المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشمائل المحمدية


هند
01-14-2011, 03:34 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/w3533477.gif

مقدمة في الشمائل المحمدية

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/hvn40274.gif



كم يهنأ الفكر، ويبتهج القلب
وتتسابق الكلمات شوقاً للحديث عن أعظم شخصية
تألّقت فيها أزكى الفضائل
واتسقت فيها أبهى الشمائل
وأشرف المحامد
لتكون محمد بن عبد الله
- صلى الله عليه وسلم-
خاتم النبيين
وخلاصة آبائه المرسلين إبراهيم وإسماعيل
- عليهم الصلاة وأتم التسليم-

أتى الدنيا فابتهج الكون سروراً بقدومه
وأضاءت الآفاق نوراً بميلاده
وتبسم ثغر الزمان فرحاً ببعثته،،،


غَمَرَ الأرضَ بأنوارِ النُّبوّة ... (مرسلٌ) لمْ تُدركِ الشَّمسُ عُلُوّهْ


لم يَكَدْ يلمعُ حتى أصبحتْ ... تَرقُبُ الدنيا ومَنْ فيها دُنُوّهْ(1)


محمد - صلى الله عليه وسلم-...
خير من وطئ الثرى، وصلّى عليه الورى
المصطفى على الناس برسالة المولى
وتكريمه وآلائه، المبعوث رحمة للثقلين، وخيرًا لهم أجمعين
قال تعالى
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (2)

محمد - صلى الله عليه وسلم-...
نبي ترعاه عين الله، ويصلّي عليه وملائكته
وتحوطه عنايته اللطيفة
فزكّى جنانه ولسانه
وشرح صدره، ووضع عنه وزره، وأعلى قدره
ورفع ذكره، وأقسم بعمره، ونصر دينه، وقهر عدوه
وطهّر أصله وأهله، وربّاه التربية المثلى
وغرس فيه الأدب الجمّ ليكون القدوة الحسنة للمؤمنين
والنموذج المحتذى إلى يوم الدين
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (3)

ثم شهد له في كتابه الحكيم بسمو أدبه، ودماثة خلقه
بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (4)

فكانت شمائله العطرة
ومآثره المجيدة ترجمة عملية لآداب القرآن
وأخلاق الإسلام التي ما فتئ يدعو إليها
منذ انهمرت عليه آيات التنزيل الحكيم
وخاطبه ربه تبارك وتعالى بما شرفه من مقام النبوة؛
ليؤدي مهام البشارة والنذارة للرسالة الخاتمة
والدين القيم إلى الناس كافة
(يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا *
وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا *
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا)(5)
وقال
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا) (6)

لقد فاضت أنوار الإيمان على يديه
فشقّ عباب الكفر والفساد بما أفاء الله عليه من الهداية والرشاد
فاهتدى بها الناجون
وذاقوا حلاوة التوحيد والإيمان بعد ضنك الكفر والعصيان
وحرّر قلوبهم من الخضوع للأحجار والأوثان إلى تقديس الملك الرحمن وأعتق نفوسهم من جور العباد إلى فضل الكريم الجواد

ونال بعد رحلة الدعوة إلى الله المليئة بالتضحية والصبر والجهاد
شرف الكرامة الإلهية بالتفضيل على سائر الأنبياء وبني آدم ؛

قال الإمام ابن ماجة
" حدثنا مجاهد بن موسى
وأبو إسحق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم
قالا حدثنا هشيم أنبأنا علي بن زيد بن جدعان
عن أبي نضرة
عن أبي سعيد قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أنا سيد ولد آدم ولا فخر
وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر
وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر
ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر " (7)

ألا ما أحرانا أن نتفيّأ في ظلال شخصيته المعجزة
بما فيها من الخصال الفريدة، والخلال الحميدة
ما يروي ظمأ حبنا له
- صلى الله عليه وسلم-
وما يكون عونًا لنا على الاقتداء به
واقتفاء هديه، واتباع سنته

وستتشرف هذه الزاوية بإطلالة مشرقة على طائفة
من الشمائل المحمدية الخَلقية والخُلقية
عبر سلسلة من الحلقات
في ضوء المنهج العلمي في العزو، والتخريج، والتحقيق
سائلة الله تعالى أن ينفع بها
ويهدينا إلى مرضاته، ويرزقنا الجنة
ووالدينا، وأزواجنا، وذرياتنا
وجميع المسلمين
هنا (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=1382&menu_id=1684)
كلامه
- صلى الله عليه وسلم -

يتـــــــــــــبع



http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/VIh35756.gif

(1) الشاعر: إلياس فرحات
(2) سورة الأنبياء: (107)
(3) سورة الأحزاب الآية:21
(4) سورة القلم:4
(5) الأحزاب:45-47
(6) سبأ: 28
(7) سنن ابن ماجه - كتاب الزهد
باب أنا سيد ولد آدم ولا فخر
وصححه الألباني/رقم4308

هند
03-12-2011, 10:33 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1pk46075.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=2346)
كلامه
- صلى الله عليه وسلم -
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/2ig38885.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=2346)


عن عائشة
- رضي الله عنها-
قالت
" ما كان رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
يسرد سردكم هذا، ولكنه كان يتكلّم بكلام بيّن فصل
يحفظه من جلس إليه"(1)

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/ey941229.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=2346)
عن أنس بن مالك قال
" كان رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
يعيد الكلمة ثلاثا لتعقل عنه"(2)

تطالعنا كتب السنة الشريفة بما روي عن النبي
- صلى الله عليه وسلم-
من الأحاديث في الأحكام والأخبار بلسان عربي مبين
سهل الألفاظ، واضح المعاني، جزل العبارة
لا تمله المسامع، ولا تأنفه الخواطر، في سلاسة طبع
وجودة لسان، وغزارة بيان، وإيجاز مع إعجاز.
لقد أوتي جوامع الكلم
وبدائع الحكم، وبلاغة القول
بما جمع له
- صلى الله عليه وسلم-
من أصالة المنشأ القرشي
وقوة عارضة البادية وجزالتها
ورقة ألفاظ الحاضرة
إضافة إلى جريان الآي القرآني المبارك على لسانه
والعصمة الربانية التي لا تنبغي لأحد من بعده.

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/ey941229.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=2346)

وكان الصحابة
- رضي الله عنهم-
أحظى هذه الأمة بسماع سنته من فِيْهِ الشريف
وأصدقهم نقلا لصفة كلامه
- صلى الله عليه وسلم-
وحسن منطقه، وجودة عبارته.
وهذا الحكم
الذي نقلوه عنه ذو دلالات عظيمة منها
أنهم- رضي الله عنهم-
مورد اللغة العربية، ومنهل الفصاحة والبيان
وأهل الخبرة والمعرفة باللسان العربي
لم يتسرب إليهم الفساد في اللفظ
ولم يخلّطوا الكلام
فكان المصطفى
- صلى الله عليه وسلم-
بشهادتهم في الذروة العليا من الفصاحة والبلاغة
ومن أحاديثه الجزلة
- قليلة المباني عظيمة المعاني-
قوله - صلى الله عليه وسلم-
" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله
وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره
أن يقذف في النار"(3)

أنهم لم يحكموا على خطبه أو مواعظه أو نصائحه
على حدة في ساعة مؤقتة، أو فترة محددة
فربما نمّقها، وأولاها عنايته واهتمامه
ولكنه وصف عام دائم لا ينفك عن منطقه
ولا يتخلف عن قوله
على سائر أحواله من إقامة وسفر
وجهاد ودعوة
مذ كَرَّمَهُ ربه تبارك وتعالى بآياته
واختاره لختم رسالاته.

منطقه البهيّ
وحديثه النديّ مكّن أصحابه
- رضي الله عنهم-
من حفظ سنته في الصدور
ونقل دقيقها وجليلها لمن بعدهم على الوجه
الذي سمعوه من فِيه
- صلى الله عليه وسلم-
كما أن أسلوبه الحديثي الخاص
يكشف لمن اعتاد سماعه
ما ألصق به من الروايات الباطلة
والأحاديث الموضوعة
وتمييز الصحيح من السقيم
بما تنفر أسماعهم منه لركاكته
وضعف بنائه، وسخف مراده.
أحب الصحابة
- رضي الله عنهم-
النبي - صلى الله عليه وسلم-
وأحبوا كلامه العذب
فكان ملأ السمع، ولذّة القلب
وراحة المشاعر، وعاه من جلس إليه من كبير أو صغير
ورجل أو امرأة
متقدم في العلم أو مبتدئ فيه
وكذا الحاضر والبادِ.
ويأتي دورنا في الاقتداء به في دروسنا ومواعظنا
وحياتنا كلها؛
لنتعلم منه فنّ الحديث الطيّب المحبّب
والأسلوب الجذّاب المهذّب
والحوار البناء
والجواب العلمي المقنع
والإنصات الحكيم
وغيرها من فنون الكلام المستفادة
من سنته
- صلى الله عليه وسلم-
إضافة إلى التنور بأمثاله البديعة
وحكمه الجامعة المنيعة
والاستشهاد بها في المواقف المناسبة
كقوله
" لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك "(4)
في نفي عائشة
- رضي الله عنها-
أن يكون النبي
- صلى الله عليه وسلم-
يسرد الكلام ويلقيه تباعًا
تنبيه إلى حاجة الخطيب والداعية إلى المواعظ الجزلة
والدروس الموجزة، والدعوات الجامعة
وتجنب الإطالة المقيتة، والتفاصيل الدقيقة
اتباعًا لهديه
- صلى الله عليه وسلم-
:" إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه "(5)
( مئنة ) أي علامة.
هنا

هيئة جلسته، واتكائه، ومشيته
يتـــــــــــــــــبع



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


(1)
الراوي: عائشة المحدث: الألباني (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/1420)
- المصدر: صحيح الترمذي (http://www.ahl-alsonah.com/book/977&ajax=1) -
الصفحة أو الرقم: 3639
خلاصة حكم المحدث: حسن
ـــــــــــــــــ
(2)
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/1420)
- المصدر: صحيح الترمذي (http://www.ahl-alsonah.com/book/977&ajax=1)
- الصفحة أو الرقم: 3640
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
ــــــــــــــــــــــ
(3)
قال الإمام البخاري فى صحيحه
حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي
قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه

صحيح البخاري - كتاب الإيمان
باب حلاوة الإيمان /رقم 16
ـــــــــــــــــــ
الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة
المحدث: الألباني (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/1420)- المصدر: تخريج مشكاة المصابيح (http://www.ahl-alsonah.com/book/3031&ajax=1)
- الصفحة أو الرقم: 4/387
خلاصة حكم المحدث:
حسن لولا أن فيه عنعنة مكحول؛
فإنه صاحب تدليس
ــــــــــــــــــــ
(5)
قال الإمام مسلم فى صحيحه

حدثني سريج بن يونس قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر
عن أبيه، عن واصل بن حيان قال
قال أبو وائل خطبنا عمار فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا يا أبا اليقظان
لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست
صحيح مسلم بشرح النووي - كتاب الجمعة -
باب فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا

رقم 869

هند
03-12-2011, 10:35 PM
هيئة جلسته، واتكائه، ومشيته


صلى الله عليه وسلم




عن قيلة بنت مخرمة - رضي الله عنها-
أنها: "رأت النبي صلى الله عليه وسلم
وهو قاعد القرفصاء
[قالت]:
فلما رأيت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
المتخشع، وقال


موسى: المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق"(1)


ومعنى القرفصاء: هي جلسة المحتبي بيديه
بأن يجلس على إلييه
ويلصق فخذه ببطنه
ويضع يده على ساقيه كما يحتبي بالثوب(2)




وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
في سياق طويل من حديث إيلاء
النبي صلى الله عليه وسلم من نسائه
قال: "فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش
قد أثر الرمال بجنبه
متكئاً على وسادة من آدم حشوها ليف "(3)
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/r2k37787.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=2367)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:
ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -
كأن الشمس تجري في وجهه
وما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -
كأنما الأرض تطوى له ، إنا لنجهد أنفسنا
وإنه لغير مكترث


" ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
كأنما الشمس تجري في وجهه
وما رأيت أسرع في مشيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
كأن الأرض تطوى له
إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث "(4)


تحدثنا آفاق هذه الصور المعبرة عن خلق عظيم
ظهرت ملامحه على هيئة النبي
- صلى الله عليه وسلم-
وسلوكه، ألا وهو التواضع وخفض الجناح
الذي أحبه محمد
- صلى الله عليه وسلم-
وتمثله في ذاته، وارتضاه مع من حوله
ورغّب الأمة إليه!
و تكبر قيمة هذا الخلق ويعظم أثره عندما يصدر من رجل عظيم
له من الشرف والسؤدد ما لا يبلغه أحد من أمته
إنه شرف لا يحاز بمنصب كبير
ولا بشهادات عليا
كلا ولا بقناطير الذهب والفضة...
هو فوق ذلك ولا ريب!
إنه شرف الاصطفاء الرباني
والنبوة الخاتمة التي اختار صاحبها أن يكون عبداً رسولاً
على أن يكون ملكاً رسولا!!
عبداً...
يجلس كما يجلس العبيد جلسة الخشوع
ويضطجع ضجيعة التواضع
فتكسوه هيبة وجلالاً، وتربو به قدراً وكمالاً
تؤثر الرمال على جسده الشريف فلا يتّقيها إلا بحصير حقير
لا فراش عليه ولا بساط!!
متّكئاً على وسادة زهيدة من جلد محشوة ليفاً!!
يا لخشونة هذا المتاع القليل!
ويا للين هذا الرسول الكريم
الذي يتلقى تلك المرأة المسكينة المرتجفة فزعاً من مهابته
وهو قاعد القرفصاء
فيقول لها الحبيب صلى الله عليه وسلم
كلمة أذهبت ما فيها من الروع والفرق؛
كما في رواية:" يا مسكينة عليك السكينة "(5)
لا يأنف مجالسة الفقراء
بل هم أحظى الناس بقربه
يقعد بينهم حيث انتهى به المجلس.
ويمشي صلى الله عليه وسلم متواضعاً لمولاه
- عز وجل-
فيهتزّ الثرى طرباً لممشاه، وتتقارب المسافات شوقاً لخطاه
كأنما الأرض تطوى تحت قدميه
ويسبق أصحابه في سيره الهين
وخطاه الواثقة، من غير أن يناله تعب أو نصب
في حين ظلّ الجهد والإعياء يعلوهم؛
لقوته الظاهرة، وبنيته السليمة


و لا تخلو حركاته من أمر بات سمة لازمة له
ألا وهو ذكر الله تبارك وتعالى
فكان يذكر ربه على كل أحواله
ويختم مجالسه بتسبيحه واستغفاره
وعند نومه بدعائه ومناجاته
ومسيره بتكبيره وتهليله
فيخشع القلب، وتخضع الجوارح
مصداقاً لقوله تعالى
(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)(6)


هنا (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=1379&menu_id=1684)
صفة شعره وشيبه وترجله صلى الله عليه وسلم
يتــــــــــــبع
::::::::::::::::::::::::



(1) الراوي: قبلة بنت مخرمة المحدث: الألباني
المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4847
خلاصة حكم المحدث: حسن


(2) - المواهب المحمدية (1/317)


(3) الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5191
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]




(4) الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني
المصدر: تخريج مشكاة المصابيح
الصفحة أو الرقم: 5732
خلاصة حكم المحدث: صحيح


(5) الراوي: قيلة المحدث: ابن حجر العسقلاني
المصدر: فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم: 11/68
خلاصة حكم المحدث: إسناده لا بأس به


(6) - سورة الأنبياء: (90)
http://katarat1.com/forum/images/misc/progress.gif

هند
03-13-2011, 12:02 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/9yD35915.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=1475)
صفة شعره، وشيبه، وترجله
- صلى الله عليه وسلم -

http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/etV83586.gif
لم تحظ شخصية تاريخية عظيمة بتدوين تفاصيل مظهرها بدقة
وتأريخها بعناية
وروايتها بأسانيد متصلة من الرجال الثقات الأثبات
كما حظيت به شخصية الحبيب محمد
- صلى الله عليه وسلم-
وها هي ذي مدونات السير
ومصنفات السنن تتباهى بجملة من أوصافه الجسدية
المتكاملة المعبرة
تنقشها على لوحة الزمان
وتبعثها لخواطر قلب عَمَّرَهُ الإيمان
ونأى به الزمان؛
ليسعد بوصفه الفؤاد، إن حرمت من رؤيته العينان
عن أم المؤمنين عائشة
- رضي الله عنها-
قالت: "كنت أغتسل أنا ورسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
من إناءٍ واحد، وكان له شعرٌ فوق الجمّة
ودون الوفرة" (1)
والجمّةُ: ما سقط على المنكبين
والوفرة: ما وصل إلى شحمة الأذن
وهذا يدل على أن شعره
- صلى الله عليه وسلم-
كان متوسطا بينهما، فهو لمّة في الجملة
وله أحوال أخرى

وهذا التصوير اللطيف
والتعبير العفيف من كمال الأدب النبوي
الذي تعلمته أم المؤمنين عائشة
- رضي الله عنها-
يبين لنا مقدار طول شعره
- صلى الله عليه وسلم-
وعن بن عباس
- رضي الله عنهما-
أن: "رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم
وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم
وكان رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء
ثم فرق رسول الله
- صلى الله عليه وسلم- رأسه" (2)
ومعنى يسدل شعره
يرسل شعر ناصيته حول الرأس
ويرخيه على جبينه من غير أن يقسمه إلى قسمين

موافقةً لأهل الكتاب حين كان عبدة الأوثان كثيرين
وإنما آثر محبة ما فعله أهل الكتاب على فعل المشركين
لتمسك أولئك ببقايا شرائع الرسل
وهؤلاء وثنيون لا مستند لهم إلا ما وجدوا عليه آباءهم
وقد حرص النبي
- صلى الله عليه وسلم-
على تألف أهل الكتاب ليجعلهم عوناً على قتال
من أبى واستكبر من عباد الوثن، كما تألفهم في قبلتهم(3)

قال القرطبي - رحمه الله-
حبه - صلى الله عليه وسلم-
كان لموافقة أول الأمر عند دخوله المدينة؛
حتى يصفو إلى ما جاء به
فلما تألفهم ولم يدخلوا في الدين
وغلبت عليهم الشقوة
أمر بمخالفتهم في أمور كثيرة
كقوله: "إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم" (4)
وعن عبد الله بن مغفل قال
"نهى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
عن الترجل إلا غباً" (5)
والمراد: النهي عن دوام تسريح الشعر وتدهينه
، ليفعل يوما ويترك يوما؛
لأن المواظبة تشعر بشدة الإمعان في الزينة والترفّه
وذلك شأن النساء
ولهذا قال ابن العربي
- رحمه الله-
موالاته تصنّع، وتركه تدنّس، وإغبابه سنّة

وعن أبي بكر - رضي الله عنه-
قال: يا رسول الله، قد شبت
(أي ظهر فيك أثر الشيب)
قال: "شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات
وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت" (6)

وحكمة السؤال
أن مزاجه اعتدلت فيه الطبائع
واعتدالها يستلزم عدم الشيب
وهذا لا ينافي حديث أنس أنه لم يبلغ الشيب؛
لأن الروايات الصحيحة صريحة في أن ظهور البياض
في رأسه ولحيته لم يكثر
فيحكم عليه بالشيب بسببه

وجوابه البليغ بإسناد السبب إلى السور
والمؤثر هو الله تبارك وتعالى
من حسن الأدب مع الرب
– سبحانه-
فالخير كله بيديه، والشر ليس إليه
ولربط المقادير بالأسباب الحقيقية
وذكر هوداً وأخواتها لاشتمالها على بيان
أحوال السعداء والأشقياء
وأحوال يوم القيامة، والأمر بالاستقامة له ولأمته
ونحوه مما يوجب استيلاء سلطان الخوف
لاسيما على أمته؛
لعظيم رأفته بهم ورحمته
وتتابع الغم فيما يصيبهم، واشتغال قلبه وبدنه
وإعمال خاطره فيما فعل بالأمم الماضية
وذلك كله يستلزم ضعف الحرارة الطبيعية
وبضعفها يسرع الشيب، ويظهر قبل أوانه

و لما كان عند النبي
- صلى الله عليه وسلم-
من انشراح الصدر، ونور اليقين ما يسليه ويثبته؛
لم يستول ذلك إلا على قدر يسير من شعره الشريف؛
ليكون فيه مظهر الجلال والجمال معاً
ووجه تقديم سورة هود هو أمره بالاستقامة
قال تعالى:(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)(7)
والثبات على الاستقامة من أعلى المراتب
ولا يستطيع الترقّي إلى ذروتها إلا من شرّفه ربه
بخلع السلامة واختصّه بسابغ الهداية (8)
هنا (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=1380&menu_id=1684)
ما جاء في صورة خلقته
يتـــــــــــــبع

~~~
(1) الراوي: عائشة المحدث:الألباني
المصدر: صحيح الترمذي (http://www.ahl-alsonah.com/book/977&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 1755
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
~~~
(2) - الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/256)
المصدر: صحيح البخاري (http://www.ahl-alsonah.com/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 3558
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
~~~
(3) - ينظر: المواهب المحمدية (1/150)

(4) الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/256)
المصدر: صحيح البخاري (http://www.ahl-alsonah.com/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 3462
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ومسلم (2103)
~~~
(5) -
الراوي: عبدالله بن مغفل المزني المحدث: الألباني (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/1420)
المصدر: صحيح الترمذي (http://www.ahl-alsonah.com/book/977&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 1756
خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(6) - الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/1420)
المصدر: صحيح الترمذي (http://www.ahl-alsonah.com/book/977&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 3297
خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(7) -هود رقم 112
~~~
(8)المواهب المحمدية (1/150)

هند
03-15-2011, 12:09 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/7F467354.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=1475)
ما جاء في صورة خلقته
- صلى الله عليه وسلم -
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/QWW90158.gif
قال الإمام الترمذي
حدثنا قتيبة، عن مالك بن أنس ح وقال حدثنا الأنصاري
قالحدثنا معن قال حدثنا مالك بن أنس
عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمع أنسايقول


"لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
بالطويل البائن، ولا بالقصير المتردد، ولا بالأبيض الأمهق
(الشديد البياض الخالي عن الحمرة كالجصّ)
بل كان بياضه نيّرا مشربا بحمرة
ولا بالآدم (شديد السمرة)
وليس بالجعد القطط، ولا بالسبط
(شعره متوسط بين التجعد والاسترسال)
بعثه الله على رأس أربعين سنة
فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشرا
وتوفاه الله على رأس ستين سنة
وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء"(1)

وعن علي- رضي الله عنه- قال
"لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
بالطويل ولا بالقصير، شثن الكفين والقدمين
(يميلان إلى غلظ وقصر)
ضخم الرأس، ضخم الكراديس
(عظيم رؤوس العظام وجسيمها)
طويل المسربة
(ما دق من شعر الصدر)
إذا مشى تكفأ تكفؤا
(يمشي إلى الأمام)
كأنما انحط من صبب
(ينزل من منحدر الأرض لقوة مشيه)
لم أر قبله ولا بعده مثله "(2)

وعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه-
قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم
ضليع الفم، أشكل العينين، منهوش العقب
قال شعبة: قلت لسماك: ما ضليع الفم ؟
قال: واسع الفم، قلت: ما أشكل العين ؟
قال: طويل شق العين.
قال: قلت: ما منهوش العقب ؟ قال: قليل اللحم."(3)
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/Xte78728.gif
عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه-
قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
في ليلة إضحيان، فجعلت أنظر إلى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
وإلى القمر، وعليه حلة حمراء
فإذا هو عندي أحسن من القمر"(4)
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/Xte78728.gif
النفوس المحبّة تتوق إلى ملاقاة محبوبها؛
لتنعم العين برؤيته، ويأنس الفؤاد بقربه ومودته
ويبلغ الشوق غايته، والحب ذروته
عندما يكون المراد هو قرة عيون المؤمنين
خاتم النبيين والمرسلين
محمد - صلى الله عليه وسلم-
فما تنفك الخواطر الحرّى تتلمس طرفاً من أخبار نعوته
وبيان صفاته؛
لتطمئن برؤية خياله، كلما أعياها الظفر بوصاله
واكتوت حزنا على بعده وفراقه.


طيف تجلّى نوره ساطعاً * حتّى رأته مقلة الهائم(5)


و هذه الروايات الثابتة عن أصحابه- رضي الله عنهم-
تحكي أوصافاً شاملة لجمال صورته، وروعة خلقته
ممن عرفه عن كثب، وخالطه عن قرب
تنبيك دقّة بيانها
واستيعاب تفاصيلها عن غزارة الحبّ العظيم الراسخ في الفؤاد
كأغلى ما يحبه أحدنا من زهرة الحياة الدنيا وزينتها
يتلذذ بمرآه صباح مساء
ولفرط حرصه عليه، وشوقه له
يحفظ أدقّ تفاصيله، وصفات شكله
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/Xte78728.gif
وبعد... فهذا الخلق الفائق في الحسن والتناسق
المبدع في التصوير، المخرج في أحسن تقويم
كالقمر المنير في أديم السماء يتلألأ إشراقا وبهاءً
أراده الخلّاق الحكيم – سبحانه-
ليكتمل به إعداد الشخصية النبوية المكلّفة بأعباء الرسالة العالمية
فيكون حسن مظهره سبباً لائتلاف القلوب عليه، وميلها إليه؛
فإن النفوس فطرت على حب الجميل تنساق له طواعية
وما جمال ظاهره بأحسن من كمال باطنه
وطهارة سيرته، وطيب حياته كلها
- صلى الله عليه وسلم-
أكرمْ بخَلْق نبيّ زانه خُلـُـقٌ، بالحسن مشتملٍ
بالبشر متَّسـمِ، كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ
والبحر في كرمٍ، والدهر في هِمَمِ
كأنه وهو فردٌ من جلالتــه في عسكرٍ حين تلقاه وفي حشـمِ
كأنما اللؤلؤ المكنون في صدفٍ
من معْدِنَي منطقٍ منه مُبْتَســم
لا طيبَ يعدلُ تُرباً ضم أعظُمَـــهُ
طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــم(6)
هنا (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=1381&menu_id=1684)
ضحكه ومزاحه صلى الله عليه وسلم
يتـــــــــــبع

******

(1) سنن الترمذي - كتاب المناقب
باب قبض النبي صلى الله عليه وسلم
وهو ابن خمس وستين سنة

رقم 3623 / وقال الألباني :صحيح
****
(2) - سنن الترمذي - كتاب المناقب
باب سأل رجل البراء أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
مثل السيف قال لا مثل القمر

رقم 3637 / وقال الألباني :صحيح
******
(3) - سنن الترمذي / كتاب المناقب
باب ضليع الفم أشكل العينين منهوش العقب
رقم 3647 / وقال الألباني : صحيح
******
(4) - الراوي: جابر بن سمرة المحدث: البخاري (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/256)
المصدر: سنن الترمذي (http://www.ahl-alsonah.com/book/13509&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2809
خلاصة حكم المحدث: صحيح
******
(5) - تزيين الأسواق بمصارع العشاق (2/418)
******
(6) - بردة البوصيري

هند
03-16-2011, 02:26 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/dHk67658.gif
ضحكه، ومزاحه
صلى الله عليه وسلم
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/eeh37180.gif

قال الإمام البخاري فى صحيحه
حدثني محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا ابن إدريس
عن إسماعيل، عن قيس ،عن جرير رضي الله عنه قال
" ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم
منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي...."(1)
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/noi41229.gif
قال الإمام مسلم فى صحيحه
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قالحدثنا أبي
قال حدثنا الأعمش ،عن المعرور بن سويد
عن أبي ذر قال
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها
رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه
وارفعوا عنه كبارها فتعرض عليه صغار ذنوبه
فيقال عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وعملت
يوم كذا وكذا كذا وكذا
فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه
أن تعرض عليه فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة
فيقول رب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا
فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ضحك حتى بدت نواجذه "(2)
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/noi41229.gif
عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال
قالوا: يا رسول الله، إنك تداعبنا قال
"إني لا أقول إلا حقا "(3)

البسمة آية من آيات الله تعالى، ونعمة ربانية عظيمة
إنها سحر حلال تنبثق من القلب
وترتسم على الشفاه فتنثر عبير المودة، وتنشر نسائم المحبة
وتستلّ عقد الضغينة والبغضاءً لتحل ّالألفة والإخاء
وكما قال ابن عيينة -رحمه الله -: البشاشة مصيدة القلوب

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/noi41229.gif

وأوصى ابن عمر- رضي الله عنه- ابنه فقال

بنيّ إن البر شيء هيّن ** وجه طليق وكلام ليّن

لقد أرسى الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم-
خلق البسمة والبشاشة
وعلّم الإنسانية هذه اللغة العالمية اللطيفة بقوله
وفعله، وسيرته العطرة
فكان - صلى الله عليه وسلم-
بسّام الثغر، طلق المحيا، يحبه بديهة من رآه
ويفديه من عرفه بنفسه وأهله، وأغلى ما يملك
لقد كانت تبسمه لأهله وأصحابه بذرا طيبا آتى أكله ضعفين
خيراً في الدنيا، وأجراً في الآخرة
أما الخيرية العاجلة ؛
فانشراح القلب، وراحة الضمير
ومنافع صحية أخرى أثبتها الأطباء على البدن
ويتبعها مصالح اجتماعية وشرعية من تأليف القلوب
وربطها بحبل المودة المتين
وترغيبها لحب الدين ، فالبسمة بريد عاجل إلى الناس كافة
لا تكلفنا مؤنا مالية، أو متاعب جسدية؛
بل تبعث في ومضة سريعة يبقى أثرها الحميد عظيما في النفوس

والخيرية الآجلة ؛
الثواب المثبت في جزاء الصدقة، وبذل المعروف
فالتبسم في وجه المسلم صدقة فاضلة
يسطيعها الفقير والغني على حدّ سواء

وربما ساغ للبعض البخل بالابتسامة، وإيثار العبوس والجفاء
للظهور بما يظنه سمت أهل العبادة والزهد
أو يحسب بشاشته سبباً لقسوة القلب وغفلته، وذهاب المروءة !
فأين هو من هدي النبي
صلى الله عليه وسلم- وسنته، ويسر دينه ورحمته ؟
ألا ترى كيف ضحك الحبيب - صلى الله عليه وسلم
ابتهاجاً برحمة ربه - تبارك وتعالى
حتى بدت أنيابه ، وكان يداعب الصغار ويسليهم
ويؤانس أصحابه الرجال ويمازحهم
حتى يقول القائل منهم متعجباً لسماحته
صلى الله عليه وسلم- : (إنك تداعبنا ؟!)
فلا يمنعهم مزاحه، ولا يعتبره منافيا لمقام النبوة، وشرف الرسالة
ومهام الدعوة إلى الله تعالى

و يكتفي لأصحابه بضابط الدعابة الحسنة
بقوله:" إني لا أقول إلا حقاً "
أي صدقاً وعدلاً
فالمداعبة مطلوبة محبوبة، لكن في مواطن مخصوصة
فليس في كل آن يصلح المزاح
ولا في كل وقت يحسن الجد

أهازل حيث الهزل يحسن بالفتى ** وإني إذا جدّ الرجال لذو جدّ

قال الراغب - رحمه الله -
المزاح والمداعبة إذا كان على الاقتصاد محمود
والإفراط فيه يذهب البهاء، ويجرّئ السفهاء
وتركه يقبض المؤانس، ويوحش المخالط.
فالمنهي عنه ما فيه كذب
أو مداومة عليه؛
لما فيه من الشغل عن ذكر الله تعالى"(4)

وبعد، فهل يترقى المربون، والمعلمون، والدعاة
والموجهون، والآباء، والأمهات والمسؤولون
والرعاة إلى أن تعلو شفاههم البسمة فيقتدي بهم
من كان تحت أيديهم وتحت رعايتهم؟!.

هنا (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=1748&menu_id=1684)
صفة أكله و طعامه
يتـــــــــــــبع
~~~
(1) - صحيح البخاري - كتاب الجهاد والسير
باب من لا يثبت على الخيل- رقم2871
***
(2)- صحيح مسلم - كتاب الإيمان
باب ما أدنى أهل الجنة منزلة- رقم190
***
(3) صحيح الترمذي - الرقم: 1990
تحقيق
الألباني - صحيح

***
(4) - فتح الباري 10 /526
تحفة الأحوذي 6/108، فيض القدير 3/14

أم حذيفة
03-16-2011, 04:51 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا
وصلى الله عليه وسلم

هند
03-19-2011, 04:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

غاليتي أم حذيفة
آميين وإياكِ حبيبتي



http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/9Ne16122.gif

هند
03-30-2011, 02:19 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/7F467354.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=1475)
صفة أكله و طعامه
صلى الله عليه وسلم
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/IBE17512.gif

قال الإمام الترمذي
حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي
قال حدثنا ثابت بن يزيد ،عن هلال بن خباب
عن عكرمة، عن ابن عباس قال
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاويا
وأهله لا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم خبز الشعير" (1)
عن مسروق قال دخلت على عائشة
- رضي الله عنها -
فدعت لي بطعام وقالت
ما أشبع من طعام، فأشاء أن أبكي إلا بكيت
قال قلت: لم؟ قالت
(أذكر الحال التي فارق عليها رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
الدنيا والله ما شبع من خبز ولحم مرتين في يوم)(2)

عندما نلقي الضوء على مائدة خاتم الأنبياء والمرسلين
- صلى الله عليه وسلم-
خير هذه الأمة وأزكاهم عند ربه تبارك وتعالى
فلن تطول القائمة بأصناف الطعام الفاخرة
وألوان الشراب الشهية، لا ولا الآنية الثمينة والسفر العامرة!.

لم تكن هذه اللذائذ حاضرة في ذهنه المشغول بالدعوة إلى
الله تعالى
وتعليم شرعه، وبيان فرائض دينه
ولم تسيطر تلك الشهوة على قلبه المتعلق
بالله تبارك وتعالى
وابتغاء مرضاته
ولم تشغل من وقته إلا حيزًا يسيرًا بقدر ما يشبع رمقه
ويدفع جوعه، وربما بات ليالي طاوياً لا يجد ما يطعمه!

نعم لقد آثر أن يشبع يوماً ويجوع يوماً ليتقلب بين
نعمتي الشكر والصبر، ذاق طعم الجوع
و لو شاء لسأل الله سبحانه كنوز الأرض
ورغدها وطيب عيشها، ولكن ما له وللدنيا!!

فكم أنفق مما أفاء الله عليه من خيل، وركاب
وأموال على أصحابه، ومضى لبيته خليّاً
راجيا نعيم الآخرة، داعياً ربه
(اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً)(3)

إن طلب القوت من الرزق و الإعراض عن المباهج
ليس ازدراء لنعمة الله تعالى
أو تعاظما على فضله، كلّا وحاشا.

و لا يعني أبداً حبس النفس و مضّارتها
بصدّها عن تحصيل حاجاتها الضرورية
فقد أحل الله لنا الطّيبات من الرزق
كما أنزل سبحانه في كتابه على رسوله
صلى الله عليه وسلم
(وَكُلُوا مِمَّا رَزَقْكُمُ اللهُ حَلاَلاً طَيـِّباً
و اتَّقُوْا اللهَ الَّذِيْ أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُوْنَ )(4)
وقال تعالى
(كُلُوْا وَاْشْرَبُوْا وَلاَ تُسْرِفُوْا )(5)
وقد طعم رسول الله - صلى الله عليه وسلم
اللحم و الثريد ، وأعجبه الدّباء والعسل، والشراب الحلو
ونحوها من المأكولات المعروفة في عصره
لكنه لم يداوم على الأصناف الشهية المفضّلة عند عامة الناس
بل أحب الزهد فيها، وطلب القوت من الرزق؛
تأصيلاً لمنهج التقوى والقناعة بما قسم الله تعالى
والارتباط القوي بالدار الآخرة
وأن لا عيش إلا عيش الآخرة، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين
وأن النعيم الآجل لا يدرك بالنعيم العاجل

إن اقتصاده في العيش، و تعرّضه للجوع أياماً
لم يحبطه و يحرمه الشعور بالسعادة
و لم يقعده عن النجاح في تحقيق أهدافه
فقد نال أشرف المعالي بتبليغ الرسالة، وتعليم القرآن
وهداية الأمة إلى دين الله تعالى
وبناء مجتمع صالح، والكثير الكثير من المنجزات الخالدة الفريدة
بل هو السابق إلى كل خير
والمؤسس لكل صلاح ديني
ألا فلنتدبر هديه - صلى الله عليه وسلم
في تربية النفس على الكفاف في كل ما يتّصل بأمر الدنيا
و صيانتها عن الترفّه والإسراف
والتعفف عن مذلّة السؤال، والحاجة إلى الناس
والرضى بما قدّر الله تعالى من الأرزاق والنعم

و في هذا المعنى قال الشاعر

دع الحرص على الـدنيا

فـإن الرزق مـقـسوم
فقيـر كـل ذي حرص

وفي العيش فلا تطمع
وسوء الـظن لا ينفع
غنيٌّ كـل مـن يقنع
هنا (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=1767&menu_id=1684)
***
(1)الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/1420)- المصدر: صحيح الترمذي (http://www.ahl-alsonah.com/book/977&ajax=1)
الصفحة أو الرقم: 2360
خلاصة حكم المحدث: حسن
***
(2)الراوي: عائشة المحدث:الترمذي (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/279)- المصدر: سنن الترمذي (http://www.ahl-alsonah.com/book/13509&ajax=1)
الصفحة أو الرقم: 2356
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
***
(3) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/261)- المصدر: صحيح مسلم (http://www.ahl-alsonah.com/book/3088&ajax=1)
الصفحة أو الرقم: 1055
خلاصة حكم المحدث: صحيح
***(4) سورة المائدة آية : 88
***
(5) سورة الأعراف آية : 31

هند
03-30-2011, 02:33 PM
عن أنس - رضي الله عنه - قال
(كان النبي - صلى الله عليه وسلم
إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث )(1)
و عن أبي جحيفة - رضي الله عنه
قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
(لا آكل متكئا)(2)
إن المتأمل لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم
في النمط الغذائي المتمثل في نوعية طعامه وكميته
وكيفية تناوله يجد في شمائله الكريمة القوانين الصحيّة
القيّمة التي ينادي بها الأطباء للتغذية السليمة
وحفظ الصحة
وللوقوف على شيء من تلك الهداية النبوية (الصحية)
نستعرض حديثا واحداً رواه المقدام بن معد يكرب يقول
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول
"ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن
حسبك يا بن آدم لقيمات يقمن صلبك
فإن كان لا بد فثلث طعام، وثلث شراب، وثلث نفس)(3)

في هذا الحديث يدعونا الحبيب - صلى الله عليه وسلم
إلى الاقتصار على لقيمات تدفع حرارة الجوع
ولفظ (اللقيمات)
يوحي بصغر حجم اللقمة، وقلة عددها
وأن هذا المقدار يكفل للجسم الكفاية من العناصر الغذائية
التي يحتاجها ليقيم صلبه

وفي قلة الأكل وترك النهم منافع كثيرة، منها
أن يكون الرجل أصح جسما، وأجود حفظا
وأزكى فهما، وأقل نوما، وأخف نفسا
وفي كثرة الشبع كظ المعدة
ونتن التخمة، ويتولد منه الأمراض المختلفة
فيحتاج من العلاج أكثر مما يحتاج إليه المقل في الأكل
وقال بعض الحكماء : أكبر الدواء تقدير الغذاء(4)

و ذكر هذا الحديث لبعض الفلاسفة فقال
ما سمعت كلاما في قلة الأكل أحكم من هذا(5)

وفي وقتنا المعاصر الثري بالتقنية والعلوم التخصصية الحديثة نلمس
قيمة هذه النصيحة النبوية الدقيقة المعجزة في مجال الصحة

ونرى في مجتمعاتنا المسلمة آثار التخلّي عن تطبيقها
بتفشّي أمراض البدانة
وما يترتب عليها من إنشاء المراكز الصحّية للعناية بتقليل الوزن
و إعداد البرامج الغذائية للتخفيف والحمية
و صرف العقاقير الطبية ونحوها مما يستنزف الوقت
والمال، والجهد، والصحة

إننا بحاجة ماسة إلى تطبيق آداب الطعام النبوية في حياتنا اليومية؛
لنحقق سنة الاتباع لسيد المرسلين
- صلى الله عليه وسلم-
وننال بركة الاسترشاد بهديه القويم في صلاح الخلق
وتهذيب النفس إلى جانب حفظ الصحة
وسلامة البدن

ومن المعاني النبيلة المقترنة بالأكل التواضع عند أخذ اللقمة
وعدم الاتكاء إلا عند المشقة، والتيمن في التناول
ولعق الأصابع
وتكريم النعمة بعدم عيب الطعام ولو عافته نفسه
واستحضار آداب الطعام حمداً للكريم المنان
هنا (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=1807&menu_id=1684)
لبسه وفراشه صلى الله عليه وسلم

يتبـــــــــــــع
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/IBE17512.gif



(1)الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/261)- المصدر: صحيح مسلم (http://www.ahl-alsonah.com/book/3088&ajax=1)
الصفحة أو الرقم: 2034
خلاصة حكم المحدث: صحيح
***
(2) الراوي: أبو جحيفة السوائي (صحابي)
المحدث: البخاري (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/256)- المصدر: صحيح البخاري (http://www.ahl-alsonah.com/book/6216&ajax=1)
الصفحة أو الرقم: 5398
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
***
(3) الراوي: المقدام بن معد يكرب المحدث: الألباني (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/1420)- المصدر: صحيح الترمذي (http://www.ahl-alsonah.com/book/977&ajax=1)
الصفحة أو الرقم: 2380
خلاصة حكم المحدث: صحيح
***
(4) تفسير القرطبي " ج7/ص192
***
(5) فتح الباري "ج9/ص528

هند
04-18-2011, 05:42 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/Pi068891.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=1475)
لباسه وفراشه - صلى الله عليه وسلم
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/ers37091.gif
قال الإمام البخاري فى صحيحه
حدثني عبد الله بن أبي الأسود، (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showalam.php?ids=12448)قال حدثنا معاذ (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showalam.php?ids=17105)
قال حدثني أبي (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showalam.php?ids=17235)،عن قتادة (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showalam.php?ids=16815)، عن أنس بن مالك (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showalam.php?ids=9)رضي الله عنه
قال "كان أحب الثياب إلى النبي صلى الله عليه وسلم
أن يلبسها الحبرة "(1)

قال الإمام مسلم فى صحيحه
وحدثني علي بن حجر السعدي (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showalam.php?ids=16609)،أخبرنا علي بن مسهر (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showalam.php?ids=16637)
عن هشام بن عروة (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showalam.php?ids=17245)عن أبيه، (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showalam.php?ids=16561)عن عائشة (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showalam.php?ids=25)قالت
إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي ينام عليه أدما حشوه ليف "(2)

وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- قال
(تبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم
وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء
وتحت رأسه وسادة من آدم حشوها ليف
وإن عند رجليه قرظا مصبوبا، وعند رأسه أهب معلقة
فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت
فقال: ما يبكيك ؟
فقلت: يا رسول الله
إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله
فقال : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة)(3)

عادةً ما يكون لباس المرء عنواناً لطبيعته الكامنة
فإن ما ترسخ جذوره في الباطن لا بدّ أن تبدو ثماره في الظاهر
ولذا كان أجمل لباس وأحسنه هو التقوى النابت من القلب
والممتد على الجوارح ليسبغ على العبد خلائق الستر والحياء والعفاف

كما قال تعالى
(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً
وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ
ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)(4)
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/ers37091.gif
هذا اللباس المحمود هو أحب لباس تغشاه الحبيب
صلى الله عليه وسلم
وأقربه إلى نفسه، اللباس الذي يحمل معالم التقوى وحقيقتها
بما يمتاز به من ستر العورات
والبعد عن الإسراف والخيلاء والشهرة
وعن مشابهة الكفار مما هو من خصائصهم
إلى غيره من النواهي الشرعية

وكان أحبّ الثياب إليه الحِبَرَة، وهي
برد يماني من قطن محبّر يعني مزيّن، والظاهر أنه أحبها للينها وطراوتها
وحسن انسجام نسجها، وإحكام صنعتها
وموافقتها لجسده الشريف
فإنه - صلى الله عليه وسلم
كان غاية في النعومة واللطف(5)

إلا أنه لم يرفّه نفسه بالمواظبة على الثياب المريحة
والقمص الراقية
بل كان يرتدي ما سنح له مما ملكه أو أهدي له لسماحته
وبساطة عيشه، وكثرة ورعه
فاتزر واتخذ الرداء، واشتمل الكساء، و تحلّى بالبرد
ولبس جبة صوف وخفّين حتى تخرّقا
وربما ارتدى حلّة جميلة أعجب بها أحد أصحابه
فلم تلبث على جسده إلا يسيرا، ثم أهداه له
لا يغريه رونقها وحسنها عن الجود بها
كما لم يسوؤه خشونة جبة الصوف أن تلازمه أمداً حتى تمزقت

ما أعظم هذه النفس الأبية التي لا ترضى أن تقع تحت تأثير متاع الدنيا
مهما كان رائعا وجذّاباً، أو حقيراً معاباً
طامحة إلى ما أعده المولى سبحانه وتعالى لأوليائه من نعيم دائم
وخير تامّ، لا ينقطع ولا يمتنع، ولم يخطر على قلب بشر

أما فراشه الذي ينام عليه
فبساط غليظ من الجلد المحشو من الليف الخشن
بقدر ما يقيه وعورة الأرض وحرارتها
ويمنحه حاجته من النوم
غير مسترسل في الراحة والغفلة عن قيام الليل
وذكر الله تبارك وتعالى

وربما نام على الحصير فأثّر على جلده الشريف وجنبه
فأبكى عمر- رضي الله عنه- رحمة و شفقة على حاله المؤثرة
صلى الله عليه وسلم
وتمنّى له ما لكسرى وقيصر من الفرش الوثيرة
والأسرة المريحة، والأثاث الفاخر، والدثار الناعم
فجذبه الحبيب - صلى الله عليه وسلم
بلطفه المعهود إلى المآل المنشود
والنعيم الموعود في الآخرة ...
و الآخرة خير وأبقى
هنا (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=1825&menu_id=1684)
سلاحه و خاتمه
صلى الله عليه وسلم
يتـــــــــبع
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/ers37091.gif
(1) صحيح البخاري -كتاب الباس
باب البرود والحبرة والشملة - رقم 5813
---
(2) صحيح مسلم - كتاب الباس والزينة
باب التواضع في اللباس والاقتصار على الغليظ منه واليسير في اللباس والفراش وغيرهما
رفم 2082(3)
---
(3)الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/256)
المصدر: صحيح البخاري (http://www.ahl-alsonah.com/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 4913
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
---
(4) سورة الأعراف آية (26)
(5) المواهب المحمدية بشرح الشمائل الترمذية (1/211)

أم حذيفة
04-18-2011, 02:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حبيبتى هند

جزاك الله خير

هند
04-26-2011, 12:44 AM
آميين وإياكِ
حبيبتي أم حذيفة

هند
05-21-2011, 08:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلاحه و خاتمه - صلى الله عليه وسلم
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/5U176738.gif
قال الإمام البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قال حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
"كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً
فَخَرَجُوا نَحْوَ الصَّوْتِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَدْ اسْتَبْرَأَ الْخَبَرَ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ
وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ
وَهُوَ يَقُولُ لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا
ثُمَّ قَالَ وَجَدْنَاهُ بَحْرًا أَوْ قَالَ إِنَّهُ لَبَحْرٌ )(1)

عن عبد الله بن الزبير بن العوام - رضي الله عنه
قال: كان على النبي - صلى الله عليه وسلم
يوم أحد درعان، فنهض إلى الصخرة فلم يستطع
فقعد طلحة تحته حتى استوى على الصخرة
قال الزبير- رضي الله عنه
فسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم
يقول : (أوجب طلحة)(2)

قال الإمام مسلم في صحيحه
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ ، قالحَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ
عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ ،عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ : "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَالنَّجَاشِيِّ
فَقِيلَ إِنَّهُمْ لَا يَقْبَلُونَ كِتَابًا إِلَّا بِخَاتَمٍ
فَصَاغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَاتَمًا حَلْقَتُهُ فِضَّةً وَنَقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ)(3)

كثيراً ما تكون القوّة النافذة
والآلة الحربية المتطوّرة سبباً لطغيان الأمم وسطوتها على غيرها؛
لتحقق أكبر قدر من الثروات وانتهاك الحرمات!
ما دام أن الحكم والقانون مستمدان من إله الهوى والمادة.
وفي رحاب الإسلام تقترن القوة بالعدل في تلازم دائم
وتكامل متّزن، منبثق من هدي
النبي - صلى الله عليه وسلم-
الذي يدعو إلى ابتغاء سبل القوة، واتخاذ العدة المرهبة للعدو
إلى جانب العناية بالضوابط الشرعية لها
ووضعها في مواضعها المناسبة، متوخّيا العدل والحق
فحينما حمل السيف، واتخذ الدرع
وخاض الغزوات، محرزاً انتصارات عظيمة، وفتوحاً كبيرة
لم تغره نشوة الفرح بالعدوان واستباحة ما حرم الله تعالى
مع من حارب الله ورسوله، ممتثلاً
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ
شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا
اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)(4)

هذا الميزان الرباني العظيم الذي أقامه المولى
-سبحانه-
تجسّد في خلق النبي - صلى الله عليه وسلم
مع أعدائه في الحرب والسلم، والغضب والرضا
والمكره والمنشط، مسطراً أروع صور العزة والبسالة
والإقدام والعدالة
و كان - صلى الله عليه وسلم - بحراً... في غزارة قوته
واتساع أفقه، وعمق خبرته، وروعة عزيمته وتوكّله!.
بحراً... في الثبات عند الفتن، والصبر حين المحن
وتحقيق أدب الحرب، وتأصيل الخبرات العسكرية الفذّة
وإعداد الجيوش المنظّمة
متخذاً بأس السيف وحدّته، ورمي السهم وسرعته
و ما استطاعه من قوّة ومن رباط الخيل
كأفضل سلاح ومركب عرفه الناس في عصره
مع الإفادة من خطط فارس
وحضارة كسرى وقيصر في الصناعة كاتخاذ الخاتم
وإضافة الطابع الإسلامي الذي يميّز حامله
بنقش (محمد رسول الله)
و م يتخلّى عن اتخاذ الأسباب المعينة على النصر
القاهرة للعدو، اتّكالاً على عصمة الله له
وشرفه عند ربه -سبحانه-
إن الأمة الإسلامية اليوم بأمس الحاجة إلى أن تعود لله حقّاً
وتصدق إيمانها به، وتحقق التقوى
كما عليها أن تقتبس من هدي نبيها -صلى الله عليه وسلم
- القيم الحضارية الحربية
ومنهج الإعداد والتسلّح بكلّ أنواع القوة العلمية والعملية؛
لتبني مجدها، وتبسط عزها
وترغم أعداءها على احترام كيانها، وسلامة أوطانها
كما أوصى ربنا تبارك وتعالى في كتابه
(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ...)(5)
هنا (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=1859&menu_id=1684)
نومه و تعطره صلى الله عليه وسلم
يتـــــــبع
~~~
(1)صحيح البخاري - كِتَاب الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ
بَاب الْحَمَائِلِ وَتَعْلِيقِ السَّيْفِ بِالْعُنُقِ
رقم2751
~~~
(2) الراوي: الزبير بن العوام المحدث: الألباني (http://www.ahl-alsonah.com/mhd/1420)
المصدر: السلسلة الصحيحة (http://www.ahl-alsonah.com/book/561&ajax=1)
الصفحة أو الرقم: 2/628
خلاصة حكم المحدث: حسن
~~~
(3)صحيح مسلم - كِتَاب اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ
باب فاصطنع خاتما من فضة
قال كأني أنظر إلى بياضه في يده
رقم3904 2092
~~~
(4) سورة المائدة، الآية(8)
(5) سورة الأنفال، الآية(60)

هند
06-05-2011, 11:30 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/JV060608.gif
نومه و تعطره
صلى الله عليه وسلم
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/uie31521.gif

قال الإمام الترمزي
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ
عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَجْمَعُ أَوْ تَبْعَثُ عِبَادَكَ"(1)


قال الإمام البخاري في صحيحه

حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قال حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ،عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ :" كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنْ اللَّيْلِ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ
ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا
وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا
وَإِلَيْهِ النُّشُورُ )(2)
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/4GQ83163.gif
قال الإمام البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قال حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ
عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ
ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا
فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ
يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ
يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "(3)




قال الإمام مسلم في صحيحه

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قال حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا
وَكَفَانَا وَآوَانَا فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ " (4)
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/4GQ83163.gif

قال الإمام مسلم في صحيحه
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخْرٍ الدَّارِمِيُّ ، قال حَدَّثَنَا حَبَّانُ
قال حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قال حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ
قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَزْهَرَ اللَّوْنِ كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ وَلَا مَسِسْتُ دِيبَاجَةً
وَلَا حَرِيرَةً أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَلَا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً
أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (5)

http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/4GQ83163.gif

قال الإمام مسلم في صحيحه

حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قال حَدَّثَنَا هَاشِمٌ يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ
عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
قَالَ: " دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ عِنْدَنَا فَعَرِقَ وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ
فَجَعَلَتْ تَسْلِتُ الْعَرَقَ فِيهَا فَاسْتَيْقَظَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ
قَالَتْ هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ " (6)





حينما يودّ أحدنا أن يخلد للنوم بعد نهار أمضاه وجهد قضاه ؛
فإنه يأوي لفراش مريح، وغطاء ناعم، ومكان هادئ؛
لينال حظاً كافياً من الدعة والراحة


وهذا أمر طبيعي
غير أن هذه المعطيات قد تتوفر للبعض
على أحسن الوجوه وأكملها
فلا تؤمن لهم النوم المنشود لسكن الفؤاد وراحة البال!
وربما يعاني هؤلاء من أرق واضطرابات
في النوم تقضّ مضاجعهم، وتحرمهم لذّته إذن ؛
فإن حصول هذه النعمة
التي هي من آيات الله تبارك وتعالى
على صورتها الفضلى يتجلّى لمن اهتدى
بدين الله - عز وجل
واقتدى بسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم
ولازم ذكر ربه عند هجعته وانتباهه
و إن لم يملك من الفُرُش سوى حصير حقير
أو بساط من جلد.
و هذا الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم
لم يكن لديه من متاع الدنيا إلا النزر اليسير
وكان ينام من الليل حاجته، ومن النهار قيلولته
مطمئن النفس، هادئ البال!
بالرغم من معاناته قيادة الأمة ومتاعب الدعوة
ومشقة الجهاد وألوان الأذى في سبيل الله - تعالى
و ما انشراح صدره، و سكينة نفسه إلا بالله -جلّ جلاله
الذي عرف قدره، وأكثر ذكره، وعظّم دينه ، فطهّره وزكّاه
وأرخى عليه أستار فضله، وفيوض رحمته
وعظيم نعمه.

و كان حمد الله تعالى على نعمه من هديه
صلى الله عليه وسلم
إذا أوى إلى فراشه؛
فيحمده على رزقه الذي آتاه، وكفايته من كل شر يخشاه
وفضله عليه بإيوائه من التشرد واليتم.

و يذكر الله كثيراً و يثني عليه ويمجّده
و يدعوه ويستعيذ به من شر ما خلق من الدواب والصفات
ولا ريب أن المواظبة على الأدعية والأذكار المأثورة
في ختام اليوم والليلة يبث للنفس الراحة والطمأنينة
والحفظ من تلاعب الشياطين
والوقاية من الهوامّ والمخاطر
وتضمن لمن مات أن تكون خاتمته على الفطرة إلى غيرها
من الآثار الطيبة على حياة العبد، وحسن خاتمته.(7)

فحري أن نعتني بهذه الأوراد الحصينة عند مبيتنا
ونعلمها صغارنا ليألفوا ذكرها، وننال بها الأجر وطيّب الأثر
وينضم إلى هذا الذكر الحميد الحال الطيبة التي يكون عليها
الحبيب - صلى الله عليه وسلم- عند نومه
فكان من هديه - صلى الله عليه وسلم- أن ينام طاهراً
في بدنه وثيابه، بل إن طهارة ثيابه
وطيب رائحته لا تنفك عنه سائر يومه و ليلته؛
فهذا خادمه أنس بن مالك - رضي الله عنه
الذي لازمه زمناً طويلاً يفضّل رائحة
النبي - صلى الله عليه وسلم
على أجود أنواع الطيب من المسك والعنبر المعروفة آنذاك
وكانت أم سليم - رضي الله عنها
تجمع عرقه إذا استنقع على الأديم المفروش تحته؛
ليكون أطيب طيب تنتفع بعطره الفواح
و ترجو بركته لصبيانها

إن جمال المظهر، وطهارة البدن
وطيب الرائحة من محاسن الإسلام التي حث عليها أتباعه
و لها آثارها الإيجابية على الفرد والمجتمع
هنا (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=1874&menu_id=1684)
رفقه ورحمته بأمته
يتـــــــــبع
~~~
(1)سنن الترمذي - كِتَاب الدَّعَوَاتِ
بَاب مِنْهُ - رقم 3398 - تحقيق الألباني
~~~
(2)صحيح البخاري - كِتَاب الدَّعَوَاتِ
بَاب وَضْعِ الْيَدِ الْيُمْنَى تَحْتَ الْخَدِّ الْأَيْمَنِ - رقم 5955
~~~
(3)صحيح البخاري - كِتَاب فَضَائِلِ الْقُرْآنِ
باب إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات - رقم 4730
~~~
(4)صحيح مسلم - كِتَاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ
إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره
فلينفض بها فراشه وليسم الله - رقم 4890 2715
~~~
(5) صحيح مسلم - كِتَاب الْفَضَائِلِ
باب ما شممت عنبرا قط ولا مسكا ولا شيئا أطيب
من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم
رقم 4299 2330
~~~
(6)صحيح مسلم بشرح النووي - كِتَاب الْفَضَائِلِ
بَاب طِيبِ عَرَقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّبَرُّكِ بِهِ
رقم 2331
~~~
(7) للفائدة تراجع: (موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة)
فيما يتعلق بموضوع النوم


وقد أثبتت الدراسات العلمية والتجارب الفعلية أن الآداب النبوية في النوم تمثل قمة الإعجاز الطبي

أم حذيفة
06-05-2011, 01:55 PM
جزاك الله خيرا
وجعلنا الله وإياكم ممن
يستنون بسنته
وصلي الله وسلم علي محمد وآله أجمعين

هند
06-07-2011, 12:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيبتي أم حذيفة
آميين وإياكِ

جزاكِ الله خيراً

هند
06-09-2011, 09:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

رفقه ورحمته بأمته - صلى الله عليه وسلم
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/5U176738.gif


عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
قال:(لَوْلا أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتِي
أو على الناس لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مع كل صَلاةٍ)(1)
و عن أَنَس بن مَالِكٍ قال
(ما صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلَاةً ولا أَتَمَّ
من النبي - صلى الله عليه وسلم
وَإِنْ كان لَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ
فَيُخَفِّفُ مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَنَ أُمُّهُ)(2)
و عن أبي وَائِلٍ قال
كان عبد اللَّهِ يُذَكِّرُ الناس في كل خَمِيسٍ
فقال له رَجُلٌ: يا أَبَا عبد الرحمن لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ
قال: (أَمَا إنه يَمْنَعُنِي من ذلك
أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ وَإِنِّي أَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ
كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم-
يَتَخَوَّلُنَا بها مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا)(3)

الحديث عن الرفق و الرحمة من أفق
محمد - صلى الله عليه وسلم
يغيث القلوب الجرداء، وينعش النفوس الظمأى
فقد تجاوز حدود الرفق والرحمة في أمور الدنيا
التي ألفها الناس ممن أُلهم هذه الصفة
وعرف بها في حياته الزوجية والأسرية والاجتماعية

في حين تتجلى عظمة هذا الخلق النبوي حين يتخلّى
الحبيب - صلى الله عليه وسلم
عن استمراء أحب الأمور إليه
و أعزها لديه، التي هي من جملة العبادة؛
مخافة المشقة على أمته

فيقول بأبي هو و أمي
(لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء)
و يصلي بالناس الجماعة فيحيي لذة العبادة
بالوقوف والمناجاة لله رب العالمين
تلك الصلاة التي هي راحته وغاية أنسه وسعادته
فيخفّفها عندما يسمع بكاء الصبي؛ رحمةً بأمه
و رعايةً لعاطفتها الفطرية تجاهه

قال النووي - رحمه الله
فيه دليل على الرفق بالمأمومين وسائر الأتباع
ومراعاة مصلحتهم، وأن لا يدخل عليهم ما يشق عليهم
وإن كان يسيراً من غير ضرورة(4)

لقد أدرك أصحابه - رضي الله عنهم
هذا الأدب الجمَّ من
رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم
و بلاغةِ أثره عليهم، وحاجتِهم إليه فاحتذوا به إتباعاً لسنته
واقتداءً بهديه
ففي مجال الموعظة ـ التي دعا إليها القرآن الكريم
نرى ابن عمر - رضي الله عنه
يتحرّى الأوقات المناسبة لنشاط النفوس
واشتياقها للحضور فيعظهم كل أسبوع
ن ويأبى تذكيرهم كل يوم بالرغم من سؤالهم لها
و يعلّل ذلك بقوله
" أَمَا إنه يَمْنَعُنِي من ذلك أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ
وَإِنِّي أَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ كما كان
النبي - صلى الله عليه وسلم
يَتَخَوَّلُنَا بها مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا"
قال النووي - رحمه الله
فيه الاقتصاد في الموعظة لئلا تملها القلوب
فيفوت مقصودها(5)
لقد تجلّى لنا مما روي عنه - صلى الله عليه وسلم
في هذا الباب من الأحاديث الغفيرة عظم شفقته
صلى الله عليه وسلم- ورحمته بأمته
وسماحة شريعته، حيث أرشدهم إلى ما فيه صلاح دينهم
واستقامة عبادتهم، وأمرهم بالتيسير في النوافل
ونهاهم عن التشديد فيها؛
ليمكنهم الدوام عليها بلا مشقة أو ملل؛
لأن النفس تنشط إلى ما تطيق من العبادة
ويحصل لها المقصود من العمل، وهو حضور القلب
وانشراحه، فتتم العبادة مع المواظبة عليها ويكثر الثواب
لتكرّر العمل وملازمته(6)

و القليل الدائم خيرٌ من كثيرٍ ينقطع
وإنما كان خيرًا لأن به دوام الإقبال على الله سبحانه
بالطاعة والذكر والمراقبة، وإخلاص النية
ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير
المنقطع أضعافًا كثيرة(7)
و الأحاديث الواردة في تخفيف
النبي - صلى الله عليه وسلم- عن أمته
لا تنافي هدي النبي - صلى الله عليه وسلم
في الاجتهاد في العبادة، والإكثار منها، والمداومة عليها
وإن أضرَّ بنفسه فصلى حتى تتفطّر قدماه
أو صام حتى يواصله يومًا ويومين؛
لأنه أعطي من الجَلَد والصَّبر والقوَّة ولذَّة العبادة
ما لم يؤت غيره، ففارقهم
لقد آتاه الله – سبحانه- قرة العين بذكره
والتنعّم بحبه، وبهجة النفس بطاعته
والشوق إلى لقائه، فلا شيء ألذَّ له من طاعته
وطيب حياته بعبادته، فحاله أفضل الأحوال وأكملها(8)
هنا (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=1891&menu_id=1684)
حلمه و عفوه
يتــــبع
***

(1) الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 887 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
***
(2) الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 708 -خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
***
(3)الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 70 -خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
***
(4) شرح النووي ج4/ص187
***
(5) شرح النووي على صحيح مسلم ج17/ص164
***
(6) ينظر: شرح ابن بطال (3/144)
شرح النووي (6/312)
شرح الكرماني (1/173)، فتح الباري (1/138)
عمدة القاري (7/209)، إرشاد الساري (1/189)
فيض القدير (4/354)، عون المعبود (7/56)
***
(7) بتصرف يسير،شرح النووي (6/312)
***
(8) ينظر: المفهم (3/1339-1340)، زاد المعاد (2/32)
طريق الهجرتين (ص474)، تحفة الأحوذي (2/382)

هند
12-21-2011, 01:04 PM
حلمه و عفوه - صلى الله عليه وسلم
عن أبي سعيد الخدري
قال: (بينما النبي - صلى الله عليه وسلم
يقسم ذات يوم قسما فقال ذو الخويصرة
-رجل من بني تميم-
يا رسول الله، اعدل قال: (ويلك من يعدل إذا لم أعدل؟)
فقال عمر: ائذن لي فلأضرب عنقه، قال: لا......)(1)
وعن أبي سعيد -رضي الله عنه
قال: بعث علي -رضي الله عنه
إلى النبي - صلى الله عليه وسلم
بذهيبة فقسمها...فأقبل رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين
ناتئ الجبين، كث اللحية محلوق
فقال: اتق الله يا محمد
فقال: (من يطع الله إذا عصيت
أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني
فسأله رجل قتله أحسبه خالد بن الوليد فمنعه)(2)


الحلم و العفو طبعٌ عزيز، وخلقٌ آسر
تتجلّى حقيقته في تلك المواقف التي يتجرأ فيها الآخر
على إيذاء عرضك بالسبّ
أو انتقاد عملك أو التعرض لحياتك الخاصّة
بأسلوب همجي، و ألفاظ غليظة، ونبرة حادّة
فلا تواجهه إلا بخير..!


ليست الأحلام في حال الرضى
إنما الأحلام في حال الغضب(3)

والحقيقة أن توطين النفس على كظم الغيظ
والصبر عن الانتقام لها
وتربيتها على العفو والصفح مع من يجهل عليها
أمرٌ لا تخفى مشقّته، لقوّة الداعي إلى الأخذ بالثأر
والرغبة الجامحة للحميّة للذّات، واستيفاء الحقوق
و حين نتأمل حال النبي - صلى الله عليه وسلم
المثقل بهّم الدعوة ومسؤولية الرسالة، وتلقّي الوحي
وقيادة الأمة لتكون خير أمة أخرجت للناس
نرى صفاء الحلم والعفو يتدفّق في قسمات وجهه المشرق
وكلماته الرقيقة النّدية؛
ليكون علماً من معالم شخصيّته المعجزة
يعترض له (ذو الخويصرة )
بجفاء وهو يقسم للناس حظّهم من المال؛
فيناديه بفظاظة: يارسول الله، اعدل!
و يأتي آخر رافعاً صوته
متطاولاً عليه يدعوه باسمه(يا محمد)
مجرّداً من نعت الرسالة والاصطفاء!
فيقول بملء فمه (اتق الله يا محمد)
فلا تظلم في العطاء!
إنها كلمة غاية في الشناعة والصّلف
في حق خير البرية - صلى الله عليه وسلم
وأزكاهم عند الله - تبارك وتعالى
المؤتمن على وحيه، وتبليغ رسالاته، وبيان شرعه
وحلاله وحرامه
المخيّر حين نبوّته بين أن يكون ملكا أو عبدا فاختار العبودية
أتغرّه لعاعة من متاع الدنيا فينقض عهده مع ربه!
ويجرح أمانته، ويخالف رسالته
ويهدم مبادئه العليا!!!

لقد كان لتلك الكلمات الجائرة
صدى عنيفاً على سمع أصحاب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم
فأشعلت فتيل الغضب في نفوسهم، وتبادروا لقتله
فما كان من الحبيب - صلى الله عليه وسلم
إلا أن منعهم من ذلك
واكتفى بالتأنيب والعتاب المؤثر (ويحك)
وفي رواية: (ويلك، من يطع الله إذا عصيت
أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني)
وفي رواية (أو لست أحق أهل الأرض أن أطيع الله؟)
و يبلغ العفو منتهاه حينما يدخل مكة ـ حرسها الله
بعد كفاح طويل في الدعوة والجهاد في سبيل الله
فيجتمع أهلها إليه في المسجد
فيقول لهم: (ما ترون أني صانع بكم؟)
قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم
فقال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)(4)

يا له من صفح جميل، و عفو بليغ
مأمول من ذلك الرجل الكريم الذي هو أهله
حيث يكون سائغا.
و حين تنتهك حرمات الله تعالى
فإنه يشتدّ غضبه لله حتى يرى أثره على وجهه
فلا يعف عن منكر لا يرضاه الله – سبحانه
أو يحلم عن إقامة حدّ من حدوده

تعفو بعدل و تسطو
إن سطوت به فلا عدمتك من عافٍ و منتقم(5)


و هذا هو التوجيه الشرعي الصحيح
الذي نتعلمه من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم
للعواطف والمشاعر الثائرة
فلا يكون فيها انتكاسة بحيث نغضب ونشتدّ غيضاً
حميّة لأنفسنا، وأنسابنا، وأموالنا، وديارنا
ونكتفي بغضّ الطرف، وزمّ الشفاه
والحوقلة إذا انتهكت محارم الله – سبحانه
واستبيح حماه


هنا (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=1913&menu_id=1684)
تواضعه و لين جناحه - صلى الله عليه وسلم

يتــ إن شاء الله ـبع
----
(1) الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6163
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
-----
(2) الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3344
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
----
(3) أدب الدنيا و الدين (ص219)
---
(4) سنن البيهقي الكبرى (18055)

(معشر قريشٍ ، ما ترون أني فاعلٌ بكم ؟
قالوا : خيرًا ، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ ! !
قال : فإني أقولُ لكم ما قال يوسفُ لإخوتِه
لا تثريبَ عليكم اليوم ، اذهبوا فأنتم الطلقاءُ )
الراوي: - المحدث:الألباني - المصدر: فقه السيرة
الصفحة أو الرقم: 382- خلاصة حكم المحدث: ضعيف
---
(5) أدب الدنيا و الدين (ص 223)

الأخت المسلمة
12-29-2012, 07:15 PM
جزاكِ الله خيرا و نفع بكِ غاليتى هند .

أمة الله
03-18-2013, 08:02 PM
بارك الله فيك
الخالة الحبيبة
هنـــــــــــــــــhttp://www.muslma1.net/vb/images/icons/2.gifـــــــــــــــــــد
ننتظر البقية

هند
12-15-2014, 08:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon18.gifحبيبتى الغاليةhttp://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon18.gif
أمة الله
آميين و إياكِ
الله المستعان ثم دعائكم

هند
12-20-2014, 04:13 PM
تواضعه و لين جناحه

صلى الله عليه وسلم
http://dc599.4shared.com/img/cQNg_sQHba/s7/14a4a7e1e78/tvekhd0sanon?async&rand=0.5699685856852538http://dc599.4shared.com/img/cQNg_sQHba/s7/14a4a7e1e78/tvekhd0sanon?async&rand=0.5699685856852538
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً

فَقَالَ: (يَا أُمَّ فُلاَنٍ، انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ

حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَك)

فَخَلاَ مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا.(1)


عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ
قَالَتْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
مَعَ أَبِي، وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (سَنَهْ سَنَهْ)


قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ،

قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ فَزبَرَنِي أَبِي
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم

(دَعْهَا)، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم

(أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي)

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ.(2)

* * *


إذا شرفت النفس كانت للآداب طالبة

وفي الفضائل راغبة، فإن اقترن بها علو الهمّة
ونبل الهدف كانت طيّبة الجنى، وارفة الظلال
تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها!
يقتات منها الصغير والكبير
ويأوي إليها القوي والضعيف، والغني والفقير


لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم
مع الناس تلك النفس الخيّرة، آيةً في اللين والتواضع
ومثلاً في السماحة واللطف، بالرغم من نفوذ سلطانه
وجلالة قدره، و انقيادهم لأمره، و توقيره و مهابته.
بل إن طاعته و محبّته مقدّمة على النفس
والأهل، والمال، والعشيرة...!
توافيه تلك المرأة (وفي عقلها شيء)
في بعض الطرق الضيقة، المصطفة من النخيل
المسلوكة التي لا تنفك عن مرور الناس غالبًا



و تسأله حاجتها، و ما ثمّ لولا ما آنسته

من الحبيب - صلى الله عليه وسلم
من تمام التواضع والقرب من المستضعفين
ولينه في أيديهم، ومشيه في حوائجهم
وتشوقهِ إلى إرضائِهم، وسماعِ شَكواهُم، وقضاءِ شُؤونِهم
فيسعها النبي - صلى الله عليه وسلم
بعطفه المعروف، وتواضعه المألوف
ملبياً رغبتها بسخاوة نفس وتقدير
(يَا أُمَّ فُلاَنٍ، انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ
حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَك) !!!

فللّه لين ذاع في الناس صيته

وخفض جناحٍٍ طوّق الوعر والسّهلا

و تأتيه جارية صغيرة هي : أمَة (بمفتوحة وخفَّة ميم)
بنت خالد بن سَعيْد بن العَاصِ، تكنّى أم خالد

و تقترب منه لترسم صورة أخرى رائعة من التواضع والعطف النبوي .
نرى فيها النَّبي المربِّي - صلى الله عليه وسلم

-وهديه القويم في رعاية الأطفال، وقربه من الصِّغَار
وتلقِّيهم بالبِشْر وسهولة الخلق.. والرحابة ...
وشفقته على البنات خاصَّة !
ألا ترى إلى عظيم تقديره لأم خالد
واصطفائها من سائر القوم
وتشريفها بهديته، بعدما سأل الحضور
من أصحابه عمن يستحقها
وسكتوا حيرة، فاستشرفوا لها
وكانت تلك الجارية هي الجديرة بها
قَالَ: (مَنْ تَرَوَنَ أَنْ نكْسُوَ هذه؟ فسكت القومُ
قَالَ: ائتوني بأمّ خالدٍ)
إنه يدعوها بكنيتها، زيادة في إكرامها، والاهتمام بها
وجيء بها تحمل في -رواية– لحداثة سنِّها

– (فَأَخَذَ الخَمِيْصَةَ – وهي كساء من خزٍّ أو صوف

بيده الشريفة فألبسه) إياها!
وبالغ - عليه الصَّلاة والسلام - في العطف عليها
والإحسان إليها، والبِّر بها
(فَجَعَلَ يَمْسَحُ الأعلام
وهي ألوانها البارزة الصفراء أو الخضراء
بيده، ويقول مادحًا لها، مثنيًا على جمالها وروعتها
هذا: (سَنَهْ سَنَهْ)، بمعنى حسن
وما قالها الحبيبُ - صلى الله عليه وسلم

- بالحبشيَّة، وهو العربيُّ الفصيح!
إلا محاكاة لُّلغة التي ألفتها منذ طفولتها
وتطييبًا لخاطرها وطمعًا في إدخال السرور
والبهجة إلى قلبها.
ويَسْتمرُّ الحنانُ النبويُّ الدافئ ليحكي مشهدا مؤثِّرا

من اللطف الغامر بتلك الصبية
دنت منه بعدما اطمأنّت لتواضعه ورحمته
ولفت نظرها خاتم النبوة البارز بين كتفيه
(كزرِّ الحجلة)
فَتَاقَتْ نفسُها إلى لمسه، فطفقت تلعب به
مما أثار حفيظة والدها الذي نهرها بقسوة
فنهاه النبي - صلى الله عليه وسلم

- وقال: (دعه)، فاستمرت تلهو به مرحًا مستأنسة

برضى النبي - صلى الله عليه وسلم

- مطمئنة إلى سماحته، ثم يختم اللقاء الطيب
بدعواتٍ لها مباركةٍ، يرددها ثلاثًا ويمتدُّ أثرها
إلى أمد ذاك اللقاء بما يحويه من المعاني القيِّمة
للتواضع وخفض الجناح، يمثل أنموذجًا
من الدروس التربوية التي لها أكبر الأثر
في بناء الشخصية العاطفية
وتربيتها على التواضع ودماثة الخلق على نحو أفضل
هنا (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=1939&menu_id=1684)

عفّته و حياؤه - صلى الله عليه وسلم-



يبـــــ إن شاء الله بع



ــــــــــــــــــــــــــــــ




(1) الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2326
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ــــــــــــــــــــــــــ
(2) الراوي: أم خالد أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص
المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3071
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

هند
03-04-2015, 02:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
عفّته و حياؤه - صلى الله عليه وسلم


عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
مرّ على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
(دعه فإنّ الحياء من الإيمان).(1)
عن أنس قال: (لما تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم
زينب أهدت له أم سليم حيسا في تور من حجارة
فقال أنس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
" اذهب فادع لي من لقيت من المسلمين
فدعوت له من لقيت، فجعلوا يدخلون عليه
فيأكلون ويخرجون
ووضع النبي - صلى الله عليه وسلم
يده على الطعام فدعا فيه، وقال فيه ما شاء الله أن يقول
ولم أدع أحدًا لقيته إلا دعوته، فأكلوا حتى شبعوا، وخرجوا
وبقي طائفة منهم فأطالوا عليه الحديث
فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم
يستحيي منهم أن يقول لهم شيئا، فخرج وتركهم في البيت
فأنزل الله - عز وجل
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ
إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ)
قال قتادة: غير متحينين طعامًا
(وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا)
حتى بلغ: (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)(2)

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه
قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم
أشد حياء من العذراء في خدرها
حدثني محمد بن بشار حدثنا يحيى وبن مهدي
قالا: حدثنا شعبة مثله، وإذا كره شيئا عرف في وجهه)(3)

الحياء غذاء الروح، وحياة القلب
كما أن الغيث حياة الأرض، ورواؤها، وبهجتها

وعلى حسب حياة القلب تكون قوّة خلق الحياء
فكلّما كان القلب أحيا كان الحياء أتم
وقلة الحياء من موت القلب والروح" (4)

و لمّا كان الحياء بهذه المنزلة العظيمة
من حياة الإيمان في القلب، واقترانه به ودوامه فيه
كان النبي - صلى الله عليه وسلم
أعظم هذه الأمة حياءً، شهد له ربه
سبحانه- بهذه الصفة الكريمة في محكم تنزيله
فقال: (إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ)(5)

ومن تأمّل هذه الأحاديث الثابتة رأى كثرة حياء النبي
صلى الله عليه وسلم
وأنه كان جامعا ًبين نوعي
الحياء الغريزي والمكتسب
ففي الغريزي كان أشد من العذراء في خدرها
وأما المكتسب فقد كان في الذروة العليا منه

وكلا النوعين محمود، مطلوب، وسبب لزيادة الإيمان؛
لأنه يكون تخلقا واكتسابا كسائر أعمال البر
وقد يكون غريزة، ولكن استعماله على قانون الشرع
يحتاج إلى اكتساب، ونية، وعلم، فهو من الإيمان
ولكونه باعثاً على أفعال البر، ومانعاً من المعاصي
ومُعْفَىً من الفواحش، وناهيا عن المنكرات
فلا يأتي منه إلا خير(6)

و ترجمت لنا سيرته العطرة حقيقة ذلك الحياء
وتمكّنه من خلقه وسلوكه العملي
في مواقف شتى، منها زواجه من زينب بنت جحش
رضي الله عنها
فقد كان - صلى الله عليه وسلم
حديث عهدٍ بأهله، والأضياف في بيته قد حضروا وليمته
وطعموا حتى شبعوا، وظلّوا مستأنسين بالحديث
في غفلةٍ عن حال النبي - صلى الله عليه وسلم
وتكدّره من طول بقائهم
و هو يستحي أن يواجههم بأمر الخروج من بيته
و الانفراد بعروسه
حمله الحياء على أن يترك أخصّ حقوق نفسه
في ليلة البناء بأهله، والشوق إليهم
وتحمّل مشقة الحرج من أصحابه الذين أكرمهم بضيافته
والتناول من مائدته، على أن يصارحهم بما يجول في خاطره
وما يعتمل في نفسه؛
إيثاراً للحياء
وحرصاً على توفير الراحة والانبساط لهم
فتولّى الرحمن – سبحانه
أمره، ورفع عنه ما أهمّه، وأنزل قرآنا يتلى إلى يوم القيامة
يصدع بما للنبي - صلى الله عليه وسلم
من الحقّ العظيم من الاحترام والتوقير
والآداب المتعّينة له على أصحابه و أمته
ويدعونا في الوقت نفسه إلى الاقتداء به
والتحلي بهذا الخلق الفاضل، فمن استحيا
من الله – سبحانه- حق الحياء رأى نعمه وآلاءه
واستشعر إساءته وتقصيره، وبادر بالخيرات
وترك المنكرات، ومن استحيا
من نفسه عفّها وصانها في الخلوات
ومن استحيا من الناس كف أذاه عنهم
وترك المجاهرة بالقبيح والسيئات(7)
هنا (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=2181&menu_id=1684)
أمانته و وفاؤه - صلى الله عليه وسلم

يتــــــ إن شاء الله ـبع
ـــــــــــــ
(1)الراوي : عبدالله بن عمر المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 24
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
(2)الراوي : أنس بن مالك المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1428
خلاصة حكم المحدث : صحيح
(3)الراوي : أبو سعيد الخدري المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3562
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
(4)ينظر: مدارج السالكين (2/259)

(5)[سورة الأحزاب : 53]
(6) ينظر: فتح الباري ( ج10/ص522)، وشرح النووي: ج2/ص5
أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم- في القرآن والسنة (1/485)
(7)ينظر : أدب الدنيا والدين، للماوردي (ص 243)