المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف حال قلبك مع الله؟


هند
06-05-2011, 03:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


كيف حال قلبك مع الله؟
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/QWW90158.gif

صلاح أحوال الناس في دنياهم وآخرتهم

إنما يكون بصلاح علاقتهم بربهم سبحانه

كما أن فساد دنياهم وآخرتهم سببه فساد الصلة بينهم وبين الله

كما قال سبحانه

"وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ

وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ " (الشورى:30 )


وقال للمؤمنين يوم أحد

"أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا

قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)

(آل عمران: 165)

وهذه الصلة مع الله إنما يكون صلاحها وفسادها

بحسب صلاح القلب وتعلقه بالله وفساده وبعده عنه

فالقلوب هي مفتاح كل خير إذا صلحت

وباب كل شر إذا فسدت..

قال النبي صلى الله عليه وسلم

"ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله

وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" (1)

فمتى أحسست بضيق في صدرك أو قلة في رزقك

أو هم أو غم في نفسك فقل "هو من عند أنفسكم"

وإذا تغيرت عليك الزوجة، وعصاك الولد

وفسدت السيارة، وتشتت بك الآراء

وتشعبت بك الأهواء، فقل

"هو من عند أنفسكم"

وإذا رأيت تسلط الأعداء، وتحكم الأمراء

وانقلاب حال الأحبة والأصدقاء

فقل "هو من عند أنفسكم"

لما دخل سفيان الثوري إلى الحرم فوجد الشرطة

ولم يكونوا يتواجدون فيه من قبل

بكى وقال: إن ذنوبا ولَّت علينا هؤلاء

إنها لذنوب جسام

وعندما طغى الحجاج وبغى قال أصحاب الحسن البصري

له: ألا نخرج فنغير بالسيف

قال: إن الحجاج عقوبة من الله

ولن تغير عقوبة الله بالسيف، ولكن توبوا إلى ربكم

"إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "

( الرعد - 11)

إن الإسلام لم يهتم بشيء في الإنسان بقدر ما اهتم بقلبه

فقد جعل هذه المضغة الصغيرة هي بيت الإيمان

وموقع الصدق ومحلة الإخلاص

بل وكل أعمال الإيمان من خوف ورجاء وإنابة

وتوكل ومحبة وإخبات إنما محلها القلب

وجعل الله قبول الأعمال وتفاضلها بحسب ما في القلوب

من صدق وإخلاص؛

فإذا فرغ القلب عن ذلك وفسد ردت الأعمال على أصحابها

فعند ذلك كم من قائم ليس له من قيامه إلا طول السهر

وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش

وكم من قتيل بين الصفين الله أعلم بحاله


http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/QWW90158.gif
كيف حال قلبك مع الله؟
ومن هنا وجب على كل مسلم واعٍ يريد النجاة

أن يهتم بقلبه اهتماما خاصا بل وخاصا جدا فيسأل نفسه

دائما: كيف حال قلبك مع الله ؟

هذا السؤال الذي قلما يسأله الإنسان لنفسه

أو يسأله أحدنا لأخيه بل تجد الواحد منا يلقى أخاه

فيسأله عن بيته وسيارته وعمله وأولاده

وربما سأل عن الخادمة والسائق

يسأل كل شيء ولكنه لا يسأل عن أهم شيء

ألا وهو كيف حالك وحال قلبك مع الله؟

لقد كان حال سلفنا غير حالنا

كانوا إذا تلاقوا سألوا أول ما يسألون عن الإيمان؛

حتى أصبح معلوما عندهم أنه إذا سأل أحدهم أخاه عن حاله

إنما يريد حال قلبه مع ربه

ودليل هذا في الحديث الذي في صحيح مسلم

عن أبي ربعي حنظلة بن الربيع الأسيدي

قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت؟ يا حنظلة!

قال قلت: نافق حنظلة.

قال: سبحان الله! ما تقول؟

قال قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يذكرنا بالنار والجنة. حتى كأنا رأي عين.

فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم

عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات. فنسينا كثيرا.

قال أبو بكر: فوالله! إنا لنلقى مثل هذا.

فانطلقت أنا وأبو بكر

حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت: نافق حنظلة. يا رسول الله

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"وما ذاك؟" قلت: يا رسول الله! نكون عندك

تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين

فإذا خرجنا من عندك، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات

نسينا كثيرا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"والذي نفسي بيده! إن لو تدومون

على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة

على فرشكم وفي طرقكم.

ولكن ياحنظلة! ساعة وساعة" ثلاث مرات(2)



فانظر كيف كان حنظله يراقب قلبه في كل حال

وعند كل موقف يراقبه وهو عند رسول الله

فيحس حالة من الإيمان عالية كأنه يرى الجنة والنار

أمام عينيه ويراقبه عندما يرجع بيته فيعافث الزوجة

ويلاعب الأولاد وينشغل ببعض أمور الدنيا الواجبة عليه

فيحس بتغير في القلب فيظن ذلك نفاقا

فيسارع إلى رسول الله ليطمئن على قلبه


وهذا لم يكن حال حنظله وحده
وإنما كان حال كل أصحاب رسول الله؛

فقد سأل عمر حذيفة رضي الله عنهما

هل سماني رسول الله في المنافقين؟

فقال لا ولا أؤمن أحدا بعدك.

فمن أين تعلموا ذلك؟

لقد تعلموه من نبيهم صلوات الله وسلامه عليه

فإنه كان يتعهدهم بالسؤال عن أحوالهم وإيمانهم ويعلمهم

أن قلب العبد وإيمانه هو رأس ماله

الذي يجب أن يحافظ عليه ويوليه أعظم اهتماماته

فيقول لهم
"إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم.

ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"(3)

ويقول: "إن قلوب بني آدم كلها بينإصبعين

من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء( 4)

وفي رواية عند ابن أبي حاتم قال

"إن شاء أن يزيغه أزاغه وإن شاء أن يقيمه أقامه"(5)

وقال أيضا

" التقوىههنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات" (6)

ويا طالما سمعوه يدعو ويقول

"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"(7)

هند
06-05-2011, 03:46 AM
فلما سمعوا ذلك منه ورأوا حاله عظم اهتمامهم بقلوبهم

وكثر كلامهم عنها

إن مما يجعل المسلم دائما مراقبا لقلبه في كل لحظة

أن هذا القلب يتقلب في اللحظة الواحدة مرات ومرات

ولا يثبت على حال

كما قال النبي عليه الصلاة والسلام

"إنما سمي القلب من تقلبه

إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة

تعلقت في أصل شجرة ، يقلبها الريح ظهرا لبطن" (8)

ولهذا كان النبي عليه صلوات الله وتسليماته

يكثر من الدعاء

"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" (9)


وكذلك قسم الله القلوب إلى مريض وسليم وميت

وأخبر أن النجاة في الآخرة إنما تكون لصاحب القلب السليم

كما قال سبحانه على لسان إبراهيم

"يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ

إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ "

(الشعراء 88، 89)

وإذا كانت النجاة في الآخرة متوقفة على سلامة القلوب

فينبغي أن تكون مقامات الناس في الدنيا

أيضا على حسب ما في قلوبهم من الإيمان والتقوى

فليست قيمة المرء بقدر ماله أو بحسن ثوبه أو بنوع تجارته

ولا حتى بالجاه والمنصب

وإنما كما قال تعالى

"إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ "( الحجرات 13)

فحسب المؤمنين ونسبهم التقوى

وهكذا ينبغي أن يوزن بها الناس لا بأعراف الجاهلية

والأعراض الدنيوية وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم

يعلم أصحابه ذلك أن قيمة الإنسان

بقيمة ما في قلبه من الإيمان

ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه

قال: "مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال: ما تقولون في هذا؟

قالوا: حري إن خطب أن ينكح

وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يسمع.

قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين

فقال: ما تقولون في هذا.

قالوا: حري إن خطب أن لا ينكح

وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

هذا خير من ملء الأرض مثل هذا(10)

فما رفع المسكين إلا قلبه

وما وضع ذاك المختال إلا قلبه، فسلوا الله قلبا سليما

لعل الله يرزقنا به النجاة

" يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"
من إسلام ويب (http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=163627)

~~~

(1) الراوي: النعمان بن بشير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 52- خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
~~~
(2) الراوي: حنظلة بن حذيم الأسدي التميمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2750-خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(3) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 4651-خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(4) الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2654-خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(5) الراوي: نعيم بن همار الغطفاني المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة
الصفحة أو الرقم: 221- خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(6) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2564- خلاصة حكم المحدث: صحيح

~~~
(7) الراوي: شهر بن حوشب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3522-خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(8)الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع

الصفحة أو الرقم: 2365-خلاصة حكم المحدث: صحيح

~~~
(9) الراوي: شهر بن حوشب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3522- خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(10)الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5091 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

أمة الله
06-05-2011, 09:30 PM
رائع وجميل حبيبتي

"يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ

إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ "

رزقنا الله وإياكم قلوبا سليمة

آمين

هند
06-07-2011, 12:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيبتي أمة الله
آميين وإياكِ
http://img242.imageshack.us/img242/4308/60bw5.gif
جزاكِ الله خيراً