عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-10-2011, 12:28 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
شرح حديث آية المنافق ثلاث


السؤال: ما هو شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه

( آية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب
وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان )
وحديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين أيضا فيه زيادة
( وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر )

ما معنى : ( إذا خاصم فجر ) ؟
نرجو التوضيح ، وجزاكم الله خيرا


الجواب : الحمد لله
يمكن أن نتكلم على هذين الحديثين
بالمسائل المختصرة الآتية :أولا : نص الحديثين

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ :( آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ
وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ )(1)
رواه البخاري (33) ومسلم (59)

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ :( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا
وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا
إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ
وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ )(2)
رواه البخاري (34) ومسلم (58)

ثانيا : معنى كون هذه الصفات من علامات النفاق

الكذب ، وإخلاف الوعد ، والخيانة ، والغدر
والفجور عند المخاصمة
من أبرز صفات المنافقين من أهل المدينة
الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
والقرآن مليء بالآيات التي تصف حالهم هذا
وهم إنما عرفوا بها
والله عز وجل يقول
( وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ
وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ) محمد/30

فإذا اتصف أحد المسلمين - الذين يشهدون بكلمة التوحيد
بشيء من هذه الصفات : فقد اتصف بصفات المنافقين
التي ذمها الله عز وجل ، وعمل أعمالهم
وحصل له من النفاق بقدر ما عمل .

ولكن ذلك لا يستلزم أن يكون هذا المسلم المتصف
بالخيانة أو الكذب مثلا قد خرج عن الإيمان بالكلية ؛
لأن الإيمان يرفعه درجاتٍ عن النفاق
ولكنه يحاسب على هذه الأخلاق الذميمة
ولذلك يسمِّي العلماء هذه الآفات المهلكات
بـ : " النفاق العملي "
يقصدون أن المتصف بها آثم مستحق للعقوبة
ولكنه ليس في درجة المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر

ولذلك ذهب العلماء في تأويل هذا الحديث
إلى خمسة أقوال

1- المقصود بالحديث هو تشبيه المسلم المتصف
بهذه الأخلاق الذميمة بالمنافق ، فالحديث على سبيل المجاز
وليس على سبيل الحقيقة ،وهذا جواب النووي .

2- المقصود بالنفاق هنا النفاق العملي
وليس النفاق الاعتقادي ،وهذا جواب القرطبي
ورجحه الحافظ ابن رجب ،والحافظ ابن حجر العسقلاني
وهذا أرجح الأقوال

3- وقيل المراد بإطلاق النفاق الإنذار والتحذير
عن ارتكاب هذه الخصال وهذا ارتضاه الخطابي

4- المراد : من اعتاد هذه الصفات حتى أصبحت
له سجية وخلقا دائما ، حتى تهاون بها، واستخف أمرها
فهذا كأنه مستحل لها ، ومثله يغلب عليه فساد الاعتقاد

5- المقصود بالحديث ليس المسلمين
وإنما المنافقون الحقيقيون الذين كانوا على عهد
النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولكن ضعَّف هذا الوجه الحافظ ابن رجب في
"جامع العلوم والحكم" (1/430)


رد مع اقتباس