المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشجاعة


أم سليمان
11-16-2011, 01:10 AM
بسم الله الرحمـــــــن الرحيم
الشجاعة

هذا الخلق العظيم قد أمر الله به في آيات كثيرة، وهي آيات الجهاد كلِّها.وأثنى على أهله أنَّه طريق الرسل و ساداتِ الخلق، ونهى عن ضده وهو الجبن والفشل والخوف من الخلق في سبيل جهاد الدعوة،وفي سبيل جهاد السلاح.
وهذا الخلق الجليل قد يكون غريزة مع العبد، ويتقوى بموجبات الإيمان،وقد يحتاج العبد إلى التمرن عليه، وسلوك الطريق المعينة على ذلك.فالشجاعة قوة القلب وثباته, وطمأنينته في المقامات المهمة،والأحوال الحرجة وكلٌّ يحتاج إليه،وخصوصًا الرؤساء الذين تناط بهم المهمات والأمور،فحاجتهم إليه ضرورية.
وقد دعا القرآن إلى كلِّ وسيلة تعين عليه،فأمر وحده ,وأن لا يخشى العبد الخلق،فمتى قصر العبد خوفه على الله وحده، وعلم أنَّ،الخلق لن يقدروا على نفعه ولا ضره إلا بمشيئة الله قوى قلبه، ثم إذا توكل على الله وقوّى اعتماده عليه ازدادت قوة قلبه،كما قال تعالى عن خيار الخلق (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ إنَّ النَّاسُ قَد جَمَعُواْ لَكُم فَاخشَوهُم فَزَادَهُم إِ يمَنًا وَقَالُواْ حَسبُنَا اللهُ وَنِعمَ الوَكِيلُ)آل عمران173
ثم إذا علم ما يترتب على القوة في الدين والشجاعة من الأجر والثواب أزدادت قوته وتضاعفت شجاعته ،كما نبه الله على هذه الحالة بقوله:(إِن تَكُونُواْ تألَموُنَ فَإِنَّهُم يَألَمُونَ كَمَا تَألَمُونَ وَتَرجُون مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرجُونَ)النساء104
وكلما تأمل الخلقَ وعرف أحوالهم وصفاتهم،وأنَّهم ليس عندهم شيء من النفع،ولا من النصرة والدفع، وأنَّ مَدْحَهم لا يغني عن العبد شيئًا ،وذمهم لا يضره شيئًا،وأنهم مع ذلك لايريدون لك الخير إلا لمصالحهم ،عرف أنَّ تعليق القلب خوفًا وهيبة، وخشية ورغبًا ورهبًا،ضائع بل ضار،وأنَّه يتعين على العبد أن يعلق خوفه ورجاءه،وطمعه وخشيته بالله وحده، الذي عنده كل شيء ،وهو الذي يريد لك الخير من حيث لا تريده لنفسك، ويعلم من مصالحك مالا تعلم،ويوصل إليك منها مالا تقدر و لاتريده.
ومن دواعي الشجاعة أن يعرف العبد أنَّ الجبن مرض وضعف في القلب، يترتب عليه التقاعد عن المصالح وتفويت المنافع،ويسلط عليه الضعفاء ويتشبه صاحبه بالخَفِرات من النساء.
ومن فوائد الشجاعة:
أمتثال أمر الله وأمر رسوله،والاتصاف بأوصاف أهل البصائر من أولى الألباب.
ومن فوائد الشجاعة:أنَّه بحسب قوة القلب يُنزل الله عليه من المعونة والسكينة ما يكون أكبر وسيلة لإدراك المطالب والنجاة من المصاعب والمتاعب.
ومن فوائدة: أنَّه يتمكن صاحبه من إرشاد الخلق ونفعهم على اختلاف طبقاتهم بالحكمة والموعظة الحسنة.وأما الجبان فإنَّه يفوته خير كثير،وتمنعه الهيبة من بركة علمه وإرشاده ونصحه للعباد.
ومنها: أنَّ الشجاعة تنجي العبد من كثير من الشدائد، وتوجب له السكينة إذا مرت النوائب والمصائب ،فيقابلها بما يحبه الله من الصبر والثبات واحتساب الأجر. وأمَّا الجبان فإنَّه إذا عتر ته هذه الأمور انماع وذهل مصالحة، وتنوعت به الأفكار الضارة، فعملت معه المصائب والشدائد عمله الأليم، وفوّتته الخيرات والثواب الجسيم.
المصدر
فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والا خلا ق والا حكام المستنبطة من القران
تاليف الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر عبدالله السعدي رحمه الله تعالى
منقول

أم حذيفة
11-18-2011, 12:13 AM
غاليتي أم سليمان
جزاك الله خيرا

هند
11-18-2011, 03:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيبتي أم سليمان
جزاكِ الله خيراً

توبة
11-18-2011, 08:21 PM
حبيبتي
أم سلـــيمــان
جــزاكِ الله خيراً
وسلمـــت يداك