القســم الأول : الحديــث المتواتــر تعريفــه لغــة : اسـم فاعـل مشـتق من التواتـر أي تتابـع ، يقولـون : تواتـر المطـر أي تتابـع ـ نزولـه ـ . نظم الدرر ... / ص : 181 . اصطلاحـًـا : هـو الحديـث الـذي يرويـه فـي كـل طبقـة مـن طبقـات السـند رواة كثيـرون يسـتحيل ـ فـي العـادة ـ تواطؤهـم علـى الكـذب ، عـن مثلهـم إلـى منتهـاه ، وينتهـي خبـره إلـى حـس . نظم الدرر ... / ص : 181 / بتصرف . شــروط الحديــث المتواتــر : الشــرط الأول : أن يرويـه عـدد كثيـر يسـتحيل ـ فـي العـادة ـ أن يتواطـؤوا علـى الكـذب . واختلـف العلمـاء فـي حـد الكثـرة . فقيـل : أربعـة ، وقيـل : عشـرة ، وقيـل : أربعـون ، وقيـل : سـبعون . واختـار الحافـظ وتبعـه السـيوطي عشـرة . قـال أحمـد شـاكر : " والصحيـح أنـه لاحـد لذلـك ، وأن العبـرة بمـا يقـع فـي نفـس السـامع مـن صـدق الخبـر ، وعـدم تواطـؤ هـؤلاء الناقليـن علـى الكـذب مـن ظروفهـم وأحوالهـم وكيفيـة نقلهـم الخبـر ، وقـد يطمئــن السـامع لروايـة خمسـة ويقـع فـي نفسـه اسـتحالة تواطؤهـم علـى الكـذب ، وقـد لا يطمئـن لروايـة عشـرة لملابسـات أخـرى . ا . هـ . فـإذا كانـوا جميعـًا مـن الشـيعة والخبـر فـي فضائـل " علـي " ـ رضي الله عنه ـ ، فلاشـك أن الكثـرة لا تؤثـر فـي مثـل هـذا الخبـر لوجـود شـبهة . فالعـدد القليـل مـع اختـلاف البـلاد أو المذاهـب ومـع الصيانـة والديانـة ، أولـى بالتصديـق مـن العـدد الكثيـر فـي نفـس البلـد أو علـى مذهـب واحـد ، ويزيـد الشـبهة كونهـم ممـن يسـتحلُّون الكـذب ، أو كـان الحديـث ممـا يقـوي بدعتهـم . نظم الدرر ... / ص : 181 . الشــرط الثانــي أن يتوافـر الشـرط الأول فـي جميـع طبقـات السـند . فليـس المقصـود مـن قولهـم " عـن مثلـه " اشـتراط نفـس العـدد ، ولكـن توفُّـر نفـس الشـرط ، وهـو وجـود عـدد يسـتحيل اجتماعهـم علـى الكـذب . وقـد يكـون الحديـث فـي طبقـة مـن طبقاتـه غريبـًا لـم يـروه إلا واحـد ، ثـم يحصـل التواتـر فـي طبقـات منـه ، كحديـث : " إنمـا الأعمـال بالنيـات ..... " . البخاري مع الفتح / ج : 1 / حديث رقم : 1 فهـو غريـب غرابــة مطلقـة ، فإنـه تفـرد بـه عمــر ـ رضي الله عنه ـ عـن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وتفـرد بـه علقمـة عـن عمـر ـ رضي الله عنه ـ ، وتفـرد بـه محمـد بـن إبراهيـم التيمـي عـن علقمـة ، وتفـرد بـه يحيـى بـن سـعيد عـن التيمـي ، ثم تواتـر بعـد ذلـك عـن يحيـى بـن سـعيد . نظم الدرر ... / ص : 182 . Ø الشــرط الثالــث أن ينتهـي خبرهـم إلـى حـس كقولهـم : سـمعنا أو رأينـا ، ..... ولا ينتهـي إلـى أمـر ظنـي . نظم الدرر ... / ص : 182 . أما إذا كـان مسـتند خبرهـم العقـل ، كالقـول بحـدوث (1) العالَـم مثـلاً ، فلا يسـمى الخبـر حينئـذ متواتـرًا . تيسير مصطلح الحديث / ص : 20 . ( 1 ) حـدوث العالَـم : أي العالـم حـادث ، أي كـان بعـد أن لـم يكـن . *حُكْــم الحديــث المتواتــر : قـال الدكتـور محمـد أديـب صالـح ، فـي " لمحـات فـي أصـول الحديـث " ( 89 ) : ولقـد قـرر العلمـاء أن المتواتـر يفيـد العلـم اليقينـي الـذي لا مجـال فيـه للتكذيـب ، ويكفـر جاحـده ، لأنـه قطعـي الثبـوت عـن رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، فجاحـده مكـذب للرســول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وشـأنه فـي إفـادة العلـم شـأن مـا يفيـده الحـس بالمشـاهدة وغيرهـا ، وهكـذا تـرى أن المتواتـر لا يحتـاج إلـى شـيء مـن البحـث والنظـر ـ لإثبـات صحـة نسـبته للرســول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، كمـا نعلــم مثـلاً وجـود عمــر وعلـي ـ رضي الله عنهما ـ فـي الصـدر الأول . وكمـا نعلـم وجـود دمشـق وبغـداد وقرطبـة مـن غيـر حاجـةٍ إلـى البحـث والتأمـل والنظـر . ا . هـ . نظم الدرر ... / ص : 182 . *أقســام الحديــث المتواتـر : ينقسـم الحديـث المتواتـر إلـى : متواتـر معنـى فقـط ، ومتواتـر لفظـًا ومعنـى . Ø أولاً : المتواتـر معنـى : المتواتـر معنـى هـو مـا اتفـق فيـه الـرواة علـى معنـى كلـي وانفـرد كـل حديـث بمعنـاه الخـاص . مصطلح الحديث / العثيمين / ص : 5 . قـال العلامـة أحمـد شـاكر فـي شـرح ألفيــة السـيوطي ( 42 ، 43 ) : " أمـا المعنــوي فإنـه اشـتراك الـرواة الذيـن يُؤمَـن كذبهـم علـى روايـة معنـى واحـد ضمـن ألفـاظ مختلفــة يشـترك هـذا المعنـى فيهـا جميعـًا وهـو كثيـر جـدًا فـي الشريعـة ويضربـون لـه مثـلاً : كـرم حاتـم ، فـإن الـرواة روت قصصـًا كثيـرة جـدًا فـي حـوادث لـه دلـت كلهـا علـى أنـه جـواد كريـم " . وضـرب لـه (2) المؤلــف " السـيوطي " فـي التدريــب مثـلاً مـن الحديـث " أحاديـث رفـع اليديـن فـي الدعـاء " . قـال : فقـد روي عنـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ نحـو مائـة حديـث فيـه : رفـع يديـه فـي الدعـاء . وقـد جمعتهـا فـي جـزء لكنهـا قضايـا مختلفـة ، فكـل قضيـة منهـا لـم تتواتـر ، والقـدر المشـترك فيهـا ـ وهـو الرفـع عنـد الدعـاء ـ تواتـر باعتبـار المجمـوع ، وهـو مثـل جيـد جـدًا . ومـن شـرح ألفيـة السـيوطي : " ومـن المتواتـر المعنـوي عنـدي : المتواتـر العملـي " . وهـو مـا عُلِـمَ مـن الديـن بالضـرورة ، وتواتـر عنـد المسـلمين أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فعلـه أو أمـر بـه أو غيـر ذلـك ، وهـو الـذي ينطبـق عليـه تعريـف الإجمـاع انطباقـًا صحيحـًا ، مثـل مواقيـت الصـلاة ، وأعـداد ركعاتهـا ، وصـلاة الجنـازة والعيديـن ، وحجـاب النسـاء عن غيـر محـرم لهـا ، ومقاديـر زكـاة المـال ، إلـى مـا لا يُعـد ولا يُحصـى مـن شـرائع الإسـلام . ا . هـ . نظم الدرر ... / ص : 183 ( 2 ) ضـرب لـه : الضميـر يعـود علـى المتواتـر المعنـوي . ومـن الأحاديـث التـي تواتـرت تواتـرًا معنويـًا أحاديـث إثبـات عـذاب القبـر ، وأحاديـث الرؤيـة ، وأحاديـث نـزول عيسـى ابـن مريـم ـ عليه السلام ـ ، وأحاديـث المهـدي ، ففـي كـل قضيـة مـن هـذه القضايـا أحاديـث كثيـرة صحيحـة مختلفـة الألفـاظ ، ولكـن بينهـا قـدر مشـترك مـن الاتفـاق ـ فـي المعنـى ـ . نظم الدُّرر ... / ص : 184 . Ø ثانيــًا : المتواتــر لفظـًــا ومعنـــى : المتواتـر لفظـًا ومعنـى هـو مـا اتفـق الـرواة فيـه علـى لفظـه ومعنـاه . مصطلح الحديث / العثيمين / ص : 5 . ولا شـك أنـه قليـل بالنسـبة للأحاديـث عمومـًا ، وكذلـك بالنسـبة للتواتـر المعنـوي . نظم الدُّرر ... / ص : 184 . مثالـه : عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـن كَـذَبَ علـي متعمـدًا فليتبـوأ مقعـده مـن النـار " . رواه مسلم ( 1 / 67 ) المقدمة . فقـد رواه عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أكثـر مـن سـتين صحابيـًّا منهـم العشـرة المبشـرين بالجنـة ، ورواه عـن هـؤلاء خلـق كثيـر مصطلح الحديث / العثيمين / ص : 5 . وقـال الشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله ـ : صحيح متواتـر . ( صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / رقم الحديث المذكور : 6519 / ص : 1111 ) . *والمتواتــر بقسـميه يفيــد أولاً : العلـم : وهـو القطـع بصحـة نسـبته إلـى مـن نقـل عنـه . فالمتواتـر قطعـي الثبـوت . ثانيـًا : العمـل : بمـا دل عليـه ، بتصديقـه مصطلح الحديث / العثيمين / ص : 5إن كـان خبـرًا ، وتطبيقـه إن كـان طلبـًا . |
القســم الثانــي : الحديــث الآحــاد *تعريفـــه لغـــة : الآحـاد جمـع أحـد بمعنـى الواحـد قـال تعالـى : { قُـلْ هُـوَ اللهُ أَحَـدٌ } ، أي واحـد سـبحانه لا شـريك لـه . وخبـر الواحـد هـو مـا يرويـه شـخص واحـد . اصطلاحـًا : هـو مـا لـم يجمـع حـد التواتـر . نظم الدرر ... / ص : 188 . * حكــم الحديــث الآحــاد : الحديـث الآحـاد يفيـد العلـم النظـري ، أي العلـم المتوقـف علـى النظـر والاسـتدلال . تيسير مصطلح الحديث / ص : 22 . ¨ فحديـث الآحـاد ظنـي الثبـوت إذا كـان صحيحـًا أو حسـنًا بنفســه أو بغيــره . والظـن الغالـب علـم يجـب العمـل بـه فـي العقائـد والأحكـام وغيرهمـا مـن أمـور الإسـلام ، وقـد اسـتدل الشـافعي ـ رحمه الله ـ علـى ذلـك أبـدع الاسـتدلال فـي رسـالته ، فمـن ذلـك : أن رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " نضـر الله امـرءًا سـمع منـا حديثـًا فحفظـه حتـى يبلغـه غيـره ، فـرُبَّ حامـلِ فقـهٍ إلـى مـن هـو أفقـه منـه ، ورب حامـل فقـه ليـس بفقيـه " . صحيح سنن الترمذي / ج : 2 / أبواب : العلم / باب : 7 / حديث رقم : 2139 ـ 2807 / ص : 337 . * وعـن عبـد الله بـن مسـعود قـال : سـمعتُ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول : " نَضَّـرَ الله امـرأَ سـمِع منـا شـيئًا فَبَلَّغَـهُ كمـا سَـمِعَهُ ، فـرُب مُبلَّـغ أوعـى مـن سـامع " . صحيح سنن الترمذي / ج : 2 / أبواب : العلم / باب : 7 / حديث رقم : 2140 ـ 2808 / ص : 338 . فلـولا أن خبـر الواحـد يفيـد الحجيـة ويجـب العمـل بموجبـه ما أمـر النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ مَـنْ سـمع حديثـه أن يبلغـه . ومـن ذلـك : تحـول الصحابـة الذيـن كانـوا يصلــون إلـى بيـت المقـدس ، فَصَلُّـوا قِبَـل الكعبـة بخبـر واحـد ، ومـا أنكـر عليهـم رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، فتركـوا القبلـة التـي كانـوا عليهـا لخبـر الواحـد . وروى الإمـام الشـافعي عـن سـفيان عـن الزهـري عـن سـعيد بـن المسـيب قـال : " كـان عمـر بـن الخطـاب يقـول : الدِّيـة للعاقلـة (1) ، ولا تـرث المـرأة مـن دِيـة زوجهـا شـيئًا حتـى قـال لـه الضحـاك بـن سـفيان : كتـب إلـيَّ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : أن أُورِّث امـرأة أشـيمَ الضِّبابـيِّ مـن ديـة زوجهـا " . صحيح سنن أبي داود / ج : 2 / كتاب : الفرائض / باب : 18 / حديث رقم : 2540 ـ 2927 / ص : 565 . ( 1 ) الديـة للعاقلـة : قـال فـي المجمـع : العاقلـة العصبـة والأقـارب مـن قِبَـلِ الأب الذيـن يعطـون ديـة قتيـل الخطـأ . عون المعبود شرح سنن أبي داود / ج : 7 ـ 8 / كتاب : الفرائض / باب : 18 / ص : 102 . * قـال الشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله ـ : فأدلـة الكتـاب والسـنة وعمـل الصحابـة وأقـوال العلمـاء تـدل دلالـة قاطعـة ـ علـى مـا شـرحنا ـ مـن وجـوب الأخـذ بحديـث الآحـاد فـي كـل أبـواب الشـريعة ، سـواءٌ كـان فـي الاعتقـادات أو العمليـات . نظم الدُّرر ... / ص : 189 . |
أقســام الحديث الآحاد بالنســبة إلـى عــدد طرقــه ينقسـم حديـث الآحـاد بالنسـبة إلـى عـدد طرقـه إلـى ثلاثـة أقسـام : Ø القســم الأول : الحديـث الغريــب أو الفـرد . Ø القســم الثانــي : الحديـث العزيــز . Ø القســم الثالــث : الحديـث المشــهور |
¨ تعريفــه لغــة : الغريــب : صفـة مشـبهة ، بمعنـى المنفـرد ، أو البعيـد عـن أقاربـه . تيسير مصطلح الحديث/ للدكتور محمود الطحان / ص : 28 . ¨ تعريفــه اصطلاحـًا : قـال الحافـظ ابـن حجـر فـي نزهـة النظـر ( ص : 25 ) : هـو مـا ينفـرد بروايتـه شـخص واحـدٌ فـي أي موضـع وقـع التفـرد بـه مـن السـند . ا . هـ . نظم الدرر في مصطلح أهل الأثر / الشيخ أحمد فريد / ص : 191 ¨ شــرح التعريــف : أي هـو الحديـث الـذي يسـتقل بروايتـه شـخص واحـد ، إمـا فـي كـل طبقــة مـن طبقـات السـند ، أو فـي بعـض طبقــات السـند ولـو فـي طبقـة واحـدة ، ولا تضــر الزيـادة عـن واحـد فـي باقـي طبقـات السـند ، لأن العبـرة للأقـل . تيسير مصطلح الحديث / ص : 28 فـائــدة الغريـب والفـرد لفظـان مترادفـان لغــة واصطلاحـًا ، إلا أن أهــل الاصطــلاح غايـروا بينهمـا فـي كثـرة الاسـتعمال ، فالفـرد يطلـق غالبـًا علـى الغريـب المطلـق الـذي تفــرد بروايتـه صحابـي واحـد ، فالغرابـة فـي أصـل السـند ، وهـو طرفـه مـن جهـة الصحابـي ، ويُطلــق علـى الغريـب النسـبي أو الفـرد النسـبي، غريـب غالبـًا ، وهـو مـا كانـت الغرابـة فـي أي طبقـة مـن طبقـات السـند بعـد الصحابـي . نظم الدرر في مصطلح أهل الأثر / الشيخ أحمد فريد / ص : 191 . حكـــم الحديــث الغريــب : إذا كـان الـراوي الـذي تفـرد بـه ثقـة ، كـان الحديـث صحيحـًا مقبـولاً يحتـج بـه . نظم الدرر في مصطلح أهل الأثر / الشيخ أحمد فريد / ص : 191 . مثالــه : قـال مسـلم في صحيحه : حدثنـا يحيـى بـنُ يحيـى التَّمِيمِـيُّ . قـال : أخبرنـا سُـليمان بـنُ بــلالٍ ، عـن عبـد الله بـنِ دينـارٍ ، عـن ابـن عمـر ؛ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ نهـى عـن بيـع الـولاءِ 1 وعـن هبتـه . أخرجه مسلم / ج : 10 / ( 20 ) ـ كتاب : العتق / باب ( 3 ) / حديث رقم : 1506 / ص : 208 تفـرد بـه عبـد الله بـن دينـار عـن ابـن عمـر نظم الدرر في مصطلح أهل الأثر / الشيخ أحمد فريد / ص : 191 1 - قوله : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاء وهبته ) فيه تحريم بيع الولاء وهبته ، وأنهما لا يصحان ، وأنه لا ينتقل الولاء عن مستحقه بل هو لحمة كلحمة النسب ، وبهذا قال جماهير العلماء من السلف والخلف . وأجاز بعض السلف نقله ولعلهم لم يبلغهم الحديث . هنا هذا الخبر متفق عليه عند البخاري ومسلم، إذا قيل: "متفق عليه" هو عند البخاري ومسلم، وكذلك إذا قيل: أخرجاه، أو أخرجه الشيخان، أو لهما .. وما أشبه ذلك من العبارة التي جرى الاصطلاح عليها عند أهل هذا الفن، في المصطلح أنه يراد بها الشيخان، البخاري ومسلم -رحمة الله عليهما-. "نهى عن بيع الولاء وهبته" الولاء: هو عصوبة -كما يقول علماء أصول الفقه- سببها نعمة المعتِق على رقيقه بالعتق، عصوبة سببها نعمة المُعتِق على رقيقه بالعتق، فإذا كان للإنسان مملوك من رجل أو امرأة -يعني: ذكر أو أنثى-، أو كان المعتق ذكرا أو أنثى، يعني: لا فرق أن يكون المولى من أعلى ذكرا أو أنثى، وكذلك المولى من أسفل ذكرا أو أنثى، إذا كان له مملوك فأعتقه فإنه يكون الولاء له، بمعنى: أنه يكون هو أولى الناس بميراثه إذا لم يخلف وارثا ويحوز جميع ماله *فلا يجوز بيعه، وكذلك لا يجوز هبته لأنه كما سبق كالنسب، كما أن النسب لا يباع، وكما أن النسب لا يتنازل عنه، هنا |
القســم الثانــي : " الحديـث العزيـز " ¨ تعريفــه : لغــة : هـو صفـة مشـبهة مـن " عَـزَّ يَعِـزُّ " بالكسـر ، أي قَـلَّ ونَـدَرَ . أو مـن " عَـزَّ يَعَـزُّ " بالفتـح ، أي قَـوِيَ واشـتدَّ ، وسُـمي بذلـك إمـا لقلـة وجـوده وندرتـه ، وإمـا لقوتـه بمجيئـه مـن طريـق آخـر . اصطلاحـًا : أن لا يقـل رواتـه عـن اثنيـن فـي جميـع طبقـات السـند . ¨ شـرح التعريـف : يعنـي أن لا يوجـد فـي طبقـة مـن طبقـات السـند أقـل مـن ا ثنيـن أما إن وجـد فـي بعـض طبقـات السـند ثلاثـة فأكثـر فلا يضـر ، بشـرط أن تبقـى ولـو طبقــة واحـدة فيهـا اثنـان ، لأن العبـرة لأقـل طبقـة مـن طبقـات السـند . تيسير مصطلح الحديث / ص : 26 . o تعقيــب : ـــــــ ـ خـص الحافـظ ابـن حجـر العسـقلاني " العزيـز " بمـا رواه اثنـانِ . وقـال غيـره ، كابن مَنْـده ، وابـن طاهــر المقدسـي ، وابـن الصـلاح ، وابـن دقيـق العيـد ، والعراقـي ، والنـووي ، وغيرهـم : اثنـان أو ثلاثـة . لغة المحدِّث ... / ص : 46 . *.*.*.*.*.*.* القســم الثالــث : الحديــث المشــهور ¨ تعريفــه : لغــة : هـو اسـم مفعـول مـن " شَـهَرْتُ الأمـرَ " إذا أعلنتـه وأظهرتـه . وسـمي بذلـك لظهـوره . اصطلاحـًا : مـا رواه ثلاثـة فأكثـر ـ فـي كـل طبقـة ـ مـا لـم يبلـغ حـد التواتـر تيسير مصطلح الحديث / ص : 23 وذهـب السـيوطي وجماعـة إلـى أن المشـهور ما رواه ثلاثـة ، والمسـتفيض ما رواه أكثـر مـن ثلاثـة . ¨ المشــهور غيــر الاصطلاحــي : ويقصـد بـه مـا اشـتُهِـرَ علـى الألسـنة مـن غيـر شـروط تعتبـر فيشـمل : أ ـ مـا لـه إسـناد واحـد . ب ـ ومـا لـه أكثـر مـن إسـناد . ج ـ ومـا لا يوجـد لـه إسـناد أصـلاً . تيسير مصطلح الحديث / ص : 24 . ¨حكـــم المشــهور : المشـهور الاصطلاحـي وغيـر الاصطلاحـي ، لا يوصـف بكونـه صحيحًـا أو غيـر صحيـح ، بـل منـه صحيـح ومنـه الحسـن والضعيـف بـل والموضـوع ، لكـن إن صـح المشـهور الاصطلاحـي فتكـون لـه ميـزة ترجحـه علـى العزيـز والغريـب . تيسير مصطلح الحديث / ص : 25 . ************************************ |
ثالثــًا : أقســام الحديــث بحســب القبــول والــرد ينقسـم الحديـث بحسـب القبـول والـرد إلـى قسـمين : 1 ـ مقبـول . 2 ـ مـردود . *********************** المبحـــث الأول : الحديــث المقبــول مراتبـه إلـى أربعـة أقسـام هـي : القســم الأول : الحديـث الصحيـح لذاتـه . القســم الثانـي : الحديـث الصحيـح لغيـره القسـم الثالـث : الحديـث الحسـن لذاتـه . القسـم الرابـع : الحديـث الحسـن لغيـره . *********************** |
القســم الأول : الحديـث الصحيـح لذاتـه تعريفــه لغــة :الصحيـح ضـد السـقيم ، وهو حقيقـة فـي الأجسـام ،تيسير مصطلح الحديث / ص : 34 . الحديـث الصحيـح بأنـه : " الحديـث المسـند الـذي يتصـل إسـناده بنقـل العـدل التـام الضبــط عـن العـدل التـام الضبـط إلـى منتهـاه مـن غيـر شـذوذ ولا علـة " نظم الدُّرَر في مصطلح أهل الأثر / ص : 34 / بتصرف حكــم الحديــث الصحيـح : تيسير مصطلح الحديث / ص : 36 تعريفــه : ******* القســم الثانـي : الحديـث الصحيـح لغيـره هـو الحسـن لذاتـه إذا رُوِيَ مـن طريـق آخـر مِثْلُـهُ أو أقـوى منـه .وسـمي صحيحـًا لغيـره لأن الصحـة لم تـأت مـن ذات السـند ، وإنمـا جـاءت مـن انضمـام غيـره لـه . تيسير مصطلح الحديث / ص : 51 . شــرح التعريــف : ـ ( هـو الحسـن لذاتـه ) : وهـو مـا اتصـل سـنده بنقـل العـدل الـذي خـفَّ ضبطـه عـن مثلـه إلـى منتهـاه مـن غيـر شـذوذ ولا علـة . ـ ( إذا رُوِيَ من طريـق آخـر مثلُـهُ ) : أي روي بإسـناد آخـر يماثلـه فـي القـوة ( أي حسـن لذاتـه ) . ـ ( أو أقـوى منـه ) : أي صحيحـًا لذاتـه . ـ ( وسـمي صحيحـًا لغيـره ) : أي الحديـث بمجمـوع الطريقيـن . ـ ( لأن الصحـة لـم تـأت مـن ذات السـند ) : أي لأن الحكـم عليـه مـن حيـث الصحـة لـم تـأت باعتبـار سـند واحـد . ـ ( وإنمـا جـاءت مـن انضمـام ) سـند آخـر ( غيـره مثلـه أو أقـوى منـه إليـه ) . تيسير علوم الحديث / ص : 33 . مرتبتــه : هـو أعلـى مرتبـة مـن الحسـن لذاتـه ، ودون الصحيـح لذاتـه . ************* القسـم الثالـث : الحديـث الحسـن لذاتـه . نظـرًا لأنـه متوسـط بيـن الصحيـح والضعيـف . تعريـف الْحَسـَن عنـد ابـن حجـر خيـر مـا عُـرِّفَ بـه الحسـن . " ـ الحديـث الحسـن ـ هـو مـا اتصـل سـنده بنقـل العـدلالتعريـف المختـار بنـاء علـى مـا عرفـه بـه ابـن حجـر : الـذي خَـفَّ ضبطـه عـن مثلـه إلـى منتهـاه مـن غيـر شـذوذ ولا علـة " . تيسير مصطلح الحديث / ص : 45 / بتصرف . يتضـح مـن التعريـف أن بيـن الصحيـح والحسـن عمومـًا وخصوصـًا . فأمـا العمـوم : فهـو اتصـال السـند ، وعدالـة الـراوي ، وعـدم الشـذوذ ، وعـدم العلـة . وأمـا خصـوص الصحيـح : فراويـه تـام الضبـط . وأمـا خصـوص الحَسَـن : فراويـه خـف ضبطـه ( أي أصـل الضبـط موجـود ) . الأفهام … / ص : 64 . فـراوي الحديـث الحسـن دون راوي الحديـث الصحيـح فـي الضبـط ، وهـو مـن يُطلـق عليـه وصـف : صـدوق ، لا بـأس بـه ، ليـس بـه بـأس ، ثقـة يخطـئ ، صـدوق لـه أوهـام . ومثالـه : ما رواه ابـن القطـان فـي زياداتـه علـى " سـنن ابـن ماجـه " ( 2744 ) من طريـق : يحيـى بـن سـعيد ، عـن عمـرو بـن شـعيب ، عن أبيـه عـن جـده ، قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليهوعلى آله وسلم ـ : " كفـر بامـرئ ادعـاء نسـب لا يعرفـه ، أو جحـده ، وإن دق " وسـنده حسـن . ففيـه عمـرو بـن شـعيب بـن محمـد بـن عبـد الله بـن عمـرو بـن العـاص . قـال الحافـظ ابـن حجـر فـي " التقريـب " ( 2 / 72 ) : "صـدوق " . تيسير علوم الحديث / ص : 32 حكمـــه : هـو كالصحيـح فـي الاحتجــاج بـه ، وإن كـان دونـه فـي القــوة ، لذلـك احتـج بـه جميـع الفقهـاء ، وعملـوا بـه ، وعلـى الاحتجـاج بـه معظـم المحدثيـن والأصولييـن ، إلا مَـنْ شـذ مـن المتشـددين ، وقـد أدرجــه بعـض المتسـاهلين فـي نـوع الصحيـح ، كالحاكـم ، وابـن حبـان ، وابـن خزيمـة ، مـع قولهـم بأنـه دون الصحيـح المُبَيَّـن أولاً . تيسير مصطلح الحديث / ص : 46 . *************** القســم الرابـع : الحديــث الحســن لغيــره هـو الضعيـف (1) إذا تعـددت طرقـه ، ولـم يكـن سـبب ضعفـه فِسْـقَ الـراوي أو كِذِبَـهُ . ـيسـتفاد مـن هـذا التعريـف أن الضعيـف يرتقـي إلـى درجـة الحسـن لغيـره بأمريـن همـا : أ ـ أن يُـرْوَى مـن طريـق آخــر فأكثــر ، علـى أن يكـون الطريـق الآخــر مثلـه أو أقـوى منـه . ب ـ أن يكـون سـببُ ضعـف الحديـث إمـا سـوء حفــظ راويـه أو انقطــاع فـي سـنده أو جهالـة فـي رجالـه . تيسير مصطلح الحديث / ص : 52 . ( 1 ) المقصـود بالحديث الضعيف هنا : ما كان ضعفه محتملاً غير شـديد ، بحيث إذا عضده مثيله انجبر الضعـف ، وارتقى إلى ما يسمى " بالحسن لغيره " . مرتبتــه : الحسـن لغيـره أدنـى مرتبـة مـن الحسـن لذاتـه . وينبنـي علـى ذلـك أنـه لـو تعـارض الحسـن لذاتـه مـع الحسـن لغيـره قُـدِّمَ الحسـنُ لذاتـه . تيسير مصطلح الحديث / ص : 52 . حكمـــه : الحسـن لغيـره مـن المقبـول الـذي يُحتـجُّ بـه . تيسير مصطلح الحديث / ص : 52 . |
رابعــًا : تقســيم الخبــر المقبــول إلـى : " معمــول بــه " و " غيــر معمــول بــه " " معمـول بـه " و " غيـر معمـول بـه " . وينبثـق عـن ذلـك نوعـان مـن أنـواع علـوم الحديـث وهمـا : " الْمُحْكَـم ومختلـف الحديـث " و "الناسـخ والمنسـوخ " . ***************** أولاً : " المحكــم " و " مُخْتَلِــف الحديــث " |
أولاً : " المحكــم " و " مُخْتَلِــف الحديــث " |
الساعة الآن 06:39 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir