توبة
03-17-2011, 10:00 PM
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/ce794325.gif
التثبت في نقل الأخبار
التثبت عند الشائعات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
إن الشائعات تعتبر من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمعات والأشخاص؛ فكم أقلقت الإشاعة من أبرياء، وكم حطمت الإشاعة من عظماء، وكم هدمت الإشاعة من وشائج، وكم تسببت الشائعات في جرائم، وكم فككت الإشاعة من علاقات وصداقات، وكم هزمت الإشاعة من جيوش، وكم أخرت الإشاعة في سير أقوام(1). ولهذا أكد الله سبحانه على التبين والتثبت في القول، فقال-عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} الحجرات: 6.
تعريف الإشاعة:
الإشاعة في اللغة: هي الانتشار والتكاثر.
وفي "الاصطلاح": "النبأ الهادف الذي يكون مصدره مجهولاً, وهي سريعة الانتشار ذات طابع استفزازي أو هادئ حسب طبيعة ذلك النبأ".
إن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قد حذر أيما تحذير من الإشاعة وسد على من أراد أن ينشرها كل باب بقوله: (عن أبى هريرة ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : " كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا ، أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ " .)(2)
قال الإمام مالك - رحمة الله تعالى -: "اعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما سمع".
وقال المناوي - رحمه الله تعالى-: "أي إذا لم يتثبت؛ لأنه يسمع عادة الصدق والكذب فإذا حدث بكل ما سمع لا محالة يكذب والكذب الإخبار عن الشيء على غير ما هو عليه وإن لم يتعمد؛ لكن التعمد شرط الإثم . . ."
ومن ذلك أيضاً قوله-صلى الله عليه وسلم- : (بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ : زَعَمُوا " .) (3) .
قال الخطابي - رحمه الله-: "... وإنما يقال زعموا في حديث لا سند له ولا ثبت فيه, وإنما هو شيء حكي عن الألسن على سبيل البلاغ, فذم النبي- صلى الله عليه وسلم-من الحديث ما كان هذا سبيله, وأمر بالتثبت فيه والتوثق لما يحكيه من ذلك فلا يردونه حتى يكون معزياً إذا ثبت ومروياً عن ثقة"(4)
وجاء في "عون المعبود": " ... والمقصود أن الإخبار بخبر مبناه على الشك والتخمين دون الجزم واليقين قبيح, بل ينبغي أن يكون لخبره سند وثبوت, ويكون على ثقة من ذلك لا مجرد حكاية على ظن وحسبان. وفي المثل: "زعموا مطية الكذب ..."(5).
الصحابة والتثبت في الأخبار:
إن صحابة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قد ضربوا لنا أروع الأمثلة في التثبت والتأكد من صحة الأخبار, ومن عدم قبول أي شائعة حتى يثبت خبرها، ومن هذه الأمثلة
ومن ذلك أيضاً ما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي موسى-رضي الله عنه أنه أتى عمر فاستأذن ثلاثا فقال يستأذن أبو موسى يستأذن الأشعري يستأذن عبد الله بن قيس فلم يؤذن له فرجع فبعث إليه عمر ما ردك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذن أحدكم ثلاثا فإن أذن له وإلا فليرجع قال ائتني ببينة على هذا فذهب ثم رجع فقال هذا أبي فقال أبي يا عمر لا تكن عذابا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر لا أكون عذابا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (6)...".
ومن ذلك قول أبي شريح عن ذكر حديث لعمر بن سعيد فقال : "ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولاً قام به النبي- صلى الله عليه وسلم-الغد من يوم الفتح. سمعته أذناي, ووعاه قلبي, وأبصرته عيناي, حين تكلم به . . .".
أما كلام العلماء في التثبت في الرواية فأشهر من أن يحصر بل عقدوا له أبواباً في كثير من كتبهم وخاصة فيما يتعلق بكتب مصطلح الحديث فمن ذلك قول مالك لابن وهب: "اعلم أنه ليس يسلم رجل حدّث بكل ما سمع ولا يكون إماماً أبداً وهو يحدث بكل ما سمع".
وقال عبد الرحمن بن مهدي-رحمه الله-: ( لا يكون الرجل إماماً يقتدى به حتى يمسك عن بعض ما سمع).
وقال إياس بن معاوية يوصي سفيان بن حسين :"احفظ عليَّ ما أقول لك. إيَّاك والشناعة في الحديث فإنه قلّما حملها أحد إلا ذلَّ في نفسه وكذب في حديثه". إلى غير ذلك من الآثار.
يتبـــــــع ........... إن شـــاء الله
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/ezk94325.gif
( 1)الإشاعة، محمد ناصر الأحمد.
(2) صحيح مسلم » بَاب النَّهْيِ عَنِ الْحَدِيثِ بِكُلِّ مَا سَمِعَ .../ رقم الحديث: 6
( 3)تخريج السيوطي :تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 2846 في صحيح الجامع.
(4)عون المعبود (13/215(
(5)عون المعبود (13/215(.
(6 )أخرجه أبو داود / حققه الألباني / صحيح سنن أبي داود / حديث رقم 5181 / حسن .
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/ezk94325.gif
منـــقول بتصرف يسير
التثبت في نقل الأخبار
التثبت عند الشائعات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
إن الشائعات تعتبر من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمعات والأشخاص؛ فكم أقلقت الإشاعة من أبرياء، وكم حطمت الإشاعة من عظماء، وكم هدمت الإشاعة من وشائج، وكم تسببت الشائعات في جرائم، وكم فككت الإشاعة من علاقات وصداقات، وكم هزمت الإشاعة من جيوش، وكم أخرت الإشاعة في سير أقوام(1). ولهذا أكد الله سبحانه على التبين والتثبت في القول، فقال-عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} الحجرات: 6.
تعريف الإشاعة:
الإشاعة في اللغة: هي الانتشار والتكاثر.
وفي "الاصطلاح": "النبأ الهادف الذي يكون مصدره مجهولاً, وهي سريعة الانتشار ذات طابع استفزازي أو هادئ حسب طبيعة ذلك النبأ".
إن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قد حذر أيما تحذير من الإشاعة وسد على من أراد أن ينشرها كل باب بقوله: (عن أبى هريرة ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : " كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا ، أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ " .)(2)
قال الإمام مالك - رحمة الله تعالى -: "اعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما سمع".
وقال المناوي - رحمه الله تعالى-: "أي إذا لم يتثبت؛ لأنه يسمع عادة الصدق والكذب فإذا حدث بكل ما سمع لا محالة يكذب والكذب الإخبار عن الشيء على غير ما هو عليه وإن لم يتعمد؛ لكن التعمد شرط الإثم . . ."
ومن ذلك أيضاً قوله-صلى الله عليه وسلم- : (بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ : زَعَمُوا " .) (3) .
قال الخطابي - رحمه الله-: "... وإنما يقال زعموا في حديث لا سند له ولا ثبت فيه, وإنما هو شيء حكي عن الألسن على سبيل البلاغ, فذم النبي- صلى الله عليه وسلم-من الحديث ما كان هذا سبيله, وأمر بالتثبت فيه والتوثق لما يحكيه من ذلك فلا يردونه حتى يكون معزياً إذا ثبت ومروياً عن ثقة"(4)
وجاء في "عون المعبود": " ... والمقصود أن الإخبار بخبر مبناه على الشك والتخمين دون الجزم واليقين قبيح, بل ينبغي أن يكون لخبره سند وثبوت, ويكون على ثقة من ذلك لا مجرد حكاية على ظن وحسبان. وفي المثل: "زعموا مطية الكذب ..."(5).
الصحابة والتثبت في الأخبار:
إن صحابة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قد ضربوا لنا أروع الأمثلة في التثبت والتأكد من صحة الأخبار, ومن عدم قبول أي شائعة حتى يثبت خبرها، ومن هذه الأمثلة
ومن ذلك أيضاً ما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي موسى-رضي الله عنه أنه أتى عمر فاستأذن ثلاثا فقال يستأذن أبو موسى يستأذن الأشعري يستأذن عبد الله بن قيس فلم يؤذن له فرجع فبعث إليه عمر ما ردك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذن أحدكم ثلاثا فإن أذن له وإلا فليرجع قال ائتني ببينة على هذا فذهب ثم رجع فقال هذا أبي فقال أبي يا عمر لا تكن عذابا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر لا أكون عذابا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (6)...".
ومن ذلك قول أبي شريح عن ذكر حديث لعمر بن سعيد فقال : "ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولاً قام به النبي- صلى الله عليه وسلم-الغد من يوم الفتح. سمعته أذناي, ووعاه قلبي, وأبصرته عيناي, حين تكلم به . . .".
أما كلام العلماء في التثبت في الرواية فأشهر من أن يحصر بل عقدوا له أبواباً في كثير من كتبهم وخاصة فيما يتعلق بكتب مصطلح الحديث فمن ذلك قول مالك لابن وهب: "اعلم أنه ليس يسلم رجل حدّث بكل ما سمع ولا يكون إماماً أبداً وهو يحدث بكل ما سمع".
وقال عبد الرحمن بن مهدي-رحمه الله-: ( لا يكون الرجل إماماً يقتدى به حتى يمسك عن بعض ما سمع).
وقال إياس بن معاوية يوصي سفيان بن حسين :"احفظ عليَّ ما أقول لك. إيَّاك والشناعة في الحديث فإنه قلّما حملها أحد إلا ذلَّ في نفسه وكذب في حديثه". إلى غير ذلك من الآثار.
يتبـــــــع ........... إن شـــاء الله
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/ezk94325.gif
( 1)الإشاعة، محمد ناصر الأحمد.
(2) صحيح مسلم » بَاب النَّهْيِ عَنِ الْحَدِيثِ بِكُلِّ مَا سَمِعَ .../ رقم الحديث: 6
( 3)تخريج السيوطي :تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 2846 في صحيح الجامع.
(4)عون المعبود (13/215(
(5)عون المعبود (13/215(.
(6 )أخرجه أبو داود / حققه الألباني / صحيح سنن أبي داود / حديث رقم 5181 / حسن .
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/ezk94325.gif
منـــقول بتصرف يسير