عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 05-31-2021, 12:15 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي


🌟القاعدة السادسة والعشرون:

"ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً"

📌هذه قاعدةٌ من القواعد النبوية المحكمة في أبواب العلاج الحسي والمعنوي، إنها قاعدة ترسم البسمة على شفتي كل مريض، وتبعث الأمل في قلب كل مبتلى، وتمسح الدمعة عن خدِّ كل مصاب، وتفتح الآفاق لكل من يعاني مشكلة معنوية في حياته الخاصة والعامة.

💡وفي هذه القاعدة النبوية إثبات الأسباب، وأن ذلك لا ينافي التوكل على الله لمن اعتقد أنها بإذن الله ومشيئته، وأنها لا تنفع بذواتها، بل بما قدره الله فيها، بل إن الدواء قد ينقلب داءً إذا قدّر اللهُ ذلك! وإليه الإشارة بقوله في حديث جابر: "لكل داء دواء، فإذا أصيب دواءُ الداء بَرِأ بإذن الله عز وجل"
[رواه مسلم]

⇚ فمدار ذلك كله على تقدير الله وإرادته، والتداوي لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفعُ الجوع والعطش بالأكل والشرب، وكذلك تجنب المهلكات، والدعاء بطلب العافية، ودفع المضار، وغير ذلك...

📍إذا تبين هذا، فليعلم الجميعُ أن النبي -ﷺ- قال في هذا الباب: "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرَّم عليكم"
[رواه البخاري]،
فلا يجوز لمريضٍ أو ممرض أن يستعمل شيئًا حرمه اللهُ تعالى أو رسولُه، زاعمًا أن فيه شفاؤه! وأنه داخل في هذه القاعدة كالسحر، أو الخمر، أو الموسيقى -خاصة عند أطباء المرضى النفسيين- أو غير ذلك مما حرمه ديننا الحنيف؛ فكلام رسول الله يفسِّر بعضُه بعضًا، وعمومُ هذه القاعدة يخصصها قوله: "لم يجعل شفاءكم فيما حرم علیکم".

📌إن التمريض ضروري، والمهنة لا بدّ منها، لكن بشرط: أن نبقى متمسكين بأحكام ديننا، فلا نُغضِب ربنا لنَشفي مريضَنا، والشفاءُ من الله، والله لا يشفي بمعصيته، بل يشفي بطاعته، وإذا زال المرض عن الجسد مؤقتًا في هذه الحياة الدنيا بالمعصية؛ فإن الحياة الحقيقية الطويلة هي الآخرة، فماذا ينفعنا شفاءُ المرض هنا وأن نبتلى بمرض الحريق بنار جهنم؟!

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس