أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى وافعلوا ما أمركم الله به ورسوله
فإن ذلك هو طريق الفلاح وإنني في هذه الخطبة
أنبه على ثلاث مسائل مهمة
أولها
أن بعض الناس إذا دخل يوم الجمعة أو غير يوم الجمعة صار
يتخطى رقاب الناس فيؤذيهم بفعله
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس يوم
الجمعة رأى رجلاً يتخطى الناس فقال له صلى الله عليه وسلم
( اجلس فقد آذيت )
وإن بعض الإخوان الذين يتقدمون إلى المسجد ويكون لهم
مكان في الصف الأول تجدهم يقرءون في مؤخر المسجد فإذا
إلتأمت الصفوف جاءوا يتخطون رقاب الناس وهذا حرام
عليهم لما في ذلك من الأذية فإن أذية المؤمنين محرمة لقوله تعالى
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ
احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (الأحزاب:58)
أما المسألة الثانية
فإن بعض الناس إذا جاء والصف لم يكمل صف وحده خلف الصف
وهذا محرم لا يجوز للإنسان أن يصف وحده خلف الصف
إلا إذا كان الصف الذي قبله تاماً فإنه إذا كان الصف تاماً
جاز للإنسان أن يصف وحده خلف الصف كما ذكرنا ذلك في
خطبة الجمعة الماضية
أما المسألة الثالثة
فإنها مصافة الصبي وإمامته
فإن بعض الناس إذا لم يجد إلا صبياً يصف معه لم يصف معه
في صلاة الفرض ولكن القول الراجح من أقوال أهل العلم أنه
يجوز للإنسان أن يصف خلف الصف ومعه صبي إذا كان
هذا الصبي مميزاً تصح صلاته لأنه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه صلى بأنس ابن مالك ومعه يتيم فصف أنس واليتيم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم
واليتيم هو الذي مات أبوه ولم يبلغ فإذا كان هذا فعل بحضرة
النبي صلى الله عليه وسلم وهو ولم ينكره فإنه من شريعته
ولكن هذه الصلاة التي صلاها النبي صلى الله عليه وسلم
بأنس كانت صلاة نفل ،لكن ما ثبت في صلاة النفل فهو
ثابت في صلاة الفرض إلا أن يقوم دليل على الفرق بينهما