عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 06-05-2011, 11:30 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي


نومه و تعطره
صلى الله عليه وسلم


قال الإمام الترمزي
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ
عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَجْمَعُ أَوْ تَبْعَثُ عِبَادَكَ"(1)


قال الإمام البخاري في صحيحه

حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قال حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ،عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ :" كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنْ اللَّيْلِ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ
ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا
وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا
وَإِلَيْهِ النُّشُورُ )(2)

قال الإمام البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قال حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ
عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ
ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا
فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ
يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ
يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "(3)




قال الإمام مسلم في صحيحه

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قال حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا
وَكَفَانَا وَآوَانَا فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ " (4)


قال الإمام مسلم في صحيحه
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخْرٍ الدَّارِمِيُّ ، قال حَدَّثَنَا حَبَّانُ
قال حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قال حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ
قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَزْهَرَ اللَّوْنِ كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ وَلَا مَسِسْتُ دِيبَاجَةً
وَلَا حَرِيرَةً أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَلَا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً
أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (5)



قال الإمام مسلم في صحيحه

حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قال حَدَّثَنَا هَاشِمٌ يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ
عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
قَالَ: " دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ عِنْدَنَا فَعَرِقَ وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ
فَجَعَلَتْ تَسْلِتُ الْعَرَقَ فِيهَا فَاسْتَيْقَظَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ
قَالَتْ هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ " (6)





حينما يودّ أحدنا أن يخلد للنوم بعد نهار أمضاه وجهد قضاه ؛
فإنه يأوي لفراش مريح، وغطاء ناعم، ومكان هادئ؛
لينال حظاً كافياً من الدعة والراحة


وهذا أمر طبيعي
غير أن هذه المعطيات قد تتوفر للبعض
على أحسن الوجوه وأكملها
فلا تؤمن لهم النوم المنشود لسكن الفؤاد وراحة البال!
وربما يعاني هؤلاء من أرق واضطرابات
في النوم تقضّ مضاجعهم، وتحرمهم لذّته إذن ؛
فإن حصول هذه النعمة
التي هي من آيات الله تبارك وتعالى
على صورتها الفضلى يتجلّى لمن اهتدى
بدين الله - عز وجل
واقتدى بسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم
ولازم ذكر ربه عند هجعته وانتباهه
و إن لم يملك من الفُرُش سوى حصير حقير
أو بساط من جلد.
و هذا الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم
لم يكن لديه من متاع الدنيا إلا النزر اليسير
وكان ينام من الليل حاجته، ومن النهار قيلولته
مطمئن النفس، هادئ البال!
بالرغم من معاناته قيادة الأمة ومتاعب الدعوة
ومشقة الجهاد وألوان الأذى في سبيل الله - تعالى
و ما انشراح صدره، و سكينة نفسه إلا بالله -جلّ جلاله
الذي عرف قدره، وأكثر ذكره، وعظّم دينه ، فطهّره وزكّاه
وأرخى عليه أستار فضله، وفيوض رحمته
وعظيم نعمه.

و كان حمد الله تعالى على نعمه من هديه
صلى الله عليه وسلم
إذا أوى إلى فراشه؛
فيحمده على رزقه الذي آتاه، وكفايته من كل شر يخشاه
وفضله عليه بإيوائه من التشرد واليتم.

و يذكر الله كثيراً و يثني عليه ويمجّده
و يدعوه ويستعيذ به من شر ما خلق من الدواب والصفات
ولا ريب أن المواظبة على الأدعية والأذكار المأثورة
في ختام اليوم والليلة يبث للنفس الراحة والطمأنينة
والحفظ من تلاعب الشياطين
والوقاية من الهوامّ والمخاطر
وتضمن لمن مات أن تكون خاتمته على الفطرة إلى غيرها
من الآثار الطيبة على حياة العبد، وحسن خاتمته.(7)

فحري أن نعتني بهذه الأوراد الحصينة عند مبيتنا
ونعلمها صغارنا ليألفوا ذكرها، وننال بها الأجر وطيّب الأثر
وينضم إلى هذا الذكر الحميد الحال الطيبة التي يكون عليها
الحبيب - صلى الله عليه وسلم- عند نومه
فكان من هديه - صلى الله عليه وسلم- أن ينام طاهراً
في بدنه وثيابه، بل إن طهارة ثيابه
وطيب رائحته لا تنفك عنه سائر يومه و ليلته؛
فهذا خادمه أنس بن مالك - رضي الله عنه
الذي لازمه زمناً طويلاً يفضّل رائحة
النبي - صلى الله عليه وسلم
على أجود أنواع الطيب من المسك والعنبر المعروفة آنذاك
وكانت أم سليم - رضي الله عنها
تجمع عرقه إذا استنقع على الأديم المفروش تحته؛
ليكون أطيب طيب تنتفع بعطره الفواح
و ترجو بركته لصبيانها

إن جمال المظهر، وطهارة البدن
وطيب الرائحة من محاسن الإسلام التي حث عليها أتباعه
و لها آثارها الإيجابية على الفرد والمجتمع
هنا
رفقه ورحمته بأمته
يتـــــــــبع
~~~
(1)سنن الترمذي - كِتَاب الدَّعَوَاتِ
بَاب مِنْهُ - رقم 3398 - تحقيق الألباني
~~~
(2)صحيح البخاري - كِتَاب الدَّعَوَاتِ
بَاب وَضْعِ الْيَدِ الْيُمْنَى تَحْتَ الْخَدِّ الْأَيْمَنِ - رقم 5955
~~~
(3)صحيح البخاري - كِتَاب فَضَائِلِ الْقُرْآنِ
باب إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات - رقم 4730
~~~
(4)صحيح مسلم - كِتَاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ
إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره
فلينفض بها فراشه وليسم الله - رقم 4890 2715
~~~
(5) صحيح مسلم - كِتَاب الْفَضَائِلِ
باب ما شممت عنبرا قط ولا مسكا ولا شيئا أطيب
من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم
رقم 4299 2330
~~~
(6)صحيح مسلم بشرح النووي - كِتَاب الْفَضَائِلِ
بَاب طِيبِ عَرَقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّبَرُّكِ بِهِ
رقم 2331
~~~
(7) للفائدة تراجع: (موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة)
فيما يتعلق بموضوع النوم

وقد أثبتت الدراسات العلمية والتجارب الفعلية
أن الآداب النبوية في النوم تمثل قمة الإعجاز الطبي
رد مع اقتباس