عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-11-2011, 07:08 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,041
افتراضي


الشرح


قوله: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ بينما هي (بينا) ولكن زيدت (ما) فيها

والأصل: بين نحن، فـ: (ما) زيدت للتوكيد.
و: جُلُوسٌ: مبتدأ، وخبره: عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
و: ذَاتَ يَوْمٍ : ذات هنا تفيد النكرة، أي في يوم من الأيام.
وتستعمل في اللغة على وجوه متعددة، فتارة تكون بمعنى:
.1صاحبة: مثل ذات النطاقين أي صاحبة النطاقين.
.2وتارة تكون اسماً موصولاً: كما في لغة طي،وهم قوم من
العرب يستعملون: ذات بمعنى التي،كما قال ابن مالك - رحمه
الله-:( وكالتي أيضاً لديهم ذات) فمثلاً يقول: بعت عليك

بيتي ذات اشتريت، أي التي اشتريت.
.3وتارة تكون بمعنى النكرة الدالة على العموم: كما

في جملة الحديث ذات يوم.. وهذا أغلب ما تستعمل.
إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ الرجل هنا مبهم، وهو رجل في شكله

لكن حقيقته أنه مَلَك.
شَدِيْدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ أي عليه ثياب .
شَدِيْدُ سَوَادِ الشَّعْرِ أي أنه شاب.
لايُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ لأن ثيابه بيضاء وشعره أسود ليس
فيه غبار ولاشعث السفر، ولهذا قال: لايُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ



لأن المسافر في ذلك الوقت يُرى عليه أثر السفر، فيكون أشعث


الرأس،مغبرّاً، ثيابه غير ثياب الحضر، لكن لايرى عليه أثر السفر.

وَلايَعْرِفْهُ مِنَّا أَحَدٌ أي وليس من أهل المدينة المعروفين، فهوغريب.

حَتَّى جَلَسَ إِلىَ النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل عنده
ليفيد الغاية،أي أن جلوسه كان ملاصقاً للنبي صلى الله عليه وسلم.
ولهذا قال: أَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلىَ رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ

أي كفي هذا الرجل عَلَىَ فَخِذَيْهِ أي فخذي هذا الرجل، وليس
على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا من شدة الاحترام.


وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ ولم يقل:يا رسول الله ليوهم أنه أعرابي،
لأن الأعراب ينادون النبي صلى الله عليه وسلم باسمه

العلم، وأما أهل الحضر فينادونه بوصف النبوة أو الرسالة عليه الصلاة والسلام .
أَخْبِرْنيِ عَنِ الإِسْلامِ أي ماهو الإسلام؟ أخبرني عنه.
فَقَالَ: الإسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ

تشهد أي تقرّ وتعترف بلسانك وقلبك، فلا يكفي اللسان،

بل لابد من اللسان والقلب، قال الله عزّ وجل:

(إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)(الزخرف: الآية86)
وإعراب لاَ إِلَهَ إَلاَّ اللهُ :
لا إله إلا الله: هذه جملة اسمية منفية بـ (لا) التي لنفي
الجنس، ونفي الجنس أعم النفي، واسمها: (إله) وخبرها:
محذوف والتقدير حقٌ، وقوله: (إلا) أداة حصر، والاسم الكريم
لفظ الجلالة بدل من خبر: (لا) المحذوف وليس خبرها لأن: (لا)
النافية للجنس لا تعمل إلافي النكرات.


فصارت الجملة فيها شيء محذوف وهو الخبر وتقديره: حق،
أي: لا إله حق إلا الله عزّ وجل، وهناك آلهة لكنها آلهة
باطلة ليست آلهة حقّة،وليس لها من حق الألوهية شيء،ويدل
لذلك قوله تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ
مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ) (الحج:62)

وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ أي وتشهد أن محمداً رسول

الله،ولم يقل: إني رسول الله مع أن السياق يقتضيه لأنه

يخاطبه، لكن إظهاره باسمه العلم أوكد وأشد تعظيماً. وقوله:

مُحَمَّداً هو محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي من ذرية

إسماعيل، وليس من ذرية إسماعيل رسول سواه، وهو
المعني بقول الله تعالى عن إبراهيم وإسماعيل:
(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ ) (البقرة: الآية129)
رَسُولُ اللهِ رسول بمعنى مرسل، والرسول هو من أوحى

الله إليه بشرع وأمر بتبليغه والعمل به.

َتُقِيْمَ الصَّلاةَ أي تأتي بها قائمة تامة معتدلة.

وكلمة: الصَّلاةَ تشمل الفريضة والنافلة.

وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ تؤتي بمعنى تعطي، والزكاة هي المال

الواجب بذله لمستحقه من الأموال الزكوية تعبداً لله،

وهي الذهب والفضة والماشية والخارج من الأرض وعروض التجارة.

وَتَصُوْمَ رَمَضَانَ أي تمسك عن المفطرات تعبداً لله

تعالى من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.


وأصل الصيام في اللغة: الإمساك.

ورمضان هو الشهر المعروف مابين شعبان وشوال.

وَتَحُجَّ البَيْتَ أي تقصد البيت لأداء النسك في وقت مخصوص
تعبداً لله تعالى.

إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلِيْهِ سَبِيْلا قَالَ: صَدَقْتَ القائل صدقت:

جبريل عليه السلام وهو السائل، فكيف يقول: صدقت

وهو السائل؟ لأن الذي يقول: صدقت للمتكلم يعني أن عنده

علماً سابقاً علم بأن هذا الرجل أصابه،وهو محل عجب،

ولهذا تعجب الصحابة كيف يسأله ويصدقه، لكن سيأتي

إن شاء الله بيان هذا.


شرح هذه الأركان الخمسة:
رد مع اقتباس