المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسم الله "التوَّاب"


أم حذيفة
10-07-2019, 10:31 PM
♡1♡

💎ورود اسم الله "التوَّاب" في القرآن الكريم💎

📍ورد الاسم في القرآن إحدى عشرة مرة منها:

🔅قوله تعالى: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:37]

🔅وقوله: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:160]

🔅وقوله: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 104]

🔅وقوله: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} [النور:10]

🔅وقوله: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر:3]


💫ولله الأسماء الحسنى- عبد العزيز الجليّل💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
10-07-2019, 10:35 PM
♡2♡

💎المعنى اللغوي لـ "التوّاب"💎

📍«التاء والواو والباء كلمة واحدة تدل على الرجوع، يقال: تاب من ذنبه أي رجع عنه، يتوب توبة ومتابًا فهو تائب،

▫والتوب: جمع توبة مثل عزمة وعزم.

🔅قال تعالى: {غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} [غافر:3]

▫ ورجل تواب: تائب إلى الله، والله تواب: يتوب على عبده».

💬وقال الزجاجي:

«(وتوَّاب) على وزن (فَعَّال) من تاب يتوب وفعال من أبنية المبالغة، مثل: ضرَّاب للكثير الضرب، وقتَّال للكثير القتل».

💫ولله الأسماء الحسنى- عبد العزيز الجليّل💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
10-11-2019, 10:50 PM
♡3♡

💎معنى "التوَّاب" في حق الله -تعالى-💎


💬 وقال أبو عبيدة:
« {إنّه هو التوَّاب}؛ أي: يتوب على العباد،
والتّوّاب من الناس: الذي يتوب من الذنب».

💬 وقال ابن جرير:
«إنّ الله -جلّ ثناؤه- هو التوّاب على من تاب إليه من عباده المذنبين من ذنوبه، التارك مجازاته بإنابته إلى طاعته بعد معصيته بما سلف من ذنبه».

💬 وقال الزجاج:
« {غافر الذنب وقابل التوب}: أي يقبل رجوع عبده إليه،
⇦ومن هذا قيل: التوبة كأنه رجوع إلى الطاعة وترك المعصية».

💬 وبنحوه قال الزجاجي ثم قال:

💡«فجاء "توّاب" على أبنية المبالغة؛ لقبوله توبة عباده، وتكرير الفعل منهم دفعة بعد دفعة، وواحدًا بعد واحد على طول الزمان، وقبوله -عزَّ وجلّ- ممن يشاء أن يقبل منه. ⇦فلذلك جاء على أبنية المبالغة».



💫النهج الأسمى - محمد الحمود النجدي💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
10-13-2019, 07:31 PM
♡4♡

💬قال الخطابي:

« التوّاب: هو الذي يتوب على عبده ويقبل توبته، كلما تكررت التوبة تكرر القبول.

وهو يكون لازمًا ويكون متعدّيًا؛ يُقال: تاب الله على العبد؛ بمعنى: وفقه للتوبة، ⇦فتاب العبد».

💬 وقال الحليمي:

« التوّاب: هو المُعيد إلى عبده فضل رحمته إذا هو رجع إلى طاعته وندم على معصيته».

💬 وقال البيهقي:

«هو الذي يتوب على من يشاء من عبيده».

💬 وفي المقصد الأسنى:

« التوّاب: هو الذي يرجع إلى تيسير أسباب التوبة لعباده مرةً بعد أخرى بما يُظهر لهم من آياته ويسوق إليهم من تنبيهاته ويطلعهم عليه من تخويفاته وتحذيراته؛

💡حتى إذا اطَّلعوا -بتعريفه- على غوائل الذنوب؛

⇦استشعروا الخوف بتخويفه فرجعوا إلى التوبة،
⇦فرجع إليهم فضل الله -تعالى- بالقبول».

💫النهج الأسمى - محمد الحمود النجدي💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
10-14-2019, 10:10 PM
♡5♡

💎قِسمَا توبة الله💎

📌الله -تبارك وتعالى- هو التوّاب الذي لم يزل يتوب على التائبين، ويغفر ذنوب المنيبين، فكلُّ مَن تاب إلى الله توبة نصوحًا تابَ الله عليه وقَبِلَه.

🔻فهو التائب على التائبين أولًا بتوفيقهم للتوبة، والإقبال بقلوبهم إليه.

🔻وهو التائب على التائبين بعد توبتهم قبولًا لها وعفوًا عن خطاياهم.

💡فهو -سبحانه- يوفّق عبادَه للتوبة، ويقبلها منهم، ويثيبهم عليها، فسبحان التواب الرحيم، الجواد الكريم.

💬 قال الأقليشي :
▫«سمّى الله -سبحانه- نفسه توابًا لأنّه:
▽ خالق التوبة في قلوب عباده، وميسر أسبابها لهم،
▽ والراجع بهم من الطريق التي يكره إلى الطريق التي يرضى.
▫وسمّى نفسه أيضًا توّابًا لقبوله توبة من يرجع إليه.

🔅فمن القسم الأول: قوله -تعالى-: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} [التوبة:118]

🔅ومن القسم الثاني قوله -تعالى-: {فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيه} [المائدة :39]

⇦فبهذين القسمين سمّى نفسه توابًا.

⚠ولقد جهل المعتزلي الحقيقة فأنكر القسم الأول، وهو خَلْقُ التوبة في قلب العبد، وهذا مطموس القلب عن طريق القصد!

💡ولما كانت المعاصي متكررة من عباده؛ جاء بصيغة المبالغة؛ ليقابل الخطايا الكبيرة بالتوبة الواسعة».

💫النهج الأسمى - محمد الحمود النجدي💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
10-18-2019, 01:51 AM
♡6♡

💎أولًا: اقتران اسمه -سبحانه- "التواب" باسمه -سبحانه- "الرحيم"💎

📌جاء هذا الاقتران في تسع آيات من القرآن الكريم، منها:

🔅قوله -سبحانه-: {وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات:12].

💡ومناسبة هذا الاقتران -والله أعلم- هو أن توبة الله -عزّ وجلّ- على من يشاء من عباده بتوفيقهم إليها، ثم قبولها منهم هو من آثار رحمة الله -تعالى- وبره وإحسانه،

▫وكذلك كونه -سبحانه- لا يعاقب من تاب إليه، ولا يردّ من تاب إليه بصدق إن هو إلا برحمته -سبحانه- وفضله.

💬 قال الطبري -رحمه الله تعالى-:

«قال قتادة: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة:118]؛
إنَّ الله هو الوهاب لعباده الإنابة إلى طاعته، الموفق من أحب توفيقه منهم لما يرضيه عنه، الرحيم بهم أن يعاقبهم بعد التوبة أو يخذل من أراد منهم التوبة والإنابة ولا يتوب عليه»


💫ولله الأسماء الحسنى -د. عبدالعزيز الجليل💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
10-18-2019, 01:53 AM
*♡7♡

💎ثانيًا: اقتران اسمه "التواب" باسمه -سبحانه- "الحكيم"💎

🔅وذلك في قوله -سبحانه-: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} [النور:10].

▪وهذه الآية جاءت بعد ذكر حدّ الزنا، وحدّ قذف المحصنات وأحكام الملاعنة.

💬 يقول ابن عاشور في التحرير والتنوير:

«هذا تذييل لما مر من الأحكام العظيمة المشتملة على التفضُّل من الله والرحمة منه، والمؤذنة بأنه تواب على من تاب من عباده، والمثبتة بكمال حكمته -تعالى-،

◁ إذ وضع الشدة موضعها،
◁ والرفق موضعه،
◁ وكفَّ بعض الناس عن بعض،

⇦ فلما دخلت تلك الأحكام تحت كل هذه الصفات كان ذكر الصفات تذييلًا..

💡وفي ذكر وصف "الحكيم" هنا مع وصف "تواب" إشارة إلى أن في هذه التوبة حكمة، وهي استصلاح الناس»

💫ولله الأسماء الحسنى -د. عبدالعزيز الجليل💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
10-21-2019, 10:11 PM
♡8♡

💎من آثار الإيمان باسمه -سبحانه- "التواب"💎

🌟أولاً: محبة الله -عز وجل- والأنس به؛

💡لأنه -سبحانه- الرحيم بعباده ومن رحمته بهم ولطفه بهم أن وفَّق من شاء من عباده إلى التوبة والرجوع إليه، ثم قَبِلَ ذلك منهم،

⇦بل إنه -سبحانه- يفرح بتوبة عبده إليه أشد ما يكون من الفرح، ويكفينا في ذلك قوله -ﷺ-:

🔅 "لَلّٰهُ أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخد بخطامها ثم قال من شدة الفرح: أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح"
[رواه البخاري ومسلم]؛

💡فحريٌّ بمَن هذا وصفه في رحمته بعباده أن يُحَبَّ الحب كله، وأن يُعبَد وحده لا شريك له،

◁◁وأن تظهر آثار هذه المحبة بإخلاص العبادة له، والتقرُّب إليه بطاعته ومحبة مَن يحبه وما يحبه، وبغض من يبغضه وما يبغضه.


❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
10-21-2019, 10:14 PM
♡9♡

💎تابع- من آثار الإيمان باسمه -سبحانه- "التواب"💎

🌟ثانيًا: إفراد الله -عزّ وجلّ- بالتوبة وطلب العفو وغفران الذنوب،

⇦لأنه لا يغفر الذنوب، ولا يوفق إلى التوبة ويقبلها إلا الله وحده،

🔅قال الله -عز وجل-: *{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ}
* [الشورى: 25]،

🔅وقال -سبحانه-: *{وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ}
* [آل عمران:135].

💡فالتوبة عبادة لله وحده، شأنها شأن العبادات الأخرى كالصلاة والاستغاثة والاستعانة والاستغفار،
⇦لا يجوز صرفها إلا إلى الله وحده، فلا يُتاب إلى نبيٍّ مُرسَل، ولا ملك مقرَّب، إلا من أذن الله له بالشفاعة بعد رضاه عن المشفوع،

🔅وقد قال الله -عز وجل- لرسوله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران:128].

❗وقد نصّب بعض رهبان النصارى وغلاة الصوفية أنفسهم شركاء لله - عز وجل -؛ فزعموا أن لديهم صلاحية غفران الذنوب والتوبة على العباد وهذا من إفكهم وضلالهم!

💫ولله الأسماء الحسنى -د.عبد العزيز الجليل💫

🔃 يُتبَع.. -إن شاء الله-...

أم حذيفة
10-24-2019, 10:58 PM
♡10♡

💎تابع- من آثار الإيمان باسمه -سبحانه- "التواب"💎

🌟ثالثًا: الحياء من الله -عز وجل- البَرّ الرحيم التوّاب الغفور الذي يفرح بتوبة عبده،

💡وهذا الحياء إذا تمكّن من القلب أثمر تعظيمًا لله -عز وجل-، ومبادرة إلى طاعته، وترك معاصيه قدر الجهد والاستطاعة.

🌟رابعًا: المبادرة إلى التوبة النصوح عند الوقوع في المعصية مهما كان عظمها،
▫وعدم اليأس من رحمة الله -تعالى-،
▫والقوة في رجائه -سبحانه-،
⇦لأنه التواب الرحيم الغفور الودود،

❗ولكن لا بد أن تكون التوبة صادقة نصوحًا حتى يقبلها الله - عز وجل - وينتفع بها العبد، وقد ذكر العلماء تفصيلاً لهذه الشروط، ومن ذلك ما ذكره الراغب الأصفهاني في المفردات، حيث يقول -رحمه الله-:

📍«التوبة هي تَرْكُ الذنب على أجملِ الوجوه، وهو أبلغ وُجُوه الاعتذار، فإن الاعتذار على ثلاثة أوجه:

◁إما أن يقول المُعْتَذر: لم أفعل.
◁ أو يقول: فعلتُ لأجل كذا.
◁أو: فعلتُ وأسأتُ وقد أقلعت، ولا رابع لذلك.

💡وهذا الأخير هو التوبة».




💫ولله الأسماء الحسنى -د.عبد العزيز الجليل💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
10-25-2019, 11:39 PM
♡11♡

💎تابع- من آثار الإيمان باسمه -سبحانه- "التواب"💎

🌟خامسًا: حاجة العبد إلى التوبة في جميع مراحل عمره، وأنها لا تفارقه، ولا غنى له عنها؛

💬 وفي ذلك يقول ابن القيم -رحمه الله-:

«ومنزل "التوبة" أول المنازل، وأوسطها، وآخرها؛ فلا يفارقه العبد السالك، ولا يزال فيه إلى الممات. وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل به، واستصحبه معه ونزل به.

💡فالتوبة هي بداية العبد ونهايته، وحاجته إليها في النهاية ضرورية، كما أن حاجته إليها في البداية كذلك.

🔅وقد قال الله -تعالى-: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31]

وهذه الآية في سورة مدنية، خاطب الله بها أهل الإيمان وخيار خلقه أن يتوبوا إليه بعد إيمانهم وصبرهم، وهجرتهم وجهادهم، ثم علق الفلاح بالتوبة تعليق المسبب بسببه، وأتى بأداة "لعلَّ" المُشعرة بالترجي، إيذانًا بأنكم إذا تُبْتُمْ كنتم على رجاء الفلاح، فلا يرجو الفلاح إلا التائبون. جعلنا الله منهم».


💫ولله الأسماء الحسنى -د.عبد العزيز الجليل💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
10-30-2019, 12:48 AM
♡12♡

💎اﻟﺘﻌﺒﺪ لله باسمه "التواب"💎

📌اعلم -رحمك الله- أنّ ﷲ توّاب رحيم، يحبّ كلّ ﻣــﻦ يتوب إليه، ويتطهَّر له؛

🔅 {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة :222]

💡 ﺑﻞ ﻳﻔﺮح ﺑﺘﻮﺑﺔ ﻋﺒﺪه المُذنب أﺷﺪَّ اﻟﻔﺮح؛ لكمال رأﻓﺘﻪ ورحمته ﺑﺨﻠﻘﻪ.

📍والأنبياء والرسل -صلوات الله وسلامه عليهم- أكمل الخَلق عبوديةً، وأكثرهم ﺗﻮبةً واستغفارًا؛

💡 لكمال ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ بالله، وأسمائه، وﺻﻔﺎﺗﻪ، وﻣﺎ يجب ﻟـﻪ.

⇦فتُب إﱃ رﺑﻚ اﻟﺘﻮّاب اﻟﺮﺣﻴﻢ، واﺳﺘﻐﻔﺮه ﰲ ﻛﻞ وﻗﺖ، وﺑﻌﺪ ﻛﻞِّ ﻋﻤﻞ ﻻ يحبّه، وﺑﻌﺪ أداء اﻟﻔﺮاﺋﺾ، واﻟﻮاﺟﺒﺎت، واﻟﺴﻨﻦ اﻟﺘﻲ أﻣﺮ الله ورﺳﻮﻟﻪ بها.

⚠واعلم أنّ الغفلة عن الله تؤدّي إلى ترك الواجب والمُستحبّ، واقتحام المُحرَّم والمكروه!

▪والتقصير حاصلٌ ﰲ ﻛﻞّ ﻋﻤﻞ؛ ﰲ ﺣﻴﻨﻪ ووﻗﺘﻪ وﺷﻜﻠﻪ،
▫ واﻹﺧﻼص ﻋﺰﻳﺰ،
▪واﻟﺮﻳﺎء معترضٌ ﻗﺎﻃﻊ ﻟﻠﺜﻮاب..

⇦فنستغفر الله ونتوب إليه...



💫كتاب التوحيد - محمد التويجري (باختصار)💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
11-04-2019, 01:39 AM
♡13♡

💎تابع- التعبُّد لله باسمه "التواب"💎

📌ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﻨﺼﻮح ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب ﻛﻠﻬﺎ مهما ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺈن رﺑَّﻚ واﺳﻊ المغفرة.

📍ﻓﺈذا أحكمت التوبة؛
◁بالإقلاع ﻋـﻦ اﻟــﺬﻧﺐ،
◁واﻟﻨـﺪم على فعله،
◁واﻟﻌـﺰم على ﻋــﺪم اﻟﻌودة إليه،
◁ورد المظالم إن كانت،
⇦فقابِل ذﻧﻮﺑﻚ بما ﻳﻄﺎﺑﻘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ المصلح لها،
⇦ واﺷﻜﺮ رﺑـﻚ اﻟـﺬي ﻫـﺪاك ﻟﻠﺘﻮﺑـﺔ ﻣﻨﻬـﺎ..

📍 فإذا تبتَ إلى الله، وأنستَ بقربه، ولذة عبادته؛
▼فاذكر كثرة المذنبين والغافلين والعصاة،
▼وادع الله أن يغفر لهم ويتوب عليهم،
▼ وذكرهم بالله وما يجب له.

◁◁ﻟﻌﻞ الله ﻳﺘﻮب على اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﻴُﺴﻠﻢ، وعلى اﻟﻌﺎص ﻓﻴﻄﻴﻊ، وعلى اﻟﻀﺎل ﻓﻴﻬﺘﺪي، وعلى الجاهل فيتعلم.

💡فالله يحبّ التوابين، وﻫﻮ أﺷﺪ حبًّا لمَن ﻳﻜﻮن سببًا ﻟﻌﻮدة ﻋﺒﺎده اﻟﺸﺎردﻳﻦ ﻋﻨﻪ إليه ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ.

أم حذيفة
11-05-2019, 12:03 AM
♡14♡

💎تابع- التعبُّد لله باسمه "التواب"💎

📌واﻋﻠﻢ أن ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ وﻗﺘًﺎ ﻻ تُقبَل إﻻ ﻓﻴﻪ؛

🔅 {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء:17]

⇦ﻓﺒﺎدر إﱃ اﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﻨﺼﻮح ﻗﺒﻞ أن ﻳﻔﺎﺟﺌﻚ الموت وأﻧﺖ مقيمٌ على اﻟﺬﻧﺐ.

⚠ وإﻳﺎك أن ﺗﺆﺧّﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﺛﻢ ﺗﺘﻮب إذا رأﻳﺖ ﻋﻼﻣﺎت الموت ﻓﺈنّ الله ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ!

🔅 {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النساء:18]

📍ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ جميعًا أن ﻧﺘﻮب إﱃ الله ﺗﻮﺑﺔ ﻧﺼﻮﺣًﺎ ﻣﻦ جميع اﻟﺬﻧﻮب، وﻧﺒﺎدر إﱃ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ يحبّه الله، وﻧﺘﺠﻨﺐ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻻ ﻳﺮﺿﺎه؛ ⇦ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻟﻨﺎ اﻟﻔﻼح ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة.

💫كتاب التوحيد - محمد التويجري (باختصار)💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
11-06-2019, 12:16 AM
♡15♡

💎منزلة التوبة💎

💬قال ابن القيم -رحمه الله-:

📍«ومنزل التوبة أول المنازل، وأوسطها، وآخرها، فلا يفارقه العبد السالك، ولا يزال فيه إلى الممات، وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل به، واستصحبه معه ونزل به،

💡فالتوبة هي بداية العبد ونهايته، وحاجته إليها في النهاية ضرورية، كما أن حاجته إليها في البداية كذلك.

🔅وقد قال الله -تعالى-: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31]

وهذه الآية في سورة مدنية، خاطَبَ الله بها أهل الإيمان وخيار خلقه أن يتوبوا إليه، بعد إيمانهم وصبرهم، وهجرتهم، وجهادهم!

⇦ ثم علَّق الفلاح بالتوبة تعليق المسبب بسببه، وأتى بأداة "لعلّ" المشعرة بالترجّي؛ إيذانًا بأنّكم إذا تُبتم كنتم على رجاء الفلاح، فلا يرجو الفلاح إلا التائبون، جعلنا الله منهم».

أم حذيفة
11-06-2019, 11:31 PM
♡16♡

💎تعريف التوبة وحقيقتها💎

📍 والتوبة في الشرع:
▫ترك الذنب مخافة الله،
▫واستشعار قبحه،
▫وندم على المعصية من حيث هي معصية،
▫والعزيمة على ألا يعود إليها إذا قدر عليها،
▫وتدارُك ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالإعادة.

💡فالتوبة شعورٌ وجداني بالندم على ما وقع، وتوجُّه إلى الله فيما بقي، وكفٌّ عن الذنب، وعملٌ صالح يحقّق التوبة بالفعل كما يحققها الكفُّ بالترك، ⇦فهي فعل وجوديٌّ يتضمَّن إقبال التائب على ربه، وإنابته إليه، والتزام طاعته؛

⚠فمَن ترك الذنب تركًا مجرَّدًا ولم يرجع منه إلى ما يحبه الله -تعالى- لم يكن تائبًا؛
▼إلا إذا رجع وأقبل وأناب إلى الله -عز وجل- وحلَّ عقد الإصرار،
▼وأثبت معنى التوبة في الجنان قبل التلفُّظ باللسان،
▼وأدام الفكر فيما ذكره الله -تعالى- من تفاصيل الجنة، ووعد به المطيعين، وما وصفه من عذاب النار وتوعَّد به العاصين،
▼وواظب على ذلك حتى يقوى خوفه ورجاؤه،

⇦فيدعو الله -تعالى- رغبًا ورهبًا أن يقبل توبته، ويغسل حوبته، ويحطَّ عنه خطاياه،

💡وبهذا يكون قد حقَّق مدلول التوبة بالرجوع عما يكرهه الله إلى ما يحبه ويرضاه، بأن يتوب من الذنب ثم لا يعود إليه، ويندم بقلبه ويستغفر بلسانه، ويمسك ببدنه، ويتقي الله -تعالى- ويعمل بطاعته على نور منه يرجو ثوابه ويخاف عقابه، ويرغب إلى خالقه وفاطره أن يقي نفسه شرها، وأن يؤتيها تقواها ويزكيها فهو خير من زكاها، فإنه ربها ومولاها، وألا يكله إلى نفسه طرفة عين.


💫التوبة إلى الله - أ.د.صالح السدلان (بتصرف يسير)💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
11-11-2019, 09:53 PM
♡17♡

💎وجوب التوبة على الفور💎

📌إذا كان عموم الناس محتاجين إلى التوبة، فإنه لا بد وأن يكونوا مشتغلين بها في كل حين وآن،
وقد دّلت النصوص المتضافرة على أن المبادرة بالتوبة من الذنب فرضٌ على الفور،
ولا يجوز تأخيرها،
وأن التوبة عند المعاينة لا تنفع؛ لأنها -والحال هذه- تصبح توبة ضرورة لا اختيار.

◁◁لهذا كان قبول التوبة حقٌ على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب،
قبل أن تنقطع الآمال وتحضر الآجال،
وتساق الأرواح سوقًا، ويغلب المرء على نفسه؛

🔅قال -تعالى-: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النساء:17-18].

💡فمتى تاب العبد إلى الله نادمًا على ما فعل،
جادًا عازمًا،
باذرًا بذور التقوى والعمل الصالح،
راجيًا رحمة ربه،
قَبِلَ الله توبته،
لا يتركه منبوذًا حائرًا،
ولا يدعه مطرودًا خائفًا؛ بل يدله على الطريق ويأخذ بيده، ويسند خطواته، وينير له طريقه.

💫التوبة إلى الله - أ.د.صالح السدلان (بتصرف يسير)💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
11-13-2019, 12:20 AM
♡18♡

💎شروط التوبة💎

📌التوبة إلى الله من أعظم الحسنات؛ لأنها تزيل العوائق التي تقوم بين العبد وبين ربه، ولن تكون التوبة صحيحة مقبولة حتى تتحقق فيها شروط تُثبِت صدق التائب في توبته، ومن هذه الشروط:

🌟أولًا: أن تكون خالصة لله - عزّ وجلّ-؛ لأنّ الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا له وحده مبتغًى به وجهه؛

💡فيكون الباعث للتوبة حُبُّ الله وتعظيمه ورجاؤه، والطمع في ثوابه، والخوف من عقابه، لا تزلُّفًا إلى مخلوق، ولا قصدًا في عَرَضٍ من عرَضِ الدنيا الزائل.

🌟ثانيًا: الإقلاع عن المعصية؛ لأنّ النفس المشغولة بلذة المعصية قلَّما تُخْلص عملَ الخير؛ ⇦فيجاهد التائب نفسه لاقتلاع جذور الشر من قلبه، حتى يصبح نقيًا خالصًا صافيًا.

🌟ثالثًا: الندم على ما سلف منه في الماضي، فلن تكون التوبة صحيحة حتى يكون نادمًا آسفًا حزينًا على ما بدر منه من المعاصي، ندمًا يوجب الانكسار بين يدي الله -عز وجل- والإنابة إليه؛

⚠ومن هنا فلا يُعَدُّ تائبًا ونادمًا ذلك الذي يتحدَّث بمعاصيه السابقة التي قارفها يفتخر بذلك ويتباهى به؛ بل هذا من المجاهرة!

🌟رابعًا: العزم الجازم على عدم معاودة الذنب: فيتوب من الذنب وهو يُحَدِّث نفسه ألا يعود في المستقبل،

◁والقَصدُ لتدارك ما فات، وإصلاح ما يأتي، والعزم الجازم على فعل المأمور، وترك المحظور، والتزام ذلك طيلة حياته.

💡وإذا وصل العبد إلى هذه الدرجة من العزم الجازم فلا يضرّ توبته لله مرةً أخرى إن نَدِمَ وأسفَ وسارع إلى التوبة؛

🔅قال -صل الله عليه وسلم -:
"أذنب عبدٌ ذنبًا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال -تبارك وتعالى-: أذنب عبدي، فعلم أنّ له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى-: عبدي أذنب ذنبًا فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى-: أذنب عبدي فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرتُ لك" [رواه البخاري ومسلم].

⇦ومعنى قوله: فقد غفرت لك؛ أي: ما دمت تذنب ثم تتوب، غفرت لك.

💫التوبة إلى الله - أ.د.صالح السدلان (باختصار)💫

🔃يُتبع -إن شاء الله-...

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
11-20-2019, 12:21 AM
♡19♡

💎تابع- شروط التوبة💎

🌟خامسًا: عدم الإصرار على المعصية:

▪والإصرار: هو عقد القلب على شهوة الذنب، والاستقرار على المخالفة، والعزم على المعاودة؛

⚠والتوبة مع الإصرار توبة الكذابين الذين يهجرون الذنوب هجرًا مؤقتًا، يتحيّنون فيها الفرص المواتية لمعاودة الذنب، وقد بقيت حلاوته في قلوبهم، يتمنون مقارفته ما وجدوا السبيل إليه!

🌟سادسًا: أنّ التوبة كما تكون بالقلب واللسان تكون أيضًا بالعمل الصالح الذي يكون ترجمة عملية لما في قلب الإنسان؛ إذ العمل الصالح يُنشئ التعويض الإيجابي في النفس للإقلاع عن المعصية؛

💡فيعوّض التائب ما صرفه من عمره في اللهو والمعصية بالعمل الصالح وفعل الطاعات؛ ليمحق بذلك أثر الخطيئة والسيئات.

🌟سابعًا: أن يستمرّ التائب في توبته ولا يأتي بما ينقضها ويخالفها.

🌟ثامنًا: من شروط التوبة أن تصدر في زمن قبولها؛ وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من مغربها.

💫التوبة إلى الله - أ.د.صالح السدلان (باختصار)💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤

أم حذيفة
11-22-2019, 11:56 PM
♡20♡

💎طبقات التائبين💎

📌تختلف طبقات التائبين ورتبهم تبعًا لاختلاف أحوالهم وتباينهم في أعمالهم، واصطحابهم التوبة إلى آخر العمر، واستقامتهم عليها، وهناك أربع مراتب للتائبين:

🌟المرتبة الأولى:
وهم الذين يستقيمون على التوبة إلى آخر لحظة في حياتهم، ولم تحدّثهم أنفسهم بالعودة إلى الذنب، أو مقارفة الإثم،

⇦وهؤلاء هم أصحاب النفوس المطمئنة الذين اتّصفوا بأعلى رتب التوبة؛ لأنهم سلكوا الطريق المستقيم، فلزموا طاعة الله، بالإتيان بما به أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وتخلَّوا عن كل معصية وخُلُقٍ لا يرضى عنه رب العزة والجلال،

💡وهذه أعلى رتب التائبين.

🌟المرتبة الثانية:
وهم الذين سلكوا طريق الاستقامة ولازموا التوبة طيلة حياتهم؛

🔻إلا أنهم لا ينفكون عن ذنوبٍ تعتريهم، أو سيئات تزينها لهم أنفسهم؛ لا عن قصدٍ وعمدٍ؛ بل كلما أقدموا على الذنوب لاموا أنفسهم وجدَّدوا عزمهم وندموا على الشر؛ لِمَ فعلوه! وندموا على الخير، لِمَ لَمْ يستكثروا منه!

💡وهذه رتبة عالية، وإن كانت دون الأولى، وهي أغلب أحوال التائبين.



💫التوبة إلى الله - أ.د.صالح السدلان💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤