المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاج الشقاق بين الزوجين


أم سليمان
01-17-2011, 04:53 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه .


أمّا بعد :


فهذه كلمة نافعة من محاضرة بعنوان ( حقوق الجار )
للشيخ العلامة محمد عطية سالم – رحمه الله - .


فرأيت فيها مسألة مهمة جداً وهي ( علاج الشقاق بين الزوجين )
وهذه مسألة فقهيه نافعة فرأيت من باب نشر الخير والعلم النافع
أن أضعها لإخواني ، وصلى الله على نبينا محمد على آله
وصحبه وسلم .




علاج الشقاق بين الزوجين



قال الله سبحانه: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ
بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا } [النساء:34] ثم قال سبحانه:
{ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ
وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا
كَبِيرًا } [النساء:34]، وأنبه الأزواج أن قوامة الرجال على
النساء ليست قوامة السلطة والجبروت، ولكن هي قوامة إحسان
ورعاية وضمان وكفالة وإنفاق.


وقال الله سبحانه وتعالى عن النسوة: { وَاللَّاتِي تَخَافُونَ
نُشُوزَهُنَّ } [النساء:34]، والنشوز: الارتفاع والتعالي،
فتتعالى على الوفاء بحق زوجها، فبادروا بوعظهن قبل
أن يقع شيء، والموعظة هي التخويف من اليوم الآخر،
والتي ينفع فيها التخويف هي المرأة المؤمنة، وهذا يجعلن
ا نتساءل كيف نختار الزوجة؟ جاء في الحديث:
( تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها
، فاظفر بذات الدين تربت يداك )، (1)فإذا اخترتها على
مبدأ (لدينها)؛ فحينما تقع منها زلة أو تأنف في موقف،
فإنك تعظها، فدينها يحثها على الاتعاظ، فإذا اخترتها على
مبدأ دينها كان ذلك عوناً لك عليها، وقال الله في وصف
المؤمنات: { فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ } [النساء:34].


فأمر الله سبحانه وتعالى بوعظ المرأة الناشز على زوجها،
وإذا لم تنفع الموعظة فليهجرها في المضاجع، فلا يهجرها
إلى بيت ثان أو غرفة ثانية، لا، بل في نفس الفراش؛ لأن
البعد قد يزيد الجفا، ولا يتيح الفرصة للمصالحة، لكن اهجرها
في نفس الفراش غير بعيد.


والهجر أكبر سلاح يوجه للمرأة؛ لأنه يقفل سلاحها ضد
الرجل، وهي لا تملك إلا ذلك فقط، فإذا كان ذلك لا يغري
الرجل، واستطاع أن يستغني عنه، بطل سلاحها، وأصبحت
معطلة، فهي طعنة في الصميم، فحالاً ترجع.


فإذا لم ينفع هذا الهجر، وكان سبب النشوز قوياً، فأمر الله
بضربهن، لكن أي ضرب؟ ليس كما يضرب الحيوان، قال
صلى الله عليه وسلم: ( لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ، ثم
يجامعها في آخر اليوم )2)لكن المشروع الضرب الذي
ينبهها فقط، فإذا لم ينفع ذلك بعثوا حكمين، وقوله سبحانه:
{ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ }
[النساء:34]، والغيب هو كل ما غبت عنه، فهي تحفظ نفسها
في غيبتك، وتحفظ مالك، وأهلك، وأقاربك، وأولادك، وخدمك،
فكل ذلك تحفظه المرأة الصالحة بما حفظ الله.


قال سبحانه: { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ
وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلِيمًا خَبِيرًا } [النساء:35] في الآية السابقة قال:
{ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا }
[النساء:34]، فعند إعطائك السلطة، واستخدامك للحق الذي
أعطاك الله إياه من القوامة والموعظة والهجر والضرب، ذكرك
الله بأنه علي كبير، يعني: بقدر ما تتعالى على المرأة، وبقدر ما
تملك أن تتصرف هذا التصرف، فالله أعلى منك، وسلطة الله
عليك أقوى من سلطتك عليها.


ولما قال عن الحكمين: (إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا )، فهل الإرادة أمر
ظاهر، أو أمر خفي؟ أمر خفي، والذي يعلم حقيقة إرادة الإصلاح
هو الله، ولذا قال: { إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلِيمًا خَبِيرًا } [النساء:35] ، فقوله: (عَلِيمًا خَبِيرًا) تتناسب مع
النية وإرادة الإصلاح، وقوله: (عَلِيًّا كَبِيرًا) تتناسب مع القوامة
والنصح والهجر والضرب.


ثم بعد هذا ذكر الله الزوجين أثناء الخصومة والشقاق والنزاع
بينهما بحق الله، وبحق الوالدين، وبحق الأقارب، وبحق الجيران،
وبحق الأيتام والمساكين، وابن السبيل والصاحب بالجنب، وهذا
التذكير حتى لا تطغى قضايا الزوجين من الشقاق والنزاع على
الحقوق العامة لله وللآخرين، فذكر هنا الوصية بالجار.



والله أسأل أن يوفقني وإياكم والمسلمين لما يحبه ويرضاه،
وأن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.


وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.



من درس بعنوان [ حقوق الجار ] للشيخ العلامة محمد
عطية سالم رحمه الله
لمزيد من الفائدة
من وسائل علاج الإختلاف بين الزوجين
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي المسلم, أختي المسلمة

حينما تظهر أمارات الخلاف وبوادر النشوز أو الشقاق
فليس الطلاق أو التهديد به هو العلاج.
إن أهم ما يطلب في المعالجة: الصبر والتحمل, ومعرفة
الإختلاف في المدارك والعقول, والتفاوت في الطباع. مع
ضرورة التسامح والتغاضي عن كثير من الأمور, ولاتكون
المصلحة والخير دائمآ فيما يحب ويشتهي, بل قد يكون الخير
فيما لايحب ولا يشتهي:
((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا
شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا))النساء,الآية:19
ولكن حينما يبدو الخلل ويظهر في الأواصر تحلل, ويبدو من
المرأة نشوز وتعال على طبيعتها وتوجه ‘إلى الخروج عن
وضيفتها, حيث تظهر مبادئ النفرة, ويتكشف التقصير في
حقوق الزوج والتنكر لفضائل البعل, فعلاج هذا في الإسلام
صريح, ليس فيه ذكر للطلاق لا بالتصريح ولا بالتلميح. يقول
الله ـ سبحانه ـ في محكم التنزيل:
((وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ
وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا

كَبِيرًا )
النساء,الآية:34

يكون العلاج: بالوعظ والتوجيه وبيان الخطأ, والتذكير بالحقوق,

والتخويف من غضب الله ومقته, مع سلوك مسلك الكياسة والأناة
ترغيبآ وترهيبآ.
وقد يكون الهجر في المضجع والصدود, مقابلآ للتعالي والنشوز,
ولاحظوا أنه هجر في المضجع.. وليس هجرآ عن المضجع...
إنه هجر في المضجع..وليس هجرآ في البيت...
ليس أمام الأسرة أو الأبناء أو أمام الغرباء.
الغرض هو المعالجة وليس التشهير أو الأذلال أو كشف الأسرار
والأستار, ولكنه مقابلة للنشوز,والتعالي بهجر وصدود يقود إلى
التضامن والتساوي.
وقد يكون المعالجة بالقصد إلى شئ من القسوة والخشونة,فهناك
أجناس من الناس لا تغني في تقويمهم العشرة الحسنة والمناصحة
اللطيفة, إنهم قد يبطرهم التلطف والحلم..فإذا لا حت القسوة سكن
الجامح وهدأ المهتاج. نعم قد يكون اللجوء إلى شئ من العنف
دواء ناجحآ, ولماذا لا يلجأ إليه وقد حصل التنكر للوظيفة
والخروج عن الطبيعة؟
ومن المعلوم لدى كل عاقل أن القسوة إذا كانت تعيد للبيت
نظامه وتماسكه, وترد للعائلة ألفتها ومودتها فهو خير من
الطلاق والفراق بلا مراء, إنه إيجابي تأديبي معنوي, ليس
للتشفي ولا للانتقام, وإنما يستنزل به مانشز, ويقوم به

مااضطرب.


وإذا خافت الزوجة الجفوة والإعراض من زوجها فإن

القرآن الكريم يرشد إلى العلاج بقوله:
(وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا (http://javascript<b></b>:AyatServices('/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=4&nAya=128'))

أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) النساء,الآية:128


العلاج: الصلح والمصالحة, وليس بالطلاق ولا بالفسخ. وقد

يكون بالتنازل عن بعض الحقوق المالية أو الشخصية محافظة

على عقدة النكاح


(وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ) .. الصلح خير من الشقاق والجفوة والنشوز


والطلاق


أخي المسلم أختي المسلمة:

هذا عرض سريع وتذكير موجز, بجانب من جوانب الفقه
في دين الله والسير على أحكامه, فأين منه المسلمون؟
أين تحكيم الحكمين في الشقاق بين الزوجين؟..لماذا ينصرف
المصلحون عن هذا العلاج؟.. هل هو زهد في إصلاح ذات,
أو رغبة في تشتيت الأسرة وتفريق الأولاد؟
إنك لا ترى إلا سفها وجورا, وبعدا عن الخوف من الله
ومراقبته, وهجرآ كثيرآ من أحكامه وتلاعبآ في حدوده..
"أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل طلق امرأته
ثلاث تطليقات جميعا ، فقام غضبان ، فقال : أيلعب بكتاب
الله وأنا بين أظهركم ؟ !"
الراوي: محمود بن لبيد المحدث: الألباني (http://katarat1.com/mhd/1420)- المصدر:
التعليقات الرضية (http://katarat1.com/book/11400&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 243/2
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

منقول
(1)
" تنكح المرأة لأربع : لمالها و لحسبها و لجمالها و لدينها ، فاظفر بذات

الدين تربت يداك "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني (http://katarat1.com/mhd/1420)- المصدر: صحيح الجامع (http://katarat1.com/book/3741&ajax=1) -
الصفحة أو الرقم: 3003
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(2)
"لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ، ثم يجامعها في آخر اليوم"
الراوي: عبدالله بن زمعة المحدث: البخاري (http://katarat1.com/mhd/256)- المصدر:
صحيح البخاري (http://katarat1.com/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 5204
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

أمة الله
01-17-2011, 06:59 PM
جزاك الله خيرا

غاليتي

أم سليمان

وردنا إليه رداً جميلا

ورزقنا اتباع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم