عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 01-10-2022, 04:11 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,649
افتراضي

♡ التعبُّد لله عزَّ وجلَّ باسمه [القدّوس]

♦اعلم -وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه- أنَّه يجب على العبد أن يقدّس ربه،

🔹فيصفه بما وَصف به نفسه، ووصفه به رسوله -ﷺ- من الأسماء والصفات،

🔹 وينفي عنه ما نفاه عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله -ﷺ- مما لا يليق بجلاله،

على حد قوله عز وجل :

🔅{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11].

♦فقدِّس لله عبادتك أيها اللبيب، وأخلِصها لربّك الواحد الأحد، ونقِّها مما يفسدها أو ينقصها.

♦وطهِّر أيها الحبيب:

🔸 قلبَك من الشرك والنفاق والرياء،

🔸 ولسانَك من الكذب وقول السوء،

🔸وبصرَك من الخيانة،

🔸وأعمالَك ممّا يفسدها (من البدع والرياء)؛

🔅{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف:110].

♦وقدِّس نفسك بالتوحيد والإيمان،

🔺وطيِّبها بالذكر والحمد والشكر لربك،

🔺وزكِّها بالأعمال الصالحة والأخلاق الحسنة

تكُن كالملائكة في التسبيح والتقديس:

🔅{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة:30].

♦وتعبَّد لربّك بصفة الطهارة علمًا وعملًا؛

▫ فَتَطهَر من المعاصي باجتنابها فهو أفضلُ لك عند ربك، وأيسرُ مؤنةً من طهورِ التوبة؛

🔅{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون:1-3].

♦وطهِّر:

🔹نفسَك من الذنوب والعيوب ومتابعة الشهوات،

🔹ولسانَك عن الغيبة والنميمة وفاحش القول وما لا يعنيك،

🔹وقلبَك من الرياء والالتفات لما سواه،

🔹وجوارحَك عن المعاصي،

🔹وأوقاتَك عن المخالفات،

🔹ومالَك عن الحرام والشبهات،

🔅{وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ المصير }

♦وطهِّر -رحمك الله-:
🔹 قلبك من كل ما يدنّسه بالتوبة النصوح،
🔹وجسدك من الدرن والوسخ ومايُستقذر،
🔹 وثيابك من الرجس والقذر،
🔹وطيِّبْ بدنك بالطيب والمسك، وطهره بالوضوء والغسل؛

🔅{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} [المدثر:1-7].

♦وإذا ابتليت بمواقعة شيء من المعاصي

⬅فبادر إلى التوبة منها:

🔅{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس:7-10].

♦ومتى عَمِلتَ عملًا صالحًا فأخلِصْه لله وطهّره من الشوائب؛
↩ لتستوجِبَ موعودَه، وتفوزَ بقبوله؛

🔅{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون}

♦واعلم أن الطهارة تنقسم إلى ما انقسم إليه المتطهَّر منه وهو الرجس.

◾والرجس ضربان (نوعان):

📍الأول : رجسٌ باطن في القلب:
[كالشرك والنفاق , والشح والبخل , والحسد والجبن , والكذب والظلم وغير ذلك من مساوئ الأخلاق والذنوب الخفية]

⤴فهذا :
🔹جاهد نفسك على التخلص منه،

🔹واضرع إلى ربك ليخلصك منه،

🔹وبادر إلى التطهر منه بالتوبة النصوح، والله يتوب عليك؛

🔅{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 17].

📍الثاني: رجس ظاهر:
وهو ضربان (نوعان):

🔺أحدهما : عمل ظاهر يصدر من الجوارح بعلم القلب، وإرادة الإنسان باختياره [كالمعاصي والمحرمات القاصرة والمتعدّية]:

⤴فهذا طهوره من جهة القلب:
🔸بالتوبة منه،
🔸 والعزم على تركه،
🔸وإتْباع السيئة بالحسنة التي تمحها،
🔸 وإشغال الجوارح بالطاعات بدل المعاصي،
فذلك أبلغ في الطهارة

🔅{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [ هود:114-115].

🔺الثاني : ما يفعله العبد مُكرَهًا من المعاصي التي تتعلّق به وحده ولا تتعدى إلى غيره .

⤴ فهذا طهوره:
▪لزوم كراهته في القلب
▫ والتخلُّص منه متى زال الإكراه،
▪ مع الاستغفار.

🔅{مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل: 106].

💫كتاب التوحيد - الشيخ محمد التويجري💫

❤حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب ❤️
رد مع اقتباس