~.~.~.
هنا قال بعض الناس:إننا لوعبرنا بقولنا:
"البالغُ فى الحُسن كماله"لكان أحسن
ولكن نحن نقول:صحيح أن التعبيربـ"كماله"
قد يكون أحسن ولكن "غايته"معناه التي ليس
شيءٌ وراءها في الكمال
فتكون بمعنى كماله، وعلى هذا فالمراد بالغاية
ليس معناه أن أسماء الله تعالى لها منتهى
في الحسن، بل إنها في غاية الحسن، والمراد
فى أكمل مايكون من الحُسن،ولهذا وصفَ الله
باسم التفضيل فى قوله تعالى:"الحُسنى".
وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لانقص فيها
بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديراً.
ولهذا نقول: إن الألفاظ إما أن تدل على معنى ناقصٍ
نقصاً مطلقاً وإما أن تكون دالة على كمال في
حالٍ ونقصٍ في حال وإما أن تكون دالة على
الكمال لكن لا غاية الكمال وإما أن تكون دالة
غاية الكمال هذه أربعة أقسام.
الدالة على غاية الكمال تكون من أسماء الله
بمعنى أنه ليس فيها نقص أبدًا لااحتمالاً ولاتقديرًا ،
مثل السميعوالبصيروالعظيموالعليم إلى آخره ،
ما هو كمال لكن يَحتمل النقص بالتقديرفهذا لايُسمى
به الله ولكن يُخبر به عنه لأن باب الإخبارأوسع مثل:
المُتكلم والشائي أي الذي يشاء ، والمُريد, والصانع,
والفاعل وماأشبه ذلك. هذه كلمات لايُسمى
الله بها ولكن يُخبر بها عنه إخباراً مطلقا
فنقول : إن الله مُتكلم، وإن الله شاءٍ، وإنه مُريدٌ
و إنه فعالٌ. ولكن ليس من باب التسمية ولكن
لماذا لم تكن من الأسماء؟ لأن المتكلم قد يتكلم بما
لكن الكلام نفسه كمالٌ ،لكن مُتعلّـَقُ ذلك الكلام
قد يكون نقصاً وقد يكون ذماً.
فالمتكلم بالمعروف مُتكلمٌ بكمال والمُتكلم
بالمنكر متكلمٌ بنقص. الكلام نفسه كمالٌ ولكن
موضوع الكلام قد يكون نقصاً ، ولهذا لم يكن
من أسمائه ،وصح أن يُخبر به على سبيل الإطلاق،
و"المُريد" أصلُ إثبات الإرادة وأنَّ الفاعل يفعلُ
مايُريده فهذا كماله ،ولهذافالمُريد أكمل ممن لايُريد.
فالإنسان أكمل من الحيوان لأن إرادته أكمل
والحيوان أكمل من الشجر لأن إرادته أكمل
والمختارللشىءأكمل من المُكره عليه لأن إرادته أكمل.
لكن المراد! هل كل مراد ٍخير؟
قد يكون خيراً وقد يكون شراً.فلهذا لم تكن مريد
من أسماء الله لكن صارة مما يخبر به عنه.
الذى يحتمل نقصاً وكمالاً فى نفس المعنى
لافى المتعلـَّق؛ فهذالايُطلق على الله تعالى وإنما
يُذكر مُقيداً. مثل:المكر,والخداع,والاستهزاءوالكيد.
هذه ما نقول إن الله ماكر على سبيل الإطلاق،
ولا إن الله كائد لأن نفس الكيد ذاته؛ ينقسم إلى
محمود ومذموم فلا يمكن أن نطلقه على الله،
بل نقول إنَّه الله-عزوجل ماكرٌبمن يمكربه
ومستهزئ ٌبمن يستهزئ به وهكذا.
ما هو نقصٌ محض فهذا لايُسمى اللهُ به ولايُوصف به.
مثل العمى ،الصمم ،العجز، فلا يمكن أن تقول إن
الله أعمى والعياذ بالله، أو أنه أصم أو أنه عاجز
مطلقاً، لاخبراً ولاتسمية.
1-كمالٌ محضٌ فى ذاته وموضوعه فهذا يكون
2-كمالٌ فى ذاته لا في موضوعه بل ينقسم، فهذا
يُطلق على الله خبراً ولايسمى به.
3-ما يكون كمالاً ونقصاً في ذاته ،فهذا لا يخبر
به عنه خبراً مطلقاً ،وإنما يخبر به عنه خبراً مقيداً
4- نقصٌ محضفهذا لايُوصف به ،لا خبراً ولا تسمية.
ولهذا فقول الله تعالى:"ولله الأسماء الحُسنى"
يعنى التى ليس فيها نقصٌ بوجهٍ من الوجوه.
هذه الأقسام الأربعة ذكرها شيخ الإسلام-رحمه الله-
~.~.~.
الماتن