المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسلم والمحافظة على الوقت


عائشة
04-21-2011, 05:06 PM
المسلم والمحافظة على الوقت

من الواجبات على المسلم نحو وقته تنظيمه بين الواجبات والأعمال المختلفة دينية كانت أو دنيوية بحيث لا يطغى بعضها على بعض، ولا يطغى غير المهم على المهم .
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ ، فَقِيلَ :كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ. أخرجه أحمد / والتِّرْمِذِيّوالألباني في السلسلة الصحيحة 3 / 323 .1
يقول أحد الصالحين : أوقات العبد أربعة لا خامس لها: النعمة، والبلية، والطاعة، والمعصية . و لله عليك في كل وقت منها سهم من العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية : فمن كان وقته الطاعة فسبيله شهود المنَّة من الله عليه أن هداه لها ووفقه للقيام بها، ومن كان وقته النعمة فسبيله الشكر، ومن كان وقته المعصية فسبيله التوبة والاستغفار، ومن كان وقته البليةر فسبيله الرضا والصب ( جامع لطائف التفسير 2/167 ).
فالفراغ نعمة يغفل عنها كثير من الناس فنراهم لا يؤدون شكرها، ولا يقدرونها حق قدرها، فعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:2نعمتان من نعم الله مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة، والفراغ [ رواه البخاري ] . وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنامها فقال : اغتنم خمساً قبل خمس وذكر منها : وفراغك قبل شغلك [ رواه الحاكم وصححه الألباني ] 3.
يقول أحد الصالحين : فراغ الوقت من الأشغال نعمة عظيمة، فإذا كفر العبد هذه النعمة بأن فتح على نفسه باب الهوى، وانجرَّ في قِياد الشهوات، شوَّش الله عليه نعمة قلبه، وسلبه ما كان يجده من صفاء قلبه .
فلابد للعاقل أن يشغل وقت فراغه بالخير وإلا انقلبت نعمة الفراغ نقمة على صاحبها، ولهذا قيل : الفراغ للرجال غفلة، وللنساء غُلْمة أي محرك للشهوة .
ومن الأسباب التي تعين على حفظ الوقت :
محاسبة النفس :
وهي من أعظم الوسائل التي تعين المسلم على اغتنام وقته في طاعة الله . وهي دأب الصالحين وطريق المتقين، فحاسب نفسك أخي المسلم واسألها ماذا عملت في يومها الذي انقضى؟ وأين أنفقت وقتك؟ وفي أي شيء أمضيت ساعات يومك؟ هل ازددت فيه من الحسنات أم ازددت فيه من السيئات؟ .
تربية النفس على علو الهمة :
فمن ربَّى نفسه على التعلق بمعالي الأمور والتباعد عن سفسافها، كان أحرص على اغتنام وقته، ومن علت همته لم يقنع بالدون،وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم :
إذا ما عَلا المرءُ رام العلا * * * ويقنعُ بالدُّونِ من كان دُونَا
صحبة الأشخاص المحافظين على أوقاتهم :
فإن صحبة هؤلاء ومخالطتهم، والحرص على القرب منهم والتأسي بهم، تعين على اغتنام الوقت، وتقوي النفس على استغلال ساعات العمر في طاعة الله، ورحم الله من قال :
إذا كنتَ في قومٍ فصاحِب خِيارَهم ‍* * * ولا تصحبِ الأردي فتردى مع الرَّدِي
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه * * * فكل قرين بالمقارن يقتدي
معرفة حال السلف مع الوقت :
فإن معرفة أحوالهم وقراءة سيرهم لَأكبر عون للمسلم على حسن استغلال وقته، فهم خير من أدرك قيمة الوقت وأهمية العمر، وهم أروع الأمثلة في اغتنام دقائق العمر واستغلال أنفاسه في طاعة الله .
تنويع ما يُستغل به الوقت :
فإن النفس بطبيعتها سريعة الملل، وتنفر من الشيء المكرر . وتنويع الأعمال يساعد النفس على استغلال أكبر قدر ممكن من الوقت
إدراك أن ما مضى من الوقت لا يعود ولا يُعوَّض :
فكل يوم يمضي، وكل ساعة تنقضي، وكل لحظة تمر، ليس في الإمكان استعادتها، وبالتالي لا يمكن تعويضها .
تذكُّر الموت وساعة الاحتضار :
حين يستدبر الإنسان الدنيا، ويستقبل الآخرة، ويتمنى لو مُنح مهلة من الزمن، ليصلح ما أفسد، ويتدارك ما فات، ولكن هيهات هيهات، فقد انتهى زمن العمل وحان زمن الحساب والجزاء . فتذكُّر الإنسان لهذا يجعله حريصاً على اغتنام وقته في مرضاة الله تعالى .
الابتعاد عن صحبة مضيعي الأوقات :
فإن مصاحبة الكسالى ومخالطة مضيعي الأوقات، مهدرة لطاقات الإنسان، مضيعة لأوقاته، والمرء يقاس بجليسه وقرينه، ولهذا يقول عبد الله بن مسعود : اعتبروا الرجل بمن يصاحب، فإنما يصاحب الرجل من هو مثله .
تذكُّر السؤال عن الوقت يوم القيامة : حين يقف الإنسان أمام ربه في ذلك اليوم العصيب فيسأله عن وقته وعمره، كيف قضاه؟ وأين أنفقه؟ وفيم استغله؟ وبأي شيء ملأه؟ يقول صلى الله عليه وسلم: لن تزول قدما عبد حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ ….. [ رواه الترمذي وحسنه الألباني ] .4
تذكرُ هذا يعين المسلم على حفظ وقته، واغتنامه في مرضاة الله .
من أحوال السلف مع الوقت
قال الحسن البصري : يا ابن آدم، إنما أنت أيام، إذا ذهب يوم ذهب بعضك. وقال : يا ابن آدم، نهارك ضيفك فأحسِن إليه، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك، وكذلك ليلتك . وقال : الدنيا ثلاثة أيام : أما الأمس فقد ذهب بما فيه، وأما غداً فلعلّك لا تدركه، وأما اليوم فلك فاعمل فيه.
وقال ابن مسعود : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي .
وقال ابن القيم : إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها .
وقال السري بن المفلس : إن اغتممت بما ينقص من مالك فابكِ على ما ينقص من عمرك.
وهناك مجالات لاستثمار الوقت منها :
حفظ كتاب الله تعالى وتعلُّمه : وهذا خير ما يستغل به المسلم وقته، وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تعلم كتاب الله فقال : خيركم من تعلم القرآن وعلمه [ رواه البخاري ] 5.
طلب العلم : فقد كان السلف الصالح أكثر حرصاً على استثمار أوقاتهم في طلب العلم وتحصيله؛ وذلك لأنهم أدركوا أنهم في حاجة إليه أكبر من حاجتهم إلى الطعام والشراب . واغتنام الوقت في تحصيل العلم وطلبه له صور، منها : حضور الدروس المهمة، والاستماع إلى الأشرطة النافعة، وقراءة الكتب المفيدة وشراؤها .
ذكر الله تعالى : فليس في الأعمال شيء يسع الأوقات كلها مثل الذكر، وهو مجال خصب وسهل لا يكلف المسلم مالاً ولا جهداً، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه فقال له :لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله[ رواه أحمد6وصححه الألباني ] . فما أجمل أن يكون قلب المسلم معموراً بذكر مولاه، إن نطق فبذكره، وإن تحرك فبأمره.
الإكثار من النوافل : وهو مجال مهم لاغتنام أوقات العمر في طاعة الله، وعامل مهم في تربية النفس وتزكيتها، علاوة على أنه فرصة لتعويض النقص الذي يقع عند أداء الفرائض، وأكبر من ذلك كله أنه سبب لحصول محبة الله للعبد ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه[ رواه البخاري .7
الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والنصيحة للمسلمين :
كل هذه مجالات خصبة لاستثمار ساعات العمر . والدعوة إلى الله تعالى مهمة الرسل ورسالة الأنبياء، وقد قال الله تعالى : } قُلْ هَذِهِ سَبِيْلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيْرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِيْ { [ يوسف : 108 ] . فاحرص – أخي المسلم – على اغتنام وقتك في الدعوة إما عن طريق إلقاء المحاضرات، أو توزيع الكتيبات والأشرطة، أو دعوة الأهل والأقارب والجيران .
زيارة الأقارب وصلة الأرحام : فهي سبب لدخول الجنة وحصول الرحمة وزيادة العمر وبسط الرزق، قال صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه[ رواه البخاري ] .8
اغتنام الأوقات اليومية الفاضلة : مثل بعد الصلوات، وبين الأذان والإقامة، وثلث الليل الأخير، وعند سماع النداء للصلاة، وبعد صلاة الفجر حتى تشرق الشمس . وكل هذه الأوقات مقرونة بعبادات فاضلة ندب الشرع إلى إيقاعها فيها فيحصل العبد على الأجر الكبير والثواب العظيم .
تعلُّم الأشياء النافعة : مثل الحاسوب واللغات والسباكة والكهرباء والنجارة وغيرها بهدف أن ينفع المسلم نفسه وإخوانه .
وبعد أخي المسلم فهذه فرص سانحة ووسائل متوفرة ومجالات متنوعة ذكرناها لك على سبيل المثال – فأوجه الخير لا تنحصر – لتستثمر بها وقتك بجانب الواجبات الأساسية المطلوبة منك .
وهناك آفات تقتل الوقت :
هناك آفات وعوائق كثيرة تضيِّع على المسلم وقته، وتكاد تذهب بعمره كله إذا لم يفطن إليها ويحاول التخلص منها، ومن هذه العوائق الآفات :
الغفلة : وهي مرض خطير ابتلي به معظم المسلمين حتى أفقدهم الحسَّ الواعي بالأوقات، وقد حذَّر القرآن من الغفلة أشد التحذير حتى إنه ليجعل أهلها حطب جنهم، يقول تعالى : ( وَلَقَد ذَرَأنَا لِجَهَنمَ كَثِيرًا منَ الجِن وَالإِنسِ لَهُم قُلُوبٌ لا يَفقَهُونَ بِهَا وَلَهُم أَعيُنٌ لا يُبصِرُونَ بِهَا وَلَهُم ءاذَانٌ لا يَسمَعُونَ بِهَا أُولَـئِكَ كَالأنعام بَل هُم أَضَل أُولَـئِكَ هُمُ الغاَفِلُونَ) [ الأعراف : 179] .
التسويف : وهو آفة تدمر الوقت وتقتل العمر، وللأسف فقد أصبحت كلمة سوف شعاراً لكثير من المسلمين وطابعاً لهم، يقول الحسن : إياك والتسويف، فإنك بيومك ولست بغدك فإياك – أخي المسلم – من التسويف فإنك لا تضمن أن تعيش إلى الغد، وإن ضمنت حياتك إلى الغد فلا تأمن المعوِّقات من مرض طارئ أو شغل عارض أو بلاء نازل، واعلم أن لكل يوم عملاً، ولكل وقت واجباته، فليس هناك وقت فراغ في حياة المسلم، كما أن التسويف في فعل الطاعات يجعل النفس تعتاد تركها.
فاجعل الأعمال أكثر من الأوقات , وتزود من التقوى فإنك سوف تحاسب على ما فات وما هو آت .
وكن كما قال الشاعر:
تزود من التقوى فإنك لا تـدري * * * إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا * * * وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم * * * وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر
وكم من صحيح مات من غير علة * * * وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وقال رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم - ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة ، والفراغ )) أخرجه البخاري والترمذي وابن ماجة عن ابن عباس 9.
وقال ابن مسعـود: ما ندمـت على شـيء كندمي على يوم غربت شمسه ..نقص فيه أجلي ..ولم يزد فيه عملي
قال الحسن البصري : يا ابن آدم، إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك..وقال: يا ابن آدم، نهارك ضيفك فأحسن إليه،فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك،وإن أسأت إليه ارتحل بذمك، وكذلـك ليلتـك.
قال يزيد الرقاشي : أيامك ثلاثة يومك الذي ولدت فيه و يوم نزولك قبرك و يوم خروجك إلى ربك فيا له من يوم قصير حباله يومان طويلان.
فحافظ على وقتك ولا تكن سلبيا في التعامل معه ، فإن من صفات الايجابيين أنهم يعرفون للوقت حقه وقدره



- إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قيل : كيف يستعمله ؟ قال : يوفقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه عليه الراوي: أنس بن مالك المحدث: السيوطي (http://www.dorar.net/mhd/911)- المصدر: الجامع الصغير (http://www.dorar.net/book/14540&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 381 خلاصة حكم المحدث: صحيح1 نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني (http://www.dorar.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح الترمذي (http://www.dorar.net/book/977&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2304 خلاصة حكم المحدث: صحيح2 - اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك . الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني (http://www.dorar.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح الترغيب (http://www.dorar.net/book/531&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 3355 خلاصة حكم المحدث: صحيح3 لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل فيه الراوي: معاذ بن جبل المحدث: المنذري (http://www.dorar.net/mhd/656)- المصدر: الترغيب والترهيب (http://www.dorar.net/book/13430&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 4/298 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح4 خيركم من تعلم القرآن وعلمه الراوي: عثمان المحدث: الألباني (http://www.dorar.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح أبي داود (http://www.dorar.net/book/13559&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 1452 خلاصة حكم المحدث: صحيح-5 - لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله الراوي: عبدالله بن بسر المازني المحدث: الألباني (http://www.dorar.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح الجامع (http://www.dorar.net/book/3741&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 7700 خلاصة حكم المحدث: صحيح6 من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم (http://www.dorar.net/mhd/261)- المصدر: صحيح مسلم (http://www.dorar.net/book/3088&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2557 خلاصة حكم المحدث: صحيح 7
يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به الراوي: - المحدث: ابن تيمية (http://www.dorar.net/mhd/728)- المصدر: مجموع الفتاوى (http://www.dorar.net/book/9111&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 10/212 خلاصة حكم المحدث: صحيح8  نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري (http://www.dorar.net/mhd/256)- المصدر: صحيح البخاري (http://www.dorar.net/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 6412 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]9 هنا (http://www.manaberalelm.com/play.php?catsmktba=12196)