المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظلموكِ أماه


أم أبي التراب
03-21-2016, 03:51 AM
" ظلموكِ أمَّاه "


قالت صغيرتُنا بكلِّ براءةٍ* بعد أن مدَّت لنا كفَّ اليمين.
أبتاهُ أرغبُ في شراءِ هديةٍ* رمزيةٍ أو باقةٍ من ياسمين.
لمن الهديةُ يا ابنتي يا فرحتي* قالت لأمي عيدها بغدٍ يحين.
للأمِّ عيدٌ كل يومٍ فاعلمي* أيُّ عيدٍ أخبريني تقصدين.
للأمِّ عيدٌ واحدٌ قالوا لنا * في مارسٍ من كلِّ عامٍ قد يحين.
كذبوا عليكم يابنتي وتفاخروا * بثقافةِ الغربِ العدوِّ المستهين.
الأمُّ دربٌ للجنانِ وطاعةٌ * فاسْعَيْ إلى جناتِ خيرٍ ومعين
الأمُّ طوقٌ للنجاةِ فيا لها * من قلعةٍ تحمي جميعَ المسلمين.
دُهشت بنيَّتُنا وقالت هكذا * أمَّاهُ عذراً عن جميعِ الخاطئين.

ظلموكِ أماهُ وقالوا العيد يوم * لكنَّ عيدَك دائماً في كل حين.
قل لي أبي ماذا علينا فعله * حتى نزاحمَ في الحياةِ الصالحين.
لبيكِ أماهُ إذا نادت بكم * في طاعةٍ مع قبلةٍ أعلى الجبين.
أبتاه مهلاً لا أريد هديةً * فهديتي للأم تقبيل اليدين.
ساظلُّ أرعاها وأسمعُ قولها * فبذا أطيعُ اللهَ ربَّ العالمين.
بوركتِ غاليتي لفهمك مقصدي * لكن علينا أن نعينَ الآخرين.
إني أخاطبُ في الجميعِ مشاعراً * وضمائراً فاستيقظوا يا نائمين.
الغربُ يسعى جاهدا في همةٍ * حتى يضللَ في الحياةِ الناشئين.
وأرى المدارسَ قد تباركُ سعيَهم * ونست يتامى في صفوفِ الدارسين .

من بينهم طفلٌ تعلَّقَ قلبُه * بحنان أمٍ لم تعد في الحاضرين.
من أين تأتوا لليتيم بأمه * حمل الهديةَ باليسارِ مع اليمين.
أماتت مشاعرُنا ولم نحفلْ بهم * ما ذنبُ طفلٍ أُمُه في الهالكين ؟.
راعوا مشاعرَهم فذلك حقُهم * لا تفتحوا جرحا يعالجُ من سنين.
لا تجرحوا طفلا يكابد فقدهم * مُدُّوا له كفاً وحضناً يستكين.
كم دمعةٍ هملت بها عينُ اليتيم * كانت كجمرٍ في صدورِ الخاشعين.
رحماكَ ربي خالقي فالطف بهم * هم ذكَّروني برسولِ المؤمنين.
في جنةٍ رباهُ تجمعنا بهم * في جنان الخلد مع نورِ اليقين.


عبدالله الجهوري أبو معاذ : 10 جمادى الآخر 1437هـ