🍃9️⃣🍃
■ التبشير و الإنذار ■
👈 و دعوة الرسل إلي الله تقترن دائما بالتبشير و الإنذار ؛ و لان ارتباط الدعوة إلي الله بالتبشير و الإنذار و ثيق جدا فقد قصر القرآن مهمة الرسل عليهما في بعض آياته :
{ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ } ۚ
[سورة الكهف 56]
وقد ضرب الرسول صل الله عليه وسلم لنفسه مثلا في هذا فقال :
(( إنما مثلي و مثل ما بعثني الله به كمثل
رجل أتي قوما ؛ فقال ياقوم إني رأيت الجيش بعيني ؛ و إني أنا النذير العريان ؛ فالنجاء ؛ فأطاعه طائفة من قومه ؛ فأدلجوا ؛ فا نطلقوا علي مهلهم ؛ فنجوا ؛ و كذبته طائفة منهم فأصبحوا مكانهم ؛ فصبحهم الجيش ؛ فأهلكهم و اجتاحهم ؛ فذلك مثل من أطاعني ؛ فاتبع ماجئت به ؛ و مثل من عصاني و كذب بما جئت به من الحق ))
[ صحيحين البخاري ومسلم ]
👈 وتبشير الرسل و إنذارهم دنيوي و أخروي ؛ فهم ف الدنيا يبشرون الطائعين بالحياة الطيبة :
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ }
[سورة النحل 97]
و يعدونهم بالعز و التمكين و الامن :
{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }
[سورة النور 55]
و يخوفون العصاة بالشقاء الدنيوي ؛
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ }
[سورة طه 124]
و يحذرونهم من العذاب و الهلاك الدنيوي
{ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }
[سورة فصلت 13]
و في الآخرة يبشرون الطائعين بالجنة و نعيمها ؛
{ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
[سورة النساء 13]
و يخوفون المجرمين و العصاة عذاب الله في الآخرة :
{ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ }
[سورة النساء 14]
✋️و من يطالع دعوات الرسل يجد دعوتهم قد اصطبغت بالتبشير و الإنذار ؛ علي النحو الذي جاءت به الرسل هو مفتاح النفس الإنسانية ؛
ف النفس الأانسانية مطبوعة علي طلب الخير لذاتها ؛ و دفع الشر عنها ؛
👈 فإذا بشر الرسل النفوس بالخير العظيم الذي يحصلونه من وراء الإيمان و الأعمال الصالحة ؛ فإن النفوس تشتاق إلي تحصيل ذلك الخير ؛
و عندما يتبين لها الأضرار العظيمةالتي تصيب الإنسان من وراء الكفر و الضلال فإن النفوس تهرب من هذه الأعمال .
✋️ و نعيم الله المبشر به نعيم يستعذبه القلب ؛ و تلذه الأنفس ؛ و يهيم به الخيال
اسمع إلي قوله تعالى :
{ عَلَىٰ سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ*(يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا * وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ * }
[سورة الواقعة ]
انظر إلى عذاب الكفرة في دار الشقاء :
{ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ * }
[سورة الواقعة]
{ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ }
[سورة الواقعة ]
✋️ إن بعض الذين لم يفقهوا دعوة الإسلام يعيبون علي دعاة الإسلام أخذهم باﻹنذار و التبشير و يقولون فلان واعظ ؛ و يعيبون عليهم عدم فلسفتهم للامور التي يدعون إليها ؛
و يطالبون الدعاة بالكف عن طريقة الوعظ و تخويف الناس و ترهيبهم .
👈 هؤلاء بحاجة إلي أن يراجعوا أنفسهم ؛ و ينظروا في موقفهم في ضوء نصوص القرآن الكريم و أحاديث الرسول صل الله عليه وسلم التي تبين أسلوب الدعوة ؛ و توضيح مهمة الرسل الكرام .
التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-07-2018 الساعة 01:12 AM
|