المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نتعامل مع أخطائنا؟


هند
11-07-2011, 09:33 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/w3533477.gif


كيف نتعامل مع أخطائنا؟
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/GLD30629.gif






الخطأ ملازم لبني آدم، والخطايا عمومًا مُطَوَّقةٌ في رقابهم
والله -عز وجل- يقول في الحديث القدسي
(000يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار
وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم000)[1]
والرسول-صلى الله عليه وسلم
يقول: (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)[2]
والخطأ، والذنب مُقَدَّرٌ على العباد، ولازمٌ لهم
وذلك بمقتضى طبيعتهم البشرية، وبمقتضى قدر الله الكوني
وحكمته البالغة في تقدير الأشياء.
وليس الحديث ههنا عن الذنوبِ، والمعاصي
ولا عن حكمة تقديرها، ولا وجوبِ التوبة منها
ولا عن التحذير من مغبتها
وإنما هو حديث عن التعامل مع الخطأ الذي يصدر
من بعض الناس إما عن اجتهاد
أو هوىً، أو نحو ذلك.
وسواء كان الخطأ من نوع ظلم النفس القاص
أو هو من العدوان المتعدي إلى الآخرين
فالذي يلاحظ أن التعاملَ مع الخطأ والمخطئ
يختلف باختلاف العقول؛
فالعقول الصغيرة تُكَبِّر الخطأَ، وتُعَمِّمُه، وتَزْهَدُ بصاحبه
وتُزهِّد به، وربما أخطأ شخص من بلد
أو أسرة، أو قبيلة فصار ذلك سُبَّةً لجميع مَنْ يتعلق بهم
ذلك المخطئ.
وربما كان لذلك الخطأ أَلْفُ مسوغ ومسوغ
وقد يكون الذين يتعلقون بذلك المخطئ من قرابته
وأصدقائه أو أتباعه غيرَ مؤيدين له
بل قد يكونون معارضين له.
ومع ذلك فلا يقبل أيُّ عذر لأولئك من قبل بعض الناس؛
فهذا صنيع العقول الصغيرة التي تُعَمِّمُ، ولا تعذر.
أما العقول الكبيرة؛
فإنها لا تعمم الخطأ، بل تَحْصُرُه بصاحبه
وتحاول إيجادَ المخارج له دون أن تَحْشُرَ غيرَ صاحبِ الخطأ
في زمرة المخطئ سواء كانوا من أهله، أو من بلده
أو من هم على شاكلته؛
فذلك هو المسلك الأَمَمُ الراشد
يقول -عز وجل-: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}
[المدّثر: 38]
ويقول: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}
[الأنعام: 164]
ويقول الله -تعالى-: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}
[مريم: 80].
ثم إن العقول كلما كَبُرَتْ، وزادت علمًا؛
زادت رحمة وحلمًا؛
فلا تكتفي بأن تحصر الخطأ في صاحبه
بل ترتقي إلى درجة أنها لا تحصر صاحب الخطأ في خطئه
بل تجعل ذلك الخطأَ في دائرةٍ ضيقةٍ دون زهدٍ بصاحبه
أو جَحدٍ لفضله.
والذي يدير النظرَ في حياة الناس يجد خللًا في هذه الناحية؛
حيث يطغى الهوى أحيانًا، فيغيب صوت العقل
والحكمة، والمنطق، فيقع الظلمُ، ويَسُودُ التعميمُ في الحكم.

لذلك كانت محاصرةُ الخطأ
وَوَضْعُهُ في إطاره الصحيح دون وكس ولا شطط أمارةَ عقلٍ
ودليلَ إنصاف، وعكسُ ذلك علامةُ حُمْق، ودلالة ظلم
والحقيقة -كما قيل- تضيع بين التهوين والتهويل
وهذا مما يؤكد لنا أهميةَ العدلِ
وضرورةَ التعاملِ مع الخطأ بحكمة وعقل
شبكة مسلمات (http://www.muslimat.net/index.php?action=showMaqal&id=1369)
***
(1)الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2577
خلاصة حكم المحدث: صحيح
***
(2)الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2499
خلاصة حكم المحدث: حسن