المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير سورة الهمزة


أم سليمان
08-11-2016, 12:03 AM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ* الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ* يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ*
كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ* نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ*
الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ* إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ* فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ}
{ وَيْلٌ } أي: وعيد، ووبال، وشدة عذاب .
{ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } الذي يهمز الناس بفعله، ويلمزهم بقوله،
فالهماز : الذي يعيب الناس، ويطعن عليهم بالإشارة والفعل،
واللماز : الذي يعيبهم بقوله .
ومن صفة هذا الهماز اللماز، أنه لا هم له سوى جمع المال وتعديده
والغبطة به ، وليـس لــه رغبة فـي إنفاقه في طرق الخيرات وصلة
الأرحام، ونحو ذلك، {يَحْسَبُ} بجهله { أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } في الدنيا،
فلذلك كان كده وسعيه كله في تنمية ماله ، الذي يظن أنه ينمي
عمره، ولم يدر أن البخل يقصف الأعمار، ويخرب الديار، وأن
البر يزيد في العمر.
{كَلَّا لَيُنبَذَنَّ} أي: ليطرحن { فِي الْحُطَمَةِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ }
تعظيم لها، وتهويل لشأنها.
ثم فسرها بقوله: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} التي وقودها الناس والحجارة
{الَّتِي} من شدتها {تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} أي: تنفذ من الأجسام إلى
القلوب.
ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها، قد أيسوا من الخروج
منها، ولهذا قال: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ} أي: مغلقة { فِي عَمَدٍ } من
خلف الأبواب {مُّمَدَّدَةٍ} لئلا يخرجوا منها {كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا
مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا } .
نعوذ بالله من ذلك، ونسأله العفو والعافية.
الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
( ص934 ) للشيخ عبد الرحمن السعدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ