المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تكون حسن الصحبة للاْمهات؟؟؟؟


أم حذيفة
05-21-2011, 02:05 AM
كيف تكون حسن الصحبة للاْمهات؟؟؟؟ قال الشيخ الحقيل وفقه الله :
ومن ذلك حسن المصاحبة؛ لأنها أحق بها من غيرها، وأصل ذلك أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
«يا رَسُولَ الله من أَحَقُّ الناس بِحُسْنِ صَحَابَتِي قال أُمُّكَ قال ثُمَّ من قال ثُمَّ أُمُّكَ قال ثُمَّ من قال ثُمَّ أُمُّكَ قال ثُمَّ من قال ثُمَّ أَبُوكَ»(1)
رواه الشيخان.
وحسن صحبة الولد لأمه عام فيجب أن يبذله لها في حال قوتها وضعفها، وفي حال عافيتها ومرضها، وفي حال شبابها وهرمها، وفي حال قدرتها وعجزها، وفي حال سفرها وإقامتها، وفي حال كونها مقيمة عنده أو بعيدة عنه.. وكل مرحلة من هذه المراحل لها صحبة تناسبها لا بد أن يؤديها الولد..
وحسن صحبة الولد لأمه يجب أن يستحضرها الولد في حال حضور أمه عنده أو غيبتها عنه، فلا مواجهته الدائمة لها تقلل هيبتها في قلبه فيتبذل في مجلسها، أو يتذمر من كثرة مطالبها، أو يُشغل بغيرها عنها..
وليس من حسن الصحبة أن تجلس أمه إليه فرحة به وهو منشغل عنها بصحيفته أو بجواله أو بحاسوبه أو بغير ذلك؛ فإن هذا من سوء المجالسة والمخالطة القادح في حسن الصحبة، وهو مع غير الأم من سوء الأدب، ويخشى أن يكون مع الأم من العقوق؛ لأنه يدل على عدم اهتمامه بمجلسها، ولا إنصاته لحديثها، وكم يقع الأولاد في مثل ذلك وهم لا يشعرون.. دخل رجل على ابن سيرين وعنده أمه، فقال: «ما شأن محمد يشتكي؟ قالوا: لا، ولكنه هكذا يكون إذا كان عند أمه». وقيل: كان رحمه الله تعالى يكلم أمه كما يكلم الأمير الذي لا ينتصف منه، وما ذاك إلا من توقيرها وتعظيمها وهيبتها.
ومن حسن صحبتها أن يحتمل غضبها وفظاظتها إن كانت فظة غليظة، ويقابل ذلك بالحلم والصبر والسعي فيما يرضيها ولو أهانته أمام الناس فهي أمه، ولن يكون احتماله لغضبها وخطئها إلا رفعة له في دينه ودنياه، قال بكر بن عباس: «ربما كنت مع منصور بن المعتمر في مجلسه فتصيح به أمه، وكانت فظة غليظة، فتقول: يا منصور، يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى؟ وهو واضع لحيته على صدره، ما يرفع طرفه إليها».
ومن حسن صحبة الولد لأمه أن يسعى في مصالحها، ويقوم على خدمتها، خاصة إذا احتاجت إلى ذلك لكبر أو مرض وفي قصة أصحاب الغار الثلاثة الذين انحدرت عليهم الصخرة فأغلقته فتوسلوا لله تعالى بصالح أعمالهم كان من أسباب التفريج عنهم أن أحدهم بالغ في خدمة والديه فأحضر اللبن لهما وقد ناما فمكث الليل كله واقفا به ينتظر استيقاظهما فسقاهما، واستقت أم ابن مسعود ماء في بعض الليالي، فذهب فجاءها بشربة، فوجدها قد ذهب بها النوم، فثبت بالشربة عند رأسها حتى أصبح.
وللسلف الصالح أحوال عجيبة في خدمة أمهاتهم والقيام على حاجاتهن، وتلبية مطالبهن، فكان أبو هريرة رضي الله عنه يلي بنفسه حمل أمه إلى المرفق -إي لقضاء حاجتها- وينزلها عنه، وكانت مكفوفة.
وقالت عائشة رضي الله عنها:« كان رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبر من كانا في هذه الأمة بأمهما: عثمان بن عفان، وحارثة بن النعمان رضي الله عنهما. فأما عثمان فإنه قال: ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أسلمت. وأما حارثة فأنه كان يفلي رأس أمه ويطعمها بيده، ولم يستفهمها كلاماً قط تأمر به حتى يسأل من عندها بعد أن يخرج: ما أرادت أمي؟»
وعن سفيان الثوري قال: «كان ابن الحنفية يغسل رأس أمه بالخِطْمِي -وهو نبت يغسل به الرأس- ويمشطها ويخضبها».
وعن الزهري قال:«كان الحسن بن علي لا يأكل مع أمه، وكان أبر الناس بها، فقيل له في ذلك، فقال: أخاف أن آكل معها، فتسبق عينها إلى شيء من الطعام وأنا لا أدري، فآكله، فأكون قد عققتها».
ومن حسن صحبة الولد لأمه أن يسعى جهده في راحتها، وتخفيف الرهق عليها، سواء كان ذلك في حال إقامتها أم في حال سفرها.. كان ظبيان الثوري من أبر الناس بأمه، «وكان يسافر بها إلى مكة، فإذا كان يوم حار حفر حفرة وجاء بنطع فصب فيه الماء، ثم يقول لها:
أدخلي تبردي في هذا الماء».
ومن حسن صحبة الولد لأمه أن يسترخص الغالي في سبيل إسعادها، ويستلذ بتحقيق كل مطلب لها مهما كان شاقاً عليه، ولو استدان المال في سبيل ذلك؛ فإنه استدانة في أفضل أنواع البر، ويوشك أن يؤدي الله تعالى عنه وأن يغنيه، قال ابن سيرين:«بلغت النخلة ألف درهم، فنقرت نخلة من جمارها، فقيل لي: عقرت نخلة تبلغ كذا، وجماره بدرهمين؟ قلت: قد سألتني أمي، ولو سألتني أكثر من ذلك لفعلت».
وغيبة الولد عن أمه لبعد سكن، أو سفر عمل، أو غير ذلك يجب أن لا تكون سببا في نسيانها، وإهمال حقوقها، بحجة أنها عند أبيه أو عند إخوانه؛ إذ إن من حسن صحبته لها -ولو كان بعيدا عنها- دوام صلتها بالزيارة والمكالمة والهدية والمال وغير ذلك، مع كثرة الدعاء لها في شهودها وغيبتها..فإن الله تعالى ما عبر عن حقها في القرآن بالإحسان إليها، ولا عبر رسوله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بحسن صحبتها إلا ليكون عاما في إيصال كل إحسان إليها، في كل أحوالها، وفي حياتها وبعد مماتها، فلا ينقطع الإحسان إليها أبدا. وكان أبو هريرة رضي الله عنه إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه، فقال:«السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته. فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً. فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيراً، وإذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك».
نسأل الله تعالى أن يرزقنا بر آبائنا وأمهاتنا، وأداء الحقوق التي علينا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، ويرزقنا العمل بما علمنا، إنه سميع مجيب..
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري (http://www.dorar.net/mhd/256) - المصدر: صحيح البخاري (http://www.dorar.net/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 5971
خلاصة حكم المحدث: [صحيح

بارك الله لي ولكم في القرآن...
منقول (http://http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=99624)