المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ورثة الفردوس


أم حذيفة
12-06-2010, 11:34 PM
من هم ورثة الفردوس
*******
1- {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ.
الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}
[المؤمنون: 1-2]:
ذكر -جل وعلا- في هذه الآيات التي ابتدأ
بها أول هذه السورة علامات المؤمنين المفلحين فقال:
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} أي:
فازوا وظفروا بخير الدنيا والآخرة.
أصل الخشوع:
السكون، والطمأنينة، والانخفاض.
وهو في الشرع:
خشية من الله تكون في القلب، فتظهر آثارها على الجوارح.
وقد عد الخشوع في الصلاة هنا من صفات
المؤمنين المفلحين، الذين يرثون الفردوس،
وبيَّن أن مَن لم يتصف بهذا الخشوع تصعب
عليه الصلاة في قوله:
{وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة:45].
وقد استدل جماعة من أهل العلم بقوله:
{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}
على أن مِن خشوع المصلي:
أن يكون نظره في صلاته إلى موضع سجوده، قالوا:
كان النَّبي -صلى الله عليه وسلم- ينظر إلى السماء في الصلاة، فأنزل الله
{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر حيث يسجد...
**********


2- قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}:
من صفات المؤمنين المفلحين:
إعراضهم عن اللغو.
وأصل اللغو: ما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال،
فيدخل فيه اللعب واللهو والهزل،
وما توجب المروءة تركه.
وقال ابن كثير {عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون:3]
أي عن الباطل، وهو يشمل الشرك كما قال بعضهم،
والمعاصي كما قاله آخرون،
وما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال.
********
3- قوله تعالى:
{والَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} .
في المراد بالزكاة هنا وجهان من التفسير
معروفان عند أهل العلم:
أحدهما: أن المراد بها زكاة الأموال،
وعزاه ابن كثير للأكثرين.
الثاني:
أن المراد بالزكاة هنا:
زكاة النفس أي تطهيرها من الشرك،
والمعاصي بالإيمان بالله، وطاعته وطاعة رسله
-عليهم الصلاة والسلام-...
*******
4- قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ
أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ،
فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}:
مِن صفات المؤمنين المفلحين
الذين يرثون الفردوس ويخلدون فيها:
حفظهم لفروجهم:
أي من اللواط والزنى، ونحو ذلك،
وبيَّن أن حفظهم فروجهم، لا يلزمهم عن
نسائهم الذين ملكوا الاستمتاع بهن بعقد
الزواج أو بملك اليمين، والمراد به التمتع
بالسراري، وبيَّن أن من لم يحفظ فرجه عن زوجه
أو سريته لا لوم عليه، وأن من ابتغى تمتعًا بفرجه
وراء ذلك غير الأزواج والمملوكات؛ فهو من العادين:
أي المعتدين المتعدين حدود الله، المجاوزين
ما أحله الله إلى ما حرمه...
*******
5- قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}:
من صفات المؤمنين المفلحين الوارثين الفردوس:
أنهم راعون لأماناتهم وعهدهم؛ أي:
محافظون على الأمانات، والعهود.
والأمانة تشمل:
كل ما استودعك الله، وأمرك بحفظه،
فيدخل فيها حفظ جوارحك من كل ما لا يرضي الله،
وحفظ ما ائتمنت عليه من حقوق الناس،
والعهود أيضا تشمل: كل ما أخذ عليك العهد بحفظه،
من حقوق الله، وحقوق الناس...
******
6- قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}:
من صفات المؤمنين المفلحين الوارثين الفردوس:
أنهم يحافظون على صلواتهم.
والمحافظة عليها تشمل: إتمام أركانها،
وشروطها، وسننها، وفعلها في أوقاتها في الجماعات
في المساجد، ولأجل أن ذلك من أسباب نيل الفردوس
أمر تعالى بالمحافظة عليها في قوله تعالى:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238].
وقال تعالى في سورة المعارج
{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}
[المعارج:34] وقال فيها أيضا
{إِلَّا الْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ}
[المعارج:22-23]
وذم وتوعد من لم يحافظ عليها في قوله
{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ
وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم:59]...


* قوله تعالى:
{أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ. الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}:
ذكر -جل وعلا- في هذه الآية الكريمة:
أن المؤمنين المتصفين بالصفات،
التي قدمناهم الوارثون،
وحذف مفعول اسم الفاعل الذي هو الوارثون،
لدلالة قوله: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ} عليه.
والفردوس: أعلى الجنة، وأوسطها،
ومنه تفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمان -جل وعلا-.

[نقلًا من: "أضواء البيان"
للشيخ محمد الأمين الشنقيطي
-رحمه الله-، باختصار].
نسأل الله أن يجعلنا من
أهل الفردوس الأعلى.

أم أبي التراب
12-09-2010, 03:35 AM
حبيبتي أم حذيفة

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا