💛معاني كلمة " الرحمة " في القرآن الكريم
📌لفظ " الرحمة " في القرآن ورد على عدة معان :-
💧- ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ (ﺻﻔﺔ) ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻼ ﻭﻋﻼ، ﺗﺜﺒﺖ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ
🔅ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: { ﻭﺭﺣﻤﺘﻲ ﻭﺳﻌﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ } (ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ:156)،
🔅ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ:
{ﻭﺭﺑﻚ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺫﻭ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ} (ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ:133).
🔺 ﻭ(ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ) ﻛـ (ﺻﻔﺔ) ﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻫﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻭﺭﻭﺩﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ.
💧- ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ (ﺍﻟﺠﻨﺔ)
🔅ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
{ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ} (ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:218)،
🔺 ﺃﻱ: ﻳﻄﻤﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻴﺪﺧﻠﻬﻢ ﺟﻨﺘﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﺇﻳﺎﻫﻢ.
💧- ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ (ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ)
🔅ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ:
{ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ} (ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:105)
🔺ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻳﺨﺘﺺ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ: ﺃﻱ: ﺑﻨﺒﻮﺗﻪ، ﺧﺺَّ ﺑﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺻﻠ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
💧- ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ (ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ)
🔅ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
{ﻗﻞ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻓﺒﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﻔﺮﺣﻮﺍ} (ﻳﻮﻧﺲ:58).
🔺 ﻓـ (ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ) ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪ ﻭﻗﺘﺎﺩﺓ.
💧- ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ (ﺍﻟﻤﻄﺮ)
🔅ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
{ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺑﺸﺮﺍ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺣﻤﺘﻪ} (ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ:57)،
🔺ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ: ﻭ(ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ) ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺟﻞ ﺛﻨﺎﺅﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ: ﺍﻟﻤﻄﺮ.
💧- ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ (ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﺍﻟﺮﺯﻕ)
🔅 ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ:
{ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩﻧﻲ ﺑﺮﺣﻤﺔ}
(ﺍﻟﺰﻣﺮ:38)
🔺 ﻗﺎﻝﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ: ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ: ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﺍﻟﺮﺯﻕ.
💧- ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ (ﺍﻟﻨﺼﺮ)
🔅ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
{ﻗﻞ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺼﻤﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﻜﻢ ﺳﻮﺀﺍ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﻜﻢ ﺭﺣﻤﺔ} (ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ:)
🔺 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ: ﺃﻱ: ﺧﻴﺮﺍً ﻭﻧﺼﺮﺍً ﻭﻋﺎﻓﻴﺔ.
💧- ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ (ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ)
🔅ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
{ﻛﺘﺐ ﺭﺑﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ} (ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ:54)
🔺 ﺃﻱ: ﺃﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ.
💧- ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ (ﺍﻟﻌﻄﻒ ﻭﺍﻟﻤﻮﺩﺓ)،
🔅ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ:
{ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ ﺃﺷﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺭﺣﻤﺎﺀ ﺑﻴﻨﻬﻢ} (ﺍﻟﻔﺘﺢ:29)،
🔺 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ: ﻣﺘﻌﺎﻃﻔﻮﻥ ﻣﺘﻮﺍﺩﻭﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ، ﻛﺎﻟﻮﻟﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻮالدً.
💧 ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ (ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ)
🔅ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
{ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻷﻣﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺭﺣﻢ ﺭﺑﻲ} (ﻳﻮﺳﻒ:53)،
🔺ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: ﺃﻱ: ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﺼﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
💧ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ (ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ)
🔅ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ:
{ﺇﻥ ﺭﺣﻤﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ} (ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ:56)،
🔺ﻗﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ: ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ.
💧 ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ (ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ)
🔅ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ:
{ﺫﻛﺮ ﺭﺣﻤﺔ ﺭﺑﻚ ﻋﺒﺪﻩ ﺯﻛﺮﻳﺎ} (ﻣﺮﻳﻢ:2)
🔺 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ: ﻳﻌﻨﻲ ﺇﺟﺎﺑﺘﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﺣﻴﻦ ﺩﻋﺎﻩ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻮﻟﺪ.
💎[الرحمن الرحيم ]
💛 المعنى في حق الله💛
💬قال ابن الأثير- رحمه الله تعالى-: في أسماء الله تعالى «الرّحمن الرّحيم»:-
🔺وهما اسمان مشتقّان من الرّحمة، مثل ندمان ونديم.
🔺وهما من أبنية المبالغة ورحمن أبلغ من رحيم.
🔺والرّحمن خاصّ بالله لا يسمّى به غيره، ولا يوصف.
🔺والرّحيم يوصف به غير الله تعالى،
↩فيقال: رجل رحيم، ولا يقال رحمن.
📍والرّحمة من صفات الذّات لله تعالى
والرّحمن وصف، وصف الله تعالى به نفسه وهو متضمّن لمعنى الرّحمة .
💬وقال الغزاليّ:-
🔸يكون المفهوم من الرّحمن نوعا من الرّحمة هي أبعد من مقدورات العباد،
↩وهي ما يتعلّق بالسّعادة الأخرويّة.
🔸فالرّحمن هو العطوف على العباد، بالإيجاد أوّلا،
🔹وبالهداية إلى الإيمان وأسباب السّعادة ثانيا،
🔸وبالإسعاد في الآخرة ثالثا،
🔹والإنعام بالنّظر إلى وجهه الكريم رابعا.
💎الفرق بين اسم [الرحمن] واسم [الرحيم ]
📌فرق بعض أهل العلم بين هذين الاسمين الكريمين بالفروق التالية:
♦أولاً: أن اسم (الرحمن):
هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة.
↩وأما اسم (الرحيم): فهو ذو الرحمة للمؤمنين
🔅كما في قوله تعالى: { وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) } [الأحزاب].
◀ولكن يشكل على ذلك قوله تعالى:
🔅{ إِن اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) } [البقرة]،
🔅وقوله تعالى: { رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66) } [الإسراء].
♦ثانيًا: أن اسم (الرحمن) دال على الرحمة الذاتية،
↩و(الرحيم) دال على الرحمة الفعلية؛
💬يقول ابن القيم في بدائع الفوائد:
🔸"إن (الرحمن) دال على الصفة القائمة به سبحانه
🔹و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم.
💡فكان الأول للوصف، والثاني للفعل،
🔸فالأول دال على أن الرحمة صفته،
🔹والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.
🔸وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله:
🔅{وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)} [الأحزاب]،
🔅وقوله: { إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) } [التوبة ].
ولم يجيء قط (رحمن بهم)
↩فعلم أن (الرحمن) هو الموصوف بالرحمة،
(والرحيم) هو الرحيم برحمته" بدائع الفوائد.
💬ويقول في موطن آخر في مدارج السالكين :-
🔺 "ولم يجيء رحمن بعباده ولا رحمن بالمؤمنين؛
مع ما في اسم (الرحمن) - الذي هو على وزن فعلان - من سعة هذا الوصف؛ وثبوت جميع معناه للموصوف به.
🔺ألا ترى أنهم يقولون: غضبان للممتلئ غضبًا؛ وندمان، وحيران، وسكران، ولهفان، لمن مُلِئ بذلك،
▪فبناء فعلان للسعة والشمول.
🔄ولهذا يقرن استواءه على العرش بهذا الاسم كثيرًا،
🔅كقوله تعالى: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) } [طه:5]:
🔅{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} [الفرقان: 59].
💡فاستوى على عرشه باسم الرحمن، لأن العرش محيطٌ بالمخلوقات؛ قد وسعها،
💡والرحمة محيطة بالخلق؛ واسعة لهم،
🔅كما قال تعالى: { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }
[الأعراف: 156]،
📍فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات، فلذلك وسعت رحمته كلَّ شيء.
🔅وفي الصحيح من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
" لما قضى اللهُ الخلقَ كتب في كتابِه ، فهو عنده فوقَ العرشِ : إنَّ رحمتي غلبتْ غضَبي "صحيح البخاري 3194
🔦 فتأمَّل اختصاص هذا الكتاب بذكر الرحمة؛ ووضعه عنده على العرش،
↩يفتح لك بابًا عظيمًا من معرفة الرب - تبارك وتعالى –" ( مدارج السالكين ).
💫ولله اﻷسماء الحسنى - عبدالعزيز الجليل 💫
❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب ❤
|