[أم حذيفة]

🌟القاعدة الثامنة والعشرون:

"ليس الشديد بالصُّرَعة"

📌 هذه قاعدة من قواعد العلاج النفسي في السنة النبوية، وهي من قواعد الحياة التي تضبط تصرفات المرء مع غيره، وتعينه ليهنأ بحياته، ويطيب بعيشه، ويرتقي بنفسه في درج الكمال.

▪️والصُّرَعة: هو الذي يصرع الناس ويكثر منه ذلك.. فأراد -ﷺ- أنَّ الذي يقوى على مَلْكِ نفسه عند الغضب، ويردُّها عنه هو القويّ الشديد.. لغلبته هواه المُردي، الذي زيَّنه له الشيطان المغوي، فدل هذا على أن مجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو؛ لأن النبي -ﷺ- جعل للذي يملك نفسه عند الغضب من القوة والشدة ما ليس للذي يغلب الناس ويصرعهم..

⛔️ ولعظيم أمر الغضب عطف الله بذكره بعد ذكر كبائر الذنوب والفواحش فقال سبحانه: {وَٱلَّذِینَ یَجۡتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا۟ هُمۡ یَغۡفِرُونَ} [الشورى: ۳۷]

❗️لقد جاء هذا الاهتمام البالغ بأمر الغضب؛ لما يجنيه على صاحبه من جنایات عظيمة إن لم يكظمه ويدافعه.

🔻فالغضب مجمع شرور عظيمة، وينشأ عنه من الأفعال المحرمة: كالقتل، والضرب، وأنواع الظلم والعدوان، وكثير من الأقوال المحرمة: كالقذف، والسب، والفحش، وربما ارتقى إلى درجة الكفر!

💡ومما ينصح به الغاضب أمور:

١- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم..

٢- السكوت..

٣- أن يجلس إن كان قائمًا.. وإن وجده جالسًا فليضطجع.

٤- أن يتوضأ...

٥- كظم الغضب: فإذا كظم الغاضب غضبه لله ولم ينفذه؛ فليُبشر بفضل الله تعالى وحسن نواله..

🛑 وههنا تنبيه ينبغي التفطن له: وهو أن النبي -ﷺ- إنما أراد أن لا يغضب المسلم لأمور دنياه ومعاملته التي يمكن استدراكها، وأما فيما يعود إلى القيام بالحق؛ فالغضب فيه قد يكون واجبًا، وهو الغضب على الكفار، والمبالغة فيهم بالجهاد، وكذلك الغضب على أهل الباطل، وإنكاره عليهم بما يجوز.... وقد يكون مندوبًا إليه: وهو الغضب على المخطئ إذا علمت أن في إبداء غضبك عليه ردعًا له وباعثًا على الحق.

🍃 وإنما المحمود غضبٌ ينتظر إشارة العقل والدین، فينبعث حيث تجب الحمية، وينطفئ حيث يحسُن الحِلم، وحفظه على حد الاعتدال هو الاستقامة التي كلَّف الله بها عباده، وهو الوسط الذي وصفه رسول الله ﷺ.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫

ღ قوت القلوب ღ