عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 06-01-2021, 12:36 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي


🌟القاعدة السابعة والعشرون:

"من لا يرحم لا يُرحَم"

📌هذه قاعدة جليلة، ترسم للبشرية خطوط الحياة السعيدة...

💡والرحمة التي يتصف بها العبد نوعان:

▫️النوع الأول: رحمة غريزية، قد جبل اللهُ بعضَ العباد عليها، وجعل في قلوبهم الرأفةَ والرحمةَ والحنانَ على الخَلْق، ففعلوا بمقتضى هذه الرحمة جميعَ ما يقدرون عليه من نفعهم بحسب استطاعتهم، فهم محمودون مثابون على ما قاموا به، معذورون على ما عجزوا عنه، وربما كتب الله لهم بنياتهم الصادقة ما عجزت عنه قواهم.

▫️والنوع الثاني: رحمة يكتسبها العبد بسلوكه كل طريق ووسيلة، تجعل قلبَه على هذا الوصف،... فلا يزال العبد يتعرّف الأسبابَ التي يدرك بها هذا الوصف الجليل، ويجتهد في التحقق به؛ حتى يمتلئ قلبه من الرحمة، والحنان على الخلق، ويا حبذا هذا الخُلق الفاضل، والوصف الجليل الكامل!

❔ فإن قلتَ كيف أعرف أن الرحمة موجودة في قلبي؟

فالجواب: أن لذلك علامة، وهي أن تكون محبًا لوصول الخير لكل الخلق، وللمؤمنين خصوصًا، وفي مقابل ذلك: أن تكره حصول الشر والضرر عليهم.

ومن صور الرحمة التي قد تختفي عند بعض الناس: الرحمة بالأطفال الصغار والرقة عليهم، وإدخال السرور عليهم، وأما عدم المبالاة بهم، وعدم الرقة عليهم؛ فجفاء وغلظة!

وتأمَّل معي كيف كان خلق الرحمة سببًا في رحمة الله -تعالى- لامرأة لم تُعرف إلا بأسوأ ما يمكن أن توصف به المرأة، إنها البغي من بني إسرائيل، حين رحمت ذلك الكلب الذي كان يأكل الثرى من العطش؛ فسقته فغفر الله لها، بسبب تلك الرحمة!

وفي مقابل هذا: تأمّل كيف عذب الله امرأة بالنار، حين ربطت الهرة، لا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، حتى ماتت!...

هذا في حيوان! فكيف بمن يحنو ويرأف ويرفق بوالديه، وأرحامه، وزوجته...؟!


فعوِّد نفسك الرحمة أيها المؤمن فإنك مضطر إلى رحمة الله، ودرب نفسك وهذبها على الرحمة وإذهاب القسوة، واحرص على مخالطة الرحماء عسى أن ترحم، وأن تكون رحيمًا، وتسلم من ضدها.

اللهم املأ قلوبنا رحمة لأنفسنا ولعبادك، واجعلنا من عبادك الرحماء، واهدنا يا ربنا لأحسن الأخلاق والأعمال، وجنبنا سيّئها؛ لا يملك ذلك إلا أنت.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس