عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 09-21-2018, 12:19 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


الدرس رقم ١٦


اهلا وسهلا ياأحبه في الدرس اﻷخير في حياة اﻹمام أبي حنيفة رحمه الله وكيفية تعامله مع طبائع الناس المختلفة فكما شاهدتم معي من الناس من يكون مدخل اقناعه عن طريق العقل ومنهم عن طريق الطريقة العملية ومنهم من يكون الحل معه بالصبر والحلم
وسوف نعرض اليوم الطريقة الخامسة في فنون التعامل مع الناس من خلال فقه أبي حنيفة وهي⤵

🌐الطريقة الخامسة ⤵التعامل مع بعض الناس بالثبات على المبدأ⤵:

النقطة الأخيرة في كيفية التعامل مع من اختلفت معه⤵
هي إن فرض احد علي رأيك في مثلا👈 ثوابت وقضايا أساسية عندك، وليست في فروع كما قلنا
فالحل هنا 👈 ( فسأثبت أنا على رأيي) مهما كان...

👈لقد تحدثنا عن أبي حنيفة في درس سابق من قبل عن التحايل الذكي فهو لم يقل لأمير المؤمنين: "أنت كذا وكذا..."، بل استخدم في ذلك المزاح. قد يقول البعض أن الشخصية بهذا الشكل قد تفقد هويتها وجديتها ووضوحها.
👈 فعندما يتعلق الأمر بالفروع أو في الوقت غير المناسب، فلا يوجد مشكلة في أن تبدو الشخصية بهذا الشكل...... ولكن وقت الثوابت👈، يجب أن يظهر الشخص كالأسد ولا يتنازل أبدا.✔✔

⬅مثال على ذلك، أن اب جعفر المنصور شعر أن هوى أبي حنيفة مع آل البيت وأن هوى أبو حنيفة ليس معه وإنما ضده وضد العباسيين. فظل المنصور يكيد لأبي حنيفة حتى أتى به في مرة من المرات وقال له:
"أمرتك أن تتولى القضاء" أي أن تكون أنت قاضي القضاة.
👈فرفض أبو حنيفة ذلك. أتعلمون لماذا رفض؟⁉
لأنه هنا لديه مبدأ، ليس لأنه لا يريد القضاء، بدليل أنه بعد ذلك وصى تلميذه أبا يوسف أن يصبح قاضيا، وبالفعل تم ذلك.
✍ انما رفض لأنه يرى أن جعفر المنصور لا يعطي حرية للقضاة،...
ولا يصح أن يكون قاضيا ويُملي عليه المنصور ما يفعل وما لا يفعل، لأنه بذلك سوف يخسر دينه ودنياه. فقرر ألا يكون قاضيا.
👈فقال له المنصور: "أقسمت عليك أن تقبل!"
👈فقال: "أقسمت عليك لن أقبل".
فقال أحد الحاضرين: "أترد يمين أمير المؤمنين؟!"‼
قال: "أمير المؤمنين أقدر على دفع كفارته مني".
👈فقال: "ستقبل القضاء!" قد اشتد الحديث بينهما.
👈فقال أبو حنيفة: "والله لا أقبله!".
فقال: "لِمَ؟!"
👈قال: "أنا لا أصلح له". ولاحظ هنا ..ذكاء أبي حنيفة..... فهو لم يقل له "أنت لن تسمح لي أن أكون قاضيا!"
بل قال "أنا لا أصلح له".
👈فقال أبو جعفر المنصور: "كَذَبت!"‼
⬅فقال أبو حنيفة بمنطقه العقلي نفسه: "👈شهدت يا أمير المؤمنين! كيف تولي القضاء كاذباً؟!
فإن كنت أنا كذّابا، فلا أصلح للقضاء.
وإن كنت أنا صادقا، فيجب أن تصدقني يوم قلت لك أنا لا أصلح للقضاء"
♦كانت شخصية اﻹمام غير عادية♦.
👈فقال أبو جعفر المنصور: "والله لأُعَذِبَنَك!‼ دُوروا به في الأسواق واضربوه مئة وعشرون جلدة.
كل يوم عشر جلدات بالسياط الشديدة!"‼
وكان الدم ينزل على جسمه فلا يجف عند ركبتيه وإنما ينزل إلى كعبيه. ...
وقاموا بسَجنِه وصدر قرار:..... "لا يُفتي أبو حنيفة

⬅هناك خلاف حول قصة وفاته: ⤵هل تُوُفِيَ في السجن أم تُوُفِّيَ بعد خروجه من السجن بأيام؟ ⤵

أغلب القول أن المنصور تخوف من أن تحدث ثورة شعبية بعدما ضَرَبَ أبا حنيفة مئة وعشرين سوطا،
وكان أبو حنيفة مُصِرًّا على رأيه بألا يقبل بالقضاء. فانصاع أبو جعفر المنصور.
👈 تخيلوا ان ابي حنيفة سُجِنَ وعُذِّبَ.

👈جلس أبو حنيفة في بيته في آخر أيامه وكان شديد الضعف بعدما أُرهِق.
وجاءه ابنه، فقال: "يا أبتي، أريد أن أستفتيك في المسألة الفلانية".
قال: "يا بني، لا أستطيع. أمير المؤمنين ابو جعفر قال لي لا أُفتي"

👈 قد يقول البعض: "اقلب الأمور على المنصور وانتقم لنفسك!".
ولكن أبا حنيفة لا يتسبب في نشوب فتنة بين المسلمين،✔✔ بل رأى أن الأفضل أن يقوم بتوحيد الناس✔✔.
⬅مات أبو حنيفة وصلى عليه خمسون ألفا. لم يستطيعوا الصلاة عليه مرة واحدة، فصلوا عليه ست مرات!

🌼👈 وقف تلميذه عبد الله بن المبارك يبكي على قبره ويقول: "مات إبراهيم النَخْعَيّ وخَلَفَ من بعده خَلَفًا ومات حمَّاد وخَلَفَ من بعده خلفا. أما أنت، فلم تَخْلُف بعدك خلفا! مات العلم!".⁉

👈مات أبو حنيفة وفي العام نفسه الذي تُوَفّيَ فيه يولد الشافعيّ، لأن الله يحب ويرحم هذه الأمة.
آخر من صلى على أبي حنيفة كان ابنه حمّاد وصلي عليه جعفر المنصور أيضا.
كم عدد أتباع أبي جعفر اليوم وكم عدد أتباع أبي حنيفة؟⁉

👈مات أبو حنيفة وقبل وفاته قال:
"لا تدفنوني في المكان الفلاني، فإنه أرض مغتصبة..."
كان أبو جعفر المنصور قد اغتصب هذه الأرض- "...
👈ولكن ادفنوني في أرض لم تغتصب"،

👈فلما سمع أبو جعفر المنصور بهذه القصة قال: "من يعذرني في أبي حنيفة حيا وميتا؟"⁉

♦ رحمك الله يا أبا حنيفة! ♦وكما يقول العلماء: "وجب على كل مسلم من أهل القِبْلَة أن يدعو لأبي حنيفة لأنه حمل إلينا الفقه الإسلامي إلى اليوم .♦
lkمنقول

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 09-21-2018 الساعة 12:25 AM
رد مع اقتباس