عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-02-2010, 07:29 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

وهناك حديث آخر يوضح الحديث السابق
وفق ما مر معنا في شرحه ؛
فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :



( إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلْيُنَحِّ الْإِنَاءَ ثُمَّ لِيَعُدْ إِنْ كَانَ يُرِيدُ )


رواه ابن ماجة (رقم/3427)
وحسنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/386)






قال ابن القيم رحمه الله
معنى تنفسه في الشراب
إبانته القدح عن فيه ، وتنفسه خارجه
ثم يعود إلى الشراب



وفى هذا الشرب حِكَم جَمَّة
وفوائد مهمة
وقد نبه صلى الله عليه وسلم
على مَجامعها بقوله :
( إنه أروى ، وأمرأ ، وأبرأ )
فأروى : أشد رِيَّا وأبلغه وأنفعه .
وأبرأ : من البرء ، وهو الشفاء
أي : يبرىء من شدة العطش ودائه
لتردده على المعدة الملتهبة دفعات
فتسكن الدفعة الثانية ما عجزت الأولى
عن تسكينه
والثالثة ما عجزت الثانية
عنه ، وأيضا فإنه أسلم لحرارة المعدة
وأبقى عليها من أن يهجم عليها البارد
وهلة واحدة ، ونهلة واحدة ؛
فإنه لا يروي لمصادفته لحرارة العطش لحظة ، ثم يقلع عنها ، ولما تكسر سورتها وحدتها
وإن انكسرت لم تبطل بالكلية ، بخلاف كسرها على التمهل والتدريج .



وأيضا فإنه أسلم عاقبة
وآمن غائلة من تناول جميع ما يروي دفعة واحدة ، فإنه يخاف منه أن يطفئ الحرارة الغريزية بشدة برده
وكثرة كميته ، أو يضعفها فيؤدى ذلك إلى فساد مزاج المعدة والكبد "
انتهى باختصار.
" زاد المعاد " (4/230)






وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
" يؤخذ من ذلك :
أنه أقمع للعطش ، وأقوى على الهضم ، وأقلُّ أثرًا في ضعف الأعضاء وبرد المعدة "
" فتح الباري " (10/94)



وقال ولي الله الدهلوي :
" المعدة إذا وصل إليها الماء قليلا قليلا
صرفته الطبيعة إلى ما يهمها



وإذا هجم عليها الماء الكثير
تحيرت في تصريفه



والمبرود إذا ألقى في معدته الماء أصابته البرودة لضعف قوته من مزاحمة القدر الكثير بخلاف ما إذا تدرج
والمحرور إذا ألقى على معدته ماء دفعة حصلت بينهما المدافعة ولم تتم البرودة
وإذا ألقى شيئا فشيئا وقعت المزاحمة أولا ثم ترجحت البرودة " انتهى



" حجة الله البالغة " (2/292)

وينظر كلام مهم لبعض الباحثين
المعاصرين حول هذه المسألة في كتاب "
" روائع الطب الإسلامي "
تأليف الطبيب محمد نزار الدقر (2/33-34) ترقيم الشاملة .




وقد اتفق أهل العلم على كراهة
أن يتنفس الشارب داخل إنائه ، فيصيب نفسه الماء الذي يشرب منه فيتقذر به



وقد ورد النهي صريحا عن ذلك
في حديث أبي قتادة رضي الله عنه
( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نَهَى أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ )
رواه مسلم (رقم/267)

والله أعلم



الإسلام سؤال وجواب
رد مع اقتباس