عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 11-12-2012, 04:46 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
افتراضي

المجلس الثامن
28 ذو الحجة 1433هـ

_____________

2 - طريقة أهل السنة في النفي
هي : نفي ما نفاه الله عن نفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله
صلى الله عليه وسلم ، من صفات النقص ، مع اعتقادهم ثبوت كمال ضد الصفة المنفية عنه جل وعلا إذا تبين هذا فمما نفى الله عن نفسه " الظلم"
قال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا" النساء 40

"وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا "
الكهف : 49
هنا

والمراد به انتفاء الظلم عن الله مع ثبوت كمال ضده له تعالى ، وهو "العدل "
ونفى عن نفسه اللغوب
" وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ"
ق : 38
هنا
اللغوب : هو التعب والإعياء ، والمراد نفي اللغوب مع ثبوت كمال ضده ، وهو " القوة " ، وهكذا بقية ما نفاه الله عن نفسه
_______
3 - طريقة أهل السنة فيما لم يرد نفيه ولا إثباته
كالجسم والحيز والجهة ،ونحو ذلك ، فطريقتهم فيه التوقف في لفظه ،
فلا يثبتونه ولا ينفونه ، لعدم ورورده ، وأما معناه فيستفصلون عنه ، فإن
إريد به باطل ينزه الله عنه ، ردوه ،وإن إريد به حق لايمتنع عن الله قبلوه

منها : المكان ، فإذا قيل لك هل الله تعالى في مكان ؟ فقل : أما لفظ المكان فلا نثبته ؛ لعدم ورود الأدلة بإثباته ، ولم يثبت عن السلف القول به ، وأما معناه فنتوقف فيه ، فيقال : ماذا تريد بأن الله تعالى في مكان هل تعني أنه مكان سفل فهو باطل لأن الله تعالى منزه عن النقص والسفل نقص ، أم تريد مكان علو محيط بالله تعالى فهو باطل أيضًا لأن الله تعالى لا يحيط به شيءٌ من مخلوقاته ، أم تريد مكان علو غير محيط بالله تعالى فهذا حق نثبته لله تعالى لكن لا ننخدع بألفاظ أهل البدع ، ويكفينا من ذلك قول أهل السنة :- إن الله فوق العرش

منها : لفظ الجسم ، فإذا قيل لك هل لله تعالى جسم ؟ فقل إن لفظ الجسم من الألفاظ البدعية التي لم ترد عن السلف فلا نثبته ، وأما معناه فنتوقف فيه ونقول : ماذا تريد بالجسم ؟ هل تريد مـا هو أجـزاءٌ وأبعـاض في حقنـا مفتقـر بعضهـا إلى بعض ؟ فهذا معنى باطل لا يجوز على الله تعالى ، أم تريد به الذات القائمة بنفسها المتصفة بصفات الكمـال ونعوت الجلال ، فهذا حق لكن لا نتكلم بلفظ الجسم لأنه لفظٌ محدث ولكن نسميه ذاتاً وصفاتاً
هنا

المنهج في إثبات الأسماء والصفات

المنهج في إثباته :
يقوم المنهج الحق في باب الأسماء والصفات على الإيمان الكامل والتصديق الجازم بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .

وَلَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : ( مِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ ) أَنَّهُمْ يَنْفُونَ الْكَيْفَ مُطْلَقًا ؛ فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى كَيْفِيَّةٍ مَا، وَلَكِنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُمْ يَنْفُونَ عِلْمَهُمْ بِالْكَيْفِ ؛ إِذْ لَا يَعْلَمُ كَيْفِيَّةَ ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ .

بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ




الشيخ السيد العربي بن كمال
بتصرف في ترتيب المعلومة


[quote]فإِنَّ الفِرْقةَ النَّاجِيَةَ : أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ , كَمَا يُؤْمِنُونَ بِمَا أَخْبَرَ اللهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ ، مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلاَ تَعْطيلٍ ، وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلاَ تَمْثِيلٍ.
والتحريف :
والمراد به تغيير معنى نصوص الكتاب والسنة من المعنى الحق الذي دلت عليه ، والذي هو إثبات الأسماء الحسنى والصفات العلى لله تعالى إلى معنى آخر لم يرده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى: [يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ] (النساء: 46)
مثال ذلك :
تحريفهم معنى صفة اليد الثابتة لله تعالى والواردة في كثير من النصوص بأن معناها النعمة أو القدرة .
رسالة شرح أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين

التعطيل :
والمراد بالتعطيل نفي الأسماء الحسنى والصفات العلى أو بعضها عن الله تعالى .
فكل من نفى عن الله تعالى اسماً من أسمائه أو صفة من صفاته مما ثبت في الكتاب أو السنة فإنه لم يؤمن بأسماء الله تعالى وصفاته إيماناً صحيحاً .

رسالة شرح أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين

والفرق بين التحريف والتعطيل هو أن التحريف نفي المعنى الصحيح الذي دلت عليه النصوص واستبداله بمعنى آخر غير صحيح، أما التعطيل فهو نفي المعنى الصحيح من غير استبدال له بمعنى آخر .

والتكييف :
وهو تحديد الكيفية والحقيقة التي عليها صفات الله تعالى ، فيحاول الإنسان تقديراً بقلبه ، أو قولاً بلسانه أن يحدد كيفية صفة الله تعالى .
وهذا باطل قطعاً ، ولا يمكن للبشر العلم به ، قال الله تعالى : ( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) طـه /110 .
ومعنى قولنا: (بدون تكييف): ليس معناه ألا نعتقد لها كيفية، بل نعتقد لها كيفية؛ لكن المنفي علمنا بالكيفية، لأن استواء الله على عرشه لا شك أن له كيفية لكن لا تُعلم، نزوله إلى السماء الدنيا له كيفية لكن لا تُعلم، لأنه ما من موجود إلا وله كيفية لكنها قد تكون معلومة وقد تكون مجهولة.

4 - التمثيل :
وهو تمثيل صفة الله تعالى بصفة المخلوق ، فيقال مثلاً : إن يد الله مثل يد المخلوق . أو إن الله تعالى يسمع مثل سمع المخلوق . أو إن الله تعالى استوى على العرش مثل استواء الإنسان على الكرسي . . . وهكذا .
دليل ثبوت صفة اليد لله
. وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّـهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرً‌ا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّ‌بِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرً‌ا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىظ° يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارً‌ا لِّلْحَرْ‌بِ أَطْفَأَهَا اللَّـهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ï´؟المائدة: ظ¦ظ¤ï´¾
هنا

1. قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْ‌تَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ"
هنا

ولا شك أن تمثيل صفات الله تعالى بصفات خلقه منكر وباطل ، قال الله تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى /11 .
â-فاشتملت هذه الآية على إثبات الصفات لله عز وجل، ونفي المماثلة للخلق في صفاته.â-
رسالة شرح أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين بتصرف
â-ما بين هذه العلامة تصرفâ- هنا
تنبيه

سؤال: ما الفرق بين التشبيه والتمثيل والتكييف؟
الجواب: التكييف هو أن يبين أو أن يقول: كيفية الصفة كذا وكذا .
أما التمثيل فهو أن يمثل صفة الله بصفات خلقه، أو بالعكس.
وأما التشبيه فهو أن يقول: إن صفة الله كذا شبيهة بكذا.
فالتمثيل معناه المطابقة من كل وجه، والتشبيه هو التشابه من بعض الوجوه دون بعض، والتكييف أن يكيف الصفة، بمعنى: أنه يصفها بصفة لا يشبهها بكذا وكذا، وإنما يريد بها كيفية معينة من طول أو قصر أو عرض أو غير ذلك.
هنا

شرح لمعة الاعتقاد للشيخ عبد الرحمن صالح المحمود

مسألة وجود التشابه اللفظي فهذه أشكلت على كثير من قليلي الفقه في الدين، الذين يجهلون عقائد السلف وفقههم حيث ظنوا أن مجرد المشابهة اللفظية الموجودة في أسماء الله وصفاته وموجودة أيضاً في بعض صفات الخلق تعني التمثيل، فهرب بعضهم إلى الإنكار زعماً منهم أن الإثبات يقتضي المماثلة وهذا خطأ، لأن التشابه اللفظي لا يعني التشابه في الحقيقة، فمثلاً: الله عز وجل هو الحي، والمخلوق الذي فيه روح يسمى الحي، وهذا تشابه لفظي، فالله عز وجل موصوف بالحياة والإنسان والحيوان الحي موصوف بالحياة، وليست الحياة مثل الحياة، فحياة الله كاملة لا يعتريها فناء ولا محدودية ولا نهاية، وحياة المخلوق لها بداية ونهاية.إذاً التشابه في اللفظ
مجمل أصول أهل السنة - توحيد الأسماء والصفات
عبد الرحمن بن ناصر العقل

قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن مذهب أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات "فيما لم يرد نفيه ولا إثباته مما تنازع الناس فيه كالجسم والحيز والجهة ونحو ذلك ، فطريقتهم فيه التوقف في لفظه ، فلا يثبتونه ولا ينفونه لعد ورود ذلك ، و أما معناه فيستفصلون عنه فإن أريد به باطل يُنزه الله عنه ردوه ، وإن أريد به حق لا يمتنع على الله قبلوه .

علق عليه وشرحه الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله- المؤلف على الفتوى الحموية - بتصرف-

فقال: ..أن لفظ الجسم ما ورد إثباته لله ولا نفيه عنه ، لأنه ليس كمالا محضاً، ولا نقصا محضاً ، والسبب لأنها ليست كمالا محضاً ، ولا نقصا محضاً ، فلو كانت نقصاً محضا لورد نفيها ، أوكمالا محضاً لورد إثباتها ، لكن جاء بدل الجهة العلو ، فالعلو كمال محض فأثبته الله لنفسه ، كذلك الحيز هل الله في حيز ؟ هل الله متحيز ؟
هذه الكلمات الثلاث أكثر ما يدندن أهل التعطيل عليها ، يقولون إذا أثبت أن الله مستو على العرش استواءً حقيقياً بمعن العلو عليه لزم من ذلك التمثيل ، قالوا لأنه يلزم من إثبات الاستواء الحقيقي إثبات أن يكون جسما ، والأجسام متماثلة .

وهذه القضية كاذبة في مقدمتيها جميعا ، فمثلاً : يقولون لا يوصف بالصفة إلا ما هو جسم ، وهذا ليس بحق بل توصف الأعراض كما توصف الأجسام ، فتقول مثلاً : هذا يوم طويل ، وهذا حر شديد ، وهذا مرض مزمن وما أشبه ذلك ، وهي أعراض وليست أجساماً ، أعراض ووصفت بالصفة .

وكذلك أيضاً قولهم إن الأجسام متماثلة هذا أيضاً كذب ؟ فهي مختلفة في أحجامها وفي أشكالها وفي ذواتها أيضاً، فإذا قبضت على الحديد لم ينضغط !وإذا قبضت على العجين انضغط ! فلم تتساو الأجسام .
فهم يلبسون على العامة ، وعامة الناس لا يعرفون ، فيلبسون عليهم بمثل هذه العبارات ، ....
فمثل هذه العبارات ما موقفنا نحن منها؟

نقول لو سكت الناس عنها لكان الأوفق بنا أن نسكت ، لكن إذا خاض فيها الناس فلابد لنا من دخول الميدان ، ولا نترك المجال لهؤلاء يلعبون كما يشاءون ونقول هذه ألفاظ ما جاء بها نص فلا نقول فيها شيئا ، هذا خطأ ، بل إننا إذا اضطررنا إلى الكلام تكلمنا ، هناك أشياء أدخلها الناس بعد الصحابة كلها من أجل دفع الباطل ، ولو لم يتكلم فيها الناس الناس ما تكلمنا .
القرآن كلام الله : وورد في القرآن أنه كلام الله ، منزل : ورد في القرآن أنه منزل .
غير مخلوق: ما ورد في القرآن و لا في السنة ولا عن الصحابة ، وقيل للإمام أحمد يا أباعبدالله كيف تقول غير مخلوق :
قال : إنهم إذا قالوا مخلوق فلابد أن نقول نحن غير مخلوق
فإذا أوجدوا هذه الأشياء فلابد أن ندخل المعترك معهم لنبين الحق ولا ندع المجال ساكتين ، لأننا لو سكتنا لانتصروا علينا
، ولهذا الذين يقولون إن مذهب أهل السنة والجماعة هو التفويض المحض وعدم الخوض في المعنى ؛ استطال عليهم الملاحدة وقالوا : إذا كنتم لا تفهمون المعنى فأنتم من العوام ونحن نعرف المعنى ، المراد كذا وكذا وذهبوا يفسرون ، لأن الذي يعلم المعنى خير من العامي الذي يجهل .


فالحاصل أن الذي لم يرد إثباته ولا نفيه كالجسم والحيز والجهة ونحو ذلك مثل كلمة عرض ، وهل الله جوهر أو عرض ؟ هل هو جسم ، كل هذه ما وردت ، فليس لنا حق أن نثبتها ولا أن ننفيها لأنها لم ترد ، وهي أمور غيبية لا يدرك لها نظير فلايحل لنا أن نتكلم فيها ، لأننا لو تكلمنا لقلنا ما لم نعلم فنسكت ، ولهذا عابوا على السفاريني - رحمه الله- قوله :

وليس ربنا بجـــوهـــــــر
ولا عرض ولا جسم تعالى ذو العلى

إذا ما نقول فيها ؟
نقول : التوقف في لفظه فلا نثبته ولا ننفيه ، فإذا قال لنا قائل : هل تقولون إن الله جسم ؟ فإنا لا نقول شيئا ، هل إن الله ليس بجسم ؟ نتوقف ولا يلزمنا أن نقول إنه جسم ولا أنه غير جسم لأنه لم يرد ، وأمَّا معناه فيستفصلون عنه فإن أريد به باطل ينزه الله عنه وردوه ، وإن أريد به حق لا يمتنع على الله قبلوه ....
إن أريد به حق قبلوه وإن أريد به باطل ردوه ، نبدأ الآن بكلمة الجسم ، وقلنا إن لفظها لا يطلق إثباتا ولا نفياً ، أما معناه فنسأل ماذا تريد بالجسم ؟ إن أردت بالجسم القائم بنفسه المتصف بما يليق به تعالى على عرشه الآتي يوم الفصل للقضاء بين خلقه ، إن أردت به هذا فهو حق ، كل هذا ثابت لله تعالى .
وإن اردت بالجسم المركب من أجزاء وأعضاء يفتقر بعضها إلى بعض في الوجود ، المفتقر إلى ما يمده من طعام وشراب وما أشبه ذلك ، فهذا باطل لا يجوز إثباته لله ، وكذلك لو أردت جسماً مماثلاً للأجسام فهو أيضا باطل ينزه الله عنه .

نأتي إلى كلمة الحيز أو التحيز أو ما أشبه ذلك ، يقولون : إذا قلت إن الله تعالى بذاته فوف خلقه لزم أن يكون منحازا أو في حيز أو متحيز أو مثل هذا التعبير .
فنقول : كلمة حيز ما وردت لا إثباتا ولا نفيا فنتوقف في لفظها ، أما معناها فنسأل : أن أردت بالحيز أن الله تعالى تحوزه المخلوقات وتحيط به فهذا باطل ممتنع على الله تعالى ، وإن اردت بالحيز أنه منحاز عن المخلوقات بائن منها فهذا حق ..
كلمة الجهة لم ترد في القرآن ولا في السنة لا نفيا ولا إثباتا لأنها تحتمل حقاً وباطلا ، وجاء بدلاً عنها مما لايحتمل إلا الحق : العلو.
إن اردت بالجهة ما فوق العالم فالله تعالى فوق العالم بلا شك ولا يحيط به شيء من مخلوقاته ، وإن أردت بالجهة ما تحيط بالشي إحاطة الظرف بالمظروف فهذا باطل ولا يمكن أن يتصف الله به ، لأن الله تعالى أعظم من يحيط به شيء من مخلوقاته (ما السموات السبع والأرضين السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في كف أحدنا )1، وقد وسع كرسيه السموات والأرض ، وكرسيه موضع قدميه ، ومن كان هذا عظمته فإنه لا يمكن أن يكون في جهة تحيط به .
فإذاً نستفصل في المعنى ونقول إن أردت كذا فهو حق ، وإن أ{دت كذا فهو باطل .

أما بالنسبة للفظ فأننا لا نتكلم في إثباتا ولا نفياً ، لأن ذلك لم يرد في القرآن لا إثباتا ولا نفيا ..


المصدر كتاب الدرة العثيمنية بشرح فتح رب البرية بتلخيص الفتوى الحموية ( ص 96-106)
1

وقد رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه قَالَ: مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ إِلاَّ كَخَرْدَلَةٍ فِي يَدِ أحدِكم.
أثر موقوقف على ابن عباس ، تحقيقه:
وأما عن درجته فلم نجد من نقده أو بسط القول فيه بما يكفي, وظاهر كلامهم قبوله، فقد قال عنه شيخ الإسلام: وهذا الأثر وأمثاله معروف في كتب الحديث.
وفي القول المفيد: أخرجه: ابن جرير, وفي إسناده عمرو بن مالك النكري, قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: ذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله في إبطال التنديد: وهذا الإسناد في نقدي صحيح.
وقال الأسمري في تحقيق تفسير ابن أبي العز: أخرجه الإمام الطبري في جامع البيان بنحوه، بإسناد حسن ظاهره الاتصال.والله أعلم.إسلام ويب

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 06-09-2016 الساعة 09:15 PM