المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البيت الآمن!!!!!!!!!!!


أم سليمان
02-11-2011, 12:55 PM
البيت الآمن


لسماعة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
08-06-1430هـ






إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ
به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا
مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأِشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى
الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم
الدين.أما بعد:
فيا أيها الناس،اتقوا الله تعالى حق التقوى.
في الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم- قال: " من أصبح آمنا
في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت
له الدنيا بحذافيرها "،(1) يقول -صلى الله عليه وسلم-:
"من أصبح آمنا في سربه"، من أصبح آمنا في بيته من أصبح
آمنا في سكنه؛ فالبيت سكنا العبد نعمة أنعم الله بها عليه، والله
جعل لكم من بيوتكم سكنا؛ فهو مكان إقامته وراحته واستتاره
وقضاء وطره وحاجته ومكان خلوته واجتماعه بأهله، هو نعمة
من الله على العبد أنعم بها عليه لا يعرف قدرها إلا من رأى من
لا يملك بيتا، وحاجته في التشرد والتنقل من مكان إلى مكان،
النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "آمنا في سربه"، إن أمن
البيوت أمن مطلوب شرعا، أمنها من عدوان خارج من ورائها
أمن مطلوب شرعا، ولذا أوجب الله الاستئذان عند دخول بيوت
الغير:يقول تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ
حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا)، أي حتى يقدم الاستئذان
ويظهر ويفشي السلام، قال تعالى: (وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ)؛
فأمر بالاستئذان قبل دخول البيوت؛
لأن البيوت آمنة؛ لأن أهل البيت آمنون في بيـــتـهم لا يجوز
الدخول عليهم بغير استئذان ولا علم، ولهذا صارت، ولهذا
كانت عقوبة من دخل البيت بلا علم أن يفقأ بصره، وأن ذلك
هدرا، ولهذا يقول -صلى الله عليه وسلم-: "لو أن رجلا اطلع
عليك بغير إذن فخذفته بحصاة ، ففقأت عينه ، ما كان عليك
من جناح "،(2) بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيته
إذا جاء رجلا من خلال الباب ينظر، ومع النبي مدراسا كان
يحك بها رأسه؛ فحاول النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يفقأ
عين ذلك المتطلع إلا أنه انتبه وانصرف كل ذلك أمنا للبيت
من أن يطلع على عورات أهله؛ لأن الناس في بيوتهم لهم
أحوالهم الخاصة لا يجوز التـــعدي عليهم، ولا اكتشـــــاف
أسرارهم، ولا التطلع على عوراتهم، هذا الأمن للمنزل من
خارجه، ولكن كيف يكون البيت آمنا داخل أسواره كـــيف
يكون البيت آمنا داخل أسواره كيف يكون آمنا داخل أسواره.
نعم، إن أمنه داخل أسواره بالتزام أهل البيت آداب الشريعة
في المحافظة على قيم البيت والمعاينة لمصالحه البيت أمانة
في عنق الزوجين الزوج والزوجة؛ فإنهما أسس البيت وعمد
أركانه متى قام الزوجان بالأمانة الملقاة على عاتقهمــــا عمـر
البيت بتوفيق الله ورفرفت عليه أعلام السعادة والهناء إن قصور
بجانب المرأة يقومه الرجل وقصور في جانب الرجل تقومـه
الزوجة المؤمنة الصالحة لكن المصيبة كل المصيبة إذا عـــم
الفساد الزوجين وعم الضياع الزوجين؛ فأهملــت المــــرأة
وأهملت الرجل وضاع البيت وأهله بإهمــــال الزوجــيــــن
وتضييعهما لرعيتهما إن الإسلام جعل الزوج راعيا على أهله
ومسئولا عن رعيته وجعل المرأة راعية على بيت زوجـــــها
وهي مسئولة عن رعيتها، إن الله سائل كل راع عما استرعاه
حفظ ذلك أو ضيع؛ فخراب البيوت إنما يكون بإهمال الزوجين
جميعا مصالح الأولاد، ومصالح البيت وعدم الاهتمام بالــــقيام
بالواجب.
أيها المسلم، إن الخلل إذا وقع من كلا الزوجين في إهمال البيت
، ومصالحه ضاعت المصالح، وضاعت مصالح الأبناء والبنات
جميعا.
أيها المسلم، فمن مميزات البيت المسلم أن البيت معمور على
الطاعة والعبادة وتقوى الله جل وعلا في الأمور كلها فإذا أمر
البيت بالعبادة والطاعة ابتعد الشر والبلاء عنه، ولهذا تقول
عائشة -رضي الله عنهما- قالت" كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصلي من الليل . فإذا أوتر قال " قومي ، فأوتري"
(3)
هكذا الطاعة والخير، وهكذا التواصي بالحق بين أركان البيت
الزوج والزوجة، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: " رحم الله
رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح
في وجهها الماء رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت
زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء "،(4) كل هذا التعاون
على الخير والتعاون على الطاعة وأداء نوافل الخير إلا يأمـــــر
البيت بالخير والتقوى.
أيها المسلم، ومن مميزات البيت المسلم وأمنه في الخيـــــر مــــن
مميزاته: أن يكون البيت معمور بالعلم النافع، والعمل الصــــالح،
علــــــــم يتبصر به المسلم الصراط المستقيم، ويتوقى به طريــق
المغضوب عليهم والظالين، علم يعلموا به أهل البيت الواجبــــات
عليهم في طهارتهم وصلاتهم وأحكام الاستئذان، وما يضطـــرون
إلى فعله، إلى معرفته مما أبيح وحرم عليهم، ليكون البيت قائـــما
على أسس من الخير والتقوى والصلاح؛ فتعاون الزوجين علـــى
الخير، وتعليم بعضهم بعضا ما أشكل عليه في أمور دينه، مــــــن
أسباب أمن البيت فكريا، وسلامته من كل المؤثرات السيـــــئـــة.
أيها المسلم، إن الحياء خلق كريم يتحلى به المسلم، وفي الحديث:
"والحياء شعبة من الإيمان"،(5) وفي الحديث: "إن مما أدرك
الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت "؛
(6)
فحصول الحياء في البيت الحياء الذي يمنع عن الرذائل والحياء
الذي يبعد عن سفاسف الأخلاق، والحياء الذي يدعو إلى الخير
والتقى والالتزام المشروع؛ فإذا فقد الحياء من أي مستمع؛ فإن
فقدان الحياء دليل النقص والعياذ بالله؛ فلا يليق أن يهتك ستر
البيت، ولا يليق أن يلفظ حياءه، وأن يؤثر على هواءه، بل يكون
البيت معمورا بالحياء والصمت الحزن والأخلاق الفاضلة كلما
عود الأبناء والبنات على الحياء والصمت الحزن كان علامة
صلاحهم واستقامتهم بتوفيق الله، وهذا لا يكون إلا إذا كــــــان
الأبوان متحليين بهذا الخلق الكريم خلق الحياء الذي يحول بين
العبد وبين الرذائل ويحمله على الخير والفضائل.
أيها المسلم، البيت المؤمن آمن، آمن فسره محفوظ، وخلافاته
مستورة أسرار البيت محفوظة وخلافاته مستورة لا تعد ولا تذكر
ولا تنشر؛ فمتى حفظت أسرار البيوت، ومتى سترت خلافاتها،
ومتى عولج الخلاف من داخل البيت، ومتى قضي على الخلاف
داخل البيت وضيقت شقة الخلاف؛ فإن البيت سيكون آمنا مطمئنا
بتوفيق الله، النبي -صلى الله عليه وسلم- حذر الرجل يفضي إلى
امرأته والمرأة تفضي إليه، ثم يعود ينشر أسرارها فهذا من قلة
الحياء وضعف المروءة الخلافات المنزلية العائلية لا بد أن تكون
ولا يسلم بيتا منها إلا من عصم الله، لكن كيف تعالج الخلافات
بين الزوجين أيكون العلاج باستطالة اللسان والتعثيرعلى الأولاد
لما يسمعون من تبادل التهم بين الأبوين والقيل والقال ورفع
الأصوات وربما حصلت مشادة بين الأبوين ومضاربة والعياذ
بالله، وربما تطور النزاع إلى المحاكم، وربما اشترك العوائل
في هذا النزاع التافه، الذي يمكن الزوجين أن يحلا هذه المشكلة
قبل تطورها وتوسعها، لكن هذه الخلافات لا يقضي عليها إلا
إيمان صادق ونصح وإخلاص وحب ولسلامة البيت وإبعاد عن
تشتت الأسرة إن كثير من خلافات الزوجين تطور أحيانا إلى
أن تصل إلى حد الطلاق، ثم تتفكك الأسرة يذهب الأبناء والبنات
ما بين قسوة الأب وما بين عجز الأم وما بين عدم المبالاة أهل
الطاعة المرأة بأولادها إلى غير ذلك، هذه النزاعات لو عقل
الناس حقا لعالجوها ممكن وكل سبيل ممكن قبل أن تتطور
الإسلام حث الزوج على الصبر والتحمل وحث المرأة على
السمع والطاعة؛ فإذا قام الزوجين بما يجب على كل نحو
الآخر؛ فبتوفيق من الله يقضى على الخلاف وتطوره، لكن
المصيبة أن يكون الموقف من أهل الزوجة موقف سلبيا
أو الموقف من أهل الرجل موقفا سلبيا فتطور الخلافات على
أتفه الأسباب وأحقرها الذي يمكنه أن تمحى في لحظة، لكن
ضيق الخلق وقوة الصبر وعدم المروة تؤدي إلى تطور هذا
النزاع بين الزوجين، ولهذا أقول أيها المرأة وأيها الزوج ليتق
كل منكم ربه في خلافاته ونزاعاته ولتذكر المرأة وليذكر الرجل
هؤلاء والبنين والبنات ما حالهم ومصيرهم عندما يكون بين
الأبوين هذا النزاع وهذا الشقاق إلى أين تذهب الفتاة؟ وإلى أين
يذهب ذلك الولد؟ إلى أين يذهبان؟ إنهما يصابان بأزمات نفسية
في دراستهما وفي معشيتهما وأحوالهما، وفي سبب الصراع
التافه، الذي يمكن أن يعالج بأيسر علاج وأسهله.
يـــتــــبــع بإذن الله
(1)
الراوي: عبيدالله بن محصن الأنصاري المحدث: الألباني (http://katarat1.com/mhd/1420)
- المصدر: صحيح الترغيب (http://katarat1.com/book/531&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 833
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
(2)
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم (http://katarat1.com/mhd/261)- المصدر: صحيح مسلم (http://katarat1.com/book/3088&ajax=1)
- الصفحة أو الرقم: 2158خلاصة حكم المحدث: صحيح
(3)
الراوي: عائشة المحدث: مسلم (http://katarat1.com/mhd/261)- المصدر: صحيح مسلم (http://katarat1.com/book/3088&ajax=1) -
الصفحة أو الرقم: 744خلاصة حكم المحدث: صحيح
(4)
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني (http://katarat1.com/mhd/1420)- المصدر: صحيح أبي (http://katarat1.com/book/13559&ajax=1)
داود - الصفحة أو الرقم: 1450خلاصة حكم المحدث:
حسن صحيح
(5)
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني (http://katarat1.com/mhd/1420)- المصدر: صحيح (http://katarat1.com/book/3741&ajax=1)
الجامع - الصفحة أو الرقم: 2801خلاصة حكم المحدث:
صحيح
(6)
الراوي: أبو مسعود عقبة بن عمرو المحدث: الألباني (http://katarat1.com/mhd/1420)-
المصدر: صحيح ابن ماجه (http://katarat1.com/book/13560&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 3391
خلاصة حكم المحدث: صحيح

هند
02-12-2011, 02:12 PM
أم سليمان الغالية

جزاكِ الله خيراً