عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 03-15-2011, 12:09 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي


ما جاء في صورة خلقته
- صلى الله عليه وسلم -

قال الإمام الترمذي
حدثنا قتيبة، عن مالك بن أنس ح وقال حدثنا الأنصاري
قالحدثنا معن قال حدثنا مالك بن أنس
عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمع أنسايقول


"لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
بالطويل البائن، ولا بالقصير المتردد، ولا بالأبيض الأمهق
(الشديد البياض الخالي عن الحمرة كالجصّ)
بل كان بياضه نيّرا مشربا بحمرة
ولا بالآدم (شديد السمرة)
وليس بالجعد القطط، ولا بالسبط
(شعره متوسط بين التجعد والاسترسال)
بعثه الله على رأس أربعين سنة
فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشرا
وتوفاه الله على رأس ستين سنة
وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء"(1)

وعن علي- رضي الله عنه- قال
"لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
بالطويل ولا بالقصير، شثن الكفين والقدمين
(يميلان إلى غلظ وقصر)
ضخم الرأس، ضخم الكراديس
(عظيم رؤوس العظام وجسيمها)
طويل المسربة
(ما دق من شعر الصدر)
إذا مشى تكفأ تكفؤا
(يمشي إلى الأمام)
كأنما انحط من صبب
(ينزل من منحدر الأرض لقوة مشيه)
لم أر قبله ولا بعده مثله "(2)

وعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه-
قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم
ضليع الفم، أشكل العينين، منهوش العقب
قال شعبة: قلت لسماك: ما ضليع الفم ؟
قال: واسع الفم، قلت: ما أشكل العين ؟
قال: طويل شق العين.
قال: قلت: ما منهوش العقب ؟ قال: قليل اللحم."(3)

عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه-
قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
في ليلة إضحيان، فجعلت أنظر إلى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
وإلى القمر، وعليه حلة حمراء
فإذا هو عندي أحسن من القمر"(4)

النفوس المحبّة تتوق إلى ملاقاة محبوبها؛
لتنعم العين برؤيته، ويأنس الفؤاد بقربه ومودته
ويبلغ الشوق غايته، والحب ذروته
عندما يكون المراد هو قرة عيون المؤمنين
خاتم النبيين والمرسلين
محمد - صلى الله عليه وسلم-
فما تنفك الخواطر الحرّى تتلمس طرفاً من أخبار نعوته
وبيان صفاته؛
لتطمئن برؤية خياله، كلما أعياها الظفر بوصاله
واكتوت حزنا على بعده وفراقه.


طيف تجلّى نوره ساطعاً * حتّى رأته مقلة الهائم(5)


و هذه الروايات الثابتة عن أصحابه- رضي الله عنهم-
تحكي أوصافاً شاملة لجمال صورته، وروعة خلقته
ممن عرفه عن كثب، وخالطه عن قرب
تنبيك دقّة بيانها
واستيعاب تفاصيلها عن غزارة الحبّ العظيم الراسخ في الفؤاد
كأغلى ما يحبه أحدنا من زهرة الحياة الدنيا وزينتها
يتلذذ بمرآه صباح مساء
ولفرط حرصه عليه، وشوقه له
يحفظ أدقّ تفاصيله، وصفات شكله

وبعد... فهذا الخلق الفائق في الحسن والتناسق
المبدع في التصوير، المخرج في أحسن تقويم
كالقمر المنير في أديم السماء يتلألأ إشراقا وبهاءً
أراده الخلّاق الحكيم – سبحانه-
ليكتمل به إعداد الشخصية النبوية المكلّفة بأعباء الرسالة العالمية
فيكون حسن مظهره سبباً لائتلاف القلوب عليه، وميلها إليه؛
فإن النفوس فطرت على حب الجميل تنساق له طواعية
وما جمال ظاهره بأحسن من كمال باطنه
وطهارة سيرته، وطيب حياته كلها
- صلى الله عليه وسلم-
أكرمْ بخَلْق نبيّ زانه خُلـُـقٌ، بالحسن مشتملٍ
بالبشر متَّسـمِ، كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ
والبحر في كرمٍ، والدهر في هِمَمِ
كأنه وهو فردٌ من جلالتــه في عسكرٍ حين تلقاه وفي حشـمِ
كأنما اللؤلؤ المكنون في صدفٍ
من معْدِنَي منطقٍ منه مُبْتَســم
لا طيبَ يعدلُ تُرباً ضم أعظُمَـــهُ
طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــم(6)
هنا
ضحكه ومزاحه صلى الله عليه وسلم
يتـــــــــــبع

******

(1) سنن الترمذي - كتاب المناقب
باب قبض النبي صلى الله عليه وسلم
وهو ابن خمس وستين سنة

رقم 3623 / وقال الألباني :صحيح
****
(2) - سنن الترمذي - كتاب المناقب
باب سأل رجل البراء أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
مثل السيف قال لا مثل القمر

رقم 3637 / وقال الألباني :صحيح
******
(3) - سنن الترمذي / كتاب المناقب
باب ضليع الفم أشكل العينين منهوش العقب
رقم 3647 / وقال الألباني : صحيح
******
(4) - الراوي: جابر بن سمرة المحدث: البخاري
المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2809
خلاصة حكم المحدث: صحيح
******
(5) - تزيين الأسواق بمصارع العشاق (2/418)
******
(6) - بردة البوصيري

التعديل الأخير تم بواسطة هند ; 03-16-2011 الساعة 02:23 PM
رد مع اقتباس