عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 01-29-2013, 04:08 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,030
المجلس الثامن عشر
17 ربيع أول 1434 هـ
ثالثاً: الإيمان بالكتب:
مـن أركـان الإيمـان السـتة ، أن نؤمـن بالكتـب التـي أنزلهـا الله علـى أنبيائـه ورسـله .
تعريــف :
الكتـب جمـع كتـاب .
فالكتاب : هو ما حوى كلاماً مفيداً ذا أغراض متعددة.
وكتب الله تعالى التي يجب الإيمان بها هي : الصحف التي حوت كلام الله عز وجل الذي أوحاه إلى رسله عليهم السلام فكونت كتبا أو بقيت صحف لم تجمع فالصحف كصحف إبراهيم و موسى عليهما السلام , والكتب كالتوراة والزبور والإنجيل والقرآن العظيم.

مذكرة مادة: العقيدة الإسلامية210س .إعداد :د. محمد عبدالرزاق إمام
1425هـ

معنى الإيمان بالكتب:
الكتب : جمع كتاب و الكتاب : مصدر يكتب كتبا وكتابة وكتابا إذا جمع الحروف وألف بينها فكانت كلمات ذات معان خاصة
التصديق الجازم بأن لله تعالى كتبا أنزلها على رسله إلى عباده، وأن هذه الكتب كلام الله تعالى ،تكلّم بها حقيقة كما يليق به سبحانه، وأن هذه الكتب فيها الحق والنور والهدى للناس في الدارين.
والإيمان بالكتب يتضمن ثلاثة أمور:
الأول: الإيمان بأن نزولها من عند الله حقَاَ.
الثاني: الإيمان بما سمّى الله من كتبه كالقرآن الكريم الذي نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والتوراةِ التي أنزلت على موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام.
الثالث: تصديق ما صح من أخبارها كأخبار القرآن

والإيمان بالكتب أحد أركان الإيمان، كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} [النساء: 136] .
كتاب : التوحيد للناشئة والمبتدئين
المؤلف: الشيخ : عبد العزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف
هنا

* مـا هـي الكتـب ومـا أسـمائها ؟
مـن هـذه الكتـب مـا سـماه الله فـي القـرآن الكريـم ، ومنهـا مـا لـم يسـم ، ولا مصـدر لمعرفـة الكتـب سـوى القـرآن الكريـم ، والـذي أخبرنـا بـه عـز وجـل منهـا :

1 ـ التـوراة :
التـي نزلـت علـى " مـوسى " ـ عليه السلام ـ . حيـث قـال تعالـى :
{ إِنَّـا أَنزَلْنَـا التَّـوْرَاةَ فِيهَـا هُـدًى وَنُـورٌ يَحْكُـمُ بِهَـا النَّبِيُّـونَ الَّذِيـنَ أَسْـلَمُواْ لِلَّذِيـنَ هَـادُواْ وَالرَّبَّانِيُّـونَ وَالأَحْبَـارُ بِمَـا اسْـتُحْفِظُواْ مِـن كِتَـابِ اللّهِ وَكَانُـواْ عَلَيْـهِ شُـهَدَاء ... } .سورةالمائدة / آية : 44 .
2 ـ الإنجيـــل :
الـذي نـزل علـى " عيـسى " ـ عليه السلام ـ . حيـث قـال تعالـى :
{ وَقَفَّيْنَـا عَلَـى آثَارِهِـم بِعَيسَـى ابْـنِ مَرْيَـمَ مُصَدِّقـاً لِّمَـا بَيْـنَ يَدَيْـهِ مِـنَ التَّـوْرَاةِ وَآتَيْنَـاهُ الإِنجِيـلَ فِيـهِ هُـدًى وَنُـورٌ وَمُصَدِّقـاً لِّمَـا بَيْـنَ يَدَيْـهِ مِـنَ التَّـوْرَاةِ وَهُـدًى وَمَوْعِظَـةً لِّلْمُتَّقِيـنَ } . سورة المائدة / آية : 46 .

3 ـ الزبــور :
الـذي أنـزل علـى " داود " ـ عليه السلام ـ . حيـث قـال تعالـى :
{ ... وَآتَيْنَـا دَاوُودَ زَبُـوراً } . سورة الإسراء / آية : 55 .

4 ـ الصحــف :
التـى أنزلهـا الله علـى " إبراهيـم " و " موسـى " . حيـث قـال تعالـى :
{ أَمْ لَـمْ يُنَبَّـأْ بِمَـا فِـي صُحُـفِ مُوسَـى * وَإِبْرَاهِيـمَ الّـَذِي وَفَّـى } .سورة النجم / آية : 36 ، 37 .
وقـال تعالـى : { إِنَّ هَـذَا لَفِـي الصُّحُـفِ الأُولَـى * صُحُـفِ إِبْرَاهِيـمَ وَمُوسَـى } . سورة الأعلى / آية : 18 ، 19 .
*وأمـا الكتـب الأخـرى التـي نزلـت علـى سـائر الرسـل ، فلـم يخبرنـا الله سـبحانه عـن أسـمائها ، وإنمـا أخبرنـا سـبحانه أن لكـل نبـي أرسـله الله ، رسـالة بلغهـا قومـه .
فقـال تعالـى : { كَـانَ النَّـاسُ أُمَّـةً وَاحِـدَةً فَبَعَـثَ اللّهُ النَّبِيِّيـنَ مُبَشِّـرِينَ وَمُنذِرِيـنَ وَأَنـزَلَ مَعَهُـمُ الْكِتَـابَ بِالْحَـقِّ لِيَحْكُـمَ بَيْـنَ النَّـاسِ فِيمَـا اخْتَلَفُـواْ فِيـهِ ... } .
سورة البقرة / آية : 213 .

ـ فيجـب علينـا أن نؤمـن بهـذه الكتـب التـى لـم تسـم إجمـالاً ، ولا يجـوز لنـا أن ننسـب كتابـًا إلـى الله تعالـى سـوى ما نسـبه إلـى نفسـه مما أخبرنـا عنـه فـي القـرآن الكريـم .

ـ كمـا يجــب أن نؤمـن بـأن هـذه الكتـب نزلـت بالحـق والنـور والهـدى ، وتوحيـد الله سـبحانه فـي ربوبيتـه وألوهيتـه وأسـمائه وصفاتـه ، وأن مـا نسـب إليهـا ممـا يخالـف ذلـك ، إنمـا هـو تحريـف البشـر وصنعهـم .
قـال تعالـى : { إِنَّـا أَنزَلْنَـا التَّـوْرَاةَ فِيهَـا هُـدًى وَنُـورٌ ... } . سورة المائدة / آية : 44 .
وقـال تعالـى عـن الإنجيـل : { وَقَفَّيْنَـا عَلَـى آثَارِهِـم بِعَيسَـى ابْـنِ مَرْيَـمَ مُصَدِّقـاً لِّمَـا بَيْـنَ يَدَيْـهِ مِـنَ التَّـوْرَاةِ وَآتَيْنَـاهُ الإِنجِيـلَ فِيـهِ هُـدًى وَنُـورٌ وَمُصَدِّقـاً لِّمَـا بَيْـنَ يَدَيْـهِ مِـنَ التَّـوْرَاةِ وَهُـدًى وَمَوْعِظَـةً لِّلْمُتَّقِيـنَ } .

سورة المائدة / آية : 46 .
ـ ويجـب علينـا أن نؤمـن بـأن القـرآن العظيـم هـو آخـر كتـاب نـزل مـن عنـد الله تعالـى ، وأن الله عـز وجـل قـد خصـه بمزايـا تميـز بهـا عـن جميـع مـا تقدمـه مـن الكتـب المنزلـة مـن أهمهـا :
مزايا القرآن الكريم: إن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فإنالمؤمن يعظّم هذا الكتاب، ويسعى إلى التمسك بأحكامه، وتلاوته وتدبّره.
وحسبنا أن هذا القرآن هو هادينا في الدنيا، وسبب فوزنا في الآخرة.
وللقرآن الكريم مزايا كثيرة وخصائص متعددة ينفرد بها عن الكتب السماوية السابقة، منها:

1 - أن القرآن الكريم قد تضّمن خلاصة الأحكام الإلهية، وجاء مؤيِّدا ومصِّدقا لما جاء في الكتب السابقة من الأمر بعبادة الله وحده.

قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48] .
ومعنى: {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ} [المائدة: 48] أي يصدّق هذا القرآن ما في هذه الكتب من الصحيح، ومعنى {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48] أي مُؤْتَمِنا وشاهِدا على ما قبله من الكتب.
2 - أن هذا القرآن العظيم يجب على جميع الناس التمسك به، ويتعيّن على جميع الخلق اتباع القرآن والعمل به، بخلاف الكتب السابقة فهي لأقوام معينين. قال تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: 19]
3 - أن الله تعالى قد تكفّل بحفظ القرآن الكريم، فلم تمتد إليه يد التحريف، ولا تمتد إليه، كما قال سبحانه. {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] .

كتاب : التوحيد للناشئة والمبتدئين
المؤلف: الشيخ : عبد العزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف
هنا

فكـان حفظـه مـن التحريـف وصيانتـة مـن عبـث النـاس ، ليبقـى مـا فيـه حجـة الله علـى النـاس قائمـة حتـى يـرث الله الأرض ومـن عليهـا .
وأمـا الكتـب الأخـرى فقـد وجـه الكـلام فـي كـل واحـد منهـا إلـى أمـة خاصـة دون سـائر الأمـم .
وهـي وإن اتفقـت فـي أصـل الديـن ، إلا أن مـا نـزل فيهـا مـن الشـرائع والأحكـام كـان خاصـًا بأزمنـة معينـة وأقـوام معينيـن .
قـال تعالـى : { ... لِكُـلٍّ جَعَلْنَـا مِنكُـمْ شِـرْعَةً وَمِنْهَاجـاً ... } . سورة المائدة / آية : 48 .
لذلـك لـم يتعهـد الله سـبحانه بحفـظ أي منهـا علـى مـدى الأزمـان كمـا هـو الحـال بالنسـبة للقـرآن .
بـل أخبـر عـز وجـل فـي آخـر كتبـه ( القـرآن ) عـن التحريـف الـذي وقـع علـى تلـك الكتـب .

* فعـن التحريـف والتغييـر الـذي أدخلـه اليهـود علـى التـوراة ، قـال تعالـى :
{ أَفَتَطْمَعُـونَ أَن يُؤْمِنُـواْ لَكُـمْ وَقَـدْ كَـانَ فَرِيـقٌ مِّنْهُـمْ يَسْـمَعُونَ كَـلاَمَ اللّهِ ثُـمَّ يُحَرِّفُونَـهُ مِـن بَعْـدِ مَـا عَقَلُـوهُ وَهُـمْ يَعْلَمُـونَ } . سورة البقرة / آية : 75 .
وقـال أيضـًا : { مِّـنَ الَّذِيـنَ هَـادُواْ يُحَرِّفُـونَ الْكَلِـمَ عَـن مَّوَاضِعِـهِ ... } .
سورة النساء / آية : 46 .
* وأمـا عـن التحريـف الـذي أدخلـه النصـارى علـى الإنجيـل ، قـال تعالـى :
{ وَمِـنَ الَّذِيـنَ قَالُـواْ إِنَّـا نَصَـارَى أَخَذْنَـا مِيثَاقَهُـمْ فَنَسُـواْ حَظّـاً مِّمَّـا ذُكِّـرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُـمُ الْعَـدَاوَةَ وَالْبَغْضَـاء إِلَـى يَـوْمِ الْقِيَامَـةِ وَسَـوْفَ يُنَبِّئُهُـمُ اللّهُ بِمَـا كَانُـواْ يَصْنَعُـونَ * يَـا أَهْـلَ الْكِتَـابِ قَـدْ جَاءكُـمْ رَسُـولُنَا يُبَيِّـنُ لَكُـمْ كَثِيـراً مِّمَّـا كُنتُـمْ تُخْفُـونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُـو عَـن كَثِيـرٍ قَـدْ جَاءكُـم مِّـنَ اللّهِ نُـورٌ وَكِتَـابٌ مُّبِيـنٌ } . سورة المائدة / آية : 14 ، 15 .

* والحـق الـذي لا يمـاري فيـه منصـف أنـه لا يوجـد اليـوم علـى ظهـر الأرض كتـاب تصلـح نسـبته إلـى الخالـق تبـارك وتعالـى سـوى " القـرآن الكريـم " .

ـ فالكتـب التـى نزلـت قبـل القـرآن ، قـد ضاعـت نسـخها الأصليـة ، ولـم يبـق فـي أيـدي النـاس إلا تراجمهـا .
أمـا القـرآن فإنـه لا يـزال محفوظـًا بسـوره وآياتـه وكلماتـه وحركاتـه ، كما تـلاه جبريـل ـ عليه السلام ـ علـى رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وكمـا تـلاه رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ علـى صحابتـه ـ رضوان الله عليهم ـ .

ـ والكتـب قـد اختلـط فيهـا كـلام الله بكـلام النـاس مـن تفسـير وتاريـخ وسـير الأنبيـاء وتلاميذهـم ، واسـتنباطات الفقهـاء ، فـلا يعـرف فيهـا كـلام الله مـن كـلام البشـر .
أمـا " القـرآن " فهـو جميعـه كـلام الله تعالـى ، ولـم يختلـط بـه غيـره مـن حديـث الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أو أقـوال الصحابـة ـ رضوان الله عليهم ـ ، أو غيرهـم .

ـ والكتـب ليـس منهـا كتـاب تصـح نسـبته إلـى الرسـول الـذي ينسـب إليـه ، فليـس لأي منهـا سـند تاريخـي موثـوق .
فالأسـفار الموجـودة ضمـن مـا يسـمى بالعهـد القديـم ، ويطلـق عليـه التـوراة ، إنمـا دُونـت بعـد موسـى ـ عليه السلام ـ بقـرون عديـدة .
وأمـا القـرآن العظيـم فهـو الكتـاب الوحيـد الـذي ثبتـت نسـبته بصـورة قطعيـة إلـى الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
* ومـن الأدلـة علـى وقـوع التحريـف فـي تلـك الكتـب تعـدد نسـخها واختلافهـا فيمـا نقلتـه مـن الأقـوال والآراء .

وورد فـي العقائـد الإسـلامية / سـيد سـابق / ص : 16 :
ويكفـي لصحـة التدليـل علـى التحريـف فـي الأناجيـل المتداولـة بأيـدي النصـارى الآن أنهـا أربعـة اختيـرت مـن نحـو سـبعين إنجيـلاً .
ومـن القرائـن القاطعـة علـى وقـوع التحريـف فـي هـذه الكتـب مـا تضمنتـه مـن العقائـد الفاسـدة والتصـورات الباطلـة عـن الخالـق سـبحانه ، وعـن رسـله الكـرام عليهـم السـلام .

* فنجـد فيهـا تشـبيه الخالـق بالإنسـان ، وأنـه ينجـب .
قـال تعالـى : { وَقَالَـتِ الْيَهُـودُ عُزَيْـرٌ ابْـنُ اللّهِ وَقَالَـتْ النَّصَـارَى الْمَسِـيحُ ابْـنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُـم بِأَفْوَاهِهِـمْ يُضَاهِـؤُونَ قَـوْلَ الَّذِيـنَ كَفَـرُواْ مِـن قَبْـلُ قَاتَلَهُـمُ اللّهُ أَنَّـى يُؤْفَكُـونَ } .

سورة التوبة / آية : 30 .

* ونجـد فيهـم القـدح بالأنبيـاء .
فقـد ادعـوا فـي كتبهـم أن " إبراهيـم " ـ عليه السلام ـ كـذاب ، وأن " لوطـًا " زنـا بابنتـه ، وأن " هـارون " دعـا الإسـرائيليين إلـى عبـادة العجـل ، وأن " داود " زنـا ، وأن " سـليمان " عبـد الأصنـام إرضـاءً لزوجتـه .

فهـل ثـم دليـل علـى التحريـف أقـوى مـن هـذا ؟ ! .

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 02-04-2013 الساعة 03:44 AM