عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-20-2011, 01:08 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

وَأَمَره سبحانه أن يُعلن لأمتهِ أنّه لا يملكُ مثل ذلك لهم
فقال تعالى
{قُلْ إِنِّى لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً} ( الجن 21)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت
" لما نزلت {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاٌّقْرَبِينَ}
قام رسول الله صلى الله عليه وسلّم
فقال : "يا فاطمة ابنة محمد، يا صفية بنتَ عبدالمطلب
يا بني عبدالمطلب لا أملكُ لكم من الله شيئاً،
سَلُوني من مالي ما شئتم" (1)

ولا يَطلب من النبي صلى الله عليه وسلّم أن يدعو له
أو يستغفرَ له، فإن ذلك قد انقطع بموتهِ
صلى الله عليه وسلّم

فأما قوله تعالى
{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }
(النساء 64)

فهذا في حياته
فليس فيها دليلٌ على طلب الاستغفار منه بعد موته؛
فإن الله قال
{إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }
ولم يَقُلْ : إذا ظلموا أنفسهم، وإذ ظرفٌ للماضي لا للمستقبل
فهي في قومٍ كانوا في عهدِ النبي صلى الله عليه وسلّم
فلا تكون لمن بعده

فهذا ما ينبغي في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلّم
وقبري صاحبيه والسلام عليهم
وينبغي أن يزورَ مقبرةَ البقيع
فَيُسلّم على مَن فيها من الصحابة والتابعين
مثل عُثمان بن عَفان رضي الله عنه
فيقفُ أمامه ويُسلم عليه
فيقول : السلام عليك يا عثمان بن عفان
السلامُ عليك يا أميرَ المؤمنين
رضي الله عنك وجزاك عن أُمة محمدٍ خيراً

وإذا دخلَ المقبرة فَليقُلْ ما علّمه رسول الله صلى الله عليه وسلّم
أُمّته كما في (صحيح مسلم)
عن بُريدة رضي الله عنه
قال : كان النبي صلى الله عليه وسلّم
يُعَلّمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم
يقول :"السلامُ عليكم أهلَ الديارِ من المُؤمنين والمُسلمين
وإنّا إنْ شاءَ الله بكم لَلاحقون، نسألُ الله لنا ولكم العافية"(2)

وفيه أيضاً عن عائشة رضي الله عنها
قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلّم
يخرجُ من آخرِ الليل إلى البقيعِ
فيقولُ :"السلامُ عليكم دارَ قومٍ مؤمنين
وأتاكم ما تُوْعدون غداً مُؤجّلون
وإنّا إنْ شاء الله بكم لاحقون
اللّهم اغفرْ لأهلِ بقيع الغرقدِ" (3)

وإنْ أحبّ أن يخرجَ إلى أُحُدٍ ويزورَ الشهداءَ هناك
فَيُسلّم عليهم ويدعو لهم ويتذكر ما حَصل في تلك الغزوةِ
من الحكَمِ والأسرارِ فَحَسَنُ
وينبغي أن يَخْرُجَ إلى مسجدِ قُباء، فيُصلّي فيه
لقوله تعالى : {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}( التوبة108)

وفي (صحيح البخاري)
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
قال : "كان النبي صلى الله عليه وسلّم يأتي مسجد قُباء
كلَّ سبتٍ ماشياً وراكباً، وكان ابن عمر يفعلهُ"(4)
وفي رواية : "فَيُصلّي فيه ركعتين"

وروى النسائي عن سهل بن حُنيف رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلّم
قال : "مَنْ خرج حتى يأتي هذا المسجدَ ـ مسجد قباء
فصلّى فيه كان له عدلُ عمرةٍ" (5)

وإذا انصرف إلى بلاده وأقبلَ عليها
قال : آيبونَ تائبون عابِدون لربّنا حامدون
حتى يَقدُمَ كما كان النبي صلى الله عليه وسلّم
يفعل ذلك

وليحمدِ الحاجُّ الذي يسّر الله له الحجَّ وزيارة المدينة
ليحمدِ الله على ذلك، وليقم بشكرهِ
ويستقم على أمره، فاعلاً ما أمرَ الله به ورسولُه
تاركاً ما نهى الله عنه ورسولُه
ليكونَ من عبادِ الله الصالحين، وأوليائهِ المتقين
{أَلا إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ .
الَّذِينَ ءامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ .
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيوةِ الدُّنْيَا وَفِى الاٌّخِرَةِ
لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
(يونس62 إلى 64)
والحمدُ لله رَبّ العالمين
وصلّى الله على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

محمد بن صالح العثيمين
هنا
(1)الراوي: عائشة المحدث: الألباني
المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3650
خلاصة حكم المحدث: صحيح

---
(2)الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 975
خلاصة حكم المحدث: صحيح

-----
(3)الراوي: عائشة المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 974
خلاصة حكم المحدث: صحيح

---
(4)الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1193
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

---
(5)الراوي: حنيف المحدث: الألباني
المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 698
خلاصة حكم المحدث: صحيح
رد مع اقتباس