المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما معنى قوله تعالى (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا ..


أم سليمان
07-25-2016, 05:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى قوله تعالى (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً (71)
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً)؟
فأجاب رحمه الله تعالى: قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا) الضمير (هَا) يعود إلى النار (وَإِنْ)
بمعنى ما أي ما منكم أحد إلا وارد على النار ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا.
واختلف العلماء رحمهم الله في الورود المذكور في هذه الآية فمنهم من قال إن الورود الدخول
فيها، أي أن جميع الناس يدخلونها ولكن المؤمنين لا يحسون بحرها بل تكون عليهم برداً وسلاماً
كما كانت النار في الدنيا على إبراهيم عليه الصلاة والسلام برداً وسلاماً واستدل هؤلاء بأن
الورود يأتي بمعنى الدخول استدلوا بقوله تعالى عن فرعون: (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمْ النَّارَ
وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ) وبقوله تعالى: (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً) وما أشبه ذلك وقال بعض
أهل العلم المراد بالورود في قوله: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا) المراد به العبور على الصراط لأن الصراط
يمد فوق جهنم فيعبر الناس فيه على قدر أعمالهم فهذا العبور على هذا الصراط هو الورود المذكور
في قوله تعالى (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا) وأيدوا قولهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنه (لا يدخل
النار أحد بايع تحت الشجرة) 1وذلك في صلح الحديبية حين بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه
تحت شجرة هناك وبأنه ثبت في الصحيحين من حديث عتبان بن مالك (إن الله حرم على النار من
قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)2 فقوله (حرم على النار) وقوله في الحديث الذي قبله (لا
يدخل النار أحد) يدل على أن المؤمنين لا يدخلون النار وإذا كان كذلك تعين أن يكون المراد
بالورود هو الورود فوقها وكلا القولين له وجه والعلم عند الله تعالى ولكن المهم أن نعلم علم اليقين
أن من مات من أهل الكبائر فإنه إذا دخل النار يعذب بقدر ذنوبه ثم يخرج منها إن شاء الله تعالى
أن يعذبه وقد يغفر الله له لأن الله تعالى يقول (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ
يَشَاءُ) ولكن ينبغي للإنسان بل يجب عليه أن يبادر بالتوبة من كل معصية لأنه لا يدري فربما لا يكون
داخلاً تحت مشيئة الله المغفرةُ له فإن من مات بدون توبة من كبائر الذنوب غير الكفر والشرك فإنه
يخشى ألا يغفر الله له لأن الله قيد المغفرة له بالمشيئة فقال (لمن يشاء) فلا ينبغي أن يتخذ بعض الناس
هذه الآية سبيلاً إلى التهاون بالتوبة وعدم المبالاة بفعل الكبائر إذ لا يدري أيدخل فيمن شاء الله أن
يغفر له أم لا يدخل فهو على خطر حتى يتوب إلى الله توبة نصوحاً.
1

لا يدخُلُ النارَ أحدٌ ممن بايَع تحتَ الشجرةِ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي

الصفحة أو الرقم: 3860 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
2
- إنَّ اللهَ تعالى قد حرَّم على النارِ ، من قال لا إلَه إلا اللهُ ، يبتغي بذلِك وجْه اللهِ
الراوي : عتبان بن مالك
| المحدث : الألباني المصدر : صحيح الجامع[



الصفحة أو الرقم: خلاصة حكم المحدث : صحيح

فتاوى نور على الدرب ( العثيمين ) ، الجزء : 5 ، الصفحة : 2 ت

أم أبي التراب
07-29-2016, 06:41 AM
نسأل الله السلامة اللهم سلم سلم
جزاك الله خيرًا

أم سليمان
07-29-2016, 03:39 PM
آمين وإياك معلمتنا الغالية
♥أم أبي التراب♥
جزاك الله خيرًا على مرورك الذي أثلج صدري