المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسباب التي يستعان بها في حفظ الحديث


أم حذيفة
03-12-2011, 09:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة
*************
الأسباب التي يستعان بها في حفظ الحديث

الأول حسن النية:
*****
فإنها مفتاح كل خير، وسبب التوفيق والتيسير والبركة في العلم.

وأورد الخطيب في هذا الباب أثر ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال: (إنما يحفظ الرجل على قدر نيته) .


وقال معمر بن راشد (ت 154هـ): "كان يقال: إن الرجل ليطلب العلم لغير الله فيأبى عليه العلم، حتى يكون لله عز وجل

" .الثاني:اجتناب ارتكاب المحرمات ومواقعة المحظورات:
******
قال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه -: "إني لأحسب الرجل ينسى العلم، بالخطيئة يعملها" .
وقال رجل للإمام مالك: "يا أبا عبد الله، هل يصلح لهذا الحفظ شيء ؟ قال: إن كان يصلح له شيء، فترك المعاصي".

وفي الأبيات المشهورة:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي****فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال بأن حفظ العلم نور****ونور الله لا يؤتاه عاصي

الثالث:العمل بالحديث الذي يرويه ويحفظه:
*******

قال سفيان الثوري: (العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل) .

وقال جماعة من السلف، منهم الشعبي ووكيع: (كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به) .

والسبب الذي من أجله كان العلم بالحديث مثبتا الحفظ، يظهر جلياً في أن العمل بالحديث يجعل معاني الحديث واقعاً عملياً، والمحسوسات أثبت في الذهن من المعنويات. وأهم من ذلك أن العمل بالعلم سبب لتوفيق الله تعالى إلى العلم والزيادة منه، وكما قال تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله ) .

الرابع:اغتنام الأوقات المناسبة في اليوم للحفظ
***********
:وهذا أمر يختلف فيه الأشخاص، باختلاف أحوالهم وظروف طلبهم للمعاش وغير ذلك. غير أن الذي يذكره أهل التجربة،
هو أن أفضل الأوقات للحفظ: الليل عموماً، والفجر ، ويخصون من الليل آخره وهو وقت السحر، بشرط أن يكون طالب العلم قد نام من أول الليل، وأخذ حاجته من النوم.
ومن جميل الوصايا في ذلك، ما ذكر من أن المنذر قال للنعمان ابنه "يا بني، أحب لك النظر في الأدب بالليل، فإن القلب بالنهار طائر، وبالليل ساكن، وكلما أوعيت فيه شيئاً علقه" .

فتعقب الخطيب البغدادي هذه الوصية بقوله "إنما اختاروا المطالعة بالليل لخلو القلب، فإن خلوه يسرع إليه الحفظ، ولهذا (لما) قيل لحماد بن زيد: ما أعون الأشياء على الحفظ ؟ قال: قلة الغم. (قال الخطيب( وليس تكون قلة الغم إلا مع خلو السر وفراغ القلب، والليل أقرب الأوقات إلى ذلك" .
وقال إسماعيل بن أبي أويس: "إذا هممت أن تحفظ شيئاً، فنم، ثم قم عند السحر، فأسرج، وانظر فيه، فإنك لا تنساه – بعد إن شاء الله") .
الخامس: اغتنام فترة الصبا والشباب:
**********
واشتهرت كلمة الحسن البصري التي يقول فيها:
"طلب الحديث في الصغر كالنقش في الحجر" ، وذاد بعضهم ما معناه: والعلم في الكبر كالنقش في النهر .
ولذلك كان السلف يبكرون بأولادهم إلى مجالس الحديث، حتى قال عبد الله بن داود الخريبي (ت 213هـ): "ينبغي للرجل أن يكره ولده على سماع الحديث" .
وقال علقمة بن قيس النخعي (ت62هـ)، في بيان قوة حافظة الشاب ورسوخ حفظه: "ما حفظت وأنا شاب، فكأني أنظر إليه في قرطاس أو ورقة" .
منقول
وللحديث بقية