عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-03-2014, 02:14 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022
Haedphone

نموذج للمعرفة التي لا تعتبر تصديقًا
عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل عن سلمة بن سلامة بن وقش ـ وكان من أصحاب بدر ـ وقال : كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل .
قال : فخرج علينا يومًا من بيته قبل مبعث النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بيسير ، فوقف على مجلس عبد الأشهل .
قال سلمة : وأنا يومئذ أحدث من فيه سِنًا على بردة مضطجعًا فيها بفناء أهلي ، فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار ، فقال ذلك لقومٍ أهل شركٍ أصحاب أوثانٍ لا يرون أن بعثًا كائنٌ بعد الموت .
فقالوا له : ويحك يا فلان ، ترى هذا كائنًا ، أن الناس يُبعثون بعد موتهم إلى دارٍ فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم ؟ قال : نعم ، والذي يُحلَفُ به لَوَدَّ (1) أن له بحظه (2) من تلك النار أعظمَ تنورٍ في الدنيا يحمُّونَهُ ، ثم يدخلونه إياه فيُطْبَقُ به عليه وأن ينجو من تلك النار غدًا .
قالوا له : ويحك ، وما آية ذلك ؟
قال : نبي يبعث من نحو هذه البلادِ ، وأشار بيده نحو مكة واليمن .
قالوا : ومتى تراه ؟
قال : فنظر إليَّ وأنا من أحدثهم سِنًّا ، فقال : إن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه .
قال سلمة : فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى رسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهو حي (3) بين أظهرنا فآمنا به ، وكفر بغيًا وحسدًا .
فقلنا : ويلك يا فلان ألست بالذي قلت لنا فيه ما قلت ؟ ! . قال : بلى وليس به .
رواه أحمد . وحسنه الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / مجلد رقم : 5 / ص : 407 .
( 1 ) يَوَدّ : أي : يَوَدُّ الذي رأى هذه النار .
( 2 ) بحظه : أي : بنصيبه .
( 3 ) وهو : أي : اليهودي .
نموذج للتصديق
قال تعالى " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " . سورة التحريم / آية : 12
من تفسير : تيسير الكريم الرحمن للشيخ / عبد الرحمن السعدي :
قال : وهذا وصف لها بالعلم والمعرفة ، فإن التصديق بكلمات الله يشمل كلماته الدينية والقدرية .
والتصديق بكتبه يقتضي معرفة ما به يحصل التصديق ، ولا يكون ذلك إلا بالعلم والعمل .
ولهذا قال تعالى : " وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " أي : المطيعين لله ، المداومين على طاعته بخشية وخشوع ، وهذا وصف لها بكمال العمل ، فإنها ـ رضي الله عنها ـ صِدِّيقه ، والصديقية هي كمال العلم والعمل . ا.هـ

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 06-24-2017 الساعة 03:23 AM
رد مع اقتباس