عرض مشاركة واحدة
  #55  
قديم 09-27-2019, 09:47 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,652
افتراضي


🍃 5⃣1⃣ 🍃

■ مقارنة بين الرسالات

ستكون المقارنة بين الرسالات السماوية من جوانب عدة ؛ وهذا المبحث طويل لذا سناتي علي جملة تجمع أطرافه بحول الله ؛
ولكنها لا تستقصي كل جوانبه .

✋ الكتب السماوية مصدرها واحد

{ الۤمۤ ۝ ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَیُّ ٱلۡقَیُّومُ ۝ نَزَّلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِیلَ ۝ مِن قَبۡلُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلۡفُرۡقَانَۗ إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابࣱ شَدِیدࣱۗ وَٱللَّهُ عَزِیزࣱ ذُو ٱنتِقَامٍ }
[سورة آل عمران 1 - 4]

والكتب السماوية كلها انزلت لغاية واحدة و هدف واحد ؛ أنزلت لتكون منهج حياة للبشر الذين يعيشون فى هذه الارض تقودهم بما فيها من تعاليم و توجيهات و هداية ؛ انزلت لتكون روحا و نورا تحيي نفوسهم وتنيرها ؛ و تكشف ظلماتها و ظلمات الحياة .

👈 وقد بين القرآن الكريم في موضع واحد الهدف الذي انزل الله من اجله التوراة و الانجيل و القرآن ؛ وهي اعظم الكتب المنزلة من عند الله

{ إِنَّاۤ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِیهَا هُدࣰى وَنُورࣱۚ یَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِیُّونَ ٱلَّذِینَ أَسۡلَمُوا۟ لِلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلرَّبَّـٰنِیُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ بِمَا ٱسۡتُحۡفِظُوا۟ مِن كِتَـٰبِ ٱللَّهِ وَكَانُوا۟ عَلَیۡهِ شُهَدَاۤءَۚ فَلَا تَخۡشَوُا۟ ٱلنَّاسَ وَٱخۡشَوۡنِ وَلَا تَشۡتَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِی ثَمَنࣰا قَلِیلࣰاۚ وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ ۝ وَكَتَبۡنَا عَلَیۡهِمۡ فِیهَاۤ أَنَّ ٱلنَّفۡسَ بِٱلنَّفۡسِ وَٱلۡعَیۡنَ بِٱلۡعَیۡنِ وَٱلۡأَنفَ بِٱلۡأَنفِ وَٱلۡأُذُنَ بِٱلۡأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلۡجُرُوحَ قِصَاصࣱۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِۦ فَهُوَ كَفَّارَةࣱ لَّهُۥۚ وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ
(وَقَفَّیۡنَا عَلَىٰۤ ءَاثَـٰرِهِم بِعِیسَى ٱبۡنِ مَرۡیَمَ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِۖ وَءَاتَیۡنَـٰهُ ٱلۡإِنجِیلَ فِیهِ هُدࣰى وَنُورࣱ وَمُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَهُدࣰى وَمَوۡعِظَةࣰ لِّلۡمُتَّقِینَ ۝ وَلۡیَحۡكُمۡ أَهۡلُ ٱلۡإِنجِیلِ بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِیهِۚ وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ ۝ وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَمُهَیۡمِنًا عَلَیۡهِۖ فَٱحۡكُم بَیۡنَهُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡ عَمَّا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلࣲّ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةࣰ وَمِنۡهَاجࣰاۚ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ وَلَـٰكِن لِّیَبۡلُوَكُمۡ فِی مَاۤ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُوا۟ ٱلۡخَیۡرَ ٰ⁠تِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِیعࣰا فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ ۝ وَأَنِ ٱحۡكُم بَیۡنَهُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن یَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَیۡكَۖ فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا یُرِیدُ ٱللَّهُ أَن یُصِیبَهُم بِبَعۡضِ ذُنُوبِهِمۡۗ وَإِنَّ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَـٰسِقُونَ ۝ أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِ یَبۡغُونَۚ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكۡمࣰا لِّقَوۡمࣲ یُوقِنُونَ }

• يقول سيد قطب في تفسير هذه الآيات الكريمة
[[ لقد جاء كل دين من عند الله ليكون منهج حياة واقعية ؛ جاء الدين ليت لي قيادة الحياة البشرية وتنظيمها و توجيهها و صيانتها ولم يجئ دين من عند الله ليكون مجرد عقيدة في الضمير ؛ ولا ليكون مجرد شعائر تعبدية تؤدي في الهيكل و المحراب ؛ فهذه و تلك علي ضرورتهما للحياة البشرية و اهميتها في تربية الضمير لا يكفيان ؛وحدهما و نظام و شريعة تطبق عمليا في حياة الناس ؛ و يؤخذ بها بحكم القانون و السلطان ؛
و يؤاخذ الناس علي مخالفتها ؛ و يؤخذون ب العقوبات .
👈 و الحياة البشرية لا تستقيم إلا إذا تلقت العقيدة و الشعائر و الشرائع من مصدر واحد يملك السلطان علي الحركة و السلوك و يجزي الناس وفق شرائعه في الحياة الدنيا ؛ كما يجزيهم وفق حسابه في الحياة الآخرة ؛
فاما حين تتوزع السلطة و تتعدد مصادر التلقي ؛ حتي تكون السلطة لله في الضمائر و الشعائر بينما السلطات لغيره في الأنظمة و الشرائع ؛
وحين تكون السلطة لله في جزاء الاخرة بينما السلطة لغيره في عقوبات الدنيا ؛ حينئذ تتمزق النفس البشرية بين سلطتين مختلفتين و بين اتجاهين مختلفين و بين منهجين مختلفين و حينئذ تفسد الحياة البشرية ذلك الفساد الذي تشير إليه آيات القرآن الكريم في مناسبات شتي :
{ ثُمَّ جَعَلۡنَـٰكَ عَلَىٰ ش

َرِیعَةࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَ }
[سورة الجاثية 18]
من اجل هذا جاء كل دين من عند الله ليكون منهج حياة و سواء جاء هذا الدين لقرية من القري او لامة من الامم او للبشرية كافة في جميع اجيالها فقد جاء و معه شريعة معينة لحكم واقع الحياة إلي جانب العقيدة التي تنشئ التصور الصحيح للحياة إلي جانب الشعائر التعبدية التي تربط القلوب بالله ؛
وكانت هذه الجوانب الثلاثة هي قوام دين الله حيثما جاء دين من عند الله لان الحياة البشرية لا تصلح و لا تستقيم إلا حين يكون دين الله هو منهج الحياة .
وفي القرآن الكريم شواهد شتي علي احتواء الديانات الاولي ؛ التي ربما جاءت لقرية من القري ؛ او لقبيلة ؛ وهنا يعرض هذا التكامل في الديانات الثلاث الكبري :
اليهودية و النصرانية و الإسلام .
و يبدأ ب التوراه في هذه الآيات التي نحن بصددها في هذه الفقرة :
{ إنا أنزلنا التوراة فيها هدي و نور }
فالتوراة - كما انزلها الله - كتاب الله الذي جاء لهداية بني إسرائيل و إنارة طريقهم إلي الله و طريقهم في الحياة و قد جاءت تحمل عقيدة التوحيد و تحمل شعائر تعبدية شتي .
👈 أنزل الله التوراة لا لتكون هدي و نورا للضمائر و القلوب بما فيها من عقيدة و عبادات فحسب ، ولكن كذلك لتكون هدي و نورا بما فيها من شريعة تحكم الحياة الواقعية وفق منهج الله ؛ و تحفظ هذه الحياة في إطار هذا المنهج ؛ ويحكم بها النبيون الذين أسلموا انفسهم لله فليس لهم في انفسهم شئ إنما هي كلها لله ؛ وليست لهم مشيئة ولا سلطة ولا دعوي في خصيصة من خصائص الألوهية و هذا هو الإسلام في معناه الاصيل يحكمون بها للذين هادوا فهي شريعتهم الخاصة نزلت لهم في حدودهم هذه و بصفتهم هذه كما يحكم بها لهم الربانيون و الأحبار وهم قضاتهم و علماؤهم ؛ وذلك بما إنهم قد كلفوا المحافظة علي كتاب الله و كلفوا ان يكونوا عليه شهداء ؛
ف يؤدوا له الشهادة في انفسهم بصياغة حياتهم الخاصة وفق توجيهاته كما يؤدوا له الشهادة في قومهم بإقامة شريعته بينهم .

✋ وبدون ١الرسالة السماوية سيبقي البشر مختلفون تائهون لا يتفقون على سبيل :

{ كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِیِّـۧنَ مُبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِیَحۡكُمَ بَیۡنَ ٱلنَّاسِ فِیمَا ٱخۡتَلَفُوا۟ فِیهِۚ }

[سورة البقرة 213]
رد مع اقتباس