عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-16-2018, 02:57 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
y


*أن رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ، إن المؤذنين يَفْضِلوننا ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم" قلْ كما يقولون، فإذا انتهيتَ فسلْ تُعْطَه".

الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود-
الصفحة أو الرقم: 524 - خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح-الدرر السنية-
الشرح:
الأذانُ شَعيرةٌ إسلاميَّةٌ جَليلَةٌ، وقد كرَّمَ اللهُ تعالَى المؤذِّنينَ فجعَلَهم أطولَ النَّاسِ أعْناقًا يومَ القيامَةِ، وفضَّلَهم بالأجْرِ العَظيمِ الَّذي جعَلَ الصَّحابةَ رضِيَ اللهُ عنهم يتطَلَّعون إلى ذلك الفضْلِ.
وفي هذا الحَديثِ يَحكِي الصَّحابيُّ الجليلُ عبدُ اللهِ بنُ عَمرٍو رضِيَ اللهُ عنهما: أنَّ رجُلًا قال للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "إنَّ المؤَذِّنين"، وهم الَّذين يرْفَعون الأَذانَ للصَّلواتِ ويُنادونَ بها، "يَفْضُلونَنا"، أي: يَفْضُلون علينا بأجْرِ الأَذانِ وثَوابِه، ويَسبِقونَنا في الفضْلِ؟ فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "قُل كما يَقولون"، أي: إذا أردْتَ أن تَلحَقَهم في الأجْرِ والثَّوابِ فردِّدْ وراءَ المؤذِّنِ إذا نادَى للصَّلاةِ؛ فبذلك تأخُذُ أجْرًا مثلَ أجرِهم، وتَكونُ معهم في الفضْلِ والثَّوابِ، "فإذا انتَهيْتَ"، أي: فإذا فرَغْتَ من التَّرديدِ وراءَ المؤذِّنِ، "فسَلْ"، أي: فاسأَلِ اللهَ ما تشاءُ بالدُّعاءِ، "تُعْطَه"، أي: يُعطِك اللهُ ما تَسأَلُ، ويستَجبْ لك دُعاءَك.
وفي الحَديثِ: عِظَمُ فضْلِ المؤَذِّنين.
وفيهِ: الحَثُّ على التَّرديدِ وراءَ المؤذِّنِ.
وفيه: أنَّ الدُّعاءَ عَقِبَ الفراغِ مِن الأذانِ مُستَجابٌ.

-الدرر السنية-

*ومن أسرار الأذان العظيمة، أن من ردد الأذان من قلبه دخل الجنة.
روى مسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قَالَ المؤَذِّنُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ أَحَدُكُمْ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ،مِنْ قَلْبِهِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ»
-الدرر--الألوكة-

شرح الحديث:
أمَرَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم السَّامِعَ للأذانِ أن يُردِّد ما يسمعُه خلفَ المؤذِّن، فقال: إذا سَمِعتُم المؤذِّنَ فقولوا مِثلَ ما يقول، فالسامِعُ يُردِّد ما يقوله المؤذِّنُ إلَّا في قولِه: «حَيَّ على الصَّلاة» و«حَيَّ على الفَلَاحِ» فإنَّه يقول فيهما: لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله، وفي هذا الحديثِ يُخبِر صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ مَن ردَّد الأذانَ بلِسانِه وقلبِه خلفَ المؤذِّنِ فإنَّه يَدخُل الجنَّةَ بهذا الفِعل. -الدرر-
ومن أسرار الأذان العظيمة أن من قال حين يسمع المؤذن: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا»غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ.
روى مسلم عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ المؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ»


وأن من قال حين يسمعه:

«اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ» وجبت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة في دخول الجنة.
روى البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ»صحيح البخاري-الدرر-
شرح الحديث:
في اليومِ أوقاتٌ للدُّعاءِ المُستجابِ إذا لَزِمَها المُسلم تأتي له بالخيرِ الكثير، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: من قال "حين يَسمعُ النِّداء" ، أي: عَقِبَ سَماعِه للأذانِ وانتهاء المُؤذِّن منه، "اللَّهم رَبَّ هذه الدَّعوةِ التَّامَّة" ، أي: ألفاظ الأذان الَّتي يُدْعى بها إلى عِبادة الله تعالى، والمُراد بالتَّامَّة: الكاملة الَّتي لا يَدخُلُها تغييرٌ ولا تبديلٌ بَلْ هي باقِيةٌ إلى يومِ القيامةِ. " والصَّلاةِ القائِمة"، أي: الدَّائِمة، "آتِ"، أَعْطِ، "مُحَمَّدًا الوَسيلةَ" ، أي: المَنزِلة العالِية في الجنَّةِ الَّتي لا تنبغي إلَّا له صلَّى الله عليه وسلَّم، "والفَضِيلةَ"، أي: المَرتَبَةَ الزَّائِدةَ على سائِر المَخلوقين، ويَحتِمل أنْ تكونَ الفَضِيلةُ مَنزِلةً أُخرى، "وابْعَثْه"، أي: النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، "مَقامًا مَحْمودًا"، أي: المَنزِلة يومَ القيامةِ الَّتي يَحمَدُه لأَجْلِهِ جَميعُ أهلِ المَوقِف، وهو مَقام الشَّفاعة، الَّذي وَعَدْتَهُ، أي: ذلك المَقام الَّذي ذَكرتَه في كِتابك بقولِك"عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا"الإسراء: 79. فمَن قال هذا من قال ذلك حين سَمِعَ الأذان "حَلَّتْ له شَفاعتي"، أي: اسْتَوْجَبَ واسْتَحَقَّ شَفاعة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، يومَ القِيامةِ، وشَفاعتُه صلَّى الله عليه وسلَّم تكون للمُذْنِبِينَ، أو في إِدْخال الجنَّةِ مِن غيرِ حِسابٍ، أو رَفْعِ الدَّرجاتِ يومَ القيامةِ، كُلٌّ بِحسَب حالِه.
وفي الحديثِ: فضلُ هذا الذِّكرِ بعد الأذانِ، والحَضُّ على الدُّعاءِ في أوقاتِ الصَّلاة حين تُفْتَحُ أبوابُ السَّماء للرَّحمةِ.-الدرر-

اعلموا أيها الإخوة المؤمنون أن ثمرة العلم العمل, فإِنَّ الْإِيمَانَ لَيْسَ بِالتَّمَنِّي وَلَا بِالتَّحَلِّي، وَلَكِنَّهُ مَا وَقَرَ فِي الْقُلُوبِ وَصدَّقَتْهُ الْأَعْمَالُ كما قال الحسن البصري رحمه الله.
قال الإمام النووي: «اعلم أنه ينبغي لمن بلغه شيء في فضائل الأعمال أن يعمل به، ولو مرَّة واحدة؛ ليكون من أهله، ولا ينبغي له أن يتركه مطلقًا، بل يأتي بما تيسر منه، لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: «إذَا أَمَرْتُكُمْ بَشَيءٍ فأْتُوا مِنْهُ ما اسْتَطَعْتُمْ»صحيح مسلم -الدرر-




التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 05-16-2018 الساعة 04:34 AM
رد مع اقتباس