المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل لسجود الشكر شروط ؟


أم حذيفة
11-24-2010, 11:56 PM
هل لسجود الشكر شروط ؟
السؤال: هل سجود الشكر تتوفر فيه شروط ، مثلاً : الحجاب ، الوضوء ... ؟ .
****************
الجواب :
الحمد لله

نوجز الكلام على " سجود الشكر "

في النقاط التالية :
**********

1. سجود الشكر من أعظم ما يشكر به العبد ربه جل وعلا ؛ لما فيه من الخضوع لله بوضع
أشرف الأعضاء - وهو الوجه - على الأرض ، ولما فيه من شكر الله بالقلب ، واللسان والجوارح .
*******

2. سجود الشكر من السنن النبوية الثابتة التي هجرها كثير من الناس .
*******

3. الخلاف في مشروعية سجود الشكر يعدُّ خلافاً ضعيفاً ؛ لمخالفته ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
وعن كثير من أصحابه رضي الله عنهم في ذلك .
*******

4. سجود الشكر يُشرع كلما حصلت للمسلمين نعمة عامة ، أو اندفعت عنهم نقمة ،
أو حصلت للمسلم نعمة خاصة ، سواء تسبب في حصولها ، أو لم يتسبب ، وكلما اندفعت عنه نقمة .

قال الإمام الشوكاني - رحمه الله - :

فإن قلتَ : نعَمُ الله على عباده لا تزال واردة عليه في كل لحظة ؟ قلت : المراد النعَم المتجددة
التي يمكن وصولها ويمكن عدم وصولها ، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسجد إلا
عند تجدد تلك النعم مع استمرار نعم الله سبحانه وتعالى عليه وتجددها في كل وقت .

" السيل الجرار " (1/175).
*******

5. الصحيح أنه لا يشترط لسجود الشكر ما يشترط للصلاة ، من الطهارة ،
وستر العورة – ومنه الحجاب للمرأة - ، واستقبال القبلة ، وغيرها .

وهذا قول كثير من السلف ، واختاره بعض المالكية ، وكثير من المحققين ،
كابن جرير الطبري ، وابن حزم ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم ، والشوكاني ،
والصنعاني ، ورجحه كثير من مشايخنا ، ومنهم : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ،
والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
– رحمهم الله - ، وغيرهم .

خلافاً لمن اشترط لسجود الشكر ما يشترط للنافلة ، وهو مذهب الشافعية ، وقال به أكثر الحنابلة ،
وبعض الحنفية ، وبعض المالكية .

ومما استدل به أصحاب القول الأول :

أ. أن اشتراط الطهارة ، أو غيرها من شروط الصلاة لسجود الشكر : يحتاج إلى دليل ،
وهو غير موجود ، إذ لم يأت بإيجاب هذه الأمور لهذا السجود كتاب ، ولا سنَّة ، ولا إجماع ،
ولا قياس صحيح ، ولا يجوز أن نوجب على أمة محمَّد صلى الله عليه وسلم أحكاماً لا دليل عليها.

ب. أن ظاهر حديث أبي بكرة –
" أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ "
الراوي: أبو بكرة
المحدث: الألباني (http://katarat1.com/mhd/1420)
- المصدر: صحيح أبي داود (http://katarat1.com/book/13559&ajax=1)
- الصفحة أو الرقم: 2774
خلاصة حكم المحدث: صحيح

هنا (http://www.dorar.net/enc/hadith/%D8%AE%D9%8E%D8%B1%D9%91%D9%8E+%D8%B3%D9%8E%D8%A7% D8%AC%D9%90%D8%AF%D9%8B%D8%A7+%D8%B4%D9%8E%D8%A7%D 9%83%D9%90%D8%B1%D9%8B%D8%A7+/+p)

وغيره من الأحاديث التي روي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد سجود الشكر ،
تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يتطهر
لهذا السجود ،
فخروره صلى الله عليه وسلم مباشرةً يدل على
أنه كان يسجد للشكر بمجرد وجود سببه ،
سواء كان محدثا ، أم متطهراً ، وهذا أيضا هو ظاهر
فعل أصحابه رضي الله عنهم .

ج. أنه لو كانت الطهارة - أو غيرها من شروط الصلاة - واجبة في سجود الشكر :
لبيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم لأمَّته ؛ لحاجتهم إلى ذلك ،
ومن الممتنع أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا السجود
ويسنُّه لأمته وتكون الطهارة
- أو غيرها - شرطاً فيه ، ولا يسنُّها ، ولا يأمر
بها صلى الله عليه وسلم أصحابَه ،
ولا يروى عنه في ذلك حرف واحد .

د. أن سبب سجود الشكر يأتي فجأة ، وقد يكون من يريد السجود على غير طهارة ،
وفي تأخير السجود بعد وجود سببه حتى يتوضأ أو يغتسل :
زوالٌ لسرِّ المعنى الذي شُرع السجود من أجله .

هـ. أن هذه الشروط من الطهارة وغيرها إنما تشترط للصلاة ،
ومما يدل على ذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ الْخَلاءِ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فَذَكَرُوا لَهُ الْوُضُوءَ فَقَالَ :
( أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ فَأَتَوَضَّأَ )
– رواه مسلم ( 374 ) -
هنا (http://www.dorar.net/enc/hadith/%D8%A3%D9%8F%D8%B1%D9%90%D9%8A%D8%AF%D9%8F+%D8%A3% D9%8E%D9%86%D9%92+%D8%A3%D9%8F%D8%B5%D9%8E%D9%84%D 9%91%D9%90%D9%8A%D9%8E+%D9%81%D9%8E%D8%A3%D9%8E%D8 %AA%D9%8E%D9%88%D9%8E%D8%B6%D9%91%D9%8E%D8%A3%D9%8 E+/+p)
وسجود الشكر ليس صلاة ؛ لأنه لم يرد في الشرع تسميته صلاة ،
ولأنه ليس بركعة ولا ركعتين ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسن له
تكبيراً ولا سلاماً ولا اصطفافاً ولا تقدم إمام ، كما سنَّ ذلك في صلاة الجنازة
وسجدتي السهو بعد السلام وسائر الصلوات ، فلا يشترط لسجود الشكر ما يشترط للصلاة .

و. قياس السجود المجرد على سائر الأذكار التي تفعل في الصلاة وتشرع خارجها ،
كقراءة القرآن - التي هي أفضل أجزاء الصلاة وأقوالها ، وكالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل ،
فكما أن هذه الأمور لا تشترط لها الطهارة إذا فعلت خارج الصلاة
- مع أنها كلها من أجزاء الصلاة - : فكذلك السجود المجرد .

قال علماء اللجنة الدائمة :

الصحيح : أن سجود الشكر وسجود التلاوة لتالٍ أو مستمع :
لا تشترط لهما الطهارة ؛ لأنهما ليسا في حكم الصلاة .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن قعود .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 7 / 263 ) .
*******

6. القول الراجح في صفة سجود الشكر أنه لا يجب فيه تكبير في أوله ،
أو في آخره ، أو تشهد ، أو سلام ، وهذا هو المنصوص عن الإمام الشافعي ،
وهو قول الإمام أحمد في رواية عنه ، وهو وجه في مذهب الشافعية ؛
لعدم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم .

وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أنه لا يشرع في هذا السجود تشهد أو سلام ،
بل هو بدعة ، لا يجوز فعله .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

وأما سجود التلاوة والشكر : فلم يَنقل أحدٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولا عن أصحابه أن فيه تسليماً ، ولا أنهم كانوا يسلمون منه ، ولهذا كان أحمد بن حنبل ،
وغيره من العلماء : لا يعرفون فيه التسليم ، وأحمد في إحدى الروايتين عنه لا يسلِّم فيه ؛
لعدم ورود الأثر بذلك ، وفي الرواية الأخرى يسلِّم واحدة ، أو اثنتين ،
ولم يثبت ذلك بنصٍّ ، بل بالقياس ، وكذلك من رأى فيه تسليماً من الفقهاء ليس معه نصٌّ ،
بل القياس أو قول بعض التابعين .

" مجموع الفتاوى " ( 21 / 277 ) .

وقال – رحمه الله – عن سجود التلاوة والشكر - :

فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمِّ ذلك صلاة ، ولم يشرع لها الاصطفاف ،
وتقدم الإمام ، كما يشرع في صلاة الجنازة ، وسجدتي السهو بعد السلام ،
وسائر الصلوات ، ولا سنَّ فيها النبي صلى الله عليه وسلم سلاماً ، لم يُروَ ذلك عنه ،
لا بإسنادٍ صحيح ولا ضعيف ، بل هو بدعة ، ولا جعل لها تكبير افتتاح .

" مجموع الفتاوى " ( 23 / 171 ) .
*******

7.أنه لا يجب فيه ذِكْرٌ معيَّن ، وإنَّما يشرع للساجد أن يقول في سجوده ما يناسب المقام ،
من حمد الله وشكره ودعائه واستغفاره ، ونحو ذلك .

قال الشوكاني - رحمه الله - :

فإن قلت : لم يرِد في الأحاديث ما كان يقوله صلى الله عليه وسلم في سجود الشكر ،
فماذا يقول الساجد للشكر ؟ قلت : ينبغي أن يستكثر من شكر الله عز وجل ؛ لأن السجود سجود شكر .

" السيل الجرار " ( 1 / 286 ) .
*******

8. أنه لا يسجد للشكر إذا بُشِّر بما يسره وهو يصلي .

لأن سبب السجود ، في هذه الحالة ليس من الصلاة ، وليس له تعلق بها ، فإن سجد متعمِّداً :
بطلت صلاته ، كما لو زاد فيها سجوداً متعمداً ، أو سجد فيها لسهو صلاة أخرى ،
وكما لو صلى فيها صلاة أخرى ، وهذا القول هو مذهب الشافعية ، وقال به أكثر الحنابلة .

وقال بعض الحنابلة : إنه يستحب سجود الشكر في هذه الحالة ، قياساً على سجود التلاوة .

ويمكن أن يناقش دليلهم : بأن ما ذكروه من القياس غير صحيح ؛ لأنه قياس مع الفارق ،
فإن سجود التلاوة سببه من أفعال الصلاة ، وهو القراءة ، أما سجود الشكر : فسببه من خارج الصلاة .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

مَن سَجَدَ سَجْدةَ الشُّكر عالماً بالحُكم ، ذاكِراً له : فإنَّ صلاتَه تبطُلُ ... .

وما ذكرَه المؤلِّفُ صحيحٌ ؛ أي : أنَّ الصَّلاة تبطلُ بسُجودِ الشُّكرِ ؛
لأنَّه لا علاقة له بالصَّلاة ، بخلافِ سُجودِ التِّلاوة ؛ لأن سُجودَ التِّلاوةِ لأمرٍ يتعلَّق بالصَّلاة ، وهو القِراءة .

" الشرح الممتع على زاد المستقنع " ( 4 / 107 ، 108 ) .
*******

9. سجود الشكر يُشرع للراكب على الراحلة بالإيماء ، ويومئ على قدر استطاعته .
*******

10. أنه يجوز قضاء سجود الشكر إذا لم يتمكن من أدائه في وقته .

وإذا بُشِّر الإنسان بما يسرُّه ، أو حصلت له نعمة ولم يسجد ، ولم يأت له عذر
في ترك السجود عند حصول سببه : فقد ذكر بعض أهل العلم أنه
لا يشرع له قضاء
هذا السجود بعد ذلك ؛ وذلك لأنه غير معذور في تأخير السجود .
انظر " حاشية قليوبي " ( 1 / 209 ) .

انتهى ملخَّصاً مرتَّباً – بزيادة يسيرة - من بحث بعنوان " سجود الشكر وأحكامه في الفقه الإسلامي " ،
إعداد : الدكتور : عبد الله بن عبد العزيز الجبرين وفقه الله .

نشره في " مجلة البحوث الإسلامية " ( 36 / 267 – 309 ) .
*******



والله أعلم

هنا (http://www.islamqa.com/ar/ref/140804)


الإسلام سؤال وجواب

هند
11-25-2010, 05:36 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حبيبـــــــhttp://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/YFx16387.gifـتى أم حذيفة

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/lHR68826.gif