عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10-08-2011, 08:51 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي

أحبـــتــي
أم حــذيــفة
هنـــد
أمـــة الله
جـــزاكم الله خيراً
نفعني الله وإيــاكم

نتــابع أحبــتي
معاني العقيدة من خلال فريضة الحج


رابعاً:محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
إن محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أجل أعمال القلوب ، وأفضل شعب الإيمان،
ومحبة الرسول تستوجب متابعته والتزام هديه ، وإن التأسي برسول الله -صلى الله عليه وسـلم-
أثـنـــاء القـيـام بمناسك الحج سبب في نيل محبته ،
حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: »خذوا عني مـنـاسـكـكم« ،
وفي اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- تحقيق لمحبة الله (تعالـى)؛
كما قال (سبحانه): ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله))[ آل عمران: 31].


خامساً:تحقيق الولاء بين المؤمنين والبراءة من المشركين:

كم هو محزن حقاً تفرق المسلمين شيعاً وأحزاباً.. وتمزقهم إلى دول متعددة ومتناحرة..
وقد غلبتْ عليهم الـنـعــــرات الجاهلية المختلفة ، وإن فريضة الحج أعظم علاج لهذا التفرق والتشرذم ،
فالحج يجمع الشمل ، وينمي الولاء والحب والنصرة بين المؤمنين
، وإذا كان المسلمون يجمعهم مصدر واحد في التلقي ـ
الكتاب والسنة ـ وقبلتهم واحدة ، فهم في الحج يزدادون صلة
واقتراباً، حيث يجمعهم لباس واحد، ومكان واحد، وزمان واحد، ويؤدون ـ جميعاً ـ مناسك واحدة.
كما أن فـي الـحــــج أنواعاً من صور الولاء للمؤمنين:
حيث الحج مدرسة لتعليم السخاء والإنفاق ، وبذل الـمعروف
أياً كان ، سواء أكان تعليم جاهل ، أو هداية تائه ، أو إطعام جائع ، أو إرواء غليل ، أو مساعدة ملهوف.
وفي المقابل: ففي الحج ترسيخ لعقيدة البراء من المشركين ومخالفتهم؛
يقول ابن القيم: » استقرت الشريعة على قصد مخالفة المشركين لا سيما في المناسك« (10).
لقد لبى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتوحيد ، خلافاً للمشركين في تلبيتهم الشركية ،
وأفاض من عرفات مخـالـفـاً لقريش حيث كانوا يفيضون من طرف الحرم ،
كما أفاض من عرفات بعد غروب الشمس مخالفاً أهل الشرك الذين يدفعون قبل غروبها.
ولما كان أهل الشرك يدفـعـــــون من المشعر الحرام (مزدلفة) بعد طلوع الشمس ،
فخالفهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فدفع قبل أن تطلع الشمس.
وأبطل النبي -صلى الله عليه وسلم- عـوائــد الجاهلية ورسومها كما في خطبته في حجة الوداع، حيث قال:
»كل شيء من أمر الجاهـلـيـــــة تحت قدمي موضوع« (11)؛
يقول ابن تيمية: »وهذا يدخل فيه ما كانوا عليه من العادات
والعبادات ، مثل: دعواهم يا لفلان ، ويا لفلان ، ومثل أعيادهم ، وغير ذلك من أمورهم« (12).



سادساً: تذكر اليوم الآخر واستحضاره:
فإن الحاج إذا فارق وطنه وتحمل عـنــاء السفر: فعليه أن
يتذكر خروجه من الدنيا بالموت إلى ميقات القيامة وأهوالها.
وإذا لبس المحرم ملابس الإحرام: فعليه أن يتذكر لبس كفنه ،
وأنه سيلقى ربه على زي مخالف لزي أهل الدنيا.
وإذا وقـف بـعـرفـة: فـلـيـتـذكـر مـا يشاهده من ازدحام الخلق
وارتفاع أصواتهم واختلاف لغاتهم،
موقف القيامة واجتماع الأمـم في ذلك الموطن (13) ؛
قــال ابن الـقـيـم: فـلـلـه ذاك الموقف الأعظم الذي... كموقف يوم العرض ، بل ذاك أعظم
نسأل الله (تعالى) أن يتقبل منا ومن المسلمين صالح الأعمال ، وبالله التوفيق.


(10) تهذيب سنن أبي داود ، جـ3 ص309.
(11) أخرجه مسلم ، كتاب الحج ، باب حجة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ح/147.
(12) اقتضاء الصراط المستقيم ، جـ1 ص301.
(13) انظر: مختصر منهاج القاصدين ، ص48.


منـــــقـــــــول
صيد الفــــوائـــد



__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم




رد مع اقتباس