عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-10-2011, 12:31 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله

" قال النووي : هذا الحديث عده جماعة من العلماء مشكلا
من حيث إن هذه الخصال قد توجد في المسلم المجمع
على عدم الحكم بكفره .
قال :وليس فيه إشكال ، بل معناه صحيح
والذي قاله المحققون إن معناه :أنَّ هذه خصال نفاق
وصاحبها شبيه بالمنافقين
في هذه الخصال ومتخلق بأخلاقهم

قلت – أي الحافظ ابن حجر
ومحصل هذا الجواب الحمل في التسمية على المجاز
أي : صاحب هذه الخصال كالمنافق
وهو بناء على أن المراد بالنفاق نفاق الكفر
وقد قيل في الجواب عنه
إن المراد بالنفاق نفاق العمل كما قدمناه
وهذا ارتضاه القرطبي واستدل له بقول عمر لحذيفة
هل تعلم فيَّ شيئا من النفاق ؟
فإنه لم يرد بذلك نفاق الكفر وإنما أراد نفاق العمل
ويؤيده وصفه بالخالص في الحديث الثاني
بقوله : ( كان منافقا خالصا )

وقيل : المراد بإطلاق النفاق الإنذار والتحذير عن ارتكاب
هذه الخصال ، وإن الظاهر غير مراد
وهذا ارتضاه الخطابي .
وذكر أيضا أنه يحتمل أن المتصف بذلك هو من اعتاد ذلك
وصار له ديدنا .
قال : ويدل عليه التعبير بإذا ، فإنها تدل على تكرر الفعل .
كذا قال . والأولى ما قال الكرماني
إن حذف المفعول من " حدث "
يدل على العموم ،أي: إذا حدث في كل شيء كذب فيه
أو يصير قاصرا أي إذا وجد ماهية التحديث كذب

وقيل : هو محمول على من غلبت عليه هذه الخصال
وتهاون بها ، واستخف بأمرها
فإن من كان كذلك كان فاسد الاعتقاد غالبا
وهذه الأجوبة كلها مبنية
على أن اللام في المنافق للجنس .
ومنهم من ادعى أنها للعهد
فقال :إنه ورد في حق شخص معين
أو في حق المنافقين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وتمسك هؤلاء بأحاديث ضعيفة جاءت في ذلك لو ثبت شيء منها
لتعين المصير إليه .
وأحسن الأجوبة ما ارتضاه القرطبي . والله أعلم " انتهى.
" فتح الباري " (1/90-91)

رد مع اقتباس