🍃1⃣8⃣🍃
■ لم لم يكن الرسل ملائكة ■
👈 لقد كثر اعتراض أعداء الرسل علي بعثة الرسل من البشر ؛ و كان هذا الامر من أعظم ماصد الناس عن الإيمان ؛
{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا }
[سورة اﻹسراء 94]
و عدوا اتباع الرسل بسبب كونهم بشرا فيما جاؤوا به من عقائد و شرائع أمرا قبيحا ؛ و عدوه خسرانا مبينا ؛
{ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ }
[سورة المؤمنون 34]
{ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ }
[سورة القمر 24]
وقد اقترح أعداء الرسل الذين يبعثون إليهم من الملائكة يعاينوهم و يشاهدونهم ؛ أو علي الأقل يبعث إليهم مع الرسول البشري رسولا من الملائكة ؛
{ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ }
[سورة الفرقان 21]
{ وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا }
[سورة الفرقان 7]
✋ و عندما نتأمل النصوص القرآنية يمكننا أن نرد علي هذه الشبهة. من وجوه :
● الاول : أن الله اختارهم بشرا لا ملائكة لانهم أعظم في الابتلاء و الاختبار ؛ ففي الحديث القدسي الذي يرويه مسلم في صحيحه :
(( إنما بعثتك لأبتليك و أبتلي بك ))
● الثاني : أن في هذا إكراما لمن سبقت لهم منه الحسني ؛ فإن اختيار الله لبعض عباده ليكونوا رسلا تكريم و تفضيل لهم ؛
{ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ }
[سورة مريم 58]
● الثالث : أن البشر أقدر علي القيادة و التوجيه ؛ و هم الذين يصلحون قدوة و أسوة .
● الرابع : صعوبة رؤية الملائكة ؛ فالكفار عندما يقترحون رؤية الملائكة ؛ و ان يكون الرسل إليهم ملائكة لا يدركون طبيعة الملائكة ؛ ولا يعلمون مدي المشقة و العناء الذي سيلحق بهم من جراء ذلك .
✋ ف الاتصال بالملائكة و رؤيتهم أمر ليس ؛ فالرسول صل الله عليه وسلم مع كونه أفضل الخلق ؛ و هو علي جانب عظيم من القوة الجسمية و النفسية عندما راي جبريل علي صورته أصابه هول عظيم و رجع إلي منزله يرجف فؤاده و قد كان صل الله عليه وسلم يعاني من اتصال الوحي به بشدة ؛ و لذلك قال في الرد عليهم :
{ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ }
[سورة الفرقان 22]
ذلك أن الكفار لايرون الملائكة إلا حين الموت او حين نزول العذاب ؛ فلو قدر أنهم رأوا الملائكة لكان ذلك اليوم يوم هلاكهم ،
✋ فكان إرسال الرسل من البشر ضروريا كي يتمكنوا من مخاطبتهم و الفقه عنهم و الفهم منهم ؛ ولو بعث الله رسله إليهم من الملائكة لما أمكنهم ذلك .
{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا * قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا }
[سورة اﻹسراء 94 - 95]
فلو كان سكان الأرض ملائكة لأرسل الله إليهم رسولا من جنسهم ؛ أما و ان الذين يسكنون الارضى بشرا فرحمة الله وحكمته تقتضي أن يكون رسولهم من جنسهم :
{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ }
[سورة آل عمران 164]
✋و إذا كان البشر لا يستطيعون رؤية الملائكة و التلقي عنهم بيسر و سهولة فيقتضي هذا -- لو شاء الله أن يرسل رسولا إلي البشر -- أن يجعله رجلا :
{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ }
[سورة اﻷنعام 9]
فالله يخبر أنه لو بعث رسولا ملكيا لكان علي هيئة رجل ليمكنهم مخاطبته و الانتفاع بالأخذ عنه ؛ و لو كان كذلك لالتبس الامر عليهم ؛
👈 والتباس الأمر عليهم بسبب كونه في صورة رجل ؛ فلا يستطيعون أن يتحققوا من كونه ملكا ؛ و إذا كان الامر كذلك فلا فائدة من إرسال الرسل من الملائكة علي هذا النحو ؛ بل إرسالهم من الملائكة علي هذا النحو لا يحقق الغرض المطلوب ؛ لكون الرسول الملك لا يستطيع أن يحس بإحساس البشر و عواطفهم و انفعالاتهم و إن تشكل بأشكالهم .
🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃
|