عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-19-2011, 11:59 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
وبهذا الحفظ أنقذ الله سبحانه وتعالى إبراهيم عليه السلام من النار

وأخرج يوسف عليه السلام من الجبّ

وحمى موسى عليه السلام من الغرق وهو رضيع

وتتسع حدود هذا الحفظ لتشمل حفظ المرء في ذريّته بعد موته

كما قال سعيد بن المسيب لولده

" لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أُحفظ فيك "

وتلا قوله تعالى : {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } ( الكهف : 82 )

الثاني : حفظ الله للعبد في دينه ، فيحميه من مضلات الفتن


وأمواج الشهوات

ولعل خير ما نستحضره في هذا المقام

حفظ الله تعالى لدين يوسف عليه السلام

على الرغم من الفتنة العظيمة التي أحاطت به وكادت له

يقول الله تعالى في ذلك

{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }

( يوسف : 24 )

وتستمر هذه الرعاية للعبد حتى يلقى ربّه مؤمنا موحدا .

ولكن الفوز بهذا الموعود العظيم يتطلب من المسلم إقبالا حقيقيا على الدين


واجتهادا في التقرب إلى الله عزوجل

ودوام الاتصال به في الخلوات

وهذا هو المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم

فمن اتقى ربه حال الرخاء ، وقاه الله حال الشدّة والبلاء .

ثم انتقل الحديث إلى جانب مهم من جوانب العقيدة


ويتمثّل ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس

( إذا سأَلت فاسأَل الله )

وسؤال الله تعالى والتوجه إليه بالدعاء من أبرز مظاهر العبوديّة والافتقار إليه

بل هو العبادة كلها كما جاء في الحديث : ( الدعاء هو العبادة ) (1)

وقد أثنى الله على عباده المؤمنين في كتابه العزيز

فقال : { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ

وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }

( الأنبياء : 90 )

وإن من تمام هذه العبادة ترك سؤال الناس


فإن في سؤالهم تذلل لهم ومهانة للنفس

ولا يسلم سؤالهم من منّة أو جرح للمشاعر ، أو نيل من الكرامة

كما قال طاووس لعطاء رحمهما الله

" إياك أن تطلب حوائجك إلى من أغلق دونك بابه

وجعل دونك حجابه ، وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة

أمرك أن تسأله ، ووعدك أن يجيبك "

وصدق أبو العتاهية إذ قال
لا تسألن بني آدم حاجـة وسل الذي أبوابه لا تُحجب
فاجعل سؤالك للإله فإنمـا في فضل نعمة ربنـا تتقلب


***
(1)الراوي: النعمان بن بشير و البراء بن عازب المحدث: الألباني


المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3407
خلاصة حكم المحدث: صحيح

رد مع اقتباس