عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-11-2011, 07:11 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,042
افتراضي


شرح هذه الأركان الخمسة:


-الركن الأول: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
وهنا مسألة: لماذا جُعِلَ هذان ركناً واحداً، ولم يجعلا ركنين؟.



والجواب:أن الشهادة بهذين تبنى عليها صحة الأعمال كلها،
لأن شهادة ألا إله إلا الله تستلزم الإخلاص، وشهادة أن محمداً
رسول الله تستلزم الاتباع، وكل عمل يتقرب به إلى الله لا يقبل

إلا بهذين الشرطين: الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله .


ومعنى أن تشهد أن لا إله إلا الله، أي: أن يعترف الإنسان
بلسانه وقلبه بأنه لامعبود حق إلا الله عزّ وجل .

و أَشْهَدُ بمعنى:أقر بقلبي ناطقاً بلساني؛ لأن الشهادة
نطق
وإخبار عما في القلب. وإذا كان الشاهد بقلبه
أخرس لا يستطيع
النطق فإنه يكفي للعجز.
والشهادة باللسان لاتكفي بدليل أن المنافقين يشهدون لله

عزّ وجل بالوحدانية ولكنهم يشهدون بألسنتهم، فيقولون
بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فلا ينفعهم، وهم يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكدون له أنهم
يشهدون أنه رسول الله ،
والله يعلم أنه رسول الله،
ولكنه سبحانه يشهد أن المنافقين لكاذبون.


و لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله أي:لا معبود حق إلا الله وبتقديرنا الخبر بهذه

الكلمة حق يتبين الجواب عن الإشكال التالي: وهو كيف يُقال

لا إله إلا الله مع أن هناك آلهة تعبد من دون الله،وقد
سماها الله آلهة وسماها عابدوها آلهة، قال الله

تعالى: (فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

مِنْ شَيْءٍ )(هود: الآية101] وقال تعالى:

(أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ
وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) (الانبياء:43)

وقال تعالى: (وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ )(القصص: الآية88)
بتقدير الخبر في لا إله إلا الله فنقول: هذه الآلهة التي تعبد
من دون الله هي آلهة لكنها باطلة،ليست آلهة حقّة،وليس

لها حق الألوهية من شيء،ويدل لذلك قول الله عزّ وجل :
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ

وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الحج:62)

فإذا جاء مشركٌ إلى تمثالٍ يعبده بأن يركع له، ويسجد

ويخشع وربما يغمى عليه، فعبادته باطلة، ومعبوده باطل أيضاً.


إِلاَّ اللهُ الله: علم على الرب عزّ وجل لايسمى به غيره،

وهو أصل الأسماء، ولهذا تأتي الأسماء تابعة له،
تابعاً للأسماء إلا في آية واحدة،وهي قول الله تعالى:
( إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ) [إبراهيم:1-2]



لكن لفظ الاسم الكريم هنا بدل من العزيز، وليست صفة،
لأن جميع الأسماء إنما تكون تابعة لهذا الاسم العظيم.

رد مع اقتباس