عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-03-2011, 09:22 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي



نتـــابع بحــول من الله وقوة

معاني العقيدة من خلال فريضة الحج


ثانياً : إقامة التوحيد:

إن هذه الشعيرة العظيمة قائمة على تجـريـــد الـتـوحـيــــــد لله وحده لا شريك له؛
قال (سبحانه): ((وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك
بي شـيـئـا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود))
[الحج: 26].
وحذر (سبحانه) من الشرك ونجاسته ، فقال (عز وجل): ((فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور
* حنفاء لله غير مشركين به)) [الحج: 3031].
بل من أجل تحقيق التوحيد لله وحده ، والكفر بالطاغوت ، شُرع للحاج
أن يستهل حجه بالتلبية قائلاً:
» لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك«.
ومن أجل تحقيق التوحيد شُرع للحاج أن يقرأ في ركعتي الطواف ـ بعد الفاتحة
ـ بسورتي الإخلاص (قل هو الله أحد) ، و(قل يا أيها الكافرون) ،
كما كان يفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- .
كما شَرعَ الله (تعالى) التهليل عند صعود الصفا والمروة ،
فيستحب لـلـحـــــاج والمعتمر أن يستقـبل القبلة ـ عند صعوده الصفا والمروة ـ
ويحمد الله ويكبره ويقول: »لا إلــــه إلا الله، والله أكـبـر ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
له الملك ، وله الحمد ، يحي ويمـيـت، وهو على كل شيء قدير،
لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده ، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده
«.
ومن أجل تحقيق التوحيد أيضاً كان خير دعاء يوم عرفة أن يقال:
»لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ،
يحي ويميت ، وهو على كل شيء قدير«
.
وفي مناسك الحج وشعائره تربيةٌ للأمة على إفراد الله (سبحانه) بالدعاء والسـؤال والطلب ،
والرغبة إليه ، والاعتماد عليه ، والاستغناء عن الناس ، والتعفف عن سؤالهم، والافتقار إليهم؛
فالدعاء مشروع في الطواف والسعي ، وأثناء الوقوف بعرفة ،
وعند المشعر الحرام ، وفي مزدلفة، كما يشرع الدعاء
وإطالته بعد الفراغ من رمي الجمرة الصغرى والوسطى في أيام التشريق.



ثالثاً : تعظيم شعائر الله (تعالى) وحرماته:

قال الله (تعالى) ـ بعد أن ذكر أحكاماً عن الحج ـ:
((ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه))[الحج: 30].
والحرمات الـمـقـصودة هاهنا أعمال الحج المشار إليها في
قوله (تعالى): ((ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم))[الحج: 29](6).
وقـال (سـبـحـانـه): ((ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) [الحج: 32]،
فتعظيم مناسك الحج عموماً من تقوى القلوب (7).
وتعظيم شعائر الله (تعالى) يكون بإجلالها بالقلب ومحبتها ، وتكميل العبودية فيها؛
يقول ابن القيم (رحمه الله): »وروح العبادة هو الإجلال والمحبة ، فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت« (8).


(1) أخرجه البخاري ، كتاب الحج ، باب تقبيل الحجر، حديث رقم 1610.
(2) فتح الباري ، جـ3ص463.
(3) أي : الآثار الصحيحة .
(4) الحجة في بيان المحجة ، جـ2 ص435.
(5) الصواعق المرسلة ، م4 ، ص1560 ، 1561.
(6) انظر: تفسير ابن عطية ، جـ4 ص120.
(7) انظر: تفسير الطبري ، جـ17 ص157.
(8) مدارج السالكين ، جـ1 ص495.

يتبــــــــــ إن شـاء الله ـــــــــع

رد مع اقتباس