المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدخل لدراسة المعتقد الصحيح-الجزء الثاني


أم أبي التراب
10-15-2021, 12:50 PM
مدخل لدراسة المعتقد الصحيح-الجزء الثاني
الإيمان باليوم الآخر

ما المراد باليوم الآخر ؟
إن المراد " باليوم الآخر" أمران :
الأول : فناء هذه العوالم كلها ، وانتهاء هذه الحياة بكاملها
الثاني : إقبال الحياة الآخرة وابتداؤها .

فدل لفظ اليوم الآخر على آخر يوم من أيام هذه الحياة ، وعلى اليوم الأول والآخِر من الحياة الثانية .عقيدة المؤمن / ص : 249 .

===============

مقتضيات الإيمان " باليوم الآخر " :
ـ التصديق بإخبار الله تعالى بفناء هذه الحياة الدنيا ، وبما يسبقه من أمارات وما يتم فيه من أهوال ، واختلاف الأحوال .

ـ تصديق الله تعالى في إخباره عن الحياة الآخرة ، وما فيها من نعيم وعذاب ، وما يجري فيها من أمور عظام : كبعث الخلائق ، وحشرهم وحسابهم ، ومجازاتهم على أعمالهم الإرادية الاختيارية التي قاموا بها في هذه الحياة الدنيا .
عقيدة المؤمن / ص : 249 .

والإيمان باليوم الآخر ليس واجبًا فحسب ، بل هو أحد أركان ستة عليها تُبنى عقيدة المسلم .
ولأهمية هذا المعتقد في حياة المسلم ، ولآثاره الكبرى في استقامة الفرد وصلاحه ، عني القرآن به عناية لا تقل عن العناية بالإيمان بالله سبحانه وتعالى ، فقد ذُكِرَ في عشرات السور ..... وذلك :
إما بوصفه والحديث عنه ، كقوله تعالى "فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ *فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ* هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ "سورة الحاقة / آية : 13 : 37 .
* وإما بتقريره وتأكيد مجيئه :
°كقوله تعالى "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ"سورة الحج / آية : 6 ، 7 .
وقوله تعالى" زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " . سورة التغابن / آية : 7 .

* وإما بتعليق الاستقامة على الإيمان به :
كقوله تعالى". ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ." .سورة الطلاق / آية : 2 .
وقوله " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ ... " .سورة الأحزاب / آية : 21 .
* وإما بإثبات الهداية والفلاح للموقنين به :
كقوله تعالى ".. وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " .سورة البقرة / آية : 4 ، 5 .

ومما يؤكد أهمية هذا المعتقد ، ويجعله كالصمام لحياة الاستقامة والطهر والخير ، هو ذكره مقرونًا بالإيمان بالله ـ في غير موضع في كتاب الله وفي السنة المطهرة الصحيحة ـ :
o نماذج من الآيات :
وذلك كقوله تعالى ". فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " .سورة النساء / آية : 59 .

وقوله تعالى " ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ".سورة الطلاق / آية : 2 .
هذه الآيات على سبيل المثال لا الحصر .

o نماذج من السنة المطهرة :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " .متفق عليه .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها " . متفق عليه .عقيدة المؤمن / ص : 258 / بتصرف يسير جدًا.
*أهمية الإيمـان باليوم الآخر :
الإيمان باليوم الآخر هو الدافع لكل خير ، وهو المانع لصاحبه من الوقوع في الشر ، فالمؤمن بلقاء الله تعالى ، يستعد لهذا اللقاء بالعمل الصالح وترك العمل السيئ وتراه يؤدي حقوق الخلق كما يؤدي حقوق الخالق ، والعكس .
فإن الذي لا يؤمن " باليوم الآخر " ، أو يؤمن به على هواه ويتصوره بخياله على غير حقيقته ، فإنك تراه لا ينشط إلى معروف ، ولا يتورع عن معصية ، ولا يكف عن ظلم . سلسلة أركان الإيمان / ج : 2 / ص : 6 .
* * * * *

تفصيل الإيمان " باليوم الآخر " :
سبق بيان أن لفظ " اليوم الآخر " يدل على آخر يوم من أيام هذه الحياة ، وعلى اليوم الأول والأخير من الحياة الثانية .
وآخر يوم من أيام هذه الحياة هو اليوم الذي تفنى فيه الحياة الدنيا .ويسبق ذلك " أمارات " .
فهناك علامات صغرى تسبق ذلك اليوم :
إنَّ لكل كائن حي كالإنسان والحيوان ، أو نامٍ كالأشجار والنباتات ، علامات تظهر له عند دنو أجله ، وقرب ساعة هلاكه .
فالإنسان يشيب ويهرِم ، ويمرض ويضعف ، ويكون ذلك علامة دنو أجله ، وقرب ساعة موته ، والحيوان في غالب أحواله كالإنسان يعتريه الهرم والضعف ، وينتابه المرض فتخور قواه ، وتنحل بنيته ويهلك .
والنبات كالزرع مثلاً يصفر وييبس ، ثم يذوي ويسقط .
هذه أجزاء من الكون يسبق هلاكها وفناءها علامات تؤذن بقرب ذلك ، والكون هو كلٌّ له علامات تدل على قرب فنائه ، ووقت دماره وخرابه ، وقد جاء الوحي الإلهي بذكر تلك العلامات وبيانها ، ونبهت الرسل عليها .
قال تعالى " فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ "سورة محمد / آية : 18 .

هذا وقد صح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه ذكر للساعة " علامات صغرى " معظمها يدور حول فساد الناس في آخر الزمان ، وظهور الفتن بينهم ، وبُعدهم عن هدى الله وطريق الرسل ، و " علامات كبرى " .
وقد اختلف العلماء في ترتيبهم لبعض العلامات الصغرى ، وأيضًا الكبرى . وذلك حسب توجيههم للنصوص واستنباطهم الدلالات منها ، وبِنَاءً على ذلك ، سنسرد العلامات بأدلتها كما تيسر ، وعلى الدارس أن يأخذ في اعتباره الاختلافات التي ألمحنا إليها سابقًا .

* * * * *

أم أبي التراب
10-15-2021, 12:51 PM
أولاً



علامــات الســاعة

الصغـــرى

أم أبي التراب
10-15-2021, 12:53 PM
أولاً : علامات الساعة الصغرى



فمن العلامات الصغرى والفتن التي تظهر قرب قيام الساعة
= بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتحذيره من قرب الساعة
* عن سهلٍ ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" بُعِثْتُ أنا والساعة هكذا ويشيرُ بإصبعيهِ فيمُدُّ بِهِما " . صحيح البخاري.
قال ابن حجر في شرح هذا الحديث / ص : 356 :
وفي رواية سفيان " وقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى "
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 11 / كتاب : الرقاق / باب : 39 / حديث رقم : 6503 / ص : 355 .

فهذا يدل على أن بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وختم النبوة والرسالة به من علامات قرب الساعة ، ففي الحديث دلالة على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس بينه وبين الساعة نبي آخر ، فهي تليه ، وتأتي بعده ، وهذا إخبار بقرب وقوعها .

* عن أبي سعيدٍ الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" كيف أنعم (1) وصاحب القرن (2) قد التقم القرن وحنا جبهته ينتظر متى يؤمر أن ينفخ ؟ " .
قيل : قلنا يا رسول الله ، ما نقول يومئذٍ ؟
قال صلى الله عليه وسلم : " قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا " .صححه الوادعي - الدرر (https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%82%D9%88%D9%84%D9%80%D9%88%D8%A7+%D8% AD%D8%B3%D9%80%D8%A8%D9%86%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%8 4%D9%87+%D9%88%D9%86%D8%B9%D9%80%D9%85+%D8%A7%D9%8 4%D9%88%D9%83%D9%8A%D9%80%D9%84+%D8%B9%D9%84%D9%89 +%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87+%D8%AA%D9%88%D9%83%D9%84 %D9%86%D9%80%D8%A7&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1)-رواه الحاكم . وصحح إسناده الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 371 .

1 )أنعم : أعيش في نعيم .
( 2 )صاحب القرن : هو إسرافيل .

* * * * *

=انشقاق القمر:
قال عز وجل " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ " .سورة القمر / آية : 1.
وقد انشق القمر فعلاً على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث طلبت منه قريش آية تدل على نبوته ، فانشق القمر فلقتين ، على مرأى من أهل مكة وهم ينظرون إليه .

* عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال :
" انشق القمرُ على عهدِ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فِرْقَتَين : فِرْقَةٌ فوقَ الجبلِ ، وفِرْقَةٌ دُونَه .
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : اشهَدوا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 8 / كتاب : التفسير / 1 ـباب" وانشق القمر ... " / حديث رقم : 4864 / ص : 483 .

* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال :
" سأل أهلُ مكةَ أنْ يُريَهُمْ آيةً فأراهم انشِقاق القمر " .

فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 8 / كتاب : التفسير / ( 1 ) ـ باب :" وانشق القمر ... " / حديث رقم : 4867 / ص : 484 .


* * * * *

خروج نار من أرض الحجاز


* عن سعيد بن المسيَّب : أخبرني أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا تقومُ الساعةُ حتى تخرجَ نارٌ من أرضِ الحجازِ تُضِيءُ أعناقَ الإبلِ بِبُصْرَى " .فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 24 / حديث رقم : 7118 / ص : 84 .
وورد في الفتح / ص : 86 :
معنى : تضيء أعناق الإبل ببصرى :
قال ابن التين : يعني من آخرها يبلغ ضوؤها إلى الإبل التي تكون ببُصْرى ، وهي من أرض الشام .
" وأضاء " : يجيء لازمًا ومتعديًا ، يقال أضاءت النار ، وأضاءت النار غيرها .
وبُصْرَى : بلد بالشام وهي حوران .
اختلف العلماء في هذه النار هل هي النار التي تحشر الناس أم هي نار أخرى :
ذكر العسقلاني في الفتح / ج : 13 / ص : 85 :
* والذي ظهر لي أن النار المذكورة في حديث الباب هي التي ظهرت بنواحي المدينة كما فهمه القرطبي وغيره ، وأما النار التي تحشر الناس فنار أخرى .

* قال القرطبي ـ رحمه الله ـ في " التذكرة " :
قد خرجت نار بالحجاز بالمدينة ، وكان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء بعد العتمة ، الثالث من جُمَادى الآخرة ، سنة أربع وخمسين وستمائة ، واستمرت إلى ضحى النهار يوم الجمعة فسكنت .

* وقال النووي :
تواتر العلم بخروج هذه النارعند جميع أهل الشام .
* وقال أبو شامة في " ذيل الروضتين " :
وردت في أوائل شعبان سنة أربع وخمسين وستمائة ، كتب من المدينة الشريفة فيها شرح أمر عظيم حدث بها ، فيه تصديق لما في الصحيحين ، فذكر هذا الحديث . قال : فأخبرني بعض من أثق به ممن شاهدها أنه بلغه أنه كتب " بتيماء " على ضوئها الكتب ، فمن الكتب ..... فذكر نحو ما تقدم .
ومن ذلك أن في بعض الكتب : ظهر في أول جمعة من جمادى الآخرة في شرقي المدينة ، نار عظيمة بينها وبين المدينة نصف يوم ، انفجرت من الأرض وسال منها واد من نار حتى حاذى جبل أُحد . ا . هـ .

أم أبي التراب
10-15-2021, 12:58 PM
تقاتل فئتين عظيمتين




* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان ، يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة " .متفق عليه .فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 25 / حديث رقم : 7121 / ص : 88 .
قال ابن حجر : المقصود فئة " عليّ " ومن معه ، وفئة " معاوية " ومن معه " .

* * * * *

غربة الإسلام وأهلِهِ آخر الزمان
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء " صحيح مسلم . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / 15 ـ باب :بدأ الإسلام غريبًا / حديث رقم : 3221 / ص : 363


معنى الحديث ـ والله تعالى أعلم ـ أن الإسلام اعتنقه أول الأمر قليل من الناس فأوذوا وابتلوا في سبيل ذلك ، ثم اتسعت رقعته وكثر معتنقوه وأتباعه ، فظهر وانتشر ، ثم سيلحق أهلُهُ الخللَ فيتناقصون ويجهلون أحكامه فيصير المستمسك به غريبًا بين الناس فيطارد ويوصف بالتطرف كما هو الحال في زمانِنَا ، وسيظهر الشركُ مرة ثانية ، فيطغى ويعم . حسبنا الله ونِعم الوكيل .
رسالة الأشراط الصغرى للساعة /الشيخ مصطفى العدوي / ص : 12 / الحاشية .


* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" إن الإيمان ليأرِزُ (1) إلى المدينة كما تأرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحرها ". رواه البخاري ومسلم وابن ماجه . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : المناسك / 104 ـ باب : فضل المدينة / حديث رقم : 2525 / ص : 196 .
( 1 )يأرز : أي يلوذ أو يثبت أو ينضم .

* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ وهو يأرزُ بين المسجدين (1) كما تأرزُ الحيةُ إلى جُحرها ". صحيح مسلم / ج : 1 / كتاب : الإيمان / 65 ـ باب : بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا ، وإنه يأرز بين المسجدين / حديث رقم : 146 / ص : 232 .
( 1 )بين المسجدين : أي مسجدَيْ مكة والمدينة .
* * * * *
سكنى المدينة وعمارتها

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أن المدينة سيمتد العمران فيها ، وتتوسع مساحتها .
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" تَبْلُغُ المساكِنُ إهَابَ أو يَِهَابَ (1) ".صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 15 / حديث رقم : 2903 / ص : 41 .
( 1 )إهاب أو يهاب : وهو موضع بقرب المدينة على أميال منها .

===============
ذهاب الصالحين


* عـن مرداس الأسلمي قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" يذهب الصالحون الأول فالأول ، ويبقى حفالة كحفالةِ الشعير أو التمر لا يُباليهمُ اللهُ بالة (1) " .فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 11 / كتاب : الرقاق / باب : 9 / حديث رقم : 6434 / ص : 256 .
( 1 )لا يباليهم الله بالة : قال الخطابي : أي لا يرفع ـ الله ـ لهم قدرًا ولا يقيم لهم وزنًا .الفتح / ج : 11 / ص : 257 .
* قال ابن بطال - تعقيبًا على الحديث - : في الحديث موت الصالحين من أشراط الساعة . وفيه الندب إلى الاقتداء بأهل الخير ، والتحذير من مخالفتهم خشية أن يصير مَنْ خالفهم مِمَّنْ لا يعبأ الله به . وفيه : أنه يجوز انقراض أهل الخير في آخر الزمان حتى لا يبقى إلا أهل الشر .الفتح / ج : 11 / ص : 257 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" لتُنْتَقَوُنَّ كما يُنْتَقَى التَّمْرُ مِنْ أَغْفَالِهِ . فَلْيَذْهَبَنَّ خِيارُكم ، وَلَيَبْقَيَنَّ شِرَارُكم " .صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / باب : 24 / حديث رقم : 3263 / ص : 375 .

* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول" لا يَذهبُ الليلُ والنهارُ حتى تُعبدَ اللاتُ والعُزَّى " .
فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إنْ كنتُ لأظنُّ حينَ أََنْزَلَ اللهُ : " هو الذي أَرْسَلَ رسولَهُ بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظْهِرَهُ على الدينِ كلِّهِ ولوْ كَرِهَ المشركونَ " أن ذلك تامًّا ؟ ! ! .
قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" إنهُ سيكونُ منْ ذلكَ ما شاءَ اللهُ ، ثم يبعثُ اللهُ ريحًا طيبةً فَتَوَفَّى كلَّ مَنْ في قلبهِ مثقالُ حبةِ خردلٍ من إيمانٍ ، فيبقى من لا خيرَ فيهِ ، فيَرْجِعونَ إلى دينِ آبائهمْ " .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 17 / حديث رقم : 2907 .

الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 379 .


* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعةُ إلا على شرار الناس " .
صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / 24 ـ باب : شدة الزمان / حديث رقم : 3264 / ص : 375 .


شُـبْهَة والـرد عليها :
لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه :
عن الزبير بن عدي قال : " أتينا أنسَ بنَ مالكٍ فشكَوْنَا إليه ما يَلْقَوْنَ من الحَجَّاجِ فقال : اصبروا ، فإنه لا يأتي عليكم زمانٌ إلا والذي بعده أشَرُّ منه حتى تَلْقَوْا ربَّكم سمعته من نبيكم ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 6 / حديث رقم : 7068 / ص : 22 .

قال الشيخ الألباني رحمه الله:
" فهذا الحديث ينبغي أن يُفْهَم على ضوء الأحاديث المتقدمة وغيرها ؛ مثل أحاديث " المهدي " ، ونزول " عيسى عليه السلام " ؛ فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس على عمومه بل هو مِنَ العام المخصوص ؛ فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه ، فيقع في اليأس الذي لا يصحُّ أن يتصف به المؤمن ؛
". إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " .سورة يوسف / آية : 87 .
أسأل الله أن يجعلنا مؤمنين حقًا " . ا . هـ .نظم الفرائد ... / ج : 2 / باب : عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا / ص : 522 .

فمن الأحاديث الدالة على ظهور الحق إلى قيام الساعة :
* عن عمران بن الحصين قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال " .
رواه الإمام أحمد في المسند ، وأبو داود ، والحاكم . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع ... / الهجائي برقم : 3819 . الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 116 .

* عن ثوبان قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " . صحيح مسلم / حديث رقم : 1920 .
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 360


قال النووي : المراد بقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " حتى يأتي أمر الله " :
الريح التي تأتي فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 360 .


* عن أبي عنبة الخولاني قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" لا يزال اللهُ يغرسُ في هذا الدين غرسًا ، يستعملهم فيه بطاعتهِ إلى يوم القيامة " .حسن .
رواه أحمد . وابن ماجه . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 2442 .
صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 7692 / ص : 1272 .

* * * * *

أم أبي التراب
10-17-2021, 11:48 PM
نقض عُرَى الإسلامِ عُرْوَة عُرْوَة

* عن أبي أُمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " لتنقضنَّ عُرى الإسلام عُرْوَةٌ عُرْوَةٌ ، فكلما انتقضت عُرْوَة تشبث الناسُ بالتي تليها ، وأوَّلهن نقضًا الحكم ، وآخرهن الصلاة " .صحيح . رواه أحمد . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 381 .
* عن زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أولُ ما يُرفعُ من الناس الأمانة ، وآخرُ ما يبقى من دينهمُ الصلاة ، ورُبَّ مُصَلٍّ لا خلاق له عند اللهِ تعالى " .رواه الحاكم . وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2575 / ص : 503 .

* عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" أولُ شيءٍ يُرْفَعُ من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعًا " .رواه الطبراني في الكبير . وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2569 / ص : 502 .===============
تداعي الأمم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم
=======================

* عن ثوبان مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " يوشك أن تداعى عليكم الأمم (1) من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها " .
قال : قلنا يا رسول الله أمِنْ قلةٍ بنا يومئذٍ ؟
قال صلى الله عليه وسلم " أنتم يومئذٍ كثير ولكن تكونون غثاءً كثغاءِ السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ، ويجعل في قلوبكم الوهن " .
قال : قلنا : وما الوهنُ ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم " حُبُّ الحياةِ وكراهيةُ الموتِ " . أخرجه أحمد ، وأبو نعيم في الحلية .حسنه الشيخ مصطفى العدوي في رسالته الأشراط الصغرى للساعة / ص : 17 .

( 1 ) تداعى عليكم الأمم : أي اجتمعوا ودعا بعضهم بعضًا .

=============
قلة العلم ورفعه وثبوت الجهل
=======================

* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" إن من أشراط الساعةِ أن يُرفعَ العلمُ ، ويَثبتَ الجهلُ ، ويُشَْرب الخمرُ ، ويظهر الزنا " .رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 21 / حديث رقم : 80 / ص : 213 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2671 .
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعتُ رَسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم يقول :
" إن الله لا يَقْبضُ العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ، ولكن يَقْبِضُ العلم بقبض العلماءِ ، حتى إذا لم يُبْـقِ عالمًا اتخذ الناسُ رؤوسًا جهَّالاً فَسُئِلُوا فأفْتَوا بغَيرِ علمٍ فضلوا وأضلُّوا " .رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 34 / حديث رقم : 100 / ص : 234 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2673 .
* عن أبي أمامة الباهلي قال :
لما كان في حجة الوداع قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يومئذٍ مُردف " الفضل ابن عباس " على جملٍ آدم ، فقال صلى الله عليه وسلم :
" يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع " .
وقد كان أَنزل الله عز وجل :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسأَلُوا عَن أَشيَاء إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ "101 .سورة المائدة / آية : 101 .قال : فكنا نذكرها كثيرًا من مسألته ، واتقينا ذاك حين أنزل الله على نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
قال : فأتينا أعرابيًّا فرشوناه برداءٍ .
قال : فاعتمَّ به حتى رأيتُ حاشيةَ البرد خارجةً من حاجبه الأيمن .
قال : ثم قلنا له : سَلِ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
قال : فقال له -أي للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
يـا نبيَّ الله كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها وعلَّمناها نساءَنا وذرارينا وخدمنا .
قال : فرفع النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأسه وقد علت وجهَهُ حُمرةٌ من الغضب .
قال : فقال صلى الله عليه وسلم " أي ثكلتك أمك هذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا بحرفٍ مما جاءتهم به أنبياؤهم ، ألا وإن ذهاب العلم أن يذهب حملتُهُ . ثلاث مرار " .
رواه أحمد . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في رسالته الأشراط الصغرى للساعة / ص : 20 .


* حدثنا أبو خيثمة : عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد ، عن ابن لَبِيد قال : ذكر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئًا ، قال " وذاكَ عندَ أوانِ ذهاب العلمِ " .
قالوا : يا رسول الله وكيف يذهب العلمُ ، ونحن نقرأ القرآن ، ونُقْرِئُهُ أبناءَنا ، ويُقرِئهُ أبناؤنا أبناءَهم ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم " ثَكِلَتْكَ (1) أُمُّكَ ابن أم لَبيد ، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرأون التوراة والإنجيل ، لا ينتفعون منها بشيءٍ ؟ " .حديث صحيح . أخرجه أحمد ، وابن ماجه . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن /26ـ باب : ذهاب القرآن والعلم / حديث رقم : 3272 / ص : 377 . من كتاب العلم / تأليف الحافظ أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ص : 25 .
( 1 ) ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ : أي فقدتك . وهو دعاء بالموت ، ظاهرًا .
والمقصود : التعجب من الغفلة عن مثل هذا الأمر .
لا يعملون بشيءٍ مما فيهما : أي ومن لا يعمل بعلمه هو والجاهل سواء .

* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : لأحدثكم حديثًا لا يحدثكم أحدٌ بعدي ، سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول" من أشراط الساعة أن يقِل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا ، وتكثر النساء ، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأةٍ القيِّمُ الواحد " .رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 21 / حديث رقم : 81 / ص : 214 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2671 .
================
كثرة النساء وظهور الزنا
================

* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : لأحدثكم حديثًا لا يحدثكم أحد بعدي ، سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" من أشراط الساعة أن يقِل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا ، وتكثر النساء ، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأةٍ القيِّمُ (1) الواحد " .رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 21 / حديث رقم : 81 / ص : 214 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2671 .( 1 )القيم : أي من يقوم بأمورهن .
وهذه الأشياء الموجودة في الحديث قد يقع بعضها في زمن من الأزمان ، أو مكان من الأمكنة ، ولكن من علامات الساعة اجتماعها واستحكامها .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 393 .

* عن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " ليأتين على الناس زمان يطـوف الرجـل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدًا يأخذها منه ، ويُرَى الرجلُ الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء " .
فتح الباري / حديث رقم : 1414 . صحيح مسلم / حديث رقم : 1012 .
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 394


قال الحافظ في الفتح 1 / 179 :
" يحتمل أن يراد بهذا العدد ـ لخمسين ـ حقيقته ، ويحتمل أن يراد المجاز عن الكثرة " .ا . هـ .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 393 .

==============
تفشي الزنا والمجاهرة به
================

* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا تقوم الساعةُ حتى يتسافدوا (1) في الطريق تسافد الحمير " . قلت : إن ذلك لكائن ؟ . قال صلى الله عليه وسلم " نعم ليكونن " .رواه ابن حبان .وصححه الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم ..... / ص : 396 .( 1 )يتسافدوا : في لسان العرب : السفاد نزو الذكر على الأنثى .
وقد وقع ذلك في بعض دول الكفر . أعاذنا الله من ذلك .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقومَ الرجلُ إلى المرأةِ فيفترشها في الطريق ، فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط " .
رواه أبو يعلى . وحسن إسناده الشيخ / مصطفى العدوي في الصحيح
المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 397 .



* * * * *