المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بَاب مَثَلِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ من شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري .


توبة
01-05-2016, 09:32 AM
المجلس الرابع

9 ربيع الأول 1437هـ

بَاب مَثَلِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ



http://dc588.4shared.com/img/YRSCKWTVba/s7/15210aec050/01S-053Yy_T?async&rand=0.4171072451645378


بَاب مَثَلِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى (أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) .



6052 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَقُولُ مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) .




الشرح
********


قَوْلُهُ بَابُ مَثَلِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ هَذِهِ التَّرْجَمَةُ بَعْضُ لَفْظِ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ رَفَعَهُ وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ (1) وَسَنَدُهُ إِلَى التَّابِعِيِّ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ لِأَنَّهُ لَمْ يُخَرِّجْ لِلْمُسْتَوْرِدِ ، وَاقْتَصَرَ عَلَى ذِكْرِ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا فَإِنَّ قَدْرَ السَّوْطِ مِنَ الْجَنَّةِ إِذَا كَانَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا فَيَكُونُ الَّذِي يُسَاوِيهَا مِمَّا فِي الْجَنَّةِ دُونَ قَدْرِ السَّوْطِ فَيُوَافِقُ مَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيثُ الْمُسْتَوْرِدِ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُ قَوْلِهِ " غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " (2) فِي كِتَابِ الْجِهَادِ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : هَذَا نَحْوُ قَوْلِهِ - تَعَالَى - قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَهَذَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى ذَاتِهَا وَأَمَّا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْآخِرَةِ فَلَا قَدْرَ لَهَا وَلَا خَطَرَ. (3)


وَإِنَّمَا أَوْرَدَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ وَالتَّقْرِيبِ وَإِلَّا فَلَا نِسْبَةَ بَيْنَ الْمُتَنَاهِي وَبَيْنَ مَا لَا يَتَنَاهَى وَإِلَى ذَلِكَ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ " فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ " وَوَجْهُهُ أَنَّ الْقَدْرَ الَّذِي يَتَعَلَّقُ بِالْإِصْبَعِ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ لَا قَدْرَ لَهُ وَلَا خَطَرَ وَكَذَلِكَ الدُّنْيَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْآخِرَةِ وَالْحَاصِلُ أَنَّ الدُّنْيَا كَالْمَاءِ الَّذِي يَعْلَقُ فِي الْأُصْبُعِ مِنَ الْبَحْرِ وَالْآخِرَةَ كَسَائِرِ الْبَحْرِ.



قَوْلُهُ : وَقَوْلُهُ - تَعَالَى - : إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ - إِلَى قَوْلِهِ : - مَتَاعُ الْغُرُورِ كَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَسَاقَ فِي رِوَايَةِ الْآيَةَ الكَرِيمَةَ كُلَّهَا وَعَلَى هَذَا فَتُفْتَحُ الْهَمْزَةُ فِي إنَّمَا مُحَافَظَةً عَلَى لَفْظِ التِّلَاوَةِ فَإِنَّ أَوَّلَ الْآيَةِ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَخْ وَلَوْلَا مَا وَقَعَ مِنْ سِيَاقِ بَقِيَّةِ الْآيَةِ لَجَوَّزْتُ أَنْ يَكُونَ الْمُصَنِّفُ أَرَادَ الْآيَةَ الَّتِي فِي الْقِتَالِ وَهِيَ قَوْلُهُ - تَعَالَى - إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ الْآيَةَ قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ :الْمُرَادُ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ مَا يَخْتَصُّ بِدَارِ الدُّنْيَا مِنْ تَصَرُّفٍ وَأَمَّا مَا كَانَ فِيهَا مِنَ الطَّاعَةِ وَمَا لَا بُدَّ مِنْهُ مِمَّا يُقِيمُ الْأَوَدَ وَيُعِينُ عَلَى الطَّاعَةِ فَلَيْسَ مُرَادًا هُنَا وَالزِّينَةُ مَا يُتَزَيَّنُ بِهِ مِمَّا هُوَ خَارِجٌ عَنْ ذَاتِ الشَّيْءِ مِمَّا يُحَسَّنُ بِهِ الشَّيْءُ وَالتَّفَاخُرُ يَقَعُ بِالنَّسَبِ غَالِبًا كَعَادَةِ الْعَرَبِ وَالتَّكَاثُرُ ذُكِرَ مُتَعَلَّقُهُ فِي الْآيَةِ وَصُورَةُ هَذَا الْمِثَالِ أَنَّ الْمَرْءَ يُولَدُ فَيَنْشَأُ فَيَقْوَى فَيَكْسِبُ الْمَالَ وَالْوَلَدَ وَيَرْأَسُ ثُمَّ يَأْخُذُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الِانْحِطَاطِ فَيَشِيبُ وَيَضْعُفُ وَيَسْقَمُ وَتُصِيبُهُ النَّوَائِبُ مِنْ مَرَضٍ وَنَقْصٍ فِي مَالٍ وَعِزٍّ ثُمَّ يَمُوتُ فَيَضْمَحِلُّ أَمْرُهُ وَيَصِيرُ مَالُهُ لِغَيْرِهِ وَتُغَيَّرُ رُسُومُهُ فَحَالُهُ كَحَالِ أَرْضٍ أَصَابَهَا مَطَرٌ فَنَبَتَ عَلَيْهَا الْعُشْبُ نَبَاتًا مُعْجِبًا أَنِيقًا ثُمَّ هَاجَ أَيْ يَبِسَ وَاصْفَرَّ ثُمَّ تَحَطَّمَ وَتَفَرَّقَ إِلَى أَنِ اضْمَحَلَّ قَالَ :



وَاخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِالْكُفَّارِ ، فَقِيلَ جَمْعُ كَافِرٍ بِاللَّهِ لِأَنَّهُمْ أَشَدُّ تَعْظِيمًا لِلدُّنْيَا وَإِعْجَابًا بِمَحَاسِنِهَا . وَقِيلَ الْمُرَادُ بِهِمُ الزُّرَّاعُ مَأْخُوذٌ مِنْ كَفَرَ الْحَبَّ فِي الْأَرْضِ أَيْ سَتَرَهُ بِهَا وَخَصَّهُمْ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمْ أَهْلُ الْبَصَرِ بِالنَّبَاتِ فَلَا يُعْجِبُهُمْ إِلَّا الْمُعْجِبُ حَقِيقَةً انْتَهَى مُلَخَّصًا وَقَوْلُهُ فِي آخِرِ الْآيَةِ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ قَالَ الْفَرَّاءُ : لَا يُوقَفُ عَلَى شَدِيدٍ لِأَنَّ تَقْدِيرَ الْكَلَامِ أَنَّهَا إِمَّا عَذَابٌ شَدِيدٌ وَإِمَّا مَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَاسْتَحْسَنَ غَيْرُهُ الْوَقْفَ عَلَى شَدِيدٍ لِمَا فِيهِ مِنَ الْمُبَالَغَةِ فِي التَّنْفِيرِ مِنَ الدُّنْيَا وَالتَّقْدِيرُ لِلْكَافِرِينَ وَيَبْتَدِئُ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ أَيْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَقِيلَ إِنَّ قَوْلَهُ وَفِي الْآخِرَةِ قَسِيمٌ لِقولِهِ إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَالْأَوَّلُ صِفَةُ الدُّنْيَا وَهِيَ اللَّعِبُ وَسَائِرُ مَا ذَكَرَ وَالثَّانِي صِفَةُ الْآخِرَةِ وَهِيَ عَذَابٌ شَدِيدٌ لِمَنْ عَصَى وَمَغْفِرَةٌ وَرِضْوَانٌ لِمَنْ أَطَاعَ وَأَمَّا قَوْلُهُ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَخْ فَهُوَ تَأْكِيدٌ لِمَا سَبَقَ أَيْ تَغُرُّ مَنْ كَنَّ إِلَيْهَا وَأَمَّا التَّقِيُّ فَهِيَ لَهُ بَلَاغٌ إِلَى الْآخِرَةِ وذكر بعض العلماء مثل لهذا عَقَّبَهُ بِأَنْ قَالَ مَا مُلَخَّصُهُ اعْلَمْ أَنَّ مَثَلَ أَهْلِ الدُّنْيَا فِي غَفْلَتِهِمْ كَمَثَلِ قَوْمٍ رَكِبُوا سَفِينَةً فَانْتَهَوْا إِلَى جَزِيرَةٍ مُعْشِبَةٍ فَخَرَجُوا لِقَضَاءِ الْحَاجَةِ فَحَذَّرَهُمُ الْمَلَّاحُ مِنَ التَّأَخُّرِ فِيهَا وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُقِيمُوا بِقَدْرِ حَاجَتِهِمْ وَحَذَّرَهُمْ أَنْ يُقْلِعَ بِالسَّفِينَةِ وَيَتْرُكَهُمْ فَبَادَرَ بَعْضُهُمْ فَرَجَعَ سَرِيعًا فَصَادَفَ أَحْسَنَ الْأَمْكِنَةِ وَأَوْسَعَهَا فَاسْتَقَرَّ فِيهِ وَانْقَسَمَ الْبَاقُونَ فِرَقًا الْأُولَى اسْتَغْرَقَتْ فِي النَّظَرِ إِلَى أَزْهَارِهَا الْمُونِقَةِ وَأَنْهَارِهَا الْمُطَّرِدَةِ وَثِمَارِهَا الطَّيِّبَةِ وَجَوَاهِرِهَا وَمَعَادِنهَا ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَبَادَرَ إِلَى السَّفِينَةِ فَلَقِيَ مَكَانًا دُونَ الْأَوَّلِ فَنَجَا فِي الْجُمْلَةِ الثَّانِيَةُ كَالْأُولَى لَكِنَّهَا أَكَبَّتْ عَلَى تِلْكَ الْجَوَاهِرِ وَالثِّمَارِ وَالْأَزْهَارِ وَلَمْ تَسْمَحْ نَفْسُهُ لِتَرْكِهَا فَحَمَلَ مِنْهَا مَا قَدَرَ عَلَيْهِ فَتَشَاغَلَ بِجَمْعِهِ وَحَمْلِهِ فَوَصَلَ.

إِلَى السَّفِينَةِ فَوَجَدَ مَكَانًا أَضْيَقَ مِنَ الْأَوَّلِ وَلَمْ تَسْمَحْ نَفْسُهُ بِرَمْيِ مَا اسْتَصْحَبَهُ فَصَارَ مُثْقَلًا بِهِ ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ ذَبَلَتِ الْأَزْهَارُ وَيَبِسَتِ الثِّمَارُ وَهَاجَتِ الرِّيَاحُ فَلَمْ يَجِدْ بُدًّا مِنْ إِلْقَاءِ مَا اسْتَصْحَبَهُ حَتَّى نَجَا بِحُشَاشَةِ نَفْسِهِ الثَّالِثَةُ تَوَلَّجَتْ فِي الْغِيَاضِ وَغَفَلَتْ عَنْ وَصِيَّةِ الْمَلَّاحِ ثُمَّ سَمِعُوا نِدَاءَهُ بِالرَّحِيلِ فَمَرَّتْ فَوَجَدَتِ السَّفِينَةَ سَارَتْ فَبَقِيَتْ بِمَا اسْتَصْحَبَتْ فِي الْبَرِّ حَتَّى هَلَكَتْ وَالرَّابِعَةُ اشْتَدَّتْ بِهَا الْغَفْلَةُ عَنْ سَمَاعِ النِّدَاءِ وَسَارَتِ السَّفِينَةُ فَتَقَسَّمُوا فِرَقًا مِنْهُمْ مَنِ افْتَرَسَتْهُ السِّبَاعُ وَمِنْهُمْ مَنْ تَاهَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى هَلَكَ وَمِنْهُمْ مَنْ مَاتَ جُوعًا وَمِنْهُمْ مَنْ نَهَشَتْهُ الْحَيَّاتُ قَالَ فَهَذَا مِثْلُ أَهْلِ الدُّنْيَا فِي اشْتِغَالِهِمْ بِحُظُوظِهِمُ الْعَاجِلَةِ وَغَفْلَتِهِمْ عَنْ عَاقِبَةِ أَمْرِهِمْ ثُمَّ خَتَمَ بِأَنْ قَالَ وَمَا أَقْبَحَ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ بَصِيرٌ عَاقِلٌ أَنْ يَغْتَرَّ بِالْأَحْجَارِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْهَشِيمِ مِنَ الْأَزْهَارِ وَالثِّمَارِ وَهُوَ لَا يَصْحَبُهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ بَعْدَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ .(4)


شرح الحديث

********

سوط: وهو مثل العصا متر تقريباً ومعناه ، أنه خير من الدنيا وما فيها ليست دنياك التي تعيشها أنت ولاالدنيا التي يعيشها الناس في وقتك بل الدنيا من أولها إلي آخرها بما فيها من الأموال والبنين والقصور والمراكب وغير ذلك...... سوط في الجنه موضعه خير من الدنيا ومافيها اما قوله ( ولغدوة في سبيل الله أو روحه ) الغدوة المكث أول النهار والروحه المكث آخر النهار ، وقوله في سبيل الله أي في الجهاد خير من الدنيا ومافيها والله اعلم. (5)

ثُمَّ بيَّنَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْرَ الجهادِ في سبيلِ الله، فقالَ: «غَدْوةٌ في سَبيلِ اللهِ أو رَوحةٌ خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها»، والغَدْوةُ هي السَّيرُ أوَّلَ النَّهارِ إلى الزَّوالِ، والرَّوحةُ السَّيرُ مِنَ الزَّوالِ إلى آخرِ النَّهارِ، يعني: أنَّ المشيَ في سبيلِ اللهِ في الغزْوِ في وقتِ الصَّباحِ أو وقتِ المساءِ خَيرٌ مِنَ الدُّنيا جميعًا، «ولَقابُ قَوسِ أحدِكم، أو مُوضعُ قَدمٍ مِنَ الجنَّةِ خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها»، أي: قدْرُ قَوسِ أحدِكم أو مُوضعُ قَدمِه في الجنَّة خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها، «ولو أنَّ امرأةً مِن نساءِ أهلِ الجنَّةِ اطَّلعتْ إلى الأرضِ لَأضاءتْ ما بينهما، ولمَلأتْ ما بينهما رِيحًا»؛ لِحسنهنَّ ونُورهنَّ، «ولَنَصيفُها- يعني الخمارَ- خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها». (6)


وجاء في تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي .


قوله (لغدوة في سبيل الله أو روحة) قال الحافظ: الغدوة بالفتح: المرة الواحدة من الغدو وهو الخروج في أي وقت كان من أول النهار إلى انتصافه، والروحة المرة الواحدة من الرواح وهو الخروج في أي وقت كان من زوال الشمس إلى غروبها (خير من الدنيا وما فيها) قال ابن دقيق العيد: يحتمل وجهين أحدهما أن يكون من باب تنزيل المغيب منزلة المحسوس تحقيقًا له في النفس لكون الدنيا محسوسة في النفس مستعظمة في الطباع، فلذلك وقعت المفاضلة بها، وإلا فمن المعلوم أن جميع ما في الدنيا لا يساوي ذرة مما في الجنة، والثاني أن المراد أن هذا القدر من الثواب خير من الثواب الذي يحصل لمن لو حصلت له الدنيا كلها لأنفقها في طاعة الله تعالى. قال الحافظ: ويؤيد الثاني ما رواه ابن المبارك في كتاب الجهاد من مرسل الحسن قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشًا فيهم عبد الله بن رواحة فتأخر ليشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم. والحاصل أن المراد تسهيل أمر الدنيا وتعظيم أمر الجهاد وأن من حصل له من الجنة قدر سوط يصير كأنه حصل له أمر عظيم من جميع ما في الدنيا، فكيف بمن حصل منها أعلى الدرجات، والنكتة في ذلك أن سبب التأخير عن الجهاد الميل إلى سبب من أسباب الدنيا. فنبه هذا المتأخر أن هذا القدر اليسير من الجنة أفضل من جميع ما في الدنيا (7) .


http://dc588.4shared.com/img/YRSCKWTVba/s7/15210aec050/01S-053Yy_T?async&rand=0.4171072451645378

(1)ما مَثلُ الدُّنيا في الآخرةِ إلَّا مَثلُ ما يجعلُ أحدُكم إصبعَه في اليمِ فلينظُرْ بِمَ يرجِعُ.
الراوي : الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ الْفِهْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 3332 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | انظر شرح الحديث رقم 20686 .

(2) أنَّ أُمَّ حارِثَةَ أتَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقد هلَك حارِثَةُ يومَ بدرٍ، أصابَه غَربُ سهمٍ، فقالَتْ : يا رسولَ اللهِ، قد علِمتَ موقِعَ حارِثةَ من قلبي، فإن كان في الجنةِ لم أبكِ عليه،
وإلا سوف ترى ما أصنَعُ ؟ فقال لها : ( هَبِلتِ، أجنةٌ واحدةٌ هي ؟ إنها جِنانٌ كثيرةٌ، وإنه لفي الفِردَوسِ الأعلى ) . وقال : ( غَدوَةٌ في سبيلِ اللهِ أو رَوحَةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها، ولَقابُ قَوسِ أحدِكم، أو موضِعُ قدمٍ من الجنةِ، خيرٌ من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأةً من نساءِ أهلِ الجنةِ اطَّلعَتْ إلى الأرضِ لأضاءَتْ ما بينَهما، ولملأَتْ ما بينَهما رِيحًا، ولنَصِيفُها - يعني الخِمارَ - خيرٌ منَ الدنيا وما فيها ) .
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6567 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | شرح الحديث
(3) الخَطَرُ : المَثِيلُ في الشرف والرفعة والجمع : أَخطارٌ. (http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%AE%D8%B7%D8%B1/)
(4) المصدر (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=11741&idto=11742&bk_no=52&ID=3592)
(5) شرح الشيخ بن عثيمين رحمه الله
(6) المصدر (http://www.dorar.net/hadith?skeys= %D9%88%D9%84%D8%BA%D8%AF%D9%88%D8%A9+%D9%81%D9%8A+ %D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87+ %D8%A7%D9%88+%D8%B1%D9%88%D8%AD%D9%87+&st=p&xclude=)
(7) كتاب :- وجاء في تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي رقم الجزء :- 5 رقم الصفحة :- 0287 مسلسل :- 0288.