عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-10-2011, 12:32 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله
" الذي فسره به أهل العلم المعتبرون

أن النفاق في الشرع ينقسم إلى قسمين

أحدهما النفاق الأكبر
وهو أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله
واليوم الآخر
ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه
وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم
وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار

والثاني : النفاق الأصغر ، وهو نفاق العمل
وهو أن يظهر الإنسان علانية صالحة
ويبطن ما يخالف ذلك .
وحاصل الأمر : أن النفاق الأصغر كله يرجع إلى اختلاف السريرة
والعلانية كما قاله الحسن ، والنفاق الأصغر وسيلة إلى النفاق الأكبر
، كما أن المعاصي بريد الكفر
، وكما يخشي على من أصر على المعصية
أن يُسلب الإيمان عند الموت ، كذلك يخشي على من أصر
على خصال النفاق أن يسلب الإيمان فيصير منافقا خالصا .

وسئل الإمام أحمد
ما تقول فيمن لا يخاف على نفسه النفاق ؟
قال : ومن يأمن على نفسه النفاق " انتهى باختصار
" جامع العلوم والحكم " (1/429-432)

ثالثا : أخلاق المنافقين المذمومة
هذه ليست على سبيل الحصر وإنما على سبيل المثال
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله
" وجه الاقتصار على هذه العلامات الثلاثة أنها منبهة على ما عداها
إذ أصل الديانة منحصر في ثلاث
القول ، والفعل ، والنية
فنبَّه على فساد القول بالكذب ، وعلى فساد الفعل بالخيانة
وعلى فساد النية بالخلف " انتهى
" فتح الباري " (1/90)
رابعا : معنى الفجور عند المخاصمة
يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله
" ( إذا خاصم فجر )
يعني بالفجور :أن يَخرج عن الحق عمدا حتى يصيِّرَ
الحق باطلا والباطل حقا ،وهذا مما يدعو إليه الكذب
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
( إياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور
وإن الفجور يهدي إلى النار ) (3)

وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم
(إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ) (4)

فإذا كان الرجل ذا قدرة عند الخصومة
سواء كانت خصومته في الدين أو في الدنيا
على أن ينتصر للباطل ، ويخيل للسامع أنه حق
ويوهن الحق ، ويخرجه في صورة الباطل
كان ذلك من أقبح المحرمات ، وأخبث خصال النفاق

وفي سنن أبي داود عن ابن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله
حتى ينزع ) (5)" انتهى باختصار.
" جامع العلوم والحكم " (1/432)



رد مع اقتباس