.
وقوله"فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين"آل عمران:175.
والآيات الدالة على ذلك كثيرة، وقوله صلى الله عليه وسلم: «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا وبمحمد نبيًّا وبالإسلام دينًا».
قال مسلم في صحيحه

34 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ وَبِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَا :حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ " أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا"
صحيح مسلم - كِتَاب الْإِيمَانِ - بَاب الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَإِنْ ارْتَكَبَ الْمَعَاصِيَ الْكَبَائِرَ موقع الإسلام (http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%D8%B0%D8%A7%D9%82+%D8%B7%D8%B9%D9%85+%D8%A7 %D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86&Type=phrase&Level=exact&ID=28553&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2floader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d% D8%B0%D8%A7%D9%82%2b%D8%B7%D8%B9%D9%85%2b%D8%A7%D9 %84%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%26Level%3dexact% 26Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page%3d0)
والأحاديث الدالة على أعمال القلوب كثيرة.
* وعمل الجوارح - وعمل اللسان يدخل في عمل الجوارح - والمراد بعمل الجوارح: الالتزام العملي الظاهر بفعل الواجبات، وترك المحرمات من حيث هي جنس.
أما بالنظر إلى آحاد هذه الواجبات والمحرمات فمنها ما هو ركن في الإيمان لا يصح إلا به: كالصلاة وإفراد الله بالدعاء. أو إذا كان من المحرمات فمثل الاستغاثة بغير الله أو تبديل شرع الله.
ومنها ما هو من واجبات الإيمان يصح الإيمان بدونها مثل بر الوالدين أو السرقة والزنا، لكن يستوجب معه العقوبة ويفوته كمال الإيمان الواجب.
ومنها ما هو مستحبات الإيمان كإماطة الأذى عن الطريق والسواك ونوافل الصلوات والصيام، فهذه لو تركها فإنه كمال الإيمان المستحب ولا يستوجب العقوبة.
فإذا نظرنا إلى عمل الجوارح كجنس فإنه ركن لا يصح الإيمان إلا به لدخول الأركان فيه.
منبر علماء اليمن هنا (http://olamaa-yemen.net/main/articles.aspx?selected_article_no=2123)

أحاديث في الإيمان:
- عن عبد الله بن مسعود قال : إن الله قسم بينكم أخلاقكم ، كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يؤتي المال من يحب ومن لا يحب ، ولا يؤتي الإيمان إلا من أحب ، فإذا أحب الله عبدًا أعطاه الإيمان ، فمن ضن بالمال أن ينفقه ، وهاب العدو أن يجاهده ، والليل أن يكابده ؛ فليكثر من قول " لاإله إلا الله ، والله أكبر ، والحمد لله ، وسبحان الله " .
الراوي : - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1571-خلاصة حكم المحدث : صحيح
· عن يزيد بن عميرة قال: " لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له: يا أبا عبد الرحمن أوصينا. قال أجلسوني. فقال:" إن العلم والإيمان مكانهما, من ابتغاهما وجدهما.. يقول ثلاث مرات... ".
أخرجه الإمام أحمد. وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي" في الجامع الصحيح ج1 صـ236
"المؤمِنُ مَن أمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أموالِهم وأنفسِهِم، والمُهاجرُ من هجرَ الخطايا والذُّنوبَ"
الراوي: فضالة بن عبيد - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3193-خلاصة حكم المحدث: صحيح الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3+%D8%B9 %D9%84%D9%89+%D8%A3%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%87% D9%85+%D9%88%D8%A3%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%87%D9%85&phrase=on&xclude=&t=*&d[1]=1&m[]=0&s[]=0)
قال الإمام مسلم في صحيحه:
61 43 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ يُحِبُّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ كَانَ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ"
صحيح مسلم - كِتَاب الْإِيمَانِ - ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان
موقع الإسلام (http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB+%D9%85%D9%86+%D9%83 %D9%86+%D9%81%D9%8A%D9%87+%D9%88%D8%AC%D8%AF+%D8%A 8%D9%87%D9%86+%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%A9+%D8%A 7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86&Type=phrase&Level=exact&ID=30336&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2floader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d% D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%2b%D9%85%D9%86%2b%D9%83%D9 %86%2b%D9%81%D9%8A%D9%87%2b%D9%88%D8%AC%D8%AF%2b%D 8%A8%D9%87%D9%86%2b%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%A9% 2b%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%26Lev el%3dexact%26Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page% 3d0)

أم أبي التراب
04-07-2015, 01:47 PM
أركان الإيمان
سبق وذكرنا تعريف الإيمان

فتعريف الإيمان لغة:الإقرار؛ فنقول: الإيمان: الإقرار، ولا إقرار إلا بتصديق، فتقول أقر به، كما تقول: آمن به، وأقر له كما تقول: آمن له.
تعريف الإيمان اصطلاحًا
للإيمان بالله وتوحيده عدة تعريفات، تتفق في المعنى وربما اختلفت ألفاظها، فمن تلك التعريفات مايلي:

الإيمان:قول باللسان، اعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.صالح الفوزان (http://www.alfawzan.af.org.sa/node/9518)
-هو إفراد الله بما يستحق.
الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد
والإيمان بالله_عز وجل_رأس كل فلاح، وأسُّ كل نجاح، فما أنزلت الكتب، ولا أرسلت الرسل إلا لأجل تقريره وتثبيته في النفوس.
"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ"سورة الحجرات الآية:15
الإيمان بالله شعور فطري في نفس كل مخلوق، يشعر به في أعماقه، ويلهمه إليه ضميره ووجدانه، وحينما تواجهه إحدى الشدائد؛ فإنه يهرع إلى الله الخالق العظيم يلتمس منه العون، ويرجو منه تفريج همه وكربه.
فكل ما في الكون من الموجودات يدل على وجود الله الخالق العظيم، فالإنسان يشعر بوجود الله، ويؤمن به إيمانًا فطريًّا عميقًا. قال تعالى "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ " الروم 30.
وهذه فطرة لا تنطمس في النفس الإنسانية إلا من عادَى هذه الفطرة استكبارًا وتجبرًا، فالعقل يؤمن بوجود الله الخالق سبحانه، لكنه يعجز عن تصور ذات الله سبحانه.
هنا (http://kids.islamweb.net/subjects/emanbellah1.html)

أركان الإيمان

أركان الإيمان ، وهي ستة: أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشرهمن الله تعالى.
دليلها من القرآن
قوله تعالى " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" البقرة /177
فهذه الآية قد جمعت بين خمسة من أصول الإيمان وهي:
ـ الإيمان بالله.
ـ الإيمان باليوم الآخر.
ـ الإيمان بالملائكة.
ـ الإيمان بالكتب.
ـ الإيمان بالرسل.
وبقي الإيمان بالقدر، فقد ذكره الله تعالى في قوله " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" سورة القمر: الآية 49.
دليلها من السنة
ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل حين سأله فقال"أخبرني عن الإيمان؟"
قال البخاري في صحيحه

50 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ،قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،قال: أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الْإِيمَانُ قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ قَالَ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ- ص 28 - قَالَ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ " الْآيَةَ .ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ رُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا فَقَالَ هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ " قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ جَعَلَ ذَلِك كُلَّهُ مِنْ الْإِيمَانِ صحيح البخاري - كِتَاب الْإِيمَانِ - بَاب سُؤَالِ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ وَعِلْمِ السَّاعَةِ موقع الإسلام
(http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%D8%AA%D8%A4%D9%85%D9%86+%D8%A8%D8%A7%D9%84% D9%84%D9%87+%D9%88%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D 8%AA%D9%87+%D9%88%D9%83%D8%AA%D8%A8%D9%87+&Type=phrase&Level=exact&ID=15900&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2floader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d% D8%AA%D8%A4%D9%85%D9%86%2b%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%84 %D9%87%2b%D9%88%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A A%D9%87%2b%D9%88%D9%83%D8%AA%D8%A8%D9%87%2b%26Leve l%3dexact%26Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page%3 d0)
-" لاَ يؤمنُ عبدٌ حتَّى يؤمِنَ بالقدرِ خيرِهِ وشرِّهِ ؛ حتَّى يعلمَ أنَّ ما أصابَهُ لم يَكن ليخطئَهُ ، وأنَّ ما أخطأَهُ لم يَكن ليصيبَهُ"
الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : الألباني المصدر :صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2144 خلاصة حكم المحدث : صحيح الدرر السنية (http://www.dorar.net/hadith?skeys=+%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D9%87+%D9%88%D8%B 4%D8%B1%D9%87&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d[]=1&m[]=1420&s[]=0)

أول ركن من أركان الإيمان : الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ
فهو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه رب كل شيء ومليكه وخالقه – وأنه الذي يستحق وحده أن يفرد بالعبادة: من صلاة وصيام، ودعاء، ورجاء، وخوف، وذل وخضوع – وأنه المتصف بصفات الكمال كلها المنزه عن كل نقص.
فالإيمان بالله عز وجل يتضمن توحيده في ربوبيته, و في ألوهيته, و في أسمائه و صفاته.
وأنواع التوحيد تدخل كلها في تعريف عام وهو :
إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به .
هناك من أهل العلم من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهي
* توحيد الربوبية .
* توحيد الألوهية .
3* توحيد الأسماء والصفات .
وقد اجتمعت هذه الأنواع الثلاثة في قوله تعالى :
"رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا" سورة مريم / آية : 65

*توحيد الربوبية

هو الإيمان بأن الرب هو الخالق ، الرازق ، المحيي ، المميت ، مُنَزِّل الكتب ، مرسل الرسل ، المجازي في الدنيا والآخرة ، وإفراده سبحانه بكل هذا .
*أقسام توحيد الربوبية هى :
ـ قدر كوني :
قال تعالى " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " سورة النحل / آية : 40 .
فالقدر الكوني : كالخلق ، والرزق ، والإحياء ، والإماتة ، والنفع ، والضر .
ـ قدر تشريعي :
وهو يشمل العلم ، والرسالات ، والكتب ، والوحي ، والتحليل ، والتحريم .
ـ ومن أدلة ذلك :
ـ العلم : قال تعالى " ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي " .سورة يوسف / آية : 37
وقال تعالى " وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا "سورة طه / آية : 114
ـ الرسالات : قال تعالى " لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ "سورة الجن آية 28 .
ـ الكتب : قال تعالى " تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ " سورة الرعد / آية : 1
ـ الوحي : قال تعالى " ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ " سورة الإسراء / آية : 39 .
ـ التحليل والتحريم :
قال تعالى " قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ " .سورة الأنعام / آية : 151 .
باختصار القدر التشريعي يشمل : افعل ولا تفعل .
3 ـ القدر الجزائي :
فالذي يجازي في الدنيا والآخرة إنما هو الرب .
من أمثلة الجزاء في الدنيا :
قوله تعالى " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ" .سورة الفيل / آية : 1 .
وقوله تعالى " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ" سورة الفجر / آية : 6 .
ومن أمثلة الجزاء في الآخرة :
قولـه " إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا" . سورة الكهف / آية : 29 .
وقوله " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً * أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأََنْهَارُ " .سورة الكهف / آية : 30 ، 31 .


*توحيد الألوهية:
هو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه و تعالى هو الإله الحق, و لا إله غيره, و إفراده سبحانه بالعبادة. و الإله هو المألوه, أي المعبود, و العبادة في اللغة هي الانقياد و التذلل و الخضوع. فلا يتحقق توحيد الألوهية إلا بإخلاص العبادة لله وحده في باطنها و ظاهرها, بحيث لا يكون شيء منها لغير الله سبحانه. و بهذا فإن توحيد الألوهية يستلزم أن نتوجه إلى الله وحده بجميع أنواع العبادة و أشكالها, و منها الأمور التالية:


إخلاص المحبة لله عز و جل, فلا يتخذ العبد من دون الله ندًا يحبه كما يحب الله عز وجل.
إفراد الله عز و جل في الدعاء و التوكل و الرجاء فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه و تعالى.
إفراد الله عز و جل بالخوف منه , فلا يعتقد المؤمن أن بعض المخلوقات تضره بمشيئتها و قدرتها فيخاف منها فإن ذلك شرك بالله.
إفراد الله سبحانه بجميع أنواع العبادات البدنية مثل الصلاة و السجود و الصوم , و جميع العبادات القولية مثل النذر والاستغفار. هنا (http://www.iid-alraid.de/arabisch/islamicbasics/index/index2.htm)

إن توحيد الألوهية جزء هام من عقيدة المؤمن ، إذ هو ثمرة توحيد الربوبية ، وتوحيد الأسماء والصفات ، وجَناه الطيب .

*توحيد الأسماء والصفات:
هو الاعتقاد الجازم بأن الله عز و جل متصف بجميع صفات الكمال, و منزه عن جميع صفات النقص, و أنه متفرد عن جميع الكائنات. و يكون هذا بإثبات ما أثبته الله سبحانه لنفسه أو أثبته له رسولُه صلّى الله عليه و سلم من الأسماء و الصفات الواردة في الكتاب و السنة من غير تحريف ألفاظها أو معانيها, و لا تعطيلها بنفيها أو نفي بعضها عن الله عز وجل, و لا تكييفها بتحديد كنهها و إثبات كيفية معينة لها, و لا تشبيهها بصفات المخلوقين. فيجب على المسلم أن لا يقع في التشبيه, أو التحريف و التغيير و التبديل, أو التعطيل, أو التكييف. هنا (http://www.iid-alraid.de/arabisch/islamicbasics/index/index2.htm)
واعتقاد أن هذه الأسماء والصفات على الحقيقة لا على المجاز ، وأن لها معانٍ حقيقية تليق بجلال الله وعظمته .
أي : نثبت لله ما أثبته لنفسه من أسماء وصفات- على الحقيقة -، ونؤمن بمعناها ، وأن لها كيف . لكنْ نفوض هذا الكيف لله لأنه سبحانه ليس كمثله شيء
لقوله تعالى " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " سورة الشورى / آية : 11.
فقد أثبت سبحانه صفتي السمع والبصر ، ونفى المِثلية .

ولنعلم علم اليقين أنه لا يجوز التفكير في ذات الله سبحانه وتعالى

ثمرات الإيمان بالله تعالى:
للإيمان بالله تعالى ثمرات عظيمة نذكر منها:
ـ تحقيق توحيد الله تعالى بحيث لا يتعلق بغيره.
ـ كمال محبة الله تعالى وتعظيمه بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
ـ تحقيق عبادته بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه.
ـ تحرير العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم فإن هذا هو العز الحقيقي.

د.عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار (http://www.m-islam.com/articles.php?action=show&id=229)

ومن ثمرات الإيمان أيضًا:
_الأمن التام والاهتداء التام: فبحسب الإيمان يحصل الأمن والاهتداء في الدنيا والبرزخ والآخرة قال_عز وجل_"الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ"الأنعام: 82.
_الإيمان بالله طاعة لله_عز وجل_: فالله أمرنا بالإيمان به، وطاعتُه واجبةٌ، وهي أصل كل خير، قال_تعالى_"قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ"البقرة: 136.
_الاستخلاف في الأرض والتمكين والعزة: قال_عز وجل_"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا"النور: 55.
_دخول الجنة والنجاة من النيران: قال_تعالى_"إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ"محمد: 12.
_الحياة الطيبة: فالحياة الطيبة الحافلة بكل ما هو طيب_إنما هي ثمرة من ثمرات الإيمان بالله_عز وجل_ "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" النحل: 97.
قال ابن كثيرفي شرح هذه الآية:وهذا وعد من الله_تعالى_لمن عمل صالحًا وهو العمل المتابع لكتاب الله_تعالى_وسنة نبيه"من ذكر أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وأن هذا المأمور به مشروع من عند الله_بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا، وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الآخرة.
والحياة الطيبة تشتمل على وجوه الراحة من أي جهة كانت.
_حلول الخيرات ونزول البركات: قال_تعالى_"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"الأعراف: 96.
_الهداية لكل خير: قال _تعالى_"وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ"التغابن:11.
وقال"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ" يونس:9.
_زيادة الإيمان والثبات عليه: فالمؤمنون يتقلبون من نعمة إلى نعمة، وأعظم نعمة يجدونها من الإيمان بالله هي أن يثبتهم الله على الحق، ويزيد إيمانهم، فالثبات على الإيمان سبب لزيادته قال_تعالى_"وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ"محمد: 17.
_الفوز بولاية الله_عز وجل_: وأكرم بها من ولاية، قال_تعالى_"ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ "محمد: 11.
_السلامة من الخسارة: قال_تعالى_"وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " العصر: 1_3.
_الإيمان بالله سبب لدفاع الله عن أهله: قال_عز وجل_ "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا"الحج: 38.
_تكفير السيئات: قال_تعالى_"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ"محمد:2.
_الرفعة والعلو: قال_تعالى_ "يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"المجادلة: 11.
_إخلاص العمل: فلا يمكن للعبد أن يقوم بالإخلاص لله، ولعباد الله، ونصيحتهم على وجه الكمال إلا بالإيمان.
_قوة التوكل: فالإيمان بالله يوجب للعبد قوة التوكل على الله، "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ"الطلاق: 3.
_الشجاعة: فالإيمان بالله يبعث على الشجاعة والإقدام؛ لأنه يملأ قلب المؤمن بالخوف من الله، والخشية له، وتعظيمه، وإجلاله.
وإذا كان كذلك ذهب خوف الخلق من قلبه كليةً؛ فالجزاء من جنس العمل؛ فمن خاف الله آمنه من كل شيء، وجعل مخاوفه أمنًا والعكس بالعكس.
_حسن الخلق: فالإيمان يدعو إلى حسن الخلق مع جميع طبقات الناس، وإذا ضعف الإيمان أو نقص أو انحرف أثَّر ذلك في أخلاق العبد انحرافاً بحسب بُعْده عن الإيمان.
_الإعانة على تحمل المشاق: فالإيمان أكبر عون على تحمل المشاق، والقيام بالطاعات، وترك الفواحش والمنكرات.
_الذكر الحسن: فالإيمان يوجب لصاحبه أن يكون معتبرًا عند الخلق أمينًا.
_عزة النفس: فالإيمان يوجب للعبد العفة، وعزة النفس، والترفع عن إراقة ماء الوجه؛ تذللاً للمخلوقين.
_أن الإيمان هو السبب الوحيد للقيام بذروة سنام الإسلام وهو الجهاد البدني والمالي والقولي في سبيل الله.
هذا شيء من ثمرات الإيمان، وبالجملة فخير الدنيا والآخرة كله فرع عن الإيمان، ومترتب عليه، والهلاك والنقصان إنما يكون بفقد، الإيمان، أو نقصه .
* * *

- تفسير ابن كثير 2/566.
- انظر تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن، لابن سعدي، 130_134.

الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد

أم أبي التراب
04-14-2015, 03:00 PM
ثانيًا: الإيمان بالملائكة
عباد الله : اتقوا الله تعالى ربكم ، وراقبوه سبحانه في جميع أعمالكم مراقبة من يعلم أن ربَّه يسمعُه ويراه. يشهد معكم هذه المجالس ويستمعون معكم إلى الذكر فيها خلق من خلق الله لا ترونهم ،يشهدون معكم الجُمَع ويستمعون معكم إلى الذكر ،أخبر عنهم نبيكم الكريم صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"إذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَائِكَةٌ يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ" .الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A3%D9%8E%D8%A8%D9%92%D9%88%D9%8E%D8%A 7%D8%A8%D9%90+%D8%A7%D9%84%D9%92%D9%85%D9%8E%D8%B3 %D9%92%D8%AC%D9%90%D8%AF%D9%90+%D9%85%D9%8E%D9%84% D9%8E%D8%A7%D8%A6%D9%90%D9%83%D9%8E%D8%A9%D9%8C+&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1) -
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إنَّ للهِ تباركَ وتعالَى ملائكةً سيَّارةً . فُضُلًا . يتبعونَ مجالسَ الذكرِ . فإذا وجَدوا مجلسًا فيه ذِكرٌ قعَدوا معهمْ . وحفَّ بعضُهم بعضًا بأجنحتِهِم . حتَّى يملئوا ما بينَهُم وبينَ السَّماءِ الدُّنيا . فإذا تفرَّقوا عرَجوا وصعِدوا إلى السَّماءِ . قال فيسألُهُم اللهُ عزَّ وجلَّ ، وهو أعلمُ بهم : من أين جِئتُم ؟ فيقولونَ : جِئنا من عندِ عِبادٍ لك في الأرضِ ، يسبِّحونكَ ويكَبِّرونكَ ويُهلِّلونكَ ويَحمدونكَ ويسألونكَ . قال : وماذا يسألوني ؟ قالوا : يسألونَكَ جنَّتكَ . قال : وهلْ رأوْا جنَّتي ؟ قالوا : لا . أي ربِّ ! قال : فكيف لو رأَوْا جنَّتي ؟ قالوا : ويَستجيرونَكَ . قال : وممَّ يستجيرونَني ؟ قالوا : من نارِكَ . يا ربِّ ! قال : وهل رأَوْا ناري ؟ قالوا : لا . قال : فكيفَ لو رأَوْا ناري ؟ قالوا : ويستغفرونَكَ . قال فيقولُ : قد غفرتُ لهم . فأعطيتُهم ما سألوا وأجَرتُهم ممَّا استجاروا . قال فيقولونَ : ربِّ ! فيهم فلانٌ . عبدٌ خطَّاءٌ . إنَّما مرَّ فجلس معهم . قال فيقولُ : وله غفرتُ . همُ القومُ لا يَشقَى بهم جليسُهُم" الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2689 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%B3+%D8%A7%D9% 84%D8%B0%D9%83%D8%B1&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1)-,
، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ".-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%88%D9%8E%D8%BA%D9%8E%D8%B4%D9%90%D9%8 A%D9%8E%D8%AA%D9%92%D9%87%D9%8F%D9%85%D9%8F+%D8%A7 %D9%84%D8%B1%D9%91%D9%8E%D8%AD%D9%92%D9%85%D9%8E%D 8%A9%D9%8F+%D9%88%D9%8E%D8%AD%D9%8E%D9%81%D9%91%D9 %8E%D8%AA%D9%92%D9%87%D9%8F%D9%85%D9%8F+%D8%A7%D9% 84%D9%92%D9%85%D9%8E%D9%84%D9%8E%D8%A7%D8%A6%D9%90 %D9%83%D9%8E%D8%A9%D9%8F&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-
والإيمان بالملائكة يدخل في الإيمان بالغيب لكوننا لا نراهم وقد أثنى الله عز وجل على المؤمنين بالغيب إذ قال :
"ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ "البقرة :2 ، 3.

°متى خُلِقوا؟

ليس لنا علم على وجه التحديد بوقت خلقهم لعدم ورود النص في ذلك لكنهم سابقون لخلق الإنس يقينًا ،فقد خلق الله -سبحانه وتعالى- الملائكة قبل آدم, قال الله تعالى"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"البقرة: 30.
عقيدة التوحيد/ القاضي أحمد محمد علي، ص52.

فخاطبهم قبل خلق الإنسان فدل هذا على وجودهم قبله

°وجوب الإيمان بالملائكة الإيمان بالملائكة جزء من الإيمان بالغيب الذي يجب على المسلم أن يقتصر فيه على ما جاء في الوحي،فالإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان الستة ،فلا يصح إيمان العبد المسلم إلا به، وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، قال تعالى" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"285.
°الإيمان بالملائكة؛ هو الاعتقاد الجازم بوجودهم، وأنهم مخلوقون لله سبحانه، قال تعالى"وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ "البقرة:177.
وقد ورد في حديث جبريل عليه السلام الطويل :.....
"....قال: فأخبِرْني عنِ الإيمانِ، قال: أن تُؤمِنَ باللهِ، وملائكتِه، وكُتبِه، ورُسلِه، واليومِ الآخِرِ، وتُؤمِنَ بالقدَرِ خَيرِه وشَرِّه، قال: صدَقْتَ..."الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 8 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%88%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A A%D9%87+%D9%88%D9%83%D8%AA%D8%A8%D9%87+%D9%88%D8%B 1%D8%B3%D9%84%D9%87&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-
وورد في متن آخرلحديث جبريل عليه السلام الطويل...
"أن تُؤْمِنَ باللَّهِ وملائِكَتِهِ وَكُتبِهِ ورسلِهِ وبالموتِ وبالبعثِ والجنَّةِ والنَّارِ والقدرِ كلِّهِ فإذا فعلتُ ذلِكَ فقد آمنتُ قالَ نعَم قالَ صدقتَ. قالَ: فلمَّا ولَّى قالَ رسولُ اللَّهِ: عليَّ بالرَّجلِ ،قالَ فطلبوهُ فلم يجدوهُ ،فقالَ :هذا جبريلُ علَيهِ السَّلامُ جاءَ يعلِّمُكُم أمرَ دينِكُم " الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : الألباني - المصدر : تخريج كتاب السنة-الصفحة أو الرقم: 120 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%88%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A A%D9%87+%D9%88%D9%83%D8%AA%D8%A8%D9%87+%D9%88%D8%B 1%D8%B3%D9%84%D9%87&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-
°حقيقة الإيمان بالملائكة
والإيمان بالملائكة هو إيمانٌ بكل ما جاء عنهم في القرآن أو السنة من ذكرٍ لأسمائهم ، أو أعدادهم ، أو أوصافهم ، أو أعمالهم ؛ إجمالًا فيما أُجمل وتفصيلًا فيما فُصِّل .
وكلما ازداد العبد علمًا بتفاصيل ما جاء في القرآن والسنة مما يتعلق بهذا الأصل العظيم كان ذلك زيادةً في إيمانه وقوةً في يقينه وسببًا عظيمًا لصلاح عمله . الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن (http://al-badr.net/detail/MZNIOtdL9vaG) البدر .
الملائكة لا يوصفون بالذكورة ولا الأنوثة ، والخوض في هذا الغيب من أسباب ضلال بني آدم. هنا - (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=213470)
°والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور لا بد منها :
1- الإقرار الجازم بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله ، مربوبون مسخرون و " عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ "لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ" الأنبياء/26 :27 و" لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" التحريم/6 و" لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ . يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ"
2- الإيمان بأسماء من علمنا اسمه منهم بالنص الشرعي : كجبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، ،ومالك ، ورضوان ، وغيرهم عليهم السلام .
3-الإيمان بأوصاف من علمنا وصفه : كما علمنا من السنة وصف جبريل عليه السلام ، وأن له ستمائة جناح قد سد الأفق - أي ملأ السماء - .
4-الإيمان بأعمال من علمنا عمله منهم : فجبريل عليه السلام ، موكل بما فيه حياة القلوب وهو الوحي ، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور ، وميكائيل موكل بالمطر ، ومالك موكل بالنار ، وهكذا .
الإسلام سؤال وجواب (https://islamqa.info/ar/9477)-

°عظم مكانة الملائكة عند ربهم
لعل من أعظم الآيات، التي تدل على عظم مكانة الملائكة عند ربهم، قوله تعالى" شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "آل عمران:18، ووجه الدلالة؛ أن الله احتج بشهادتهم على أعظم مشهود على الإطلاق، وهو توحيده سبحانه، وقرن شهادتهم بشهادته، والله لا يستشهد من خلقه إلا من عظم قدره عنده، فهذه الآية تدل على علو قدرهم ومكانتهم.إسلام ويب (http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=10150).
°رؤية الملائكة

الأصل أن الملائكةَ لايُشَاهَدُونَ، وقد يُشَاهَدُونَ ،إنما الأصل أنهم عالم غيبي.
ولم ير الملائكةَ في صورِهم الحقيقية من هذه الأمة إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه رأى جبريل مرتين في صورته التي خلقه الله عليها.الرؤية الأولى : كانت في الأرض في بداية الوحي ، ونزلت عليه بعدها سورة المدثر .
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :
سمعتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، يُحَدِّثُ عن فتْرَةِ الوحْيِ " فبَيْنَا أنَا أمْشي ، سمعتُ صوتًا من السماءِ ، فرفعْتُ بصرِي قِبَلَ السماءِ ، فإذَا المَلَكُ الذي جاءَني بِحِراءَ ، قاعدٌ على كرسيٍّ بينَ السماءِ والأرضِ ، فجَئِثْتُ منهُ ، حتى هَوَيْتُ إلى الأرضِ ، فجِئْتُ أهلِي فقلْتُ : زمِّلونِي زمِّلونِي ، فَزَمَّلونِي ، فأَنْزَلَ اللهُ تعالى "يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ . قُمْ فَأَنْذِرْ - إلى قولهِ - فَاهْجُرْ " . قالَ أبو سَلَمَةَ : والرُّجْزَ الأوثانَ - ثمَّ حَمِيَ الوحيُ وتَتَابَعَ .الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 4926 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%B2%D9%8E%D9%85%D9%91%D9%90%D9%84%D9%8 F%D9%88%D9%86%D9%90%D9%8A+%D8%8C+%D8%B2%D9%8E%D9%8 5%D9%91%D9%90%D9%84%D9%8F%D9%88%D9%86%D9%90%D9%8A+&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0)-
وهذه الرؤية هي التي قال الله سبحانه وتعالى فيها "وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ" التكوير/23 .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
"يعني : ولقد رأى محمدٌ جبريل الذي يأتيه بالرسالة عن الله عز وجل على الصورة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح ، "بِالأفُقِ الْمُبِينِ"أي : البيِّن ، وهي الرؤية الأولى التي كانت بالبطحاء -موضع بمكة- ، وهي المذكورة في قوله "عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالأفُقِ الأعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إَلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى" النجم/5 –10 .
والظاهر- والله أعلم - أن هذه السورة – يعني سورة التكوير - نزلت قبل ليلة الإسراء ؛ لأنه لم يذكر فيها إلا هذه الرؤية ، وهي الأولى .
وأما الثانية : كانت في السماء ، ليلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى .وهي المذكورة في قوله " وَلَقَدْ رَآهُ نزلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى " النجم: 13 -16، فتلك إنما ذكرت في سورة " النجم " ، وقد نزلت بعد سورة الإسراء " انتهى .
" تفسير القرآن العظيم " 8/339 .
وقد نصت الآية في سورة النجم على الرؤية الثانية ، وأشارت إلى الرؤية الأولى ، وذلك في قوله سبحانه وتعالى " وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى . عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى " النجم/13-14. هنا (https://islamqa.info/ar/131510)-

" وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى "أي: رأى محمد جبريل مرة أخرى، نازلا إليه.تفسير السعدي (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saadi/sura53-aya13.html#saadi).

¤وقد دلت النصوص على أن البشر يستطيعون رؤية الملائكة، إذا تمثل الملائكة في صورة بشر.
تمثل لمريم في صورة بشر، قال تعالى"فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا"مريم:17.
. وجاءت الملائكة إلى إبراهيم عليه السلام في صورة بشر، ولم يعرف أنهم ملائكة حتى كشفوا له حقيقة أمرهم، قال تعالى"هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ . إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ"الذاريات: 25
. وكذلك في قصة الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى، وأن الملك تشكّل لهم في صورة بشر، كما في صحيح البخاري ومسلم.
قال البخاري في صحيحه:
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ،قال:حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ،قال: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ،قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ ،قال: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى بَدَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا ،فَأَتَى الْأَبْرَصَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟قَالَ :لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ. قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ فَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا، فَقَالَ: أَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟. قَالَ: الْإِبِلُ أَوْ قَالَ الْبَقَرُ هُوَ شَكَّ فِي ذَلِكَ إِنَّ الْأَبْرَصَ وَالْأَقْرَعَ قَالَ أَحَدُهُمَا الْإِبِلُ وَقَالَ الْآخَرُ الْبَقَرُ. فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ، فَقَالَ: يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا .وَأَتَى الْأَقْرَعَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ. قَالَ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا .قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْبَقَرُ .قَالَ: فَأَعْطَاهُ بَقَرَةً حَامِلًا وَقَالَ يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا.وَأَتَى الْأَعْمَى فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ :يَرُدُّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرُ بِهِ النَّاسَ .قَالَ: فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ .قَالَ :فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟قَالَ: الْغَنَمُ .فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدًا فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ إِبِلٍ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ بَقَرٍ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ غَنَمٍ. ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ :رَجُلٌ مِسْكِينٌ تَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي .فَقَالَ لَهُ :إِنَّ الْحُقُوقَ كَثِيرَةٌ فَقَالَ لَهُ كَأَنِّي أَعْرِفُكَ أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ فَقَالَ لَقَدْ وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عَنْ كَابِرٍ .فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ. وَأَتَى الْأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ لَهُ: مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا. فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا. فَقَالَ :إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ. وَأَتَى الْأَعْمَى فِي صُورَتِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ وَتَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي . فَقَالَ :قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ بَصَرِي وَفَقِيرًا فَقَدْ أَغْنَانِي فَخُذْ مَا شِئْتَ فَوَاللَّهِ لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ فَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ"صحيح البخاري » كتاب أحاديث الأنبياء » حديث أبرص وأعمى وأقرع في بني إسرائيل حديث رقم 3277 -هنا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3288&idto=3288&bk_no=0&ID=2079)-
الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري
-الصفحة أو الرقم: 3464 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B5&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1)-
*فوائد مستخلصة من الحديث
في الحديثِ: التَّحذيرُ منْ كُفْرانِ النِّعَمِ.
وفيه: تَذكيرُ الإنسانِ بحالَتِهِ السَّيِّئَةِ الَّتي كان عليها إذا كان ذلكَ لِنُصْحِهِ ودَعْوَتِهِ لِشُكرِ الله تعالى.
وفيه: الحثُّ على الصَّدقةِ، والرِّفْقِ بالضُّعفاءِ، ومَدِّ يَدِ المَعونَةِ لهم.
وفيه: أنَّ على الإنسانِ أنْ يَذكُرَ إذا صار في نِعمةٍ ما كان عليه سابِقًا منْ فَقْرٍ أو مَرَضٍ أو عاهَةٍ، لأنَّ ذلكَ يَدْفَعُهُ لمَزيدِ الشُّكرِ والِامْتِنانِ.
وفيه: الزَّجْرُ عنِ البُخْلِ، والتَّحذيرُ منْ عَواقِبِهِ السَّيِّئَةِ.
وفيه: القَصَصُ وما فيه منْ مَواعِظَ وعِبَر.
وفيه: أنَّ الصَّبرَ على البَلاءِ قدْ يَكونُ خَيرًا للمُبْتَلى من زَوالِهِ. -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B5&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1)-
وقد ورد في حديث جبريل عليه السلام الطويل :.....
"أن تُؤْمِنَ باللَّهِ وملائِكَتِهِ وَكُتبِهِ ورسلِهِ وبالموتِ وبالبعثِ والجنَّةِ والنَّارِ والقدرِ كلِّهِ فإذا فعلتُ ذلِكَ فقد آمنتُ قالَ نعَم قالَ صدقتَ. قالَ: فلمَّا ولَّى قالَ رسولُ اللَّهِ: عليَّ بالرَّجلِ ،قالَ فطلبوهُ فلم يجدوهُ ،فقالَ :هذا جبريلُ علَيهِ السَّلامُ جاءَ يعلِّمُكُم أمرَ دينِكُم " الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : الألباني - المصدر : تخريج كتاب السنة-الصفحة أو الرقم: 120 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%88%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A A%D9%87+%D9%88%D9%83%D8%AA%D8%A8%D9%87+%D9%88%D8%B 1%D8%B3%D9%84%D9%87&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-

*قال الإمام مسلم في صحيحه:حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ، عَلَى مَدْرَجَتِهِ، مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ" "صحيح مسلم / 45 - كتاب البر والصلة والآداب / 12 - باب في فضل الحب في الله / حديث رقم 2567- هنا -

*عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ : " أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ بَيْنَمَا هُوَ لَيْلَةً يَقْرَأُ فِي مِرْبَدِه ِ، إِذْ جَالَتْ فَرَسُهُ ، فَقَرَأَ ، ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى ، فَقَرَأَ ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا ، قَالَ أُسَيْد ٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى ، فَقُمْتُ إِلَيْهَا ، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا ، قَالَ : فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ بَيْنَمَا أَنَا الْبَارِحَةَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ فِي مِرْبَدِي ، إِذْ جَالَتْ فَرَسِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ " ، قَالَ : فَقَرَأْتُ ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ " ، قَالَ : فَقَرَأْت ُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ " قَالَ : فَانْصَرَفْتُ ، وَكَانَ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا ، خَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ ، فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُج ِ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ مَا تَسْتَتِرُ مِنْهُمْ " .
رواه البخاري :5018 ، ومسلم :796، واللفظ له .هنا (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A7%D9%82%D8%B1%D8%A7+%D8%A7%D8%A8%D9% 86+%D8%AD%D8%B6%D9%8A%D8%B1&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-

°قال الإمام أحمد في مسنده
2674 حَدَّثَنَا حَسَنٌ ،قال:حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ " كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ - ص 294 - فَكَانَ كَالْمُعْرِضِ عَنْ أَبِي فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ لِي أَبِي أَيْ بُنَيَّ أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي فَقُلْتُ يَا أَبَتِ إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ قَالَ فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ كَذَا وَكَذَا فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ رَجُلٌ يُنَاجِيكَ فَهَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ ذَاكَ جِبْرِيلُ وَهُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ".مسند أحمد - وَمِنْ مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ - مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذاك جبريل وهو الذي شغلني عنك هنا (http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%D9%81%D9%83%D8%A7%D9%86+%D9%83%D8%A7%D9%84% D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6+&Type=phrase&Level=exact&ID=238682&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2floader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d% D9%81%D9%83%D8%A7%D9%86%2b%D9%83%D8%A7%D9%84%D9%85 %D8%B9%D8%B1%D8%B6%2b%26Level%3dexact%26Type%3dphr ase%26SectionID%3d2%26Page%3d0)وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين / ج : 1 / ص :341.

ـ وحديث أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما -
قال البخاري في صحيحه:
4695 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،قال: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ أُنْبِئْتُ " أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَجَعَلَ يَتَحَدَّثُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمِّ سَلَمَةَ مَنْ هَذَا أَوْ كَمَا قَالَ قَالَتْ هَذَا دِحْيَةُ فَلَمَّا قَامَ قَالَتْ وَاللَّهِ مَا حَسِبْتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُ خَبَرَ جِبْرِيلَ أَوْ كَمَا قَالَ قَالَ أَبِي قُلْتُ لِأَبِي عُثْمَانَ مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا قَالَ مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ"
صحيح البخاري - كِتَاب فَضَائِلِ الْقُرْآنِ - لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن هنا (http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%D9%87%D8%B0%D8%A7+%D8%AF%D8%AD%D9%8A%D8%A9&Type=phrase&Level=exact&ID=346270&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d% D9%87%D8%B0%D8%A7%2b%D8%AF%D8%AD%D9%8A%D8%A9%26Lev el%3dexact%26Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page% 3d0)
دحية الكلبي : هو دحية بن خليفة الكلبي .كان صحابيًا مشهورًا بالجمال ، وكان جبريل ينزل على صورته .

أم أبي التراب
11-21-2017, 08:04 PM
الملائكة عالم غيبي مُنقاد لأوامر الله

والملائكة عالم غيبي مخلوقون عابدون لله تعالى، وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، خلقهم الله تعالى من نور ومنحهم الانقياد التام لأمره، والقوة على تنفيذه. قال الله تعالى"وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ" الأنبياء: 19-20.
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره لهذه الآيات :
أَخْبَرَ-سبحانه- أَنَّهُ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، فَالْكُلُّ عَبِيدُهُ وَمَمَالِيكُهُ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ مُلْكٌ وَلَا قِسْطٌ مِنَ الْمُلْكِ، وَلَا مُعَاوَنَةٌ عَلَيْهِ، ...... فَتَعَالَى وَتَقَدَّسَ الْمَالِكُ الْعَظِيمُ، الَّذِي خَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ، وَذَلَّتْ لَهُ الصِّعَابُ، وَخَشَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ، وَأَذْعَنُوا لَهُ بِالْعِبَادَةِ الدَّائِمَةِ الْمُسْتَمِرَّةِ أَجْمَعُونَ، وَلِهَذَا قَالَ: وَمَنْ عِنْدَهُ ؛ أَيْ: مِنَ الْمَلَائِكَةِ "لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ "؛ أَيْ: لَا يَمَلُّونَ وَلَا يَسْأَمُونَ لِشِدَّةِ رَغْبَتِهِمْ، وَكَمَالِ مَحَبَّتِهِمْ، وَقُوَّةِ أَبْدَانِهِمْ.

(20) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ ؛ أَيْ: مُسْتَغْرِقِينَ فِي الْعِبَادَةِ وَالتَّسْبِيحِ فِي جَمِيعِ أَوْقَاتِهِمْ، فَلَيْسَ فِي أَوْقَاتِهِمْ وَقْتٌ فَارِغٌ وَلَا خَالٍ مِنْهَا، وَهُمْ عَلَى كَثْرَتِهِمْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ، وَفِي هَذَا مِنْ بَيَانِ عَظَمَتِهِ وَجَلَالَةِ سُلْطَانِهِ وَكَمَالِ عِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ مَا يُوجِبُ أَنْ لَا يُعْبَدَ إِلَّا هُوَ، وَلَا تُصْرَفُ الْعِبَادَةُ لِغَيْرِهِ.تفسير السعدي (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=209&surano=21&ayano=19)-

"وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ *لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ *يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ* وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ "الأنبياء 26 :29.
* يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ سَفَاهَةِ الْمُشْرِكِينَ الْمُكَذِّبِينَ لِلرَّسُولِ، وَأَنَّهُمْ زَعَمُوا - قَبَّحَهُمُ اللَّهُ - أَنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ وَلَدًا، فَقَالُوا: الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ قَوْلِهِمْ، وَأَخْبَرَ عَنْ وَصْفِ الْمَلَائِكَةِ بِأَنَّهُمْ عَبِيدٌ مَرْبُوبُونَ مُدَبَّرُونَ، لَيْسَ لَهُمْ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ، وَإِنَّمَا هُمْ مُكْرَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ، قَدْ أَلْزَمَهُمُ اللَّهُ، وَصَيَّرَهُمْ مِنْ عَبِيدِ كَرَامَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، وَذَلِكَ لِمَا خَصَّهُمْ بِهِ مِنَ الْفَضَائِلِ وَالتَّطْهِيرِ عَنِ الرَّذَائِلِ، وَأَنَّهُمْ فِي غَايَةِ الْأَدَبِ مَعَ اللَّهِ، وَالِامْتِثَالِ لِأَوَامِرِهِ.

(27) لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ ؛ أَيْ: لَا يَقُولُونَ قَوْلًا مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِتَدْبِيرِ الْمَمْلَكَةِ حَتَّى يَقُولَ اللَّهُ؛ لِكَمَالِ أَدَبِهِمْ، وَعِلْمِهِمْ بِكَمَالِ حِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ، وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ؛ أَيْ: مَهْمَا أَمَرَهُمُ امْتَثَلُوا لِأَمْرِهِ، وَمَهْمَا دَبَّرَهُمْ عَلَيْهِ فَعَلُوهُ، فَلَا يَعْصُونَهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَلَا يَكُونُ لَهُمْ عَمَلٌ بِأَهْوَاءِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ دُونِ أَمْرِ اللَّهِ. -28- وَمَعَ هَذَا فَاللَّهُ قَدْ أَحَاطَ بِهِمْ عِلْمُهُ، فَعَلِمَ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ؛ أَيْ: أُمُورُهُمُ الْمَاضِيَةُ وَالْمُسْتَقْبَلَةُ، فَلَا خُرُوجَ لَهُمْ عَنْ عِلْمِهِ، كَمَا لَا خُرُوجَ لَهُمْ عَنْ أَمْرِهِ وَتَدْبِيرِهِ، وَمِنْ جُزْئِيَّاتِ وَصْفِهِمْ بِأَنَّهُمْ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ أَنَّهُمْ لَا يَشْفَعُونَ لِأَحَدٍ بِدُونِ إِذْنِهِ وَرِضَاهُ، فَإِذَا أَذِنَ لَهُمْ وَارْتَضَى مَنْ يَشْفَعُونَ فِيهِ شَفَعُوا فِيهِ، وَلَكِنَّهُ تَعَالَى لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ، مُتَّبَعًا فِيهِ الرَّسُولُ. وَهَذِهِ الْآيَةُ مِنْ أَدِلَّةِ إِثْبَاتِ الشَّفَاعَةِ، وَأَنَّ الْمَلَائِكَةَ يَشْفَعُونَ،وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ؛ أَيْ: خَائِفُونَ وَجِلُونَ، قَدْ خَضَعُوا لِجَلَالِهِ، وَعَنَتْ وُجُوهُهُمْ لِعِزِّهِ وَجَمَالِهِ. تفسير السعدي (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=954&idto=954&bk_no=209&ID=976#docu) -
معنى وعَنَتِ الوجوهُ: اسْتَرَّتْ وُجُوهُ الْخَلْقِ ، وَاسْتَسْلَمَتْ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ الَّذِي لَا يَمُوتُ ، وَأَصَّلُ الْعُنُوِّ الذُّلِّ ، يُقَالُ مِنْهُ : عَنَا وَجْهَهُ لِرَبِّهِ يَعْنُو عُنُّوًا ، يَعْنِي خَضَعَ لَهُ وَذَلَّ ، وَكَذَلِكَ قِيلَ لِلْأَسِيرِ : عَانٍ لِذِلَّةِ الْأَسْرِ ، فَأَمَّا قَوْلُهُمْ : أَخَذْتُ الشَّيْءَ عُنْوَةً ، فَإِنَّهُ يَكُونُ وَإِنْ كَانَ مَعْنَاهُ يَئُولُ إِلَى هَذَا أَنْ يَكُونَ أَخَذَهُ غَلَبَةً ، وَيَكُونُ أَخْذُهُ عَنْ تَسْلِيمٍ وَطَاعَةٍ ، من تفسير الطبري هنا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3274&idto=3274&bk_no=50&ID=3295) -
29- فَلَمَّا بَيَّنَ أَنَّهُ لَا حَقَّ لَهُمْ فِي الْأُلُوهِيَّةِ، وَلَا يَسْتَحِقُّونَ شَيْئًا مِنَ الْعُبُودِيَّةِ بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ مِنَ الصِّفَاتِ الْمُقْتَضِيَةِ لِذَلِكَ، ذَكَرَ أَيْضًا أَنَّهُ لَا حَظَّ لَهُمْ، وَلَا بِمُجَرَّدِ الدَّعْوَى، وَأَنَّ مَنْ قَالَ مِنْهُمْ: إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ عَلَى سَبِيلِ الْفَرْضِ وَالتَّنَزُّلِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ، وَأَيُّ ظُلْمٍ أَعْظَمُ مِنِ ادِّعَاءِ الْمَخْلُوقِ النَّاقِصِ الْفَقِيرِ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ مُشَارَكَتَهُ اللَّهَ فِي خَصَائِصِ الْإِلَهِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ؟!. تفسير السعدي (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=954&idto=954&bk_no=209&ID=976#docu) -
*خُلِقَتِ الملائكةُ من نورٍ ،ولم يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي نور هذا الذي خُلقوا منه، ولذلك فإننا لا نستطيع أن نخوض في هذا الأمر لمزيد من التحديد؛ لأنه غيب لم يرد فيه ما يوضحه أكثر من هذا الحديث.
عالم الملائكة الأبرار (http://shamela.ws/browse.php/book-9967#page-2)-
قال صلى الله عليه وسلم"خُلِقَت الملائكةُ من نورٍ . وخُلِقَ الجانُّ من مارجٍ من نارٍ . وخُلِقَ آدمُ مما وُصِف لكم"الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : مسلم- المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2996 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%AE%D9%8F%D9%84%D9%82%D8%AA+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9+%D9%85%D9%8 6+%D9%86%D9%88%D8%B1&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1) -
شرح الحديث :
يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَصلَ خَلْقِ الملائكَةِ والجِنِّ والإِنسِ، وَما فيهِ مِن آياتٍ بَيِّناتٍ عَلى قُدرةِ اللهِ سُبحانَه وتَعالى، فيُخبِرُ في هذا الحديثِ عنْ بَدءِ الخَلْقِ فَذكرَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ الملائكَةَ خُلِقوا مِنَ النُّورِ؛ ولِذلكَ كانوا كُلُّهم خَيرًا لا يَعصُونَ اللهَ ولا يَستكبِرونَ عنْ عِبادتِه وَلا يَستَحْسِرون، يُسبِّحون اللَّيلَ والنَّهارَ لا يَفتُرونَ.
أمَّا الجِنُّ، فَقال: إِنَّهم خُلِقوا مِن مارجٍ مِن نارٍ، والمارِجُ: اللَّهيبُ المُختلِطُ بسَوادِ النَّارِ، ولِهذا فيهمُ الطَّيشُ والعَبثُ والعُدوانُ عَلى كُلِّ مَن يَستطيعُون العُدوانَ عَليه.
وخُلِقَ آدمُ مِمَّا ذُكِرَ لكُم، يعني: خُلِقَ مِن طينٍ مِن تُرابٍ مِن صَلصالٍ كالفخَّارِ؛ لأنَّ التُّرابَ صار طينًا ثُمَّ صار فَخَّارًا، فخُلِقَ منه آدَمُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ ولِهذا قال اللهُ تَعالى"مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى"طه: 55 . - الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%AE%D9%8F%D9%84%D9%82%D8%AA+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9+%D9%85%D9%8 6+%D9%86%D9%88%D8%B1&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1) -
°أوصاف الملائكة

وفيما يتعلق بأوصاف الملائكة ؛ فإنهم خلقٌ من خلق الله خلقهم الله جل وعلا من نور ، وهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون كما هي الحال في الجن والإنس ،
قال تعالى "وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ " الأنبياء 8.
يقول تعالى ذكره: وما جعلنا الرسل الذين أرسلناهم من قبلك يا محمد إلى الأمم الماضية قبل أمتك، "جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ " يقول: لم نجعلهم ملائكة لا يأكلون الطعام، ولكن جعلناهم أجسادًا مثلك يأكلون الطعام.تفسير الطبري (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura21-aya8.html).
أي ما جعلناهم ملائكة فدل على أن الملائكة لا يأكلون الطعام بمفهوم المخالفة.
* "يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ" الأنبياء: 20.
فمن لازم ذلك أنهم لا ينامون.
لا يحتاجون إلى طعام البشر وشرابهم، فقد أخبرنا الله أن الملائكة جاؤوا إبراهيم في صورة بشر، فقدّم لهم الطعام، فلم تمتد أيديهم إليه، فأوجس منهم خيفة، فكشفوا له عن حقيقتهم، فزال خوفه واستغرابه: قال تعالى"هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * "سورة الذاريات:24-28.

وفي آية أخرى قال"فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ "هود: 70 .
ونقل السيوطي عن الفخر الرازي: أن العلماء اتفقوا على أن الملائكة لا يأكلون, ولا يشربون, ولا يتناكحون-الموسوعة العقدية (https://dorar.net/aqadia/1677)/الدرر السنية .

*ولا يعصون الله فيما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون : "عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ" الأنبياء 26،27.
ونؤمن بكل وصف لهم جاء في القرآن والسنة إجمالًا أو تفصيلا ومن ذلكم -عباد الله- ما ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "رأيتُ جبريلَ لهُ سِتُّمِائةِ جَناحٍ" الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع
-الصفحة أو الرقم: 3464 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%A6%D8%A9+%D8% AC%D9%86%D8%A7%D8%AD&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-

وفي الحديث الآخر قال عليه الصلاة والسلام "أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ"
الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود
-الصفحة أو الرقم: 4727 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A3%D9%8F%D8%B0%D9%90%D9%86%D9%8E+%D9% 84%D9%90%D9%8A+%D8%A3%D9%8E%D9%86%D9%92+%D8%A3%D9% 8F%D8%AD%D9%8E%D8%AF%D9%91%D9%90%D8%AB%D9%8E+%D8%B 9%D9%8E%D9%86%D9%92+%D9%85%D9%8E%D9%84%D9%8E%D9%83 %D9%8D+&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-
أي لو أن طيرًا طار من عاتق هذا الملك متجهًا إلى أذنه احتاج إلى سبعمائة سنة من الطيران حتى يصل إلى شحمة الأذن ، وهذا يدل على عظم خلق الملائكة .

°أعداد الملائكة

: وفيما يتعلق بأعدادهم ؛ فإن عددهم لا يعلمه إلا الذي خلقهم جل في علاه ، لكن جاءت نصوص كثيرة تدل على أن الملائكة كثرةٌ كاثرة وعددهم كبير جدًا ، ففي حديث الإسراء والمعراج قال النبي عليه الصلاة والسلام "رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرُ مَا عَلَيْهِمْ".الراوي : مالك بن صعصعة الأنصاري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 2866 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%8A%D9%8E%D8%AF%D9%92%D8%AE%D9%8F%D9%8 4%D9%8F%D9%87%D9%8F+%D9%83%D9%8F%D9%84%D9%91%D9%8E +%D9%8A%D9%8E%D9%88%D9%92%D9%85%D9%8D+%D8%B3%D9%8E %D8%A8%D9%92%D8%B9%D9%8F%D9%88%D9%86%D9%8E+%D8%A3% D9%8E%D9%84%D9%92%D9%81%D9%8E+%D9%85%D9%8E%D9%84%D 9%8E%D9%83%D9%8D&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-

وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ" . الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%91%D9%8E%D9%85%D9%8 E%D8%A7%D8%A1%D9%8F+%D9%88%D9%8E%D8%AD%D9%8F%D9%82 %D9%91%D9%8E+%D9%84%D9%8E%D9%87%D9%8E%D8%A7+%D8%A3 %D9%8E%D9%86%D9%92+%D8%AA%D9%8E%D8%A6%D9%90%D8%B7% D9%91%D9%8E&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)- .
وذكر نبينا عليه الصلاة والسلام -كما في صحيح مسلم- الملائكة الذين يجرون جهنم إلى أرض المحشر فقال "يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا".الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 2842 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%8E%D8%B9%D9%8E+%D9%83%D9%8F%D9% 84%D9%91%D9%90+%D8%B2%D9%90%D9%85%D9%8E%D8%A7%D9%8 5%D9%8D+%D8%B3%D9%8E%D8%A8%D9%92%D8%B9%D9%8F%D9%88 %D9%86%D9%8E+%D8%A3%D9%8E%D9%84%D9%92%D9%81%D9%8E+ %D9%85%D9%8E%D9%84%D9%8E%D9%83%D9%8D+%D9%8A%D9%8E% D8%AC%D9%8F%D8%B1%D9%91%D9%8F%D9%88%D9%86%D9%8E%D9 %87%D9%8E%D8%A7&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-
فالحاصل -عباد الله- أن من إيمان المرء بالملائكة إيمانه بأعدادِهم إجمالًا فيما أُجمل وتفصيلًا فيما فُصِّل .

أم أبي التراب
12-15-2017, 03:38 AM
من وظائف الملائكة وأعمالهم

عباد الله : وما يتعلق بوظائف الملائكة وأعمالهم ؛ فهم جنودٌ لله ، ورُسلٌ يأتمرون بأمر الله ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ،وينزلون إلى الأرض بأمر الله لتنفيذ مهمات نيطت بهم، ووكلت إليهم"وما نتنزَّل إلاَّ بأمر ربك"مريم: 64.عالم الملائكة الأبرار (http://shamela.ws/browse.php/book-9967/page-2#page-9)-
ويكثر نزولهم في مناسبات خاصة كليلة القدر: "تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ "القدر 3:5.
فالملائكة عالم كريم، كله طُهْر وصفاء ونقاء، وهم كِرام أتقياء، يعبدون الله حق العبادة.
ولنذكر بعض هذه الأعمال التي وردت في القرآن والسنة:

الملائكة الكرام يصحبون بني آدم من يوم تكوينهم في بطون أمهاتهم حتى نزع أرواحهم من أجسادهم يوم موتهم ، وهم أيضًا يصحبونهم في قبورهم وفي الآخرة .
- منهم الموكل بالوحي من الله تعالى إلى رسله وهو: جبريل الأمين عليه السلام
- ومنهم الموكل بالقِطر (المطر) وتصاريفه وهو: ميكال أو ميكائيل عليه السلام.
-ومنهم الموكل بالصُّور ونفخه وهو: إسرافيل عليه السلام.
- ومنهم الموكل بقبض الأرواح وهو: ملك الموت وأعوانه.
ولم يثبت عزرائيل اسمًا لملك الموت في الكتاب أو السنة، وإنما اسمه ملك الموت عليه السلام، وقد ورد في بعض الإسرائليات أن اسمه عزرائيل .
- ومنهم الموكل بحفظ وكتابة أعمال العباد من خير أو شر وهم: الكرام الكاتبون، فالذي عن اليمين يكتب الحسنات، والذي عن الشمال يكتب السيئات.
- ومنهم الملائكة الذين يتعاقبون فينا، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار.
- ومنهم الملائكة السياحون الذين يسيحون يتبعون مجالس الذكر.
- ومنهم الموكل بحفظ العبد في يقظته ومنامه وفي كل حالاته.
- ومنهم الموكل بفتنة القبر، وهم: منكر ونكير عليهما السلام.
- ومنهم الموكل بالجنة، وهم: خزنة الجنة .
- ومنهم الموكل بالنار ، وهم خزنة النار ، وفي مقدمتهم مالك عليه السلام . والله أعلم - هنا (http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=5989)-
*نسرد ما تيسر من أدلة ذلك:
• منهم الموكل بالوحي، وهو الروح الأمين جبريل؛ قال الله تعالى" قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ "البقرة: 97، وقال تعالى" نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ "الشعراء: 193، 194.
وهو روح القدس؛ كما قال تعالى" قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ "النحل: 102.
وقد وصفه الله بأنه " شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ "النجم: 5، 6؛ أي: ذو منظرٍ حسَن جميل.
وقال تعالى في وصفه أيضًا" إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ "التكوير: 19 - 21.
• ومنهم الموكل بالقطر والسحاب وتصاريفه حيث أمره الله، وهو ميكائيل
"الرَّعدُ ملَكٌ من ملائكةِ اللهِ ، مُوكَّلٌ بالسَّحابِ ، معه مَخاريقٌ من نارٍ ، يسوقُ بها السحابَ حيث شاء اللهُ"
الراوي عبدالله بن عباس - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 3553 - خلاصة حكم المحدث : حسن-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B9%D8%AF+%D9%85%D9% 84%D9%83+%D9%85%D9%86+%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9% 83%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-
و"المخراق": آلة، وفي الأصل: ثوبٌ يلف ويضرب به الصبيان.
• ومنهم الموكل بالصُّور ونفخه وهو: إسرافيل عليه السلام.وقد ثبت في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم"كيفَ أنعَمُ وقدِ التقَمَ صاحبُ القرنِ القرنَ وحنَى جبهتَهُ وأصغى سمعَهُ ينتَظِرُ أن يؤمَرَ أن ينفخَ فينفخ قالَ المسلمونَ: فَكَيفَ نقولُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: قولوا حَسبُنا اللَّهُ ونعمَ الوَكيلُ توَكَّلنا على اللَّهِ ربِّنا وربَّما قالَ سفيانُ: على اللَّهِ توَكَّلنا"الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي -الصفحة أو الرقم: 3243 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%83%D9%8A%D9%81+%D8%A3%D9%86%D8%B9%D9% 85+%D9%88%D9%82%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9% 85+%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9% 8E%D8%B1%D9%92%D9%86%D9%90&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-

•منهم من يقومون عليه عند خلقه :
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "وكَّلَ اللهُ بالرَّحِمِ مَلَكًا ، فيقول : أي ربِّ نطفةٌ ، أي ربِّ علقةٌ ، أي ربِّ مضغةٌ ، فإذا أراد اللهُ أن يقضيَ خَلْقَها ، قال : أي ربِّ ، ذكرٌ أم أنثى ، أشقيٌّ أم سعيدٌ ، فما الرزقُ ، فما الأجَلُ ، فيُكْتَبُ كذلك في بطنِ أُمِّهِ"
الراوي : أنس بن مالك - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري
-الصفحة أو الرقم: 6595 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%88%D9%83%D9%91%D9%8E%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%84%D9%87+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%8 5+%D9%85%D9%84%D9%8E%D9%83%D8%A7+&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1) -

رواه البخاري ( 6595 ) ومسلم ( 2646 ) واللفظ للبخاري .

• منهم من يستغفرون للذين آمنوا
"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ"غافر:7

• ومنهم الموكلون بقبض الأرواح، وهو "ملك الموت" وله أعوان؛ قال تعالى"قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ "السجدة: 11.
وقال تعالى في بيان أعوانه" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ "الأنعام: 61.
وقال تعالى" وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ "الأنفال: 50.
وقد ورد في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه: أنهم يأتون العبد بحسب عمله؛ فإن كان محسنًا جاءته ملائكة بِيض الوجوه، بيض الثياب، ويجلسون منه مد البصر، وإن كان غير ذلك جاءته ملائكة سود الوجوه، سود الثياب، ويجلسون منه كذلك مد البصر.
ثم إذا قبض ملك الموت روح العبد لم تدعها الملائكة في يده طرفة عين، بل تضعها في حنوط حسب عمله؛ إن كان محسنًا ففي كفن من كفن الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، وإن كانت غير ذلك وضعتها في المسوح، وهي الثياب الخشنة التي تحملها ملائكة العذاب.
يَحكي البَراءُ بن عازِب الأنْصاري رضِيَ اللهُ عنه، فيقولُ"خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم في جِنازةِ رجُلٍ مِن الأنصارِ، فانتهَيْنا إلى القبرِ ولَمَّا يُلحَدْ، فجلَس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم وجلَسْنا حولَه كأنَّما على رُؤوسِنا الطَّيرُ وفي يدِه عُودٌ ينكُتُ به، فرفَع رأسَه فقال: استعِيذوا باللهِ مِن عذابِ القبرِ ثلاثَ مرَّاتٍ أو مرَّتينِ، ثمَّ قال: إنَّ العبدَ المُؤمِنَ إذا كان في انقطاعٍ مِن الدُّنيا، وإقبالٍ مِن الآخرةِ، نزَل إليه مِن السَّماءِ ملائكةٌ بِيضُ الوجوهِ، كأنَّ وجوهَهم الشَّمسُ، حتَّى يجلِسوا منه مَدَّ البصَرِ، معهم كفَنٌ مِن أكفانِ الجنَّةِ، وحَنُوطٌ مِن حَنُوطِ الجنَّةِ، ثمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الموتِ، فيقعُدُ عندَ رأسِه فيقولُ: أيَّتُها النَّفْسُ الطَّيِّبةُ، اخرُجي إلى مغفرةٍ مِن اللهِ ورِضوانٍ، فتخرُجُ تَسيلُ كما تَسيلُ القَطْرةُ مِن فِي السِّقاءِ، فإذا أخَذوها لم يَدَعوها في يدِه طَرفةَ عَيْنٍ، حتَّى يأخُذوها فيجعَلوها في ذلك الكفَنِ وذلك الحَنُوطِ، فيخرُجُ منها كأطيبِ نَفحةِ مِسكٍ وُجِدَتْ على وجهِ الأرضِ، فيصعَدونَ بها، فلا يمُرُّون بها على مَلَأٍ مِن الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ الطَّيِّبُ ؟ فيقولونَ: هذا فلانُ بنُ فلانٍ، بأحسَنِ أسمائِه الَّتي يُسمَّى بها في الدُّنيا، حتَّى ينتَهوا بها إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيستفتِحون، فيُفتَحُ لهم، فيستقبِلُهم مِن كلِّ سماءٍ مُقرَّبوها إلى السَّماءِ الَّتي تليها، حتَّى يُنتَهى به إلى السَّماءِ السَّابعةِ، قال: فيقولُ اللهُ: اكتُبوا كتابَ عبدي في عِلِّيِّينَ في السَّماءِ الرَّابعةِ وأعِيدوه إلى الأرضِ؛ فإنِّي منها خلَقْتُهم وفيها أُعِيدُهم ومنها أُخرِجُهم تارةً أخرى، فتُعادُ رُوحُه في جسدِه، ويأتيه مَلَكانِ فيُجلِسانِه فيقولانِ له: مَن ربُّكَ؟ فيقولُ: ربِّيَ اللهُ، فيقولانِ له: ما دِينُكَ؟ فيقولُ: دِيني الإسلامُ، فيقولانِ له: ما هذا الرَّجلُ الَّذي بُعِثَ فيكم؟ فيقولُ: هو رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فيقولانِ: ما عمَلُكَ؟ فيقولُ: قرَأْتُ كتابَ اللهِ وآمَنْتُ به وصدَّقْتُ به، فيُنادي منادٍ مِن السَّماءِ: أنْ صدَق عَبْدي؛ فأَفْرِشوه مِن الجنَّةِ، وألبِسوه مِن الجنَّةِ، وافتحَوا له بابًا إلى الجنَّةِ، فيأتيه مِن طِيبِها ورَوْحِها، ويُفسَحُ له في قبرِه مَدَّ بصَرِه، ويأتيه رجُلٌ حسَنُ الوجهِ حسَنُ الثِّيابِ طيِّبُ الرِّيحِ فيقولُ: أبشِرْ بالَّذي يسُرُّكَ، هذا يومُكَ الَّذي كُنْتَ توعَدُ، فيقولُ: ومَن أنتَ ؟ فوجهُكَ الوجهُ الَّذي يجيءُ بالخيرِ، فيقولُ: أنا عمَلُكَ الصَّالحُ، فيقولُ: ربِّ، أقِمِ السَّاعةَ، ربِّ، أقِمِ السَّاعةَ؛ حتَّى أرجِعَ إلى أهلي ومالي، وإنَّ العبدَ الكافرَ إذا كان في انقطاعٍ مِن الدُّنيا وإقبالٍ مِن الآخرةِ، نزَل إليه مِن السَّماءِ ملائكةٌ سودُ الوجوهِ، معهم المُسُوحُ، حتَّى يجلِسوا منه مَدَّ البصَرِ، ثمَّ قال: ثمَّ يجيءُ مَلَكُ الموتِ حتَّى يجلِسَ عند رأسِه، فيقولُ: يا أيَّتُها النَّفْسُ الخبيثةُ، اخرُجي إلى سَخَطِ اللهِ وغضَبِه، قال: فتَفرَّقُ في جسدِه، قال: فتخرُجُ، فينقطِعُ معها العُروقُ والعصَبُ، كما يُنزَعُ السَّفُّودُ مِن الصُّوفِ المبلولِ، فيأخُذُها، فإذا أخَذها لم يَدَعوها في يدِه طَرْفةَ عينٍ حتَّى يأخُذوها ويجعَلوها في تلكَ المُسوحِ، فيخرُجُ منها كأنتَنِ ريحِ جِيفةٍ وُجِدَتْ على ظهرِ الأرضِ، فيصعَدون بها، فلا يمُرُّون بها على ملأٍ مِن الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ الخبيثُ ؟ فيقولونَ: فلانُ بنُ فلانٍ، بأقبَحِ أسمائِه الَّتي كان يُسمَّى بها في الدُّنيا، حتَّى يُنتَهى بها إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيستفتِحون فلا يُفتَحُ له، ثمَّ قرَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم"لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ"الأعراف: 40، قال: فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: اكتُبوا كتابَ عبدي في سِجِّينَ في الأرضِ السُّفْلى وأعِيدوه إلى الأرضِ؛ فإنِّي منها خلَقْتُهم، وفيها أُعيدُهم، ومنها أُخرِجُهم تارةً أخرى، قال: فتُطرَحُ رُوحُه طَرْحًا، قال: ثمَّ قرَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم"وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ"الحج: 31، قال: فتُعادُ رُوحُه في جسَدِه، ويأتيه الملَكانِ فيُجلِسانِه فيقولانِ له: مَن ربُّكَ؟ فيقولُ: ها ها لا أدري، فيقولانِ له: وما دِينُكَ؟ فيقولُ: ها ها لا أدري، قال: فيُنادي منُادٍ مِن السَّماءِ: أَفرِشوا له مِن النَّارِ، وألبِسوه مِن النَّارِ، وافتَحوا له بابًا إلى النَّارِ، قال: فيأتيه مِن حَرِّها وسَمومِها، ويُضيَّقُ عليه قبرُه حتَّى تختلِفَ فيه أضلاعُه، ويأتيه رجُلٌ قبيحُ الوجهِ وقبيحُ الثِّيابِ، فيقولُ: أبشِرْ بالَّذي يَسُوءُكَ، هذا يومُكَ الَّذي كُنْتَ توعَدُ؟ فيقولُ: مَن أنتَ؟ فوجهُكَ الوجهُ الَّذي يَجيءُ بالشَّرِّ، فيقولُ: أنا عمَلُكَ الخبيثُ، فيقولُ: ربِّ، لا تُقِمِ السَّاعةَ، ربِّ، لا تُقِمِ السَّاعةَ!الراوي : البراء بن عازب - المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند -الصفحة أو الرقم: 150 - خلاصة حكم المحدث : حسن-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9+%D8% A8%D9%90%D9%8A%D8%B6+%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8 8%D9%87&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-

•منهم الموكل بحفظ وكتابة أعمال العباد من خير أو شر وهم: الكرام الكاتبون، فالذي عن اليمين يكتب الحسنات، والذي عن الشمال يكتب السيئات. قال الله تعالى" وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ "الأنعام:61. وقال تعالى" سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ*لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ "الرعد: 10ـ11. وقال تعالى" كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ*وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ*كِرَامًا كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ"الانفطار:9ـ12. وقال تعالى" وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ*النَّجْمُ الثَّاقِبُ*إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ "الطارق:1ـ4. وقال تعالى"وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ*إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ*مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "قّ:16ـ18.


*قال صلى الله عليه وسلم"إنَّ صاحبَ الشمالِ ليرفعُ القلمَ ستّ ساعاتٍ عن العبدِ المسلمِ المخطىءِ ، فإن ندِم و استغفر اللهَ منها ألقاها ، وإلا كُتِبَتْ واحدةٌ"الراوي : أبو أمامة الباهلي - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 2097- خلاصة حكم المحدث : حسن- الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A5%D9%86+%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8+%D8 %A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84+%D9%84%D9%8A%D8% B1%D9%81%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D9%85+%D8% B3%D8%AA+%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1) -


•ومنهم الملائكة الذين يتعاقبون فينا، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار. قال البخاري في صحيحه :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ وَصَلاَةِ العَصْرِ ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ : كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ" صحيح البخاري-كتاب مواقيت الصلاة-باب فضل صلاة العصر-حديث رقم 540- هنا (http://hadithportal.com/index.php?show=hadith&h_id=540&uid=0&sharh=31717&book=33&bab_id=359)-

• منهم الملائكة السياحون الذين يسيحون يتبعون مجالس الذكر.في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إنَّ للهِ تباركَ وتعالَى ملائكةً سيَّارةً . فُضُلًا . يتبعونَ مجالسَ الذكرِ . فإذا وجَدوا مجلسًا فيه ذِكرٌ قعَدوا معهمْ . وحفَّ بعضُهم بعضًا بأجنحتِهِم . حتَّى يملئوا ما بينَهُم وبينَ السَّماءِ الدُّنيا . فإذا تفرَّقوا عرَجوا وصعِدوا إلى السَّماءِ.....
الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2689 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%B3+%D8%A7%D9% 84%D8%B0%D9%83%D8%B1&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1)-

• ومنهم الموكل بحفظ العبد في يقظته ومنامه وفي كل حالاته.قال تعالى" سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ*لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ "الرعد: 10ـ11
*قال صلى الله عليه وسلم "طَهِّرُوا هذِهِ الأجسادَ طهَّرَكم اللهُ ، فإِنَّهُ ليس عبدٌ يبيتُ طاهرًا إلَّا باتَ معَهُ ملَكٌ في شعارِهِ ، لَا ينقَلِبُ ساعَةً مِنَ الليلِ إلَّا قال : اللَّهمَّ اغفِرْ لعبدِكَ ، فإِنَّه باتَ طاهِرًا"الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 3936 - خلاصة حكم المحدث : حسن-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A5%D9%90%D9%84%D9%91%D9%8E%D8%A7+%D8% A8%D9%8E%D8%A7%D8%AA%D9%8E+%D9%85%D9%8E%D8%B9%D9%8 E%D9%87%D9%8F+%D9%85%D9%8E%D9%84%D9%8E%D9%83%D9%8C +%D9%81%D9%90%D9%8A+%D8%B4%D9%90%D8%B9%D9%8E%D8%A7 %D8%B1%D9%90%D9%87%D9%90+%D9%84%D9%8E%D8%A7+%D9%8A %D9%8E%D9%86%D9%92%D9%82%D9%8E%D9%84%D9%90%D8%A8%D 9%8F+%D8%B3%D9%8E%D8%A7%D8%B9%D9%8E%D8%A9%D9%8B+%D 9%85%D9%90%D9%86%D9%8E+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%91%D9 %8E%D9%8A%D9%92%D9%84%D9%90&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-
حسنه الشيخ الألباني وضعفه آخرون ولمزيد تفصيل يرجع لهذا الرابط - هنا (https://islamqa.info/ar/160973)-


-ومنهم الموكل بفتنة القبر، وهم: منكر ونكير عليهما السلام.
- "إذا قبرَ الميِّتُ - أو قالَ أحدُكم - أتاهُ ملَكانِ أسودانِ أزرَقانِ يقالُ لأحدِهما المنْكَرُ والآخرِ النَّكيرُ فيقولانِ ما كنتَ تقولُ في هذا الرَّجلِ فيقولُ ما كانَ يقولُ هوَ عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ أشْهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ فيقولانِ قد كنَّا نعلمُ أنَّكَ تقولُ هذا ثمَّ يفسحُ لَهُ في قبرِهِ سبعونَ ذراعًا في سبعينَ ثمَّ ينوَّرُ لَهُ فيهِ ثمَّ يقالُ لَهُ نم فيقولُ أرجعُ إلى أَهلي فأخبرُهم فيقولانِ نم كنومةِ العروسِ الَّذي لا يوقظُهُ إلَّا أحبُّ أَهلِهِ إليْهِ حتَّى يبعثَهُ اللَّهُ من مَضجعِهِ ذلِكَ وإن كانَ منافقًا قالَ سمعتُ النَّاسَ يقولونَ فقلتُ مثلَهُ لا أدري فيقولانِ قد كنَّا نعلمُ أنَّكَ تقولُ ذلِكَ فيقالُ للأرضِ التئِمي عليْهِ فتَلتَئمُ عليْهِ فتختلفُ أضلاعُهُ فلا يزالُ فيها معذَّبًا حتَّى يبعثَهُ اللَّهُ من مَضجعِهِ ذلِكَ"
الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 1071 - خلاصة حكم المحدث : حسن - الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A5%D9%90%D8%B0%D9%8E%D8%A7+%D9%82%D9% 8F%D8%A8%D9%90%D8%B1%D9%8E+%D8%A7%D9%84%D9%92%D9%8 5%D9%8E%D9%8A%D9%91%D9%90%D8%AA%D9%8F+%D8%A3%D9%8E %D9%88%D9%92+%D9%82%D9%8E%D8%A7%D9%84%D9%8E+%D8%A3 %D9%8E%D8%AD%D9%8E%D8%AF%D9%8F%D9%83%D9%8F%D9%85%D 9%92+%D8%A3%D9%8E%D8%AA%D9%8E%D8%A7%D9%87%D9%8F+%D 9%85%D9%8E%D9%84%D9%8E%D9%83%D9%8E%D8%A7%D9%86%D9% 90+%D8%A3%D9%8E%D8%B3%D9%92%D9%88%D9%8E%D8%AF%D9%8 E%D8%A7%D9%86%D9%90+%D8%A3%D9%8E%D8%B2%D9%92%D8%B1 %D9%8E%D9%82%D9%8E%D8%A7%D9%86%D9%90+&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1) -

- ومنهم الموكل بالجنة، وهم: خزنة الجنة .

هل رضوان خازن الجنة وأين ورد اسمه ؟
الجواب : المشهور عند العلماء : أن اسم خازن الجنة رضوان ، وجاء ذكره في بعض الأحاديث التي في ثبوتها نظر . والله أعلم " انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
" وأما "رضوان" فموكل بالجنة ، واسمه هذا ليس ثابتًا ثبوتًا واضحًا كثبوت مالك -يعني: خازن النار- لكنه مشهور عند أهل العلم بهذا الاسم " انتهى من "مجموع فتاوى العثيمين" 3/119 .

والثابت في الأحاديث الصحيحة لقبه "الخازن" ، لا اسمه ، فقد ثبت في حديث الشفاعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ"رواه مسلم 197 .
لكن ورود هذا الاسم في بعض الأحاديث الضعيفة ، مع شهرته عند أهل العلم ، يجعل الأمر في إطلاقه واسعًا محتملا ، إن شاء الله . هنا (https://islamqa.info/ar/259586) -

-ومنهم الموكل بالنار ، وهم خزنة النار ، وفي مقدمتهم مالك عليه السلام .
قال الإمام مسلم في صحيحه :وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قال:حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنِ الْمُثَنَّى، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ، فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ»، قَالَ: " فَرَفَعَهُ اللهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ، جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَائِمٌ يُصَلِّي، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَائِمٌ يُصَلِّي، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ قَائِلٌ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ "
صحيح مسلم- كتاب الإيمان / 75 - باب ذكر المسيح ابن مريم، والمسيح الدجال / حديث رقم 172 . هنا (http://hadithportal.com/hadith-172&book=2) -
"الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 172 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%87%D8%B0%D8%A7+%D9%85%D8%A7%D9%84%D9% 83+%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8% A7%D8%B1&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-

أم أبي التراب
12-15-2017, 03:46 AM
.ثمرات الإيمان بالملائكة

- العلم بعظمة الله تعالى، وقدرته، وقوته، وحكمته، فقد خلق الملائكة الذين لا يعلم عددهم إلا الله، وجعل منهم حملة العرش الواحد منهم ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة، فكيف بعظمة العرش؟ وكيف عظمة من فوق العرش؟ فسبحان من له الملك"وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "37)"الجاثية/37.
- حَمْد الله وشكره على عنايته ببني آدم حيث وكَّل من الملائكة من يقوم بحفظهم، ونصرتهم، وكتابة أعمالهم.
- محبة الملائكة على ما يقومون به من عبادة الله تعالى، والدعاء، والاستغفار للمؤمنين كما قال الله عز وجل عن حملة العرش ومن حوله"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "9"غافر/7- 9.
*قال صلى الله عليه وسلم"إذا أحبَّ اللَّهُ عبدًا نادى جبريلَ: إنِّي قد أَحببتُ فلانًا فأحبَّهُ، قالَ: فيُنادي في السَّماءِ، ثمَّ تنزلُ لَهُ المحبَّةُ في أَهْلِ الأرضِ، فذلِكَ قولُ اللَّهِ: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ، وإذا أَبغضَ اللَّهُ عبدًا نادى جبريلَ: إنِّي أَبغضتُ فلانًا، فيُنادي في السَّماءِ ثمَّ تُنزَلُ لَهُ البَغضاءُ في الأرضِ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 3161 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=+%D9%84%D8%A7+%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84+%D 8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9+%D8 %A8%D9%8A%D8%AA%D8%A7&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-


فلنحرص على هذا الفضل العظيم بطاعة الله،ونحذر عواقب معصيته سبحانه.

*قال صلى الله عليه وسلم "لا تَدخُلُ الملائكةُ بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةٌ ".الراوي : أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري - المحدث : البخاري- المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 3322 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

أم أبي التراب
12-19-2017, 01:43 AM
أحاديث متنوعة وردت عن الملائكة

عن عبدالله بن الزبير قال " سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول عن قتْلِ حنظلةَ بن أبي عامرٍ بعد أن التقَى هو وأبو سفيانَ بن الحارثِ حين علاهُ شدّادُ بن الأسودِ بالسيفِ فقتلهُ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إن صاحبكُم تُغَسّله الملائكةُ فسألوا صاحبتهُ فقالتْ إنه خرج لمّا سمعَ الهائعةَ وهو جنبٌ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لذلك غسلتْه الملائكةُ"الراوي : عبدالله بن الزبير - المحدث : الألباني - المصدر : -السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم: 326 - خلاصة حكم المحدث : حسن -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%BA%D8%B3%D9%91%D9%8E%D9%84%D8%AA%D9%9 2%D9%87+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83 %D8%A9&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1)-

"لما تُوُفِّيَ آدَمُ غسَّلَتْهُ الملائِكَةُ بالماءِ وِتْرًا ، وأَلْحَدُوا له ، و قالوا : هذه سنةُ آدمَ في ولدِهِ"الراوي : أبي بن كعب - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 5207 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%BA%D8%B3%D9%91%D9%8E%D9%84%D8%AA%D9%9 2%D9%87+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83 %D8%A9&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1)-

"ما من عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بظهرِ الغَيبِ ، إلا قال الملَكُ : ولك ، بمثلٍ "الراوي : أبو الدرداء - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2732 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D9%8D+%D9%85%D8%B3%D9% 84%D9%85%D9%8D+%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%88+%D9%84%D8% A3%D8%AE%D9%8A%D9%87&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-

قال الإمام مسلم في صحيحه: حدثنا إسحق بن إبراهيم ،قال:أخبرنا عيسى بن يونس ،قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عَنْ صَفْوَانَ - وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ - وَكَانَتْ تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ قَالَ : قَدِمْتُ الشَّامَ ، فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي مَنْزِلِهِ ، فَلَمْ أَجِدْهُ ، وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَتْ : أَتُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ . قَالَتْ : فَادْعُ اللَّهَ لَنَا بِخَيْرٍ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ " دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ ، كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ ، وَلَكَ بِمِثْلٍ"الَ : فَخَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ ، فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ يَرْوِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
صحيح مسلم » كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار » باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب-حديث رقم 2733.
وهذا دُعاءٌ مِنَ المَلَكِ لِلدَّاعي، ولا يَكونُ إِلَّا عن أَمْرِ اللهِ فيَنْبَغي لِلعَبْدِ أنْ يُكْثِرَ مِن دُعائِه لِأخيهِ؛ فَهو عَمَلٌ صالِحٌ يُؤجَرُ عليه.
وفي الحديثِ: الحثُّ على إِحسانِ المُؤمنينَ بَعْضِهْم إلى بَعْضٍ .الدرر -
*- عن ابنِ عباسٍ ؛ قال : بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . سمع نقيضًا من فوقِه . فرفع رأسَه . فقال : "هذا بابٌ من السماءِ فُتِحَ اليومَ . لم يفتح قط إلا اليومَ . فنزل منهُ ملكٌ . فقال : هذا ملكٌ نزل إلى الأرضِ . لم ينزل قط إلا اليومَ . فسلَّم وقال : أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك . فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ . لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطيتَه" .الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 806 = خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%84%D9%83&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1) -
الشرح
فهذا الحديثُ يَذكُر مِنْحةً رَبَّانيَّةً لِمَن قرَأَ سُورةَ الفاتحة وخواتيمَ سُورة البقرة؛ فقوله: "بينما جِبريلُ قاعِدٌ عند النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم سمِع نَقيضًا من فوقِه فرَفَع رأسَه"، والنَّقيضُ: الصَّوتُ الصَّادرُ من حركةِ شيءٍ، فقال جبريلُ: "هذا بابٌ من السَّماءِ فُتِح اليوم، لم يُفتَح قطُّ إلَّا اليومَ، فنَزَل منه مَلَكٌ، فقال: هذا مَلَكٌ نزَل إلى الأرضِ، لم يَنزِلْ قطُّ إلَّا اليوم"، وهذا كلُّه تمهيدٌ لأمرٍ عظيمٍ؛ لأنَّ فَتْحَ بابٍ من أبواب السَّماء لأوَّل مَرَّة، ونزولَ مَلَكٍ غير جبريلَ لأوَّل مرَّة إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، يَدُلُّ على عِظَم الأمرِ المبعوثِ به، فلمَّا نزَلَ المَلَكُ سَلَّم، وقال للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "أَبْشِر بنُورَين أُوتيتَهُما لم يُؤتَهُما نبيٌّ قَبْلك: فاتحةُ الكتاب، وخواتيمُ سُورة البقرة، لن تَقرأ بحَرفٍ منهما إلَّا أُعْطيتَه"، وهذا من عظيمِ فَضْل الله على نبيِّه وعلى أُمَّتِه، وقد سَمَّاهما نُورَين؛ لأنَّ قِراءةَ كلِّ آيةٍ منهما تَجعَل لقارئِها نورًا، يَسعَى أمامَه، ويُرشِده ويَهديه إلى الطَّريقِ القَويم والمنهجِ المستقيم؛ لِما يَحويانِه من المعاني الجَليلة، والتي فيها الاعترافُ بالرِّبوبيَّة وما فيها من اللُّجوءِ التَّامِّ إلى اللهِ بالدُّعاءِ العظيمِ بألفاظِهما.
وفي الحديث: بيانُ عِظَم مَكانةِ سُورةِ الفاتِحة وخَواتيمِ سُورةِ البقرة، والحثُّ على قراءتِهما.
وفيه: بيانُ أنَّ مِن الملائكةِ رُسلًا إلى الأنبياءِ غيرَ جبريلَ. -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%84%D9%83&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1) -
*- "ما مِن مُسلِمٍ يعودُ مُسلِمًا غدوةً ؛ إلَّا صلَّى عليهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُمْسِيَ ، وإن عاد عَشيَّةً ؛ إلَّا صلَّى عليهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُصْبِحَ ، وكان لهُ خَريفٌ في الجنَّةِ ".الراوي : علي بن أبي طالب - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 3476 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%84%D9%83&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420&s%5B%5D=0)-

*- "من أتى أخاهُ المسلِمَ عائدًا مشى في خِرافةِ الجنَّةِ حتَّى يجلسَ فإذا جلسَ غمَرتْهُ الرَّحمةُ فإن كانَ غدوةً صلَّى عليْهِ سبعونَ ألفَ ملَكٍ حتَّى يُمسِيَ وإن كانَ مساءً صلَّى عليْهِ سبعونَ ألفَ ملَكٍ حتَّى يصبِحَ"الراوي : علي بن أبي طالب - المحدث : الألباني -المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 1191 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%84%D9%83&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420&s%5B%5D=0)-
خِرافةِ الجنَّةِ :أي في اجتناء ثمارها.

*"لقدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ ، وكانَ أَشَدَّ مَا لقيتُ منهم يَوْمَ العقبةِ ، إذْ عرضْتُ نَفْسِي عَلَى ابنِ عبدِ يا لِيلِ بنِ عبدِ كُلَالِ ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أردتُّ ، فانطلقْتُ وأنا مهمومٌ علَى وجْهِي ، فَلَمْ أستفِقْ إلَّا وأنا - بقرْنِ الثعالِبِ -، فرفَعْتَ رأسِي فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أَظَلَّتْنِي ، فنظَرْتُ ، فإذا فيها جبريلُ ، فناداني ، فقالَ : إِنَّ اللهَ قدْ سَمِعَ كلامَ قَوْمِكَ لَكَ ، ومَا ردُّوا علَيْكَ ، وَقَدْ بعثَ إليكَ مَلَكَ الجبالِ لِتَأْمُرَهُ بِما شِئْتَ فيهم ، فناداني مَلَكُ الجبالِ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، ثُمَّ قالَ يا مُحَمَّدُ ! فقالَ ذَلِكَ فَما شِئْتَ ، إِنَّ شِئْتَ أُطْبِقَ عليهمُ الأخشبينِ ، قلتُ : بلْ أرجو أنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أصلابِهم مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وحْدَهُ ، لَا يُشْرِكُ بِهِ شيْئًا"الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 5141 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%84%D9%83&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420&s%5B%5D=0)-
والمعنى: إذا أردتَ أن أَقْلِبَ عليهم الأَخْشَبَيْنِ، والأَخْشَبُ كلُّ جبلٍ غليظ، والأَخشبانِ هما جبلانِ يُضافانِ إلى مكَّةَ مرَّةً، وإلى مِنًى أُخرى، وهما واحد
وفي الحديثِ: شِدَّةُ ما لَقِي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أذَى المشرِكين.
وفيه: عَفوُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وحِلمُه، وعدمُ عَجلتِه بالدُّعاءِ على أُمَّتِه -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%84%D9%83&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420&s%5B%5D=0)-

*- " تَرِدُ عليَّ أُمَّتِي الحوضَ ، وأنا أذودُ الناسَ عنه ؛ كما يذودُ الرجلُ إبلَ الرجلِ عن إبلِه ، قالوا : يا نبيَّ اللهِ ! أتعرفنا ؟ قال : نعم ، لكم سيَّما ليست لأحدٍ غيرِكم ، تَرِدُونَ عليَّ غُرًّا مُحجَّلين من آثارِ الوُضوءِ . وليُصدَّنَّ عني طائفةٌ منكم ، فلا يَصِلُون ، فأقولُ : يا ربِّ ! هؤلاءِ من أصحابي ؟ ! فيُجيبني مَلَكٌ فيقول : وهل تدري ما أحدَثُوا بعدَك ؟ !الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 3952 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%84%D9%83&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420&s%5B%5D=0&page=2)-

* "ما من آدميٍّ إلا في رأسِه حَكَمَةٌ بيدِ مَلَكٍ ، فإذا تواضَع قيل للملَكِ ارْفَعْ حَكَمَتَه ، وإذا تكبَّر قيل للملَكِ : ضَعْ حَكَمَتَه ".الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 2895 - خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره - الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%84%D9%83&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420&s%5B%5D=0&page=3)-
حَكَمَةٌ : وهي بالتحريك ما يجعل تحت حنك الدابة يمنعها المخالفة كاللجام والحنك متصل بالرأس -بيد ملك- موكل به (فإذا تواضع) للحق والخلق -قيل للملك- من قِبَل اللّه تعالى -ارفع حكمته- أي قدره ومنزلته يقال فلان عالي الحكمة، فرفعها كناية عن الاعذار -فإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته- كناية عن إذلاله فإن من صفة الذليل تنكيس رأسه فثمرة التكبر في الدنيا الذلة بين عباد اللّه وفي الآخرة نار الإيثار وهي عصارة أهل النار كما جاء في بعض الأخبار.الألوكة (http://majles.alukah.net/t159210/) -
الكتاب : مصابيح التنوير على صحيح الجامع الصغير-مختصر فيض القدير شرح الجامع الصغير للإمامِ عبد الرؤوف المناوي -المؤلف : محمد بن ناصر الدين الألباني.

*"إذا قامَ أحدُكُمْ يصلِّي مِنَ الليلِ، فَلْيَسْتَكْ، فإنَّ أحدَكُمْ إذا قرأَ في صلاتِهِ، وضعَ مَلَكٌ فَاهُ على فيهِ ، و لا يخرجُ من فيهِ شيءٌ إلَّا دخلَ فَمَ المَلَكِ"الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 720 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%84%D9%83&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420&s%5B%5D=0&page=3) -

*"إنِّي أرى ما لا تَرونَ ، وأسمَعُ مالاتسمَعونَ ، أطَّتِ السماءُ ، وحُقَّ لها أن تَئِطَّ ، ما فيها موضِعُ قدمٍ إلَّا ملَكٌ واضعٌ جبهتَه ساجدًا للهِ ، واللهِ لَو تعلَمونَ ما أعلمُ لضحِكتُمْ قليلًا ، ولبكَيتُمْ كثيرًا ، وما تلذَّذْتُم بالنِّساءِ على الفرُشِ ولخرَجتُم إلى الصُعُداتِ تجأَرونَ إلى اللهِ ، واللهِ لودِدتُ أنِّي شجَرةٌ تُعضدُ ". الراوي : أبو ذر الغفاري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 3380 - خلاصة حكم المحدث : حسن- الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%84%D9%83&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420&s%5B%5D=0&page=5)-

الشرح
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَرى ويَسمَعُ ما لا يَراه البشَرُ ولا يَسمَعونه، وكان بأمَّتِه رَؤوفًا رحيمًا.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو ذرٍّ الغفاري رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "إنِّي أرى ما لا ترَون، وأسمَعُ ما لا تَسمَعون"، أي: إنِّي أشاهِدُ ما لا تَستطيعون مُشاهدتَه، وأسمَعُ ما لا تستطيعون سَماعَه مِن أمورٍ غائبةٍ عنكم، "أطَّتِ السَّماءُ"، أي: أصدَرَت صوتًا وصوَّتَت، والأطيطُ هو صوتُ الإبلِ وحنينُها، وصوت الأقتابِ، "وحُقَّ لها أن تَئِطَّ"، أي: وكان لها الحقُّ في أَطيطِها ويَنبَغي عليها أن تَئِطَّ والسَّببُ أنَّه؛ "ما فيها مَوضِعُ أربَعِ أصابِعَ إلَّا ومَلَكٌ واضِعٌ جَبهَتَه للهِ ساجدًا"، أي: ليس في السَّماءِ مِقدارُ موضعِ أربعِ أصابِعَ إلَّا وفيه ملَكٌ مِن الملائكةِ، واضِعٌ جَبهتَه ذُلًّا وخُضوعًا ساجِدًا للهِ، والمعنى: أنَّ كَثرةَ ما في السَّماءِ من الملائكةِ قد أثْقَلَها حتَّى أَطَّتْ.
ثم قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "واللهِ لو تَعلَمون ما أعلَمُ"، أي: يُقْسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم باللهِ ويَقولُ: لو كُنتُم تَعْلَمون ما أعلَمُ مِن عِظَمِ الأمرِ وهَولِه وشِدَّتِه، "لَضَحِكْتم قَليلًا ولَبَكيتُم كَثيرًا"، أي: لقَلَّ ضَحِكُكم ولَزاد بُكاؤُكم مِن هَولِ ما تَعلَمون، "وما تَلذَّذتم بالنِّساءِ على الفُرُشِ"، أي: ولا هَنِئَ لكم الاستِمتاعُ بزَوجاتِكم مِن الخوفِ والفزَعِ وهولِ الأمرِ وشدَّتِه، "ولَخرَجتُم إلى الصُّعُداتِ"، أي: ولَتَركتُم بُيوتَكم وخرَجتُم في الطُّرقِ والسُّبلِ، "تَجأَرون إلى اللهِ"، أي: تتَضرَّعون إلى اللهِ أن يُنجِّيَكم ويَغفِرَ لكم ويَعفُوَ عنكم.
فقال أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ رَضِي اللهُ عَنه: "لَوَدِدتُ أنِّي كنتُ شَجرةً تُعْضَدُ"، ومعناه: لَتَمنَّيتُ أنِّي كنتُ شَجرةً تُقطَعُ وتُستَأصَلُ مِن مَكانِها فتَفْنى وتَنتَهي. - الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%84%D9%83&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420&s%5B%5D=0&page=5)-

*"من بات طاهرًا بات في شِعارِه ملَكٌ ، فلا يستيقظْ إلا قال الملَكُ : اللهم اغفر لعبدِك فلانٍ ، فإنه بات طاهرًا"
الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب
-الصفحة أو الرقم: 597 - خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%84%D9%83&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420&s%5B%5D=0&page=5)-

* "السُّحورُ أكلُه بركةٌ ، فلا تدعوه و لو أن يجرعَ أحدُكم جرعةَ ماءٍ ، فإنَّ اللهَ و ملائكتَه يُصلُّون على المتسحِّرينَ"
الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 3683 - خلاصة حكم المحدث : حسن- الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%8A%D8%B5%D9%84%D9%88%D9%86+%D8%B9%D9% 84%D9%89+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%AD%D8%B 1%D9%8A%D9%86&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420)-

= صلاة الله عز وجل عليه : ثناؤه عليه ،
وصلاة الملائكة عليه الدعاء، - أي يدعون للناس ويستغفرون لهم -
قال البخاري في صحيحه حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ،قال: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ"إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا".صحيح (http://hadithportal.com/index.php?show=hadith&h_id=3152&book=33) البخاري (http://hadithportal.com/index.php?show=hadith&h_id=3152&book=33) كتاب بدء الخلق -باب: خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال -حديث رقم 3152.

"إذا سَمِعْتُمْ صِياحَ الدِّيَكَةِ مِنَ الليلِ ؛ فإنَّها رَأَتْ مَلَكًا ، فَسَلوا اللهَ من فضلِهِ ، وإذا سَمِعْتُمْ نُهاقَ الحَمِيرِ مِنَ الليلِ ؛ فإنَّها رَأَتْ شَيْطَانًا ، فَتَعَوَّذُوا باللهِ مِنَ الشيطانِ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الأدب المفرد-الصفحة أو الرقم: 938- خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر (http://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A5%D8%B0%D8%A7+%D8%B3%D9%85%D8%B9%D8% AA%D9%85+%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%AD+%D8%A7%D9%84%D8% AF%D9%8A%D9%83%D8%A9+%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9% 84%D9%8A%D9%84+&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1) -
الشرح
وقد جاء الحديث غير مقيد بالليل في الصحيحين؛ قال النووي في الأذكار: بابُ ما يقولُ إذا سمع صِياحَ الدِّيكِ ونهيقَ الحِمار ونُباحَ الكَلْبِ: روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " إذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الحَمِيرِ فَتَعَوَّذُوا بالله مِنَ الشَّيْطانِ، فإنَّهَا رأتْ شَيْطاناً، وَإذا سَمِعْتُمْ صِياحَ الدّيَكَةِ فاسْأَلُوا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فإنَّها رأتْ مَلَكاً ".انتهى.
وقد فهم أكثر العلماء من الحديث العموم، ولم يخصوه بالليل، كما سبق في كلام النووي، وبوب البخاري في الأدب المفرد: بَابُ إِذَا سَمِعَ الدِّيَكَةَ. وبوب الطبراني في الدعاء: بَابُ الْقَوْلِ عِنْدَ صُرَاخِ الدِّيَكَةِ وَنَهِيقِ الْحِمَارِ وَنُبَاحِ الْكَلْبِ، ونحو ذلك البيهقي في الدعوات الكبير.
وجاء في كشاف القناع: ويسن... وَإِذَا سَمِعَ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ فَضْلِهِ.
قَالَ فِي " الْآدَابِ " يُسْتَحَبُّ قَطْعُ الْقِرَاءَةِ لِذَلِكَ، كَمَا ذَكَرُوا أَنَّهُ يَقْطَعُهَا لِلْأَذَانِ، ظَاهِرُهُ: وَلَوْ تَكَرَّرَ ذَلِكَ.
ونقل القاري عن الداودي: ليس المعنى أنها لا تصوت إلا إذا رأت ملكًا أو شيطانًا، فإن صياح الديكة وكذلك نهيق الحمار، كثيرًا ما يكون لعوارض وأسباب غير رؤية الملك والشيطان، بل المعنى أن صوتهما قد يكون لذلك أيضًا، فلا يتعين أي الأصوات لذلك وأيها لغيره، فيستحب الدعوة والتعوذ عند كل تصويت منهما، ليقع البعض منهما موقعهما، وإن لم يقع الكل مقام الرؤية، مع أن زيادة الدعاء والتعوذ مطلوبة، وإن لم يكن في محل إجابة، وكذلك حضور شيطان ووجوده لا يتوقف التعوذ عليه لأن الإنسان أحوج ما يكون إليهما، فكان تعميم الأمر بالدعاء والتعوذ عند كل صياح ديك ونهيق حمار كتعميم أمر العبادة في ليالي القدر تحريًا لمظان القبول.انتهى
ومن أهل العلم من قيد كونه وقت إجابة بالليل كابن رجب في جامعه، ونقله النفراوي في الفواكه الدواني عن الأقفهسي.
وليس المقصود أن تقول: اللهم إني أسألك من فضلك، ولكن المعنى أن تسأل الله عمومًا، لا بخصوص هذا الدعاء، ولذلك جاء في رواية في مسند أحمد: فاسألوا الله وارغبوا إليه، وانظر الفتوى رقم73993 (http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=73993).والله أعلم. هنا (http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=249139) -
*"إذا حضرتُمْ موتاكُم فأغمِضوا البصرَ فإنَّ البصرَ يتبعُ الرُّوحَ وقولوا خيرًا فإنَّ الملائِكَةَ تؤمِّنُ علَى ما قالَ أهْلُ البيتِ"الراوي : شداد بن أوس -المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 1199 - خلاصة حكم المحدث : حسن-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%8 3%D8%A9+%D8%AA%D8%A4%D9%85%D9%86&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420)-

* "إذا أمَّنَ القارئُ فأمِّنوا . فإنَّ الملائِكَةَ تؤمِّنُ ، فمَن وافقَ تأمينُهُ تأمينَ الملائِكَةِ ، غفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ"
الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح ابن ماجه
-الصفحة أو الرقم: 700 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%8 3%D8%A9+%D8%AA%D8%A4%D9%85%D9%86&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420)-
الشرح
يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه إذا أمَّنَ الإمامُ، أي: قال: آمِينَ، فيُؤمِّنُ وراءه المأمومُ، فإنَّ مَن وافَقَ تأمينُه تأمينَ الملائكة، أي: وافَقَهم في الوقت، غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنبِه، أي: فإنْ أمَّنَ مع الملائكةِ في وقتٍ واحد، غُفِرَتْ ذُنوبُه. -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%8 3%D8%A9+%D8%AA%D8%A4%D9%85%D9%86&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420)-
"إذا قالَ الإمامُ : غيرِ المغضوبِ عليْهم ولاَ الضَّالِّين فقولوا آمينَ ، فإنَّ الملائِكةَ تقولُ : آمينَ ، وإنَّ الإمامَ يقولُ : آمينَ ، فمن وافقَ تأمينُهُ تأمينَ الملائِكةِ ، غفرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِه".الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح النسائي
-الصفحة أو الرقم: 926 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%8 3%D8%A9&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420)-

أي: فإنْ أمَّنَ مع الملائكةِ في وقتٍ واحد، غُفِرَتْ ذُنوبُه.


* "ألا تصفُّونَ كما تصُفُّ الملائِكةُ عندَ ربِّهم قالوا وَكيفَ تصفُّ الملائِكةُ عندَ ربِّهم قالَ يُتمُّونَ الصَّفَّ الأوَّلَ ثمَّ يتراصُّونَ في الصَّفِّ"الراوي : جابر بن سمرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح النسائي -الصفحة أو الرقم: 815 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%8 3%D8%A9&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420)-


*"أتيتُ النبيَّ و هو في المسجدِ مُتَّكيءٌ على بُرْدٍ له أحمرَ ، فقلتُ له : يا رسولَ اللهِ ! إني جئتُ أَطلبُ العلمَ ، فقال : مرحبًا بطالبِ العلمِ ، إنَّ طالبَ العلمِ تحفُّه الملائكةُ - وتُظلُّه - بأجنحَتِها ، ثم يركبُ بعضُهم بعضًا حتى يبلغوا السماءَ الدُّنيا من محبَّتِهم لما يَطلبُ"الراوي : صفوان بن عسال - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 71 - خلاصة حكم المحدث : حسن-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%8 3%D8%A9&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420&page=2)-

*"الملائكةُ تصلي على أحدِكم ما دام في مصلاَّه الذي صلَّى فيه ما لم يُحْدِثْ أو يقمْ اللهم اغفرْ له اللهم ارحمْه."
الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود
-الصفحة أو الرقم: 469 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%8 3%D8%A9&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420&page=11)-
الشرح
والفرْقُ بَيْنَ المغفرةِ والرَّحمةِ أنَّ المغفرةَ سِترُ الذُّنوبِ، والرَّحمةَ إفاضةُ الإحسانِ إليه.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ الجلوسِ في الْمُصلَّى على طهارةٍ.
وفيه: أنَّ الحَدَثَ في المسجدِ يُبطِلُ ذلك، ولو استمرَّ جالسًا. -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%8 3%D8%A9&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1&m%5B%5D=1420&page=11)-

- أنَّ رجلًا جاء فدخل الصفَّ وقد حفَزَه النَّفَسُ . فقال : الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه . فلما قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلاتَه قال " أيُّكم المُتكلِّمُ بالكلماتِ؟ " فأرَمّ القومُ . فقال " أيُّكم المُتكلِّمُ بها ؟ فإنه لم يَقُلْ بأسًا " فقال رجلٌ : جئتُ وقد حفَزَني النَّفَسُ فقلتُها . فقال " لقد رأيتُ اثنَي عشرَ ملَكًا يبتدِرونَها . أيهم يرفُعها " .الراوي : أنس بن مالك - المحدث : مسلم- المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 600 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%8A%D8%A8%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%87%D8%A 7&st=a&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0) -

*"كنا يومًا نصلِّي وراءَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلما رفَع رأسَه من الركعةِ، قال : سمِع اللهُ لمَن حمِدَه . قال رجلٌ وراءَه : ربَّنا ولك الحمدُ، حمدًا كثيرا طيبًا مباركًا فيه . فلما انصرَف، قال : مَنِ المتكلِّمُ . قال : أنا، قال : رأيتُ بِضعَةً وثلاثينَ مَلكًا يبتَدِرونها، أيُّهم يكتبُها أولُ ".الراوي : رفاعة بن رافع - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 799 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%8A%D8%A8%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%87%D8%A 7&st=a&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0)-

*"ما منكُم من أحدٍ إلَّا وقد وُكِّلَ بهِ قرينُهُ منَ الجنِّ . قالوا : وإيَّاكَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قال : وإيَّايَ إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَني علَيهِ فأسلَمَ فلا يأمرُني إلَّا بخيرٍ . غيرَ أنَّ في حديثِ سفيانَ . وقد وُكِّلَ بهِ قرينُهُ منَ الجنِّ ، وقرينُهُ منَ الملائكةِ".الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 2814 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8% A7%D8%A6%D9%83%D8%A9&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-
الشرح
وفي روايةٍ، قال: وَقَد وُكِّلَ به قَرينُه مِنَ الجِنِّ وقَرينُه مِنَ المَلائكةِ، فَكما أنَّه قُيِّضَ له شَيطانٌ يُغويه ويُضِلُّه، كَذلك قُيِّضَ له مَلَكٌ يُسدِّدُه ويُرْشدُه.
وفي الحديثِ: حِرصُ الشَّيطانِ على إغواءِ بَني آدَمَ، وأنَّه لا يَنفَكُّ عنِ الإِغواءِ.
وفيه: أنَّ اللهَ قَيَّضَ لِلإنسانِ مَلَكًا يُعينُه ويُرشدُه، في مُقابلَةِ إغواءِ الشَّيطانِ وفِتنَتِه.
وفيه: دَليلٌ عَلى عِصمَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أنْ يُؤثِّرَ فيه الشَّيطانُ بأَذًى في عَقلِه أو قَلبِه بضُروبِ الوَساوسِ. -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8% A7%D8%A6%D9%83%D8%A9&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-


*"إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ وللملَك لمَّةً فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكذيبٌ بالحقِّ وأمَّا لمَّةُ الملَك فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ فمن وجدَ ذلِك فليعلم أنَّهُ منَ اللهِ فليحمدِ اللَّهَ ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ثمَّ قرأ" الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ "الآيةَ"
الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2988 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%84%D9%85%D8%A9&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1) -
الشرح
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أحرَصَ النَّاسِ على أمَّتِه؛ فما مِن شرٍّ إلَّا وحذَّر أمَّتَه منه، وما مِن خيرٍ إلَّا ودلَّ أمَّتَه عليه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ للشَّيطانِ"، وهو إبليسُ وجُندُه، "لِمَّةً" مِن الإلمامِ، أي: هِمَّةً وإصابةً، وخاطِرًا وقُربًا، "بابنِ آدمَ"، يقَعُ في قلبِه، "وللمَلَكِ" مِن الملائكةِ، "لِمَّةً"، أي: همَّةً وخاطرًا وإصابةً تقَعُ في قلبِ العبدِ، "فأمَّا لِمَّةُ الشَّيطانِ"، أي: بابنِ آدمَ، "فإيعادٌ"، أي: وعيدٌ، "بالشَّرِّ"، أي: الكُفرِ والفُسوقِ والعِصْيانِ، "وتكذيبٌ بالحقِّ"، أي: الشَّرعِ والدِّينِ والإيمانِ، "وأمَّا لِمَّةُ الملَكِ"، أي: بابنِ آدمَ، "فإيعادٌ"، أي: وعدٌ، "بالخيرِ"، أي: الطَّاعةِ، "وتصديقٌ بالحقِّ"، أي: إيمانٌ باللهِ تعالى وملائكتِه وكُتبِه ورُسلِه واليومِ الآخِرِ، والوعدِ مِن الرَّحمنِ بالجِنانِ؛ "فمَن وجَد"، أي: أحَسَّ وأدرَك في نفْسِه وقلبِه، "ذلك"، أي: لِمَّةَ الملَكِ، "فَلْيَعلَمْ"، أي: العبدُ الَّذي أصابَتْه لِمَّةُ الملَكِ، "أنَّه مِن اللهِ"، أي: مِن فَضلِه ومَنِّه ونِعَمِه على عبدِه، "فَلْيحمَدِ اللهَ"، أي: يَشكُرْه على نِعَمِه بالتَّزامِ تلك الطَّاعةِ، "ومَن وجَد الأخرى"، أي: أحَسَّ وأدرَك لِمَّةَ الشَّيطانِ وخاطِرَه، "فَلْيتعوَّذْ باللهِ"، أي: يَلجَأْ ويَحْتَمِ بذِكْرِ اللهِ تعالى، "مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ"، ويُخالِفْه فيما أمَره به.
قال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رَضِي اللهُ عَنه: "ثمَّ قرأ"، أي: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" البقرة: 268، أي: الشَّيطانُ وحِزبُه يُخوِّفُكم بالفَقرِ والحاجةِ إذا أنفَقتُم، ويَأمُرُكم بالبخلِ، والحِرصِ والمعاصي والمآثمِ، وما حرَّم اللهُ عزَّ وجلَّ، واللهُ سبحانه برَحمتِه يَعِدُكم بالمغفرةِ والزِّيادةِ منه سبحانه؛ لأنَّ رحمتَه وقُدرتَه واسعةٌ لا حُدودَ لها، وهو سبحانه يَعلَمُ ما أنتم عليه.
وفي الحديثِ: أنَّ مِن خَواطِرِ القلبِ ما يكونُ مِن الملَكِ ومنها ما يكونُ مِن الشَّيطانِ.
وفيه: الحذَرُ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ، والحثُّ على التعوُّذِ باللهِ تعالى مِنه ومِن شَرِّه.
وفيه: حِرْصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على وِقايةِ أمَّتِه مِن شرِّ الشَّيطانِ. -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%84%D9%85%D8%A9&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1) -

"يتعاقبونَ فيكم : ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنهارِ ، ويجتمعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ ، ثم يعرجُ الذين باتوا فيكم ، فيسألُهم ، وهو أعلمُ بكم ، فيقول : كيف تركتُم عبادي ؟ فيقولون : تركناهُمْ وهم يُصلُّونَ ، وأتيناهم وهم يُصلُّونَ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 7429 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%8A%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%82%D8%A8%D9%8 8%D9%86+%D9%81%D9%8A%D9%83%D9%85+%D9%85%D9%84%D8%A 7%D8%A6%D9%83%D8%A9&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1) -

- " إنَّ اللهَ ، إذا أحبَّ عبدًا ، دعا جبريلَ فقال : إنِّي أحبُّ فلانًا فأحِبَّه . قال فيُحبُّه جبريلُ . ثمَّ يُنادي في السَّماءِ فيقولُ : إنَّ اللهَ يُحبُّ فلانًا فأحِبُّوه . فيُحبُّه أهلُ السَّماءِ . قال ثمَّ يُوضعُ له القَبولُ في الأرضِ . وإذا أبغض عبدًا دعا جبريلَ فيقولُ : إنِّي أُبغِضُ فلانًا فأبغِضْه . قال فيُبغضُه جبريلُ . ثمَّ يُنادي في أهلِ السَّماءِ : إنَّ اللهَ يُبغِضُ فلانًا فأبغِضوه . قال فيُبغِضونه . ثمَّ تُوضعُ له البغضاءُ في الأرضِ"
الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -
الصفحة أو الرقم: 2637 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0&page=2)-

- "كأني أنظر إلى الغُبارِ ساطِعًا في زُقاقِ بَني غَنْمٍ، مَوكِبَ جِبْريلَ صلواتُ اللَّهِ عليهِ حينَ سار رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى بَني قُرَيْظَةَ ".الراوي : أنس بن مالك - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 4118 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0&page=8)-
الشرح
يقولُ أَنَسٌ رضي اللَّهُ عنهُ: كأنِّي أَنظُر إلى الغُبارِ ساطِعًا، أي: مُرتَفعًا، في "زُقاقِ"، أي: سِكَّة بَني غَنْمٍ، وهُم قَبيلةٌ مِن الأنْصارِ، مَوكِبَ جِبريلَ صلواتُ اللَّهِ عليه، والمَوكِبُ نَوعٌ مِن السَّير، ويُقالُ لِلقومِ الرُّكوبِ على الإبل للزِّينةِ: مَوكِب، وكذلك جَماعةُ الفُرسانِ، وذلك حين سارَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم إلى بَني قُرَيظةٍ، وسَببُ ذلك هو ما وَقَعَ مِن بَني قُرَيظةَ مِن نَقضِ عَهدِه ومُمالأتِهم لقُرَيش وغَطفانَ، وذلك الزُّقاقَ كان مَهجورًا مِن سَيرِ النَّاسِ فيه، فرُؤيةُ الغُبارِ السَّاطِع منهُ تدُلُّ على أنَّهُ مِن أَثرِ جُندِ المَلائكةِ، والغالِبُ أنَّ رئيسَهم جِبريلُ عليه السَّلامُ، وهو معهُم، أو هو مَع النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، وإضافَتُهم إليه؛ لأنَّهُم كالأتباعِ لَه، وأشارَ أَنَسٌ رضي اللَّهُ عنهُ بهذا إلى أنَّهُ يَستحضِرُ القِصَّةَ حتَّى كأنَّه يَنظُر إليها مُشخَّصةً لَه بَعدَ تلك المُدَّةِ الطَّويلةِ.
وفي الحَديثِ: ما يَدُلُّ على رُؤيةِ أصحابِه آثارَ المَلائِكةِ.
وفيه: ما يَدُلُّ على أنَّ جِبريلَ سَعى في مَوكِبٍ لنَفسِه مع رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم إلى بَني قُرَيظةَ. -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0&page=8)-


-"أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يومَ بدرٍ " هذا جبريلُ، آخِذٌ برأسِ فرَسِه، عليه أداةُ الحربِ " .
الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري
-الصفحة أو الرقم: 3995 - خلاصة حكم المحدث : صحيح..الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0&page=9) -

الشرح
في هذا الحديثِ يَحكي ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّهُ عَنهُما: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم قالَ يَومَ بَدرٍ"، وبَدرٌ ماءٌ معروفُ على نَحو أربعِ مَراحِلَ مِن المدينةِ بَينَها وبَينَ مَكَّة. وهي بِئرٌ كانَت لرجُلٍ يُسمَّى بَدرًا، وكانَتْ غَزوةُ بَدرٍ يَومَ الجُمُعةِ لِسَبْعَ عَشْرةَ خَلَتْ مِن رَمَضان في السَّنةِ الثَّانيةِ من الهِجرةِ. هذا جِبريلُ، أي: أشارَ إلى جِبريلَ عليه السَّلامُ يَومَ بدرٍ ولَفَتَ إليه أنظارَ الصَّحابةِ ونبَّهَهم عليه، وهو آخِذٌ بِرأسِ فَرَسِه، عليه أداةُ الحَربِ، أي: أَمسكَ بِرأسِ فَرسِه أو بِناصيتِه، أو بِزِمامِه، وهو مُدَجَّجٌ بأسلحةِ الحربِ؛ فإنْ كان يُريدُ بهذا أنَّ جبريلَ كانَ راكِبًا، ففي هذا تعليمٌ للغُزاةِ ألَّا يُهملَ الرَّاكِبُ رأسَ فرسِه، وإنْ كان جبريلُ آخِذًا برأسِ فَرسِه يَقودُهُ، فهو تعليمٌ للنَّاسِ ترفيهَ مَراكِبهم إلى زمانِ الحاجةِ إلى القِتالِ.
وفي هذا الحديث: شُهودُ المَلائكةِ غَزوةَ بَدرٍ، وعلى رَأسِهم جبريلُ عليه السَّلامُ؛ حيثُ رافَقَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم مِن أوَّل الغَزوةِ إلى آخِرِها؛ ليُشرِف بِنفسِه على خُطَّةِ سَيرِها، ويكونَ عَونًا للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ومَدَدًا لَه، ومُؤيِّدًا لأصْحابِه.الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0&page=9) -

- "أنَّ جبريلَ أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا محمدُ ! اشتكيتَ ؟ فقال " نعم " قال : باسمِ اللهِ أرقيكَ . من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ . من شرِّ كل نفسٍ أو عينِ حاسدٍ اللهُ يشفيكَ . باسمِ اللهِ أَرْقِيكَ .
الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-
الصفحة أو الرقم: 2186 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0&page=14)-

أتَى جِبْرِيلُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم (أي: للزِّيارةِ أو للعِيادةِ)، فقال: «يا مُحَمَّدُ، اشْتَكَيْتَ؟» فأجابه صلَّى الله عليه وسلَّم: «نَعَمْ»، فقال جِبريلُ: «بِاسْمِ الله» فبدأ بِالتَّسْمِيَةِ في أَوَّلِ الدُّعاء «أَرْقِيكَ» مأخوذٌ مِن الرُّقْيَةِ، أي: أُعوِّذُك، «مِن كلِّ شيءٍ يُؤذِيكَ، مِن شرِّ كلِّ نَفْسٍ»، أي: خَبِيثَةٍ، «أو عَيْنِ حاسِدٍ، اللهُ يَشفِيكَ، بِاسْمِ الله أَرقِيكَ» كرَّره للمُبالَغَةِ، وبدأ به وختَم به إشارةً إلى أنَّه لا نَافِعَ إلَّا هو سبحانه.
في الحديثِ: الإخبارُ بالمَرضِ على طَريقِ بيانِ الواقعِ مِن غيرِ تَضجُّرٍ ولا تَبرُّمٍ.
وفيه: بيانُ التَّداوِي بالرُّقَى الشرعيَّةِ.
وفيه: تنبيهٌ على أنَّ الرُّقَى لا يَنبغِي أنْ تكونَ إلَّا بأسماءِ الله وأوصافِه وذِكره. وفيه: أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كغيرِه من البَشَر يُصيبُه المرضُ.
وفيه: أنَّ القِراءةَ على المريضِ لا تُنافِي كمالَ التوكُّلِ، بِخِلافِ الَّذِي يَطلُب مِن الناسِ أنْ يَقرَؤوا عليه، ففيه شيءٌ مِن نَقْصِ التوكُّلِ؛ لأنَّه سأَلَ الخَلقَ واعتَمَد على سُؤالِهم . -الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0&s%5B%5D=0&page=14)-